Telegram Web Link
وبعد الإمام الشافعي قام تلاميذه كالحارث المحاسبي، والكرابيسي، وحرملة، والبويطي، وداود الأصبهاني في نصرة عقيدة أهل السنة والجماعة".
ثم قال الإمام البغدادي:
"ومن متكلمي أهل السنة الذين تخصصوا في العقيدة على مذهب أهل السنة في زمن خلافة المأمون عبد الله بن سعيد بن كلاب الذي دمر المعتزلة في مجلس المأمون وفضحهم.
ومن تلاميذه: عبد العزيز المكي الكتاني الذي فضح المعتزلة في مجلس المأمون، والحسين بن الفضل البجلي، وهو الذي لما خرج من العراق إلى خراسان قال الناس فيه: إنه قد خرج علم العراق كله إلى خراسان، والإمام الجنيد من تلاميذ عبد الله بن سعيد أيضاً.
وبعد ذكر الإمام البغدادي لسادات وعلماء أهل السنة قال:
" ثم بعدهم، شيخ النظر، وإمام الآفاق في الجدل والتحقيق، أبو الحسن الأشعري الذي صار شجاً في حلوق القدرية والنجارية، والجهمية، والمجسمة، والروافض، والخوارج.
وقد ملأ الدنيا كُتُبُهُ، وما رُزق أحدٌ من المتكلمين من التَبَعِ ما قد رُزِقَ لأن جميع أهل الحديث، ومن لم يتمعزل من أهل الرأي على مذهبه.
ومن تلامذته المشهورين: أبو الحسن الباهلي، وأبو عبد الله بن مجاهد، وهذان الاثنان تلاميذهما شموس الدنيا كالإمام الباقلاني، وأبو بكر بن فورك" .
أقول: ولقد تابع هؤلاء في نصرة مذهب أهل السنة الشاعرة علماء كثيرون منهم:
- إمام الحرمين الجويني.
- والإمام حجة الإسلام الغزالي.
- والإمام الكبير ابن الخطيب فخر الدين الرازي صاحب تفسير مفاتيح الغيب.
- والإمام الآمدي.
- والإمام ابن الحاجب.
- وسلطان العلماء العز بن عبد السلام.
- والإمام شرف الدين النووي.
- وأمير المؤمنين في علم الحديث ابن حجر العسقلاني.
- والإمام المحقق والمدقق سعد الدين التفتازاني.
- والإمام عضد الدين الإيجي.
- والإمام عبد الكريم الشهرستاني.
- والإمام المتكلم الفقيه المحدث البيهقي صاحب السنن الكبرى.
وهكذا كل من جاء بعد الإمام الأشعري من أتباع الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة كابن الجوزي وابن عقيل وغيرهم.
• الشهادة التاسعة:
وهي شهادة الإمام أبي منصور البغدادي أيضاً، حيث ذكر في كتابه النفيس: (الفرق بين الفرق) بحثا مستقلاً عن أهل السنة والجماعة، وشرح فيها ما يلي:
1- بيان أصناف أهل السنة والجماعة.
2- بيان تحقيق النجاة لأهل السنة والجماعة.
3- بيان قول أهل السنة في السلف الصالح من الأمة.
4- بيان عصمة أهل السنة عن تكفير بعضهم بعضا.
5- بيان فضائل أهل السنة، وأنواع علومهم، وذكر أئمتهم.
6- بيان آثار أهل السنة في الدين والدنيا، وذكر مفاخرهم فيهما.
ونحن ننصح عموم المسلمين وجماهيرهم، الصادقين في الانتماء إلى هذا الدين، المخلصين لله تعالى، الباحثين عن أهل الحق الرجوع إلى هذا الكتاب لمعرفة المزيد والمزيد عن أهل السنة والجماعة الذين هم الأشاعرة والماتريدية دون من خالفهم من الشيعة والروافض والخوارج والمعتزلة والمجسمة وأتباعهم من الوهابيين والسلفيين أتباع ابن تيمية الحراني.
ومن الكتب التي ننصح المسلمين بالرجوع إليها لمعرفة المزيد عن أهل السنة والجماعة كتاب عظيم القدر والفائدة وهو (التبصير في الدين) للإمام الكبير -حجة المتكلمين -المفسر أبي المظفر الإسفراييني المتوفى سنة (471 هـ)، حيث ذكر في آخر كتابه هذا مبحثاً كاملاً في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة وذكر فيه أيضاً ما لعلماء الأشاعرة من دور في نشر الدين والرد على المخالفين، ونحن ننقل بعض كلامه في هذا المقام مختصراً للفائدة، قال:
"وقيَّض اللهُ تعالى في عصرنا في كل إقليم من أقاليم العالم سادةً من أعلام أئمة الدين الذين صنفوا في نصرة الدين، وتقوية ما عليه أهل السنة والجماعة، والرد على أهل البدع فيما زوروه من الشبه مثل القاضي الإمام أبي بكر الباقلاني الأشعريّ ، وله تقريباً (50,000) خمسون ألف ورقة في نصرة الدين والرد على أهل الزيغ والبدع، ومثل الإمام أبي إسحاق الإسفرايينيّ الذي عقمت النساء أن يلدن مثله، ومثل الأستاذ أبي بكر بن فورك رضي الله عنه الذي لم ير مثله في نشر دينه وقوة يقينه، وله أكثر من مائة وعشرين تصنيفاً في نشر الدين والرد على الملحدين ومثل الإمام أبي منصور عبد القاهر البغدادي ، ما من علم من العلوم إلا وله فيه تصنيف ... الخ".
الشهادة العاشرة: شهادة سلطان العلماء، المجتهد المطلق، العز بن عبد السلام.
قال الإمام العز بن عبد السلام في عقيدته التي كتبها وذكرها السبكي في الطبقات: (8/291):
"واعتقاد الأشعري ـ رحمه الله ـ مشتمل على ما دلت عليه أسماء الله التسعة والتسعون التي سمى بها نفسه في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .... الخ".
وقال في آخر العقيدة هذه:
"فهذا جملة من اعتقاد الأشعري ـ رحمه الله تعالى ـ واعتقاد السلف وأهل الطريقة والحقيقة، نسبته إلى التفصيل الواضح كنسبة القطرة إلى البحر الطافح:
يعرفه الباحث من جنسه وسائر الناس له منكــــــــــــــــر
لقد ظهرت فلا يخفى على أحد إلا على أكمه لا يعرف القمر".
الشهادة الحادية عشر: شهادة العلامة ابن خلدون صاحب الكتاب الشهير: مقدمة ابن خلدون.
سرد العلامة ابن خلدون في مقدمته عقائد أهل السنة في (الفصل العاشر : في علم الكلام)، ثم ذكر بعض البدع التي انتشرت بين المسلمين – خصوصا في العقيدة، وخصوصا في صفات الله تعالى الواردة في القرآن والسنة – ومن هذه البدع فشو وانتشار التشبيه والتجسيم في حق الله تعالى على أيدي بعض أهل الأهواء أو ضعاف العقول، ونحن نريد أن نذكر شهادة ابن خلدون هذه، وكيف أن الإمام "أبا الحسن الأشعريّ" وقف في وجه هؤلاء، وردّ بدعتهم، وبدعة غيرهم من المجسمة والشيعة والفلاسفة والمعتزلة، فلما سرّ به أهل السنة وبفعله هذا انتسبوا إليه وأصبح اسمهم الأشاعرة.
عقائد أهل السنة التي ذكرها ابن خلدون:
الإيمان بالخالق، ووحدانيته في ذاته وصفاته وأفعاله.
اعتقاد تنزيه الله تعالى في ذاته وصفاته عن النقص.
اعتقاد أن الله تعالى لا يشبهه شيء لا في ذاته ولا في صفاته.
اعتقاد أن الله تعالى عالم قادر مريد مقتدر.
اعتقاد أن الله تعالى يعيد الخلائق بعد الموت تكميلا لعنايته.
اعتقاد بعثة الرسل إلى الناس لهدايتهم ونجاتهم من شقاء النار.
اعتقاد أن الجنة للمؤمنين والنار للكافرين.
ثم قال ابن خلدون:
"...هذه أمهات العقائد الإيمانية معللة بأدلتها العقلية وأدلتها من الكتاب والسنة كثير، وعن تلك الأدلة أخذها السلف وأرشد إليها العلماء وحققها الأئمة".
ثم قال ابن خلدون:
"... إلا إنه عرض بعد ذلك خلاف في تفاصيل هذه العقائد ، أكثر مثارها من الآي المتشابهة ، فدعا ذلك إلى الخصام والتناظر والاستدلال بالعقل وزيادة إلى النقل، فحدث بذلك (علم الكلام)".
ثم شرع ابن خلدون يوضح كيف أن بعض الناس أساءوا التعامل مع تلك الآيات المتشابهة في القرآن، فخرجوا عن الحق والصراط المستقيم إلى جانب آخر هو جانب البدعة، فقال:
"...ثم وردت في القرآن آي أخرى قليلة توهم التشبيه .... مرة في الذات ومرة في الصفات، فأما السلف فغلبوا أدلة التنزيه لكثرتها ووضوح دلالتها، وعلموا استحالة التشبيه:
ففريق شبهوا في الذات باعتقاد: اليد والقدم والوجه؛ عملا بظواهر وردت بذلك، فوقعوا في التجسيم الصريح، ومخالفة آي التنزيه المطلق، التي هي أكثر موارد، وأوضح دلالة، لأن معقولية الجسم تقتضي النقص والافتقار ... الخ.
قال ابن خلدون: "وفريق منهم ذهبوا إلى التشبيه في الصفات كإثبات الجهة، والاستواء، والنزول، والصوت والحرف وأمثال ذلك، وآل قولهم إلى التجسيم فنزعوا مثل الأولين إلى قولهم: صوت لا كالأصوات، جهة لا كالجهات، نزول لا كالنزول.... الخ".
ولما انتشرت بدع المشبهة والمعتزلة والشيعة في البلاد كما بيّن ابن خلدون، قام الإمام أبو الحسن الأشعري بنصرة السنة، والرد على المخالفين فقال:
"... وعظم ضرر هذه البدعة، ولقنها بعض الخلفاء عن أئمتهم-فحمل الناس عليها، وخالفهم أئمة السلف، فاستحل لخلافهم، إيسار كثير منهم ودماؤهم ، وكان ذلك سببا لانتهاض أهل السنة بالأدلة العقلية على هذه العقائد دفعا في صدور هذه البدع، وقام بذلك الشيخ أبو الحسن الأشعري إمام المتكلمين، فتوسط بين الطرق، ونفى التشبيه، وأثبت الصفات المعنوية، وقصر التنزيه على ما قصره عليه السلف .... الخ".
ثم قال ابن خلدون:
"... وكثر أتباع الشيخ أبي الحسن الأشعري، واقتفي طريقته من بعده تلميذه كابن مجاهد وغيره، وأخذ عنهم القاضي أبو بكر الباقلاني، فتصدر للإمامة في طريقتهم، وهذبها، ووضع المقدمات العقلية التي تتوقف عليها الأدلة والأنظار .... ثم جاء بعد القاضي أبي بكر الباقلاني إمام الحرمين أبو المعالي فأملى في الطريقة كتاب "الشامل" وأوسع القول فيه ثم لخصه في كتاب "الإرشاد" واتخذه الناس إماما لعقائدهم...الخ" .
وفي (الفصل السادس عشر)، ذكر ابن خلدون أن الطريقة الأسلم والأصوب والأقوام في فهم الآيات المتشابهة الواردة في القرآن الكريم هي طريقة الأشاعرة، لأنهم هم أهل السنة، وأهل السنة هم الأقدر على توجيه الآيات المتشابهات التوجيه السليم الذي لا يعارض قطعيات العقيدة الإسلامية فقال:
أولا: في رفض عقيدة المشبهة: " ... وأهل السنة من المتكلمين الأشعرية والحنفية، ورفضوا عقائدهم في ذلك ".
ثانيا: إن فهم المتشابهة يجب أن يكون وفق ما قرره أهل السنة الأشاعرة: "... وأما الظواهر الخفية الدلالة ... فإنْ حمَلْنَاها على ما ذهب إليه الأشعريةُ في تفاصيلهِ، وهم أهل السنة، فلا تشابه".
فهذه هي شهادة ابن خلدون رحمه الله تعالى ذكر فيها أن طريقة التشبيه والتجسيم لذاته تعالى وصفاته هي طريقة باطلة لأنها طريقة أهل البدعة، وأما السنة كل السنة فهي طريقة السلف الصالح ومن تبعهم على ذلك من الأشاعرة والماتريدية.
ونحن اليوم نواجه علوًا لرايةِ المشبهةِ والمجسمةِ من الوهابيةِ والسلفيةِ، وعلى أهل السنة القيامُ بحق دينهم، والرد عليهم، فهل في الأمة اليوم من أشعريٍّ آخرَ.
الشهادة الثانية عشر: شهادة الإمام أبو بكر بن فورك رضي الله عنه
قال في: "تبيين كذب المفتري" (ص 127)، قال ابن فورك رضي الله عنه: "انتقل الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري رضي الله عنه من مذاهب المعتزلة إلى نصرة مذاهب أهل السنة والجماعة بالحجج العقلية وصنف في ذلك الكتب ...".
الشهادة الثالثة عشر: شهادة العلامة ابن خلكان.
قال في كتابه المشهور: "وفيات الأعيان" (3/ 284)، في حق الإمام الأشعري:
"هو صاحب الأصول والقائم بنصرة مذهب أهل السنة ...".
الشهادة الرابعة عشر: شهادة الإمام المحقق والعلامة المدقق حجة المعقول والمنقول عضد الدين الإيجي رحمه الله تعالى.
قال الإمام العضد في كتابه النفيس "المواقف في علم الكلام" (ص 430):
"وأما الفرقة الناجية المستثناة الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم هم الذين ما عليه أنا وأصحابي فهم الأشاعرة والسلف من المحدثين وأهل السنة والجماعة ومذهبهم خال من البدع".
الشهادة الخامسة عشر: شهادة الإمام العارف بالله ابن عجيبة رحمه الله تعالى.
قال ابن عجيبة في تفسيره الكبير المسمى: "البحر المديد": (ص 607):
"وأما أهل السنة فهم الأشاعرة ومن تبعهم في اعتقادهم الصحيح كما هو مقرر في كتب أهل السنة".
الشهادة السادسة عشر: شهادة العلامة السفاريني الحنبلي رحمه الله تعالى.
قال في كتابه المسمى: " لوامع الأنوار البهية": (1/ 73):
"أهل السنة ثلاث فرق:
الأثرية: وإمامهم الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
والأشعرية: وإمامهم أبو الحسن الأشعري رحمه الله.
والماتريدية: وإمامهم أبو منصور الماتريدي رحمه الله تعالى.
الشهادة السابعة عشر: شهادة الإمام العلامة اليمني عبد الله بن علوي الحداد رحمه الله تعالى.
جاء في كتاب: "نيل المرام شرح عقيدة الإسلام" للإمام الحداد: (ص 8):
"اعلم أن مذهب الأشاعرة في الاعتقاد هو ما كان عليه جماهير أمة الإسلام، علماؤها ودهماؤها إذ المنتسبون إليهم والسالكون طريقهم كانوا أئمة أهل العلوم قاطبة على مر الأيام والسنين وهم أئمة علم التوحيد والكلام والتفسير والقراءة والفقه وأصوله والحديث وفنونه والتصوف واللغة والتاريخ".

الشهادة الثامنة عشر: شهادة العلامة المواهبي الحنبلي رحمه الله تعالى.
قال المواهبي في: "العين والأثر": (ص 53):
"طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة وحنابلة وماتريدية".
الشهادة الأخيــــــــرة: شهادة تقي الدين أبي العباس المقريزي صاحب الكتــاب المعـــروف: (بالخطط المقريزي).
حيث ذكر فصلا كاملا في بيان أن الأشاعرة هم أهل السنة على الحقيقة لا من خالفهم من الشيعة والمعتزلة والخوارج والمجسمة من التيمية وهابيةً كانوا أم سلفيةً، وذلك ابتداء من الصفحة: (344) من المجلد الأول، وقد فصّل في ذلك تفصيلا طويلا، لا داعي لنقله هنا،

ونكتفي بإرشاد الناس بالرجوع إليه لمن أراد زيادة التحقيق في المسألة.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
بسم الله..

- جاء في الطبقات الكبرى للتاج السبكي:

- يحيى بن شرف النووي - الشيخ العلامة محيي الدين أبو زكريا شيخ الاسلام..
«أستاذ المتأخرين، وحجة الله على اللاحقين، والداعي إلى سبيل السالفين».

- كان إماما مجمعا على جلالته، وكان كيحيى سيدا وحصورا.

- عاش حياته زاهدا لم يُبال بخراب الدنيا إذا صير دينه ربعا معمورا.

- وله الزهد والقناعة، ومتابعة السالفين من أهل السنة والجماعة.

- والمصابرة على أنواع الخير لا يصرف ساعة في غير طاعة.

- وهذا مع فضله وجلالته في أصناف العلوم فقها.
- ومتون أحاديث وأسماء رجال ولغة وصرفا، وغير ذلك.

- وأنا إذا أردت أن أجمل تفاصيل فضله، وأدل الخلق على مبلغ مقداره بمختصر القول وفصله = لم أزد على بيتين أنشدنيهما من لفظه لنفسه الشيخ الامام - يقصد أباه الإمام تقي الدين السبكي رحمه الله - وقد أنشد شِعرا لما سكن في قاعة دار الحديث الأشرفية التي كان الإمام النووي شيخا لها، فقال الإمام السبكي في مدحها:

وفي دار الحديث لطيف معنى **
على بسط لها أصبو وآوى
عسى أنى أمس بحر وجهي **
مكانا مسَّه قدم النواوي
-------------
قلتُ: والله لكتاب واحد من كتب شيخ الإسلام النووي، أنفع للأمة من حياة كل الطاعنين فيه وإن اجتمعوا على صرف أعمارهم في خدمة الدين والتأليف والتصنيف، فكيف ولم يعرفوا أصلا إلا بالقدح في أهل الله وخاصته من العلماء والصالحين؟!
«وما كان لله دام واتصل».
الإمام الولي محيي الدين يحيى بن شرف النووي

ذكر ابن العطار تلميذ الإمام النووي أن الشيخ أبا القاسم المزي أخبره أنه رأى في نومه بالمِزَّة من ضواحي دمشق: رايات كثيرة وطبلًا يضرب، فقال: ما هذا؟ فقيل له: الليلة قُطِّبَ يحيى النووي أي صار قطبا من كبار الأولياء.
يقول: فاستيقظت من منامي، ولم أكن أعرف الشيخ ولا سمعت به قبل ذلك، ثم دخلت دمشق في حاجة لي، فذكرت ما رأيت لشخص فقال: هو شيخ دار الحديث الأشرفية، وهو الآن جالس فيها، فدخلتها فلما وقع بصره عليَّ نهض إلى جهتي، وقال: اكتم ما معك ولا تحدث به أحدًا، ثم رجع إلى موضعه.
كان الشيخ محيي الدين رحمه الله سالكاً منهاج الصحابة رضي الله عنهم، ولا أعلم أحداً في عصرنا سالكاً على منهاجهم غيره.
- الإخميمي
-----------
شيخي وقدوتي، الإمام ذو التصانيف المفيدة والمؤلفات الحميدة، أوحد دهره وفريد عصره، الصوّام القوّام، الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، صاحب الأخلاق الرضية والمحاسن السنية، العالم الرباني المتفق على علمه وإمامته، وجلالته وزهده، وورعه وعبادته، وصيانته في أقواله وأفعاله وحالاته، له الكرامات الطافحة، والمكرمات الواضحة، والمؤثر بنفسه وماله للمسلمين، والعالم بحقوقهم وحقوق ولاة أمورهم بالنصح والدعاء في العالمين، مع ما هو عليه من المجاهدة لنفسه، ... قد صرف أوقاته كلها في أنواع العلم والعمل، فبعضها للتصنيف، وبعضها للتعليم، وبعضها للصلاة، وبعضها للتلاوة والتدبر، وبعضها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- ابن العطار
------------
الشيخ الإمام، العلامة الحافظ، الفقيه النبيل، محرر المذهب ومذهبه، وضابطه ومرتبه، أحد العباد والعلماء الزهاد، كان على جانب كبير من العلم والعمل والزهد والتقشف، والاقتصاد في العيش والصبر على خشونته، والتورع الذي لم يبلغنا عن أحد في زمانه ولا قبله بدهر طويل.
- ابن كثير
-------------
شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين، وحجة الله على اللاحقين، والداعي إِلى سَبِيل السالفين. كَانَ يحيى رَحمَه الله سيداً وَحَصُوراً، وليثاً على النَّفس هصوراً، وزاهداً لم يبال بخراب الدُّنْيَا إِذا صير دينه ربعاً معموراً، لَهُ الزّهْد والقناعة، ومتابعة السالفين من أهل السنة والجماعة، والمصابرة على أَنْوَاع الْخَيْر، لَا يصرف سَاعَة فِي غير طَاعَة، هَذَا مَعَ التفنن فِي أَصْنَاف الْعُلُوم، فقهاً ومتونَ أَحَادِيث وَأَسْمَاءَ رجال ولغةً وتصوفاً وَغيرَ ذَلِك.
- التاج السبكي
-------------

حكى تاج الدين السبكي في" الترشيح" عن والده تقي الدين السبكي، قال:

" وافَق الوالدُ مرةً وهو راكبٌ على بغلته شيخًا عامّيًا ماشيًا، فتحادَثا، فوقَع في كلام ذلك الشيخ أنه رأى محيي الدين النووي.

ففي الحال نزلَ الوالد عن بغلته، وقبَّلَ يدَ ذلك الشيخ العامِّي، وسأله الدعاء، وقال له: اركب خلفي؛ فلا أركبُ وعينٌ رأت وجهَ النووي تمشي بين يديَّ.

قال: وكان الوالد سكَن دار الحديث الأشرفيَّة، وكان يَخرج في الليل يتهجَّد، ويُمرِّغ خدَّيه على الأرض فوق البِساط الذي يقال: إنه من زمن الواقف، ويقال: إن النووي كان يُدرِّس عليه، ويُنشد:

وفي دار الحديث لطيفُ معنًى
على بُسُطٍ لها أصبُو وآوي
عسى أني أمسُّ بِحُرّ وجهي
مكانا مسَّه قدمُ النواوي.
قال الذهبي :
«الشيخ الإمام القدوة الحافظ الزاهد العابد الفقيه المجتهد الرباني، شيخ الإسلام وحسنة الأيام».

📖 سِيَّر أعلام النبلاء.
يقول مجتهد الدنيا في عصره التاج السبكي رضي الله عنه عن إمام المسلمين باتفاق، وشيخ الكل على الإطلاق، ولي الله النوري رضي الله عنه وأرضاه:

"الشيخ الإمام العلامة محيي الدين أبو زكريا، شيخ الإسلام أستاذ المتأخرين، وحجة الله على اللاحقين، والداعي إلى سبيل السالفين، كان يحيى رحمه الله سيدًا وحصورًا، ولينا على النفس هصورًا، وزاهدًا لم يبال بخراب الدنيا إذ صير دينه ربعا معموما، له الزهد والقناعة، ومتابعة السالفين من أهل السنة والجماعة، والمصابرة على أنواع الخير لا يصرف ساعة في غير طاعة"

#اعرف_الإمام_النووي
يقول الحافظ الشمس الذهبي رضي الله عنه عن شيخ الإسلام ومفتي الأنام الإمام النووي رضي الله عنه وأرضاه:

"الشيخ الإمام القدوة الحافظ الزاهد العابد الفقيه المجتهد الرباني، شيخ الإسلام حسنة الأنام محيي الدين صاحب التصانيف التي سارت بها الركبان واشتهرت بأقاصي البلدان … لازم الاشتغال والتصنيف محتسبًا في ذلك مبتغيًا وجه الله مع التعبد والصوت والتهجد والذكر والأوراد وحفظ الجوارح وذم النفس والصبر على العيش الخشن ملازمة كلية لا مزيد عليها، وكان مع ملازمته التامة للعلم ومواظبته لدقائق العمل وتزكية النفس من شوائب الهوى وسيء الأخلاق ومحقها من أغراضها عارفًا بالحديث قائمًا على أكثر فنونه عارفًا برجاله رأسًا في نقل المذهب متضلعًا من علوم الإسلام"

#اعرف_الإمام_النووي
يقول الحافظ ابن كثير رضي الله عنه عن شيخ الإسلام وبركة الأنام النووي رضي الله عنه وأرضاه:

"الشيخ الإمام العالم العلّامة، شيخ المذهب وكبير الفقهاء في زمانه ومن حاز قصب السبق دون أقرانه، كان من الزهادة والعبادة والتحري والورع والانجماع عن الناس والتخلي لطلب العلم والتحلي به على جانب لا يقدر عليه غيره، لا يضيع شيئًا من أوقاته"

وقال:
"الشيخ الإمام العلامة الحافظ الفقيه النبيل محرر المذهب ومهذبه وضابطه ومرتبه، أحد العباد والعلماء الزهاد، وكان على جانب كبير من العلم والعمل والزهد والتقشف والاقتصاد في العيش والصبر على خشونته، والتورع الذي لم يبلغنا عن أحد في زمانه ولا قبله بدهر طويل"

#اعرف_الإمام_النووي
يقول الكمال الدميري رضي الله عنه عن شيخ الإسلام وحجة الله على الأنام، الإمام النووي رضي الله عنه وأرضاه:

"الحبر الإمام العلامة شيخ الإسلام، قطب دائرة العلماء الأعلام، محرر المذهب المتفق على إمامته وديانته، وسؤدده وسيادته، وورعه وزهادته، كان ذا كرامات ظاهرة، وآيات باهرة، وسطوات قاهرة، فلذلك أحيى الله ذكره بعد مماته، واعترف أهل العلم بعظيم بركاته، ونفع الله بتصانيفه في حياته وبعد وفاته، فلا يكاد يستغني عنها أحد من أصحاب المذاهب المختلفة، ولا تزال القلوب على محبة ما ألفه مؤتلفة"

#اعرف_الإمام_النووي
قال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي رضي الله عنه عن شيخ المسلمين باتفاق الإمام النووي رضي الله عنه وأرضاه:

"الحافظ القدوة الإمام، شيخ الإسلام، صاحب التصانيف السديدة، والمؤلفات النافعة المفيدة، كان فقيه الأمة، وعلم الأئمة، وأوحد زمانه تبحرًا في علومٍ جمّة، مع شدة الورع والزيادة، وكثرة الصلاح والعبادة، والقناعة بالعيش الأخشن، واللباس الأدثر، والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكانت عليه هيبة ووقار باهر، حتى كان يخاف منه الملك بيبرس الظاهر"

#اعرف_الإمام_النووي
يقول الإمام ابن العطار رضي الله عنه وأرضاه عن شيخ الدنيا باتفاق وإمام الكلّ على الإطلاق الإمام النووي رضي الله عنه وأرضاه:

"شيخي وقدوتي الإمام ذو التصانيف المفيدة، والمؤلفات الحميدة، وحيد دهره، وفريد عصره، الصوام القوام، الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة، صاحب الأخلاق الرضية، والمحاسن السنية، العالم الرباني المتفق على علمه وإمامته، وجلالته وزهده وورعه، وعبادته، وصيانته في أقواله وأفعاله وحالاته، له الكرامات الطامحة، والمكرمات الواضحة، والمؤثر بنفسه وماله للمسلمين، القائم بحقوقهم وحقوق ولاة أمورهم بالنصح والدعاء في العالمين، مع ما هو عليه من المجاهدة لنفسه, والعمل بدقائق الفقه والاجتهاد عن الخروج من خلاف العلماء ولو كان بعيدا، والمراقبة لأعمال القلوب، وتصفيتها من الشوائب، يحاسب نفسه على الخطرة بعد الخطرة. وكان محققا في علمه وكل شؤونه، حافظا لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عارفا بأنواعه كلها من صحيحه وسقيمه، وغريب ألفاظه، وصحيح معانيه، واستنباط فقهه، حافظا لمذهب الشافعي وقواعده وأصوله وفروعه، ومذاهب الصحابة والتابعين، واختلاف العلماء ووفاقهم وإجماعهم، وما اشتهر من جميع ذلك، سالكا في كل ذلك طريق السلف، قد صرف أوقاته كلها في أنواع العمل، فبعضها لتصنيف، وبعضها للتعليم، وبعضها للصلاة، وبعضها للتلاوة والتدبر والذكر لله، وبعضها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر."

#اعرف_الإمام_النووي
قال الإمام اليافعي رضي الله عنه عن إمام المسلمين باتفاق الإمام النووي رضي الله عنه وأرضاه:

"شيخ الإسلام، مفتي الأنام، المحدث المتقن، المدقق النجيب، الحبر المفيد للقريب والبعيد، محرر المذهب، وضابطه ومرتبه، أحد العباد الورعين الزهاد، العلَم العامل، المحقق الفاضل، الولي الكبير، السيد الشهير، ذو المحاسن العديدة، والسير الحميدة، والتصانيف المفيدة، الذي فاق جميع الأقران، وسارت بمحاسنه الركبان، واشتهرت فضائله في سائر البلدان، وشوهدت له الكرامات، وارتقى في أعلى المقامات، ناصر السنة، ومعتمد الفتاوى، ذو الورع الذي لم يبلغنا مثله عن أحد في زمانه ولا قبله"

#اعرف_الإمام_النووي


يقول الحافظ السخاوي رضي الله عنه:

"شيخ الإسلام، وإمام الأئمة الأعلام، وقطب الأولياء الكرام، ونادرة الزهاد الوافر في ورعهم السهام، المجتهد في الصيام والقيام، والقائم بخدمة الملك العلام، محيي الدين النووي رضي الله عنه ورضي عنا به ومنح كلامنا في الخير منتهى أربه"

#اعرف_الإمام_النووي
يقول الإمام ابن العطار رضي الله عنه وأرضاه عن شيخ الدنيا باتفاق وإمام الكلّ على الإطلاق الإمام النووي رضي الله عنه وأرضاه:

"شيخي وقدوتي الإمام ذو التصانيف المفيدة، والمؤلفات الحميدة، وحيد دهره، وفريد عصره، الصوام القوام، الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة، صاحب الأخلاق الرضية، والمحاسن السنية، العالم الرباني المتفق على علمه وإمامته، وجلالته وزهده وورعه، وعبادته، وصيانته في أقواله وأفعاله وحالاته، له الكرامات الطامحة، والمكرمات الواضحة، والمؤثر بنفسه وماله للمسلمين، القائم بحقوقهم وحقوق ولاة أمورهم بالنصح والدعاء في العالمين، مع ما هو عليه من المجاهدة لنفسه, والعمل بدقائق الفقه والاجتهاد عن الخروج من خلاف العلماء ولو كان بعيدا، والمراقبة لأعمال القلوب، وتصفيتها من الشوائب، يحاسب نفسه على الخطرة بعد الخطرة. وكان محققا في علمه وكل شؤونه، حافظا لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عارفا بأنواعه كلها من صحيحه وسقيمه، وغريب ألفاظه، وصحيح معانيه، واستنباط فقهه، حافظا لمذهب الشافعي وقواعده وأصوله وفروعه، ومذاهب الصحابة والتابعين، واختلاف العلماء ووفاقهم وإجماعهم، وما اشتهر من جميع ذلك، سالكا في كل ذلك طريق السلف، قد صرف أوقاته كلها في أنواع العمل، فبعضها لتصنيف، وبعضها للتعليم، وبعضها للصلاة، وبعضها للتلاوة والتدبر والذكر لله، وبعضها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر."

#اعرف_الإمام_النووي
كان الإمام النووي ذات ليلة ضيفًا عند أستاذه الإمام النحوي الشهير ابن مالك صاحب الألفية (الخلاصة)، وقد كان ابن مالك حينها يكتب الألفية، وقد وصل إلى مواضع الابتداء بالنكر، فلما أراد أن يشير المسوغ الرابع من مسوغات الابتداء بالنكرة، وأراد أن يأتي بمثال عليه أتى بمثال واقعي، فقال قاصدًا الإمام النووي كما أشار إليه شراح الألفية: (رجل من الكرام عندنا) وذلك ضمن قوله:

ولا يجـــوز الابـــتــدا بالنــكرة * ما لم تفد كعند زيد نمرة
وهل فتى فيكم فما خل لنا * ورجل من الكــرام عنـــدنا

أصلها المشار إليه ” فيض نشر الانشراح ” لأبي عبد الله الفاسيّ (ت1170)؛ إذ يقول (1/491):
مدح الإمام النووي للتصوف والصوفية عندما قال فيما ألحقه وأضافه على طبقات ابن الصلاح في ترجمة الشيخ ابراهيم بن عيسى المرادي والأندلسي قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:

"الفقيه الشافعي الإمام الحافظ المتقن المحقق الضابط الزاهد الورع الذي لم تر عيني في وقته مثله، كان رضي الله عنه بارعا في معرفة الحديث وعلومه وتحقيق ألفاظه ولا سيما الصحيحان، ذا عناية باللغة والنحو والفقه ومعارف الصوفية، حسن المذاكرة فيها، وكان عندي من كبار المسلكين في طرائق الحقائق - يعني التصوف - حسن التعليم، صحبته نحو عشر سنين لم أر منه شيئا يكره، وكان من السماحة بمحل عال على قدر وجده، وأما الشفقة على المسلمين ونصيحتهم فقل نظيره فيهما".

نص كلام الإمام النووي من طبقات ابن الصلاح.
بلغني أن الشيخ الإمام محيي الدين النووي -رضي الله تعالى عنه- خطف سارقٌ عمامته وهرب، فتبعه الشيخ وصار يعدو خلفه ويقول له: ((مَلَّكتُك إياها، قل: قَبِلْت))، والسارق ما عنده خبر من ذلك!.
___
اليافعي (روض الرياحين في حكايات الصالحين)
السخاوي (المنهل العذب الروي في ترجمة قطب الأولياء النووي).
قال الحافظ السخاوي في ترجمة شيخ الإسلام النووي:
ولقد حُكي عنه أنه كان يكتب حتى تَكلَّ يدُه فتُعجزه، فيضع القلمَ ثم ينشد:
لئن كان هذا الدمعُ يجري صَبابةً
على غير سُعْدىٰ فهو دمعٌ مضيَّعُ

وهذا منه رضي الله عنه من باب قوله تعالى: ﴿والذين يُؤتُون ما آتَوا وَّقلوبُهم وَجِلةٌ أنّهم إلى ربهم راجعون* أولئك يُسارعون في الخيرات وهم لها سابقون﴾
قال الحسن رحمه الله: كانوا يعملون أعمال البر ويخشَون أن لا تُتقبّل منهم.

"الاهتمام، بترجمة الإمام النووي شيخ الإسلام" ص ٣٤.
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
كان العلامة محي الدين بن شرف النووي رحمه الله تعالى:
قال الشيخ أبو عبدالله البعلي الحنبلي
كنت ليلة في أواخر الليل بجامع دمشق والشيخ -أي الإمام النووي- واقف يصلي إلى سارية في ظلمة وهو يردد قوله تعالى ﴿وَقِفوهُم إِنَّهُم مَسئولونَ﴾ مرارا بحزنٍ وخشوع، حتى حصل عندي من ذلك شيء الله به عليم.
2024/09/30 10:37:06
Back to Top
HTML Embed Code: