Telegram Web Link
وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم : " إذا سمع أحدُكم النداء والإناء على يده .." ، خبراً عن النداء الأوّل ، ليكون موافقاً لما رواه عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : " لا يمنعَنَّ أحداً منكم أذان بلال من سحوره ، فإنما ينادى ليوقظَ نائمَكم و يرجع قائمكم - قال جرير في حديثه ، وليس أن يقول هكذا ، ولكن يقول هكذا الفجر هو المعترض وليس المستطيل – رواه في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم ( هو ابن راهويه ) وأخرجه البخاري من وجه آخر عن التيمى .
◾️وعن ابن عمر وعائشة رضى الله عنهما ، قالا ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
" إنّ بلالاً يؤذّن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أمّ مكتوم ." رواه البخاري في الصحيح عن عبيد بن إسماعيل ، ورواه مسلمٌ عن أبى بكر بن أبى شيبة ، كلاهما عن أبى أسامة .
وجاء في كتاب بذل المجهود شرح سنن أبي داود للإمام السهارنفوري رحمه الله تعالى في تعليقه على حديث أبي داود السابق : قال في الدرجات :
🔶هذا يحمل على قوله " إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم " وقال البيهقي : هذا أرجح ، فإنه محمول عند عوام أهل العلم على أنه صلى الله عليه وسلم علم أن المنادِي كان ينادي قبل طلوع الفجر بحيث يقع شربُه قبل طلوع الفجر." ،
◾️وقال القاري :" وهذا إذا علم أو ظن عدم الطلوع "، وقال ابن المُلْك :" هذا إذا لم يعلم طلوع الصبح ، أما إذا علم أنه طلع أو شك فيه فلا " ، قلت : والأَوْلَى في تأويل هذا الحديث عندي أن يقال أن هذا القول أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن تحريم الأكل متعلق بالفجر لا بالأذان ، فإن المؤذن قد يبادر بالأذان قبل الفجر فلا عبرة بالأذان إذا لم يعلم طلوع الفجر . اهـ
🔹وقال الإمام المناوي رحمه الله تعالى في كتابه فيض القدير شرح جامع الصغير في تعليقه على حديث أبي داود السابق : " بأن يشرب منه كفايته ما لم يتحققْ طلوع الفجر أو يظنه ظنا يقرب منه ، وما ذكر منه أن المراد به أذان الصبح ما جزم به الرافعي فقال :
" أراد أذان بلال الأول بدليل إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ."
◾️وقال الشيخ محمود خطابي السبكي شيخ الأزهر رحمه الله تعالى في كتابه المنهل العذب المورود شرح سنن الإمام أبي داود معلقاً على الحديث السابق : " قوله إذا سمع أحدكم النداء الخ ... أي الأذان الأول للصبح وهو أذان بلال فإنه كان يؤذن قبل طلوع الفجر ليرجع القائم ويتنبّهُ النائم كما تقدم . وعلى هذا فقوله ( فلا يضعْه حتى يقضي حاجته منه ) ظاهر لأن الوقت الذي يحرم به الطعام والشراب لم يجئ .
🔸وقال الإمام الحازمي في كتابه الاعتبار في الناسخ والمنسوخ في تعليقه على حديث حذيفة السابق
ولقد نقلنا قول الإمام النووي في المجموع في تعليقه على تجويز الأعمش وإسحاق بن راهويه الأكل وغيره إلى طلوع الشمس حيث قال : ولا أظنه يصح عنهما .
▫️كما مرّ معنا قول الإمام ابن عبد البر الذي نقله الإمام ابن قدامه في المغني أن الأعمش شذّ بهذا القول
ونختم بقول شيخنا د. محمد حسن هيتو حفظه الله تعالى في كتابه فقه الصيام معلقاً على حديث أبي داود السابق :
♦️ #تنبيه: وأما ما يقوله بعض الناس من أن الإنسان إذا كان على طعام وسمع النداء ، فإنه يتمه حتى يشبع ، أو كان يريد الشرب ، والكأس في يده ، فإنه يشرب حتى يرتوي ، فإنه كلام مخالف لهذه الأحاديث الصحيحة الصريحة التي ذكرناها ، ومن فعل هذا فقد أفطر .
وأما ما رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده ، فلا يدعْه حتى يقضي حاجته ".
فقد قال البيهقي عقب روايته : وهذا إن صح محمول عند عوام أهل العلم على أنه صلى الله عليه وسلم علم أنه ينادي قبل طلوع الفجر ، بحيث يقع شربه قبيل طلوع الفجر ، ليكون موافقاً لحديث عائشة وابن عمر ، رضي الله عنهم ، قال :
💫وعلى هذا تتفق الأخبار .وهذا الذي قاله البيهقي هو الذي فهمه من قبله ، وأقره عليه من أتى بعده ، وهو الذي اتفق عليه أهل العلم لصحة الأحاديث السابقة وصراحتها في أن الطعام لا يجوز بعد المناداة والأذان للفجر .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العامين .


للمتابعة:

https://www.tg-me.com/ahlussonna

للتواصل:
@ahlussonna_bot
📝حكم الأكل أو الشرب أثناء قول المؤذن: "الله أكبر" في أذان الفجر يؤثر على صحة الصيام؟

🖋 لا يجوز الأكل والشرب بعد بدء الأذان الثاني، إذ فيه مخالفة لقول الله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) البقرة/187، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ بِلاَلًا يُنَادِي بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ) رواه البخاري؛ لأنه كان ينادي بالصلاة عند طلوع الفجر؛ وهذا مما لا خلاف فيه بين المسلمين.
وأما الحديث الشريف: (إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالْإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ، فَلَا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ) رواه أبو داود. فقد جاء في "علل ابن أبي حاتم" (رقم/340، 759): "قال أبي: هذا الحديث ليس بصحيح" انتهى بتصرف.
وقال ابن القطان رحمه الله: "وهو حديث مشكوك في رفعه" انتهى من "بيان الوهم والإيهام" (2/ 282).
وعلى فرض صحته فقد حمله العلماء على الأذان المشكوك في دلالته على طلوع الفجر، وفي قول آخر حُمل على الأذان الأول الذي يؤذن بليل وليس للفجر، أما الأذان الثاني (أذان طلوع الفجر حقيقة) فلا يحل الأكل بعده.
لذا فيجب على من تناول شيئا من المفطرات بعد بدء الأذان أن يمسك عن الطعام في هذا اليوم, ويقضيه بعد رمضان؛ لأن بداية الأذان تدل على دخول الفجر، وإن تعمد ذلك فهو آثم يلزمه مع الإمساك والقضاء التوبة النصوح بالندم والعزم على عدم تكرار ذلك، والإكثار من الاستغفار.
وعلى المسلم أن يحتاط لدينه وعباداته فيتَّبع أقوال جماهير علماء الأمة، ويبتعد عن الأقوال الشاذة والمخالفة. والله تعالى أعلم.
قال الإمام النووي رحمه الله:
{فرع} ذكرنا أن من طلع الفجر وفي فيه طعام فليلفظه ويتم صومه فإن ابتلعه بعد علمه بالفجر بطل صومه وهذا لا خلاف فيه ودليله حديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم " رواه
البخاري ومسلم وفي الصحيح أحاديث بمعناه

(وأما) حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إذا #سمع_أحدكم_النداء_والإناء_على_يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه " وفي وراية " وكان المؤذن يؤذن إذا بزع الفجر " فروى الحاكم أبو عبد الله الرواية الاولي وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ورواهما البيهقي ثم قال وهذا إن صح محمول عند عوام أهل العلم على أنه صلى الله عليه وسلم علم أنه ينادى #قبل_طلوع_الفجر بحيث يقع شربه قبيل طلوع الفجر
قال: وقوله إذا بزغ يحتمل أن يكون من كلام من دون أبي هريرة أو يكون خبرا عن الأذان الثاني ويكون قول النبي صلى الله عليه وسلم " إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده " خبرا عن #النداء_الأول ليكون موافقا لحديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما قال وعلى هذا تتفق الأخبار وبالله التوفيق والله أعلم.

📚المجموع للإمام النووي رحمه الله تعالى
قال الإمام الجنيد البغدادي رحمه الله تعالى: كنتُ بين يدي سيدي السري السقطي رحمه الله تعالى ألعبُ، وأنا ابن سبع سنين، وبين يديه جماعةٌ يتكلّمون في الشكر، فقال لي: يا غلام! ما الشكر؟
فقلتُ: ألّا تعصي الله بنعمته"الرسالة القشيرية"، باب الشكر، ص ٢١٢.
أحكام أفعالٍ متعلقة بقبور الصالحين:

[١]
زيارة القبر = مستحبة.
والدليل قوله صلى الله عليه وسلم:
"كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة"

[٢]
دعاء الله تعالى عند القبر لنفسك أو لصاحب القبر = مستحبة.
والدليل فعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة.

[٣]
اعتقاد وجود البركة في هذا المكان = صحيح، فقبر الصالح روضة من رياض الجنة.
يقول ابن تيمية رضي الله عنه:
"وكذلك ما يذكر من الكرامات، وخوارق العادات، التي توجد عند قبور الأنبياء والصالحين، مثل: نزول الأنوار والملائكة عندها، وتوقي الشياطين والبهائم لها، واندفاع النار عنها وعمن جاورها، وشفاعة بعضهم في جيرانه من الموتى، واستحباب الاندفان عند بعضهم، وحصول الأنس والسكينة عندها، ونزول العذاب بمن استهانها؛ فجنس هذا حق، ليس مما نحن فيه.

وما في قبور الأنبياء والصالحين، من كرامة الله ورحمته، وما لها عند الله من الحرمة والكرامة فوق ما يتوهمه أكثر الخلق،
لكن ليس هذا موضع تفصيل ذلك."

[٤]
التمسح بالقبر أو تقبيله أو تقبيل الأعتاب: مكروه.

قال الإمام النووي رضي الله عنه متحدثًا عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم:
"قالوا: ويُكرَهُ مَسحُه باليدِ وتَقبيلُه، بل الأدبُ أن يُبعَدَ منه كما يُبعَدُ منه لو حَضَره في حياتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، هذا هو الصوابُ الذي قاله العلماءُ وأطبقوا عليه"

واستثنى بعض العلماء من ذلك إن كان التقبيل للتبرك، قالوا تزول الكراهة.

[٥]
الطواف بالقبر أو السجود له على جهة التحية = حرام وبدعة غليظة.
وقد يصل للشرك لو نوى الساجد صرف حقيقة العبادة لغير الله.

[٦]
التوسل لله تعالى بصاحب القبر، كأن يقول القائل: يا رب عشان خاطر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم سامحني واغفرلي = مستحب.
علّمه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة لما علم الأعمى أن يقول: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة"
وفعله الإمام أحمد وعامة أهل العلم سلفًا وخلفًا.

[٧]
أن تطلب من صاحب القبر أن يدعو الله تعالى لك = لا بأس به.
والدليل: أن رجلًا ذهب إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم في عهد سيدنا عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله استسق لأمتك.
يعني: ادع الله تعالى أن يسقينا.
فاستجيب له، وجاءه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، ولم ينكر عليه الصحابة.
والحديث صححه أمير المؤمنين في الحديث ابن حجر العسقلاني، والحافظ ابن كثير.

[٨]
أن تقول لصاحب القبر افعل لي كذا وأنت تقصد ادع الله لي أن يفعل كذا، أو كن سببا في أن يفعل الله لي كذا؛
هذا هو نفس الحالة السابقة.
واللغة تحتمله، ومنه قول عمرو بن العاص للنبي صلى الله عليه وسلم: على أن تغفر لي.
يقصد: على أن تدعو الله لي بالمغفرة.

ومنه قول الصحابي للنبي صلى الله عليه وسلم: أسألك مرافقتك في الجنة.
يقصد: أسألك أن تدعو الله تعالى لي بمرافقتك في الجنة.

وقد اختلف العلماء في هذه الصورة، وهي أن تقول مثلا للنبي صلى الله عليه وسلم: "أغثني يا رسول الله"
فمنهم من قال: هي مستحبة.
ومنهم من قال: هي خلاف الأولى.
ومنهم من قال: هي حرام.

والذي آخذ به من أقوال أهل العلم -وأنا أحترمها كلها- أنه ينبغي سدّ هذا الباب على العاميّ وتحريم مثل هذه الألفاظ المشكلة عليه، صيانة لعقيدته.
فيرشد لأن يقول: ادع الله أن يغيثني أو أن يمدني يا رسول الله.
ليوافق ما في الحالة السابقة التي أقرها الصحابة.

أما العالم فيعرف ما يقول، ولا كلام لنا مع السادة العلماء رضي الله عنهم.

[٩]
من ذهب لقبر نبي أو وليّ وقال له: افعل لي كذا
وهو يرى أنه يفعله من دون الله، وليس أنه سبب يجري الله على يديه ذلك؛ كان مشركًا.
ولا فرق هنا بين حيّ وميت.

وهذا اعتقاد لا يقول به أحدٌ من المسلمين، حتى عوامهم وجهلائهم.

[١٠]
صورة الزيارة الشرعية السنية التي ينبغي أن يلتزم المسلمون بها:

أن تدخل على قبر الصالح فتقف مؤدبًا دون مسّ ولا نحوه، وتقول:
السلام عليكم يا سيدي فلان ورحمة الله وبركاته
نسأل الله سبحانه أن يجزيك عنا وعن المسلمين خير الجزاء.
وتدعو له الله تعالى بما تيسر، وتدعو الله تعالى لنفسك بما تيسر.
وإذا سألت سألت الله، وإذا استعنت استعنت بالله.
ثم تنصرف.

دون صخب ولا جلب ولا اختلاط ولا صياح طالما كان الإنسان مالكًا حاله.

ومن خالف تلك الصورة الشرعية لا نقول: هو كافر هو مرتد!
معاذ الله!
بل كل مخالفة تقدّر بقدرها، ونتعامل في جميع ذلك بالرفق والإحسان.

وتأمل كلام الإمام الحافظ الذهبي رضي الله عنه لتعرف مقصودي

يقول:
"فمن وقف عند الحجرة المقدسة ذليلاً مسلماً مصلياً على نبيه فيا طوبى له فقد أحسن الزيارة وأجمل في التذلل والحب، وقد أتى بعبادة زائدة على من صلى عليه في أرضه أو في صلاته، إذ الزائر له أجر الزيارة وأجر الصلاة عليه، والمصلي عليه في سائر البلاد له أجر الصلاة فقط. فمن صلى عليه واحدةً صلى الله عليه عشراً.
1
ولكن من زاره صلوات الله عليه وأساء أدب الزيارة، أو سجد للقبر أو فعل ما لايشرع، فهذا فعل حسناً وسيئاً، فيُعَلَّم برفق والله غفور رحيم. فوالله ما يحصل الإنزعاج لمسلم والصياح وتقبيل
الجدران وكثرة البكاء، إلا وهو محب لله ولرسوله، فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار، فزيارة قبره من أفضل القرب، وشد الرحال إلى قبور الأنبياء والأولياء، لئن سلَّمنا أنه غير مأذون فيه لعموم قوله صلوات الله عليه: (لاتشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) فشد الرحال إلى نبينا صلى الله عليه وسلم مستلزمٌ لشد الرحل إلى مسجده، وذلك مشروعٌ بلا نزاع، إذ لاوصول إلى حجرته إلا بعد الدخول إلى مسجده، فليبدأ بتحية المسجد، ثم بتحية صاحب المسجد، رزقنا الله وإياكم ذلك"

———

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
منقول ..
https://www.tg-me.com/ahlussonna
أيها المسلم السنّي الذي تعظّم علماء الأمة سلفًا وخلفًا من الفقهاء والمحدثين..

هذا كلامهم في التبرك بالصالحين في عصور السلف والخلف، بعضهم يحكي عن نفسه أنه يتبرك، وبعضهم يحكي عن غيره من علماء السلف أنه يتبرك، وبعضهم يحكي عن المسلمين أنهم يتبركون ويقرّهم ولا ينكر ذلك عليهم:

[١]
يقول الإمام النووي رحمه الله في كتاب تهذيب الأسماء واللغات:
"حمزة بن عبد المطلب ... استشهد يوم أُحُد ... وقبره مشهور يزار ويتبرك به".

[٢]
ويقول النووي:
"طلحة بن عبيد الله الصحابى، أحد العشرة، رضى الله عنهم، قُتل رضى الله عنه يوم الجمل سنة ست وثلاثين... وقبره بالبصرة مشهور يزار ويتبرك به".

[٣]
ويقول النووي:
"وكان الحسين، رضى الله عنه، فاضلاً، كثير الصلاة، والصوم، والحج، والصدقة، وأفعال الخير جميعها. قُتل، رضى الله عنه، يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق، وقبره مشهور يُزار ويُتبرك به، وحزن الناس عليه كثيرًا، وأكثروا فيه المراثى، رضى الله عنه".

[٤]
ويقول النووي:
"عمر بن عبد العزيز، الخليفة الراشد والإمام العادل... توفى عمر (سنة 101) وعمره تسع وثلاثون سنة وستة أشهر، وهو بدير سمعان قرية قريبة من حمص، وقبره هناك مشهور يُزار ويتبرك به".

[٥]
ويقول النووي:
"وأحوال أحمد بن حنبل رحمه الله ومناقبه أكثر من أن تحصر.. ودفن ببغداد، وقبره مشهور معروف يتبرك به، رحمه الله".

[٦]
ويقول الحافظ ابن حبّان إمام المحدّثين حاكيًا عن نفسه وهو، المولود ٢٧٠ -في القرن الثالث الهجري- والمتوفى ٣٥٤هـ:

"وما حَلّت بي شدةٌ في وقت مُقامي بطوس، فزرت قبر علي بن موسى الرضا -صلوات الله على جده وعليه- ودعوتُ الله إزالتها عنى إلا استجيب لي وزالت عنى تلك الشدة، وهذا شيء جربتُه مرارا فوجدته كذلك، أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته، صلى الله عليه وسلم الله عليه وعليهم أجمعين".

[٧]
ونقل الخطيب البغدادي -مولود ٣٩٢ ومتوفى ٤٦٣هـ- في تاريخ بغداد:
"قَالَ الشافعي: إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إِلَى قبره في كل يوم، يَعْنِي زائرًا، فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين، وجئت إِلَى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تقضى".

[٨]
ويقول الخطيب البغدادي:
"...قبر النذور، يقال: إن المدفون فيه رجل من ولد عَلِيّ بْن أَبِي طالب رضي الله عنه؛ يتبرك الناس بزيارته، ويقصده ذو الحاجة منهم لقضاء حاجته".

[٩]
ويقول الخطيب:
"أبو الحسن بن بشار، الزاهد، المتوفى سنة (313)... وقبره إِلَى الآن ظاهر معروف، يتبرك الناس بزيارته".

[١٠]
ويقول الخطيب:
"أبو عبد الرحمن السلمي، المتوفى سنة (412)... وقبره هناك بنيسابور يتبركون بزيارته، قد رأيتُه وزرتُه".

[١١]
ويقول الحافظ الذهبي حاكيًا عن سفيان الثوري -مولود ٩٧ متوفى ١٦١هـ- :
"عمرو بن قيس الكوفي الملائي، توفي سنة (145)... قال الثوري وذكره فأثنى عليه: وكان يُتبرك به لزهده وفضله".

[١٢]
ويقول الحافظ الذهبي أيضًا:
"شَقيق البلخي، توفي سنة 194 أحد الأعلام، صاحب إبراهيم بن أدهم.... عن علي بن محمد بن شقيق البلخي قال: كانت لجدي ثلاث مئة قرية، ثم مات بلا كفن، وسيفه إلى الساعة يتبركون به".

[١٣]
ويقول الذهبي أيضًا ناقلًا كلام إبراهيم الحربي -مولود ١٩٨ متوفى ٢٨٥هـ-:
"معروف الكرخي، زاهد العراق، وشيخ الوقت، المتوفى سنة (200)... وعن إبراهيم الحربي قال: قبر معروف الترياق المجرب، يريد الدعاء عنده؛ لأن البقاع المباركة يستجاب فيها الدعاء".

[١٤]
ويقول الذهبي أيضًا ناقلًا كلام ابن بشكوال -مولود ٤٩٤ متوفى ٥٧٨هـ-
"هارون بن سالم، أبو عمر القرطبي الزاهد، توفي سنة (238) ... قال ابن بَشْكُوال: وقبره يتبرك به، ويعرف بإجابة الدعوة، جَربتُ ذلك مرارا".

[١٥]
ويقول الذهبي:
"وقد أثنى على أبي عبد الله [أحمد بن حنبل] جماعة من أولياء الله، وتبركوا به".

[١٦]
ويقول الذهبي ناقلًا كلام ابن الإمام أحمد بن حنبل:
"قالت فاطمة بنت أحمد بن حنبل: وقع الحريق في بيت أخي صالح، وكان قد تزوج بفتية، فحملوا إليه جهازا شبيها بأربعة آلاف دينار، فأكلته النار، فجعل صالح يقول: ما غمّني ما ذهب إلا ثوب لأبي كان يصلي فيه أتبرك به وأصلي فيه. قالت: فطفئ الحريق، ودخلوا، فوجدوا الثوب على سرير قد أكلت النار ما حوله وسلم".

[١٧]
ويقول الذهبي:
"القاسم بن محمد بن عبدويه، المتوفى سنة (347)... وكان أحد الصالحين يتبرك بقبره".

[١٨]
ويقول الذهبي:
"عبد الله بن عبدان، المتوفى سنة (433)، شيخ همذان، وعالمها ومفتيها... وقبره يزار ويتبرك به".

[١٩]
ويقول الذهبي:
"علي بن حميد، أبو الحسن الذهلي (توفي سنة 452) إمام جامع همذان، وركن السنَّة والحديث بها... وقبره يزار ويتبرك به".

[٢٠]
ويقول الذهبي:
"ابْنُ زِيْرَكَ القُوْمَسَانِيُّ، العَلاَّمَةُ، شَيْخُ هَمَذَانَ (توفي سنة 471)... وقبره يزار، ويتبرك به".

- جمعه الدكتور الفاضل أحمد نبوي الأزهري
من البدع العقدية التي ابتدعها مدَّعو السلفية :
1_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِتَحْرِيْمِ شّدَّ الرَّحْل لِزِيَارَةِ قَبْرِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاعْتِبَارِهِ مَعْصِيَة لَا تُقْصَرُ فِيْهَا الصَّلَاة
2_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بأَنَّ وَالِديْهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النَّار
3_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بأَنَّ التأويل بدعة لم يقل به السَّلف
4_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بأَن التفويض مِنْ شَرِّ أَقْوَالِ أَهلِ البِدعِ وَالإِلْحاد
5_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِ بعضهم بفناء النَّار
6_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِتَعَدُّدِ التَّوْحِيْد
7- من البدع العقدية التي ابتدعها مدَّعو السلفية : بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بأَنَّ المَقَامَ المَحْمُوْدَ هُوَ أَنْ يُجْلِسَ اللهُ رَسُوْلَهُ مُحَمَّدَاً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى العَرْشِ مَعَه ؟
8_ بِدْعةُ اعْتقادهم بِالنّزولِ والهرولةِ بِمعنى النُّقلةَ وَالحركةَ صِفَة لله تعالى
9_ بِدْعَةُ اعْتِقَادُهُم بِالقُرْبِ المَادِّيِّ صِفَةً لله تَعَالَى
10_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِالقَوْلِ بِحَوَادِث لَا أَوَّلَ لَهَا
11_ بدعة هدم الآثَارِ المتعلقة بِالنبِي صلى اللَّه عليه وسلمَ بِحجة منع التبَرك بهَا
12_ بِدْعَةُ اسْتِهَانَتِهِم بالوُلُوْج بِبَابِ تَكْفِيْرِ المُخَالِفِيْنَ لَهُم
13_ بِدْعَةُ القَوْلِ بِأنَّ لِله تَعَالَى كِيْفَاً مَجْهُوْلَاً
14_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِالجِسْمِيَّةِ وَالجَوَارِحِ وَالأَعْضَاءِ لِلهِ تَعَالَى
15- بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِأَنَّ لله تَعَالَى صورَة وَأَن صورَتهُ كصوْرَة الإِنْسَان
16_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بحلول الصفات الحادثة فى ذات الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
17_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِأنَّ الله يَلْمَسُ
18_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِأَنَّ ِالله يَشْعُرُ بِالمَلَلِ
19_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِ بَعْضِهِم بِأنَّ الله يَتَوَجَّع
20_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِالحَدَّ صِفَةً لله تَعَالَى
21_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِأنَّ الله فِيْ مَكَان يُسَمُّوْنَهُ بِالمَكَانِ العَدَمِي
22_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهُم بِالقُعُوْدَ وَالجُلُوْسَ صِفَةً للهِ تَعَالَى
23_ بِدْعَةُ اعْتِقَادِهِم بِأَنَّ بالعُلُوّ الحسى المكانى صِفَةً لِلهِ تَعَالَى فيقولون الذى فى الطائرة أقرب إلى الله من الذى على الأرض
24_ أعتقادهم بالقدم النوعى للعالم
25_ بدعة اعتقاد بعضهم إن لله تعالى صفة الشم تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا

وغيرها ....
تصدق الشيخ #الألباني ولا #الشيخ_الألباني
وتأمل تعليله بالمنع ثم تصويبه لرأي السادة الحنفية

نحن نعلم أنه وجود قولان للفقيه مما هو معلوم ولا حرج فيه...
لكن أن تكون العلة والفقه هكذا فهذا مما لا يعرف!!
Forwarded from نسيم الرياض
اعتكاف المرأة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإنَّ من أهمِّ الوسائل التي تُعين العبد على جمعيَّةِ قلبه على ربِّه جلَّ وعلا وتوجُّهِه إليه سبحانه.. القيامُ بسنَّة الاعتكاف، ولذا قال الإمام الزُّهريُّ رحمه الله تعالى: عَجباً مِن النَّاس كيفَ ترَكوا الاعتكافَ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يفعلُ الشَّيءَ ويترُكُه، وما تركَ الاعتِكافَ حتَّى قُبِض.
والله سبحانه وتعالى يقول: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
والحكمة من الاعتكاف هي تفريغُ القلب مِن أمور الدُّنيا، بشغلِه بالإقبال على العِبادة مُتجرِّداً لها، وفيه تسليمُ النَّفس إلى الموْلَى بتفويضِ أمرِها إليه تبارك وتعالى، والاعتمادِ عليه والوقوفِ ببابه ومُلازمةِ عِبادتِه جلَّ وعلا والتَّقرُّب إلَيْه.
وروحُ الاعتكاف: عُكوفُ القلبِ على الله تعالى وجمعِيَّتُه عليه، والفكرُ في تحصيلِ مرضاتِه وما يُقرِّب إليه سبحانه وتعالى..
والاعتكاف عبادةٌ تصحُّ من الرِّجال والنساء والصبيان، فيصحُّ اعتكافُ المرأةِ باتِّفاق الفقهاء.. ولكن يشترط للمتزوِّجة أن يأذن لها زوجها، لأنَّه لا ينبغي لها الاعتكاف إلا بإذنه.. لكن إن حضرت المرأةُ المسجدَ لحضور مجلس علم أو ذكر، وكان ذلك بإذن زوجها، فنَوَت الاعتكاف فيه، فإنَّه يجوز.
وقد بيَّن الفقهاءُ موضعَ اعتكاف النساء:
فذهب جمهور العلماء إلى أنَّ المرأة كالرجل لا يصحُّ اعتكافها إلا في المسجد، وعلى هذا فلا يصحُّ اعتكافها في مسجد بيتها، ولا اعتكافَ إلا في مسجد تُقام فيه الصلاة، ولأنَّ مسجد البيت ليس بمسجدٍ حقيقةً ولا حكماً، فيجوز تبديلُه ونومُ الجُنُبِ فيهِ.. وكذلك لو جاز لفعلته أمَّهات المؤمنين رَضِيَ الله تعالى عنهنَّ ولو مرَّةً واحدةً تبييناً للجواز.. هذا هو مذهب الجمهور.
وذهب السادة الحنفية إلى جواز اعتكاف المرأة في مسجد بيتها، وهو الموضعُ المُعَدُّ لصلاتها الذي يُندَب لها ولكلِّ أحدٍ اتِّخاذه؛ لأنَّ موضعَ الاعتكاف في حقِّها هو الموضع الذي تكون صلاتُها فيه أفضلَ، وصلاتُها في مسجد بيتها أفضلُ، فكان موضعُ الاعتكاف مسجدَ بيتها، ولو اعتكفت في مسجد الجماعة جاز مع الكراهة التنزيهيَّة.. والبيت أفضل من مسجد حيِّها، ومسجد الحيِّ أفضلُ لها من المسجد الأعظم.
وليس للمرأة أن تعتكف في غير موضع صلاتها من بيتها، وإن لم يكن لها في البيت مكان مُتَّخذ للصلاة فلا يجوز لها الاعتكاف في بيتها.. وليس لها أن تخرج من بيتها الذي اعتكفت فيه اعتكافاً واجباً عليها كالمنذور، فلا يجوز لها أن تخرج من معتكَفِها في مسجد بيتها إلى منزلها إلا لحاجة الإنسان؛ لأنَّ ذلك في حكم المسجد لها.
وبناء عليه:
فلا حرج على المرأة أن تعتكف في بيتها على ما ذهب إليه السادة الحنفية، وهذا قولٌ معتمدٌ في مذهبٍ من المذاهب الإسلامية المعتمدة، والتي كتب الله تعالى لها القبول والاستمرار، وهي المذاهبُ الأربعة: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، لا سيَّما وأنَّ المقصود من الاعتكاف هو جمع القلب على الله سبحانه وتعالى، وتدريب النفس على الأُنس به جلَّ وعلا.
ولذا فإنَّ العلماء الربانيين يحذِّرون من المشغلة في الاعتكاف، والحديثِ في شؤون الدنيا من غير ضرورة مُلِحَّة، وأن لا يكون فيه من الطعام والكلام والمنام والاختلاط بالأنام إلا بمقدار الاحتياج والضرورة، وهذا يتوفَّر للإنسان في الاعتكاف أكثر مما يتوفَّر له في باقي الأيام.. وقد كان من وصايا شيخنا رضي الله تعالى عنه للمعتكفين أن قال: اذكروا الله كثيراً، ولا تتكلَّموا إلا بمقدار الحاجة.
وما يقع في هذه الأيام من انشغال المعتكفين ببعضهم في المساجد، وتحلُّقهم على الكلام وأطايب الطعام، وانشغالهم بالجوَّال، مُنافٍ للحكمة التي شُرع من أجلها الاعتكاف.
وفي كثير من الأحيان ـ إن لم يكن في أكثر الأحيان ـ اعتكافُ المرأة في بيتها يكون أيسرَ من اعتكافها في المسجد، فالحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله على هذه السَّعَة في هذا الدين العظيم.. ومن هنا يتجلَّى معنى الأثر المشهور وهو: «اختلاف أمتي رحمة»، أي: لما في ذلك من السَّعَة على العباد واليُسر عليهم وفتح المجال أمامهم فيما يُرضي الله سبحانه وتعالى.
حفظكم الله تعالى والمسلمين وبارك فيكم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً، والحمد لله رب العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://www.tg-me.com/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
سؤال وردني:

فضيلة الشيخ/ يعقد الناس عندنا في المغرب مجالس لسماع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ويحضر هذه المجالس العلماء والفقهاء، ومما يقرأون في تلك المجالس البردة للبوصيري.
وقال لي شخص أعرفه إنَّ قول البوصيري:
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم
كفر، وأن هذه القصيدة فيها شرك وكفر، فما قولكم جزاكم الله خيراً؟

الجواب:

الحمد لله الذي له الأمر وحده، خلق الخلق لعبادته، وأرشدهم برسوله صلى الله عليه وسلم، وبعد:
فليس في قول البوصيري:
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم
شرك ولا كفر، بل فيه إثبات الشفاعة التي اتفق عليها أهل السنة والجماعة، وهذا ما أطبق عليه الأئمة الذين قاموا بشرح البردة.

وهذا البيت هو البيت (163) من أبيات (بردة البوصيري) المسماة (الكواكب الدرية في مدح خير البرية)

وناظمها هو شرف الدين محمد بن سعيد البوصيري المولد في شوال 608هـ، والمتوفى في 694هـ.

وللبردة أكثر من مئتي شرح (200)، وقد تنافس العلماء في شرحها والعناية بها .. ومن أهم شروحها:
1- شرح الإمام عبد الرحمن بن خلدون المتوفى سنة 808هـ.
2- شرح العلامة الفقيه الأصولي بدر الدين الزركشي، المتوفى سنة 794 هـ.
3- وشرح الإمام المتفنن في علوم الشرع فقهاً وأصولاً وتفسيراً جلال الدين المحلي المتوفى سنة 864 هـ.
4- وشرح الإمام المحدث شهاب الدين أحمد القسطلاني المتوفى سنة 923هـ شارح البخاري، فقد شرح البردة بشرح سماه (الأنوار المضيئة في شرح الكواكب الدرية).
5- وشرح شيخ الاسلام القاضي زكرياء بن محمد الأنصاري المتوفى سنة 926هـ، المسمى (الزبدة الرائقة في شرح البردة الفائقة).
6- وشرح الإمام الفقيه أحمد بن حجر الهيتمي، المسمى (العمدة في شرح البردة).
7- وشرح العلامة ابن علان الصديقي الشافعي المكي المتوفى سنة 1057هـ، المسمى (الذُّخْر والعدة في شرح البردة).
8- وشرح العلامة الفقيه المتفنن في العلوم إبراهيم البيجوري الشافعي.
9- وشرح العلامة الطاهر بن عاشور المالكي المسمى (شفاء القلب الجريح بشرح بردة المديح).

وعليه فقول (المعارضين) أنَّ هذا البيت: تضمن الشرك الأكبر، وأنَّ البوصيري يعتبرُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الملاذ الذي يستغيث الناس به، وأنَّ هذا الفعل من البوصيري عين شرك كفار قريش الذين كانوا يعبدون الأوثان، بل كفار قريش أحسن حالا من البوصيري فكفار قريش عند الشدائد يخلصون الدعاء والعبادة لله، والبوصيري عند الشدائد والملمات يدعو غير الله.

قولهم هذا بعيد كل البعد عن معنى البيت، وتصرفهم هذا ولوغ في تكفير أهل الإسلام ...

((ومعنى بيت البوصيري)) حقٌ لا ريب فيه، ولم أجد عالماً من علماء الأمة الإسلامية الذين قاموا بشرح هذه البردة فهم من هذا البيت ما فهم هؤلاء ... بل اتفق الأئمة العلماء الفقهاء على نقاء هذا البيت من أيّ كدر، وصفائه من أيّ غبش، ومعناه باختصار:

(يا أكرم الخلق): يا محمد يا رسول الله
(مالي من ألوذ به سواك): أي ليس هناك من يقبل أن يقوم بالشفاعة يوم القيامة عند الله تعالى غيرك، فيلوذ به الناس جميعاً.
(عند حلول الحادث العمم): أي الحادث الذي يعم الخلائق كلها، فتُجْمع البشرية من أولها إلى آخرها في عرصات القيامة.

وهذا البيت من هذه القصيدة لا يتضمن غير مسألة الشفاعة الثابتة بالأدلة القطعية عند أهل السنة والجماعة، فليس للناس في ذلك الموقف من يلوذون به إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وحديث الشفاعة ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة وأنس رضي الله عنهما ... بألفاظ كثيرة، ومنها لفظ البخاري التالي:
(إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض، فيأتون آدم، فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله، فيأتون موسى فيقول: لست لها، ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله، وكلمته، فيأتون عيسى، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيأتوني، فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربي، فيؤذن لي، ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد، وأخر له ساجدا، فيقول: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب، أمتي أمتي ...) الحديث

فلم يكن للناس في هول ذلك اليوم إلا الاستشفاع برسول الله صلى الله عليه وسلم، فماذا يقول المعارضون ...

(إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض، فيأتون آدم)

هل إتيانهم إلى الأنبياء آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ونبينا محمد صلى الله وسلم عليه وعليم جميعاً ولياذهم بهم شرك، ولماذا لم يقل لهم أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام إنَّ اللياذ واللجوء إلى المخلوق شرك، وعليكم أن تتوجهوا إلى الله ... فإنه أقرب إليكم مِنَّا.
ولكن الأنبياء أرشدوا الناس إلى اللياذ واللجوء للاستشفاع ...
فقال آدم: (عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن)
وقال إبراهيم: (عليكم بموسى)
وقال موسى: (عليكم بعيسى)
وقال عيسى: (عليكم بمحمد)

إن الشاعر الموحد المؤمن البوصيري لا يريد ببيته إلا هذا المعنى الثابت الذي اتفق عليه أهل السنة، وإن تفسير كلامه بخلاف ((جميع العلماء)) الذين شرحوا قصيدته ظلم لا يجوز، وتكفير لأهل الإيمان بتعسفٍ من القول، وتحريف لمقصد المتكلم.

واعلم أيها السائل الكريم: أن هذا التفسير المتعسف الظالم لم يقتصر على هذا البيت من قصيدة البوصيري، بل حَمَّلوا كثيراً من أبياته ما لا تحتمل، وانطلقوا في تكفير البوصيري وملايين المسلمين الذين يرددون قصيدته المشهورة بالوهم والظن.

وإني أدعوك أيها السائل الكريم إلى العودة إلى الشروح المعتمدة التي ذكرتها لك في شرح هذه البردة، وستجد ما ذكرته لك هنا مبثوث هناك، فتح الله علينا وعليك، ورزقنا وإياك شفاعة الحبيب الأعظم، وجعلنا من حزبه المفلحين، وأتباعه الموحدين الصادقين. والله أعلم
كتبه الفقير إلى مولاه/ د. سيف علي العصري
"جوازُ الجمع بين نيتَي قضاء رمضان والست من شوال"

الرملي في "نهاية المحتاج" (3/208) : " ولو صام في شوال قضاءً أو نذرا أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها ، كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى تبعا للبارزي والأصفوني والناشري والفقيه علي بن صالح الحضرمي وغيرهم ، لكن لا يحصل له الثواب الكامل المرتب على المطلوب ، لا سيما من فاته رمضان وصام عنه شوالاً.

الشيخ عبد الله الشقفة في ( الدراسات الفقهية على مذهب الشافعية ص 467 ): " وإن صيام يوم مستحب صيامه عن قضاء أو كفارة أو نذر صح صومه عن ذلك وحصل أيضاً به أصل استحباب صومه وإن لم ينو ( أي لو لم ينو صوم اليوم المستحب ) كاندماج تحية المسجد في أي صلاة فرض أو نافلة " .

وجاء في حاشية الشرقاوي على التحرير للشيخ زكريا الأنصاري: (ولو صام فيه - أي شوال - قضاء عن رمضان أو غيره نذراً أو نفلاً آخر، حصل له ثواب تطوعها، إذ المدار على وجود الصوم في ستة أيام من شوال ... لكن لا يحصل له الثواب الكامل المترتب على المطلوب إلا بنية صومها عن خصوص الست من شوال، ولاسيما من فاته رمضان لأنه لم يصدق أنه صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال)
قال ابن عساكر عن الإمام الأشعري وكتابه «المختزن» في كتابه الجليل «تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري» :

«من عرف كتابه الذي ألفه في تفسير القرآن والرد على من خالف البيان من أهل الإفك والبهتان -علم كونه من ذوي الاتباع والاستقامة، واستحقاقه التقدم في الفضل والإمامة».اهـ

وقال في موضع آخر:

«وله من التواليف والتصانيف ما لا يحصى كثرةً، وكان ألف في القرآن كتابه الملقب بـ «المختزن»، ذكر لي بعض أصحابنا أنه رأى منه طرفًا، وكان بلغ سورة (الكهف) وقد انتهى مئة كتاب، ولم يترك آية تعلق بها بدعي إلا أبطل تعلقه بها، وجعلها حجة لأهل الحق، وبين المجمل وشرح المشكل، ومن وقف على تواليفه رأى أن الله تعالى قد أمده بمواد توفيقه، وأقامه لنصرة الحق والذب عن طريقه».اهـ

ويقول في موضع آخر بعد أن ذكر أن عدد كتب الإمام الأشعري أكثر من مئتي مصنف:

«وفي ذلك ما يدل على سعة علمه، وينبئ الجاهل به عن غزارة فهمه، وخطبته في أول كتابه الذي صنفه في تفسير القرآن أدل دليل على تبريزه في العلم به الأقران، وهو الذي سماه «تفسير القرآن والرد على من خالف البيان من أهل الإفك والبهتان»، ونقض ما حرفه الجبائي والبلخي في تأليفهما، قال في أوله...» إلخ

وكل ذلك ونحن لم نتكلم إلا عن كتاب واحد فقط فكيف لو تكلمنا عن كل كتاب من كتبه بما نقله العلماء فيه؟!!

وبهذا يظهر لك مدى جهل وبلادة المشهور بالحمق الذي قال إن الإمام الأشعري لم يقدم في مصنفاته ما يجعله متفردًا في المعقول وعلم الكلام! متوهمًا أن الأشعري لم يترك إلا خمس رسائل فقط يمكن أن يحكم من خلالها على الأشعري بأنه ليس متفردًا في العلم!!! ثم طلب هذا العبقري من العوام الذين يتابعوه أن يعقدوا مقارنة بين علم الإمام أبي الحسن الأشعري المتمثل في نظره الضعيف في خمس رسائل وعلم ابن تيمية الذي وجد غالب تراثه، ثم أتى بالفاضحة فقال: إن أحسن أحوال أبي الحسن الأشعري أن يكون تلميذًا في حلقة من حلقات ابن تيمية!!!

منقول
قال الشيخ العلامة محمد حسن هيتو حفظه الله ورعاه-:
لقد أخبرني شيخي أثناء طلبي للعلم في الأزهر، أنه قرأ يوماً أثناء طلبه للعلم في كتاب المعاملات من الفقه ما نصه : " ويحرم بيع برَمْبَلولٍ ببَرَمْبلول ".
قال : فاستعصى علي فهم هذه الكلمة، فنظرت في الشـروح فلم أجد أحداً من العلماء قد شرحها أو علق عليها، ونظرت في الحواشي، فلم أجد من بيَّنها أو أوضحها، وكدت أتهم المتون، والشروح، والحواشي والتقريرات، بالعجز والقصور، لأنها ضاقت عن أن تشرح هذه العبارة، أو أتهم المؤلف بالخطأ.
ثم رأيت أن أتهم عقلي قبل اتهامها، لأنه لو كان الخطأ في العبارة من المؤلف لتنبه له واحد على الأقل من العشرات الذين شرحوا الكتاب أو علقوا عليه، فمن المحال أن يكون الجميع قد اتفقوا على هذا الخطأ، ولا بد أن الخطأ في عقلي وفهمي.
قال فرجعت إلى شيخي أسأله عنها، فقال لي : يا بني. ما أخذ أحد العلم من الكتاب - دون معلم - إلاَّ ضل، فلابد من المعلم، ليشرح الغامض، ويقيد المطلق، ويفصل المجمل، ويبين المراد من الاصطلاح، ولو كان الكتاب وحده ينفع، دون احتياج لمعلم يشرح، لما أرسل الله مع كل كتاب رسولاً يشرحه، ويبينه، ويبلغه، ولَمَا أخذ الله العهد من الذين أوتوا الكتاب أن يبينوه للناس، ولَمَا ألجمَ الله كاتم العلم بلجام من نار، وكتب العلم متوفرة للقاصي والداني.
ثم قال لي : يا بني... إن الصواب العبارة " ويحرُمُ بيعُ بُرِّ مَبْلول بِبُرِّ مبلول ".
والأمر لا يحتاج لمعاجم وقواميس، وشروح وحواشي وإنما يحتاج لتواضع كتواضعك إذ سألتني.
قال لي شيخي ، فو الله يا بني ما نسيت منذ ذلك اليوم حكمة الشيخ ، وذكرت قول الشافعي (( ما ضحك من خطأ امرئ قط إلا وثبت صوابه في قلبه )) .
ولقد عرفت أن مراد شيخي فيما قص علي مني هذه القصة الواقعية - عرفت أنه - إنما أراد أن يعلمني كيف يجب أن يكون سلوكي في تلقي العلوم لأصل بالصواب إلى غايتها.
ولقد ابتُليَ المسلمون اليوم ، زيادة عما هم فيه من البلاء ، وفي هذا العصر الذي قبض فيه العلم بقبض العلماء ، وفشا فيه الجهل ، ابتلوا بصنف من الناس ، أخذوا بعض العلم من الكتب ، دون الرجوع إلى المعلم والمرشد ، ففهموا النصوص خطأ ، وأولوها على هواهم جهلا ، وليتهم سألوا إذ لم يعلموا ، فإنما شفاء العي السؤال ، ولكنهم أوغلوا في أوهامهم ، وجعلوا بلبلة العقول أكبر همهم ، بما أتوا به من عظائم الأمور التي أوحى بها جهلهم،زاعمين أنها هي الشرع الذي لا يجوز العدول عنه، ولا الإبتعاد منه،رغم أنها الباطل، لمخالفتها لسيرة هذه الأمة منذ أن
بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى يومها هذا ،وستبقى كذلك إن شاء الله، لا تغير مسيرتها الأهوال ، ولا توقف مدها الأوهام ، إذ ضمن الله بقاءها ، وأخبر رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام باستمرارها ، لا يضرها من خذلها حتى يأتي أمر الله.
(المُتَفَيهِقُون: ص٢٩) منقول من ازهر تي في .
قال سيدي الشيخ العلامة محمد عوامة - حفظه الله تعالى - :
"من أخبار السادة المُرَبِّينَ المعاصرين: ما حدثني به فضيلة الشيخ الداعية الدكتور محمد عوض، أكبر تلامذة فضيلة العلامة الأصولي المُربِّي الكبير الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمهما الله تعالى: أنه صلى الضحى مرة في المسجد، وقام ومشى فور تسليمه من الصلاة، وشيخه يرمُقه ويلاحظه من خلفه، فناداه وقال له: يا شيخ محمد، كأنك استغنيتَ عن ربك؟! فسأله التلميذ بلهفة ووَجَل: خيراً ان شاء الله يا سيدي؟ قال له الشيخ: تمشي فور تسليمك من الصلاة ولا تدعوا اللهَ بشيء!!
وهكذا تكون رعاية الربانيين لأصحابهم، أما من لم تكن له صلة بهم، ولا تلقَّى عنهم، فمن أين تحصل له هذه التوجيهات، ويستفيد هذه الرعايات، ليترقَّى في الكمالات!!.
ومن أين يكتسب هذا الرقيَّ في التربية والسلوك من لم يتلقَّ العلم عن الشيوخ؟! ، ومن أين يأخذ الشهادة بالانتساب إلى الجامعات دون مواظبة وملازمة ومباحثة؟! بل من أين يَشَمُّ رائحتها من نال الشهادات العالية بأسمائها وألقابها، لا بحقائقها، من أخذ من وراء شاشات الأجهزة الالكترونية في الجامعات المفتوحة، والتعليم عند بُعْد؟!!
(معالم إرشادية لصناعة طالب العلم: ص٢٤٢)
قال الله تعالى في سورة إبراهيم: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ ٧﴾ ]إبراهيم: ٧[.
قال الإمام الخازن رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية الكريمة: لئن شكرتم بالطاعة لأزيدنّكم في الثواب، وأصل الشكر تصوّر النعمة وإظهارها، وحقيقته الاعتراف بنعمة المنعم مع تعظيمه وتوطين النفس على هذه الطريقة، وهاهنا دقيقة وهي أنّ العبد إذا اشتغل بمطالعة أقسام نعم الله عزّ وجلّ عليه، وأنواع فضله وكرمه وإحسانه إليه اشتغل بشكر تلك النعمة وذلك يوجب المزيد، وبذلك تتأكّد محبّة العبد لِلّه عزّ وجلّ وهو مقام شريف، ومقام أعلى منه وهو أن يشغله حبّ المنعم عن الالتفات إلى النعم، وهذا مقام الصدّيقين، نسأل الله القيام بواجب شكر النعمة حتّى يزيدنا مِن فضله وكرمه وإحسانه وإنعامه.
"تفسير الخازن"، 3/75.
الإمام التفتازاني: مِن حجج المسلمين في الفقه والبلاغة والمنطق وعلوم الفلسفة، قاضي المذهب الحنفي.
أتم أول كتبه (شرح التصريف العزي ) وهو في الوسائد السادسة عشرة من عمره. وله متن (المقاصد) وهو متن مختصر في علم الكلام متين العبارة لا زال يُدرس إلى يومنا هذا، وشرحه في ما يقارب ستة مجلدات. وشرَح رسالة (الشمسية) وهي من أهم الرسائل في علم المنطق كتبها نجم الدين الكاتبي للخواجه شمس الدين الجويني ويعد شرحه عليها من أهم المراجع في علم المنطق وأعلاها.

وشرح (العقائد النسفية) وهي من أشهر كتب العقائد التي تدرس لطلاب العلم إلى الآن.
فانظر كم استفاد من علمه أجيال!

وقد كان التفتازاني تلميذ العلامة عضد الدين الإيجي (المتوفى: ٧٥٦ هـ) الذي كان أفضل من درس علم الكلام مع المنطق، والبيان مع البديع، وعلم الأصول مع حقائق التنزيل في عصره، وكان طلاب العلم يقصدونه من كل مكان، وكان مجلسه كبيرا جدا.
ومع أن التفتازاني كان أحد طلاب العضد الإيجي، إلا أن بعض المصادر التاريخية، وبعض كتب السير، تصف أن التفتازاني كان قليل الذكاء ومحدود القدرة على الفهم والحفظ، وخاصة في دراسته عند العلامة الإيجي.

إلا أن له قصة عجيبة مع رسول الله صل الله عليه وسلم كانت نقطة تحول له
حكى صاحب "شذرات الذهب" ، الفقيه والمؤرخ ابن العماد الحنبلي، قصة عجيبة عن تحول حال التفتازاني من رجل يوصف ببلادة الذهن، إلى إمام فقيه أصولي ألمعي، قال:

" كان سعد الدين في ابتداء طلبه بعيد الفهم جدّا ولم يكن في جماعة العضد أبلد منه ومع ذلك فكان كثير الاجتهاد، ولم يؤيسه جمود فهمه من الطلب!

وكان العضد يضرب به المثل بين جماعته في البلادة!

فاتّفق أن أتاه إلى خلوته رجل لا يعرفه فقال له: ( قم يا سعد الدين لنذهب إلى السير) .

فقال(التفتازاني) : ما للسير خُلِقتُ، أنا لا أفهم شيئا مع المطالعة فكيف إذا ذهبتُ إلى السير ولم أطالع!

فذهب وعاد وقال له: ( قم بنا إلى السير)، فأجابه بالجواب الأول ولم يذهب معه!

فذهب الرجل وعاد وقال له: مثل ما قال أوّلاً.

فقال(التفتازاني) :
ما رأيت أبلد منك ألم أقل لك ما للسير خلقت!

فقال له الرجل:
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوك.

فقام (التفتازاني) منزعجاً ولم ينتعل بل خرج حافياً حتى وصل به إلى مكان خارج البلد به شجيرات.

فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه تحت تلك الشجيرات فتبسم له وقال له:

( نرسل إليك المرة بعد المرة ولا تأت! ).

فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما علمتُ أنك المُرسِل، وأنت أعلم بما اعتذرت به من سوء فهمي، وقلة حفظي، وأشكو إليك ذلك.

فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: افتح فمك، وتفل له فيه، ودعا له ثم أمره بالعود إلى منزله وبشره بالفتح فعاد وقد تضلع علماً ونوراً.

فلما كان من الغد أتى إلى مجلس "العضد الإيجي" وجلس مكانه فأورد في أثناء جلوسه أشياء ظنّ رفقته من الطلبة أنها لا معنى لها لما يعهدون منه، فلما سمعها العضدُ بكى، وقال: أمرك يا سعد الدين إلي؛ فإنك اليوم غيرك فيما مضى، ثم قام من مجلسه، وأجلسه فيه، وفخم أمره من يومئذ " ..
رؤيا رسول اللّٰه ﷺ
2025/07/13 19:06:25
Back to Top
HTML Embed Code: