ذكر الشيخ العلامة محمد العربي التباني شيخ المالكية في الحرم في كتابه براءة الأشعريين - صحيفة 211 ما نصه:
قال رجل لمحمد بن عبد الوهاب يومًا: كم يعتِقُ الله كل ليلة في رمضان؟ فقال له: يعتق في كل ليلة مائة ألف وفي آخر ليلة يعتق مثل ما أعتق في الشهر كله، فقال الرجل: لم يبلُغ من اتّبعك عُشر عُشر ما ذكرت! فمَن هؤلاء المسلمون الذين يعتقهم الله تعالى وقد حصرت المسلمين فيك وفيمن اتّبعك؟.. فبُهِت.
قال رجل لمحمد بن عبد الوهاب يومًا: كم يعتِقُ الله كل ليلة في رمضان؟ فقال له: يعتق في كل ليلة مائة ألف وفي آخر ليلة يعتق مثل ما أعتق في الشهر كله، فقال الرجل: لم يبلُغ من اتّبعك عُشر عُشر ما ذكرت! فمَن هؤلاء المسلمون الذين يعتقهم الله تعالى وقد حصرت المسلمين فيك وفيمن اتّبعك؟.. فبُهِت.
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
Photo
#وقالت_المجسمة : #إنكم_تعبدون_عدماً !
يا عجب كل ذي لب من هذا الافتراء الذي يأباه الدين القويم والعقل البسيط السليم !!
سؤال وجواب :
- ما هو الشيء الذي ليس ذرة جسم مخلوق (أي ليس جوهراً ) وليس صورة وصوتا ورائحة وطعما تابعاً لجسم مخلوق ( أي ليس عرضاً )
الجواب هو ( الأحد )
- ما هو الشيء الذي لا يحويه مكان فيغلب ذاته ولا يحده زمان فيقدم أو يؤخر فعله ؟
الجواب : هو (الصمد )
وما هو الشيء الذي ليس فوقه شيء ولا تحته شيء ولا قبله شيء ولا بعده شيء ؟
الجواب : هو ( الأول والآخر والظاهر والباطن )
- ما هو الشيء الذي من الأزل لم يخرج من شيء ولم يدخل في شيء فهو ما يزال ( لا داخل في مخلوق ولا خارج من مخلوق)
الجواب : هو الذي (لم يلد ولم يولد )
ما هو الشيء الذي لا توصف ذاته بحركة ولا استقرار ، ولا كثافة ولا استشفاف ؟
الجوب : هو ( ولم يكن له كفواً أحد )
...
لقد قال المجسمة عن الموحدين المسبحين المنزهين : ( أنتم تعبدون عدماً )
فالشيء الذي ليس مخلوقا وتابعا لمخلوق هو المعدوم في رأيهم ،
أي (الأحد ) معدوم
والشيء الذي لا فوق شيء ولا تحت شيء ولا قيل شيء ولا بعد شيء هو المعدوم في رأيهم
وعند الرسول صلى الله عليه وسلم ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن ).
والشيء الذي لا يغلبه المكان ولا يعوزه الزمان هو المعدوم في رأيهم ،
أي ( الصمد ) هو المعدوم .
والشيء الذي لم يخرج من شيء ولم يدخل في شيء هو المعدوم في رأيهم ،
أي الذي ( لم يلد ولم يولد ) هو المعدوم .
والشيء الذي لا يستقر ولا يتحرك ولا يتكاثف ولا يتلاطف هو المعدوم في رأيهم ، أي الذي (ليس كمثله شيء ) ( ولم يكن له كفوا أحد ) هو المعدوم .
فهل يوجد هذيان وهرطقة أقذر من قول المجسمة لأهل السنة والجماعة ( إنكم تعبدون عدماً )
يا عجب كل ذي لب من هذا الافتراء الذي يأباه الدين القويم والعقل البسيط السليم !!
سؤال وجواب :
- ما هو الشيء الذي ليس ذرة جسم مخلوق (أي ليس جوهراً ) وليس صورة وصوتا ورائحة وطعما تابعاً لجسم مخلوق ( أي ليس عرضاً )
الجواب هو ( الأحد )
- ما هو الشيء الذي لا يحويه مكان فيغلب ذاته ولا يحده زمان فيقدم أو يؤخر فعله ؟
الجواب : هو (الصمد )
وما هو الشيء الذي ليس فوقه شيء ولا تحته شيء ولا قبله شيء ولا بعده شيء ؟
الجواب : هو ( الأول والآخر والظاهر والباطن )
- ما هو الشيء الذي من الأزل لم يخرج من شيء ولم يدخل في شيء فهو ما يزال ( لا داخل في مخلوق ولا خارج من مخلوق)
الجواب : هو الذي (لم يلد ولم يولد )
ما هو الشيء الذي لا توصف ذاته بحركة ولا استقرار ، ولا كثافة ولا استشفاف ؟
الجوب : هو ( ولم يكن له كفواً أحد )
...
لقد قال المجسمة عن الموحدين المسبحين المنزهين : ( أنتم تعبدون عدماً )
فالشيء الذي ليس مخلوقا وتابعا لمخلوق هو المعدوم في رأيهم ،
أي (الأحد ) معدوم
والشيء الذي لا فوق شيء ولا تحت شيء ولا قيل شيء ولا بعد شيء هو المعدوم في رأيهم
وعند الرسول صلى الله عليه وسلم ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن ).
والشيء الذي لا يغلبه المكان ولا يعوزه الزمان هو المعدوم في رأيهم ،
أي ( الصمد ) هو المعدوم .
والشيء الذي لم يخرج من شيء ولم يدخل في شيء هو المعدوم في رأيهم ،
أي الذي ( لم يلد ولم يولد ) هو المعدوم .
والشيء الذي لا يستقر ولا يتحرك ولا يتكاثف ولا يتلاطف هو المعدوم في رأيهم ، أي الذي (ليس كمثله شيء ) ( ولم يكن له كفوا أحد ) هو المعدوم .
فهل يوجد هذيان وهرطقة أقذر من قول المجسمة لأهل السنة والجماعة ( إنكم تعبدون عدماً )
فوائد في إهداء القرآن والثواب للميت
قال شيخنا العلامة المحدث المفسر الأصولي الشيخ عبد_الله_بن_الصديق_الغماري رحمه الله تعالى في كتابه" خواطر_دينيَّة":
قوله تعالى:
وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى استدلَّ به طائفة من العلماء على أنَّ قراءة القرآن لا يصل ثوابها إلى الميت، وأجاب آخرون بأنَّ المراد بالإنسان فيه: الكافر، أما المؤمن فله مع سعيه سعي إخوانه المؤمنين ممَّا أهدوه إليه، ومنه قراءة القرآن، قالوا: لأن الإيمان رابطة قوية بين المؤمنين، يستطيع أن ينفع بعضهم بعضًا بسببها.
واستدلوا بما رواه أحمد وغيره عن عبد الله بن عمرو: أنّ العاصي نذر في الجاهليَّة أن ينحر مائة بدنة، فنحر هشام بن العاص خمسة وخمسين بَدنة.
وأنَّ عمرًا سأل النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم عن ذلك، فقال له النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «أمَّا أبوك فإنه لو أقرَّ بالتوحيد فصمت وتصدَّقت عنه نفعه ذلك»( 1).
فالحديث يقرِّر بوضوح: أنَّ الإيمان سببٌ في وصول عمل المؤمن إلى أخيه المؤمن.
وعندي في الآية وجهٌ آخر. وهو: الإشارة إلى تحقيق العدل المطلق، بأنه لا ينقل سعي الخير من شخص إلى آخر، ولو كانت بينهما قرابة الأبوة أو الأخوة مثلًا، فكل واحد له عمله الصَّالح، لا ينقص منه شيء يزاد لغيره.
بدليل أنَّ هذه الجملة ذكرت في مقابلة قوله تعالى: { أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } [النجم: ٣٨]
فكما لا يُؤْخذ الشخص بذنب غيره، كذلك لا ينتفع بحسنة غير.
ولا علاقة للآية -على هذا-بإهداء عمل صالح كقراءة القرآن للميت، بل يستفاد حكمه من دليل آخر.
فقد صحَّ أنَّ النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم سمع في الجمع رجلا يقول: لبيك عن شُبرمة. فقال: «من شُبرمة؟» قال: أخ لي مات، قال: «هل حججَت عن نفسك؟» قال: لا. قال: «حجَّ عن نفسك، ثم حجَّ عن شُبرمة»( 2).
وصحَّ أيضًا أنَّه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أذن لرجل أن يحجَّ عن أبيه( 3)، ولامرأة أن تحجَّ عن أمِّها( 4).
وصحَّ أيضًا عنه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أنه قال: «من مات وعليه صيام صام عنه وليُّه»( 5).
فأثبتت السنَّةُ الصَّحيحة وصولَ العبادة إلى الميت، وهل قراءة القرآن إلا عبادة؟ فهي تصل كما يصل غيرها من العبادات. لا سيَّما والحجُّ المأذون في فعله عن الميت مشتمل على القراءة أيضًا، إذ من أفعاله صلاة ركعتين بعد الطواف عند مقام إبراهيم عليه السلام، هذه خلاصة المسألة، وبالله التوفيق" انتهى.
..................................
(1)رواه أحمد (6704) وقال مخرجوه: إسناده حسن. وفيه : ذبح خمسين بدنة.
(2)رواه أبو داود (1811)، وابن ماجه (2903)، وابن خزيمة (3039)، ثلاثتهم في المناسك، وصححه ابن حجر في الفتح (12/ 327)، عن ابن عباس.
(3)رواه أحمد (16184)، وقال مخرجوه: إسناده صحيح. وأبو داود (1810)، والترمذي (930)، وقال: حسن صحيح. عن أبي رزين العقيلي.
(4)رواه البخاري في جزاء الصيد (1852)، عن ابن عبَّاس.
(5)متفق عليه: رواه البخاري (1952)، ومسلم (1147)، كلاهما في الصيام، عن عائشة.
منقول
قال شيخنا العلامة المحدث المفسر الأصولي الشيخ عبد_الله_بن_الصديق_الغماري رحمه الله تعالى في كتابه" خواطر_دينيَّة":
قوله تعالى:
وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى استدلَّ به طائفة من العلماء على أنَّ قراءة القرآن لا يصل ثوابها إلى الميت، وأجاب آخرون بأنَّ المراد بالإنسان فيه: الكافر، أما المؤمن فله مع سعيه سعي إخوانه المؤمنين ممَّا أهدوه إليه، ومنه قراءة القرآن، قالوا: لأن الإيمان رابطة قوية بين المؤمنين، يستطيع أن ينفع بعضهم بعضًا بسببها.
واستدلوا بما رواه أحمد وغيره عن عبد الله بن عمرو: أنّ العاصي نذر في الجاهليَّة أن ينحر مائة بدنة، فنحر هشام بن العاص خمسة وخمسين بَدنة.
وأنَّ عمرًا سأل النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم عن ذلك، فقال له النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «أمَّا أبوك فإنه لو أقرَّ بالتوحيد فصمت وتصدَّقت عنه نفعه ذلك»( 1).
فالحديث يقرِّر بوضوح: أنَّ الإيمان سببٌ في وصول عمل المؤمن إلى أخيه المؤمن.
وعندي في الآية وجهٌ آخر. وهو: الإشارة إلى تحقيق العدل المطلق، بأنه لا ينقل سعي الخير من شخص إلى آخر، ولو كانت بينهما قرابة الأبوة أو الأخوة مثلًا، فكل واحد له عمله الصَّالح، لا ينقص منه شيء يزاد لغيره.
بدليل أنَّ هذه الجملة ذكرت في مقابلة قوله تعالى: { أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } [النجم: ٣٨]
فكما لا يُؤْخذ الشخص بذنب غيره، كذلك لا ينتفع بحسنة غير.
ولا علاقة للآية -على هذا-بإهداء عمل صالح كقراءة القرآن للميت، بل يستفاد حكمه من دليل آخر.
فقد صحَّ أنَّ النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم سمع في الجمع رجلا يقول: لبيك عن شُبرمة. فقال: «من شُبرمة؟» قال: أخ لي مات، قال: «هل حججَت عن نفسك؟» قال: لا. قال: «حجَّ عن نفسك، ثم حجَّ عن شُبرمة»( 2).
وصحَّ أيضًا أنَّه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أذن لرجل أن يحجَّ عن أبيه( 3)، ولامرأة أن تحجَّ عن أمِّها( 4).
وصحَّ أيضًا عنه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أنه قال: «من مات وعليه صيام صام عنه وليُّه»( 5).
فأثبتت السنَّةُ الصَّحيحة وصولَ العبادة إلى الميت، وهل قراءة القرآن إلا عبادة؟ فهي تصل كما يصل غيرها من العبادات. لا سيَّما والحجُّ المأذون في فعله عن الميت مشتمل على القراءة أيضًا، إذ من أفعاله صلاة ركعتين بعد الطواف عند مقام إبراهيم عليه السلام، هذه خلاصة المسألة، وبالله التوفيق" انتهى.
..................................
(1)رواه أحمد (6704) وقال مخرجوه: إسناده حسن. وفيه : ذبح خمسين بدنة.
(2)رواه أبو داود (1811)، وابن ماجه (2903)، وابن خزيمة (3039)، ثلاثتهم في المناسك، وصححه ابن حجر في الفتح (12/ 327)، عن ابن عباس.
(3)رواه أحمد (16184)، وقال مخرجوه: إسناده صحيح. وأبو داود (1810)، والترمذي (930)، وقال: حسن صحيح. عن أبي رزين العقيلي.
(4)رواه البخاري في جزاء الصيد (1852)، عن ابن عبَّاس.
(5)متفق عليه: رواه البخاري (1952)، ومسلم (1147)، كلاهما في الصيام، عن عائشة.
منقول
رأينا ثلاثة أجيال من أدعياء السلفية:
[1] ـ جيل كان يقول: إن ابن عبد البرّ سلفي عدوٌّ للأشاعرة من كل وجهٍ.
[2] ـ وجيل يقول تلبيسا: إن ابن عبدالبرّ سلفي مثلنا، ولكنه وافق الأشاعرة وتأثر بهم في مسائل.
[3] ـ وجيل أخير يقول: ابن عبد البرّ جهمي معطّل.
وهذا الجيل الأخير هو الأكثر انسجامًا مع قواعد أدعياء السلفية لذلك سمعنا منهم تكفير نحو الطبري واللالكائي بعد وقوفهم على حقيقة قواعدهم العقدية التي لا تخرج عن كونها نفس قواعد أهل السنة الأشاعرة، فطبقوا عليهم نفس القواعد التي يطبقونها على أهل السنة الأشاعرة.
ولا نشك أبدا في أن هذا الجيل الأخير سيصل يوما للتصريح بأن الإمام مالك بن أنس جهميٌّ لأنه أول حديث النُّزول وكان يرى أن حديث الصورة يوهم التشبيهَ وغير ذلك.
نزار حمادي
[1] ـ جيل كان يقول: إن ابن عبد البرّ سلفي عدوٌّ للأشاعرة من كل وجهٍ.
[2] ـ وجيل يقول تلبيسا: إن ابن عبدالبرّ سلفي مثلنا، ولكنه وافق الأشاعرة وتأثر بهم في مسائل.
[3] ـ وجيل أخير يقول: ابن عبد البرّ جهمي معطّل.
وهذا الجيل الأخير هو الأكثر انسجامًا مع قواعد أدعياء السلفية لذلك سمعنا منهم تكفير نحو الطبري واللالكائي بعد وقوفهم على حقيقة قواعدهم العقدية التي لا تخرج عن كونها نفس قواعد أهل السنة الأشاعرة، فطبقوا عليهم نفس القواعد التي يطبقونها على أهل السنة الأشاعرة.
ولا نشك أبدا في أن هذا الجيل الأخير سيصل يوما للتصريح بأن الإمام مالك بن أنس جهميٌّ لأنه أول حديث النُّزول وكان يرى أن حديث الصورة يوهم التشبيهَ وغير ذلك.
نزار حمادي
استند السادة الحنفية على عدة أحاديث صحيحة في شأن بطلان الوضوء بالقهقهة داخل الصلاة، ومنها:
الحديث الأول: أخبرنا أبو حنيفة قال: حدثنا منصور بن زاذان عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: بينما هو في الصلاة إذ أقبل رجل أعمى من قبل القبلة يريد الصلاة، والقوم في صلاة الفجر، فوقع في زُبيَة (حفرة) فاستضحك بعض القوم حتى قهقه، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” من كان قهقه منكم فليُعد الوضوء والصلاة “. وهذا الحديث رواه الإمام محمد في كتاب “الآثار” وفي “الجوهر النقي”. ثم قال -أي ابن مندة- في “معرفة الصحابة”: روى أبو حنيفة عن منصور بن زاذان عن الحسن عن معبد بن أبي معبد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من قهقه في صلاته أعاد الوضوء والصلاة “. ثم ذكر ذلك بسنده عن معن عن أبي حنيفة، ثم قال: وهو حديث مشهور عنه، رواه أبو يوسف القاضي وأسد بن عمرو وغيرهما.
فهذا الحديث بسند الإمام مُسند ومُرسل، والمُرسل حُجّة عندنا، ورجال كتاب “الآثار” ثقات مشهورون، ومعبد هذا صحابي.
الحديث الثاني: عن معمر عن قتادة عن أبي العالية الرياحي أن أعمى تردى في بئر والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه، فضحك بعض من كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من كان ضحك منهم أن يعيد الوضوء ويعيد الصلاة، رواه عبد الرزاق في مصنفه، ورجاله رجال الصحيحين، وهو الصحيح كما في “نصب الراية”، وفي “آثار السنن”...وهناك غيرها من الأحاديث...
الحديث الأول: أخبرنا أبو حنيفة قال: حدثنا منصور بن زاذان عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: بينما هو في الصلاة إذ أقبل رجل أعمى من قبل القبلة يريد الصلاة، والقوم في صلاة الفجر، فوقع في زُبيَة (حفرة) فاستضحك بعض القوم حتى قهقه، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” من كان قهقه منكم فليُعد الوضوء والصلاة “. وهذا الحديث رواه الإمام محمد في كتاب “الآثار” وفي “الجوهر النقي”. ثم قال -أي ابن مندة- في “معرفة الصحابة”: روى أبو حنيفة عن منصور بن زاذان عن الحسن عن معبد بن أبي معبد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من قهقه في صلاته أعاد الوضوء والصلاة “. ثم ذكر ذلك بسنده عن معن عن أبي حنيفة، ثم قال: وهو حديث مشهور عنه، رواه أبو يوسف القاضي وأسد بن عمرو وغيرهما.
فهذا الحديث بسند الإمام مُسند ومُرسل، والمُرسل حُجّة عندنا، ورجال كتاب “الآثار” ثقات مشهورون، ومعبد هذا صحابي.
الحديث الثاني: عن معمر عن قتادة عن أبي العالية الرياحي أن أعمى تردى في بئر والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه، فضحك بعض من كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من كان ضحك منهم أن يعيد الوضوء ويعيد الصلاة، رواه عبد الرزاق في مصنفه، ورجاله رجال الصحيحين، وهو الصحيح كما في “نصب الراية”، وفي “آثار السنن”...وهناك غيرها من الأحاديث...
بسم الله الرحمن الرحيم
تذكرة في شهر رجب
وتذكير بما يتعلَّق بصوم شهر رجب وشعبان والأشهر الحرم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة: 36].
فالأشهرُ الحُرُمُ أربعة، ثلاثةٌ سَرْدٌ هِيَ: ذُو القَعْدَة، وَذُو الحِجَّة، وَالمُحَرَّم، وواحد فرد وَهو رَجَب.. وهذه تذكرةٌ بين يدي شهر رجب، يستأنسُ بها المحبُّون، ويستفيدُ منها المتقرِّبون في شحذ هِممهم في الإقبال على الله سبحانه وتعالى، والتقرُّب إليه جلَّ وعلا.
شهرُ رجبٍ مفتاحُ أشهرِ الخَيرِ والبركةِ، قال أبو بكر الورَّاق البَلْخيُّ رحمه الله تعالى: شهرُ رجبٍ شهرُ الزرعِ، وشهرُ شعبانَ شهرُ السَّقي للزَّرعِ، وشهرُ رَمضانَ شهرُ حصادِ الزَّرعِ.
وعنه رضي الله تعالى عنه قال: مَثَلُ شهرِ رجبٍ مثلُ الرِّيح، ومثلُ شعبانَ مثلُ الغيمِ، ومثلُ رمضانَ مثلُ المطر.
وقالَ بعضهم: السَّنةُ مثلُ الشَّجرةِ؛ وشهرُ رجبٍ أيَّامُ تَوْريقِها، وشعبانُ أيَّام تَفريعِها، ورمضانُ أيَّامُ قَطْفِها، والمؤمنون قِطافُها.
جديرٌ بمن سوَّدَ صحيفتَه بالذُّنوبِ أن يُبيِّضَها بالتَّوبةِ في هذا الشهر، وبمن ضيَّعَ عُمُرَهُ في البطالة أن يغتنمَ فيه ما بقي من العمرِ.
انتهازُ الفرصةِ بالعمل في هذا الشهرِ غنيمةٌ، واغتنامُ أوقاتهِ بالطاعاتِ له فضيلةٌ عظيمةٌ.
وقد ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَبَعْضِ الحَنَابِلَةِ إِلَى اسْتِحْبَابِ صَوْمِ الأَشْهُرِ الْحُرُمِ.
وَصَرَّحَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ بِأَنَّ أَفْضَلَ الأَشْهُرِ الْحُرُمِ: الْمُحَرَّمُ، ثُمَّ رَجَبٌ، ثُمَّ بَاقِيهَا: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ.
وقد ورد في صيام الأشهر الحُرُمِ حديثُ مُجِيبَةَ الْبَاهِلِيَّةِ عَنْ أَبِيهَا أَوْ عَمِّهَا رضي الله عنهم، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَأَتَاهُ بَعْدَ سَنَةٍ وَقَدْ تَغَيَّرَتْ حَالُهُ وَهَيْئَتُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: (وَمَنْ أَنْتَ؟) قَالَ: أَنَا الْبَاهِلِيُّ الَّذِي جِئْتُكَ عَامَ الْأَوَّلِ، قَالَ: (فَمَا غَيَّرَكَ وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ) قَالَ: مَا أَكَلْتُ طَعَامًا إِلَّا بِلَيْلٍ مُنْذُ فَارَقْتُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لِمَ عَذَّبْتَ نَفْسَكَ؟) ثُمَّ قَالَ: (صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَيَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ) قَالَ: زِدْنِي فَإِنَّ بِي قُوَّةً، قَالَ: (صُمْ يَوْمَيْنِ)، قَالَ: زِدْنِي، قَالَ: (صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ)، قَالَ: زِدْنِي، قَالَ: (صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ). رواه الإمام أبو داود رحمه الله تعالى، وفي رواية ابن ماجه رحمه الله تعالى: (صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ بَعْدَهُ، وَصُمْ أَشْهُرَ الْحُرُمِ).
قال الحافظ ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى في الفتاوى الفقهية: قال العلماء: وإنَّما أمره صلَّى الله عليه وسلَّم بالترك لأنه كان يشقُّ عليه إكثار الصوم كما ذكره في أوَّل الحديث، فأما مَنْ لا يشقُّ عليه فصوم جميعها فضيلةٌ، فتأمَّلْ أمرَهُ صلَّى الله عليه وسلَّم بصوم الأشهر الحُرُم في الرواية الثانية، وبالصوم منها في الرواية الأولى، تجدْهُ نصاً في الأمر بصوم رجب، أو بالصوم منه؛ لأنه من الأشهر الحرم، بل هو من أفضلها. انتهى.
وقد ذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية وبعض الحنابلة إلى استحباب الصيام في شهر رجب كما يستحبُّ صيام باقي الأشهر الحرم، وهي: محرَّم، وذو القعدة، وذو الحجة..
واستدلوا لذلك ببعض الأحاديث الواردة، منها قوله صلى الله عليه وسلم حين سئل عن سبب صومه صلَّى الله عليه وسلَّم شهرَ شعبان: (ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ) رواه الإمام النسائي رحمه الله تعالى، قالوا: دلَّ هذا الحديث على أنَّ شهري رجب ورمضان شهرا عبادةٍ وطاعةٍ لا يغفل الناس عنهما.
وروى الإمام مسلم رحمه الله تعالى أنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ رضي الله تعالى عنه سُئِلَ عَنْ صَوْم رَجَب، فَقَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله تعالى عنهما يَقُول: (كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُوم حَتَّى نَقُول: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ).
تذكرة في شهر رجب
وتذكير بما يتعلَّق بصوم شهر رجب وشعبان والأشهر الحرم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة: 36].
فالأشهرُ الحُرُمُ أربعة، ثلاثةٌ سَرْدٌ هِيَ: ذُو القَعْدَة، وَذُو الحِجَّة، وَالمُحَرَّم، وواحد فرد وَهو رَجَب.. وهذه تذكرةٌ بين يدي شهر رجب، يستأنسُ بها المحبُّون، ويستفيدُ منها المتقرِّبون في شحذ هِممهم في الإقبال على الله سبحانه وتعالى، والتقرُّب إليه جلَّ وعلا.
شهرُ رجبٍ مفتاحُ أشهرِ الخَيرِ والبركةِ، قال أبو بكر الورَّاق البَلْخيُّ رحمه الله تعالى: شهرُ رجبٍ شهرُ الزرعِ، وشهرُ شعبانَ شهرُ السَّقي للزَّرعِ، وشهرُ رَمضانَ شهرُ حصادِ الزَّرعِ.
وعنه رضي الله تعالى عنه قال: مَثَلُ شهرِ رجبٍ مثلُ الرِّيح، ومثلُ شعبانَ مثلُ الغيمِ، ومثلُ رمضانَ مثلُ المطر.
وقالَ بعضهم: السَّنةُ مثلُ الشَّجرةِ؛ وشهرُ رجبٍ أيَّامُ تَوْريقِها، وشعبانُ أيَّام تَفريعِها، ورمضانُ أيَّامُ قَطْفِها، والمؤمنون قِطافُها.
جديرٌ بمن سوَّدَ صحيفتَه بالذُّنوبِ أن يُبيِّضَها بالتَّوبةِ في هذا الشهر، وبمن ضيَّعَ عُمُرَهُ في البطالة أن يغتنمَ فيه ما بقي من العمرِ.
انتهازُ الفرصةِ بالعمل في هذا الشهرِ غنيمةٌ، واغتنامُ أوقاتهِ بالطاعاتِ له فضيلةٌ عظيمةٌ.
وقد ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَبَعْضِ الحَنَابِلَةِ إِلَى اسْتِحْبَابِ صَوْمِ الأَشْهُرِ الْحُرُمِ.
وَصَرَّحَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ بِأَنَّ أَفْضَلَ الأَشْهُرِ الْحُرُمِ: الْمُحَرَّمُ، ثُمَّ رَجَبٌ، ثُمَّ بَاقِيهَا: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ.
وقد ورد في صيام الأشهر الحُرُمِ حديثُ مُجِيبَةَ الْبَاهِلِيَّةِ عَنْ أَبِيهَا أَوْ عَمِّهَا رضي الله عنهم، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَأَتَاهُ بَعْدَ سَنَةٍ وَقَدْ تَغَيَّرَتْ حَالُهُ وَهَيْئَتُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: (وَمَنْ أَنْتَ؟) قَالَ: أَنَا الْبَاهِلِيُّ الَّذِي جِئْتُكَ عَامَ الْأَوَّلِ، قَالَ: (فَمَا غَيَّرَكَ وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ) قَالَ: مَا أَكَلْتُ طَعَامًا إِلَّا بِلَيْلٍ مُنْذُ فَارَقْتُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لِمَ عَذَّبْتَ نَفْسَكَ؟) ثُمَّ قَالَ: (صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَيَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ) قَالَ: زِدْنِي فَإِنَّ بِي قُوَّةً، قَالَ: (صُمْ يَوْمَيْنِ)، قَالَ: زِدْنِي، قَالَ: (صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ)، قَالَ: زِدْنِي، قَالَ: (صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ). رواه الإمام أبو داود رحمه الله تعالى، وفي رواية ابن ماجه رحمه الله تعالى: (صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ بَعْدَهُ، وَصُمْ أَشْهُرَ الْحُرُمِ).
قال الحافظ ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى في الفتاوى الفقهية: قال العلماء: وإنَّما أمره صلَّى الله عليه وسلَّم بالترك لأنه كان يشقُّ عليه إكثار الصوم كما ذكره في أوَّل الحديث، فأما مَنْ لا يشقُّ عليه فصوم جميعها فضيلةٌ، فتأمَّلْ أمرَهُ صلَّى الله عليه وسلَّم بصوم الأشهر الحُرُم في الرواية الثانية، وبالصوم منها في الرواية الأولى، تجدْهُ نصاً في الأمر بصوم رجب، أو بالصوم منه؛ لأنه من الأشهر الحرم، بل هو من أفضلها. انتهى.
وقد ذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية وبعض الحنابلة إلى استحباب الصيام في شهر رجب كما يستحبُّ صيام باقي الأشهر الحرم، وهي: محرَّم، وذو القعدة، وذو الحجة..
واستدلوا لذلك ببعض الأحاديث الواردة، منها قوله صلى الله عليه وسلم حين سئل عن سبب صومه صلَّى الله عليه وسلَّم شهرَ شعبان: (ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ) رواه الإمام النسائي رحمه الله تعالى، قالوا: دلَّ هذا الحديث على أنَّ شهري رجب ورمضان شهرا عبادةٍ وطاعةٍ لا يغفل الناس عنهما.
وروى الإمام مسلم رحمه الله تعالى أنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ رضي الله تعالى عنه سُئِلَ عَنْ صَوْم رَجَب، فَقَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله تعالى عنهما يَقُول: (كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُوم حَتَّى نَقُول: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ).
قال الإمام النوويُّ رحمه الله تعالى: الظَّاهِرُ أَنَّ مُرَادَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى بِهَذَا الِاسْتِدْلَال أَنَّهُ لَا نَهْيَ عَنْهُ، وَلَا نَدْبَ فِيهِ لِعَيْنِهِ، بَلْ لَهُ حُكْمُ بَاقِي الشُّهُورِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي صَوْمِ رَجَبٍ نَهْيٌ وَلَا نَدْبٌ لِعَيْنِهِ، وَلَكِنَّ أَصْلَ الصَّوْمِ مَنْدُوبٌ إِلَيْهِ، وَفِي سُنَن أَبِي دَاوُدَ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَدَبَ إِلَى الصَّوْمِ مِنَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَرَجَبُ أَحَدهَا. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. انتهى.
وروى الإمامُ البيهقيُّ رحمه الله تعالى عن أبي قِلابة التابعيِّ الجليل رضي الله تعالى عنه أنه قال: (في الجنَّةِ قصرٌ لصُوَّامِ رجبَ). قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: (وإن كان موقوفاً على أبي قِلابة، وهو من التابعين، فمثله لا يقول ذلك إلا عن بلاغٍ عمَّنْ فوقه ممَّنْ يأتيه الوحي صلَّى الله عليه وسلَّم).
والحديثُ رواه أيضاً ابن شاهين رحمه الله تعالى في الترغيب، عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه.
قال الإمام السيوطيُّ رحمه الله تعالى في شرح صحيح مسلم: هذا أصحُّ ما ورد في صوم رجب. انتهى.
وقد كان بعضُ السلفِ الصالح رضي الله تعالى عنهم يصومُ الأشهرَ الحُرُمَ كلَّها، منهم ابن عمر والحسن البصري وأبو إسحاق السَّبيعيُّ رضي الله تعالى عنهم.
وقال الإمام الثوري رحمه الله تعالى: الأشهر الحُرُم أحبُّ إليَّ أن أصوم فيها..
وجاء في الشرح الكبير للإمام الدردير رحمه الله تعالى: (وَ) نُدِبَ صَوْمُ (الْمُحَرَّمِ وَرَجَبٍ وَشَعْبَانَ) وَكَذَا بَقِيَّةُ الْحُرُمِ الأَرْبَعَةِ، وَأَفْضَلُهَا الْمُحَرَّمُ فَرَجَبٌ فَذُو الْقَعْدَةِ وَالْحِجَّةِ.. ومثله في حاشية الإمام الصاوي رحمه الله تعالى.
وفي حاشية إعانة الطالبين: قيل: ومن البدع صومُ رجب، وليس كذلك.. بل هو سُنَّةٌ فاضلة.
وفي فتاوى الحافظ ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى: الصوابُ استحبابُ صومِ يومِ الإثنين والخميس ورجب وباقي الأشهر الحرم..
وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ إِلَى أَنَّهُ يُسَنُّ صَوْمُ شَهْرِ الْمُحَرَّمِ فَقَطْ مِنَ الأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَذَكَرَ بَعْضُهُمُ اسْتِحْبَابَ صَوْمِ الأَشْهُرِ الْحُرُمِ، لَكِنَّ الأَكْثَرَ لَمْ يَذْكُرُوا اسْتِحْبَابَهُ، بَلْ نَصُّوا عَلَى كَرَاهَةِ إِفْرَادِ رَجَبٍ بِالصَّوْمِ، لِمَا رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صِيَامِ رَجَبٍ. رواه الإمام ابن ماجه رحمه الله تعالى، وَلأَنَّ فِيهِ إِحْيَاءً لِشِعَارِ الْجَاهِلِيَّةِ بِتَعْظِيمِهِ.. وَتَزُولُ الْكَرَاهَةُ بِفِطْرِهِ فِيهِ وَلَوْ يَوْمًا، أَوْ بِصَوْمِهِ شَهْرًا آخَرَ مِنَ السَّنَةِ، مثل أن يصوم الأشهر الحرم، أو يصوم رجب وشعبان، وقد روى الإمام عبد الرزاق رحمه الله تعالى في مصنَّفه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه كان يصوم أشهر الحُرُم، وفي رواية: كان لا يكاد أن يفطر في أشهر الحرم ولا غيرها.
أما صوم بعضه ـ أي بعض رجب ـ فلا يكره اتفاقاً، ويسنُّ فِطْرُ بعضه ـ ولو يوماً لمن أراد أن يُكثِر الصومَ ـ خروجاً من الخلاف.
وقال الحافظ ابن حجر الهيتميُّ رحمه الله تعالى في الفتاوى: ومن عظَّمَ رجبَ بجهةٍ غيرِ ما كانت الجاهلية يعظِّمونه به فليس مقتدياً بهم، وليس كلُّ ما فعلوه منهياً عن فعله، إلا إذا نَهتِ الشريعةُ عنه أو دلَّتِ القواعدُ على تركه، ولا يُترَكُ الحقُّ لكونِ أهل الباطل فعلوه. انتهى.
والخلاصة: أنَّ صيامَ الأشهرِ الحُرُمِ ـ ومنها شهر رجب ـ مستحبٌّ عند جمهور الفقهاء، ما عدا الحنابلة، فقالوا: إفراده بالصوم كاملاً مكروه، فلو صام معه شعبان، أو أفطر بعض أيام منه، تزول الكراهة. والله تبارك وتعالى أعلم.
وأما شهر شعبان: فقد ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إِلَى اسْتِحْبَابِ صَوْمِ شَهْرِ شَعْبَانَ، لِمَا رَوَتِ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ. وَعَنْهَا قَالَتْ: كَانَ أَحَبُّ الشُّهُورِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَصُومَهُ شَعْبَانَ، بَلْ كَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ. رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه رحمهم الله تعالى.
قَالَ الشِّرْبِينِيُّ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: وَرَدَ فِي مُسْلِمٍ: (كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلاً) رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى.. قَالَ الْعُلَمَاءُ: اللَّفْظُ الثَّانِي مُفَسِّرٌ لِلأَوَّلِ، فَالْمُرَادُ بِكُلِّهِ غَالِبُهُ.
وروى الإمامُ البيهقيُّ رحمه الله تعالى عن أبي قِلابة التابعيِّ الجليل رضي الله تعالى عنه أنه قال: (في الجنَّةِ قصرٌ لصُوَّامِ رجبَ). قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: (وإن كان موقوفاً على أبي قِلابة، وهو من التابعين، فمثله لا يقول ذلك إلا عن بلاغٍ عمَّنْ فوقه ممَّنْ يأتيه الوحي صلَّى الله عليه وسلَّم).
والحديثُ رواه أيضاً ابن شاهين رحمه الله تعالى في الترغيب، عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه.
قال الإمام السيوطيُّ رحمه الله تعالى في شرح صحيح مسلم: هذا أصحُّ ما ورد في صوم رجب. انتهى.
وقد كان بعضُ السلفِ الصالح رضي الله تعالى عنهم يصومُ الأشهرَ الحُرُمَ كلَّها، منهم ابن عمر والحسن البصري وأبو إسحاق السَّبيعيُّ رضي الله تعالى عنهم.
وقال الإمام الثوري رحمه الله تعالى: الأشهر الحُرُم أحبُّ إليَّ أن أصوم فيها..
وجاء في الشرح الكبير للإمام الدردير رحمه الله تعالى: (وَ) نُدِبَ صَوْمُ (الْمُحَرَّمِ وَرَجَبٍ وَشَعْبَانَ) وَكَذَا بَقِيَّةُ الْحُرُمِ الأَرْبَعَةِ، وَأَفْضَلُهَا الْمُحَرَّمُ فَرَجَبٌ فَذُو الْقَعْدَةِ وَالْحِجَّةِ.. ومثله في حاشية الإمام الصاوي رحمه الله تعالى.
وفي حاشية إعانة الطالبين: قيل: ومن البدع صومُ رجب، وليس كذلك.. بل هو سُنَّةٌ فاضلة.
وفي فتاوى الحافظ ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى: الصوابُ استحبابُ صومِ يومِ الإثنين والخميس ورجب وباقي الأشهر الحرم..
وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ إِلَى أَنَّهُ يُسَنُّ صَوْمُ شَهْرِ الْمُحَرَّمِ فَقَطْ مِنَ الأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَذَكَرَ بَعْضُهُمُ اسْتِحْبَابَ صَوْمِ الأَشْهُرِ الْحُرُمِ، لَكِنَّ الأَكْثَرَ لَمْ يَذْكُرُوا اسْتِحْبَابَهُ، بَلْ نَصُّوا عَلَى كَرَاهَةِ إِفْرَادِ رَجَبٍ بِالصَّوْمِ، لِمَا رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صِيَامِ رَجَبٍ. رواه الإمام ابن ماجه رحمه الله تعالى، وَلأَنَّ فِيهِ إِحْيَاءً لِشِعَارِ الْجَاهِلِيَّةِ بِتَعْظِيمِهِ.. وَتَزُولُ الْكَرَاهَةُ بِفِطْرِهِ فِيهِ وَلَوْ يَوْمًا، أَوْ بِصَوْمِهِ شَهْرًا آخَرَ مِنَ السَّنَةِ، مثل أن يصوم الأشهر الحرم، أو يصوم رجب وشعبان، وقد روى الإمام عبد الرزاق رحمه الله تعالى في مصنَّفه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه كان يصوم أشهر الحُرُم، وفي رواية: كان لا يكاد أن يفطر في أشهر الحرم ولا غيرها.
أما صوم بعضه ـ أي بعض رجب ـ فلا يكره اتفاقاً، ويسنُّ فِطْرُ بعضه ـ ولو يوماً لمن أراد أن يُكثِر الصومَ ـ خروجاً من الخلاف.
وقال الحافظ ابن حجر الهيتميُّ رحمه الله تعالى في الفتاوى: ومن عظَّمَ رجبَ بجهةٍ غيرِ ما كانت الجاهلية يعظِّمونه به فليس مقتدياً بهم، وليس كلُّ ما فعلوه منهياً عن فعله، إلا إذا نَهتِ الشريعةُ عنه أو دلَّتِ القواعدُ على تركه، ولا يُترَكُ الحقُّ لكونِ أهل الباطل فعلوه. انتهى.
والخلاصة: أنَّ صيامَ الأشهرِ الحُرُمِ ـ ومنها شهر رجب ـ مستحبٌّ عند جمهور الفقهاء، ما عدا الحنابلة، فقالوا: إفراده بالصوم كاملاً مكروه، فلو صام معه شعبان، أو أفطر بعض أيام منه، تزول الكراهة. والله تبارك وتعالى أعلم.
وأما شهر شعبان: فقد ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إِلَى اسْتِحْبَابِ صَوْمِ شَهْرِ شَعْبَانَ، لِمَا رَوَتِ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ. وَعَنْهَا قَالَتْ: كَانَ أَحَبُّ الشُّهُورِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَصُومَهُ شَعْبَانَ، بَلْ كَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ. رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه رحمهم الله تعالى.
قَالَ الشِّرْبِينِيُّ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: وَرَدَ فِي مُسْلِمٍ: (كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلاً) رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى.. قَالَ الْعُلَمَاءُ: اللَّفْظُ الثَّانِي مُفَسِّرٌ لِلأَوَّلِ، فَالْمُرَادُ بِكُلِّهِ غَالِبُهُ.
وَعَنِ السيدةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا قَالَتْ: (مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلا رَمَضَانَ) رواه الإمام البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.. قَالَ الْعُلَمَاءُ: وَإِنَّمَا لَمْ يَسْتَكْمِلْ ذَلِكَ لِئَلا يُظَنَّ وُجُوبُهُ.
وأما صوم شهر رجب وشعبان ووصلهما برمضان، فقد جاء في فتاوى الأزهرِ الشريف للشيخ عطية صقر رحمه الله تعالى: لم يرد حديث مقبول يقول: إنَّ صيامَ رجبٍ كلِّهِ وشعبانَ كلِّهِ ووصلَهما برمضان بدعةٌ مذمومة، فالصوم في رجب وشعبان مشروع، الأول لأنه من الأشهر الحُرُم، والثاني لفعل النبيِّ صلى الله عليه وسلم، غير أنَّ هناك توصيةً بعدم الإِرهاقِ وتكلُّفِ الإنسانِ ما لا يُطيق، فقد روى الإمام البخاريُّ ومسلم رحمهما الله تعالى عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، وَكَانَ يَقُولُ: (خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا).
فإذا كان في صيام الشهرين إرهاقٌ يؤثِّر على صيام رمضان كان التتابعُ مخالفاً للحديث، ويكره أن يكون ذلك عن طريق النذر فقد يحصل العجز ويكون المحظور، ومن استطاع بغير إرهاق فلا مانع، مع مراعاة إذن الزوج إذا أرادت الزوجة أن تصوم هذا التطوُّعَ، ففي الحديث الذي رواه الإمام البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى: (لَا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ). انتهى.
وكان كثيرٌ من الصُّلَحاء يصوم رجباً وشعبان ويصلُهما برمضان، وممَّنْ رُويَ ذلك عنه الإمامُ أبو يوسف قاضي القضاة صاحب الإمام أبي حنيفة رضي الله تعالى عنهما.
يقول فضيلة الإمام الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الشريف رحمه الله تعالى: ولم يَنْهَ صلَّى الله عليه وسلَّم عن صيام شهري رجب وشعبان، فمن أراد صيامهما قبل رمضان فلا بأس، وله ثوابُهُ، وثوابُ الصيام إيماناً واحتساباً كثيرٌ جداً.
ولكنَّ الثوابَ لا يمنع من الحساب، وكلُّ إنسانٍ مُحاسَبٌ ومجزيٌّ بما فعل، والصيامُ الصادق يدفع إلى العمل الصالح، ومن عمل صالحاً أَمِنَ في الدنيا والآخرة، ولقيَ الله تعالى وهو عنه راضٍ، وإذا لم يدفعِ الصيامُ إلى العملِ الصالح، فإنَّ ذلك دليلٌ على ضياعٍ أو ضعفِ تأثيرٍ.
وصيام يومي الإثنين والخميس خلال شهري رجب وشعبان طاعةٌ مندوبةٌ لله تعالى، وليست طاعةُ أحدٍ بموجِبةٍ على الله تعالى مغفرةَ ذنبِ الطائع، لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، ومغفرةُ الله تعالى للعبد إنَّما تكون بمحضِ الفضل من الله تعالى، وقد وعد عبادَهُ التائبين بمغفرةِ الذنوبِ جميعاً، قال تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 70]، وقال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
ومع ذلك فإنَّ صيامَ يومي الإثنين والخميس خلال شهري رجب وشعبان، وأداءَ الفروض منذ الصِّغر، كلُّ ذلك يهيِّئُ الإنسانَ لمغفرةِ الله سبحانه، ولدخولِ الجنَّة، ومن يفعل ذلك يتعرَّض لنفحات الله تعالى وتجلِّياته بالرحمة والمغفرة والرضا، والأمل كبيرٌ في فضل الله تعالى لمن يفعل ذلك. انتهى.
وذِكْرُ العلماءِ لأداءِ الفروضِ ينبِّه إلى أنَّ مَنْ فاتتهُ الفروضُ فعليه أن يشتغلَ بقضائها، ويحذرَ مما يقع به بعض الناس من الاشتغال بالنوافل وإهمال الفروض الإلهية، وهذا من مداخل الشيطان كما ذكر الأولياء رضي الله تعالى عنهم، فقُرْبُ الفرائض هو الأصل الذي يُبنى عليه قُرْبُ النوافل..
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، برحمتك يا أرحم الراحمين.
ينظر: الموسوعة الفقهية الكويتية، والفتاوى الفقهية الكبرى للإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى، ولطائف المعارف للإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى، وفيض القدير للإمام المناوي رحمه الله تعالى، وفتاوى الإمام عبد الحليم محمود شيخ الأزهر رحمه الله تعالى، وفتاوى الأزهر الشريف، وفتاوى دار الإفتاء الأردنية، وغيرها..
وصلى الله تعالى على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم، والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
وأما صوم شهر رجب وشعبان ووصلهما برمضان، فقد جاء في فتاوى الأزهرِ الشريف للشيخ عطية صقر رحمه الله تعالى: لم يرد حديث مقبول يقول: إنَّ صيامَ رجبٍ كلِّهِ وشعبانَ كلِّهِ ووصلَهما برمضان بدعةٌ مذمومة، فالصوم في رجب وشعبان مشروع، الأول لأنه من الأشهر الحُرُم، والثاني لفعل النبيِّ صلى الله عليه وسلم، غير أنَّ هناك توصيةً بعدم الإِرهاقِ وتكلُّفِ الإنسانِ ما لا يُطيق، فقد روى الإمام البخاريُّ ومسلم رحمهما الله تعالى عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، وَكَانَ يَقُولُ: (خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا).
فإذا كان في صيام الشهرين إرهاقٌ يؤثِّر على صيام رمضان كان التتابعُ مخالفاً للحديث، ويكره أن يكون ذلك عن طريق النذر فقد يحصل العجز ويكون المحظور، ومن استطاع بغير إرهاق فلا مانع، مع مراعاة إذن الزوج إذا أرادت الزوجة أن تصوم هذا التطوُّعَ، ففي الحديث الذي رواه الإمام البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى: (لَا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ). انتهى.
وكان كثيرٌ من الصُّلَحاء يصوم رجباً وشعبان ويصلُهما برمضان، وممَّنْ رُويَ ذلك عنه الإمامُ أبو يوسف قاضي القضاة صاحب الإمام أبي حنيفة رضي الله تعالى عنهما.
يقول فضيلة الإمام الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الشريف رحمه الله تعالى: ولم يَنْهَ صلَّى الله عليه وسلَّم عن صيام شهري رجب وشعبان، فمن أراد صيامهما قبل رمضان فلا بأس، وله ثوابُهُ، وثوابُ الصيام إيماناً واحتساباً كثيرٌ جداً.
ولكنَّ الثوابَ لا يمنع من الحساب، وكلُّ إنسانٍ مُحاسَبٌ ومجزيٌّ بما فعل، والصيامُ الصادق يدفع إلى العمل الصالح، ومن عمل صالحاً أَمِنَ في الدنيا والآخرة، ولقيَ الله تعالى وهو عنه راضٍ، وإذا لم يدفعِ الصيامُ إلى العملِ الصالح، فإنَّ ذلك دليلٌ على ضياعٍ أو ضعفِ تأثيرٍ.
وصيام يومي الإثنين والخميس خلال شهري رجب وشعبان طاعةٌ مندوبةٌ لله تعالى، وليست طاعةُ أحدٍ بموجِبةٍ على الله تعالى مغفرةَ ذنبِ الطائع، لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، ومغفرةُ الله تعالى للعبد إنَّما تكون بمحضِ الفضل من الله تعالى، وقد وعد عبادَهُ التائبين بمغفرةِ الذنوبِ جميعاً، قال تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 70]، وقال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
ومع ذلك فإنَّ صيامَ يومي الإثنين والخميس خلال شهري رجب وشعبان، وأداءَ الفروض منذ الصِّغر، كلُّ ذلك يهيِّئُ الإنسانَ لمغفرةِ الله سبحانه، ولدخولِ الجنَّة، ومن يفعل ذلك يتعرَّض لنفحات الله تعالى وتجلِّياته بالرحمة والمغفرة والرضا، والأمل كبيرٌ في فضل الله تعالى لمن يفعل ذلك. انتهى.
وذِكْرُ العلماءِ لأداءِ الفروضِ ينبِّه إلى أنَّ مَنْ فاتتهُ الفروضُ فعليه أن يشتغلَ بقضائها، ويحذرَ مما يقع به بعض الناس من الاشتغال بالنوافل وإهمال الفروض الإلهية، وهذا من مداخل الشيطان كما ذكر الأولياء رضي الله تعالى عنهم، فقُرْبُ الفرائض هو الأصل الذي يُبنى عليه قُرْبُ النوافل..
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، برحمتك يا أرحم الراحمين.
ينظر: الموسوعة الفقهية الكويتية، والفتاوى الفقهية الكبرى للإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى، ولطائف المعارف للإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى، وفيض القدير للإمام المناوي رحمه الله تعالى، وفتاوى الإمام عبد الحليم محمود شيخ الأزهر رحمه الله تعالى، وفتاوى الأزهر الشريف، وفتاوى دار الإفتاء الأردنية، وغيرها..
وصلى الله تعالى على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم، والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
أقوى رد على المشبهة الحشوية على مذهبهم في النزول الحقيقي أنه بحركة وانتقال!! إذا نزل إلى السماء الدنيا فهل يصير:
١. داخل العالم ؟! (حلول!!)
٢. أم ينزل حقيقة ويبقى خارجه؟! (تناقض أو نفي لحقيقة النزول وفيه تفويض الحقيقة ونفي الظاهر الذي يجعلونه من شر أقوال أهل البدع والإلحاد)
٣. أم يكون لا داخل ولا خارج؟؟؟!!!!!! وفيه هدم لمذهبهم!!!
اختر الإجابة الصحيحة مما سبق.!
١. داخل العالم ؟! (حلول!!)
٢. أم ينزل حقيقة ويبقى خارجه؟! (تناقض أو نفي لحقيقة النزول وفيه تفويض الحقيقة ونفي الظاهر الذي يجعلونه من شر أقوال أهل البدع والإلحاد)
٣. أم يكون لا داخل ولا خارج؟؟؟!!!!!! وفيه هدم لمذهبهم!!!
اختر الإجابة الصحيحة مما سبق.!
أحدهم يسأل أين الله.؟
مما يجاب عليه بأن:
هذا السؤال لا يُسأل إلا لمن لا يُعرف هل هو مسلم أم لا.( يعني؛ لم ينطق الشهادة قبل السؤال ) وإلا كان السؤال بذاته بدعة
ويشترط أن لا يوجد في المنطقة إلا مسلم أو عابد صنم لأن الإشارة إلى السماء عند عبدة الكواكب تشير إلى إلههم
وكذلك عند عبدة الملائكة فإن الإشارة إلى السماء تشير إلى إلههم أيضاً
مما سبق نستنتج أن الإشارة إلى السماء تفيد معنى واحد وواحد فقط وهو أن الذي أشار إلى السماء لا يعبد الأصنام وليست له آلهة معنى ذلك يفهم أنه يعبد الله وحده
وليست الإشارة للدلالة على الله لأن المشير لا يعرف أهو مسلم أم لا
ومعلوم أن الأخرس لا توجد إشارة أخرى تشير بها لتكلمه عن الله إلا إلى العلو وليس إلى المكان أو جهة الفوق!
وهذا معلوم لكل من عنده شخص أخرس أو له معرفة بأحدهم..
وهذا لا يعني أن الأخرس يعرف أين الله والناطق لا يعرف..ولا يقول بهذا إلا عييّ، والأخرس عِيّه في لسانه ومن يستشهد به على مكان الله، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً، عِيّه في عقله.
والله أعلم
مما يجاب عليه بأن:
هذا السؤال لا يُسأل إلا لمن لا يُعرف هل هو مسلم أم لا.( يعني؛ لم ينطق الشهادة قبل السؤال ) وإلا كان السؤال بذاته بدعة
ويشترط أن لا يوجد في المنطقة إلا مسلم أو عابد صنم لأن الإشارة إلى السماء عند عبدة الكواكب تشير إلى إلههم
وكذلك عند عبدة الملائكة فإن الإشارة إلى السماء تشير إلى إلههم أيضاً
مما سبق نستنتج أن الإشارة إلى السماء تفيد معنى واحد وواحد فقط وهو أن الذي أشار إلى السماء لا يعبد الأصنام وليست له آلهة معنى ذلك يفهم أنه يعبد الله وحده
وليست الإشارة للدلالة على الله لأن المشير لا يعرف أهو مسلم أم لا
ومعلوم أن الأخرس لا توجد إشارة أخرى تشير بها لتكلمه عن الله إلا إلى العلو وليس إلى المكان أو جهة الفوق!
وهذا معلوم لكل من عنده شخص أخرس أو له معرفة بأحدهم..
وهذا لا يعني أن الأخرس يعرف أين الله والناطق لا يعرف..ولا يقول بهذا إلا عييّ، والأخرس عِيّه في لسانه ومن يستشهد به على مكان الله، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً، عِيّه في عقله.
والله أعلم
قَالَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ الْقَاضِي أَبُو بَكْر ابْن الْعَرَبِي الْـمَالِكِي (ت:543هـ): ((فَإِنْ قِيلَ: فَمَا عُذْرُ عُلَمَائِكُمْ فِي الِإفْرَاطِ بِالتَّعَلُّقِ بِأَدِلَّةِ الْعُقُولِ دُونَ الشَّرْعِ الْـمَنْقُول فِي مَعْرِفَةِ الرَّبِّ، وَاسْتَوْغَلُوا فِي ذَلِكَ؟.
قُلْنَا: لَـمْ يَكُنْ هَذَا لِأَنَّهُ خَفِيَ عَلَيْهِمْ، إِنَّ كِتَابَ اللهِ مِفْتَاحُ الْـمَعَارِفِ، وَمَعْدَنُ الْأَدِلَّةِ، لَقْدَ عَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ إِلَى غَيْرِهِ سَبِيلٌ، وَلَا بَعْدَهُ دَلِيلٌ، وَلَا وَرَاءَهُ لِلْمَعْرِفَةِ مِعْرَسٌ وَلَا مَقِيلٌ، وَإِنَّمَا أَرَادُوا وَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ الْأَدِلَّةَ الْعَقْلِيَّةَ وَقَعَتْ فِي كِتَابِ اللهِ مُخْتَصَرَةً بِالْفَصَاحَةِ، مُشَاراً إِلَيْهَا بِالْبَلَاغَةِ، مَذْكُوراً فِي مَسَاقِهَا الْأُصُولَ، دُونَ التَّوَابِعِ وَالْـمُتَعَلَّقَاتِ مِنَ الْفُرُوعِ، فَكَمَّلَ الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ الِاخْتِصَارَ، وَعَبَّرُوا عَنْ تِلْكَ الِإشَارَةِ بِتَتِمَّةِ الْبَيَانِ، وَاسْتَوْفُوا الْفُرُوعَ وَالْـمُتَعَلَّقَاتَ بِالْإِيرَادِ.
الثَّانِي: أَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يُبَصِّرُوا الْـمَلَاحِدَةَ، وَيُعَرِّفُوا الْـمُبْتَدِعَةَ أَنَّ مُجَرَّدَ الْعُقُولِ الَّتِي يَدَّعُونَهَا لِأَنْفُسِهِمْ، وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّهَا مِعْيَارَهُمْ، لَا حَظَّ لَهُمْ فِيهَا، وَزَادُوا أَلْفَاظًا حَرَّرُوهَا بَيْنَهُمْ، وَسَاقُوهَا فِي سَبِيلِهِمْ، قَصْدًا لِلتَّقْرِيبِ، وَمُشَارَكَةً لَهُمْ فِي ذَلِكَ مِنْ مُنَازَعَتِهِمْ، حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ كَيْفَ دَارَتْ الْحَالُ مَعَهُمْ مِنْ كَلَامِهِمْ بِمَنْقُولٍ أَوْ مَعْقُولٍ، فَإِنَّهُمْ فِيهِ عَلَى غَيْرِ تَحْصِيلٍ، وَذَلِكَ يَتَبَيَّنُ بِتَتَبُّعِ أَدِلَّتِهِمْ فِي الْفُصُولِ.
فَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ قَدْ أَوْعَبَ الْقَوْلَ فِي حَدَثِ الْعَالَـمِ، وَنَبَّهَ بِاخْتِلَافِ الْأَعْرَاضِ عَلَيْهَا فِي الِانْتِقَالَاتِ، وَكَذَلِكَ كَرَّرَ الْقَوْلَ فِي دَلَالَةِ التَّوْحِيدِ بِالتَّمَانُعِ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾[الْـمُؤْمِنُونَ:91]، وَقَوْلِهِ: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾[الْأَنْبِيَاء:22].
وَهَذَانِ الدَّلِيلَانِ هُمَا اللَّذَانِ بَسَطَ الْعُلَمَاءُ وَمَهَّدُوا بِمَا يَتَعَلَّقُ بِهِمَا مِنْ فُصُولٍ وَتَوَابِعٍ، ثُمَّ تَكَلَّمُوا مَعَ الْـمُخَالِفِينَ بِمُجَرَّدِ الْأَدِلَّةِ الْعَقْلِيَّةِ غَيْر هَذَيْنِ لِيَرَى الْـمُلْحِدُ أَنَّهُ مَحْجُوجٌ بِكُلِّ طَرِيقٍ))[قَانُونُ التَّأْوِيل لِلْقَاضِي ابْن الْعَرَبِي (ص:501-503)] وَهَذَا كَلَامٌ نَفِيسٌ جِدًّا ولَا يَحْتَاجُ لِشَرْحٍ.
قُلْنَا: لَـمْ يَكُنْ هَذَا لِأَنَّهُ خَفِيَ عَلَيْهِمْ، إِنَّ كِتَابَ اللهِ مِفْتَاحُ الْـمَعَارِفِ، وَمَعْدَنُ الْأَدِلَّةِ، لَقْدَ عَلِمُوا أَنَّهُ لَيْسَ إِلَى غَيْرِهِ سَبِيلٌ، وَلَا بَعْدَهُ دَلِيلٌ، وَلَا وَرَاءَهُ لِلْمَعْرِفَةِ مِعْرَسٌ وَلَا مَقِيلٌ، وَإِنَّمَا أَرَادُوا وَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ الْأَدِلَّةَ الْعَقْلِيَّةَ وَقَعَتْ فِي كِتَابِ اللهِ مُخْتَصَرَةً بِالْفَصَاحَةِ، مُشَاراً إِلَيْهَا بِالْبَلَاغَةِ، مَذْكُوراً فِي مَسَاقِهَا الْأُصُولَ، دُونَ التَّوَابِعِ وَالْـمُتَعَلَّقَاتِ مِنَ الْفُرُوعِ، فَكَمَّلَ الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ الِاخْتِصَارَ، وَعَبَّرُوا عَنْ تِلْكَ الِإشَارَةِ بِتَتِمَّةِ الْبَيَانِ، وَاسْتَوْفُوا الْفُرُوعَ وَالْـمُتَعَلَّقَاتَ بِالْإِيرَادِ.
الثَّانِي: أَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يُبَصِّرُوا الْـمَلَاحِدَةَ، وَيُعَرِّفُوا الْـمُبْتَدِعَةَ أَنَّ مُجَرَّدَ الْعُقُولِ الَّتِي يَدَّعُونَهَا لِأَنْفُسِهِمْ، وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّهَا مِعْيَارَهُمْ، لَا حَظَّ لَهُمْ فِيهَا، وَزَادُوا أَلْفَاظًا حَرَّرُوهَا بَيْنَهُمْ، وَسَاقُوهَا فِي سَبِيلِهِمْ، قَصْدًا لِلتَّقْرِيبِ، وَمُشَارَكَةً لَهُمْ فِي ذَلِكَ مِنْ مُنَازَعَتِهِمْ، حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ كَيْفَ دَارَتْ الْحَالُ مَعَهُمْ مِنْ كَلَامِهِمْ بِمَنْقُولٍ أَوْ مَعْقُولٍ، فَإِنَّهُمْ فِيهِ عَلَى غَيْرِ تَحْصِيلٍ، وَذَلِكَ يَتَبَيَّنُ بِتَتَبُّعِ أَدِلَّتِهِمْ فِي الْفُصُولِ.
فَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ قَدْ أَوْعَبَ الْقَوْلَ فِي حَدَثِ الْعَالَـمِ، وَنَبَّهَ بِاخْتِلَافِ الْأَعْرَاضِ عَلَيْهَا فِي الِانْتِقَالَاتِ، وَكَذَلِكَ كَرَّرَ الْقَوْلَ فِي دَلَالَةِ التَّوْحِيدِ بِالتَّمَانُعِ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾[الْـمُؤْمِنُونَ:91]، وَقَوْلِهِ: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾[الْأَنْبِيَاء:22].
وَهَذَانِ الدَّلِيلَانِ هُمَا اللَّذَانِ بَسَطَ الْعُلَمَاءُ وَمَهَّدُوا بِمَا يَتَعَلَّقُ بِهِمَا مِنْ فُصُولٍ وَتَوَابِعٍ، ثُمَّ تَكَلَّمُوا مَعَ الْـمُخَالِفِينَ بِمُجَرَّدِ الْأَدِلَّةِ الْعَقْلِيَّةِ غَيْر هَذَيْنِ لِيَرَى الْـمُلْحِدُ أَنَّهُ مَحْجُوجٌ بِكُلِّ طَرِيقٍ))[قَانُونُ التَّأْوِيل لِلْقَاضِي ابْن الْعَرَبِي (ص:501-503)] وَهَذَا كَلَامٌ نَفِيسٌ جِدًّا ولَا يَحْتَاجُ لِشَرْحٍ.
قال سيدنا عبدُ اللهِ بن خبيق رحمه الله تعالى: طُولُ الِاسْتِمَاعِ إِلَى الْبَاطِلِ يُطْفِئُ حَلَاوَةَ الطَّاعَةِ مِنَ الْقَلْبِ."حلية الأولياء"، عبد الله بن خبيق، ١٠/١٧٧، (١٤٨٦٤).
المسلمون بمن فيهم الصوفية لا ييأسون من الموتى : ( كما يئس الكفار من أصحاب القبور ) " آخر سورة الممتحنة "
وهم يرون أن الموت مرحلة من مراحل السفر الإنساني الكادح إلى الله، فالميت عندهم حيّ حياة برزخية، وللميت علاقة أكيدة بالحي، بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من احاديث، رد الميت السلام على الزائر، ومعرفته، وبتشريع السلام على الميت عند قبره، ومحادثته صلى الله عليه وسلم لموتى ( القليب يوم بدر )، كما وردت في ذلك عدة أحاديث ثابتة.
ومن القرآن حسبك قوله تعالى : ( ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم) " سورة آل عمران الآية : 17
فهناك إذن علاقة مؤصّلة بين الحىّ والميت، وإلا الدعاء والسلام على الميت موجهاً إلى الأحجار !!
ومعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل البقيع، والسلام عليهم وتكليمهم والدعاء لهم .
ولابن قيم الجوزية: ( تلميذ ابن تميمة، وحواريه، ووارث دعوته) له كتاب الروح وقد أثبت فيه كل مذهب الصوفية ، بما لا مزيد عليه ، في موضوع الحياة بعد الموت، وعلاقة الأرواح بالأحياء ، ولابن أبى الدنيا في ذلك تأليف مفيد . ا.هــ
أما المخالفون لذلك من أتباع النجدي فهم يرون انقطاع التواصل بين الأحياء والأموات ويقعون في تكفير أهل الايمان ممن يعتقد ما سبق بيانه فنسأل الله الهداية لنا ولهم.
مقتبس بتصرف من رائد العشيرة رحمه الله تعالى
وهم يرون أن الموت مرحلة من مراحل السفر الإنساني الكادح إلى الله، فالميت عندهم حيّ حياة برزخية، وللميت علاقة أكيدة بالحي، بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من احاديث، رد الميت السلام على الزائر، ومعرفته، وبتشريع السلام على الميت عند قبره، ومحادثته صلى الله عليه وسلم لموتى ( القليب يوم بدر )، كما وردت في ذلك عدة أحاديث ثابتة.
ومن القرآن حسبك قوله تعالى : ( ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم) " سورة آل عمران الآية : 17
فهناك إذن علاقة مؤصّلة بين الحىّ والميت، وإلا الدعاء والسلام على الميت موجهاً إلى الأحجار !!
ومعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل البقيع، والسلام عليهم وتكليمهم والدعاء لهم .
ولابن قيم الجوزية: ( تلميذ ابن تميمة، وحواريه، ووارث دعوته) له كتاب الروح وقد أثبت فيه كل مذهب الصوفية ، بما لا مزيد عليه ، في موضوع الحياة بعد الموت، وعلاقة الأرواح بالأحياء ، ولابن أبى الدنيا في ذلك تأليف مفيد . ا.هــ
أما المخالفون لذلك من أتباع النجدي فهم يرون انقطاع التواصل بين الأحياء والأموات ويقعون في تكفير أهل الايمان ممن يعتقد ما سبق بيانه فنسأل الله الهداية لنا ولهم.
مقتبس بتصرف من رائد العشيرة رحمه الله تعالى
الإمام الحافظ النووي شيخ الإسلام ومحرر مذهب الشافعية الكرام هو تماما مثل السلاح النووي في أمرين:
1_تفجرت علومه في كل مكتبة إسلامية فأبادت دويلات الجهل
2_يقتل معنويا من تعرض له ويقضي عليه فيصبح لا معنى له مصداقا للحديث( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)
قال الذهبي رحمه الله واصفا له: «الشيخ الإمام القدوة، الحافظ الزاهد، العابد الفقيه، المجتهد الرباني، شيخ الإسلام، حسنة الأنام».
منقول معبر
1_تفجرت علومه في كل مكتبة إسلامية فأبادت دويلات الجهل
2_يقتل معنويا من تعرض له ويقضي عليه فيصبح لا معنى له مصداقا للحديث( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)
قال الذهبي رحمه الله واصفا له: «الشيخ الإمام القدوة، الحافظ الزاهد، العابد الفقيه، المجتهد الرباني، شيخ الإسلام، حسنة الأنام».
منقول معبر
كتب فاسقٌ أرعن: لماذا بدعة الأشعرية مكفِّرة وبدع الخوارج والشيعة والقدرية والمرجئة (الذين لم يتلبسوا بتجهم) ليست مكفِّرة؟
وحاصل جوابه: أن كل هذه الفرق تمسكت بظواهر من الكتاب والسنة؛ فكانت معذورةً، بخلاف الأشاعرة؛ فإنهم ردوا الظواهر المنبئة بتحيز الله وانحصاره في جهةٍ في زعمه.
ثم كفَّر الأشاعرة بالنوع جملةً، وبالعين لمن قامت عليه الحجة.
=====
أقول: أخرج الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها: أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تلا قوله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات؛ فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب) قال صلى الله عليه وسلم: "فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه.. فأولئك الذين عنى الله؛ فاحذروهم".
فعلامة هؤلاء أنهم يجعلون المتشابه أصلًا، والمحكَم لغوًا، ثم يمتحنون الناس بالمتشابه، ويشيعونه بين الناس عوامهم وعالمهم، ثم إذا قيل لهم: (ليس كمثله شيءٌ) (ولم يكن له كفوًأ أحدٌ) (هل تعلم له سميا) أعرضوا عن ذلك ولووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون، وقالوا: بل له شبيهٌ، وله مماثلٌ من وجهٍ دون وجه.
أخرج البخاري بسنده عن عبد الله بن عمرو أنه قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم قومًا يتدارؤون؛ فقال: "هلك من كان قبلكم بهذا؛ ضربوا كتاب الله بعضه ببعضٍ، وإنما نزل كتاب الله يصدِق بعضه بعضًا؛ فلا تضربوا بعضه بعضًا، ما علمتم منه.. فقولوا، وما لا.. فكلوه إلى عالمه".
أما الزائغة قلوبهم؛ فضربوا محكم التنزيه بمتشابه التشبيه، واستدلوا بإجماع اليهود والنصارى، وتركوا ما عليه السلف الصالح من الانكفاف عن الخوض والتفسير؛ فقالوا بوهمهم في ذات الله تعالى وصفاته، ثم أدركوا مخالفة عقيدتهم لصريح المعقول.. فذموا العقل، الذي شرَّف الله وكرَّم في كتابه حيث امتدح أنبياءه به؛ فقال: (أولي الأيدي والأبصار)، وأمر به الخلق كافةً؛ كأمره بالإيمان؛ فحثََ بعلى التفكر والنظر والتعقل، وذمَّ من كان خِلوًا عنه؛ فقال: (أفلا تعقلون) وهو أحد الأدلة التي أمر الله أنبياءه أن يتخذوها، فذمهم للعقل.. ذمٌّ لأوامر الله تعالى، وذمٌ لما مدحه الله وأعلى رتبته، وذم لبعض عدة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ثم لبَّسوا على الدهماء بأن العقل الذي اعتدَّ به العالمون هو آلة الإدراك؛ فقالوا: أيُّ عقل نقدم على الوحيين؟ عقل فلانٍ أو عقل علان؟ وجهلوا أو تجاهلوا أن مرادنا بالعقل: القواعد العقلية القطعية الدائرة بين النفي والإثبات، التي لا يشك في صحتها غبيٌّ غفلٌ عن العلوم؛ فمن ذا الذي يشك في أن الكل محتاجٌ لأجزائه حتى يوجد؟ ومن ذا الذي يتردد في أن الترجح بلا مرجحٍ باطلٌ، بخلاف الترجيح بلا مرجحٍ؟
====
ثم لا يخلو هذا الأرعن من معارضٍ له يقول: أنك عطلتَ آيات المعية التي تزيد على ثلاثين آية، وما المانع من معيةٍ حقيقية بالذات لا كالمعيات؟! ألستم جوَّزتم إزارًا ورداء لا كالأُزر والأردية، وجوَّزتم مللًا يليق به، وتأذيًا يليق به، هرولةً تليق به، وحدَّا يليق به، ومقدارًا يليق به؟!
ألستم عطلتم كل آيات التنزيه، وقلتم بالتشبيه صراحةً بين صورة آدم وصورة الحق تبارك وتعالى؟!
وأخيرًا؛ فإنه لا يغيب عن خاطر العالم أن التأويل لو كان تعطيلًا.. لكان الصحابة الذين صلوا العصر في طريقهم لبني قريظة معطلين، وحاشاهم، وحاشا سيد الخلق أن يقرهم على ذلك.
منقول ..
وحاصل جوابه: أن كل هذه الفرق تمسكت بظواهر من الكتاب والسنة؛ فكانت معذورةً، بخلاف الأشاعرة؛ فإنهم ردوا الظواهر المنبئة بتحيز الله وانحصاره في جهةٍ في زعمه.
ثم كفَّر الأشاعرة بالنوع جملةً، وبالعين لمن قامت عليه الحجة.
=====
أقول: أخرج الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها: أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تلا قوله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات؛ فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب) قال صلى الله عليه وسلم: "فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه.. فأولئك الذين عنى الله؛ فاحذروهم".
فعلامة هؤلاء أنهم يجعلون المتشابه أصلًا، والمحكَم لغوًا، ثم يمتحنون الناس بالمتشابه، ويشيعونه بين الناس عوامهم وعالمهم، ثم إذا قيل لهم: (ليس كمثله شيءٌ) (ولم يكن له كفوًأ أحدٌ) (هل تعلم له سميا) أعرضوا عن ذلك ولووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون، وقالوا: بل له شبيهٌ، وله مماثلٌ من وجهٍ دون وجه.
أخرج البخاري بسنده عن عبد الله بن عمرو أنه قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم قومًا يتدارؤون؛ فقال: "هلك من كان قبلكم بهذا؛ ضربوا كتاب الله بعضه ببعضٍ، وإنما نزل كتاب الله يصدِق بعضه بعضًا؛ فلا تضربوا بعضه بعضًا، ما علمتم منه.. فقولوا، وما لا.. فكلوه إلى عالمه".
أما الزائغة قلوبهم؛ فضربوا محكم التنزيه بمتشابه التشبيه، واستدلوا بإجماع اليهود والنصارى، وتركوا ما عليه السلف الصالح من الانكفاف عن الخوض والتفسير؛ فقالوا بوهمهم في ذات الله تعالى وصفاته، ثم أدركوا مخالفة عقيدتهم لصريح المعقول.. فذموا العقل، الذي شرَّف الله وكرَّم في كتابه حيث امتدح أنبياءه به؛ فقال: (أولي الأيدي والأبصار)، وأمر به الخلق كافةً؛ كأمره بالإيمان؛ فحثََ بعلى التفكر والنظر والتعقل، وذمَّ من كان خِلوًا عنه؛ فقال: (أفلا تعقلون) وهو أحد الأدلة التي أمر الله أنبياءه أن يتخذوها، فذمهم للعقل.. ذمٌّ لأوامر الله تعالى، وذمٌ لما مدحه الله وأعلى رتبته، وذم لبعض عدة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ثم لبَّسوا على الدهماء بأن العقل الذي اعتدَّ به العالمون هو آلة الإدراك؛ فقالوا: أيُّ عقل نقدم على الوحيين؟ عقل فلانٍ أو عقل علان؟ وجهلوا أو تجاهلوا أن مرادنا بالعقل: القواعد العقلية القطعية الدائرة بين النفي والإثبات، التي لا يشك في صحتها غبيٌّ غفلٌ عن العلوم؛ فمن ذا الذي يشك في أن الكل محتاجٌ لأجزائه حتى يوجد؟ ومن ذا الذي يتردد في أن الترجح بلا مرجحٍ باطلٌ، بخلاف الترجيح بلا مرجحٍ؟
====
ثم لا يخلو هذا الأرعن من معارضٍ له يقول: أنك عطلتَ آيات المعية التي تزيد على ثلاثين آية، وما المانع من معيةٍ حقيقية بالذات لا كالمعيات؟! ألستم جوَّزتم إزارًا ورداء لا كالأُزر والأردية، وجوَّزتم مللًا يليق به، وتأذيًا يليق به، هرولةً تليق به، وحدَّا يليق به، ومقدارًا يليق به؟!
ألستم عطلتم كل آيات التنزيه، وقلتم بالتشبيه صراحةً بين صورة آدم وصورة الحق تبارك وتعالى؟!
وأخيرًا؛ فإنه لا يغيب عن خاطر العالم أن التأويل لو كان تعطيلًا.. لكان الصحابة الذين صلوا العصر في طريقهم لبني قريظة معطلين، وحاشاهم، وحاشا سيد الخلق أن يقرهم على ذلك.
منقول ..
أنكرَ المعتزلة رؤية الله في الآخرة لأنها تستلزم المقابلة والجهة وغير ذلك مما هو معتاد في الدنيا
وأثبت المجسمة الرؤية وقالوا بما أنه يُرى إذن لا بد أن يكون في جهة ... الخ
*
وأثبت أهل السنة الرؤية وقالوا لا يلزم من إثباتها إثبات الجهة والمقابلة وما يتبع ذلك، لأن هذه شروط عادية لا عقلية، فيجوز حصول الرؤية بدونها
ومما رأيته شاهدا لمذهب أهل الحق ما رواه البخاري في صحيحه
(أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري) فحصلت الرؤية دون مقابلة
وفي لفظ عند أحمد في مسنده: (إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع، ولا بالسجود، ولا بالقيام، فإني أراكم من بين يدي ومن خلفي).
وأثبت المجسمة الرؤية وقالوا بما أنه يُرى إذن لا بد أن يكون في جهة ... الخ
*
وأثبت أهل السنة الرؤية وقالوا لا يلزم من إثباتها إثبات الجهة والمقابلة وما يتبع ذلك، لأن هذه شروط عادية لا عقلية، فيجوز حصول الرؤية بدونها
ومما رأيته شاهدا لمذهب أهل الحق ما رواه البخاري في صحيحه
(أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري) فحصلت الرؤية دون مقابلة
وفي لفظ عند أحمد في مسنده: (إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع، ولا بالسجود، ولا بالقيام، فإني أراكم من بين يدي ومن خلفي).
دَعِ الاعتِراضَ فَما أجهَلَك.!
حكى ابن كثير وابن رجب الحنبلي عن شيخ اسمه عفيف الدين يوسف بن البقال - وكان صالحا ورعا زاهدا - أنه قال:
كنت بمصر فبلغني ما وقع من القتل الذريع ببغداد في فتنة التتار، فأنكرت في قلبي وقلت: يا رب، كيف هذا وفيهم الأطفال ومن لا ذنب له؟
فرأيت في المنام رجلا وفي يده كتاب، فأخذته فقرأته، فإذا فيه هذه الأبيات، فيها الإنكار علي:
دع الاعتراض فما الأمر لك ... ولا الحكم في حركات الفلك
ولا تسأل الله عن فعله ... فمن خاض لجة بحر هلك
إليه تصير أمور العباد ... دع الاعتراض فما أجهلك .
البداية والنهاية (١٧/ ٤٨٠) ، وذيل طبقات الحنابلة (٤/ ١٠٣) .
حكى ابن كثير وابن رجب الحنبلي عن شيخ اسمه عفيف الدين يوسف بن البقال - وكان صالحا ورعا زاهدا - أنه قال:
كنت بمصر فبلغني ما وقع من القتل الذريع ببغداد في فتنة التتار، فأنكرت في قلبي وقلت: يا رب، كيف هذا وفيهم الأطفال ومن لا ذنب له؟
فرأيت في المنام رجلا وفي يده كتاب، فأخذته فقرأته، فإذا فيه هذه الأبيات، فيها الإنكار علي:
دع الاعتراض فما الأمر لك ... ولا الحكم في حركات الفلك
ولا تسأل الله عن فعله ... فمن خاض لجة بحر هلك
إليه تصير أمور العباد ... دع الاعتراض فما أجهلك .
البداية والنهاية (١٧/ ٤٨٠) ، وذيل طبقات الحنابلة (٤/ ١٠٣) .