Telegram Web Link
كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ قَدْ تَقَعُ بِاخْتِيَارِهِمْ وَطَلَبِهِمْ وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَ أَصْحَابِنَا الْمُتَكَلِّمِينَ.
وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ لَا تَقَعُ بِاخْتِيَارِهِمْ وَطَلَبِهِمْ.
وَفِيهِ أَنَّ الْكَرَامَاتِ قَدْ تَكُونُ بِخَوَارِقِ الْعَادَاتِ عَلَى جَمِيعِ أَنْوَاعِهَا وَمَنَعَهُ بَعْضُهُمْ وَادَّعَى أَنَّهَا تَخْتَصُّ بِمِثْلِ إِجَابَةِ دُعَاءٍ وَنَحْوِهِ وَهَذَا غَلَطٌ مِنْ قَائِلِهِ وَإِنْكَارٌ لِلْحِسِّ بَلِ الصَّوَابُ جَرَيَانُهَا بِقَلْبِ الْأَعْيَانِ وَإِحْضَارُ الشَّيْءِ من العدم.

شرح النووي على مسلم (16/ 108)
رئيس رابطة علماء العراق الشيخ العلامة عبد الكريم المدرس رحمه الله تعالى يقول : « إن جعل التوسل شركاً وكفراً معارضة صريحة لقواعد الإسلام … فإذا وقفنا وتوجهنا إلى الضريح الأنور وخاطبناه فخطابنا معه له أصل في الدين ، وهو الخطاب معه في تشهدنا لكل صلاة ، ومعنى ذلك أنه له روح عالية الدرجات موهبة من الله سبحانه بفضائل لا يعلمها إلا هو وأنه تعالى يخبره ويعلمه بصلاة المصلين وخطاب الحاضرين والغائبين . وإذا توسلنا به على معنى طلب الدعاء منه ، فطلب الدعاء مشروع وروحانيته المنورة لا فرق بين عالم علاقته المادية الدنيوية وعلاقته البرزخية … وإذا توسلنا بذاته الشريفة أو بجاهه العظيم أو بحقه الجسيم ، أي حق رعايته للعبودية الخالصة عند الله تعالى بفضل إحسانه ولطفه أو فضل طاعته وأعماله وجهاده في تبليغ الدين المبين ، فكل ذلك واقع في الروايات الصحيحة »

الشيخ عبد الكريم المدرس – نور الإسلام – ص 136 – 137 .
(462) عالماً نُعتوا بـ (شيخ الإسلام) أكثرهم مترجم في سير النبلاء ...
عبرة ووصية من اعتقاد أهل السنة والجماعة:

إذا مات الإنسان وكان من أهل الإيمان والعمل الصالح فإن روحه تتنعم وجسده, لأن روحه وجسده كانا متعاونين على طاعة الله عز وجل, فيكون قبره روضة من رياض الجنة, وخاصة عندما يلتقي بأرواح أولياء الله تعالى في عالم البرزخ, فالروح لها حظها في البرزخ والجسد له حظه في البرزخ من هذا النعيم. وأما إذا كان الإنسان من غير أهل الإيمان والعمل الصالح والعياذ بالله, فإن قبره يكون حفرة محفر النار للروح والجسم معاً. وإذا دفن أحد المؤمنين وهو مقبول عند الله عز وجل, وكان قبره بجانب قبر فاسق, فإن الله تعالى يتجلى على العبد المؤمن بالرحمة والأنوار الإلهية وهو في قبره, ويتجلى باسمه القهار والمنتقم على صاحب القبر الفاسق, ولا يشعر المؤمن التقي بعذاب الفاسق. نرجو الله تعالى أن يحشرنا مع المتقين.

شيخنا حفظه الله تعالى..
( من أخذ الفقه من بطون الكتب غَيَّرَ الأحكام
و من أخذ النحو من الكتب لحن في الكلام ،
و من أخذ التصوف من الكتب مَرَقَ من الإسلام ،
و من أخذ الطب من الكتب قتل الأنام )
قصيدة تصف جهــــــــــــــــــل من يظن الكتب وحدها تهدي:
يَظُنُّ الغُمْرُ أنَّ الكُتْبَ تَهْدِي  ***  أَخَــا فَهْــــمٍ لِإِدْرَاكِ العُلُـــــومِ
وَمَا يَدْرِي الجَهُولُ بِأَنَّ فِيهَا  ***  غَوَامِضَ حَيَّـــرَتْ عَقْلَ الفَهِيمِ
إِذَا رُمْتَ العُلُومَ بِغَيْرِ شَـيْخٍ   ***  ضَلَلْتَ عَنِ الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ
وَتَلْتَبِسُ العُلُومُ عَلَيْكَ حَــتَّى   ***  تَصِيرَ أَضَلَّ مِنْ تُومَا الحَكِيم ِ

أبو حيان الأندلسي
=============================
وَكــمْ من عائِبٍ قولاً صَحيحــاً   ***  وآفَتُـــه مِنَ الفهْــــم السَّــقيــمِ
عبرة لمن يظن أنه يستغني عن العلماء!!


روى الخطيب البغدادي ..عن الفضل بن غانم قال: كان أَبُو يوسف مريضا شديد المرض، فعاده أَبُو حنيفة مرارا، فصار إليه آخر مرة فرآه مقبلا فاسترجع، ثم قال: لقد كنت أؤملك بعدي للمسلمين، ولئن أصيب الناس بك ليموتن معك علم كثير، ثم رزق العافية وخرج من العلة، فأُخبِر أبو يوسف بقول أبي حنيفة، فارتفعت نفسه، وانصرفت وجوه الناس إليه فعقد لنفسه مجلساً في الفقه وقصر عن لزوم مجلس أبي حنيفة، فسأل عنه، فأُخبِر أنه قد عقد لنفسه مجلساً، وأنه قد بلغه كلامك فيه، فدعا رجلا كان له عنده قدْر فقال: صر إلى مجلس يَعْقُوب فقل له: ما تقول في رجل دفع إلى قصار ثوباً ليقصره بدرهم، فصار إليه بعد أيام في طلب الثوب، فقال له القصار: مالك عندي شيء وأنكره، ثم إن رب الثوب رجع إليه فدفع إليه الثوب مقصورا، أله أجرة؟ فإن قال له أجرة فقل أخطأت، وإن قال لا أجرة له فقل أخطأت.
فصار إليه فسأله فقال أَبُو يوسف: له الأجرة، فقال أخطأت. فنظر ساعة ثم قال: لا أجرة له فقال أخطأت، فقام أَبُو يوسف من ساعته فأتى أبا حنيفة، فقال له: ما جاء بك إلا مسألة القصار؟ قال: أجل! قال: سبحان الله من قعد يفتي الناس وعقد مجلسا يتكلم في دين الله وهذا قدره لا يحسن أن يجيب في مسألة من الإجارات! فقال يا أبا حنيفة علمني، فقال أن كان قصره بعد ما غصبه فلا أجرة له، لأنه قصره لنفسه، وإن كان قصره قبل أن يغصبه فله الأجرة لأنه قصره لصاحبه. ثم قال: من ظن أنه يستغني عن التعلم فليبك على نفسه.

تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (13/349-
(الدس في كتب العلماء )

وهذا ما قاله الإمام الشعراني عن الدس في كتبه
1- قال الإمام الشعراني في كتاب الميزان الكبرى
((أسأل الله من فضله ان يحمي هذا الكتاب من كل عدو وحاسد، يدس فيه ماليس من كلامي مما يخالف ظاهر الشريعة لينفر الناس من مطالعته كما وقع لي ذلك مع بعض الاعداء فانهم دسوا في كتابي المسمى بالبحر المرود في المواثيق والعهود امورا تخالف ظاهر الشريعة وداروا بها في الجامع الازهر وغيره، وحصل بذلك فتنة عظيمة وماخمدت الفتنة حتى ارسلت لهم نسختي التي عليها خطوط العلماء ففتشها العلماء فلم يجدوا فيها شيئا مما يخالف ظاهر الشريعة مما دسه الاعداء
فالله يغفر لهم ويسامحهم والحمد لله رب العالمين.)) اهـ
🌹
2- قال الإمام الشعراني في لطائف المنن (ص/690) ما نصه:
"وأرجو من مدد رسول الله أن يحمي هذا الكتاب من كل عدو وحاسد يدسّ في فواصله أو غضونه ما يخالف ظاهر الشريعة لينفر الناس عن المطالعة فيه، كما فعلوا في كتابي المسمى بالبحر المورود في المواثيق والعهود، وفي مقدمة كتابي المسمى بكشف الغمة عن جميع الأمة"، ثم قال: " فاعلموا ذلك أيها الإخوان وأشيعوه بقصد صيانة الناس عن الوقوع في عرضي بغير حقي وإنما أخبرت الإخوان بالدسّ المذكور في كتبي". اهـ.
🌹
3- وممن دُسَّ عليهم الإِمام الشعراني رحمه الله تعالى، وأكثر ما دُسَّ عليه في الطبقات الكبرى، ولقد أوضح ذلك في كتابه لطائف المنن والأخلاق فقال:
(ومما مَنَّ الله تبارك وتعالى به عليَّ، صبري على الحسدة والأعداء، لما دسوا في كتبي كلاماً يخالف ظاهر الشريعة، وصاروا يستفتون عليَّ زوراً وبهتاناً، ومكاتبتهم فيَّ لِبابِ السلطان، ونحو ذلك. إِعلم يا أخي أن أول ابتلاء وقع لي في مصر من نحو هذا النوع، أنني لما حججْتُ سنة سبع وأربعين وتسعمائة، زَوَّر عليَّ جماعة مسألة فيها خرق لإِجماع الأئمة الأربعة، وهو أنني أفتيتُ بعض الناس بتقديم الصلاة عن وقتها إِذا كان وراء العبد حاجة، قالوا: وشاع ذلك في الحج، وأرسل بعض الأعداء مكاتبات بذلك إِلى مصر من الجبل، فلما وصلتُ إلى مصر، حصل في مِصْرَ رَجٍّ عظيم، حتى وصل ذلك إِلى إِقليم الغربية والشرقية والصعيد وأكابر الدولة بمصر، فحصل لأصحابي غاية الضرر، فما رجعتُ إِلى مصر إِلا وأجد غالب الناس ينظر إِليَّ شذراً، فقلت: ما بال الناس؟ فأخبروني بالمكاتبات التي جاءتهم من مكة، فلا يعلم عدد من اغتابني، ولاث بعرضي إِلا الله عز وجل.
ثم إِني لما صنفت كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود، وكتب عليه علماء المذاهب الأربعة بمصر، وتسارع الناس لكتابته، فكتبوا منه نحو أربعين نسخة، غار من ذلك الحسدةُ، فاحتالوا على بعض المغفلين من أصحابي، واستعاروا منه نسخته، وكتبوا لهم منها بعض كراريس، ودسوا فيها عقائد زائغة ومسائل خارقة لإِجماع المسلمين، وحكايات وسخريات عن جحا، وابن الراوندي، وسبكوا ذلك في غضون الكتاب في مواضع كثيرة، حتى كأنهم المؤلف، ثم أخذوا تلك الكراريس، وأرسلوها إِلى سوق الكتبِيِّين في يوم السوق، وهو مجمع طلبة العلم، فنظروا في تلك الكراريس، ورأوا اسمي عليها، فاشتراها من لا يخشى الله تعالى، ثم دار بها على علماء جامع الأزهر، ممن كان كتب على الكتاب ومن لم يكتب، فأوقع ذلك فتنة كبيرة، ومكث الناس يلوثون بي في المساجد والأسواق وبيوت الأمراء نحو سنة، وأنا لا أشعر. وانتصر لي الشيخ ناصر الدين اللقاني، وشيخ الإِسلام الحنبلي، والشيخ شهاب الدين بن الجلبي، كل ذلك وأنا لا أشعر، فأرسل لي شخص من المحبين بالجامع الأزهر، وأخبرَني الخبرَ فأرسلت نسختي التي عليها خطوط العلماء، فنظروا فيها، فلم يجدوا فيها شيئاً مما دسه هؤلاء الحسدة، فسبُّوا من فعل ذلك، وهو معروف.
وأعرفُ بعض جماعة من المتهوِّرين، يعتقدون فيَّ السوء إِلى وقتي هذا، وهذا بناء على ما سمعوه أولاً من أُولئك الحسدة، ثم إِن بعض الحسدة، جمع تلك المسائل التي دُسَّت في تلك الكراريس وجعلها عنده، وصار كلما سمع أحداً يكرهني، يقول له: إِن عندي بعض مسائل تتعلق بفلان، فإِن احتجت إِلى شيء منها أطلعتك عليه، ثم صار يعطي بعض المسائل لحاسد بعد حاسد إِلى وقتي هذا، ويستفتون عليَّ وأنا لا أشعر، فلما شعرتُ، أرسلت لجميع علماء الأزهر أنني أنا المقصود بهذه الأسئلة، وهي مفتراة عليَّ، فامتنع العلماء من الكتابة عليها)
[كتاب "لطائف المنن والأخلاق" للشعراني ج2. ص190ـ191] .
قَالَ حَافِظُ الدُّنْيَا ابْنُ حَجَر الْعَسْقَلَانِيُّ (ت:852هـ):
((قَالَ الْحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا علِيٍّ النَّيْسَابُوْرِي يَقُولُ: كُنْتُ فِي غَمٍّ شَدِيدٍ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ- فِي الْمَنَامِ، كَأَنَّهُ يَقُولُ لِي: سِرْ إِلَى قَبْرِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَاسْتَغْفِرْ، وَسَلْ تُقْضَ حَاجَتكَ. فَأَصْبَحْتُ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَقُضِيَتْ حَاجَتِي))(1).

وَعِنْدَ الْحَافِظ الذَّهَبِي فِي تَارِيخِهِ الْكَبِير:
((سرْ إِلَى قَبْرِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى...وَسَلِ اللهَ حَاجَتك...))(2).

(1) تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ (4/398)، تَأْلِيف: الْحَافِظ ابْن حَجَر الْعَسْقَلَانِي، مُؤَسَّسَةُ الرِّسَالَة: بَيْرُوت – لُبْنَان.
(2) تَارِيخُ الْإِسْلَامِ وَوَفَيَات الْمَشَاهِيرِ وَالْأَعْلَامِ (5/732)، تَأْلِيف: الْحَافِظ شَمْس الدِّين الذَّهَبِي، حَقَّقَهُ وَضَبَطَ نَصَّهُ وَعَلَّقَ عَلَيْهِ: الدُّكْتُور بَشَّار عوَّاد مَعْرُوف، دَارُ الْغَرْب الْإِسْلَامِي: بَيْرُوت-لُبْنَان، الطَّبْعَةُ الْأُولَى: 1424هـ-2003م.
من صفحة الأخ " ياسين بن ربيع " شكر الله له.
الشفاعة

قال تعالى: { لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً } مريم (آية:87) ويقول تعالى: { يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا } طه (آية:109)
وقال تعالى: { ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له } سبأ (آية:23) وهذه االآيات تثبت الشفاعة وتشترط لها شرطين إذن الله ورضاه عن قول المشفوع، ولا معنى للاستثناء إذا لا يوجد شفاعات للعلماء والأولياء ولصالحين فقد ثبت وجود الشفاعات للقرآن وللآباء وللابناء في القرآن وغيره منها : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) والصيام يشفع وحافظ القرآن يشفع والعلماء يشفعون والأطفال والشهداء وغيرهم فكيف لكم أن تنكروا الشفاعة أيها الناس وأيها الأحباب الكرام ووردت بذلك الأحاديث الكثيرة المستفيضة وأقتصر على بعضها ففيها كفاية لمن أراد الهدية : روى الترمذي عن أبي أمامة رضي الله عنه يقول: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: ((وعَدَنِي ربِّي أن يدخل الجنة من أُمَّتي سبعين ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب. مع كلُّ ألفٍ سبعون ألفاً وثلاث حثياتٍ من حثيات ربِّي)) هذا حديث حسن غريب وما هذا إلا أن كل ألف يشفعون في سبعين ألفاً فتأمّل ذلك وارجو لنفسك أن تكون منهم
وعند الترمذي أيضا عن عبد الله بن شقيق قال: كنت مع رهطٍ بإيليا فقال رجلٌ منهم: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((يدخل الجنة بشفاعةِ رجل من أُمَّتي أكثر من بني تميم. قيل: يا رسول الله سواك؟ قال: سواي)) فلما قام قلت: مَنْ هذا؟ قالوا هذا ابن أبي الجدعاء. هذا حديث حسن صحيح غريب، وابن أبي الجدعاء هو عبد الله... ورواه ابن ماجه.
وللترمذي أيضاً عن أبي سعيد رضي الله عنه أنَّ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ مِنْ أُمَّتي من يشفع للفئام من الناس، منهم من يشفع للقبيلة، ومنهم من يشفع للعصبة، ومنهم من يشفع للرجل. حتى يدخلوا الجنة)). هذا حديث حسن
فبماذا يُفسّر قوله صلى الله عليه وسلم ( ) أليس الأولى والأجدر بذلك هم العلماء العاملون والصالحون ومن لهم مقام القبول عند الله تعالى نسأل الله أن يكرمنا بشفعة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وشفاعات الأولياء والصالحين والصحابة والتابعين إنه سميع مجيب
#بيان_المواطن_التي_تسن_فيها_الصلاة_على_النبي_صلى_الله_عليه_وسلم:
أولاً: وراء الأذان، وذلك لما جاء في الحديث الذي رواه مسلم وأصحاب السنن عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلّم يقول: «إذا سمعتُم المؤذنَ فقولوا مثلَ ما يقول، ثم صلُّوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشراً، ثم سَلُوا الله لي الوسيلةَ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلةَ حلَّتْ له الشفاعة».
وروى الإمام أحمد والطبراني عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «مَنْ قال حين ينادي المنادي: اللهم ربَّ هذه الدعوةِ التامةِ والصلاةِ النافعةِ صلِ على محــمد وارضَ عني رضاً لا سخطَ بعده: استجاب الله له دعوته».
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يقول إذا سمع المؤذن:«اللهم ربَّ هذه الدعوةِ التامةِ والصلاة القائمة صلّ على محمد وأعطه سُؤْله يوم القيامة »، وكان يُسمعها مَن حوله، ويُحب أن يقولوا مثل ذلك إذا سمعوا المؤذن. قال: ومن قال مثل ذلك إذا سمع المؤذنَ وجبتْ له شفاعةُ محمد صلى الله عليه وسلّم يوم القيامة.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «مَن سَمِع النداءَ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلّ على محمد، وبلّغْه درجةَ الوسيلة عندك، واجعلْنا في شفاعته يوم القيامة، وجبتْ له الشغاعة».
من كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقلم الإمام الشيخ عبد الله سراج الدين الحسيني رضي الله عنه.
س: هل قول القائل: "يا رسول الله يا سندي"..الخ عبارة فيها شرك بالله كما يلهج بعض أدعياء السلفية؟

ج: قال سيدنا حسان بن ثابت في حضرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم:
يَارُكْنَ مُعْتَمِدٍ وَعِصْمَةَ لَائِذٍ    
              وَمَلَاذَ مُنْتَجِعٍ وَجَارَ مُجَاوِرٍ
يَا مَنْ تَخَيَّرَهُ الإَلهُ لِخَلْقِهِ       
            فحَبَاهُ بِالْخُلُقِ الزَّكِيِّ الطَّاهِرِ
أنْتَ النَّبِيُّ وَخَيْرُ عُصْبَةِ آدَمٍ  
         يَا مَنْ يَجُوْدُ كَفَيْضِ بَحْرٍ زَاخِرٍ

[الاستيعاب في معرفة الأصحاب (276/1) للحافظ ابن عبد البر، ط. دار الجيل]

فسمعه صلى الله عليه وآله وسلم، ولم ينكر عليه هذه الأبيات من أنه:
(1) ركنُ المُعتمدِ
(2) وعِصمةُ اللَّائذ
(3) ومَلاذُ المُنتَجعِ
(4) وجارُ المجاورِ

مع أن هذه صفات الله عز وجل وأفعاله!..

والحق أن هذه الألفاظ من باب الاشتراك اللفظي الذي له معنى في حقه جل وعلا، لا يشاركه فيه أحد، ومعنى آخر في حق البشر يتناسب معهم كمخلوقين، ولا يخرجهم عن كونهم عبيداً من عباد الله.

نعم؛ فإذا صرفت هذه العبارات لله تعالى فبصفته الفاعل على الحقيقة، والاستقلالية في التأثير، والخلق من العدم، وهذه صفات الربوبية.

بينما هي في حقه صلى الله عليه وسلم من باب الكسب والتسبب، والوجاهة والمكانة عند الله.

والله الموفق.. وهو الهادي...
نقل الشيخ منصور البهوتي الحنبلي رحمه الله في كشاف القناع :
ولم يكن له صلى الله عليه وسلم فئ :  أي ظل في شمس ولا قمر لأنه نوراني والظل نوع ظلمة ذكره ابن عقيل وغيره...
ويشهد له أنه سأل الله أن يجعل في جميع اعضائه وجهاته نورا وختم بقوله : ( واجعلني نورا )    ....
وكان لا يتثاءب لأنه من الشيطان والله عصمه منه .....
صلى الله عليه وسلم
[ الحافظ ابن رجب الحنبلي ينقل مذهب السلف والإمام أحمد رحمه الله تعالى وهو تفويض معاني الصفات ]

يبين  ابن رجب الحنبلي رحمه الله أن اثبات معاني الصفات مذهب مقاتل بن سليمان ، والكرامية .
وأن الصواب هو مذهب السلف اثباتها وعدم الخوض في معانيها .
قال ابن رجب رحمه الله :
ومراده: أن نزوله تعالى ليس كنزول المخلوقين، بل هو نزول يليق بقدرته وعظمته وعلمه المحيط بكل شيء، والمخلوقون لا يحيطون به علما، وإنما ينتهون إلى ما أخبرهم به عن نفسه، أو أخبر به عنه رسوله.
فلهذا اتفق السلف الصالح على إمرار هذه النصوص كما جاءت من غير زيادة ولا نقص، وما أشكل فهمه منها، وقصر العقل عن إدراكه وكل إلى عالمه.
والثاني من رام إثبات ذلك بأدلة العقول التي لم يرد بها الأثر ورد على أولئك مقالتهم كما هي طريقة مقاتل بن سليمان ومن تابعه كنوح بن أبي مريم وتابعهم طائفة من المحدثين قديماً وحديثاً.
وهو أيضاً مسلك الكرامية فمنهم من أثبت لإثبات هذه الصفات الجسم إما لفظا وإما معنى.
ومنهم من أثبت للَّه صفات لم يأت بها الكتاب والسنة كالحركة وغير ذلك مما هي عنده لازم الصفات الثابتة.
وقد أنكر السلف على مقاتل قوله في رده على جهم بأدلة العقل وبالغوا في الطعن عليه.
ومنهم من استحل قتله، منهم مكي بن إبراهيم شيخ البخاري وغيره.

والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها ولا تكييف ولا تمثيل: ولا يصح من أحد منهم خلاف ذلك البتة خصوصاً الإمام أحمد ولا خوض في معانيها ولا ضرب مثل من الأمثال لها: وإن كان بعض من كان قريباً من زمن الإمام أحمد فيهم من فعل شيئاً من ذلك اتباعاً لطريقة مقاتل فلا يقتدى به في ذلك إنما الإقتداء بأئمة الإسلام كابن المبارك. ومالك. والثوري والأوزاعي. والشافعي. وأحمد. واسحق. وأبي عبيد. ونحوهم » .
منقول عن بعض الأفاضل
[ معتمد الحنابلة في المسح على الجورب]

1.  أن تكون غلاظ ( ثخينة )
2.  مثل الخف .
نص على ذلك الإمام وقد قال عبد اللَّه: سألت أبي عن الخف بلا عقب؟
قال: لا يمسح عليه إذا بدا من رجله شيء، لم يمسح عليه إلا أن يكون عليه جورب من هذِه الغلاظ التي تلبس بالنعال، وتثبت في الساق. قلت: فإن كان يسترخي لا يثبت؟
قال: لا يمسح حتى يكون مثل الخف. "مسائل عبد اللَّه" (125).
3.  الصفيق ليس فقط أن معناه عدم رؤية لون البشرة .
فقد : افترض الأصحاب  دخول اللبد : وهو منسوج من صوف وشعر. صورته منتشرة على الشبكة .
قال الأصحاب: ويشترط إمكان المشي فيه ، ولو لم يكن معتادًا فدخل في ذلك الجلود واللبود والخشب والزجاج والحديد.
فكيف يكون الجورب المعاصر مثل اللبد ؟!!
4.  قياس المذهب أنه أن الجورب خف .
قال القاضي: قياس المذهب جواز المسح عليها؛ لأنه خف ساتر يمكن المشي فيه، أشبه الجلود .
قلت : كل ما يشبه الجلد جاز المسح عليه .
والجورب المعاصر لا يشبه الجلد من جهة السماكة بحال .
5.  أما معنى إمكانية المشي  ، والذي فهمه من يقول بجواز المسح على الجورب المعاصر أنه في البيت ! .
  قال في الرعاية الكبرى: يمكن المشي فيه قدر ما يتردد إليه المسافر في حاجته  ، لأن ما لا يمكن متابعة المشي عليه لا تدعو الحاجة إليه فلم تتعلق به الرخصة .
والجورب المعاصر لا يمكن متابعة المشي عليه عرفًا ، سوى في البيت وعلى السجاد غالبًا .
أما في غير ذلك مما يتردد في حاجته في السفر فلا .
آخيرًا نص الإمام أحمد الذي يرفع الخلاف في فهم ( الصفيق ) وكراهته للجورب ( الخرق ) وكذا ( المشي ).
وقد سئل أحمد عن جورب الخرق، يمسح عليه. فكره الخرق.
وقد قال أحمد، في موضع: لا يجزئه المسح على الجورب حتى يكون جوربا صفيقا، يقوم قائما في رجله لا ينكسر مثل الخفين، إنما مسح القوم على الجوربين أنه كان عندهم بمنزلة الخف، يقوم مقام الخف في رجل الرجل، يذهب فيه الرجل ويجيء. "المغني" 1/ 374، 375
منقول...
نقل الإمام الطحاوي ـ السلفي المتوفى سنة 322هـ ـ إجماع أهل السنة على أن الله لا جهة له. فقال في عقيدته التي ذكر أنها عقيدة أهل السنة والجماعة ما نصه: (وتعالى ـ يعني الله ـ عن الحدود والغايات، والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات). وقال: (ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر). اهـ.
عَنْ سيدنا أَبِي مَسْعُودٍ البَدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ (صحيح البخاري: 4008)
فقوله ﷺ: كَفَتَاهُ أَيْ أَجْزَأَتَا عَنْهُ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ بِالْقُرْآنِ وَقِيلَ أَجْزَأَتَا عَنْهُ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ مُطْلَقًا سَوَاءٌ كَانَ دَاخِلَ الصَّلَاةِ أَمْ خَارِجَهَا وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَجْزَأَتَاهُ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالِاعْتِقَادِ لِمَا اشْتَمَلَتَا عَلَيْهِ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْأَعْمَالِ إِجْمَالًا وَقِيلَ مَعْنَاهُ كَفَتَاهُ كُلَّ سُوءٍ وَقِيلَ كَفَتَاهُ شَرَّ الشَّيْطَانِ وَقِيلَ دَفَعَتَا عَنْهُ شَرَّ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ وَقِيلَ مَعْنَاهُ كَفَتَاهُ مَا حَصَلَ لَهُ بِسَبَبِهِمَا مِنَ الثَّوَابِ عَنْ طَلَبِ شَيْءٍ آخَرَ وَكَأَنَّهُمَا اخْتُصَّتَا بِذَلِكَ لِمَا تَضَمَّنَتَاهُ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَى الصَّحَابَةِ بِجَمِيلِ انْقِيَادِهِمْ إِلَى اللَّهِ وَابْتِهَالِهِمْ وَرُجُوعِهِمْ إِلَيْهِ وَمَا حَصَلَ لَهُمْ مِنَ الْإِجَابَةِ إِلَى مَطْلُوبِهِمْ (فتح الباري: 9/56)

وورد في فضلهما عَنْ سيدنا ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَعِنْدَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذْ سَمِعَ نَقِيضًا فَوْقَهُ، فَرَفَعَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: " هَذَا بَابٌ قَدْ فُتِحَ مِنَ السَّمَاءِ مَا فُتِحَ قَطُّ، قَالَ: فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَمْ تَقْرَأْ حَرْفًا مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ (السنن للنسائي: 912)
يرحمكم أهل السماء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ارحموا أهل الأرض يرحمْكُم أهلُ السّماءِ) رواه الإمام أحمد وابن المبارك في مسنده وصححه الحاكم وغيره .
مسند أحمد بن حنبل - رقم الحديث : 6315.
وأهل السماء هم الملائكة عليهم السلام .
وهي مفسرة لحديث (يرحمكم من في السماء)
سبب كثرة بعض القبائح في المسلمين دون الكافرين

روى الترمذي أن النبي ﷺ قال: "ألا وإن الشيطان قد أيس من أن يعبد في بلادكم هذه أبدا، ولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم فسيرضى به".

قال الملا علي القاري: "ولهذا ترى المعاصي من الكذب والخيانة ونحوهما توجد كثيرا في المسلمين، وقليلا في الكافرين؛ لأنه قد رضي من الكفار بالكفر، (اي الشيطان رضي من الكفار بقاؤهم في الكفر ) فلا يوسوس لهم في الجزئيات، وحيث لا يرضى عن المسلمين بالكفر فيرميهم في المعاصي.
وروي عن علي رضي الله عنه: الصلاة التي ليس لها وسوسة إنما هي صلاة اليهود والنصارى.
ومن الأمثال: لا يدخل اللص في بيت إلا فيه متاع نفيس".

~ مرقاة المفاتيح (٥/ ١٨٤٣).

#منقول
2024/11/05 18:54:14
Back to Top
HTML Embed Code: