Telegram Web Link
التَّعْظِيمُ وَالْمِنَّةُ فِي قَوْله تَعَالَى لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ]

قَالَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَظَّمَ نَبِيَّهُ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِهِ، وَهَدَانَا إلَى كُلِّ خَيْرٍ، إذْ وَصَّلَ سَبَبَنَا بِسَبَبِهِ. وَبَعْدُ فَقَدْ حَصَلَ الْبَحْثُ فِي تَفْسِيرِ قَوْله تَعَالَى {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ} [آل عمران: 81] وَقَوْلُ الْمُفَسِّرِينَ هُنَا أَنَّ الرَّسُولَ هُوَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَّهُ مَا مِنْ نَبِيٍّ إلَّا أَخَذَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْمِيثَاقَ أَنَّهُ إنْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ فِي زَمَانِهِ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ وَيُوصِي أُمَّتَهُ بِذَلِكَ؛ وَفِي ذَلِكَ مِنْ التَّنْوِيهِ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَعْظِيمِ قَدْرِهِ الْعَلِيِّ مَا لَا يَخْفَى، وَفِيهِ مَعَ ذَلِكَ أَنَّهُ عَلَى تَقْدِيرِ مَجِيئِهِ فِي زَمَانِهِمْ يَكُونُ مُرْسَلًا إلَيْهِمْ فَتَكُونُ نُبُوَّتُهُ وَرِسَالَتُهُ عَامَّةً لِجَمِيعِ الْخَلْقِ مِنْ زَمَنِ آدَمَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيَكُونُ الْأَنْبِيَاءُ وَأُمَمُهُمْ كُلُّهُمْ مِنْ أُمَّتِهِ وَيَكُونُ قَوْلُهُ: «بُعِثْتُ إلَى النَّاسِ كَافَّةً» لَا يَخْتَصُّ بِهِ النَّاسُ مِنْ زَمَانِهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ بَلْ يَتَنَاوَلُ مَنْ قَبْلَهُمْ أَيْضًا، وَيَتَبَيَّنُ بِذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «كُنْت نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ» . اه

✏️ فتاوى شيخ الإسلام تقي الدين السبكي .
المكان عنه بقول النبي صلى الله عليه وسلم( انت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء) واذا لم يكن فوقه شيء ولا دونه شيء لم يكن في مكان
هذا والله اعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
#نسف_قول_الحشوية_بالجهة_العدمية

روى البيهقي رحمه الله تعالى في الأسماء والصفات بسنده
كنا عند مالك بن أنس فدخل رجل فقال يا أبا عبد الله:
الرحمن على العرش استوى كيف استواؤه؟ قال :فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال : الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ولا كيف وكيف عنه مرفوع وانت رجل سوء صاحب بدعة اخرجوه قال: فأخرج الرجل
"قلت هذا الأثر ذي السند الصحيح الذي صححه ابن كثير والذهبي رحمهما الله تعالى وجوده ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى هو ما تواتر عن السلف ونفي السلف للكيف في الاستواء نفي للحد لذا ورد عن بعض السلف بلاحد ولا كيف
ربط بعض السلف بينهم"
قال البيهقي رحمه الله تعالى بعد أن أورد عدة روايات عن السلف وعن ابي الحسن الأشعري والطبري رحمهما الله تعالى
والقديم سبحانه عال على عرشه لا قاعد ولا قائم ولا مماس ولا مباين للعرش يريد به مباينة الذات التي هي بمعنى الاعتزال أو التباعد لأن الممارسة والمباينة التي هي ضدها والقيام والقعود من أوصاف الأجسام والله عزوجل أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فلا يجوز عليه ما يجوز عليه ما يجوز على الأجسام تبارك وتعالى
قال وحكى ابن فورك رحمه الله تعالى هذه الطريقة عن بعض أصحابنا انه قال استوى بمعنى علا ثم قال لا يريد بذلك علوا بالمسافة والتحيز والكون في مكان متمكنا فيه ولكن يريد معنى قول الله تعالى (أأمنتم من في السماء) اي من فوقها على معنى نفي الحد عنه وأنه ليس مما يحويه طبق او يحيط به قطر ووصف الله سبحانه وتعالى بذلك طريقه الخبر فلا نتعدى ماورد به الخبر
ثم ذكر هذه الطريقة عن بعض أصحاب الأشعري ناقلا لها عنه
يقول البيهقي رحمه الله تعالى هو أن الله مستو على عرشه وأنه فوق الأشياء بائن منها بمعنى أنها لا تحله ولا يحلها ولا يمسها ولا يشبهها وليست البينونة بالعزلة تعالى الله ربنا عن الحلول والمماسة علوا كبيرا ثم نقل التأويل عن بعض اصحابنا
ثم نقل عن الفراء رحمه الله تعالى بسنده تأويل الاستواء بثلاث معان استواء الرجل وانتهاء شبابه وقوته َالاستواء من اعوجاج والاقبال
ثم نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما تأويله له بمعنى صعد
قال البيهقي رحمه الله تعالى قلت قوله اي الفراء استوى بمعنى اقبل صحيح لا الإقبال هو القصد إلى خلق السماء والقصد هو الإرادة قال وماحكي عن ابن عباس رضي الله عنهما فهو ضعيف لأنه من تفسير الكلبي والكلبي ضعيف وفي موضع آخر أورد بسنده عن الكلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما(ثم استوى إلى السماء) يعني صعد أمره إلى السماء فسواهن يعني خلق سبع سماوات قال اجرى النار على الماء يعني فبخر البحر فصعد في الهواء فجعل السماوات منه
قال ويذكر عن ابي العالية انه قال في هذه الآية ارتفع ومراده والله اعلم ارتفاع أمره وهو بخار الماء الذي منه وقع خلق السماء
قال وفي موضع آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله( ثم استوى على العرش)
يقول استقر على العرش ويقال امتلأ به ويقال قائم على العرش وهو السرير
وبهذا الاسناد أيضا في موضع آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله( ثم استوى على العرش) يقول استوى عنده القريب والبعيد وصاروا عنده سواء ويقال استوى استقر على السرير ويقال امتلأ به
فهذه الرواية منكرة
يقول وأبو صالح والكلبي ومحمد بن مروان وهم في الروايات الثلاث كلهم متروك عند أهل العلم بالحديث لا يحتجون بشيء من رواياتهم لكثرة المناكير فيها وظهور الكذب منهم في رواياتهم
"قلت انظر رحمك الله اعتماد الحشوية على هذه الروايات المنكرة والتي فيها مجاهيل والمضطربة في المعنى"
هذا والله اعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
#نسف_قول_الحشوية_بالجهة_العدمية١٢
روى البيهقي رحمه الله تعالى بسنده عن الفراء في قوله عزوجل (وهو القاهر فوق عباده) قال كل شيء قهر شيئاً فهو مستعل عليه
ثم ذكر حديث الجارية بعد عدة روايات
وقال بعدها في الصفحة ٣٩١ وهذا الحديث صحيح أخرجه مسلم مقطعا من حديث الأوزاعي وحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية واظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه وقد ذكرت في كتاب الظاهر من السنن مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث
ثم أورد بعد عدة روايات في الصفحة ٣٩٤بسنده عن مجاهد في قوله تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) قال يقول العمل الصالح هو الذي يرفع الكلم الطيب قلت اي البيهقي رحمه الله تعالى صعود الكلم الطيب والصدقة إلى السماء عبارة عن حسن القبول لهما وعروج الملائكة يكون إلى مقامهم إلى السماء وانما وقعت العبارة عن ذلك بالصعود والعروج إلى الله تعالى على معنى قول الله عزوجل (أأمنتم من في السماء) وقد ذكرنا معناه من فوق السماء على العرش كما قال (فسيحوا في الأرض) اي فوق الأرض فقد


قال (يخافون ربهم من فوقهم) وقال (الرحمن على العرش استوى) ثم قضى قول أهل النظر في معناه (فهو قد ذكر معناه عند أهل السنة والجماعة المؤولة) وحكينا عن المتقدمين من أصحابنا(اي أهل السنة) ترك الكلام في أمثال ذلك مع اعتقاد هم نفي الحد والتشبيه والتمثيل عن الله سبحانه وتعالى
ثم ذكر بسنده عن ابي داوود الطيالسي رحمه الله تعالى قال كان سفيان الثوري وشعبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وشريك وأبو عوانة لا يحدون ولا يشبهون ولا يمثلون يروون الأحاديث لا يقولون كيف واذا سئلوا اجابوا بالأكثر قال أبو داوود و على ذلك مضى اكابرنا ثم أورد الحكاية (انظروا دقة البيهقي رحمه الله تعالى فقد قال الحكاية ولفظ حكي يفيد الضعف كما هو معلوم) التي تعلق بها من اثبت الجهة أوردها عن علي بن الحسن رحمه الله تعالى انه قال سألت عبد الله بن المبارك قلت كيف نعرف ربنا؟ قال في السماء السابعة على عرشه قلت فإن الجهمية تقول هو هذا قال انا لا نقول كما قالت الجهمية نقول هو هو قلت بحد قال اي والله بحد قال البيهقي رحمه الله تعالى إنما أراد عبد الله بحد اي حد السمع
ثم اورد البيهقي رحمه الله تعالى ص٣٩٦ بسنده عن نوح بن أبي مريم يقول كنا عند أبي حنيفة رحمه الله تعالى اول ما ظهر إذ جاءته امرأة من ترمذ كانت تجالس جهما فدخلت الكوفة فأظنني أقل ما رأيت عليها ١٠ آلاف من الناس تدعو إلى رأيها فقيل لها أن ههنا رجلا قد نظر في المعقول يقال له أبو حنيفة فأتته فقالت انت الذي تعلم الناس المسائل وقد تركت دينك أين الهك الذي تعبده؟ "قلت سؤال هذه الجهمية كسؤال الحشوية اليوم فما اشبه اليوم بالأمس" فسكت عنها ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها ثم خرج إليها وقد وضع كتابان الله في السماء دون الأرض فقال له رجل (وهو معكم) قال هو كما تكتب إلى الرجل اني معك وانت غائب عنه قلت قد أصاب ابو حنيفة رضي الله تعالى عنه فيما نفى عن الله من الكون في الأرض وفيما ذكر من تأويل الآية وتبع مطلق السمع في أن الله عزوجل في السماء ومراده من ذلك أن صحت الحكاية(وحكي كما نعلم من ألفاظ التضعيف) عنه ما ذكرنا في معنى (أأمنتم من في السماء) ثم أورد عن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى انه قال ما وصف الله به نفسه فتفسيره قراءته ليس لأحد أن يفسره الا الله تبارك وتعالى أو رسله صلوات الله عليهم
"قلت وهذا تفويض للمعنى صريح وهكذا اكون قد أتممت ما اورد البيهقي رحمه الله تعالى باختصاري مما ينسف الفرقة الحشوية وهو كما ترون كقول الرازي رحمه الله تعالى فهو ينفي الحد والجهة والمكان والاعتزال والمماسة
هذا باختصار وتصرف مني كثير
هذا والله اعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
#نسف_قول_الحشوية_بالجهة_العدمية١٣
فتح الباري لابن حجر (13/ 416)

وقال أبو جمرة بالجيم والراء عن بن عباس بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم الحديث وقال مجاهد العمل الصالح يرفع الكلم الطيب يقال ذي المعارج الملائكة تعرج إلى الله أما الآية الأولى فأشار إلى ما جاء في تفسيرها في الكلام الأخير وهو قول الفراء والمعارج من نعت الله تعالى وصف بذلك نفسه لأن الملائكة تعرج إليه وحكى غيره أن معنى قوله ذي المعارج أي الفواضل العالية وأما الآية الثانية فأشار إلى تفسير مجاهد لها في الأثر الذي قبله وقد وصله الفريابي من رواية بن أبي نجيح عن مجاهد وأخرج البيهقي من طريق علي بن أبي طلحة عن بن عباس في تفسيرها الكلم الطيب ذكر الله والعمل الصالح أداء فرائض الله فمن ذكر الله ولم يؤد فرائضه رد كلامه وقال الفراء معناه أن العمل الصالح يرفع الكلام الطيب أي يتقبل الكلام الطيب إذا كان معه عمل صالح وأما التعليق عن أبي جمرة فمضى موصولا في باب إسلام أبي ذر وساقه هناك بطوله والغرض منه قول أبي ذر لأخيه اعلم لي علم هذا الذي يأتيه الخبر من السماء وتقدم شرحه ثمة قال الراغب العروج ذهاب في صعود وقال أبو علي القالي في كتابه البارع المعارج جمع معرج بفتحتين كالمصاعد جمع مصعد والعروج الارتقاء يقال عرج بفتح الراء يعرج بضمها عروجا ومعرجا والمعرج المصعد والطريق التي تعرج فيها الملائكة إلى السماء والمعراج شبيه السلم أو درج تعرج فيه الأرواح إذا قبضت وحيث تصعد أعمال بني آدم وقال بن دريد هو الذي يعاينه المريض عند الموت فيشخص فيما زعم أهل التفسير ويقال إنه بالغ في الحسن بحيث إن النفس إذا رأته لا تتمالك أن تخرج قال البيهقي صعود الكلام الطيب والصدقة الطيبة عبارة عن القبول وعروج الملائكة هو إلى منازلهم في السماء وأما ما وقع من التعبير في ذلك بقوله إلى الله فهو على ما تقدم عن السلف في التفويض وعن الأئمة بعدهم في التأويل وقال بن بطال غرض البخاري في هذا الباب الرد على الجهمية المجسمة في تعلقها بهذه الظواهر وقد تقرر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه فقد كان ولا مكان وإنما أضاف المعارج إليه إضافة تشريف ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه مع تنزيهه عن المكان انتهى وخلطه المجسمة بالجهمية من أعجب ما يسمع ثم ذكر فيه أربعة أحاديث لبعضها زيادة على الطريق الواحدة الحديث الأول عن أبي هريرة يتعاقبون فيكم ملائكة وقد تقدم شرحه في أوائل كتاب الصلاة ...
قال الإمام مالك رضي الله عنه في حديث النزول في الثلث الأخير من الليل:

ينزل أمره كل سحر، فأما هو عز وجل فإنه دائم لا يزول ولا ينتقل، سبحانه لا إله إلا هو

[التمهيد] لابن عبد البر
📚 كلام بعض أئمة أهل السنة والجماعة في المولد النبوي الشريف📚

🔷الإمام السيوطي، حيث قال: "عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم "
( حسن المقصد في عمل المولد.، تأليف: جلال الدين السيوطي، ص4).

🔷الإمام ابن الجوزي، حيث قال عن المولد النبوي: "من خواصه أنه أمان في ذلك العام وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام"( السيرة الحلبية، تأليف: علي بن برهان الدين الحلبي، 1/83 - 84).

🔷الإمام ابن حجر العسقلاني، حيث قال الحافظ السيوطي: "وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه: أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كانت بدعة حسنة، وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم، فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون, ونجى موسى، فنحن نصومه شكرا لله، فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة، أو دفع نقمة.. إلى أن قال : وأي نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي.. نبي الرحمة في ذلك اليوم، فهذا ما يتعلق بأصل عمله، وأما ما يعمل فيه: فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة"( حسن المقصد في عمل المولد، تأليف: جلال الدين السيوطي، ص10).

🔷الإمام السخاوي، حيث قال عن المولد النبوي: "لم يفعله أحد من السلف في القرون الثلاثة, وإنما حدث بعدُ, ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم"( السيرة الحلبية، تأليف: علي بن برهان الدين الحلبي، 1/ 83-84).

🔷الإمام ابن الحاج المالكي، حيث قال: "فكان يجب أن نزداد يوم الاثنين الثاني عشر في ربيع الأول من العبادات والخير شكرا للمولى على ما أولانا من هذه النعم العظيمة وأعظمها ميلاد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم"( المدخل عن تعظيم شهر ربيع الأول، تأليف: ابن الحاج(1/361)) . وقال أيضا: "ومن تعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم الفرح بليلة ولادته وقراءة المولد"( الدرر السنية، ص190).

🔷الإمام ابن عابدين، حيث قال: "اعلم أن من البدع المحمودة عمل المولد الشريف من الشهر الذي ولد فيه صلى الله عليه وآله وسلم". وقال أيضا: "فالاجتماع لسماع قصة صاحب المعجزات عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيات من اعظم القربات لما يشتمل عليه من المعجزات وكثرة الصلوات"
( شرح ابن عابدين على مولد ابن حجر).

🔷الإمام الحافظ عبد الرحيم العراقي، حيث قال: "إن اتخاذ الوليمة وإطعام الطعام مستحب في كل وقت فكيف إذا انضم إلى ذلك الفرح والسرور بظهور نور رسول الله في هذا الشهر الشريف ولا يلزم من كونه بدعة كونه مكروها فكم من بدعة مستحبة قد تكون واجبة"( شرح المواهب اللدنية للزرقاني).

🔷الإمام الحافظ شمس الدين ابن الجزري، حيث قال الحافظ السيوطي: "ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري قال في كتابه المسمى (عرف التعريف بالمولد الشريف) ما نصه: قد رؤي أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار إلا أنه يخفف عني كل ليلة إثنين، وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا- وأشار لرأس أصبعه - وأن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) وبإرضاعها له. فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم به فما حال المسلم الموحد من أمة النبي يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته؟ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيمة"( حسن المقصد في عمل المولد، تأليف: جلال الدين السيوطي، ص10).

🔷الإمام أبو شامة (شيخ النووي)، حيث قال: "ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يُفعل كل عام في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك مشعرٌ بمحبته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكراً لله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم"
( الباعث على إنكار البدع والحوادث تأليف: أبو شامة، ص13).
🔷الإمام الشهاب أحمد القسطلاني (شارح البخاري)، حيث قال: "فرحم الله امرءا اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعيادا، ليكون أشد علة على من في قلبه مرض وإعياء داء" ( المواهب اللدنية- 1-148-طبعة المكتب الإسلامي).

🔷الإمام الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي، حيث قال في كتابه المسمى (مورد الصادي في مولد الهادي): "قد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الإثنين لإعتاقه ثويبة سرورًا بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم "، ثم أنشد:

إذا كان هـذا كافرًا جـاء ذمـه وتبت يـداه في الجحـيم مخـلدًا
أتى أنـه في يـوم الإثنين دائـمًا يخفف عنه للسـرور بأحــمدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره بأحمد مسرورٌ ومات موحـــدًا.

🔷 ابن تيمية ، في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم (1/297): (فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض النّاس, ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم كما قدمته لك أنه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد).
من صور مراعاة الفقهاء لمقام الأدب في الأحكام الفقهية :
قولهم بكراهة قراءة القرآن أثناء الركوع أو السجود مراعاة للأدب مع القرآن الكريم وتعظيمه، جاء في [منح الجليل شرح مختصر خليل 1/269]: (وكُرِهَ قراءةٌ مِن قرآنٍ عزيزٍ بركوع أو سجود، لحديث «نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظِّموا فيه الرب، وأما السجود فادعوا فيه فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ»؛ لأنهما حالتا ذلٍّ وانخفاضٍ في الظاهر، والمطلوب من القارئ التلبُّس بحالة الرفعة والعظمة ظاهراً تعظيماً للقرآن)
وقال الإمام القسطلاني: (وهاهنا فائدة لطيفة ذكرها بعض المحققين، في نهيه صلى الله عليه وسلم عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، وهى أن القرآن أشرف الكلام، وحالتا الركوع والسجود حالتا ذل وانخفاض من العبد، فمن الأدب مع كلام الله تعالى أن لا يقرأ في هاتين الحالتين، وتكون حالة القيام والانتصاب أولى به والله أعلم). [المواهب اللدنية بالمنح المحمدية 3/225].
قال الله تعالى: (قالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ)
أَيْ: مَا صَرَفَكَ وَصَدَّكَ عَنِ السُّجُودِ لِمَا تَوَلَّيْتُ خَلْقَهُ مِنْ غَيْرِ وَاسِطَةٍ، وَأَضَافَ خَلْقَهُ إِلَى نَفْسِهِ تَكْرِيمًا لَهُ وَتَشْرِيفًا، مَعَ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ كَمَا أَضَافَ إِلَى نَفْسِهِ الرُّوحَ، وَالْبَيْتَ، وَالنَّاقَةَ، وَالْمَسَاجِدَ. قَالَ مُجَاهِدٌ: الْيَدُ هُنَا بِمَعْنَى التَّأْكِيدِ وَالصِّلَةِ مَجَازًا كقوله: وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ. وَقِيلَ: أَرَادَ بِالْيَدِ الْقُدْرَةَ، يُقَالُ: مَا لِي بِهَذَا الْأَمْرِ يَدٌ، وَمَا لِي بِهِ يَدَانِ، أَيْ قُدْرَةٌ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
تَحَمَّلْتُ مِنْ ذَلْفَاءَ مَا لَيْسَ لِي يَدٌ ... وَلَا لِلْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ يَدَانِ...

فتح القدير للشوكاني (4/ 511)
" عقيدة ابن قدامة" ( سؤال وجواب)

١- ماهو مذهب ابن قدامة في الصفات؟!

يقسم الموفق ابن قدامة صفات الباري عزّ وجل إلى " محكمة" ومتشابهة والمحكم هو متضح المعنى والمتشابه غير متضح المعنى..

٢- ما الدليل على هذا التقسيم؟!
نص ابن قدامة في كتابه روضة الناظر أن المتشابه هو ما جاء في آيات الصفات كقوله تعالى ( ويبقى وجه ربك) ..( بل يداه مبسوطتان) (الرحمن على العرش استوى) ووهذا مما استأثر الله بعلمه واستدل بقوله ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا) قائلاً :وقول الراسخين في العلم يدل على نوع تفويض وتسليم لشيء لم يقفوا على معناه...

٣-كيف رد ابن قدامة على شبهة ( كيف يخاطبنا الله بما لا نعقل)
قال ابن قدامة يجوز أن يخاطبنا الله بما لا نعقل معناه ليختبر طاعتنا ..فنحن نؤمن بالحروف المقطعة وإن لم نعقل معناها..

٤-أين صرّح ابن قدامة في كتبه بالإيمان بالألفاظ وتفويض المعنى؟

قال ابن قدامة في " لمعة الاعتقاد" وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظاً وترك التعرض لمعناه فنرد علمه إلى قائله ونجعل عهدته على ناقله اتباعاً لطريق الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم..

-وقال في (تحريم النظر في كتب الكلام): أمّا إيماننا فهو إيمان بمجرد الألفاظ التي لا شك في صحتها ولا ريب في صدقها وقائلها أعلم بمعناها.

-وقال كذلك : ولا نزيدك على ألفاظها زيادة تفيد معنى بعينه ولا تفسير بنفسه بل قراءتها تفسيرها ومثلي كيف يسأل عن معنى وهو يقول لا أعلمه وعن كيفية يرى أن الخوض فيها بدعة.

-ولا حاجة لنا في علم معاني هذه الصفات لأنه لا يترتب عليها عمل ولا تكليف ويكفي الإيمان بها فالإيمان مع الجهل صحيح..

- وإن عابوا علينا إيماننا بمجرد الألفاظ ففي الحقيقة ما عابوا إلا قائلها وهذا كفر برب العالمين وإن عابوا علينا السكوت فنحن لا نعلم لها تفسيراً ولا ينسب إلى ساكتٍ قول.
-
- إنما يحصل التشبيه والتجسيم فيمن حمل صفات الخالق على المخلوق في المعنى ونحن لا ندين الله بذلك.
٥- ماهي الصفات المحكمة عند ابن قدامة وهل فسّرها؟!
الصفات المحكمة عند ابن قدامة هي العلم والسمع والبصر والكلام والعلو ونحو ذلك..وقد فسّرها في كتابه ( الصراط المستقيم في إثبات الحرف القديم) فقال:
السمع: هو إدراك المسموعات
البصر: إدراك المبصرات
العلم: إدراك المعلومات
الكلام: الحروف المسموعة والأصوات المعلومة

وعندما سئل مذهبكم عدم تفسير الصفات فلماذا فسرتم الكلام؟!
أجاب: بأن الكلام ليس من المتشابه الذي سكت السلف عن تفسيره.
2024/09/29 10:24:33
Back to Top
HTML Embed Code: