Telegram Web Link
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
رفعُ الأعمالِ للهِ ربِّ العالمينَ. { مَن كَانَ یُرِیدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ جَمِیعًاۚ (إِلَیۡهِ یَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّیِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّـٰلِحُ یَرۡفَعُهُۥۚ) وَٱلَّذِینَ یَمۡكُرُونَ ٱلسَّیِّـَٔاتِ لَهُمۡ عَذَابࣱ شَدِیدࣱۖ وَمَكۡرُ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ…
أنواعُ رفعِ الأعمالِ:
ورفعُ الأعمال الى الله تكون على ثلاثةِ أنواعٍ:
الأولُ: رفعٌ للأعمال كلَّ يومٍ: كما جاء في الحديث عن أبي هريرةَ -رضيَ اللهُ عنه- قال: قال رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
(يتعاقبون فيكم ملائكةٌ باللَّيلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ ويجتمعون في صلاةِ العصرِ وصلاةِ الفجرِ ، ثمَّ يعرُجُ الَّذين باتوا فيكم فيسألُهم وهو أعلمُ بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون تركناهم وهم يُصلُّون وأتيناهم وهم يُصلُّون) . أخرجه
البخاري (7486) واللفظ له، ومسلم (632)
الثاني: رفعٌ للأعمال كلَّ أسبوعٍ: فقد روى أبو هريرةَِ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-
عن رسولِ اللهِ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
(تُعرَضُ الأعمالُ على اللهِ يومَ الاثنينِ والخميسِ ، فأُحِبُّ أنْ يُعرضَ عملي وأنا صائمٌ)،أخرجه الترمذي (747) باختلاف يسير، وابن ماجه (1740)، وأحمد (8343) بنحوه،
وهذا الحديث يُبيِّن لنا أنّّ أعمال بني آدم من الخير والشَّرِّ والطَّاعة والمعصية، تُعرض عرضًاً أسبوعيًّاً، والنبيُّ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
يودُّ ويرغب أن يُرفَع عملُه وهو على طاعة، فسنَّ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
صيامّ الاثنين والخميس).
الثالث: رفعٌ للأعمال كل عامٍ: في شهر شعبانّ من كلِّ عامٍ؛ كما جاء في الحديث:
(… شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ وأُحِبُّ أنْ يُرفعَ عَمَلي وأنا صائمٌ)
أخرجه النَّسائيُّ (2357) باختلاف يسير، وأحمدُ (21753) مُطوَّلاً.
فشهرُ شعبانَ هو الموسمُ الخِتاميُّ لرفع الأعمال إلى الله، ثمشَ تبدأ صفحةً جديدةً مع الله عزَّ وجلّّ في رمضانَ.
وجاء عن أبي موسى الأشعري-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قال: (يُرفع إليهِ عملُ اللَّيلِ قبل عمل النَّهار، وعمل النَّهار قبلَ عملِ اللّّيلِ)
أخرجه مسلم (179) ، فيُحتَملُ أنه تُعرض عليه تعالى أعمالُ العبادِ كلَّ يومٍ، ثمَّ تُعرَضُ أعمالُ الجمعةِ في يومِ الاثنينِ والخميسِ، ثمَّ أعمالُ السَّنةِ في شعبانَ، كما في رواية النّّسائي، ولكلِّ عرضٍ حِكمةٌ.
أنْ تختمَ السنةَ الإيمانيّّةّ والموسمّ الخِتاميّّ للأعمالِ بالصيامِ، وتبدأّ السنةَ الجديدةَ في رمضانّ بالصيامِ، واللهُ -سبحانه- لا يردُّ أعمالَك بينَ صيامِ النِّهايةِ والبِدايةِ.
لكلٍّ منَّا صحائفٌ تُسجَّلُ فيها الأعمالُ وهي تُرفَعُ في كلِّ عامٍ في شهرِ شعبانَ .
كما أنَّ هناكَ رفعاً أسبوعيَّاً ويوميَّاً ( كما سيأتي).
والسُّؤالُ الذي يُطرحُ الآنَ : كيفَ تحبُّ أن يُرفعَ عملُك؟!
والجوابُ في حديث أسامةَ بنِ زيدٍ
-رَضِيَ اللهُ عَنْهُما-عندما قالَ:يا رسولَ اللَّهِ ! لم أركَ تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟ ! قالَ : ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ.

أخرجه النسائي (2357) باختلاف يسير، وأحمد (21753) مطولاً.
فقد بين نبينُّا -ﷺ- أنَّه يحبُّ أن يكونَ صائمًاً عندما يُرفَعُ عملُه .
والنَّاس - غالباً- يغفُلون عن شهرِ شعبانَ إلا مَن رحمَ اللهُ.
وذلكَ أنَّ اجتهادَهم يكونُ في شهر رجبٍ المشهورِ بينهم عُرفًا وفي رمضانَ المشهورِ شرعاً وهذا جعلَهم يغفُلون عن الطَّاعةِ في شعبانَ كما مرَّ في الحديثِ الشَّريفِ .
وينبغي أنْ تعلمَ أنَّ
رفعَ الأعمالِ لا يقتصرُ على شهرِ شعبانَ؛ وإنَّما هناكَ أربعُ صُورٍ لرفعِ الأعمالِ:
وهي الرَّفعُ اليوميُّ والأسبوعيُّ والسنويُّ والخِتاميُّ، وقد بيَّنها
ابنُ القَيِّمِ -رحمه الله- فقالَ: فإنَّ عملَ العامِ يُرفَعُ في شعبانَ كما أخبرَ به الصادقُ المَصدوقُ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أنَّهُ تُرفعُ فيه الأعمالُ فأحبُّ أن يرفعَ عملي وأنا صائمٌ، ويُعرضُ عملُ الأسبوعِ يومَ الإثنينِ والخميسِ، وعملُ اليومِ يُرفعُ في آخرِه قبلَ اللَّيلِ، وعملُ اللَّيلِ في آخرِه قبلَ النَّهارِ، فهذا الرَّفعُ في اليومِ واللَّيلةِ أخصُّ من الرَّفعِ العامِ، وإذا انقضى الأجلُ رُفِعَ عملُ العُمرِ كلِّه، وطُويَتْ صحيفةُ العملِ."
وقد سُئلَ النبيُّ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
عن سببِ صومِه يَوْميِ الإثنينِ والخميسِ فقالَ : ذانِكَ يومانِ تُعرَضُ فيهما الأَعمالُ على ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُعرَضَ عمَلي وأَنا صائمٌ. [صحيح النَّسائي ].
فاجتهادُ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-لم يقتصرْ على صومُ شعبانَ وحسب ؛ بل كانَ يصومُ الإثنين والخميس .
وكذلك كان يُرغّبُ بأذكارِ الصَّباح والمساءِ ويحثُّ على صلاتَيْ العصرِ والفجرِ حيثُ تجتمعُ الملائكةُ قبل الصُّعودِ بأعمالِ العبادِ.
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
رفعُ الأعمالِ للهِ ربِّ العالمينَ. { مَن كَانَ یُرِیدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ جَمِیعًاۚ (إِلَیۡهِ یَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّیِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّـٰلِحُ یَرۡفَعُهُۥۚ) وَٱلَّذِینَ یَمۡكُرُونَ ٱلسَّیِّـَٔاتِ لَهُمۡ عَذَابࣱ شَدِیدࣱۖ وَمَكۡرُ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ…
عن أبي هريرةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-أنَّ رسولَ اللهِ
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
قال: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ وصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ).
أخرجه البخاري (7486) واللفظ له، ومسلم (632) .
قال الإمام ابن الجزري عن قبر الإمام الشاطبي رضي الله عنهما:

وقبره مشهور معروف يقصد للزيارة، وقد زرته مرات، وعرض علي بعض أصحابي الشاطبية عند قبره، ورأيت بركة الدعاء عند قبره بالإجابة رحمه الله ورضي عنه

غاية النهاية في طبقات القراء (2/ 23)
إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه.

إنّ الأعمال لا تُقْبَل عند الله إلا أنْ تُوافِق الشريعة، وموافقةُ الشَّرع وعدم مُوافَقَته لا يُعرف إلا بالعلم، والعِلمُ لا يُؤخَذُ إلا مِن أفواه العلماء، ولا تكفي مطالعة الكتب بغير تَلَقٍّ مِن أفواه العلماء، بل كثيرٌ من الناس الذين يَضِلُّون سَبَبُه أنهم لا يَتَلَقُّون عِلمَ الدين من أفواه العلماء بل يعتمدون على المطالعة في مُؤلَّفات العلماء، فكيف الذي يطالع في الكتب التي حُشِيَتْ بالأحاديث المكذوبة والأخبار المعلولة والغُلُوّ المذموم والكَذِب على الدين والتجسيم والتشبيه أي تشبيه الله بخلقه والعياذ بالله تعالى.

فقد قال الحافظ الكبير الخطيب البغدادي نقلاً عن بعض المحدِّثين:

(مَن طالَع الكُتُبَ لنفسهِ بدونِ مُعَلِّمٍ يُسمَّى صُحُفِيًّا ولا يُسمى مُحَدِّثَا ومَن قَرأ القُرءآن لِنَفْسه بِدُون مُعَلِّمٍ يُسَمَّى مُصْحَفِيًّا ولا يسمى قارئًا).

و قال الشافعيّ رضي الله عنه:

مَنْ تَفَقّهَ مِن بُطُون الكتُب ضَيّعَ الأحكام.

وكانَ بعضُهم يقول:

مِنْ أَعظَم البَلِيّةِ تَشَيُّخ الصّحَفِيّة ، أي الذينَ تَعلّموا مِن الصُّحُف.

87 مِن تَذكِرة السّامِع والمتكلّم في أدب العَالم والمتعلّم للقَاضِي إبراهيم بن جَماعة المُتوفّى سنة 733 هجرية.

فقد قال أهل العلم:

لا تحسبن بجمع الكتب مثلنا تصير *** فالدجاجة لها ريش لكنها لا تطير

العلم لا يؤخذ من كتاب أو دليل *** انتبه حتى لا تصبح له أسير

خذ العلم من متعلم جليل *** فلن تفيدك الكتب ولو قليل

و إن كان المعنى به كثير *** فالدجاجة لها ريش لكنها لا تطير

إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه.

وكان أبو حيّان الأندلسيّ النَّحْوي كثِيرًا ما ينشد:

يَظُنُّ الغَمْرُ أنَّ الكُتْبَ تَهْـدِي*** أَخـَا فَـهْمٍ لِإدْراكِ العُلُـــومِ

وَمـا يَدْرِي الجَـهُولُ بِأنَّ فِيـها *** غَوامِضَ حَيَّرَتْ عَقْلَ الفَهِيمِ

إِذا رُمْتَ العُلُومَ بِغَيْرِ شَيْــخٍ *** ضَلَلْتَ عَنِ الصِّراطِ المُسْتَقِيمِ

وتَلْتَبِسُ الأمورُ عَلَيْكَ حَتَّـى *** تَصِيرَ أَضَلَّ مِن تُومَا الحَــكِيمِ


* الغُمْر: الجاهل الذي لم يُجَرِّب الأُمور.

* رُمْتَ: طَلَبْتَ.
وتوما هذا كان طبيبا، ولكن تَطَــبُّبُه مِن الكُتُب، وقد وَقَع التَّصحيف في بَعض الكتُب التي عِندَه، فكان يَقْرَأ: (الحيَّةُ السَّوداء شِفاءٌ مِن كُلّ داءٍ). تَصَحَّفَتْ كَلِمَة (حَبّة) إلى (حَيّة) فمَاتَ بِسَبَب تَطَبـُّبِه خَلْقٌ كَثِير.

فلا تكون المعرفة بمطالعة الكتب بل باختيار عارف ثقة أخذ العلم عَمَّن قبله بالسند المتصل فنـتلقى منه العلم الشرعي الصافي الخالي من الأفكار الدسيسة والآراء المنحرفة.

وسبحان الله والحمد لله، والله أعلم.

https://www.tg-me.com/ahlussonna
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
مسألة قول الإمام القرطبي تفسّر على ضوء أشعريته واتباعه للسلف كالطبري وغيره.... ولا يحتاج شرحها من تيمي أو طفلٌ من النابتة لا يفهم العبارة إلا على طريقة الخوارج والمجسمة... وكلام القرطبي رحمه الله نفسه يدل على نفي ما يفهمه المبتدعة حين يحرّفون كلامه ويدّعون…
تحرير مراد الإمام القرطبي في إثبات الجهة
===
هذا سؤال أرسل إلي:
---
أتمنى من فضيلتكم الجواب على كلام القرطبي الذي في تفسيره (7/ 219): (وَقَدْ كَانَ السَّلَفُ الْأَوَّلُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ لَا يَقُولُونَ بِنَفْيِ الْجِهَةِ وَلَا يَنْطِقُونَ بِذَلِكَ، بَلْ نَطَقُوا هُمْ وَالْكَافَّةُ بِإِثْبَاتِهَا لِلَّهِ تَعَالَى كَمَا نَطَقَ كِتَابُهُ وَأَخْبَرَتْ رُسُلُهُ).
---
الجواب عن ذلك:
الحمد لله العلي الكبير، والصلاة والسلام على البشير النذير، وعلى آله الخِيَـرة، وأصحابه البررة، وبعد:
فمقصود الإمام القرطبي لا يخفى على من سلك سبيل الإنصاف، وترك مهاوي الاعتساف، فإنه قطعاً لا يريد (الجهة الحسية) التي يثبتها المجسمة وينفيها أهل السنة، وإنما يريد إثبات العلو والفوقية بالمعنى اللائق بذي الجلال والإكرام، والدليل القاطع على ذلك ما يلي:
أولاً: قوله في نفس الموضع الذي نقلته أنت أخي السائل (كما نطق كتابه وأخبرت رسله)، ومعلوم قطعا أن (الجهة) لم ترد فيما نطق به الكتاب، ولا فيما أخبر به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وإنما ورد في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم إثبات العلو كقوله تعالى في آية الكرسي {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255]، وقوله: {وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج: 62]، وإثبات الفوقية كما في قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18]، وإثبات الاستواء كما في قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54].
وإذا كانت (الجهة الحسية) لم ترد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن الإمام القرطبي يريد بـ (الجهة) العلو، ويكون المعنى أن القرآن أثبت العلو والفوقية، وأن السلف والكافة من بعدهم أثبتوا ما أثبته القرآن والسنة.
ثانياً: إذا ثبتَ أن مقصود الإمام القرطبي بـ (الجهة) هو (العلو والفوقية والاستواء) فإنه يتعين علينا حتى نفهم كلامه أن ننظر في تفسيره لهذه الكلمات، وهذا ما سأورده قريباً.
ثالثاً: لو كان مقصود الإمام القرطبي أن الذي ورد إثباته (1- في كتاب الله و 2- أخبرت به رسل الله و 3- كان السلف ينطقون به و 4- وأثبته كافة العلماء بعدهم) هو (الجهةَ الحسية) فلا يمكن أن يقرر الإمام القرطبي نفي الجهة فإنه يكون -وباعترافه هو- قد خالف الكتاب والسنة والسلف والخلف، وهو قد قرر بالفعل نفي الجهة الحسية.
وبهذه الأمور الثلاثة يتبين قطعاً أن الإمام القرطبي المالكي الأشعري لا يريد إلا إثبات العلو والفوقية والاستواء بالمعاني التنزيهية اللائقة بالله تعالى، ويوضح ذلك أقواله التالية:
1- قوله قبل الموضع الذي نقلته أخي السائل (7/ 219): (والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة، فليس بجهة فوق عندهم، لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز، ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز، والتغير والحدوث. هذا قول المتكلمين). فتراه قد نسب (نفي الجهة) إلى (أكثر المتقدمين والمتأخرين) و (عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين).
2- قوله بعد الموضع المنقول (7/ 220): (قلت: فعلوا الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علو مجده وصفاته وملكوته. أي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد، ولا معه من يكون العلو مشتركا بينه وبينه، لكنه العلي بالإطلاق سبحانه). ففسر العلو – والذي عبر عنه سابقاً بالجهة – بأنه علو المجد والصفات والملكوت، وليس الجهة والتحيز.
3- قال الإمام القرطبي في كتابه (التذكار في أفضل الأذكار) صـ 22 : (وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية "أين الله" قالت: "في السماء" ولم ينكر عليها، وما كان مثله ليس على ظاهره، بل هو مؤول تأويلات صحيحة، قد أبداها كثير من أهل العلم في كتبهم، وقد بسطنا القول في هذا بكتاب "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى" عند قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]).
4- وقال في تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18] (6/ 399): (فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم، أي هم تحت تسخيره لا فوقية مكان).
5- وقال في تفسير آية الكرسي {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255] (3/ 278): (يراد به علو القدر والمنزلة لا علو المكان، لأن الله منزه عن التحيز. وحكى الطبري عن قوم أنهم قالوا: هو العلي عن خلقه بارتفاع مكانه عن أماكن خلقه. قال ابن عطية: وهذا قول جهلة مجسمين، وكان الوجه ألا يحكى).
فلو كان الإمام القرطبي يرى أنَّ (الجهة) أي: (الجهة الحسية) مما نطق به القرآن والرسل والسلف والخلف هل كان سيرفضه، بل ويصف القائل بالجهة والمكان بما نقله عن ابن عطية (جهلة مجسمين).
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
مسألة قول الإمام القرطبي تفسّر على ضوء أشعريته واتباعه للسلف كالطبري وغيره.... ولا يحتاج شرحها من تيمي أو طفلٌ من النابتة لا يفهم العبارة إلا على طريقة الخوارج والمجسمة... وكلام القرطبي رحمه الله نفسه يدل على نفي ما يفهمه المبتدعة حين يحرّفون كلامه ويدّعون…
وبعد هذا لا يبقى أدنى التباس في كلام القرطبي لمن أراد أنْ يفهم، ومن كان مقصوده العناد والجدال فلا علاج له. والله الموفق
كتبه/ الفقير إلى عفو الله
د. سيف علي العصري
20 رمضان 1437هـ
25 يونيو 2016 مـ

القرطبي رحمه الله صرّح في موضع اخر انه لا يقول بهذا القول و لا يختاره فقال :
( أظهر الأقوال ـ وإن كنت لا أقول به ولا أختاره ـ ما تظاهرت عليه الآي والأخبار، والفضلاء والأخيار ، أن الله سبحانه على عرشه كماأخبر في كتابه بلا كيف ، بائن من جميع خلقه ، هذاجملة مذهب السلف الصالح )اهـ
وذكل بعض من تتبع نسخ القرطبي فقال: رأيت في نسخة من القرطبي أنه حكى هذا القول ثم قال: ولستُ أقول به، وهي عبارة ساقطة من بعض نسخ القرطبي المطبوعة.!!
قول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: *يصل ثواب القرآن والاستغفار والذكر إلى الميت بفضل الله تعالى.*

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى:
*«وذهب بعض أهل البدع أنه لا يصل إلى الميت شيء ألبتة، لا دعاء، ولا غيره».*
كتاب الروح (١١٧).
انتفاع الميت بعمل غيره:

قال ابن تيمية رحمه الله:
*«ومن تأمل العلم وجد مِن انتفاع الإنسان بما لم يعمله ما لا يكاد يحصى، فمن أعتقد أن الإنسان لا ينتفع إلا بعمله فقد خرق الإجماع، وذلك باطل».*
نقله عنه العلامة الفقيه الأصولي الإمام القرافي المالكي في كتاب الفروق (٤/ ٣٩٦).
إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه.

إنّ الأعمال لا تُقْبَل عند الله إلا أنْ تُوافِق الشريعة، وموافقةُ الشَّرع وعدم مُوافَقَته لا يُعرف إلا بالعلم، والعِلمُ لا يُؤخَذُ إلا مِن أفواه العلماء، ولا تكفي مطالعة الكتب بغير تَلَقٍّ مِن أفواه العلماء، بل كثيرٌ من الناس الذين يَضِلُّون سَبَبُه أنهم لا يَتَلَقُّون عِلمَ الدين من أفواه العلماء بل يعتمدون على المطالعة في مُؤلَّفات العلماء، فكيف الذي يطالع في الكتب التي حُشِيَتْ بالأحاديث المكذوبة والأخبار المعلولة والغُلُوّ المذموم والكَذِب على الدين والتجسيم والتشبيه أي تشبيه الله بخلقه والعياذ بالله تعالى.

فقد قال الحافظ الكبير الخطيب البغدادي نقلاً عن بعض المحدِّثين:

(مَن طالَع الكُتُبَ لنفسهِ بدونِ مُعَلِّمٍ يُسمَّى صُحُفِيًّا ولا يُسمى مُحَدِّثَا ومَن قَرأ القُرءآن لِنَفْسه بِدُون مُعَلِّمٍ يُسَمَّى مُصْحَفِيًّا ولا يسمى قارئًا).

و قال الشافعيّ رضي الله عنه:

مَنْ تَفَقّهَ مِن بُطُون الكتُب ضَيّعَ الأحكام.

وكانَ بعضُهم يقول:

مِنْ أَعظَم البَلِيّةِ تَشَيُّخ الصّحَفِيّة ، أي الذينَ تَعلّموا مِن الصُّحُف.

87 مِن تَذكِرة السّامِع والمتكلّم في أدب العَالم والمتعلّم للقَاضِي إبراهيم بن جَماعة المُتوفّى سنة 733 هجرية.

فقد قال أهل العلم:

لا تحسبن بجمع الكتب مثلنا تصير *** فالدجاجة لها ريش لكنها لا تطير

العلم لا يؤخذ من كتاب أو دليل *** انتبه حتى لا تصبح له أسير

خذ العلم من متعلم جليل *** فلن تفيدك الكتب ولو قليل

و إن كان المعنى به كثير *** فالدجاجة لها ريش لكنها لا تطير

إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه.

وكان أبو حيّان الأندلسيّ النَّحْوي كثِيرًا ما ينشد:

يَظُنُّ الغَمْرُ أنَّ الكُتْبَ تَهْـدِي*** أَخـَا فَـهْمٍ لِإدْراكِ العُلُـــومِ

وَمـا يَدْرِي الجَـهُولُ بِأنَّ فِيـها *** غَوامِضَ حَيَّرَتْ عَقْلَ الفَهِيمِ

إِذا رُمْتَ العُلُومَ بِغَيْرِ شَيْــخٍ *** ضَلَلْتَ عَنِ الصِّراطِ المُسْتَقِيمِ

وتَلْتَبِسُ الأمورُ عَلَيْكَ حَتَّـى *** تَصِيرَ أَضَلَّ مِن تُومَا الحَــكِيمِ

* الغُمْر: الجاهل الذي لم يُجَرِّب الأُمور.

* رُمْتَ: طَلَبْتَ.
وتوما هذا كان طبيبا، ولكن تَطَــبُّبُه مِن الكُتُب، وقد وَقَع التَّصحيف في بَعض الكتُب التي عِندَه، فكان يَقْرَأ: (الحيَّةُ السَّوداء شِفاءٌ مِن كُلّ داءٍ). تَصَحَّفَتْ كَلِمَة (حَبّة) إلى (حَيّة) فمَاتَ بِسَبَب تَطَبـُّبِه خَلْقٌ كَثِير.

فلا تكون المعرفة بمطالعة الكتب بل باختيار عارف ثقة أخذ العلم عَمَّن قبله بالسند المتصل فنـتلقى منه العلم الشرعي الصافي الخالي من الأفكار الدسيسة والآراء المنحرفة.

وسبحان الله والحمد لله، والله أعلم.
مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي يوضح حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان وبيان فضلها وإحيائها بالعبادة

أوضح مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان وبيان فضلها وإحيائها بالعبادة وجاء نص الفتوي كما يلي:

يجوز الاحتفال بليلة النصف من شعبان، والمعروف بـ«حق الليلة»؛ لأن ذلك من العادات في المجتمع، والأصل في العادات الحل والجواز، كما يجوز تقديم الهدايا في هذه الليلة بقصد إدخال الفرحة والسرور - خصوصا على الأطفال والأقارب والجيران ونوضح الأدلة الشرعية التي تبيح الاحتفال بليلة النصف من شعبان وتثبت استحباب إحيائها بالعبادة فيما يأتي:


أولا: قاعدة الأصل في العادات الإباحة والاحتفال بليلة النصف من شعبان يعتبر من العادات، والأصل فيها الإباحة لأنها من أمور الدنيا، وقد قال النبي ﷺ : «أنتم أعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ».

ثانيا : قاعدة : ما سكت عنه الشرع فهو عفو والاحتفال بليلة النصف من شعبان يدخل ضمن ما سكت عنه الشرع، وقد قال النبي : الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه».

ثالثا: تحقيق مقاصد حسنة من إدخال الفرح والسرور على الأسرة والمجتمع، وتعزيز التواصل بين الأفراد، قال رسول صلى الله عليه وسلم:
أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم".

رابعا: وردت أحاديث، وآثار عن الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وتابعيهم والأئمة بعدهم في تبيين فضل ليلة النصف من شعبان، ومما ورد في ذلك ما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قام رسول الله مِن اللَّيْلِ فَصَلَّى فَأَطَالَ السجودَ حَتَّى ظننت أَنَّهُ قَدْ قُبض، فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِكَ قُمْت حَتَّى حركت إبهامه ..... فَقَالَ " أتدري أي لَيْلَةٍ هَذه؟ " قلت: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " هَذِهِ لَيْلَةُ النصف مِنْ شَعْبَانَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ يَطَّلِعُ عَلَى عِبَادِهِ فِي لَيْلَةِ النصف من شعبان فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ وَيَرْحَمُ الْمُسْتَرْحِمِينَ وَيُؤَخِّرُ أَهْلَ الْحِقْدِ كَمَا هُمْ .

وعن أبي بكر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ : «إذا كان ليلة النصف من شعبان ، ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا ، فيغفر لعباده ، إلا ما كان من مشرك أو مشاحن لأخيه».

خامسا : اختلف التابعون في تخصيص إحيائها بعبادة معينة بين مثبت وناف فذهب جمع منهم إلى الحث على الاجتهاد فيها بصلاة النافلة، وتلاوة القرآن الكريم، والدعاء والذكر، والصلاة والسلام على النبي، وصيام يومها فهو من الأيام البيض.

ومن الآثار التي وردت على استحباب إحيائها بالعبادة ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنه قال: «خَمْسُ لَيَالِ لا يُرَدُّ فِيهِنَّ الدُّعَاءُ: لَيْلَةُ الْجَمْعَةِ. وَأَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَب، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَتا الْعِيدَيْنِ».

وقال الشافعي: بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان ... وأنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي من غير أن يكون فرضا».

وقال الفاكهي: وأهل مكة فيما مضى إلى اليوم إذا كان ليلة النصف من شعبان: خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد فصلوا، وطافوا، وأحيوا ليلتهم حتى الصباح بالقراءة في المسجد الحرام، حتى يختموا القرآن كله، ويصلوا».

وقال ابن الصلاح: «أما ليلة النصف من شعبان فلها فضيلة وإحياؤها بالعبادة مستحب»، وقال ابن رجب: «ينبغي للمؤمن أن يتفرغ في تلك الليلة لذكر الله تعالى ودعائه بغفران الذنوب وستر العيوب وتفريج الكروب وأن يقدم على ذلك التوبة فإن الله تعالى يتوب فيها على من يتوب».

والحاصل أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان جائز لكونه من العادات، وأن فضل هذه الليلة محل اتفاق بين أكثر أهل العلم، ومن أحيا هذه الليلة رجاء الثواب واستناداً للآثار المذكورة فيرجى له القبول، ومن ترك ذلك فلا حرج عليه دون أن يكون ذلك تجريحاً لغيره أو تحريجاً عليهم فيما اختاروا.
والله تعالى أعلم.
والحمد لله رب العالمين.
منقولات مجمّعة حول ليلة النصف من شعبان..
قال تعالى: ﴿حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦) ﴾
(ليلة مباركة﴾ فيها قولان:
١- قال قتادة وابن زيد: هي ليلة القدر،
وقال ابن عباس: يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما هو كائن في السنة من الخير والشر والأرزاق والآجال حتى الحجاج، يقال: يحج فلان ويحج فلان.
٢- وقال آخرون: هي ليلة النصف من شعبان، ومن أشهر مَنْ قال بذلك: التابعي عكرمة مولى ابن عباس.
وقد جاء عن القاسم بن محمد، عن أبيه أو عمه، عن جده، عن رسول الله ﷺ قال: "ينزل الله جل ثناؤه ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لكل نفس إلا إنساناً في قلبه شحناء أو مشركاً بالله".
وقال عكرمة: هي ليلة النصف من شعبان، يبرم فيها أمر السنة وتنسخ الأحياء من الأموات فلا يزاد فيهم أحد ولا ينقص منهم أحد.
وعن عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس، أن رسول الله ﷺ قال: "تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان، حتى إن الرجل لينكح ويولد له ولقد أخرج اسمه في الموتى".
وروى أبو الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الله يقضي الأقضية في ليلة النصف من شعبان، ويسلمها إلى أربابها في ليلة القدر".
لخصها من تفسير البغوي (ت: ٥١٦هـ)

⚘️ عشر فوائد عن ليلة النصف من شعبان..
١- هي ليلة مباركة، وقد ثبت فضلها بما جاء عن النبي ﷺ أنه قال: «يَطَّلِعُ الله عز وجل إلى خلقه لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لعباده: إِلَّا لاثنين: مُشَاحِنٍ، وقاتلِ نفس».
رواه أحمد في مسنده عن عبدالله بن عمرو (٦٦٤٢)
٢- وجاء في رواية أبي ثعلبة، أن النبي ﷺ قال: «يطلع الله على عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه». أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 223: 590)
وجاء في حديث عائشة رضي الله عنها: "...لا أقول ستة نفر: مدمن خمر، ولا عاق لوالديه، ولا مصر على زنا، ولا مصارم، ولا مضرِّب، ولا قتات". أخرجه البيهقي في فضائل الأوقات (27)، والدعوات (531)
ومعنى مصارم: مقاطع ومشاحن.
ولا مضرِّب، أي: في التجارات.
قتات، أي: نمام.
٣- ولعل هذا الفضل الذي جاء فيها: تهيئة لشهر رمضان المبارك.
قال الإمام ابن رجب الحنبلي: "ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن، ليحصل التأهب لتلقي رمضان، وترتاض النفوس على طاعة الرحمن ". لطائف المعارف، (ص: ١٤٩)

٤- وهي من الليالي التي يستجاب فيها الدعاء:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "خمس ليال لا يرد فيهن الدعاء: ليلة الجمعة، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلتي العيدين". شعب الإيمان للبيهقي، وذكره الإمام الشافعي في كتابه الأم (١/٢٦٤) بلاغاً.

٥- وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى ندب إحياء ليلة النصف من شعبان بالدعاء والصلاة والتوجه إلى الله تعالى بالتوبة والاستغفار، وإزالة أسباب القطيعة والخلاف.
ينظر: حاشية ابن عابدين (١/٤٦٢) ومواهب الجليل (١/٧٤) وأسنى المطالب (١/٢٠٨) والإحياء (٣/٤٢٣) والفروع (١/٤٤٠)‏

٦- قال ابن رجب الحنبلي: « فينبغي للمؤمن أن يتفرغ في تلك الليلة لذكر الله تعالى ودعائه بغفران الذنوب، وستر العيوب، وتفريج الكروب، وأن يقدِّم على ذلك التوبة فإنَّ الله تعالى يتوب فيها على من يتوب". لطائف المعارف (ص: ١٣٧)‏
٧- قال ابن تيمية: «ومن هذا الباب: ليلة النصف من شعبان،
فقد رُوي في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها ليلة مفضَّلة، وأنَّ من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها، وصوم شهر شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة..». اقتضاء الصراط المستقيم (١/٣٠٢)‏

٨- وقال الحافظ العراقي: "مزية ليلة نصف شعبان مع أنّ الله ينزل كل ليلة أنه ذكر مع النزول فيها وصف آخر لم يذكر في نزول كل ليلة وهو قوله: "فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب".
وليس ذا في نزول كل ليلة، ولأنّ النزول في كل ليلة مؤقت بشرط الليل أو ثلثه وفيها- أي: في ليلة النصف- من الغروب". فيض القدير ٢/٣١٧
٩- على المسلم أن يبادر إلى أعمال الخير، ويسارع إلى الخيرات، ويترك الكسل، ويبتعد عن الشحناء والجدل لاسيما فيما يتعلق بفضائل هذه الليلة، ويطلب من الله سبحانه العفو والعافية ومغفرة الذنوب، وتفريج هموم المسلمين.
١٠- خمس ملاحظات مهمة حول حديث ليلة النصف من شعبان، وهي:
١- هذا الحديث قد جاء عن تسعة من الصحابة رضي الله عنهم بألفاظ متقاربة، وهم:
1- أبو بكر الصديق، أخرج حديثه البزار في مسنده (2045) والبيهقي في شعب الإيمان (3828، 3829) وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي بكر إلا من هذا الوجه وقد روي عن غير أبي بكر، وأعلى من رواه عن النبيﷺ أبو بكر وإن كان في إسناده شيء فجلالة أبي بكر تحسنه، وعبدالملك بن عبدالملك ليس بمعروف، وقد روى هذا الحديث أهل العلم ونقلوه واحتملوه.."‏
2- عبد الله بن عمرو، روى حديثه أحمد في مسنده (6642)
وقال شعيب الأرنؤوط (١١/٢١٧): "حديث صحيح بشواهده..". ثم ذكرها.‏
3- معاذ بن جبل، أخرج حديثه ابن حبان في صحيحه (5665) وقال المنذري في الترغيب بعد ذكره: "رواه الطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه والبيهقي ورواه ابن ماجه بلفظه من حديث أبي موسى الأشعري والبزار والبيهقي من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه بنحوه بإسناد لا بأس به".‏
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/١٢٦): "رواه الطبراني في الكبير الأوسط ورجالهما ثقات".
4- أبو موسى الأشعري، أخرج حديثه ابن ماجه في سننه (1390)، والبيهقي في شعب الإيمان (3833).
5- علي بن أبي طالب أخرج حديثه ابن ماجه في سننه (1388)، والبيهقي في شعب الإيمان (3542)
6- عائشة، أخرج حديثها الترمذي في سننه (739)، وابن ماجه في سننه (1389) وأحمد في مسنده (6018)، والبيهقي في شعب الإيمان (3543).
وقد نقل الترمذي تضعيفه عن شيخه البخاري، لكنه قال: "وفي الباب عن أبي بكر الصديق".
وقال البيهقي في شعب الإيمان (٣/٣٨٠) "ولهذا الحديث شواهد من حديث عائشة وأبي بكر الصديق وأبي موسى الأشعري، واستثنى في بعضها: "المشرك، والمشاحن".‏
-ونقل الطبراني في كتابه الدعاء (ص: 195) عن عبدالله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول في معنى حديث النبي ﷺ: «إن الله عز وجل يطلع في ليلة النصف من شعبان على عباده فيغفر لأهل الأرض إلا لمشرك أو مشاحن» قال: المشاحن: هم أهل البدع الذين يشاحنون أهل الإسلام ويعادونهم.‏
7- حديث أبي ثعلبة الخشني رواه البيهقي في شعب الإيمان (3831،3832)
8- أبو هريرة، أخرج حديثه البزار في مسنده (2046) .
9- عوف بن مالك، أخرج حديثه البزار في مسنده (2048) .
وبمجوع هذه الشواهد يرتقي الحديث ويقوى ولا ينزل عن الحسن،
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي (٣/٣٦٥): "اعلم أنه قد ورد في فضيلة ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث مجموعها يدل على أن لها أصلاً".‏

٢- دُوِّن هذا الحديث في أكثر من (٣٠) كتاباً من دواوين الحديث النبوي، منها: صحيح ابن خزيمة، وصحيح ابن حبان، ومصنف عبدالرزاق، ومصنف ابن أبي شيبة، وسنن الترمذي وابن ماجه والبيهقي، والسنة لابن أبي عاصم.
ومسند أحمد، وإسحق بن راهويه، والبزار، وأبي يعلى، والحارث، وعبد بن حميد، وغيرهم..‏

٣- وقد عقد المحدثون في مصنفاتهم أبوابا خاصة لإيراد ما جاء في فضل هذه الليلة المباركة:
1- ففي «سنن» الترمذي: باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان.
2- وفي «سنن» ابن ماجه: باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان.
2- وفي «شعب الإيمان» للبيهقي: ما جاء في ليلة النصف من شعبان.
4- وفي «مصنف» ابن أبي شيبة: ما قالوا في ليله النصف من شعبان وما يغفر فيها من الذنوب.
5- وفي «مصنف» عبد الرزاق: باب النصف من شعبان.
6- وفي «شرح السنة» للبغوي: باب في ليلة النصف من شعبان.
7- وفي «صحيح» ابن حبان: ذكر مغفرة الله جل وعلا في ليلة النصف من شعبان لمن شاء من خلقه إلا من أشرك به أو كان بينه وبين أخيه شحناء.
8- وجاء في: «أخبار مكة» للفاكهي (٣/٨٤): "ذكر عمل أهل مكة ليلة النصف من شعبان واجتهادهم فيها لفضلها وأهل مكة فيما مضى إلى اليوم إذا كان ليلة النصف من شعبان، خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد، فصلوا، وطافوا، وأحيوا ليلتهم حتى الصباح بالقراءة في المسجد الحرام، حتى يختموا القرآن كله، ويصلوا".
٤- ستة من كبار علماء الحديث النبوي صحَّحوا إسناد هذا الحديث، أو حسَّنوه، وهم: البزار، وابن خزيمة، وابن حبان، والبيهقي، والمنذري، والهيثمي.
وتابعهم من المعاصرين: المباركفوري، وأحمد شاكر، والألباني، وشعيب الأرناؤوط، وغيرهم..‏
٥- يلاحظ أنَّ من ضعَّفه، فإنما ضعَّفه لبعض أسانيده، ومنهم ابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية، بدليل أنه لم يذكر حديث عبدالله بن عمرو المروي في مسنده.‏

ليلة النصف من شعبان ( تذكير):

اليوم السبت...بعد أذان المغرب ...نكون قد دخلنا في ليلة النصف من شعبان ...

ورد في فضل هذه الليلة المباركة عدة أحاديث وآثار حسنة ....
فيستحسن فيها :
_ إكثار الدعاء
_ إكثار الاستغفار
_ إكثار الذكر
_ إكثار القيام
_ البعد عن مشاغل الدنيا وملهياتها

فطوبى لمن وفقه الله سبحانه لعمل الخير والتقوى فيها
ومن كان وقته لا يسمح ..أو عمله لا يسمح ...أو التزاماته المباحة لا تسمح ...فليخصص وقتاً _ ولو ١٠ دقائق _ للاستغفار والدعاء .
صح عن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في روايات وردت عن أكثر من ٧ من الصحابة أنه قال:
(يطّلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمُشرك أو مُشاحن).

وقد أدركنا مشايخنا يسمونها ( ليلة التجلّي الأعظم)
يقول العلامة الآلوسي المفسر الحنفي ما نصه : ( ذكر الشعراني في "الدرر المنثورة" أن مذهب السلف أسلم وأحكم ، إذ المؤوِّل انتقل عن شرح الاستواء الجسماني على العرش المكاني بالتنزيه عنه إلى التشبيه السلطاني الحادث وهو الاستيلاء على المكان ، فهو انتقال عن التشبيه بمحدث إلى التشبيه بمحدث آخر ، فما بلغ عقله في التنزيه مبلغ الشرع فيه في قوله تعالى: ﴿لَیۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَیۡءࣱۖ﴾ ... ونهاية الأمر يحتاج إلى القول بأن المراد : "استيلاء يليق بشأن الرحمن جل شأنه" ، فليقل من أول الأمر قبل تحمل مؤنة هذا التأويل : "استواء يليق بشأن من عز شأنه وتعالى عن إدراك العقول سلطانه" ، وهذا أليق بالأدب وأوفق بكمال العبودية ، وعليه درج صدر الأمة وساداتها ، وإياها اختار أئمة الفقهاء وقاداتها، وإليها دعا أئمة الحديث في القديم والحديث ... نعم ذهبت شرذمة قليلة من السلف إلى إبقاء نحو المذكورات على ظواهرها، إلا أنهم ينفون لوازمها المنقدحة للذهن الموجبة لنسبة النقص إليه عز شأنه ، ويقولون: "إنما هي لوازم لا يصح انفكاكها عن ملزوماتها في صفاتنا الحادثة، وأما في صفات من ليس كمثله شيء فليست بلوازم في الحقيقة" ، وقريب من هذا القول ما يصرح به كلام كثير من ساداتنا الصوفية ، فإنهم قالوا : "إن هذه المتشابهات تجرى على ظواهرها ، مع القول بالتنزيه الدال عليه قوله تعالى: ﴿لَیۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَیۡءࣱۖ﴾ ) ا.هـ
(ولا شك أن التصوف والطرق كانت من اكبر العوامل في نشر الإسلام في كثير من البلدان وإيصاله إلى جهات نائية ما كان ليصل إليها إلا على يد هؤلاء الدعاة، كما حدث ويحدث في” بلدان أفريقيا وصحاريها ووسطها، وفي كثير من جهات آسيا كذلك)).

===
حسن البنا
الامام أبو بكر بن فُورَك
(ضبطها ابن خلكان والسيوطي وابن العماد وغيرهم بضم الفاء وسكون الواو وفتح الراء، أما الزبيدي فقد ضبطها بضم الفاء وفتحها)
🔸 هو الإمام المتكلم المفسر الفقيه الأصولي النحوي الأديب أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك الأنصاري الأصبهاني الشافعي الأشعري
🔸 له ما يقرب من المائة مؤلف في أصول الدين وأصول الفقه ومعاني القرآن وعلم الحديث
🔸 اعتبره ابن الأثير من المجددين في الإسلام.
🔸🔸🔸🔸
إن نصرة الإمام أبو بكر بن فورك للحق وشدته في النكير على أهل الضلال ولا سيما فرقة الكراميةالمبتدعة ( وهم فرقة من الفرق الضالة ومعدودة من المشبهة والمجسمة ) قد دفع بهؤلاء إلى الافتراء عليه عند السلطان محمود بن سُبُكْتِكِيْن فادعوا أنه أنكر رسالة النبي محمد ﷺ بعد موته، فعظم الأمر عند السلطان فأمر بإحضاره وقال: «إن صح هذا منه لأقتلنه». ولما حضر الإمام بين يديه ظهر كذب المفترين عليه وأن الإمام لا يقول إلا مقولة أهل السنة الأشاعرة، فأمر السلطان عندئذ بإعزازه وإكرامه وإرجاعه إلى وطنه معززًا. ولما أيست الكراميةالمبتدعة (وهم فرقة من الفرق الضالة ومعدودة من المشبهة والمجسمة) منه وعلمت أن الوشاية به لم تتم، وأن مكايدها وحيلها لن تؤت نتيجة، سعت إلى قتله فدفعت إليه من دس له السم فمات على أثره.
#رواية_الحديث_الضعيف_والعمل_به_في_فضائل_الأعمال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
العمل بالحديث في فضائل الأعمال وفي الترغيب والترهيب والمناقب أمر متفق عليه بين علماء المسلمين ولا خلاف فيه وإنما الممنوع هو الأخذ بها في العقائد وأما الأحكام الفقهية فأمر مختلف فيه .
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه شرح علل الترمذي م1 ص 72 طبعة دار الفلاح : قد رخَّص كثير من الأئمة في رواية أحاديث الرقاق ونحوها عن الضعفاء ، منهم ابن مهدي ، وأحمد بن حنبل ، وقال الثوري : لا تأخذوا هذا العلم في الحلال والحرام إلا من الرؤساء المشهورين بالعلم الذين يعرفون الزيادة والنقصان ، ولا بأس بما سوى ذلك من المشايخ ، وروى ابن المبارك عن رجل فقيل له : إنه ضعيف فقال : يحتمل أن يروي عنه هذا القدر – يعني الأدب والمواعظ والرقاق ، وقال ابن معين في موسى بن عبيدة وكان ضعيفا : يكتب من حديثه الرقاق ، ...ثم قال ابن رجب رحمه الله : وإنما يروي في الترغيب والترهيب ، والزهد ، والآداب أحاديث أهل الغفلة الذين لا يتهمون بالكذب ، فأما أهل التهمة فيطرح حديثهم ، كذا ذكره ابن أبي حاتم وغيره .انتهى بحروفه
وقال الإمام النووي في المجموع: قدمنا اتفاق العلماء على العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال دون الحلال والحرام. ا.هـ
ـ وقال الشيخ ابن مفلح الحنبلي في الآداب الشرعية: والذي قطع به غير واحد ممن صنف في علوم الحديث حكاية عن العلماء أنه يعمل بالحديث الضعيف في ما ليس فيه تحليل ولا تحريم كالفضائل، وعن الإمام أحمد ما يوافق هذا. ا.هـ
وقال الشيخ محمد الحطاب المالكي في مواهب الجليل في شرح مختصر خليل : اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال. ا.هـ
وقال الشيخ شهاب الدين الرملي الشافعي في فتاويه مجيباً على فتوى وجهت إليه بشأن العمل بالحديث الضعيف وهل يثبت به حكم، فقال: حكى النووي في عدة من تصانيفه إجماع أهل الحديث على العمل بالحديث الضعيف في الفضائل ونحوها ، وقال ابن عبد البر أحاديث الفضائل لا يحتاج فيها إلى من يحتج به، وقال الحاكم: سمعت أبا زكريا العنبري يقول الخبر إذا ورد لم يحرم حلالا ولم يحلل حراماً ولم يوجب حكماً، وكان فيه ترغيب أو ترهيب، أغمض عنه وتسهل في روايته ...إلخ .انتهى
وقال الحافظ العراقي في شرحه على ألفية الحديث التبصرة والتذكرة 1/ ص291 طبعة دار الكتب العلمية (( تقدم أنه لا يجوز ذكر الموضوع إلا مع البيان، في أي نوع كان ،وأما غير الموضوع، فجوَّزوا التساهل في إسناده وروايته من غير بيان لضعفه ،إذا كان في غير الأحكام والعقائد بل في الترغيب والترهيب من المواعظ والقصص وفضائل الأعمال ونحوهما، أما إذا كان في الأحكام الشرعية من الحلال والحرام وغيرهما، أو في العقائد كصفات الله تعالى، وما يجوز ويستحيل عليه ونحو ذلك، فلم يروا التساهل في ذلك، وممن نص على ذلك من الأئمة ،عبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وعبد الله بن المبارك وغيرهم، وقد عقد ابن عدي في مقدمة " الكامل " والخطيب في " الكفاية " بابا لذلك )) .انتهى .
وجاء في كتاب ظفر الأماني في مختصر الجرجاني للإمام أبي الحسنات اللكنوي ص 210 طبعة الجامعة الإسلامية – الهند ، قال السيد الشريف الجرجاني في مختصره : (( ويجوز عند العلماء التساهل في أسانيد الضعيف دون الموضوع من غير بيان ضعفه في المواعظ والقصص وفضائل الأعمال )) .
وعلق الإمام اللكنوي قائلاً : ومن ثم ترى أرباب السير يدرجون الأحاديث الضعيفة في تصانيفهم من غير تصريح بضعفها ، قال العلامة نور الدين حلبي الشافعي في ديباجة سيرته المسمى إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون : لا يخفى أن السير تجمع الصحيح والسقيم والضعيف والمرسل والمنقطع والمعضل والمنكر دون الموضوع .انتهى .
وبهذا تعلم غلط من قال أن العمل بالحديث الضعيف بدعة والحقيقة أن القول بأنه بدعة كلام مخالف لما قرره أئمة الحديث والفقه والتفسير رحمهم الله تعالى. وهذا القول جر أحد المعاصرين إلى تقسيم كتب أئمة المحدثين إلى قسمين ثم حرم العمل بالقسم الذي ضعفه هو ؛فصارت كتب المحدثين مهجورة بسبب هذا الرأي وانتشر التشدد والتبديع كما تراه في زماننا .
وفي الختام أنصح المسلمين بكتاب الترغيب والترهيب للمحدث المنذري رحمه الله تعالى اي نفس كتاب الحافظ المنذري وليس الكتاب الذي حذف منه أحد المعاصرين الأحاديث التي حكم عليها بالضعف، بل كتاب المنذري نفسه فقد كتبه ليعمل به المسلمون ووضع فيه الأحاديث التي يصح العمل بها عند أئمة أهل السنة ،ولا تضيع العمر بنهي المسلمين عن سنن سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام وأنت لا تدري . والله الموفق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
الكفر:

كَفر بالله يَكفُرُ كُفرًا وكُفرانًا، وكَفَر النعمة وبالنعمة: جحدها، وكَفَر بالصانع: نفاه وعطل، وهو كافِرٌ وكفَرةٌ وكُفّارٌ وكافرون، والأنثى كافَرِةٌ وكافرِاتٌ وكوافِرُ، وكفَرتُهُ كَفرًا: سترته، وهو أصل الباب، ويقال للفلاح: كافرٌ؛ لأنّه يَكفُرُ البذر، أي: يستره، كَفّرَهُ بالتشديد: نسبه إلى الكفر، أو قال له: كفرتَ، وكفّرَ الله عنه الذنب: محاه، ومنه الكفّارَةُ؛ لأنّها تكفِّر الذنب وكفّرَ عن يمينه: إذا فعل الكفّارة، والكفر شرعًا: تكذيب النبيّ ﷺ بما جاء به ممّا هو معلوم مِن الدين بالضرورة، وهو ضدّ الإيمان.
والكفر أنواع:

١: كُفرُ الإنكار: وهو أن يكفّر بقلبه ولسانه فلا يعتقد الحقّ ولا يقرُّ به.
٢: كُفرُ العناد: وهو أن يؤمن بما جاء به النبيّ ﷺ بقلبه وينكره بلسانه.
٣: كُفرُ النفاق: وهو ألا يعتقد بقلبه بما جاء به النبيّ ﷺ، ولكنّه يقرُّ به بلسانه.
٤: كُفرُ ملّة: وهو أن يأتي بما يخرجه عن الإسلام مِن قولٍ أو فعلٍ أو اعتقادٍ.
٥: كُفرُ عمل: وهو ارتكاب المؤمن المعاصي التي لا تخرجه عن الإيمان، انظر: ["المغرب في ترتيب المعرب" لناصر بن عبد السيد الخوارزمي المطرزي، مادة (ك ف ر)، ٢/٢٢٣-٢٢٤، و"المصباح المنير في غريب الشرح الكبير" للحموي، مادة (ك ف ر)، ٢/٥٣٥، و"معجم لغة الفقهاء"، ص: ٣٨٣، و"الفقه الأكبر" للإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت، أفضل الفقه وتعريف الإيمان وأركانه، ص: ٨٢، و"الأشباه والنظائر" لابن نجيم، الفن الثاني، فن الفوائد، كتاب السير، باب الردة، ص: ١٩٠].
2025/07/08 20:26:42
Back to Top
HTML Embed Code: