Telegram Web Link
من الكشف الذي يُلهمه الأولياء

*ابن سمعون الواعظ رحمه الله*

هو محمد بن أحمد بن إسماعيل أبو الحسين بن سمعون الواعظ أحد الصلحاء والعلماء ، وكان يقال له : *الناطق بالحكمة*.

روى عن أبي بكر بن أبي داود  وطبقته، وكان له يد طولى في الوعظ والتدقيق في المعاملات ، وكانت له كرامات ومكاشفات:
▪️ *كان يومًا يعظ الناس على المنبر، وتحته أبو الفتح بن القواس رحمهما الله، وكان من الصالحين المشهورين، فنعس ابن القواس، فأمسك ابن سمعون عن الوعظ حتى استيقظ*
*فحين استيقظ قال ابن سمعون : رأيتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامك هذا ؟*
*قال : نعم*.
*قال : فلهذا أمسكت عن الوعظ حتى لا أزعجك عما كنت فيه.*

(البداية والنهاية ٣٤٧/٦)
#الأشاعرة_هم_أهل_السنة_والجماعة:

قصّة الحافظ الدارقطني وأبي ذر الهروي ( صاحب أصحّ رواية للبخاري ) مع #إمام الأشاعرة الإمام أبي بكر الباقلاني رحمهم الله تعالى ورضي عنهم :

في ترجمة الحافظ أبي ذرّ الهروي :
(قال أبو الوليد الباجي في كتاب "اختصار فرق الفقهاء" من تأليفه، في ذكر القاضي ابن الباقلاني: لقد أخبرني الشيخ أبو ذرّ وكان يميل إلى مذهبه – يعني الأشعرية -، فسألته: من أين لك هذا؟! قال: إني كنت ماشيا ببغداد مع الحافظ الدارقطني، فلقينا أبا بكر بن الطيب - يعني الباقلاني - فالتزمه الشيخ أبو الحسن، وقبَّلَ وجهه وعينيه، فلما فارقناه، قلت له: من هذا الذي صنعت به ما لم أعتقد أنك تصنعه وأنت إمام وقتك؟!!
فقال أي _الدارقطني_: ((#هذا إمام المسلمين، والذابُّ عن الدين، هذا القاضي أبو بكر محمد بن الطيب!!.))
قال أبو ذر الهروي: فمن ذلك الوقت تكررت إليه – أي الباقلاني - مع أبي، كلُّ بلدٍ دخلته من بلاد خراسان وغيرها لا يُشار فيها إلى أحدٍ من أهل السنة إلا من كان على #مذهبه وطريقه))
ثم قال الذهبيّ تعليقا على هذه الحكاية:
(هو – أي الباقلاني - الذي كان ببغداد يناظر عن السنة وطريقة الحديث بالجدل والبرهان، وبالحضرة رؤوس المعتزلة والرافضة والقدرية وألوان البدع، ولهم دولة وظهور بالدولة البويهية، وكان يردُّ على الكرامية، وينصر الحنابلةَ عليهم، وبينه وبين أهل الحديث عامرٌ، وإن كانوا قد يختلفون في مسائل دقيقة، فلهذا عامله الدارقطني بالاحترام) انتهى.

(سير أعلام النبلاء) للحافظ الذهبيّ: 17/558
هذا الاستشهاد على من يعتمد على ابن تيمية ففي كتابه مجموع الفتاوى، ينقل ابن تيمية:
*وأما لعن اﻷئمة اﻷشعرية فمن لعنهم عزر وعادت اللعنة عليه*
ثم يقول: *واﻷشعرية أنصار أصول الدين*
وأصول الدين هي العقيدة والأشاعرة هم الناصرون لهذا الدين
#البدعة_المحمودة
قال الإمام العلامة أحمد بن عرفة الدسوقي المالكي (ت:1230هـ): ((وَأَمَّا الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ- بَعْدَ الْأَذَانِ: فَبِدْعَةٌ حَسَنَةٌ أَوَّلُ حُدُوثِهَا زَمَنَ النَّاصِرِ صَلَاحِ الدِّينِ يُوسُفَ بْنِ أَيُّوبَ...وَكَانَتْ أَوَّلًا تُزَادُ بَعْدَ أَذَانِ الْعِشَاءِ لَيْلَةَ الِاثْنَيْنِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَقَطْ ثُمَّ...زِيدَتْ عَقِبَ كُلِّ أَذَانٍ إلَّا الْمَغْرِبَ. كَمَا أَنَّ مَا يُفْعَلُ لَيْلًا مِنْ الِاسْتِغْفَارَاتِ وَالتَّسَابِيحِ وَالتَّوَسُّلَاتِ فَهُوَ: بِدْعَةٌ حَسَنَةٌ كَذَا ذَكَرَ بَعْضُهُمْ، وَاَلَّذِي ذَكَرَهُ الْعَلَّامَةُ الشَّيْخُ أَحْمَدُ الْبِشْبِيشِيُّ فِي رِسَالَتِهِ الْمُسَمَّاةِ بِـ: "التُّحْفَةِ السَّنِيَّةِ فِي أَجْوِبَةِ الْأَسْئِلَةِ الْمَرْضِيَّةِ" أَنَّ أَوَّلَ مَا زِيدَتْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ- بَعْدَ كُلِّ أَذَانٍ عَلَى الْمَنَارَةِ زَمَنَ السُّلْطَانِ الْمَنْصُورِ حَاجِّيُّ بْنُ الْأَشْرَفِ شَعْبَانُ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ النَّاصِرِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَنْصُورِ قَلَاوُونَ وَذَلِكَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إحْدَى وَتِسْعِينَ وَسَبْعِمِائَةٍ، وَكَانَ قَدْ حَدَثَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي أَيَّامِ السُّلْطَانِ يُوسُفَ صَلَاحِ الدِّينِ بْنِ أَيُّوبَ أَنْ يُقَالَ قَبْلَ أَذَانِ الْفَجْرِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ بِمِصْرَ وَالشَّامِ: "السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ"، وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ إلَى سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَسَبْعِمِائَةٍ فَزِيدَ فِيهِ بِأَمْرِ الْمُحْتَسِبِ صَلَاحِ الدِّينِ الْبُرُلُّسِيُّ أَنْ يُقَالَ: "الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ" ثُمَّ جُعِلَ ذَلِكَ عَقِبَ كُلِّ أَذَانٍ سَنَةَ إحْدَى وَتِسْعِينَ وَسَبْعِمِائَةٍ))(1).
___________________
(1) حاشية الدسوقي على الشرح الكبير (193/1).
ومن غرائب الوهابية عموماً:
• أن قولك "نفعني الدواء": حلال في حلال كشرب الماء الزلال، ولكن قولك: "نفعني الولي الصالح" شرك وضلال ما بعده ضلال!!!. فأيهما أحق بالانكار -وفق فهم القوم المنكوس!- إضافة النفع للموات من الجمادات أو إضافته إلى الحي من أرواح الأولياء؟!!!.
• أنهم يدركون جيدا الفارق بين "الذبح لله" و"الذبح للضيف"، ولكن إذا تعلق الأمر بـ: "الذبح للولي الصالح" تراهم يتَشَنَّجون ويتَبَلَّدون ويتَحَجَّرون!.
- هل الجنة خُدعة ؟!

يتساءل: " هل يمكن اعتبار الجنة مجرد وسيلة نفسية ذكية، استعملها النبي عليه السلام لحضّ المؤمنين على بذل أنفسهم في سبيل الدعوة “؟!

لو ثبت أن الجنة في واقعها كذلك، لثبت أن محمداً (حاشاه) غير صادق ويضحك على الناس
خلال تاريخ البشرية، ولثبت أن أصحابه الذين اتبعوه ثم حطموا امبراطوريتي الفرس والرومان وساقوا الدنيا وراءهم، أشد الناس غباء وبلاهة.

إن الذي يدرس ظاهرة الوحي في حياة محمد عليه الصلاة والسلام بدقة وأناة، انطلاقاً من الوثيقة التاريخية (وثيقة الوحي) التي هي محل اتفاق الباحثين جميعهم مسلمين وغير مسلمين، عرباً وأجانب، لا يشك في إنها استقبال منه صلى الله عليه وسلم لحقيقة مستقلة خارجة عن كيانه ليس له اختيار في جلبها إليه ولا في ردّها عنه.

إن الذي يتابع فيدرس حياة محمد عليه الصلاة والسلام من مبدئها إلى منتهاها بتجرد وموضوعية من مصادرها الأصلية، لا يرتاب في أنه كان مثال الخلق الإنساني الرفيع، والصدق في المعاملة، والأمانة فيما يُعهد إليه.. ولا يخفى على أحد أنه لُقِّبَ في قومه بالأمين.

أيُعقل أن يكون هذا الرجل صادقاً مع الناس طوال شبابه، مثال الأمانة فيما بينهم، حتى إذا وخط الشيب في فوديه، تحوّل إلى أفّاك على الله كاذب على الناس ؟!..

إن الذي يتأمل في القرآن الذي أعلن محمد صلى الله عليه وسلم في كل مناسبة أنه كلام الله عز وجل، يُدرك بيقين جازم أن القرآن لا يمكن أن يكون كلام محمد إلا إن أمكن أن يكون هذا الاسم عنواناً على شخصيتين مزدوجتين، بل متناقضتين أحياناً، تلاقتا في كيان إنسان واحد.

ذلك لأن بين كلام رسول الله الذي يصوغه من عنده وبين صياغة القرآن فارقاً كلياً كبيراً في الأسلوب، وهو بذاته الفرق الذي تراه بين القرآن وأي كلام عربي آخر، مهما كان سامياً وبليغاً.

ثم إن القرآن يُخاطب النبي في كثير من الأحيان ناصحاً وربما معاتباً ومؤنباً! ... وربما ردّه عن بعض الآراء التي أبداها عن نظر واجتهاد، وخطأه فيها وحوله عنها إلى البديل الأصلح.. والقرآن مليء بآيات من هذا القبيل.

ونظراً إلى أن القرآن هو الذي وعد الصالحين من عباد الله بالجنة، وإنما كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك تأكيداً لخبر القرآن ووعده – إذن فالوعد بالجنة صادر عن الله عز وجل ومحمد صلى الله عليه وسلم مجرد مؤتمن على نقل هذا الوعد وتأكيده.

ألم تقرأ قول الله عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا).

والذي أخبر عن الجنة ووعد بها، هو الذي عرّف بها، وأكّد أنها عالم مادي محسوس يستقبل أناسيّ صيغ كل منهم من الجسد والروح، كما أنه أكد الصفة ذاتها للجحيم أو لجنهم التي توعّد بها أصنافاً آخرين من عباده.

انظر إلى هذا الوصف للجنة في الآيات التالية:
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ ( 8 ) لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)) الغاشية.
ثم انظر إلى وصف جهنم وعذابها:
(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ (3) تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ (6) لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ (7)) الغاشية.

فنحن من حديث القرآن عن كل من الجنة والجحيم، أمام وصف قاطع دقيق يرفض أي تصور لوهميتهما أو محدوديتهما ضمن نطاق المعنويات النفسية المجردة.

ثم نجد أنفسنا بعد ذلك أمام ادعاء بعض المستشرقين، يتلخص في أن محمداً استطاع بذكائه أن يشد آمال العرب إليه، عندما منّاهم ووعدهم بأعزّ ما يحلمون به ويطمحون إليه مما حرموا منه، في أكثر بقاعهم التي كانوا يعيشون فيها، ألا وهي الجنان الوارقة الخضراء، والمياه الكثيرة المتدفقة.

فحديث القرآن المتكرر عن الجنة التي تجري من تحتها الأنهار، إنما يناسب حال فئة من الناس بخصوصها، في فترة من الزمن محددة؛ أي فجدير بالإنسان اليوم أن لا يُقيم وزناً لهذا " الفردوس " الذي تجاوزه الإنسان، و هو لا يزال في الدنيا، إلى ما هو أسمى منه و أمتع! ..

إن كلمة الجنة، وإن كانت في اللغة تعني الأرض التي نمت فوقها أشجار متقاربة كثيفة، تجنّ الداخلين إليها وتسترهم عن الأنظار، إلا أنها في المصطلح القرآني، اسم لعالَم لا يعلم مدى اتساعه إلا الله عز وجل، توافرت فيه سائر مظاهر النعيم وأسباب المتعة، على اختلافها في النوع، وتطورها خلال العصور.. ولا شك أن الجنان الوارفة والمياه المتدفقة جزء أساسي منه، فالكلمة (الجنة) من قبيل إطلاق الجزء وإرادة الكل. وهو استعمال مألوف في اللغة العربية.
يقول القرآن في وصف الجنة وبيان مضمونها:
(يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ ۖ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ۖ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71)) الزخرف.
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم شارحاً ومؤكداً:
" ... فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر “.

ولكن فلنتساءل مع ذلك: لماذا جعل القرآن من الجنان الخضراء والأنهر المتدفقة رمزاً لهذا العالم الذي حشر فيه كل أنواع النعيم؟ أي لماذا لم يختر أي نعيم آخر أكثر أهمية، ليجعل منه رمز هذا العالم واسمه؟

والجواب أنك إن تأملت في مظاهر النعيم المختلفة، رأيتها جميعاً خاضعة للتطور والتبدل خلال الأحقاب والعصور، إلا نوعاً معيناً منها، فهو يمتد كالعمود الفقري مستمراً ثابتاً، لا تملّه النفوس ولا تتجاوزه الحضارات والمدنيات، ولا يتسرب إلى جوهره أي تطور أو تغير. ألا وهو خضرة الأشجار والرياحين، وفوح الأزهار والورود، ومنظر المياه الجارية المتدفقة أمام الأبصار.

فاختيار البيان الإلهي لهذا القاسم المشترك الذي يشكل العمود الفقري المستمر في حياة الأمم والشعوب، ليكون الرمز أو الاسم المنتخب لذلك الفردوس الذي وعد الله به عباده الصالحين، يتجلى فيه منتهى الحكمة والدقة في البيان؟

#هذه_مشكلاتهم - د. #محمد_سعيد_رمضان_البوطي
( بتصرف )
إتركوا الفقه للفقهاء ، فليس كل من حفظ حديثا صار مفتيا !!!

قال الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه: "وقفت امرأة على مجلس فيه يحيى بن معين , وأبوخيثمة , وخلف بن سالم , في جماعة يتذاكرون الحديث , فسمعتهم يقولون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , ورواه فلان , وما حدث به غير فلان , فسألتهم عن الحائض تغسل الموتى وكانت غاسلة؟ فلم يجبها أحد منهم وجعل بعضهم ينظر إلى بعض , فأقبل أبو ثور , فقالوا لها: عليك بالمقبل , فالتفتت إليه وقد دنا منها , فسألته؟ فقال: " نعم , تغسل الميت , لحديث القاسم , عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: أما إن حيضتك ليست في يدك ولقولها: كنت أفرق رأس النبي صلى الله عليه وسلم بالماء , وأنا حائض " قال أبو ثور: «فإذا فرقت رأس الحي فالميت أولى به» -

- فقالوا: نعم , رواه فلان , وحدثناه فلان , ويعرفونه من طريق كذا وخاضوا في الطرق , فقالت المرأة: فأين كنتم؟

منقوول......
سبق في قناتنا مرارا ما نقلناه وقاله الإمام النووي - رحمه الله - مثبتاً التأويل للسلف الصالح كما (شرح مسلم 6 / 36) ما نصه:
(هذا الحديث من أحاديث الصفات وفيه مذهبان مشهوران للعلماء.... ومختصرهما أن أحدهما وهو مذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين... والثاني مذهب المتكلمين وجماعات من السلف وهو محكي عن مالك والأوزاعي أنها تتأولّ على ما يليق بها بحسب مواطنها) اهـ.
وقال الإمام الزركشي - رحمه الله تعالى - في النصوص المتشابهة (البرهان في علوم القرآن 2 /207):
(اختلف الناس في الوارد منها في الآيات والأحاديث على ثلاث فرق:
أحدها: أنه لا مدخل للتأويل فيها، بل تجري على ظاهرها ولا تؤول... وهم المشبهة.
والثاني: أن لها تأويلاً ولكنّا نمسك عنه مع تنزيه اعتقادنا عن التشبيه والتعطيل، ونقول لا يعلمه إلا الله. وهو قول السلف.
والثالث: أنها مؤوّلة، وأولوها على ما يليق به.
والأول باطل، والأخيران منقولان عن الصحابة... وممن نُقٍل عنه التأويل عليّ وابن مسعود وابن عباس وغيرهم) اهـ.
وقال العلامة الشوكاني - رحمه الله تعالى - (إرشاد الفحول ص / 176):
(الفصل الثاني: فيما يدخله التأويل، وهو قسمان، أحدهما أغلب الفروع، ولا خلاف في ذلك، والثاني: الأصول كالعقائد وأصول الديانات وصفات الباري عزّ وجلّ.
وقد اختلفوا في هذا القسم على ثلاثة مذاهب ).
ونقل المذاهب الثلاثة التي ذكرها الزركشي ثم قال:
(قال ابن برهان: الأول من هذه المذاهب باطل، والآخران منقولان عن الصحابة، ونُقِلَ هذا المذهب الثالث عن عليّ وابن مسعود وابن عباس وأم سلمة) اهـ.
ويؤيد هذا أيضاً ما نقله العلماء عن بعض أئمة السلف من التأويلات لبعض نصوص المتشابه، نذكر منها على سبيل الإجمال:
تأويل ابن عباس رضي الله عنهما للفظ الساق بشدة الأمر، وكذلك مجاهد وعكرمة والضحاك وقتادة وسعيد بن جبير وغيرهم. (الطبري 29 / 38، القرطبي 18 / 249)
وتأويلهم للفظ الوجه في قوله تعالى ( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله ) .
قال مجاهد: قبلة الله. (الطبري 1 / 402).
وقوله تعالى ( كلّ شئٍ هالكٌ إلا وجهه ) قال مجاهد وأبو عبيدة والضحاك: إلا هو. (القرطبي 13 / 322، الطبري 20 / 82، دفع شبه التشبيه ص / 113).
وقال أبو العالية وسفيان: إلا ما أريد به وجهه. وقال الصادق: دينه. وقال أبو عبيدة أيضاً: إلا جاهه. (القرطبي 13 / 322). وتأويل ابن جرير الطبري للاستواء بالعلو والسلطان (في تفسيره 1/192) ويروى شيء قريب من هذا عن الحسن والثوري. (مرقاة المفاتيح 2/ 137، وتفسير العز بن عبد السلام 1 / 485 - 486).
وتأويل أحمد لقوله تعالى ( وجاء ربك ) قال: جاء ثوابه. (ذكره ابن كثير من رواية البيهقي ثم نقل قول البيهقي: وهذا إسناد لا غبار عليه. البداية والنهاية 10 / 327)، وهو مروي عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما. (تفسير النسفي 4 / 378، في هامش تفسير الخازن).
وتأويل البخاري للضحك بالرحمة. (الأسماء والصفات للبيهقي ص / 470) وتأويله لقوله تعالى ( كلّ شئٍ هالكٌ إلا وجهه ) قال: إلا ملكه. (الفتح 8 / 364).
وغير ذلك مما سيأتي بيانه وتفصيله في مبحث تأويلات السلف الصالح، وهي كثيرة جداً تزخر بها كتب التفسير والحديث وغيرها. وهو أمر ثابت لا سبيل إلى جحده، ولن يتأتى لمكابر إنكاره.
▪️إن التعطيل كما هو واضح من تعريفه نفي صفات الباري سبحانه، والأشاعرة لم ينفوا صفة لله تعالى ثبتت بطريق صحيح، ومؤلفاتهم تشهد بهذا، غاية ما فعلوه أنهم حملوا هذه النصوص التي تقتضي ظواهرها وحقائقها تشبيه الله تعالى بخلقه على وجه تعرفه العرب لا ينافي تنزيه الله تعالى، وفرق كبير بين نفي ما أثبته الله تعالى كما فعل الجهمية، وبين إثباته ثم حمله على معنى لائق بالله تعالى مشهور في اللسان العربي بعد أن استحال الظاهر.
هذا مستوى فهم المحدثين عند الوهابية للقرآن والفقه فلا غرابة بفقه العقيدة الخاص التي خرّج التكفير والتفجير
الشريف حاتم العوني
2025/07/13 15:45:25
Back to Top
HTML Embed Code: