Telegram Web Link
٤/٦ ميزة شهر رمضان
وفضائل الصيام وفوائده وآدابه

🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله:

«فوائد الصيام
أمَّا فوائدُ الصومِ فعظيمةُ الآثارِ في تطهيرِ النفوس، وتهذيبِ الأخلاق، وتصحيحِ الأبدان، فمنها:

– أنه يُعوِّدُ النفسَ على الصبر والتحمُّلِ على تَرْكِ مألوفِه، ومُفارَقةِ شهواته عن طواعيةٍ واختيارٍ، بحيث يَكْبَحُ جِمَاحَ شَهْوَتِهِ، وَيَغْلِبُ نَفْسَه الأمَّارَةَ بالسُّوء؛ فيَحْبِسُها عن الشهوات لتَسْعَدَ لطَلَبِ ما فيه غايةُ سعادتها وقَبولِ ما تَزْكُو به ممَّا فيه حياتُها الأبدية؛ فيُضيِّقُ مَجاريَ الشيطانِ بتضييقِ مَجاري الطعام والشراب، ويُذكِّرُ نَفْسَه بما عليه أحوالُ الجائعين مِن المساكين؛ فيتركُ المحبوباتِ مِنَ المُفَطِّرات لِمَحَبَّةِ ربِّ العالَمِين، وهذا السِّرُّ بَيْنَ العبد ومعبودِه هو حقيقةُ الصيام ومقصودُه.

– ومنها: أنَّه يُرقِّقُ القلبَ ويُليِّنُه لذِكْرِ الله فيُسهِّلُ له طريقَ الطاعات.

– ومِنْ فوائد الصيام: أنَّه مُوجِبٌ لتَقْوَى الله في القلوب، وإضعافِ الجوارح عن الشهوات، قال تعالى: ﴿لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ١٨٣﴾ [البقرة]، في مَعْرِضِ إيجابِ الصيام؛ لأنَّه سببٌ للتَّقوى لتضييقِ مَجاري الشهوات وإماتتها؛ إذ كُلَّما قَلَّ الأكلُ ضَعُفَتِ الشهوةُ، وكُلَّما ضَعُفَتِ الشهوة قَلَّتِ المَعاصي.

ومِنْ فوائده الطبِّيَّة: صحَّةُ البدن؛ لأنَّه يَحْمِي مِنِ اختلاط الأطعمة المسبِّبةِ للأمراض ويحفظ ـ بإذن الله ـ الأعضاءَ الظاهرة والباطنةَ كما قرَّرهُ الأطبَّاءُ».

الكلمة الشهرية رقم: ١٢

🔗 https://ferkous.com/home/?q=art-mois-12 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
٥/٦ ميزة شهر رمضان
وفضائل الصيام وفوائده وآدابه

🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله:

«آداب الصيام
للصيام آدابٌ ينبغي التحلِّي بها ليحصلَ التوافقُ مع أوامر الشَّرْعِ، ويُرتَّبَ عليه مقصودُه منه، تهذيبًا للنَّفس وتزكيتها، فيجتهدُ الصائمُ في أدائها كاملةً، والمُحافَظةِ عليها تامَّةً؛ إذ كمال صيامه موقوفٌ عليها، وسعادتُه منوطةٌ بها، فمِنْ هذه الآدابِ الشرعية التي يُراعيها في صيامه:

أوَّلًا: استقبالُ شهرِ رمضانَ بالفرح والغِبْطةِ والسرور؛ لأنَّه مِنْ فضلِ الله ورحمته على الناس بالإسلام، قال تعالى: ﴿قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ ٥٨﴾ [يونس]، ويحمد اللهَ على بلوغه، ويَسْألُ اللهَ تعالى إعانَتَه على صيامه، وتقديمِ الأعمالِ الصالحة فيه، كما يُسْتَحَبُّ له الدعاءُ عند رؤيةِ أيِّ هلالٍ مِنَ السَّنَةِ؛ لحديثِ عبد الله بنِ عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا رأى الهلالَ قال: اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللهُ»(٢٠)، على أَنْ لا يَسْتقبِلَ الهلالَ عند الدعاء، ولا يَرْفَعَ رأسَه إليه، ولا يَنْتصِبَ له، وإنَّما يَسْتقبِلُ بالدعاء القِبْلةَ.

ثانيًا: ومِنَ الآداب المُهِمَّةِ أَنْ لا يصوم قبل ثبوتِ بدايةِ الشهر على أنَّه مِنْ رمضان، ولا يصومَ بعد نهايته على أنَّه منه؛ فالواجبُ أَنْ يصومه في وقته المحدَّدِ شرعًا؛ فلا يَتقدَّمُ عليه ولا يَتأخَّرُ عنه؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الهِلَالَ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ»(٢١)، وفي قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِذَا رَأَيْتُمُ الهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا»(٢٢).

ثالثًا: المُداوَمةُ على السَّحور لبركته، واستحبابُ تأخيره؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «تَسَحَّرُوا؛ فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»(٢٣)، وقد وَرَدَ في فضلِه وبركتِه ـ أيضًا ـ قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «البَرَكَةُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي الجَمَاعَةِ وَالثَّرِيدِ وَالسَّحُورِ»(٢٤)، وقولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المُتَسَحِّرِينَ»(٢٥)، وقد جَعَلَهُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عبادةً يتميَّزُ بها أهلُ الإسلام عن أهل الكتاب، فقال: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ»(٢٦). والأفضلُ أَنْ يَتسحَّرَ الصائمُ بالتَّمْر؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «نِعْمَ سَحُورُ المُؤْمِنِ التَّمْرُ»(٢٧)، فإِنْ لم يَتَيَسَّرْ له التمرُ تَحَقَّقَ سحورُه ولو بِجرْعَةٍ مِنْ ماءٍ؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجَرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ»(٢٨).

ويبدأ وقتُ السَّحورِ قُبَيْلَ الفجر، وينتهي بتَبيُّنِ الخيط الأبيض مِن الخيطِ الأسود مِن الفجر، وإذا سَمِعَ النداءَ والإناءُ على يده، أو كان يأكل؛ فَلَهُ أَنْ يَقْضِيَ حاجتَه منهما، ويَسْتكمِلَ شرابَه وطعامَه؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ فَلَا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ»(٢٩)؛ ففي هذه الرُّخصةِ الواردةِ في الحديثِ إبطالٌ لبدعةِ الإمساكِ قبل الفجر بنحوِ عَشْرِ دقائقَ أو ربعِ ساعةٍ. وإلزامُ التعبُّدِ بتوقيتِ الإمساكيةِ الموضوعةِ بدَعْوَى خشيةِ أَنْ يُدْرِكَ الناسَ أذانُ الفجرِ وهُمْ على سحورهم لا أصلَ له في أحكام الشريعة وآدابِها.

هذا، ويُسْتَحَبُّ تأخيرُ السحور؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُعَجِّلَ إِفْطَارَنَا، وَنُؤَخِّرَ سَحُورَنَا، وَنَضَعَ أَيْمَانَنَا عَلَى شَمَائِلِنَا فِي الصَّلَاةِ»(٣٠).

وكان بين فراغه صلَّى الله عليه وسلَّم مِنَ السحور ودخوله في الصلاة قَدْرُ خمسين آيةً مُتوسِّطةً(٣١)؛ فقَدْ روى أَنَسٌ عن زيد بنِ ثابتٍ رضي الله عنه قال: «تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ»، قُلْتُ: «كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ(٣٢) وَالسَّحُورِ؟» قَالَ: «قَدْر خَمْسِينَ آيَةً»(٣٣).

وكان دَأْبُ الصحابةِ رضي الله عنهم تأخيرَ السحور؛ فعن عمرِو بنِ ميمون الأوديِّ قال: «كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم أَسْرَعَ النَّاسِ إِفْطَارًا وَأَبْطَأَهُمْ سَحُورًا»(٣٤).

رابعًا: المُحافَظةُ على تعجيلِ الفِطْرِ لإدامةِ الناسِ على الخير؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ»(٣٥)، وقولِه عليه الصلاةُ والسلام: «لَا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى سُنَّتِي مَا لَمْ تَنْتَظِرْ بِفِطْرِهَا النُّجُومَ»(٣٦)، وقولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا
يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الفِطْرَ؛ لأَنَّ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ»(٣٧)، وقد بيَّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم معنى هذا التعجيلِ في قوله: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا ـ من جهة الشرق ـ وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ؛ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ»(٣٨).

– آداب الفطر:

هذا، وتَقْتَرِنُ بالفِطْرِ جملةٌ مِنَ الآداب الشرعية، يُسْتَحَبُّ للصائم الالتزامُ بها، اقتداءً بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي:

١ ـ تقديم الفطر على الصلاة؛ لقولِ أنس بنِ مالكٍ رضي الله عنه: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم قَطُّ صَلَّى صَلَاةَ المَغْرِبِ حَتَّى يُفْطِرَ وَلَوْ عَلَى شَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ»(٣٩).

٢ ـ فِطْرُه على رُطَباتٍ، فإِنْ لم يجد فعلى تمراتٍ، فإِنْ لم يجد فعلى الماء؛ لحديثِ أنس بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٍ فَعَلَى تَمَرَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ»(٤٠).

٣ ـ دعاءُ الصائم عند الفطر بما ثَبَتَ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه كان يقول ـ عند فِطْرِه ـ: «ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ العُرُوقُ، وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللهُ»(٤١).

خامسًا: ومِنْ آداب الصيام ـ أيضًا ـ: استحبابُ المُحافَظةِ على السِّواك مُطلقًا، سواءٌ كان المُكلَّف صائمًا أو مُفْطِرًا، أو استعمله رطبًا أو يابسًا، أو كان في أوَّلِ النهار أو في آخِرِه؛ للحضِّ عليه عند كُلِّ صلاةٍ، وعند كُلِّ وضوءٍ، في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ»(٤٢)، وفي روايةٍ: «عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ»(٤٣). ولم يخصَّ الصائمَ مِنْ غيرِه، قال ابنُ عمر رضي الله عنهما: «يَسْتَاكُ أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ»(٤٤).

وَضِمْنَ هذا الحكمِ يقول ابنُ تيمية ـ رحمه الله ـ: «...وأمَّا السِّوَاكُ فجائزٌ بلا نِزاعٍ، لكِنِ اختلفوا في كراهيته بعد الزوال على قولين مشهورَيْن، هُمَا روايتان عن أحمد، ولم يَقُمْ على كراهيته دليلٌ شرعيٌّ يصلح أَنْ يَخُصَّ عمومات نصوصِ السواك»(٤٥).

سادسًا: الاجتهاد في فعلِ الخيرات وتكثيفِ العبادات؛ فقَدْ كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في شهر رمضان يُكْثِرُ مِنْ أنواع العبادات، وأفعالِ الخير، وأَضْرُبِ البرِّ والإحسان؛ ففي حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عليه السلام يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ»(٤٦).

وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يُكْثِرُ مِنْ قراءة القرآن فيه، ويُطيلُ قيامَ رمضان أَكْثَرَ مِمَّا يُطيلُه في غيره، ويجودُ بالصدقات والعطايا وسائرِ أنواعِ الإحسان، ويجتهدُ في العشر الأواخر ـ اعتكافًا وقيامًا وقراءةً وذِكْرًا ـ ما لا يجتهدُ في غيره؛ ففي الحديث: «إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ»(٤٧).

ومِنَ العباداتِ التي نَدَبَ إليها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم العمرةُ في رمضان؛ فَلَهَا ثوابٌ عظيمٌ يُساوي ثوابَ حَجَّةٍ؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم لعائشة رضي الله عنها: «فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي؛ فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً»(٤٨)، ويُضاعَفُ أجرُ الصلاةِ في مَسْجِدَيْ مَكَّةَ والمدينةِ؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا المَسْجِدَ الحَرَامَ»(٤٩)، فضلًا عن تكفيرِ الذنوب والسيِّئات بتَعاقُبِ العمرات على ما ثَبَتَ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قوله: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا»(٥٠).

سابعًا: اجتنابُ كُلِّ ما لا يُحقِّقُ الغايةَ مِنَ الصيام، وذلك بأَنْ يَحْترِزَ الصائمُ عن كُلِّ ما نَهَى الشرعُ عنه مِنْ سَيِّئِ الأقوال، وقبيحِ الأفعال المحرَّمةِ والمكروهة، في كُلِّ الأوقات، وبالأَخَصِّ في شهر رمضان التي يَعْظُمُ قُبْحُهَا في حقِّ الصائم؛ لذلك وَجَبَ عليه أَنْ يَكُفَّ لسانَه عمَّا لا خيرَ فيه مِنَ الكلام: كالكذب، والغِيبةِ، والنميمة، والشَّتْمِ، والخصام، وتضييعِ وقته بإنشاد الأشعار، وروايةِ الأسمار، والمُضْحِكاتِ، والمدحِ والذمِّ بغير حقٍّ، كما يجب عليه أَنْ يَكُفَّ سَمْعَه عن الإصغاء إليها، والاستماعِ إلى كُلِّ قبيحٍ ومذمومٍ شرعًا، ويعملَ جاهدًا على
كَفِّ نَفْسِه وبدنه عن سائِرِ الشهوات والمحرَّمات: كغضِّ البصر ومَنْعِه مِنَ الاتِّساع في النَّظر، وإرسالِه إلى كُلِّ ما يُذَمُّ ويُكْرَهُ، وتجنيبِ بقيَّةِ جوارحه مِنَ الوقوع في الآثام؛ فلا يَمُدُّ يدَه إلى باطلٍ، ولا يمشي برجله إلى باطلٍ، ولا يأكل إلَّا الطيِّباتِ مِنْ غير إسرافٍ ولا استكثارٍ؛ ليصرفَ نَفْسَه عن الهوى، ويُقوِّيَها على التحفُّظِ مِنَ الشيطان وأعوانه، ومع ذلك كُلِّه يَبْقَى قلبُه ـ بعد الإفطار وفي آخِرِ كُلِّ عبادةٍ ـ دائرًا بين الرجاء في قَبولِ صيامِه ليكون مِنَ المقرَّبين، وبين الخوف مِنْ ردِّه عليه فيكون مِنَ المَمْقُوتِينَ.

هذا، وقد جاءَتْ في هذه المَعاني نصوصٌ شرعيةٌ تُرَهِّبُ الصائمَ مِنْ آفات اللسان والجوارح منها: قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»(٥١).

وليس المقصودُ مِنْ شرعيةِ الصوم نَفْسَ الجوع والعطش، بل ما يَتْبَعُه مِنْ كسرِ الشهوات وتطويعِ النفس الأمَّارةِ للنَّفس المُطْمَئِنَّة؛ لذلك قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ»([٥٢]).

فالصائمُ حقيقةً هو مَنْ صام بَطْنُه عن الطعام، وجوارحُه عن الآثام، ولسانُه مِنَ الفُحْشِ ورَدِيءِ الكلام، وسمعُه عن الهذيانِ، وفَرْجُه عن الرَّفَثِ، وبصرُه عن النَّظَرِ إلى الحرام؛ فإِنْ تَكَلَّمَ لَمْ يَنْطِقْ بما يَجْرَحُ صومَه، وإِنْ فَعَلَ لم يفعل ما يُفْسِدُ صومَه؛ فيخرجُ كلامُه نافعًا وعملُه صالحًا. قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «قَالَ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ؛ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ»(٥٣)، وفي حديثٍ آخَرَ مرفوعًا: «لَا تُسَابَّ وَأَنْتَ صَائِمٌ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ فَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، وَإِنْ كُنْتَ قَائِمًا فَاجْلِسْ»(٥٤).

هذا، وقد لا يحصل الصائمُ على ثوابِ صومه مع تَحَمُّلِه التعبَ بالجوع والعطش؛ إذا لم يُؤَدِّ صومَه على الوجه المطلوب بترك المنهيَّات؛ إذ ثوابُ الصومِ ينقص بالمَعاصي، ولا يَبْطُلُ إلَّا بمُفْسِداته، وفي الأحاديثِ المتقدِّمةِ ترغيبُ الصائم في العفو عن زلَّات المُخْطِئين، والإعراضِ عن إساءةِ المُسيئين.

ثامنًا: إعدادُ الإفطارِ للصائمين، الْتماسًا للأجر والثواب المُماثِلِ لأجورهم، وقد صحَّ في فضلِ ذلك قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصْ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا»(٥٥).

تاسعًا: المُحافَظةُ على صلاة القيام وأداؤُها مع الجماعة؛ فينبغي الحرصُ عليها وعدَمُ التخلُّفِ عنها أو تركِها؛ لأنَّه يفوته خيرٌ كثيرٌ، وقد كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُرغِّبُ أصحابَه في قيامِ رمضان مِنْ غيرِ أَنْ يأمرهم بعزيمةٍ، ويقولُ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٥٦).

وخاصَّةً وأنَّ في العَشْرِ الأواخر مِنَ الشهرِ ليلةً هي خيرٌ مِنْ ألفِ شهرٍ، جَعَلَ اللهُ فيها الثوابَ العظيمَ لمن قامَها وغفرانَ ما تَقدَّمَ مِنَ المَعاصي والذنوب، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٥٧). وقد جاء في فضلِ قيامِ رمضان جماعةً قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ»(٥٨)، لذلك يحرصُ الصائمُ على المُحافَظةِ عليه في الجماعةِ لئلَّا يَحْرِمَ نَفْسَهُ مِنْ هذا الخيرِ العظيم، والأجرِ العميم».

الكلمة الشهرية رقم: ١٢

🔗 https://ferkous.com/home/?q=art-mois-12 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
٦/٦ ميزة شهر رمضان
وفضائل الصيام وفوائده وآدابه

🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله:

«الخاتمة
هذا، وختامًا فعلى المسلمِ الاهتمامُ بدينه، والعنايةُ بما يُصحِّحُه على الوجهِ المشروع لتَتَرتَّبَ فوائدُه عليه، لا سيَّما أركان الإسلام ومَبانيه العِظام، ومنها: عبادة صومِ رمضان التي تَتكرَّرُ في حياةِ المسلم مرَّةً واحدةً كُلَّ عامٍ؛ فعلى المسلمِ الذي وفَّقَهُ اللهُ لصيامِ شهرِ رمضان، وقيامِ لَيَالِيهِ على وجهِ الإخلاص والمُتابَعةِ أَنْ يختمه بكثرةِ الاستغفار والانكسار بين يَدَيِ اللهِ تعالى، والاستغفارُ ختامُ كُلِّ الأعمال والعبادات؛ فلا يَغْتَرَّ المؤمنُ بنَفْسِه ويُعْجَبْ بعمله ويُزكِّه، بل الواجبُ أَنْ يعترف بقِلَّةِ عمله في حقِّ الله تعالى وتقصيرِه فيه، ودورانِه بين القَبولِ والرَّدِّ؛ فلذلك كان السلفُ يجتهدون في إتمامِ العمل وإكماله وإتقانه، ثمَّ يَهْتمُّون بعد ذلك بقَبولِه ويخافون مِنْ ردِّه، وهؤلاء وَصَفَهم اللهُ تعالى بأنهم: ﴿يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ﴾ [المؤمنون: ٦٠]، أي: خائفةٌ لا يَأْمَنُونَ مَكْرَ الله؛ فكانوا ـ مع الخوف مِنْ عدَمِ القَبولِ ـ يُكْثِرُون مِنَ الاستغفارِ والتوبةِ مع اهتمامهم بقَبولِ العملِ أَشَدَّ اهتمامًا منهم بالعمل؛ لأنَّ القَبولَ عنوانُ التقوى، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ ٢٧﴾ [المائدة].

وإذا كان المُنافِقُ يَفْرَحُ بفراقِ شهرِ رمضان ليَنْطَلِقَ إلى الشهوات والمَعاصي التي كان محبوسًا عنها طيلةَ الشهر؛ فإنَّ المؤمن إنَّما يفرح بانتهاءِ الشهرِ بعد إتمامِ العمل وإكمالِه رجاءَ تحقيقِ أجوره وفضائلِه، ويَسْتتبِعُه بالاستغفار والتكبير والعبادة. وقد أَمَرَ اللهُ عزَّ وجلَّ بالاستغفار الذي هو شعارُ الأنبياءِ عليهم السلام مقرونًا بالتوحيد، والعبدُ بحاجةٍ إليهما ليكون عَمَلُه على التوحيد قائمًا، ويُصْلِحَ بالاستغفارِ تزكيةَ عملِه وإعجابَه به وما يَعْترِيهِ مِنْ نقصٍ أو خللٍ أو خطإٍ، وفي هذا السياقِ مِنِ اقترانِ الأمرِ بالتوحيد والاستغفار يقول اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مُتَقَلَّبَكُمۡ وَمَثۡوَىٰكُمۡ ١٩﴾ [محمَّد]، وقال في شأن يونس عليه السلام: ﴿فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ أَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٨٧﴾ [الأنبياء].

نسألُ اللهَ تعالى أَنْ يرزقَنا خيراتِ هذا الشهرِ وبركاته، ويَرْزقَنا مِنْ فضائلِه وأجورِه، ولا يَحْرِمَنا مِنَ العملِ الصالحِ فيه وفي غيرِه، كما نَسْألُهُ سبحانه التوفيقَ والسداد، والقَبولَ والعفوَ عن التقصير.

والحمدُ لله ربِّ العالَمِين، وصَلَّى اللهُ على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا».

الجزائر في: ١٧ رجب ١٤٢٦ﻫ
الموافق ﻟ: ٢٢ أوت ٢٠٠٥م

الكلمة الشهرية رقم: ١٢

🔗 https://ferkous.com/home/?q=art-mois-12 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
💎 الشيخ #نورالدين_يطو الجزائري حفظه الله:

«الحِكَمُ الشّرعية في فرض عبادة الصّوم ١».

شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام (٦)

🔗 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله:

«قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ فَلَا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ»؛ ففي هذه الرُّخصةِ الواردةِ في الحديثِ إبطالٌ لبدعةِ الإمساكِ قبل الفجر بنحوِ عَشْرِ دقائقَ أو ربعِ ساعةٍ. وإلزامُ التعبُّدِ بتوقيتِ الإمساكيةِ الموضوعةِ بدَعْوَى خشيةِ أَنْ يُدْرِكَ الناسَ أذانُ الفجرِ وهُمْ على سحورهم لا أصلَ له في أحكام الشريعة وآدابِها».

الكلمة الشهرية رقم: ١٢

🔗 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
💎 الشيخ #نورالدين_يطو الجزائري حفظه الله:

«الحِكَمُ الشّرعية في فرض عبادة الصّوم ٢».

شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام (٨)

🔗 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
في حكم بعض الألفاظ المُستعمَلة مثل: «بصَّحْتك» و«ربِّي يَتْقَبَّلْ».

🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله:

«فإنَّ قول بعضهم للآكل أو الشارب عند فراغه منه: «بالصحَّة والعافية» وغيرها مِنَ العبارات الدالَّة على اهتمام الأخ بأخيه، وهي تحمل معنى الدعاء؛ فلا أرى مانعًا مِنْ ذِكْرِها إذا لم يقصد بها التعبُّدَ بذات العبارة ولا الالتزامَ بكلماتها، وذلك لدخولها في عموم القول بالمعروف الواردِ في مثل قوله تعالى: ﴿إِلَّآ أَن تَقُولُواْ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا﴾ [البقرة: ٢٣٥]، وقولِه تعالى: ﴿وَقُولُواْ لَهُمۡ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا ٥﴾ [النساء: ٥، ٨]، والكلمةِ الطيِّبة الواردة في مثل قوله صلَّى الله عليه وسلَّم:«كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ: كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ: يَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ»(١)، فتكون الكلمةُ الطيِّبة مطلقًا وبين الناس صدقةً؛ فهي شاملةٌ لكلمة التوحيد، والذكرِ، والبدء بالسلام وردِّه، وتشميتِ العاطس، والكلامِ الطيِّب في ردِّ السائل؛ قال تعالى: ﴿قَوۡلٞ مَّعۡرُوفٞ وَمَغۡفِرَةٌ خَيۡرٞ مِّن صَدَقَةٖ يَتۡبَعُهَآ أَذٗى ﴾ [البقرة: ٢٦٣]، كما يدخل ـ في ذلك ـ كُلُّ كلامٍ حَسَنٍ يُثْلِجُ صدرَ المؤمن، ويُفْرِح قلبَه، ويُدْخِل فيه السرورَ؛ قال تعالى: ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا ﴾ [البقرة: ٨٣]، وفي الحديث:«اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»(٢).
غير أنَّ الذي اعتاده بعضُ الناس مِنْ قولهم عَقِبَ الصلاةِ الجماعية مباشرةً: «تقبَّل الله» ونحوَها مِنَ الكلمات والآخَرُ يجيبه: «منَّا ومنكم» فإنَّ مثل هذا لَصِيقٌ بالعبادة، ولا أصلَ له في الشرع، وهو مُخالِفٌ للسنَّة التَّركية؛ لأنَّ هديه صلَّى الله عليه وسلَّم في الصلاة عَقِبَ السلام: البدءُ بالاستغفار، ثمَّ الأذكارِ الواردة، ثمَّ التسبيحِ والتحميد والتكبير، وغيرِها ممَّا هو معلومٌ في السنَّة.
والفرق بين الحكمين السابقين: أنَّ الأوَّل يتعلَّق بالعادات والأصلُ فيها الجواز ما لم يَرِدْ دليلٌ مانعٌ أو يَحْمِلْ في ذاته عباراتٍ لا يرضاها الشرعُ، بينما الأمرُ الثاني فمتعلِّقٌ بالعبادات لإضافته لحكم الصلاة، و«كُلُّ مَا أُضِيفَ إِلَى حُكْمٍ شَرْعِيٍّ فَإِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى دَلِيلٍ مِنَ الشَّرْعِ يُسْنِدُهُ وَيُؤَيِّدُهُ»».

الجزائر في: ١٣ صفر ١٤٢٧ﻫ
الموافقﻟ: ١٣ مارس ٢٠٠٦م
 
🔗 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
💎 الشيخ #نورالدين_يطو الجزائري حفظه الله:

«من أخطاء الصّائمين: تأخير صلاة المغرب إلى اشتباك النجوم».

تنبيهات على أخطاء الصائمين (٢).

🔗 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
ملف شهر رمضان

🌸 الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله

رابط الموقع :
🔗 https://ferkous.com/home/?q=special-ramadan https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
💎 الشيخ #نورالدين_يطو الجزائري حفظه الله:

«ممّا يستفيده الصائم من صومه».

شرح الصيام من بلوغ المرام (٥)

🔗 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
في حكم التكبير لسجود التلاوة.

🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله:

«فإنَّ حديثَ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما(١) الذي يدلُّ على مشروعيةِ التكبيرِ لسجودِ التلاوةِ في إسنادِه العُمَرِيُّ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ المكبَّرُ وهو ضعيفٌ، وقد ضعَّف إسنادَه النوويُّ(٢) والحافظُ(٣) ووافَقَهما الألبانيُّ(٤) رحمهم الله، وأخرجه الحاكمُ مِنْ روايةِ العُمَرِيِّ أيضًا، لكِنْ وَقَع عنده مُصَغَّرًا: عُبَيْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، والمصغَّرُ ثِقَةٌ؛ ولهذا قال الحاكمُ: «صحيحٌ على شرطِ الشيخين»، غيرَ أنه ليس في روايتِه لفظُ «كبَّر»، قال الحافظُ: «وأصلُه في الصحيحين مِنْ حديثِ ابنِ عُمَرَ بلفظٍ آخَرَ»(٥).

وقد أورد الألبانيُّ ـ رحمه الله ـ الأثرَ القوليَّ لابنِ مسعودٍ رضي الله عنه: «إِذَا قَرَأْتَ سَجْدَةً فَكَبِّرْ وَاسْجُدْ، وَإِذَا رَفَعْتَ [رَأْسَكَ] فَكَبِّرْ»(٦)، وتعقَّبه(٧) بأنه لم يَجِدْ مَن عَزَاهُ لابنِ مسعودٍ رضي الله عنه، وإنما علَّقه البيهقيُّ لغيرِه، وفي سندِه الربيعُ بنُ صُبَيْحٍ، قال الحافظُ: «صدوقٌ سيِّئُ الحفظِ»(٨)، ووَجَد له الألبانيُّ أصلاً مِنْ فعلِ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه، إلَّا أنَّ في سندِه ـ أيضًا ـ عطاءَ بنَ السائبِ: كان اختلط، ولَمَّا لم يَرِدْ عنِ الصحابةِ الذين رَوَوْا سجودَه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم للتلاوةِ ذِكْرُ تكبيرِه للسجودِ مَالَ الشيخُ الألبانيُّ ورجَّح عَدَمَ مشروعيةِ التكبير، وهو روايةٌ عنِ الإمامِ أبي حنيفةَ ـ رحمه الله ـ(٩).

وفي تقديري: أنَّ أَمْرَ التكبيرِ لسجودِ التلاوةِ إذا لم يَثْبُتْ فيه نصٌّ خاصٌّ فإنه يَشْمَلُه النصُّ العامُّ المتضمِّن للتكبير للسجود مطلقًا، ولا يُصارُ إلى الأصل العدميِّ ما دام العامُّ يصدق على أفراده، ويتمثَّل النصُّ العامُّ في ظاهرِ حديثِ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رَفْعٍ وَوَضْعٍ وَقِيَامٍ وَقُعُودٍ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ»(١٠).

والحديثُ أخرج نحوَه البخاريُّ ومسلمٌ مِنْ حديثِ عمرانَ بنِ حُصَينٍ ومِنْ حديثِ أبي هريرةَ رضي اللهُ عنهما، ورَفَعَ الترمذيُّ هذا عن الخلفاءِ الأربعةِ وغيرِهم ومَنْ بعدَهم مِنَ التابعين، وهذا العمومُ هو عمومُ الجنسِ لأفرادِه وهو يصدق فيه الاسمُ العامُّ على آحادِه، فإنَّ قولَه: «يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رَفْعٍ وَوَضْعٍ وَقِيَامٍ وَقُعُودٍ» يصدق في الفرضِ والنفلِ والفذِّ والجماعةِ، وقد احتجَّ به الجمهورُ في هذين الموضعين، كما يصدق في سجودِ الصلاةِ وسجودِ التلاوة.

ومثلُ هذا العمومِ معمولٌ به في مَواضِعَ مِنَ الصلاةِ كاحتجاجِ الشافعيةِ بعمومِ قولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»(١١) على أنَّ المأمومَ يقول: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، مع أنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «.. وَإِذَا قَالَ ـ أي: الإمامُ ـ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» فَقُولُوا: «رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ»»(١٢)، ولم يُنْقَلْ عن الصحابة رضي الله عنهم أنَّ أحَدَهم قال: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، بل نُقِل عن بعضِهم قولُه: «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ»(١٣)، وكسجودِ السهوِ فقَدِ استدلَّ العلماءُ بعمومِ ما رواهُ مسلمٌ مِنْ قولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِذَا زَادَ الرَّجُلُ أَوْ نَقَصَ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ»(١٤)، فقَدْ عملوا بالزيادةِ والنقصانِ على تفصيلٍ بينهم في الصلاةِ فضلًا عن سجود السهو الثابت عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.

هذا، وينبغي العملُ بألفاظِ الشرعِ وعموماتِها، ولا يجوز صرفُها إلى تأويلٍ عارٍ عنِ الدليلِ أو تخصيصٍ خالٍ عن الحُجَّة، ولا يَلْزَمُ مِنْ عدمِ ذِكْرِ الصحابةِ الذين رَوَوْا سجودَهُ صلَّى الله عليه وسلَّم للتلاوةِ تكبيرًا عدَمُ الوقوع؛ لاحتمالِ أنه تُرِكَ للعلمِ به أو للغفلة أو الذهولِ عنه أو ما إلى ذلك، ويُؤيِّد ذلك ـ عمومًا ـ الحديثُ السابقُ، والأحاديثُ المقطوعةُ عن بعضِ السلفِ كأبي قِلابةَ عبدِ الله بنِ زيدٍ والحسنِ وابنِ سيرينَ ومسلمِ بنِ يسارٍ، فضلًا عن أنَّ إقرار الجمهورِ له وأئمَّةِ الحديثِ دليلٌ على أنَّ فيه أصلًا محفوظًا، وأنَّ حالَهُم أنهم كانوا يكبِّرون للتلاوة، فلو لم يكونوا كذلك لَنُقِلَ إلينا تَرْكُهم له؛ لأنه على خلافِ الأصل.

قال ابنُ تيميةَ ـ رحمه الله ـ: «وهذه الأمورُ التي ذَكَرَها كُلُّها مُنْتَفِيَةٌ في سجودِ التلاوةِ والشكر»... إلى قولِه: «ولا جَعَلَ لها تكبيرَ افتتاحٍ، وإنما رُوِيَ عنه أنه كبَّر فيها إمَّا للرفع وإمَّا للخفض، والحديثُ في السُّنَن»(١٥).
ومِنْ هذا المُنْطَلَقِ لا يصحُّ الجزمُ ببدعيةِ التكبيرِ لسجودِ التلاوة، وأنَّ ذلك خطأٌ ظاهرٌ يردُّه ما ذَكَرْنا، وقد قرَّر شيخُ الإسلامِ ـ رحمه الله ـ في مسألةِ السنَّةِ والبدعة: أنَّ البدعةَ في الدِّينِ هي ما لم يَشْرَعْه اللهُ ورسولُه صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو ما لم يَأْمُرْ به أَمْرَ إيجابٍ أو استحبابٍ، فأمَّا ما أُمِرَ به أَمْرَ إيجابٍ واستحبابٍ وعُلِمَ الأمرُ بالأدلَّةِ الشرعيةِ فهو مِنَ الدِّين الذي شَرَعَه اللهُ، وإِنْ تَنازَعَ أولو الأمرِ في بعضِ ذلك.

والقولُ بمشروعيةِ التكبيرِ لسجودِ التلاوةِ هو ما أَخْتَارُه وأُرَجِّحُه، ولا أدَّعي القطعَ بصوابِ ترجيحي؛ فإنَّ مِثْلَ هذا القطعِ مجازفةٌ في القولِ لا تَليقُ بالبحثِ العلميِّ الصحيح».

الجزائر في: ١١ رمضان ١٤١٧ﻫ
الموافق ﻟ: ٢٠ جانفي ١٩٩٦م

🔗 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
🌙 | 💪

«قال بعض أهل العلم:«إن كان في الأوتار ليلة الجمعة كانت آكد وأقرب أن تكون ليلة القدر»».

📚 ~
َديث المساء صـ ٢٢٠ للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.

يا رجال الليل جدوا، رُبَّ داعٍ لا يردُّ 🤲🍂

https://www.tg-me.com/fatawa_nisswa/12213
حكم أخذ المال مقابل صلاة التراويح.

💎 قال الشيخ #نورالدين_يطو الجزائري حفظه الله:

«هذه عادة دخيلة علينا ما كان عليها السلف فقد كان الرجل هو من يعرض نفسه لكي يصلي بالناس وليس العكس ثم ظهرت هذه الظاهرة بأن يجمع له المال و يُصرح بذلك والناس تجمع له ثم يأخذها
هذه فيها إهانة للإمام وتنقيص لقدره و فيه ضرب للاخلاص .

كثير من القراء تغيرت نيتهم بسبب ذلك و أصبحوا يتقاتلون و يتهاجرون بحثا عن المسجد الذي يعطي مالا اكثر وهذا مشاهد ! الافضل للإنسان أن يسد هذا الباب ، لكن من صلى التراويح و أعطوه دون أن يسأل جاز له أن يأخذه لكن اذا اتفق من قبل مع رئيس اللجنة أو الإمام فهنا يخشى أن يأخذ اجره في الدنيا و لا يأخذه يوم القيامة و أول من تسعر بهم النار يوم القيامة الانسان يتأسف أن الكثير من حفاظ كتاب الله أفسدوهم بسبب الاموال ، اخرجوهم من دائرة الاخلاص و نيل الأجر و أدخلوهم إلى دائرة التآكل بالأموال فوصل بهم الأمر إلى قول « شحال تعطوني » والله المستعان» .

أسئلة وأجوبة رمضان 1440.

🔗 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله:

«إعلام الناسِ بوجود سجدةِ تلاوةٍ في الركعة الأولى أو الثانية مِنْ صلاة التراويح على وجه الاستمرار والدوران، أي: كُلَّما وُجِدَتْ سجدةٌ مِنَ القرآن أخبر بها المصلِّين، فإنه لا يشهد على هذا الفعل سُنَّةٌ ولا عملٌ، وما ذُكِر مِنَ التعليلات فإنَّ المقتضيَ لِفعلِها كان موجودًا في زمنه صلَّى الله عليه وسلَّم مع انتفاء الموانع وانعدامِ وسائلِ تكبير الصوت، ومع ذلك لم يُنْقَل عنه صلَّى الله عليه وسلَّم أنه فَعَلها أو أرشد إليها ولا فَعَلها مِنْ بعدِه صحابتُه الكرام رضي الله عنهم ومَنْ بعدهم ممَّنْ تَبِعهم بإحسانٍ».

الفتوى رقم: (٧٨٩).

🔗 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
*‏هذه الليلة تسمى بليلة الجهني -كما ذكر ابن عبد البر رحمه الله في الاستذكار (٣ - ٤١٠)*
*ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان من ليالي الوتر في العشر الأخير، والتي يظن أنها من الليالي التي تكون فيها ليلة القدر ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺮ : ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺗُﻌﺮﻑ ﺑﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻬﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .*
*ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﻧﻴﺲ الجهني ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻗﺎﻝ : (ﺃﺭﻳﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ، ﺛﻢ ﺃُﻧﺴﻴﺘﻬﺎ، ﻭﺃﺭﺍﻧﻲ ﺻُﺒﺤﻬﺎ ﺃﺳﺠﺪ ﻓﻲ ﻣﺎﺀ ﻭﻃﻴﻦ) ﻗﺎﻝ : ﻓﻤُﻄِﺮﻧﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺛﻼ‌ﺙٍ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ، ﻓﺼﻠﻰ ﺑﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﻭﺇﻥ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﻭﺃﻧﻔﻪ .*

*وعن عبدالله بن أنيس قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ، إنَّ لي باديةً أَكونُ فيها ، وأَنا أصلِّي فيها بحمدِ اللَّهِ ، فمُرني بليلةٍ أنزلُها إلى هذا المسجِدِ ، فقالَ: انزل ليلةَ ثلاثٍ وعشرينَ ، فقلتُ لابنِهِ: كيفَ كانَ أبوكَ يَصنعُ ؟ قالَ: كانَ يدخلُ المسجِدَ إذا صلَّى العصرَ ، فلا يخرُجُ منهُ لحاجةٍ حتَّى يصلِّيَ الصُّبحَ ، فإذا صلَّى الصُّبحَ وجدَ دابَّتَهُ علَى بابِ المسجدِ ، فجلَسَ عليها فلحِقَ بباديتِهِ (صحيح أبي داود 1380).*

https://www.tg-me.com/fatawa_nisswa
المنادي ينادي: رمضانُ يمضي، فأدركوا ما بقي من التِّجارة مع الله: حسناتٌ متقبَّلة، وسيئاتٌ مُكفَّرة، ورحمةٌ من الله ومغفرة، فجِدُّوا قبل ارتحاله، وأصيبوا من البركات قبل انتقاله.

#تغريدات
2024/10/02 02:34:24
Back to Top
HTML Embed Code: