Telegram Web Link
🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

«المقصود بالمشاحن هو المبتدع في الدين أنت تبين له وهو يتعنت كالمولد والقراءة الجماعية والبدع سواء بدعة مفسقة او مكفرة ذكر المشرك هو أمر ديني وعطف عليه المشاحن وتسمى دلالة اقتران فتقوي المعنى فالمشاحن هو صاحب البدعة أما الأمور الدنيوية والمشاحنة فيها فيدخل في المعنى اللغوي لكن ليس كالمعنى الشرعي كمن أكل لحم يقال له توضأ ليس معناه الوضوء الشرعي بل المعنى اللغوي غسل اليدين».

🔗 ٧ شعبان ١٤٤٥ه‍

قال الطبراني رحمه الله :سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ فِي مَعْنَى حَدِيثِ النَّبِيِّ ﷺ : « إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النَّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ عَلَى عِبَادِهِ فَيَغْفِرُ لأهل الأرض إلا لِمُشْرِك أو مُشَاحِنٍ » قَالَ : الْمُشَاحِنُ ؛ « هُمْ أَهْلُ الْبِدَعِ الَّذِينَ يُشَاحِئُونَ أَهْلَ الإِسْلامِ وَيُعَادُونَهُمْ » .

الدعاء : [1/195]

وقال الأوزاعي :« أراد بالمشاحن ها هنا صاحب البدعة المفارق الجماعة الأمة».
ونقله بنصه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة الحديث رقم [١٥٦٣]

https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

«فيجب على مَنْ لَمْ يَرَ الهلالَ ولا أخبره مَنْ شاهَدَه أَنْ يُكْمِل عِدَّةَ شعبانَ ثلاثين يومًا ثُمَّ يصومَ؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمُ الشَّهْرُ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ»(١)، ولا يَحِلُّ له أَنْ يصومَ يوم الثلاثين مِنْ شعبانَ لأنه يومُ الشَّكِّ، وقد وَرَد النهيُ عن صيامِ يومِ الشكِّ في حديثِ عمَّارِ بنِ ياسرٍ رضي الله عنهما: «مَنْ صَامَ يَوْمَ الشَّكِ فَقَدْ عَصَى أَبَا القَاسِمِ»(٢). غيرَ أنه ينبغي أَنْ يتحرَّى في أمرِ صيامِه قَدْرَ الاستطاعة وبالوسائل المتوفِّرة ليطيعَ اللهَ بحقٍّ وعلى بَيِّنَةٍ، ويُبَيِّت النيَّةَ مِنَ الليل إذا عَلِمَ بحلول رمضان مِنْ يومِ غدٍ برؤيةِ هلالٍ.

هذا، وإِنْ كان القولُ بتوحيد الرؤية يُوجِبُ التوافقَ بين أحكام الشرع وأوضاعِ الكون، ويتَّفِقُ مع رغبة الشريعة في وحدة المسلمين واجتماعِهم في أداءِ شعائرهم الدينية وإبعادهم عن كُلِّ ما يُفرِّق جَمْعَهم، إلَّا أنَّ الميزان المقاصديَّ يقتضي أنه إذا ثَبَت عند وَلِيِّ المسلمين أحَدُ النَّظَرَيْنِ إمَّا توحيد المطالع أو اختلافها، وأصدر حُكْمًا على وَفْقِه؛ لَزِم على جميعِ مَنْ تحت ولايته الالتزامُ بالصوم أو الإفطار لاعتقاده بأحقِّيَّته في اجتهاده ولو في خصوصِ بلدٍ إسلاميٍّ؛ إذ العبرةُ في العبادات الجماعية أَنْ تكون مع الجماعة وإمامهم درءًا للفُرقة قولًا واحدًا، سواءٌ عند مَنِ اعتبر المطالعَ في ثبوت الأهلَّة أو مَنْ نازَعَه في هذا الاعتبار؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «الصَّوْمُ يَوْمَ تَصُومُونَ، وَالفِطْرُ يَوْمَ تُفْطِرُونَ، وَالأَضْحَى يَوْمَ تُضَحُّونَ»(٣)».

🔗 في إكمال عِدَّة شعبان إذا لم يُعلم حلولُ رمضان برؤيةٍ أو إخبارٍ.

https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
AUD-20220306-WA0055
<unknown>
🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

«أحكام صيام شعبان في الجمع بين أحاديثِ صومِ مُعْظَمِ شعبانَ والنهيِ عن صوم النصف الثاني منه».

https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

«الذي يطعن في عرضي ويرميني بالسروريّة لا أجعلهُ في حلّ».

🔗 مجلس ١٣ شعبان ١٤٤٥ه‍

https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

«" ... الحكمة مِنْ إكثاره صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم مِنْ صوم شعبان؛ فلأنه شهرٌ تُرْفَعُ فيه الأعمالُ إلى الله تعالى، وكان النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عملُه وهو صائمٌ، كما ثَبَتَ مِنْ حديثِ أسامةَ بنِ زيدٍ رضي الله عنهما قال: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟» قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ "».

🔗 الفتوى رقم (١٠٢٠)

https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

« ... ينتفي التعارضُ بالجمع بين الأحاديث الدالَّة على مشروعيةِ صومِ معظمِ شعبانَ واستحبابِه وما جاء مِنَ النهي عن صومِ نصفِ شعبانَ الثاني في حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلَا تَصُومُوا»، وكذلك النهي عن تقدُّمِ رمضانَ بصومِ يومٍ أو يومين في قوله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: «لَا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذَلكَ اليَوْمَ»؛ فيُدْفَعُ التعارضُ بما وَرَدَ مِنَ الاستثناء في حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه مِنْ قوله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: «إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذَلكَ اليَوْمَ»، أي: إلَّا أَنْ يُوافِقَ صومًا معتادًا، كمَنِ اعتاد صومَ التطوُّع: كصوم الإثنين والخميس، أو صيامِ داود: يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو صومِ ثلاثةِ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شهرٍ؛ وعليه فإنَّ النهي يُحْمَلُ على مَنْ لم يُدْخِلْ تلك الأيَّامَ في صيامٍ اعتاده، أي : مِنْ صيام التطوُّع».

🔗 الفتوى رقم (١٠٢٠).

https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

«أنا لا أجيز الصور هذه-أي نشر صور الشيخ-، لو كنت أبحث عن الصورة لكنت أخذت صورا من زمان، لكن الصور لا أستعملها إلا في بطاقات التعريف وعلى جواز السفر وهم يستعملون هذا بغير موافقتي».

🔗 الأربعاء 20 صفر 1445 هـ

https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
🌸قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

«‏كانَت أُولى جرائدِ ابنِ باديس ـ رحمه الله ـ التي أسَّسها هي جريدةَ «المنتقد» في (١٠ ذي الحجَّة ١٣٤٣ﻫ الموافق ﻟ: ٢ يوليو ١٩٢٥م)، وجاء أصلُ تسمِيَتِها ردًّا على شعار الصوفيَّة: «اعْتَقِدْ ولا تَنتقِدْ»».

الكلمة الشهرية رقم: ١٤٥

🔗 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
١/٨ رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة
لا موسم النوم والكسل

🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله:

«الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فشهرُ رمضانَ موسمُ خيرٍ وبَرَكةٍ، تُرْجَى فيه التوبةُ والمغفرة، وتُزَكَّى فيه النفسُ بطاعة الله فيما أَمَر، والانتهاءِ عمَّا نهى وزَجَر، وتُدَرَّبُ على كمال العبودية لله تعالى؛ فالصيامُ يحفظ للصائم صحَّةَ بدنه، ويُشْعِره بنعمة الله عليه، فيُقْبِل على رمضان بالصيام، ويجتهد في حُسْنِ عبادته استجابةً لنداء المنادي: «يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ»(١)، فيطوِّعُ نَفْسَه الأمَّارةَ بالسوء بكسرِ شهواتها والتحرُّر مِنْ مألوفها حتَّى تصيرَ مُطمئِنَّةً؛ فيتدرَّجُ بها في منازلِ الطاعة ويرتقي بها إلى مَصافِّ أهل التقوى والدِّين. قال ابنُ القيِّم ـ رحمه الله ـ: «فالصومُ يحفظ على القلب والجوارحِ صحَّتَها، ويُعيدُ إليها ما استلبَتْه منها أيدي الشهوات؛ فهو مِنْ أكبرِ العون على التقوى كما قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ١٨٣﴾ [البقرة]، وقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «الصِّيامُ جُنَّةٌ»(٢)، وأمَرَ مَنِ اشتدَّتْ عليه شهوةُ النكاح ولا قُدرةَ له عليه بالصيام وجَعَله وِجَاءَ هذه الشهوة. والمقصودُ: أنَّ مصالحَ الصومِ لَمَّا كانَتْ مشهودةً بالعقول السليمة والفِطَرِ المستقيمة شَرَعَه اللهُ لعباده رحمةً بهم وإحسانًا إليهم وحِمْيةً لهم وجُنَّةً»(٣)».

الكلمة الشهرية رقم ٥٣.

🔗 https://ferkous.com/home/?q=art-mois-53 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
٢/٨ رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة
لا موسم النوم والكسل

🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله:

«هذا، والنومُ معدودٌ مِنَ السنن الفطرية التي يحتاج إليها البدنُ للراحة والتقوِّي على الأعمال الدينية والطاعات، وعلى الأعمال الدنيوية مِنَ التكسُّب والاحتراف والاسترزاق؛ لأنَّ للبدنِ حقَّه مِنْ مَلاذِّ الحياة والراحة؛ فله أَنْ يأخذَ حقَّه مِنَ النوم بالليل ويَقِيلَ بالنهار؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «قِيلُوا؛ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَا تَقِيلُ»(٤)، غَيْرَ أنَّ الإسراف في النوم وسائرِ المباحات والإكثارَ منها مضرَّةٌ للنفس والبدن، والعلماءُ وإِنْ أجمعوا على أنَّ الصائم إذا استيقظ في النهار ولو لحظةً واحدةً وكان قد نوى الصيامَ مِنَ الليل فإنَّ صيامه صحيحٌ، فإِنِ استغرقَ جميعَ النهار بالنوم فالجمهورُ على أنَّ صيامه صحيحٌ لأنَّ النومَ لا يُنافي الصيامَ(٥)، إلَّا أنَّ ترجيحَ مذهبِ الجمهور مِنْ حيثُ الحكمُ لا يعني جوازَ الإسراف في النوم تجاوُزًا لمقدارِ حاجة البدن إليه؛ لِمَا في الإكثار مِنَ النوم مِنْ تفويتٍ عريضٍ لمطالبِ الدِّين والحياة، وتعويدِ النفس على الخمول والكسل والركون إلى الراحةِ؛ الأمرُ الذي يُفْضي إلى استثقال العبادات، وصعوبةِ أداء الطاعات، والتخلِّي عن المستحَبَّات، والقصورِ في المهمَّات ومصالح الحياة».

الكلمة الشهرية رقم ٥٣.

🔗 https://ferkous.com/home/?q=art-mois-53 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
٣/٨ رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة
لا موسم النوم والكسل

🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله:

«كما أنَّ أَخْذَ النفس بالمشقَّة وحرمانَها مِنَ النوم زهادةً وعبادةً يُعَدُّ ــ مِنْ جهةٍ أخرى ــ خروجًا عنِ السنَّة المطهَّرةِ والفطرة السليمة؛ فقَدْ كان مِنْ هدي النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه ينام ويصلِّي ويصومُ ويُفْطِر؛ فقَدْ ثَبَت مِنْ حديثِ أنسِ بْنِ مالكٍ رضي الله عنه أنه قال: «جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا: «وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ»، قَالَ أَحَدُهُمْ: «أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا»، وَقَالَ آخَرُ: «أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ»، وَقَالَ آخَرُ: «أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا»، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟! أَمَا وَاللهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ للهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ؛ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»»(٦)».

الكلمة الشهرية رقم ٥٣.

🔗 https://ferkous.com/home/?q=art-mois-53 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
٤/٨ رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة
لا موسم النوم والكسل

🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله:

«والسببُ الرئيسُ في استغراق ساعاتِ نهارِ رمضانَ في النوم يرجع إلى استهلاكِ لياليه بالسَّهَرِ والسَّمَرِ، وقد يُسْتَتْبَع ذلك باللهو والباطل ممَّا في الإنسان إليه ميولٌ وشهوةٌ، أو التشاغلِ بما لا يُرضي اللهَ تعالى مِنْ آفات اللسان والجوارح والخوضِ مع الخائضين، وغيرِها ممَّا فيه مَضَرَّةٌ مجرَّدةٌ عن المنافع.

ولا يُساوِرني شكٌّ في أنَّ المبادَرة إلى النوم بتزويد الجسد بما يَستحِقُّه منه أفضلُ مِنَ التشاغُلِ بالسَّهَرِ والسَّمَرِ والحديثِ فيما لا طائلَ تَحْتَه، إلَّا إذا كان السَّمَرُ لِمُصَلٍّ أو مسافرٍ أو لإصلاحِ ذات البين أو لأمرٍ مِنْ أمور المسلمين(٧)؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا سَمَرَ إِلَّا لِمُصَلٍّ أَوْ مُسَافِرٍ»(٨)؛ «فالسَّمَرُ في العلمِ يُلْحَقُ بالسَّمَرِ في الصلاة نافلةً، وقد سَمَرَ عُمَرُ مَعَ أَبِي مُوسَى فِي مُذَاكَرَةِ الفِقْهِ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: الصَّلَاةُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَنَا فِي صَلَاةٍ»(٩)».

الكلمة الشهرية رقم ٥٣.

🔗 https://ferkous.com/home/?q=art-mois-53 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
١/٥ رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة
لا موسم النوم والكسل

🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله:

«كما يُلاحَظ ــ مِنْ زاويةٍ أخرى ــ أنَّ استهلاكَ الليل بالسَّهَرِ يُسْكِبُ الساهرَ فتورًا يدفعه إلى النوم طِوَالَ ساعات النهار؛ الأمرُ الذي يُخالِفُ فيه السنَّةَ المطهَّرةَ ــ كما تقدَّم ــ وتضيعُ منه مصالحُ جمَّةٌ، ويُجانِبُ الفطرةَ البشرية، فقَدْ جَعَل اللهُ الليلَ سكنًا والنومَ يغشى الناسَ لِتَسْكُنَ حركاتُهم الضارَّةُ وتحصلَ راحتُهم النافعةُ، وجَعَل النهارَ للانتشار وطلبِ المعاش، قال تعالى: ﴿وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتٗا ٩ وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ لِبَاسٗا ١٠ وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشٗا ١١﴾ [النبأ]، وقال تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ لِبَاسٗا وَٱلنَّوۡمَ سُبَاتٗا وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُورٗا ٤٧﴾ [الفرقان]، وقال تعالى: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ لِتَسۡكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبۡصِرًا﴾ [غافر: ٦١]».

الكلمة الشهرية رقم ٥٣.

🔗 https://ferkous.com/home/?q=art-mois-53 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
٦/٨ رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة
لا موسم النوم والكسل

🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله:

«لذلك كان جديرًا بالصائم ــ بعد أَنْ يسَّر اللهُ له حظَّه مِنْ قيام الليل ــ أَنْ يتركَ السَّهَرَ والسَّمَرَ ويُبادِرَ إلى النوم الْتماسًا للسُّحور فإنَّ فيه بَرَكةً(١٠)، ولشهود الخيرات، ومِنْ أعظمها قَدْرًا عند الله الصلواتُ في أوقاتها ومع الجماعة؛ فقَدْ سُئِلَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟» قَالَ: «الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا»(١١)، وتضييعُ الصلواتِ عن وقتها خطرٌ عظيمٌ ينبغي الحذرُ منه ومِنْ تفويتها بنومٍ أو بغيره مِنَ المنافع المباحةِ، بَلْهَ إذا كان التشاغلُ عنها بشيءٍ مِنَ الذنوب والمعاصي؛ فإنَّ الجريمةَ أكْبَرُ وأعْظَمُ، وقد رتَّب اللهُ تعالى الوعيدَ الشديد على إضاعة الصلوات والغفلة عنها فقال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا ٥٩﴾ [مريم]، وقال تعالى: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥﴾ [الماعون]، ولم يرخِّصِ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم للضريرِ في أَنْ يصلِّيَ في بيتِه فقال له: «لَا أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً»(١٢)، وغيرُه ممَّنْ لا عُذْرَ له مِنْ بابٍ أَوْلى».

الكلمة الشهرية رقم ٥٣.

🔗 https://ferkous.com/home/?q=art-mois-53 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
🛑 *تذكير (بصلاة الجنازة) عصر اليوم الخميس ٤_ رمضان_ ١٤٤٥:*

على الفقيد الوالد العلامة:
( *عبدالله بن صالح القصير* )
_ رحمه الله وغفر له وتجاوز عنه_

*احتسب الأجر في حضورك صلاة الجنازة والدفن.*

في جامع الجوهرة البابطين 🕌⬇️
https://maps.app.goo.gl/HeVxEndAqXgPow1w9?g_st=ic

والدفن في مقبرة الشمال👇👇
https://maps.app.goo.gl/KQFUbeu4zXrsmH319?g_st=ic
٧/٨ رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة
لا موسم النوم والكسل

🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله:

«وإذا كانَتِ الصلاةُ أهَمَّ ركنٍ بعد التوحيد فهي عمادُ الدين الذي يقوم عليه؛ فلا يُعْقَلُ صومٌ بلا صلاةٍ ولا صلاةٌ بلا صومٍ؛ لأنَّ الواجباتِ المفروضةَ تمثِّل وحدةً متماسِكةً لا تقبل التجزِئةَ؛ فهي كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضُه بعضًا؛ لذلك يَبْعُدُ أَنْ يكون صومُ المفرِّط في الصلاة بالتضييع والتركِ امتثالًا لأمر الله، بل صيامُه أقربُ إلى تقليد الناس أو متابعةٍ لأهلِه أو محاكاةٍ لأهل بلدِه؛ لأنَّ الممتثِلَ خائفٌ مِنَ الوعيد وراجٍ لرحمة الله تعالى، يصومه إيمانًا بأنَّ اللهَ تعالى فَرَضَه عليه، واحتسابًا لِمَا عند اللهِ مِنْ ثوابٍ وأجرٍ، وعلى الحريص على ما ينفعه أَنْ يتَّخِذَ الأسبابَ التي تُوقِظُه للصلاة، ومنها المبادرةُ إلى النوم، وتركُ الإسراف فيه، واتِّخاذُ منبِّهٍ يحسِّسه بأمر الصلاة».

الكلمة الشهرية رقم ٥٣.

🔗 https://ferkous.com/home/?q=art-mois-53 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
٨/٨ رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة
لا موسم النوم والكسل

🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله:

«ومِنَ الخيرات التي ينبغي أَنْ يُسارِعَ إليها الصائم في كُلِّ وقتٍ ـ وخاصَّةً في رمضان ـ مع اجتناب النوم الكثير كي لا يكون عائقًا عن نيلِ حظِّه بالقيام بها مِنْ حصول المغفرة والعتقِ مِنَ النار: الإكثارُ مِنْ ذِكْرِ الله والاستغفار والدعاء وتلاوة القرآن بالاجتهاد في ذِكْرِه وشكرِه وحُسْنِ عبادتِه؛ فقَدْ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ»(١٣)، وقد أَمَر اللهُ تعالى عبادَه بدعائه فقال: ﴿ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡ﴾ [غافر: ٦٠]، وأخبرهم أنه قريبٌ يُجيب دعاءَهم فقال: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: ١٨٦]، ومِنْ مقتضَيَاتِ استجابة الدعاءِ: الاستقامةُ على الدين، والعزمُ في المسألة، واختيارُ الأوقات المناسِبة المقتضِيَةِ لاستجابة الدعاء، واليقينُ بالإجابة، والإلحاحُ على الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاتِه العُلَى، وأَنْ يجتنبَ موانعَ الاستجابة مِنْ تركِ الواجبات وفعلِ المحرَّماتِ والمعاصي، وأكلِ المال الحرام، والاعتداءِ في الدعاء، ونحوِ ذلك، كما يحرِصُ الصائمُ في رمضان على الجودِ وفعلِ الخيرات وبذلِ المعروف والإحسانِ وإطعامِ الطعام؛ فقَدْ «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ»(١٤)، وعليه أَنْ يَغْتَنِمَ الأوقاتَ الفاضلةَ في الذِّكْر والطاعة والجودِ ولا يضيِّعَها بالنوم الكثير المفوِّت لمصالح الدِّين والحياة.

نسأل اللهَ أَنْ يُصْلِحَ أحوالَنا ويُعْلِيَ هِمَّتَنا في الخير ويفقِّهَنَا في الدين ويثبِّتَنا على الحقِّ ويُعينَنا على طاعته وحُسْنِ عبادته.

والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا».

الكلمة الشهرية رقم ٥٣.

🔗 https://ferkous.com/home/?q=art-mois-53 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
١/٦ ميزة شهر رمضان
وفضائل الصيام وفوائده وآدابه

🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله:

«الحمدُ لله ذي المَنِّ والتوفيقِ والإنعام، شَرَعَ لعِبادِه شَهْرَ رمضان للصيام والقيام، مرَّةً واحدةً كُلَّ عام، وجَعَلَهُ أحَدَ أركانِ الإسلام ومَبانيهِ العِظام، ومُطهِّرًا للنفوس مِن الذنوب والآثام، والصلاةُ والسلامُ على مَنِ اختارَهُ اللهُ لبيانِ الأحكام، واصطفاهُ لتبليغِ شَرْعِه للأنام؛ فكان خَيْرَ مَنْ قام وصَام، وَوَفَّى واستقام، وعلى آله الأصفياء وصحابتِه الكِرام، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ على الدوام، أمَّا بعد:

فلقد فَرَضَ اللهُ تعالى الصيامَ على جميعِ الأُمَمِ وإِنْ اختلفَتْ بينهم كيفيتُه ووقتُه، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ١٨٣﴾ [البقرة]، وفي السَّنَةِ الثانية مِن الهجرة أَوْجَبَ اللهُ تعالى صيامَ رمضان وجوبًا آكدًا على المسلم البالغ، فإِنْ كان صحيحًا مُقيمًا وَجَبَ عليه أداءً، وإِنْ كان مريضًا وَجَبَ عليه قضاءً، وكذا الحائض والنُّفَساء، وإِنْ كان صحيحًا مُسافرًا، خُيِّرَ بين الأداءِ والقضاء، وقَدْ أَمَرَ تعالى المُكلَّفَ أَنْ يصوم الشهرَ كُلَّه مِنْ أوَّلِهِ إلى مُنْتهاهُ، وحدَّد له بدايتَه بحدٍّ ظاهرٍ لا يخفى عن أحَدٍ، وهو رؤيةُ الهلال أو إكمالُ عِدَّةِ شعبانَ ثلاثين يومًا؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلَالَ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ»(١)، كما حدَّد له بدايةَ الصومِ بحدودٍ واضحةٍ جَليَّةٍ، فجَعَلَ سبحانه بدايةَ الصومِ بطلوع الفجر الثاني، وحدَّد نهايتَه بغروب الشمس في قوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِ﴾ [البقرة: ١٨٧]، وبهذه الكيفيةِ والتوقيتِ تَقرَّرَ وجوبُه حتميًّا في قوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُ﴾ [البقرة: ١٨٥]، وصارَ صومُه ركنًا مِن أركانِ الإسلام، فمَنْ جَحَدَ فرضيته وأَنْكَرَ وجوبَه فهو مُرْتَدٌّ عن دِينِ الإسلام، يُسْتتابُ فإِنْ تابَ وإلَّا قُتِلَ كُفْرًا، ومَن أَقَرَّ بوجوبه، وتَعَمَّدَ إفطارَه مِنْ غيرِ عُذْرٍ فقَدِ ارتكب ذَنْبًا عظيمًا وإثمًا مُبينًا يَسْتَحِقُّ التعزيرَ والردع.

هذا، وشهرُ رمضان مَيَّزَهُ اللهُ تعالى بميزاتٍ كثيرةٍ مِنْ بَيْنِ الشهور، واختصَّ صيامَه عن الطاعات بفضائلَ مُتعدِّدةٍ، وفوائدَ نافعةٍ، وآدابٍ عزيزةٍ».

الكلمة الشهرية رقم: ١٢

🔗 https://ferkous.com/home/?q=art-mois-12 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
٢/٦ ميزة شهر رمضان
وفضائل الصيام وفوائده وآدابه

🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله:

«ميزة شهر رمضان
ومِنْ ميزةِ هذا الشهرِ العظيمِ ما يلي:

– صوم رمضان: هو الركن الرابع مِنْ أركانِ الإسلام ومَبانيهِ العِظام؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ البَيْتِ»(٢)، وهو معلومٌ مِن الدِّينِ بالضرورة وإجماعِ المسلمين على أنَّه فرضٌ مِنْ فروضِ الله تعالى.

– إيجابُ صيامِه على هذه الأُمَّةِ وجوبًا عينيًّا؛ لقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُ﴾ [البقرة: ١٨٥].

– وإنزال القرآنِ فيه لإخراجِ الناس مِن الظلمات إلى النور، وهدايتِهم إلى سبيل الحقِّ وطريقِ الرشاد، وإبعادِهم عن سُبُلِ الغَيِّ والضلال، وتبصيرِهم بأمور دِينِهم ودُنْياهُمْ، بما يَكْفُلُ لهم السعادةَ والفلاحَ في العاجلةِ والآخرة، قال تعالى: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِ﴾ [البقرة: ١٨٥].

– ومنها: أنَّه تُفتَّحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ لكثرةِ الأعمال الصالحةِ المشروعةِ فيه المُوجِبةِ لدخول الجَنَّة، وأنَّه تُغْلَقُ فيه أبوابُ النارِ لقِلَّةِ المَعاصي والذنوب المُوجِبةِ لدخول النار.

– وأنَّه فيه تُغَلُّ وتُوثَقُ الشياطينُ؛ فتعجزُ عن إغواءِ الطائعين، وصَرْفِهِم عن العمل الصالح، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ»(٣).

– ومنها: أنَّ لله تعالى في شهر رمضان عُتَقَاءَ مِن النار؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ للهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ»(٤).

– ومنها: أنَّ المغفرة تحصل بصيامِ رمضان بالإيمان الصادق بهذه الفريضة، واحتسابِ الأجر عليها عند الله تعالى؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٥).

– ومنها: أنَّه تُسَنُّ فيه صلاةُ التراويح، اقتداءً بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم الذي رَغَّبَ في القيام بقوله: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٦).

– ومنها: أنَّ فيه ليلةً هي خيرٌ مِنْ ألف شهرٍ، وقيامها مُوجِبٌ للغفران؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ»(٧)، وقولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٨).

– ومنها: أَنَّ صيام رمضان إلى رمضان تكفيرٌ لصغائرِ الذنوب والسَّيِّئات وكبائرها(٩)؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ»(١٠).

وفضلًا عن ذلك، فإنَّ مِنْ أَبْرَزِ الأحداثِ النافعة الأخرى الحاصلةِ في رمضان: غزوةَ «بدرٍ الكبرى» التي فرَّق اللهُ فيها بين الحقِّ والباطل؛ فانتصر فيها الإسلامُ وأهلُه، وانهزم الشركُ وأهلُه، وكان هذا في السَّنَةِ الثانيةِ للهجرة، كما حَصَلَ فيه فتحُ مكَّة، ودَخَلَ الناسُ في دِينِ الله أفواجًا، وقُضِيَ على الشرك والوثنية بفضلِ الله تعالى؛ فصارَتْ مكَّةُ دارَ الإسلام، بعد أَنْ كانَتْ مَعْقِلَ الشركِ والمشركين، وكان ذلك في السَّنَةِ الثامنةِ للهجرة، كما انتصر المسلمون في رمضان مِنْ سنة (٥٨٤ﻫ)، في معركةِ «حِطِّين»، واندحر الصليبيون فيها(١١)، واستعاد المسلمون بيتَ المقدس، وانتصروا ـ أيضًا ـ على جيوش التَّتَارِ في «عين جالوت»، حيث دارَتْ وقائعُ هذه المعركةِ الحاسمة في شهر رمضان في سنة (٦٥٨ﻫ)(١٢).

هذا مُجْمَلُ ميزةِ شهرِ رمضان، وفضائلِه العديدة، وبركاتِه الكثيرة، والحمدُ لله ربِّ العالَمِين».

الكلمة الشهرية رقم: ١٢

🔗 https://ferkous.com/home/?q=art-mois-12 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
٣/٦ ميزة شهر رمضان
وفضائل الصيام وفوائده وآدابه

🌸 قال الشيخ #محمد_فركوس الجزائري حفظه الله:

«فضائل الصيام
أمَّا فضائلُ الصيامِ فمُتعدِّدةٌ منها:

– تُضاعَفُ فيه الحسناتُ مُضاعَفةً لا تَنْحصِرُ بعددٍ، بينما الأعمالُ الأخرى تُضاعَفُ الحسنةُ بعَشْرِ أمثالها إلى سبعمائة ضِعفٍ؛ لِمَا رواهُ الشيخان مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه قالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»(١٣)؛ فيَتَجلَّى مِنْ هذا الحديثِ أنَّ الله اختصَّ الصِّيامَ لنَفْسِه عن بقيَّةِ الأعمال، وخصَّهُ بمُضاعَفةِ الحسنات ـ كما تَقدَّمَ ـ وأنَّ الإخلاص في الصيامِ أَعْمَقُ فيه مِنْ غيره مِن الأعمال؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي»(١٤)، كما أنَّ الله سبحانه وتعالى يَتَوَلَّى جزاءَ الصائم الذي يحصل له الفرحُ في الدنيا والآخرة، وهو فرحٌ محمودٌ؛ لوقوعه على طاعةِ الله تعالى، كما أشارَتْ إليه الآيةُ:﴿قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ﴾ [يونس: ٥٨]، كما يُسْتفادُ منه أنَّ ما يَنْشَأُ عن طاعةِ الله مِنْ آثارٍ فهي محبوبةٌ عند الله تعالى على نحوِ ما يحصل للصائم مِنْ تَغيُّرِ رائحةِ فَمِهِ بسبب الصيام.

– ومِنْ فضائل الصيام: أنَّه يَشْفَعُ للعبد يوم القيامة، ويَسْتُرُهُ مِن الآثام والشهوات الضارَّة، ويَقيهِ مِنَ النار؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ القُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ»، قَالَ: «فَيُشَفَّعَانِ»(١٥)، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ»(١٦).

– ومِنْ فضائله: أنَّ دُعاءَ الصائمِ مُسْتجابٌ؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «...وَإِنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً»(١٧)، وقد جاء في أثناءِ ذِكْرِ آيات الصيام ترغيبُ الصائم بكثرة الدعاء في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: ١٨٦].

– ومِنْ فضائل الصيام: أنَّه مُوجِبٌ لإبعادِ النار عن الصائم يوم القيامة؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَّا بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»(١٨).

– كما أنَّ مِنْ فضائله: اختصاصَ الصائمين ببابٍ مِنْ أبواب الجنَّةِ يدخلون منه دون غيرهم؛ إكرامًا لهم وجزاءً على صيامهم؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ»(١٩)، وفي ذِكْرِ بعضِ هذه الخصائصِ والفضائلِ ما يُؤْذِنُ على الكُلِّ».

الكلمة الشهرية رقم: ١٢

🔗 https://ferkous.com/home/?q=art-mois-12 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse
2024/10/02 08:21:21
Back to Top
HTML Embed Code: