Telegram Web Link
في بيان خطورة #التأصيل_قبل_التأهيل

قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

«فمالك بن نبي، وشكيب أرسلان، والعقَّاد وغيرهم أجادوا تخصُّصهم ولهم مكانتهم فيه، لكنَّهم غير مختصِّين في العلوم الشرعيَّة، فلا يخرجون عن صنف المفكِّرين والمثقَّفين، فمالك بن نبي مهندسٌ ميكانيكيٌّ، متخرِّجٌ من معهد الهندسة العالي بباريس، وهو مفكِّرٌ إسلاميٌّ جزائريٌّ توفِّي سنة (١٣٩٣ﻫ-١٩٧٣م)، أمَّا شكيب أرسلان اللبناني فهو كاتبٌ وأديبٌ وشاعرٌ ومؤرِّخٌ وسياسيٌّ توفِّي سنة (١٣٦٦ﻫ-١٩٤٦م)، وأمَّا عبَّاس محمود العقَّاد؛ فهو أديبٌ مصريٌّ وشاعرٌ ناثرٌ، توفِّي سنة (١٣٨٣ﻫ-١٩٦٤م)؛ فهؤلاء اختصاصاتهم في العلوم اللغوية والتجريبية.

أمَّا القرضاوي وأضرابه فإنهم لا يُعْرَفون برسوخ أقدامهم في مواطن الشبه، وهم غيرُ مُتشبِّعين بالسنن والآثار، وكثيرًا ما تزيغ أفهامهم عن فهم السلف الصالح، لذلك نجد فتاويَهم مخالفةً لأقوال السلف، كما يُعْرف عنهم عدم الاتِّصاف بتقوى الله في فتاويهم وسيرتهم، فهُم يجيزون الاستماعَ إلى العزف والأغاني والطرب من الرجال والنساء، ويتلذَّذون بالاستماع إليها ويجيزونها لغيرهم، كما يجيزون العمل في البنوك الربوية بدعوى أنَّ المصلحة تقتضي ذلك، كما يجيزون دخول السينما وممارسةَ أعمال المسرح والتمثيليَّات للذكور والإناث، ويرون ضرورةَ منح النساء مزيدًا من الحقوق، وأنَّ النساء اللاَّتي تجاوزن سنَّ الحمل والولادة يُسمح لهنَّ بالترشُّح في الانتخابات، وهم ممَّن يرَوْنَ أنَّ الدول العربية يجب أن تتحوَّل إلى الديموقراطية، وأنَّ الإسلام يجب أن يشهد إصلاحاتٍ ويحتفيَ بالتسامح في ظلِّ تقارُب الأديان ووحدتها، وهم مِمَّن يمتدحون المُثُل الغربية ويعتقدون أنَّ ثمَّةَ إمكانيةً للتعايش بين اليهود والدولة الفلسطينية، كما يُفتون الجنود الأمريكيِّين المسلمين أن يقاتلوا في صفوف الجيش الأمريكيِّ في أفغانستان، كما أنه من المعروف في خُطبهم التشهيرُ بالحكَّام والانتقاصُ منهم وتأليب العامَّة عليهم، والاعتراف بالدولة اليهودية ضمنًا والثناءُ عليها جهارًا في مناسبات الانتخابات اليهودية، وتجويزُ الأحزاب والممارسات الديمقراطية، والإشادة بحرِّيَّة الشعوب في اتِّخاذ أنموذج نظامها، وأنَّ اختيارها فوق كلِّ اعتبارٍ، وغيرها من الأمور التي لا يرضاها المسلمون فضلاً عن علمائهم وفقهائهم الذين هم جميعًا شهداء الله في أرضه، ولا شكَّ أنَّ ارتكاب مثل هذه المحاذير يمنع من الثقة بالفتوى -كما قد بيَّنَّا ذلك في كتاب «الإرشاد»-(١٣)».

🔗 https://ferkous.com/home/?q=art-mois-76 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse/1549

الكلمة الشهرية رقم: ٧٦

(١٣) انظر: «الإرشاد إلى مسائل الأصول والاجتهاد» (٦٦).
في حديث خلق الله آدم #على_صورته

قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله جوابا على سؤال كان حول حديث:«خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا»، والاجماع الذي نُقل في رجوع الضمير على الله:

«اختلف أهل العلم على ماذا يعود الضمير "الهاء" هل هو على الله أم على آدم فحمل جمع من أهل العلم أن الهاء ترجع على الله بدليل حديث آخر وهو قوله:«خلق الله آدم على صورة الرحمان»، ومن ضعف الحديث كالألباني وابن خزيمة وغيره منهم من حمل الضمير على آدم لقرينتين

1- رجوع الهاء على أقرب مذكور وهو آدم

2- العطف في قوله صلى الله عليه وسلم بعد الضمير طوله ستون ذراعا.

وقالوا معنى الحديث أن خلق الله بني آدم على صورة آدم طوله ستون ذراعا ولازال الخلق ينقص، ومن حمل الضمير على الله لا يقتضي منه المشابهة في الحقيقة فكما أن الله غني رحيم تجد من العباد من هو غني ورحيم، وليس غنى العبد ورحمته كغنى ورحمة الله سبحانه و تعالى، وكذلك الله سميع بصير فكذلك العبد سميع بصير وسمع وبصر العباد ليس كسمع وبصر الله سبحانه و تعالى».

نقله إسماعيل مراح

https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse/1550
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل من مركز لتعليم الحجامة للنساء فقط مع شهادة معتمدة من الدولة في الجزائر العاصمة، كتب الله أجركن ارسلن العرض هنا @A5bar_al_nissa2_bot
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
في حكم العمل في #مقبرة_النصارى

قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

«فاعْلَمْ أنَّ العمل بمقبرة النصارى لا يُشرع ولو تنظيفًا؛ لِمَا فيها مِنَ الشركيات والمخالَفات كبناء القبور وإبراز الصلبان ونحوِهما، وقد صحَّ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه قال: «لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ المُعَذَّبِينَ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ؛ لَا يُصِيبُكُمْ مَا أَصَابَهُمْ»(١)، وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «حَيْثُمَا مَرَرْتَ بِقَبْرِ مُشْرِكٍ فَبَشِّرْهُ بِالنَّارِ»(٢)؛ فمَنْ وقعَتْ نقمةُ اللهِ عليه وعذابُه فكيف يحظى بمِثْلِ هذا التعاونِ ترحيبًا وتقديرًا؟! والتعاونُ ينبغي أَنْ يكون على البرِّ والتقوى لا على الإثم والعدوان؛ فلا يأمنُ أَنْ يجرَّه ذلك إلى العملِ بمثلِ أعمالهم فيصيبَه ما أصابهم، واللهُ المستعان.

أمَّا غَرْسُ الأشجار أو وضعُ الورود والآس ونحوِها مِنَ الرياحين في المقبرة أو على القبور عامَّةً فلا يُشْرَع أيضًا، سواءٌ في مقبرة المسلمين أو النصارى أو غيرهما؛ لأنه ليس مِنْ فِعْلِ السلف الصالح ـ أوَّلًا ـ ولو كان خيرًا لَسَبَقونا إليه، وقد قال ابنُ عمر رضي الله عنهما: «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَإِنْ رَآهَا النَّاسُ حَسَنَةً»(٣)، ولِمَا فيه مِنْ مخالَفةِ المَقْصِد التشريعيِّ مِنْ زيارة القبور: وهو تذكُّرُ الآخرة والموت لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ»، وفي حديثِ الترمذيِّ: «فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآخِرَةَ»(٤)، ولِمَا فيه مِنَ التشبُّه باليهود والنصارى في تزيين القبور والبناءِ عليها، فضلًا عن أنه يجرُّ اعتقادًا فاسدًا متعلِّقًا بنفعِيَّتِها للميِّت كوضع الورود وغرسِ الأشجار والجريد، وقد رأى ابنُ عمر رضي الله عنهما فُسطاطًا على قبرِ عبد الرحمن فقال: «انْزِعْهُ يَا غُلَامُ؛ فَإِنَّمَا يُظِلُّهُ عَمَلُهُ»(٥)».

🔗 https://ferkous.com/home/?q=fatwa-302 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse/1555


الجزائر في: ١٤ شوَّال ١٤٢٦ﻫ
الموافق ﻟ: ١٦ نوفمبر ٢٠٠٥م

(١) أخرجه البخاريُّ في «الصلاة» باب الصلاة في مواضع الخسف والعذاب (٤٣٣)، ومسلمٌ في «الزهد والرقائق» (٢٩٨٠) مِنْ حديثِ عبد الله بنِ عمر رضي الله عنهما.

(٢) أخرجه ابنُ ماجه في «الجنائز» بابُ ما جاء في زيارة قبور المشركين (١٥٧٣) مِنْ حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٣١٦٥).

(٣) أخرجه اللَّالَكائيُّ في «أصول الاعتقاد» (١/ ٢١)، وابنُ بطَّة في «الإبانة» (٢/ ١١٢)، والبيهقيُّ في «المدخل» (١٩١)، وابنُ نصرٍ في «السنَّة» (٧٠).

(٤) أخرج اللفظَ الأوَّلَ مسلمٌ في «الجنائز» (٩٧٦) مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه. وأخرج اللفظَ الثانيَ الترمذيُّ في «الجنائز» بابُ ما جاء في الرخصة في زيارة القبور (١٠٥٤) مِنْ حديثِ بريدة رضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «إرواء الغليل» (٧٧٢).

(٥) ذَكَره البخاريُّ معلَّقًا في «الجنائز» باب الجريدة على القبر (٣/ ٢٢٢). قال ابنُ حجرٍ في «فتح الباري» (٣/ ٢٢٣): «وعبد الرحمن هو ابنُ أبي بكرٍ الصِّدِّيق؛ بيَّنه ابنُ سعدٍ في روايته له موصولًا».
في #الاحتجاج_بخبر_الواحد في القطعيات

قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

«فإنّ ما قرّره ابنُ باديس في تفسيره من أنّ خبرَ الواحدِ لا يُقبَلُ إذا خالفه القطعي هو مذهبُ المعتزلة وبعضِ المتكلّمين، وبه قال أبو الحسنِ البصريٌّ والسمرقنديُّ والقَرافيُّ والصفي الهندي وغيرُهم(١)، وهو مخالفٌ لأكثرِ أهل الفقه والحديث، قال ابنُ عبد البرّ –رحمه الله- : «وعلى ذلك أكثرُ أهلِ الفقه والأثرِ، وكلُّهم يدينُ بخبر الواحد العَدْلِ في الاعتقادات، ويعادي ويوالي عليها، ويجعلها شرعًا ودينًا في مُعتقده، على ذلك جماعةُ أهل السُّنَّة»(٢).

وعمومُ نصوصِ الكتابِ والسُّنَّة تقضي بوجوب قَبول خبرِ الواحد مُطلقًا من غير تفريقٍ بين القطعيِّ والظنيِّ، فقد أوجب اللهُ تعالى الحذرَ بقول الواحد في قوله تعالى: ﴿فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة: ١٢٢]، كما جعل عِلَّةَ ردِّ الأخبارِ هي الفسق لا الوحدة في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: ٦]، وقد دعا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لحامِلِ الفقه وأقرَّهُ على الرواية من غير تفريق مع عدم فقهه وعلمه في قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ»(٣).

هذا، وسَلَفُ الأُمَّة من الصحابة فمن بعدهم كانوا يتلقَّون أخبار الآحاد في القطعيات والظنِّيَّات ويثبتونها بدون ردّ لأي منها لمجرّد كونه خبر آحاد في القطعيات، ويدلّ لذلك روايتهم لتلك الأخبار وتناقلها وتلقِّيها وتحصيلها ونقلها وتفسيرها بمقتضى اللغة بما يليق بها والقول بمدلولها، بل إنهم أدخلوا مفادَ تلك الأخبار في مُعتقداتهم وصرّحوا بتبديع أو تفسيق أو تخطئة مخالفها(٤).

وعليه، فإنّ أقوى الأقوال دليلاً وأصحَّها نظرًا مذهبُ الجمهور القائلين بصحّة الاحتجاج بخبرِ الواحد المرفوعِ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بإسنادٍ صحيحٍ سواء في القطعيات أو الظنِّـيَّات، وضعف أدلة ما سواه على ما هو مُثْبَتٌ في مَوْضِعِهِ».

🔗 https://ferkous.com/home/?q=fatwa-754 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse/1557

الجزائر في: ١ رمضان ١٤٢٨ﻫ
الموافق ﻟ: ١٣ سبتمبر ٢٠٠٧م

(١) انظر «المعتمد» لأبي الحسين البصري: (٢/ ٩٦، ١٠٢)، و«العدّة» لأبي يعلى: (٢٤٥٩)، «المحصول» للفخر الرازي: (٢/ ٢١٧)، «ميزان الأصول» للسمرقندي: (٢/ ٧٥، ٨١)، «كشف الأسرار» للبخاري: (٣/ ٢٧)، «البحر المحيط» للزركشي: (٤/ ٢٥٧)، «الكفاية» للخطيب البغدادي: (٤٣٢)، «المسودة» لآل تيمية: (٢٤٩).

(٢) «التمهيد» (١/ ٨).

(٣) أخرجه أبو داود في «العلم»، باب فضل نشر العلم: (٣٦٦٠)، والترمذي في «العلم»،باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع: (٢٦٥٦)، والدارمي في «سننه» (٢٣٣)، وأحمد في «مسنده»: (٢١٢٠٨)، من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، والحديث صحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (٤٠٤)، والوادعي في «الصحيح المسند»: (٣٥٨).

(٤) «التمهيد» لابن عبد البر: (١/ ٨)، «مختصر الصواعق المرسلة» لابن القيم: (٢/ ٨-٦).
في حكم #استقبال_المصلين_الجنازة بصلاة الفريضة

قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

«فقد وَرَدَتْ مَناهٍ عديدةٌ عن اتِّخاذِ القبورِ مَساجِدَ، والنهيُ عن اتِّخاذها لا يخرج عن معنى السجودِ عليها وإليها، واستقبالِها بالصلاة والدعاء، وبناءِ المساجد عليها، وتقصُّدِ الصلاةِ فيها، وهو شاملٌ لها جميعًا؛ ويدلُّ عليه قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا تُصَلُّوا إِلَى قَبْرٍ وَلَا تُصَلُّوا عَلَى قَبْرٍ»(١)، وقولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا تَجْلِسُوا عَلَى القُبُورِ وَلَا تُصَلُّوا إِلَيْهَا»(٢)، وقد «نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ إِلَى القُبُورِ»(٣)، و«نَهَى نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبْنَى عَلَى القُبُورِ أَوْ يُقْعَدَ عَلَيْهَا أَوْ يُصَلَّى عَلَيْهَا»(٤)، ولا خلافَ بين الأئمَّةِ والعلماء المعروفين في تحريمِ ذلك.

هذا، وإذا كان استقبالُ القبرِ والصلاةُ إليه مَنْهِيًّا عنهما فمِن بابٍ أَوْلَى أن يُنهى نهيًا مؤكَّدًا عن استقبالِ الجنازةِ الموضوعةِ إلى قِبْلة المُصَلِّين في الصلاة المكتوبة، لِمَا تَشْمَله صورةُ استقبالِ الجنازةِ بالأحرويةِ مِن تلك المعاني السالفةِ البيانِ مِن تحريمِ اتِّخاذِ القبورِ ليُسْجَد عليها أو إليها، أو ليستقبلَها بالصلاةِ والدعاء.

وفي مضمونِ هذا المعنى مِن النهي عن الصلاة إليها يقول المُلَّا علي القاري ـ رحمه الله ـ في «مرقاة المفاتيح» ما نصُّه: «ولو كان هذا التعظيمُ حقيقةً للقبر أو لصاحِبِه لَكَفَر المُعظِّم؛ فالتشبُّهُ به مكروهٌ، وينبغي أن تكون كراهةَ تحريمٍ، وفي معناه ـ بل أَوْلَى منه ـ: الجنازةُ الموضوعة، وهو ممَّا ابْتُلِيَ به أهلُ مكَّةَ حيث يَضَعون الجنازةَ عند الكعبةِ ثمَّ يستقبلون إليها»(٥).

وعليه، فلا ينبغي للمُصَلِّي استقبالُ الجنازةِ قاصدًا، لا بمُفْرَده ولا مع الإمام، فإن صَلَّى ـ والحالُ هذه ـ أثِمَ وأعادها، أمَّا إن صلَّى وهو لا يعلم بوجودها في قِبْلةِ المصلِّين صحَّتْ صلاتُه مِن غيرِ إثمٍ، والواجبُ أن تُوضَعَ الجنازةُ خارِجَ المسجدِ في «المصلَّى» أو على أَبْعَدِ تقديرٍ خَلْفَ المُصَلِّين؛ حتَّى لا يقع المُصَلُّون في هذه المُخالَفةِ المَنْهِيِّ عنها».

🔗 https://ferkous.com/home/?q=fatwa-915 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse/1558

الجزائر في: ٢١ جمادى الأولى ١٤٢٩ﻫ
الموافق ﻟ: ٢٦ ماي ٢٠٠٨م

(١) أخرجه الطبرانيُّ في «المعجم الكبير» (١٢٠٥١) مِن حديث ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما. والحديث صحَّحه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (١٠١٦).

(٢) أخرجه مسلمٌ في «الجنائز» (‏٩٧٢) مِن حديث أبي مَرْثَدٍ الغَنَويِّ رضي الله عنه.

(٣) أخرجه ابنُ حبَّان في «صحيحه» (٢٣٢٣) مِن حديث أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه. والحديث صحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٦٨٩٣).

(٤) أخرجه أبو يعلى في «مسنده» (١٠٢٠) مِن حديث أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه. قال الهيثميُّ في «مَجْمَع الزوائد» (٣/ ١٩١): «رجالُه ثِقَاتٌ»، والحديث صحَّحه الألبانيُّ في «تحذير الساجد» (٣٠).

(٥) «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» لعلي القاري (٤/ ١٧٨).
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
في حكم #هدايا_العمال

قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

«فلا تجوز العطيَّةُ أو الهديَّةُ إلى العُمَّال مهما كانَتْ صِفَتُها ووجوهُ تبريرها؛ لأنَّ ذلك معدودٌ مِنْ أكلِ أموال الناس بالباطل المنهيِّ عنه في كتاب الله وسنَّةِ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ﴾ [البقرة: ١٨٨]، وقال ـ أيضًا ـ: ﴿لَوۡلَا يَنۡهَىٰهُمُ ٱلرَّبَّٰنِيُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ عَن قَوۡلِهِمُ ٱلۡإِثۡمَ وَأَكۡلِهِمُ ٱلسُّحۡتَۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ ٦٣﴾ [المائدة]، وفي تفسير قوله تعالى: ﴿سَمَّٰعُونَ لِلۡكَذِبِ أَكَّٰلُونَ لِلسُّحۡتِ﴾ [المائدة: ٤٢] قال ابنُ كثيرٍ ـ رحمه الله ـ: «﴿سَمَّٰعُونَ لِلۡكَذِبِ﴾ أي: الباطل، ﴿أَكَّٰلُونَ لِلسُّحۡتِ﴾ أي: الحرام، وهو الرِّشْوة، كما قاله ابنُ مسعودٍ وغيرُ واحدٍ، أي: ومَنْ كانَتْ هذه صِفَتَه كيف يُطهِّرُ اللهُ قلبَه وأنَّى يستجيبُ له؟»(١)، وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ـ في حديثِ أبي حُمَيْدٍ الساعديِّ رضي الله عنه ـ: «فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى العَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللهُ، فَيَأْتِي فَيَقُولُ: هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ؟»(٢) الحديث، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَرَزَقْنَاهُ رِزْقًا فَمَا أَخَذَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ غُلُولٌ»(٣)، وجاء عن الشوكانيِّ ـ رحمه الله ـ ما نصُّه: «والظاهر أنَّ الهدايا التي تُهْدَى للقُضَاةِ ونحوِهم هي نوعٌ مِنَ الرِّشْوة؛ لأنَّ المُهْدِيَ إذا لم يكن معتادًا للإهداء إلى القاضي قبل وِلايته لا يُهْدِي إليه إلَّا لغرضٍ وهو: إمَّا التقوِّي به على باطِلِه، أو التوصُّلُ بهديَّتِه له إلى حقِّه، والكُلُّ حرامٌ»(٤).

والواجبُ التعاونُ على البرِّ والتقوى فهو أساسُ التعامل الأخويِّ، وتجنُّبُ التعاون المبنيِّ على الإثم والعدوان؛ عملًا بقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ﴾ [المائدة: ٢]».

🔗 https://ferkous.com/home/?q=fatwa-311 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse/1564

(١) «تفسير ابن كثير» (٢/ ٦٠)، وانظر: «نيل الأوطار» للشوكاني (١٠/ ٢٦٠).

(٢) أخرجه البخاريُّ في «الحِيَل» بابُ احتيالِ العامل ليُهْدى له (٦٩٧٩)، ومسلمٌ في «الإمارة» (١٨٣٢)، مِنْ حديثِ أبي حُمَيْدٍ الساعديِّ رضي الله عنه.

(٣) أخرجه أبو داود في «الخراج» بابٌ في أرزاق العُمَّال (٢٩٤٣) مِنْ حديثِ بُرَيْدة بنِ الحُصَيْب الأسلميِّ رضي الله عنه. والحديث صحَّحه ابنُ الملقِّن في «البدر المنير» (٩/ ٥٦٤)، والألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٦٠٢٣).

(٤) «نيل الأوطار» للشوكاني (١٠/ ٢٦١).
شرف الانتساب إلى #مذهب_السلف وجوانب الافتراق مع ما يُسمَّى بالسلفية الجهادية والحزبية

قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

«ٰأمَّا أهل السنَّة السلفيون فلا يداهنون ولاة الأمر بباطل ، ولا يمدحونهم على معصيةٍ بنفاقٍ ، ولا يزيِّنون لهم الباطلَ ، ولا يتاجرون بعلمهم ، وإنما عُرفوا بالصدق في مناصحة الحكَّام لأنَّ مناصحتهم منافيةٌ للغلِّ والغشِّ ، كما عُرفوا بالصدع بالحقِّ وبيانه بأسلوب الحكمة والموعظة الحسنة من غير تعنيفٍ ولا تحريضٍ على الخروج ولا اغتيالٍ ولا تفجيرٍ ، ولا يرضَوْن بهذه الأمور إلَّا ما كانت الشدَّة والغلظة في مجالها الحقِّ الصحيح وبالوجه المشروع».

🔗 https://ferkous.com/home/?q=art-mois-83 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse/1566

الجزائر في: ١٧ ربيع الأول ١٤٣٤ﻫ

الموافق ﻟ: ٢٩ جانفي ٢٠١٣م
2024/10/05 07:27:09
Back to Top
HTML Embed Code: