Telegram Web Link
بالبداية كان صعب عليها تفهم شو كان قصده بس لما دققت عرفت انه عم ينادي لميس قامت من مكانه و اتوجهت ناحه، كان مفتح عيونه، قادر يشوفها بس بنفس الوقت في تعب ع وجهه

ميسا: يامن، كيف صرت

يامن:م، مني، منيح

ميسا:بدك شي قلي اي شي بتطلبه رح نفذه

كانت جادة بكلامها متل ما كان جادد بطلبه فحكى بتعب و شوق

يامن:بدي شوف ميس، و لو لدقيقة وحدة

ما بتنكر استغرابها بس بنفس الوقت كان الشي الوحيد يلي طلبه، مسكت ايده بحنية و أجابت

ميسا:رح خليك تشوفها لو شو ما كان التمن..
.
غادرت الغرفة مع وليد يلي كان مستغرب

ميسا:وليد خبر الدكتور أنه صحي

وليد:مين ميس

رفعت نظرها بإتجاهه و صوبت بإتجاهه نظرات تحذير قائلة

ميسا:مو شغلك وليد خبر الدكتور

وليد:ماشي
.
بعد مغادرة وليد اتذكرت تواجد تليفون يامن معها طول الوقت، فخطرلها تفتحه لتشوف اذا ممكن تلاقي صورة لميس و بالفعل كان محتفظ بصورة وحدة الها، تجاهلت رجفة اطرافها اول ما شافت الصورة و اتصلت بسرعة بجاد

ميسا:كيفك جاد

جاد:مشتقلك و انتِ

ميسا:تمام، جاد في صورة لصبية رح ابعتلك ياها و بدي منك تلاقيها بأسرع وقت ممكن، بقدر اعتمد عليك

جاد:أكيد ابعتي الصورة
#يتبع
الجزء السابع

بعد مرور يومين:

ماكثة بالمشفى ناطرة حالته تتحسن، و ناطرة اي خبر من جاد تقدر من خلاله تبشره بالشي يلي ناطره، الشي يلي من داخله شعر انها عاجزة عن تحقيقه، اطلعت فيه و لاحظت انه كان غفيان بعد ما كان شارد لوقت طويل، قامت من مكانها بعد ما بدلت لبسها ببنطلون جينز فاتح و قميص أزرق مع شوز ابيض، قدرت بدلت تيابها بس ما قدرت تغير شي من ملامح وجهها و التعب يلي كان ساكنهم...
.
قطع صمتها دخول جاد بعد ما دق الباب بهدوء و دخل ابتسمت اول ما شافته، ابتسمت تلك الابتسامة يلي بتحكي عن عمق السعادة و الإطمئنان يلي سكنوا فؤادها اول ما شافته، قامت من مكانها و قربت منه لتسلم عليه لكنه باغتها و اخدها لحضنه بهدوء، ليستكين فؤادها و تحس بوجوده، عم يحاول يعوضها عن كل شي عاشته، باس راسها بهدوء و مسح ع شعراتها ثم أردف

جاد:كيف صرتي

ميسا:احسن، بس قلي قدرت تلاقي البنت؟!

جاد:قصدك ميس

بعدت عنه بهدوء بعد ما سمعت اسمها و حست انو جاد قدر يعملها قدر يجيب اسمها، و بالتالي قدر يعرف عنوانها، هزت راسها موافقة لكلامه فحكى

جاد:أكيد قدرت، هالبنت وصلت ع البلد قبل كم يوم كانت ب روسيا طوال الأربع سنين يلي مرقوا، و رسامة معروفة ع فكرة

مد ايده ع جيبة جاكيته الداخلية و طلع صورة الها، مدها لميسا و حكى

جاد:هي صورة الها جديدة

مسكت الصورة بأيديها و حست بشي من الرعشة سرت بأنحاء جسدها، رفعت عيونها لجاد و سألت

ميسا:قدرت تعرف عنوانها؟!

هز راسه موافق و حكى بوضوح

جاد: قدرت اعرف عنوانها و قدرت جيبه كمان، و اذا بدك فيكي تروحي هلق لعندها لأنها ماعم تغادر بيتها الا قليل

هوا راسها متفهمة و نقلت بصرها ليامن ابتسمت بهدوء لما شافته كيف قابع بصمت و كأنو ما عرف معنى للكلام بيوم، و حكت لجاد

ميسا:خدني للبيت رح بدل لبسي و روح شوفها أكيد

جاد:أكيد

مشيت امامه و لكنه سبقها الخطوات ليكون حدها و مسك كف ايدها و بعدها اكمل المشي، و حكى

جاد:أعتقد انو لازم نرجع هالحركة اللطيفة، لازم ترجعي تمسكي ايدي متل قبل

ابتسمت لذاكرته و كونه لسا متذكر هالتفاصيل الصغيرة و هزت راسها موافقة، مغادرين المشفى
.
وصلت ع الفيلا و حكى جاد

جاد:رح انطرك انا بوصلك لعندها

ميسا:تمام دقايق و برجعلك
.

نزلت من السيارة و كان عم يراقبها لحتى غابت عن انظاره، داخلة لداخل الفيلا، بالرغم من انها وقفت حائرة امام خزانتها و ما عرفت شو ممكن تلبس، لكنها اختارت آخر شي بنطلون مكعب مابين الأسود و الابيض مع بلوزة بيضاء قبتها عالية، و كعب باللون الأسود، حملت واحد من جواكيتها كان لونه اسود بما انهم مقبلين ع الخريف فكان لازم ادفي حالها، حطت مكياج ناعم لتخفي أثار التعب، مع تخطيط حُمرتها و رشة من عطرها المفضل ليكتمل ستايلها...

قطعت شروده و انتظاره الطويل الها، ركوبها المفاجئ بالسيارة بجانبه، ابتسمت بعد ما أطال النظر فيها و إبتسم هوي كمان، رفعت حاجبها الأيسر و كأنها عم تطرح عليه سؤال بمعنى "في شي غريب"، جاوبها و كأنه قرأ أفكارها

جاد:فيكي شي مُذهل اليوم

أشاحت النظر عنه بعد ما ابتسمت و حكت

ميسا:تمام بس خلينا نمشي هلق

استجاب لكلامها و حرك السيارة متوجه لموقع سكن ميس، كان الطريق نوعاً ما طويل، لكن يلي كان ساكن فكر ميسا هوي شو رح تحكي معها و شو ممكن يكون النقاش بيناتهم، كيف بدها تصارحها، و كيف بدها تصافحها، و هي الإنسانة الوحيدة يلي سكنت قلب يامن، الإنسانة الوحيدة يلي خلت ميسا تشعر بالغيرة منها لإهتمام يامن المبالغ فيها، بالرغم من انها ما حبته بيوم و لا حست بمشاعر تجاهه، لكنها شعرت بالغيرة من انسانة سكنت قلب شخص كانت مفكرة انو ماله غيرها بهالدنيا كلها، اتنهدت بعد ما رفع جاد صوت إليسا من أغنية "ساعات"

مش كل اللي بنحبهم حيكونو لينا
ولا كل اللي بنحيهم لايقين علينا
ممكن نلاقي اللي ياما حلمنا بيهم
ويلاقونا ما نلاقيش الحب فيهم
وساعات بنشوف الحب وهو ما يشوفناش
وساعات يقابلنا الحب ويمشي وماعرفناش
وساعات بيجينا الحب ويمشي كأنو مااجاش
وكتير بيسيبنا الحب وجرحو مبيسبناش
.
شردت بالكلمات و حكت قائِلة داخلها

ميسا:و بتبقى اليسا بتعرف الجواب اكتر مني
.
مدت ايدها و مسكت ايد جاد بحنية و ببعض من الحُب و الكثير من الشوق، رفعت عيونها و ابتسمت لما شافت ابتسامته مزينة وجهه و حكى

جاد:لو ما وصلنا ما كنت نزعت هاللحظة الحلوة علينا

اطلعت بالمكان و حكت ضاحكة

ميسا:اووف، مالك حظ خليني انزل انا و انت بعرف انك مشغول مو حابة عطلك اكتر من هيك

أطال النظر فيها و تمعن كلماتها كتير منيحة، شد ع مسكتها قائِل بمشاعر حقيقية

أطال النظر فيها و تمعن كلماتها كتير منيحة، شد ع مسكتها قائِل بمشاعر حقيقية

جاد:ميسا انا مستعد اتخلى عن الدنيا كلها، و لا اتخلى عنك بعد اليوم، مستعد أدفع عمري كلو مقابل تكوني اخر شخص بمسك ايده قبل ما موت، آخر شخص بشوف عيونه، و اخر شخص بقله اني بحبه
حست بلبكة من كلامه و لكنها اختارت التهرب و كالعادة ضاعت حروفها منها، و لكن أسارير وجهها كانت مبتسمة و بقوة كمان، سحبت ايدها و غادرت السيارة متوجهة لداخل حديقة البيت الهادية، متحمسة و متوترة لتلتقي بالشخص يلي بالداخل متحمسة لتحكيلها عن يامن و تحقق امنيته، و متوترة من المكوث امامها ، رفعت ايدها الراجفة و رنت الجرس بهدوء ناطرة اي رد منها، شعرت بخطوات باتت قريبة منها، لتظهر امامها فتاة صغيرة بقوام إمرأة من نظرها او يمكن إمرأة كما وصفها يامن بالضبط، طالعتها بعيون مستغربة و مبتسمة بنفس الوقت بينما شعرت ميسا بالارتباك امامها، لتبدأ ميس الحوار قائلة

ميس:مين حضرتك؟!

أفاقت من شرودها ع كلمات ميس و حكت بشيئ من الثقل و الهدوء

ميسا:انا ميسا، انتِ ما بتعرفيني بس انا بعرفك منيح، بقدر ادخل

بقيت مُلبكة من طريقة كلامها و حست بشيئ من الخوف من طريقة كلامها لكنها أفاقت من كلامها قائلة

ميس:أكيد اتفضلي

تنحت من الباب لتدخل ميسا بهدوء داخل البيت المليئ بالروح الحلوة و اللوحات الفنية، دخلتها للصالون المشرق و قبعت امامها مباشرةً

ميسا:انتِ ما بتعرفيني أبداً و لا حتى انا بعرفك نحنا مافي بيناتنا اي معرفة و لا حتى صلة قرابة بس في وصل صغير

ميس:مافهمت

رمشت ميسا اكتر من مرات و ضاعت حروفها مرات كتير شردت اكتر من مرة، و حست بضياع من جواتها امام ميس، ميس الهادئة اللطيفة، استجمعت نفسها و حكت

ميسا:انا ميسا، وحدة من يلي كان يتعامل معهم يامن، أكيد بتعرفيه

لاحظت كيف تغيرت ملامح وجهها كيف باتت اكتر لهفة لتكمل حديثها، اكتر شوق، و اكتر خوف قائلة

ميس:مافي داعي تشرحي مجال شغله انا بعرفه منيح

هزت راسها بتفهم و أسترسلت

ميسا:الفرق بيني و بين الباقي انو يامن ما تركني، برغم كل شي ما تركني، و بقي يشتغل معي لآخر نفس، نحنا مافي بيناتنا عقد نحنا في بيناتنا عهود أخوية يمكن

كانت ميس عم تنظرلها نظرة الدخيلة، او ممكن الإنسانة يلي كانت قادرة على احتواء يامن بجميع عيوبها عكس الشي يلي عملته هي

ميسا:اتعرفت ع يامن بعد ما سافرتي انتِ و كان السبب هوي اسمي، اسمي كتير قريب من اسمك و لأنو يامن كان بمرحلة كتير صعبة بغيابك ساكنه الضياع و عدم الاستقرار، اتعرفت عليه و عرض انو يشتغل معي

ميس:مافهمت شو الرابط بين اسمي و اسمك

ميسا:يامن اتوقع انو الألف الزايدة بأسمي هي شي إملائياً فقط، لكن بالواقع اتفاجأ لما عرف انو الألف هي شخص تاني، روح تانية، صفات اخرى، الألف بأسمي تعني شخصية جديدة بملامح جديدة اكتر حدة،هاد الشي يلي ما كان بيعرفه يامن

ميس:فهمت قصدك، وينه يامن؟!

اتغاضت ميسا عن سؤالها و ما جاوبتها لتأكمل كلامها قائِلة

ميسا:بعد كل شي صار بيني و بين يامن،و كل الظروف يلي مرت و كنا فيها ايد وحدة اعترفلي بسره قبل فترة صغيرة، و صرت اعرف بوجودك اما شو يلي جابني لعندك

اتنهدت بعمق و حكت بهدوء

ميسا:فيكي تقولي انو يامن ضحى بنفسه كرمالي و هوي هلق بالمستشفى حالته تعبانة شوي و لهيك انا اجيت لهون لأنو اول ما صحي من غيبويته طلب يشوفك انتِ، و حكالي طلبي الوحيد اني شوف ميس

لمحت عيونها المليئة بالدموع و شافت ملامح وجهها الحزينة كيف باتت باهتة، و حرفياً شعرت بحبها اله، برغم كل البراءة يلي سكنت وجهها كانت قادرة تبين الحُب بين قسمات وجهها، و يمكن هاد الشي يلي خلا يامن يحبها يمكن حبها لأنها بريئة و بتنسيه بشاعة العالم، أفاقت من تفكيرها و حكت

ميسا:بتمنى منك انك تنسي كل شي صار بالماضي، و تروحي تزوريه

ميس:هوي تركني بالوقت يلي كنت محتاجة لوجوده فيه تركني بالوقت يلي كان هوي كل شي بعالمي

ميسا:انتِ يلي تركتيه

ميس:لأنو ما قبل يتخلى عن شغله كرمالي ما قبل يضحي كرمال ما الحُب يلي بيناتنا، أكيد كنت حأتركه

ميسا:هي غلطة من الماضي أكيد هوي حيصلحها، غلطة قادرة انك تصفحي عنه و تنسيها

أطالت النظر بعيونها و حكت

ميس:رح أسألك سؤال لو جاوبتيني عليه رح روح زوره

ميس:رح أسألك سؤال لو جاوبتيني عليه رح روح زوره

ميسا:أكيد اتفضلي

ميس:ليش فداكي بروحه و انا الي ما قبل يتخلى عن شغله كرمالي

اتسعت عيونها على أثر سؤالها و حكت بهدوء

ميسا:يلي بيناتنا انا و يامن كتير عادي، مافي حُب و لا علاقة غرامية بتجمعنا

ميس:ممكن ما تكون مُباحة

احتدت لهجة ميسا بالكلام و حكت

ميسا:شو قصدك

ميس:ولاشي انا قلتلك جاوبيني ع سؤالي

ميسا:ماله جواب

ميس:ليش فداكي بروحه و انا رفض يتخلى عن شغله كرمالي، مع أنه بحبني

باغتتها، ألجمتها، أسكتتها بسؤالها حطتها بقبضتها لدرجة خلتها تايهة و ضايعة بسؤال ما قدرت تلاقيله جواب، مع إنه سؤال كتير جائر التفكير فيه، بس ماله جواب، لأنها حتى هي عجزت انها تجاوب عليه، فتاهت حروفها و تاهت معها كمان

ميسا:مافي شي من يلي ببالك بيناتنا

ميس:جاوبيني
ميسا:يلي بيني و بين يامن اقدس من الحُب، هوي عمل هالشي ممكن لأنو بيعتبرني اخته، بيعتبرني الإنسانة الوحيدة يلي كنت بغيابك اله سند متل ما هوي كان هيك الي

ميس:مافي شي اقدس من الحُب ميسا، مافي أبداً الحُب اقدس شي ممكن يوصله الإنسان

ميسا:اسمعي انا مو جاي اسمع منك هيك كلام، انا جاي لأطلب منك تشوفيه و لو لمرة أخيرة و لو لدقيقة وحدة

سكتت ميس و بات سكوتها علامة مُحيرة لميسا يلي حكت

ميسا:حكالي بدي شوفها و لو لدقيقة وحدة، و انا بترجاكي انك ما تكسري أمله

ميس: انا بحبه بس انا موجوعة منه

ميسا:الوجع صدقيني ما رح يروح غير لما تشوفيه، أحياناً بكون الداء هوي نفسه الدواء أحياناً بكون الدواء عند الشخص يلي أذاكي، لذلك ما تسكري بوجهك كل البواب

ميس:كيف فيني زوره

طلعت من شنتتها ورقة صغيرة كانت كاتبة فيها رقمها

ميسا:كنت حاسبة هالحساب

حطت الورقة ع الطاولة و حكت

ميسا:هاد رقمي ايمت ما حبيتي تشوفيه اتصلي فيي، و انا رح اخدك لعنده، بعرف انو رح يصعب عليكي تروحي لوحدك كونك راجعة جديد لهون

مسكت الورقة بين ايديها و سألتها

ميس:كيف عرفتي عنواني

ابتسمت ميسا بفخر قائلة

ميسا:هي شغلتي، شغلتنا نلاقي يلي احتفوا و بطل الهن أثر

اتفاجأت من كلامها و لكنها ابتسمت

ميسا:بتمنى انك تراجعي قلبك و نفسك و تزوريه

ميس:أكيد

قامت من مكانها مستأذنة للمغادرة

ميسا:اسمحيلي انا لازم امشي

ميس:خليكي ما شربتي شي

ميسا:غير مرة انشالله، ما تنسي كلامي لو سمحتي

هزت راسها موافقة و تبعتها لباب البيت

قبل وصوله ع المكتب أتاه إتصال خربطه، صاحبة الرقم انسانة قديمة، انسانة انظلمت متله و يمكن اكتر، رفع التليفون و رد عليها

جاد:هلا، كيفك

لمى:تمام، و انت كيفك

جاد:انا منيح

سكت و فضل الصمت بينما أسترسلت هيي

لمى:بعرف انك مستغرب من اتصالي بس انا حابة احكي معك

جاد:بدك نلتقي؟!

لمى:لا، كلامي ع التليفون و بينتهي، بالنسبة لموضوعنا انا بعرف انو بما انو خلصت المصلحة بينك و بين بابا فأنتهى دوري و بالتالي فسخت الخطبة بيناتنا

لاحظ غصتها و اديش كان كلامها حقيقي و موجع

جاد:كنت حابب انو نلتقي و نحكي بهالموضوع

لمى:لا انا ما حابة نلتقي، من البداية العلاقة بيناتنا واضحة لا انت حاببني و بصراحة انا بابا اقنعني بضرورة خطبتنا، بس من جوا انا ما بدياك

جاد:ليش كنا سوا معناها

لمى:غير بابا، كنت حابة اقهر ميسا اني اقدرت احصل ع الشخص يلي كانت تحبه بس للأسف أحياناً الحصول على الشيئ مو يعني امتلاكه

قاطعها جاد بهدوء قائل

جاد:انا ما كان بدي تكوني الضحية بالشي يلي صار، و لا كان بدي تكوني الإنسانة يلي عم تعاني معي

أجابته بقوة

لمى:لا لا عادي انا هيك مرتاحة، و اخدة هاد القرار صدقني بعد تفكير عميق و مو ندمانة أبداً

جاد:بالنهاية انتِ ما غلطتي معي و لا انا غلطت معك او بحقك

اتغاضت عن كلامه و حكت

لمى:ليش أطلقت النار على مروان

جاد:أسأليه و هوي رح يجاوبك

لمى:جاوبني انت

جاد:مابدي اصدمك بحقيقة اخوكي خليه بالنسبة الك الشخص المنيح

لمى:ماشي متل مابدك، فرصة سعيدة

جاد:شكراً

لمى:ابقى سلملي ع ميسا

فضل جاد الصمت بينما أقفلت هي الخط، و دخلت لغرفة مروان يلي كان شارد و واضح عليه الخوف و الزهود حست لمى انو مروان مو على طبيعته بس ما حبت انها تضغط عليه اكتر
.
قاطع شرودها دخول الطبيب وقف نوح يلي كان اعد و قربت لمى من الطبيب

لمى:احكيلي دكتور شو وضعه

الدكتور:بالنسبة لوضعه الصحي صار احسن، اما بالنسبة لأيده فيلي أطلق عليه النار كان متقصد انو يأذيه و للأسف حيخسر ايده، يعني ماعد يقدر يحركها بعد اليوم

نوح:حيصيبها شلل

اتنهدت لمى بحزن بالغ ع اخوها بينما مروان ما عطى للموضوع اي اهمية و كأنو يلي حاسس فيه من جوا اكبر من هيك، المرض يلي صايبه اكبر من أنه يزعل ع أيده يلي حيخسرها

الدكتور: بالضبط حيصيبها شلل و ما حيقدر يحركها بعد هلق، أسفين كان بودنا النتائج تكون احسن

رجع نوح و اعد مطرحه بتعب و أجاب

نوح:انتو عملتوا يلي عليكن ...

نوح:انتو عملتوا يلي عليكن

لمى:ايمت منقدر نخرجه

الدكتور:ايمت ما حبيتوا مافي مشكلة

لمى:شكراً

إبتسم الطبيب و غادر الغرفة بينما بقي نوح شارد و سأل لمى

نوح: شو كان اسم اخت جاد

استغربت من سؤاله و لكنها جاوبته قائلة

لمى:عُلا

نوح:هي مدمنة مخدرات صح

لمى:بالضبط بس اتعافت من زمان و تعالجت

إبتسم بخبث و حكى

نوح:ما حتفرح بحالها كتير، و ميسا شو كان اسم اخوها

لمى:وليد

نوح:شو عامل بحياته

لمى:وليد بعيد كتير عن شغلنا

شرد و أضاف بسخرية و خبث

نوح:حيصير قريب

لمى:شو رح تعمل؟!

نوح:ولاشي...
.
دخلت لغرفته بالمستشفى و شافته صاحي قربت منه مبتسمة و حكت

ميسا:كيفك، صرلك زمان فايق؟!

يامن:لا قبل شوي

ميسا:كيف حاسس حالك

حكت جملتها بعد ما شلحت جاكيتها و حطت شنتتها حده و اعدت ع الكرسي يلي مقابيله

يامن:يعني احسن من قبل
ميسا:تمام، شد حالك لنطالعك

يامن:انشالله، ميسا روحي كملي شغلك ما تبقي حدي طول الوقت

ميسا:هههه، لا يامن انا مو تاركة شغلي جاد مستلم كل شي

استغرب يامن من ذكر اسمه و سأل

يامن:ليش رجعت الأمور متل ما كانت

ابتسمت ميسا و حكت

ميسا:بيوم يلي اتصاوبت ألتقيت انا و جاد و حكينا كل شي، و صارحته

استغرب و بنفس الوقت حس بالسعادة

يامن:و شو كانت ردة فعله

ميسا:بصراحة ياريت خبرته من قبل ما كنت متوقعة ردة فعله بس انت بتعرف انو مو شي سهل صارحه بهيك موضوع

يامن:المهم انو صار يعرف الحقيقة، و بطل في بيناتكن اي خلافات

ميسا:و انا هيك قلت

سكت يامن فأسترسلت ميسا الكلام بهدوء و تأني

ميسا:كرمال موضوع ميس انا شفتها و حكيت معها

اتحرك بفوضوية على أثر كلامها فشعر بألم انتفضت ميسا و حكت

ميسا:اهدى

يامن:كيف لقيتيها

ميسا:اهدى

يامن:كيف لقيتيها

ميسا:هي كانت برا البلد و بقيت شي اربع سنين بروسيا يعني ما كانت هون و رجعت قبل كم يوم

يامن:كيف عرفتي مكانها

ميسا:بالحقيقة انا ما عرفت، جاد هوي يلي اتكفل بالموضوع كامل

هز راسه موافق و أسترسل

يامن:شو يلي صار بيناتكن

ميسا:اليوم شفتها و حكيت معها

يامن:و حتجي كرمال شوفها؟!

أشاحت النظر عنه بينما فهم يامن شو بتقصد و حكى

يامن:رفضت تشوفني؟!

ميسا:لا مو هيك بس هي لساها مدايقة منك، مدايقة من الماضي يلي جمعكن

يامن:بتعرفي شو المشكلة

ميسا:شو

يامن:انك ما بتعرفي تكذبي لأنو ملامحك بتفضحك و الواضح من كلامك انو ميس رفضت تشوفني صح؟!

اتغاضت ميسا انها تحكيله عن السؤال يلي طرحته ميس عليها و اكتفت بقول

ميسا:بصراحة مو رفضت بس بحس انو لسا صعب عليها يعني حسيت انها متوترة و خايفة

يامن:ما كنت متوقع انو لهالدرجة مدايقة مني

ميسا: أحياناً الإنسان بيكتم بقلبه اعطيها كم يوم و انا متأكدة انها رح تجي الموضوع مو سهل عليها

يامن:كيف كان شكلها؟! بقصد شو تغير فيها

ابتسمت لاهتمامه فيها و حكت

ميسا:بصراحة حليانة

ضحك يامن بهدوء و حكى

يامن:شكلي ما كنت وجه خير عليها

بادلته نفس الضحكة و حكت

ميسا:يمكن
.
قاطع جلستهن دخول جاد و الواضح انو عنده كلام حابب يحكيه

جاد:الحمد الله ع سلامتك يامن

يامن:تسلم

ميسا:جاد كأنو في بتمك حكي

اعد ع الكرسي يلي حدها و حكى

جاد: يوم يلي التقينا انا رحت و فكيت الشركة مع نوح و صار في سوء تفاهم بيناتنا وصلني اني قوص على مروان و اليوم عرفت انو ماعد يقدر يحرك ايده لأنو صابها شلل

بهاللحظة اتذكرت ميسا موضوع الكذبة و يلي مر عليها شي عشر ايام اتذكرت انو ما صلحت الموقف و لا حتى اتصلت بمروان و كان لازم تتصل فيه فحكت

ميسا: قلتلك ما تتصرف بهالطريقة

يامن:أكيد ما كان حيبقى هادي بعد يلي صار

جاد:بالضبط و صار يلي صار

بعد مرور يومين:

قرابة الضهر:

جالسة خلف مكتبها بعد ما أطالت النظر ع الرقم يلي كان امامها و أخيراً و بعد تردد كبير اختارت انها تتصل فيه و حتى لو كان هالشي صعب عليها، بعد عدة رنات متتالية اتاها صوته

فحكت و بصوتها الكثير من السخرية و بشيئ من الغنج

ميسا:مسيطرة همشيك مسطرة...

مروان: مين؟!

ميسا:بهالسرعة نسيت صوتي و انا صوتي بينتسى

حكى و كانت واضحة الصدمة من خلال نبرته

مروان:ميسا

هزت راسها موافقة و حكت

ميسا:ايوا ميسا، ميسا يلي أذيتها بكل دم بارد اجا الوقت يلي لعبت فيك بكل دم بارد و ع أقل من مهلها، انا ما قتلتك و لا قوصتك انا عذبتك من جوا صح؟!

مروان:ميسا انا مابدي منك شي انا بدي منك تريحيني و تتركيني عيش يلي باقي من حياتي بهدوء

ميسا: و انا كيف بدي كمل حياتي بعد يلي عملته، كيف بدي كمل حياتي بهالسهولة يلي انت مفكرها، لأنو انت اذيتني بشغلي بس صح؟، انت اذيتني بأكتر شي صعب اكتر شي انا وقفت عاجزة امامه

كانت نبرتها حزينة و شعرت بالعِبرات يلي كانت حتخنقها لكنها تماسكت و أردفت

ميسا: انت مو انسان عادي، انت انسان مريض نفسي و انا بعرف هالشي اخترت اني أذيك بأصعب شي عندك بتعرف شو هوي

مروان:انتِ أذيتيني بقلم الحُمرة ميسا، أذيتيني بقلم حُمرة كتير سخيف

ضحكت بأنوثة و أردفت

ميسا: ترا نتيجة التحاليل مزورة انت مو مريض سيدا (الإيدز) لا تخاف

شعر بالإحراج و الإهانة، شعر بوجع من داخله و لأول مرة بحس بمعنى الحُرية و لأول مرة بتقدر بنت تأذيه بالطريقة البشعة يلي عملتها ميسا، بالطريقة المؤلمة و الموجعة

مروان:ليش هيك عملتي انتِ بتعرفي شو حسيت

ميسا:كرمال كرامتي عملت هيك عندك مشكلة؟!

مروان:مابعرف، بس انتِ مو عادية

ميسا:هاد أقل الشي كان لازم اعمله، أقل الشي بقدر اعمله لأنقذ نفسي و أنقذ البقايا المتبقية من كبريائي

مروان:ما توقعت انك ورا هالشي كمان

ميسا:انا ورا كل شي صار و حيصير بعدين

مروان:بدي شوفك ميسا

شردت مطولاً بطلبه و بعدها أردفت بشئ من الحيرة

ميسا:ماشي منلتقى ابعتلي رسالة كاملة بالتفاصيل و انا رح اجي ...
اغلقت الخط و بهاللحظة دخل جاد لمح الإرتباك بعيونها فحكى

جاد:شوفي ميسا

اتنهدت و حطت التليفون قدامها

ميسا:مروان بدو يلتقي فيني

جاد:قبلتي؟!

هزت راسها موافقة بينما حكى جاد

جاد:حكون معك

ميسا:أكيد
.

ماكث بالمستشفى و عم يهيئ نفسه للمغادرة ليلاً، شارد بالمكان يلي وصل اله، ثواني و انفتح الباب، لتظهر أمامه فتاته تلك الفتاة يلي اشقى عمره بس ليشوفها و لو لدقيقة وحدة، البنت يلي تعب كتير بغيابها و كان مستعد يعمل اي شئ كرمال يشوفها، إبتسم بشوق كبير و حكى بعد ما عيونه فاضت دموع

يامن:ميس

وقفت امامه جامدة و عيونها ترقرقت كأمواج البحر، باهتة و حزينة بس جمالها لساه خلاب و جذاب متل ما تركها، لساها قادرة انها تجذبه و تسحره من الوهلة الأولى، ليرجع الوصي عليها متل ما كان، قربت منه بخطوات ضئيلة و اعدت ع الكرسي يلي مقابيلها بصمت غريب بينما هوي أشبع نظره من مراقبتها و الإبتسام لمحياها الملائكي،

و بصعوبة بالغة و بصوت هادي حكت

ميس: الحمد الله ع سلامتك

إبتسم بهدوء و كأنه رجع فتى صغير امامها، او شاب عشريني و حكى

يامن:الله يسلمك، و الحمد الله ع سلامتك بعرف انك كنتِ مسافرة

هزت راسها موافقة و حكت

ميس:كانت ايام طويلة و صعبة بس الحمد لله قدرت ارجع ع البلد

يامن:حتستقري

ميس:ماقررت لسا

كان متوقع لقاء يشع حُب اكتر من هيك، لقاء يكون فيه عتابات و الكثير من الأوجاع، لقاء تحضنه فيه، او حتى تبكي بحضنه، كان متوقع لقاء أبهى من هاللقاء، و موجع لنفسه اكتر، لقاء يليق بالأيام يلي كانت بيناتهم، اللقاءات الباردة موجعة للقلب، اللقاءات الباردة إهانة للذكريات، مدمرة للروح، هي نقطة سوداء للماضي، اتوقع لقاء مليئ بالشوق مو لقاء تكون فيه انسانة عادية و يكون انسان جداً ممل بالنسبة الها

يامن:ما توقعت هيك

رفعت عيونها لتعانقه بنظراتها و ردت

ميس:البعد بغير، و بيقلب الشوق جفا

يامن:ميس، انا الشوق يلي داخلي ما اتغير انتِ يلي اتغيرتي

ميس:يامن انت بتعرف اكتر مني شو يلي مرقت فيه و بتعرف اكتر مني اني تعبانة من يلي مرقت فيه، انت بتعرف كتير منيح انو يلي عملته معي ما كان سهل

مد ايده و مسك ايدها بحنية و لكنها فضلت انها تسحب ايدها من ايده لتصفعه اول صفعة بهاللقاء فأسترسل

يامن:و لا بدك امسك ايدك؟! شو القصة ميس انا بعرف اني غلطان و بعتذر ع كل لحظة خليتك تعيشيها لوحدك، بعتذر ع الأربع سنين يلي كنتِ فيهم وحيدة، بعتذر اني ما ضحيت كرمالك

زاد وجعها و ردت بحدة

ميس:ثواني خليني امسح كل شي بذاكرتي كل ندبة بقيت عالقة بروحي، خليني امسح كل وجع حسيت فيه و كل فضة بلعتها و خنقتني من جوا، اصبر بس دقيقة لأنسى كل الإهانات يلي اتوجهت الي بسببك و ارجع احضنك و أنسى كل شي
#بتبع
الجزء الثامن

ميس:ثواني خليني امسح كل شي بذاكرتي كل ندبة بقيت عالقة بروحي، خليني امسح كل وجع حسيت فيه و كل فضة بلعتها و خنقتني من جوا، اصبر بس دقيقة لأنسى كل الإهانات يلي اتوجهت الي بسببك و ارجع احضنك و أنسى كل شي

استغرب من قوتها، و من ملامها مو هي ميس مو نفسها البنت يلي حبها و لا نفسها البنت يلي تركها

يامن:لهالدرجة حاملة عليي، انتِ أيمت لحقتي تكبري هيك

ابتسمت رغم وجعها

ميس:الوجع كبرني، التعب خلاني اكبر قبل أواني، و من جوا انا مليت من كل شي حتى منك

يامن:افهميني ميس انا كنت مجبور، انا كنت قاسي مع نفسي و معك

ميس:انا ما قلتلك ضحي بنفسك كرمالي، طلبت منك بس انك ضحي بشغلك كرمال عيش بطريقة عادية متلي متل باقي الناس بس انت حتى هي استكترتها عليي

هز راسه و نفى كلامه لتسترسل قائلة

ميس:استكترت عليي اني كون العيلة يلي أنا كنت محرومة منها، انت خليتني كون يتيمة دائماً، فكرت انو اول ما نطلع من الميتم رح نكون عيلة رح نحقق يلي أهلنا ما حققولنا ياه، بس انت كنت اقسى منهن، يامن انت اكتر شخص حبيته و اكتر شخص كنت قاسي عليي

حكت كلماتها بعد ما استسلمت لدموعها يلي انهمرت بهدوء يشبه هدوئها

يامن:ما كنت مفكر هيك، ما كنت عارف شو يعني عيلة، كنت صغير و خايف من المسؤولية خايف من العيلة، خايف كون متل والدي، خايف ميس لدرجة انتِ ما كنتِ قادرة تتفهميها

غمض عيونه بأسى و نزلت دموع الندم و الخوف من عيونه و يمكن كانت المرة الأولى يلي بكون صادق فيها لهي الدرجة

ميس:كان فيك تصارحني انت ما عملت هيك كنت دايماً منغلق و دايماً مخبي عني أمور انا لازم اعرفها، بس انت كنت عكس هيك تماماً

يامن:بعرف بس كان عندي اسبابي، ميس خلينا نرجع صدقيني بعوضك عن كل شي مرق و العيلة يلي بتحلمي فيها رح نكونها، خلينا نفتح صفحة جديدة ميس

هزت راسها بصمت و كأنها عم تنتقم لنفسها و نفسها

ميس:انت الوحيد يلي صدقتك و انت الوحيد يلي علمتني انو لازم ما صدق حدا، انت الوحيد يلي وثقت فيه و ضحيت كرماله، بالمقابل انت ما عملت شي كرمالي

يامن:انا مستعد عوضك عن كل شي مرق خلينا نتزوج خلينا نرجع متل ما كنا

ضحكت بهدوء و حكت بشيئ من الكبرياء

ميس: بتعرف شغلة، انا لو بدي موت ما بفكر ارجعلك

صدمته بكلامها ألجمته لدرجة عدم نطقه لأي كلمة تانية فأردفت بعدها

ميس:لما شفتك كيف ضحيت بحالك كرمال ميسا عرفت اني انا ما كنت بالنسبة الك الا حُب مراهقة، ما كنت بالنسبة الك الا شي بتملكه و بذكرك بطفولتك بس، ما كنت الحُب الحقيقي

يامن:ميس مافي شي بيجمعني بميسا غير اني مخلص الها بالشغل فقط، و من ضمن شغلي اني احميها

ميس:و انا مو لازم تكون مخلص الي؟! مو لازم تحبني، وين واجبك اتجاهي، وين حُبك يلي بخليك اضحي بالدنيا و مافيها كرمالي

شرد بكلماتها لتسترسل بأعصاب تائهة و بروح متعبة

ميس:غيرتني يامن، علمتني شو يعني أسى و كيف عيشه بوقت بكير عليي كتير، اذا مفكر انو جرح الماضي بينشفى بكلماتك فأنت غلطان لساه عم يوجعني صدقني

أعاد مسك أيدها لكن هالمرة بقوة اكبر و ندم ملحوظ قربها منها و باس أيدها بشغف مردد

يامن:انا ما بضغط عليكي و لا بغصبك ع شي انا بدي بس تكوني حدي و معي حتى لو كنتِ مجرد صديقة قريبة

ابتسمت مجاملة اله و أكملت بغصة

ميس:مابعرف لأيمت رح يدوم هالقناع مابعرف لأيمت رح اقدر ضل متخبية ورا قناع الصديقة و أنا قلبي من جوا ملهوف عليك

دمعت عيونه و اتنهد بتعب ملحوظ

يامن:مابعرف كيف بدي عاملك كأنك صديقة عادية، و انتِ الضلع يلي استرجعته بعد فترة طويلة، ميس انتِ الروح يلي كنت عايش من دونها، طول فترة غيابك كنت عم دور عليكي بوجوه الكل بس و لا شخص قدر يكون انتِ حتى ميسا ذاتها ما قدرت تكون ميس، و لا حدا قدر يكون ميس الرقيقة البريئة، الناس ما بتشبهك و لا انتِ بتشبهي الناس، انتِ غير عن الكل، انتِ الوحيدة يلي مارح سامح نفسي طول حياتي اني خسرتك، ميس انتِ غصة العمر والله ...

رجفت أضلعه و دمعت عيونه بعد الكلام يلي حكاه و حست باستكانة داخل قلبها و حكت بتعب ملحوظ و رغبة جامحة

ميس:اغمرني و لو لدقيقة وحدة

إبتسم رغم الدموع يلي ملأت عيونها و فتح أيديه بهدوء و شوق، قربت منه بهدوء و ركت راسها ع صدره بعد ما انفجرت أسارير دموعها كاملة، شد ع عليها و كأنه عم يحاول يخبيها داخله لتكون معه دايماً و ما تغيب عنه او تفكر انها تتركه، مسح ع شعراتها و باسها ع راسها و شعراتها اكتر من مرة، اللقاء بعد غياب كتير مؤلم و موجع لكنه بنفس الوقت كله مشاعر و حُب....
.
ماكثة معه بالسيارة ليسألها

جاد:يامن اليوم طالع صح؟!

ميسا:اي اليوم، بس هلق بكون مشغول

عقد حواجبه مستغرب و رد

جاد:ليش؟!

ميسا:اتصلت فيي ميس بدها تشوفه فبعتلها سيارة لتوصلها لعنده كانت حابة كون موجودة بس انا رفضت

جاد:شو السبب

ميسا:هيك لقاءات بكون فيها جرعة زايدة من الحزن، جرعة زايدة من المشاعر و ماحبيت احرجهن للصراحة و احرج نفسي
إبتسم لكلامها و هز موافق، بهالأثناء وصلت رسالة لميسا، فتحت تليفونها ليكون مروان المرسل، و محتوى الرسالة كان عبارة عن مكان مستودع قديم حيتواجد فيه بعد نص ساعة من هلق، راقبت ردة فعل جاد و حكت بهدوء

ميسا:مروان بعتلي موقع، لمكان و بدو نلتقى هنيك بعد نص من هلق شو رأيك؟!

ميسا:مروان بعتلي موقع، لمكان و بدو نلتقى هنيك بعد نص من هلق شو رأيك؟!

جاد:تمام مافي مشكلة بس راح كون معك

ميسا:اكيد، هاد الموقع

و عطته التليفون قرأ العنوان و حكى

جاد:بعرف هاد المستودع

ميسا:و انا كمان بعرفه هوي مستودع قديم

جاد:كانت تتم فيه اغلب الصفقات

ميسا:لها لهيك اختار يكون هنيك

جاد:ممكن يكون في سبب و ممكن لا

حكى كلمته و ركز بالطريق الطويل بينما ميسا شردت باللقاء يلي حيكون بيناتهم
.

ماكثين حول طاولة الطعام و الهدوء مُرافق الأعدة حكت بتذمر طفولي

عُلا:انا دايق خلقي طول اليوم لوحدي

محمد:بصراحة ما بقدر اترك شغلي و اعد معك، و مع هيك عم حاول اني كون دايماً معك

عُلا:طيب بس بصراحة شي بديق الخلق، يعني مافي ولاشي بقدر اني غير نفسيتي فيه

ضحك محمد ع طريقتها بالكلام و حكى

محمد:بتحبي نعمل شي، طالعك شي مطرح؟!

عُلا:ياريت والله

محمد:معناها ليوم عطلتي

سكتت بعد ما شعرت بالضيق و حكت

عُلا:بطلت روح

محمد:انا مشغول و جاد مشغول بشغله خصوصي بعد ما رجعت علاقته تمام مع ميسا فالأمور مكركبة شوي، فترة صغيرة و رح نرجع كل شي متل ما كان و نعمل طلعة انتِ اصبري بس

ركزت ع موضوع ميسا فسألت

عُلا:كيف رجعت العلاقة بيناتهم

اتغاضى انو يشرح الحقيقة لأخته فأكتفى

محمد:بصراحة ما عندي معلومات عن هالموضوع بس المهم بالنسبة إلي انهم رجعوا

عُلا:بالضبط كان نفسيته كتير سيئة الفترة يلي مرقت و ما كان ع بعضه

هز راسه موافق بينما حط الشوكة و حكى

محمد:انا صار لازم امشي عندي شغل ممكن أتأخر شوي

عُلا:تمام

محمد:اذا اعتزتي شي اتصلي اتفقنا

عُلا:ماشي
.
وقفت السيارة امام المكان المحدد نزلت من السيارة و نزل معها جاد

جاد:حاولي ما تنفعلي و خلي الأمور كلها تمرق بهدوء

ميسا:ما بوعدك

جاد:ميسا مابدي تفقدي اعصابك

ابتسمت و هزت براسها موافقة بينما اكملوا التنين لداخل المستودع القديم المليئ بالحجارة المكسرة

كان واقف مهزوم و متعب و لكن نظرة الخبث لساها محتلة نظره، إقتربت منه خطوات معدودة بينما جاد بقي متحفظ بمكانه، لطالما كره هاللحظة بس هوي مجبور يكون حدها و معها

مروان:ميسا و أخيراً شفتك بعد كل هالوقت و بعد كل شي صار بيناتنا

قابلته بنظرات قوية و عيون حمراء كالجمر و حكت

ميسا:ما صار شي بيناتنا يلي كان بيناتنا هوي رد حساب قديم بس

مروان:حتى لو كان مجرد رد حساب ع الأقل في شي

ميسا:شو بدك مني

ميسا:شو بدك مني

مشي خطوتين باتجاهها و حكى مهزوم و متعب

مروان:انتِ يلي شو بدك مني

ميسا:انا بدي تعرف انو كل ظالم رح يوقع، كان بدي منك تعرف انو الشي يلي عم تعمله رح تتعاقب عليه و رح يجي مين يعاقبك عليه

رمش اكتر من مرة و كأنه ماعم يصدق يلي عم تحكيه، شعر بالمكان فتل فيه و كل ذكرى حملت أثر قلم الحُمرة انعادت برأسه وحدة ورا التانية

مروان:انتهت اللعبة

هزت راسها نافية لكلامه

ميسا:بقي الحلقة الأخيرة و يلي بلاها ما بتم شي

إبتسم بسخرية و حكى

مروان:انا خسرت ايدي

حكت من دون ما ترمش و بتعب ملحوظ و قوة تكاد تكون ظاهرة

ميسا:انا خسرت شرفي، خسرت الشخص يلي حبيته و يلي كنت حأتزوجه بسببك انت

مروان: ما طلعت من هاللعبة انسان عادي انا واثق انو صرت شخص مريض نفسي

ابتسمت رغم الوجع و حكت بلا مبالاة

ميسا:انت أصلاً مريض نفسي، طبيبك النفسي يلي ما كملت جلسات علاجك عنده بأكد انك مريض نفسي و بعد كل شي صار فيك انا متأكدة انو لازم يكون الك غرفة بمستشفى الأمراض النفسية

ضاعت حروفه شعر بأوراقه كاملة مكشوفة قدامه، شعر أنه عاري تماماً امام نظراتها و امام معلوماتها القوية فحكى منهك من كل شي حواليه، و مصدوم فيها

مروان:كل هاد بتعرفيه

ابتسمت مفتخرة باللحظة يلي وصلتلها بعد تعب و دموع طويلة، بعد ليالي كانت حارقة لفؤادها و لكبريائها المجروحة كإمرأة خسرت اغلى ما تملك و بهاللحظة عم تثأر لنفسها

ميسا:و اكتر انا بعرف يلي انت ما بتعرفه

وقف امامها عاجز خايف من يلي مخبيته عنه، و بهدوء طلب منها الرحمة، طلب منها تنهي الدوامة يلي عم تشتغل عليها طلب منها تنهي لعبتها

مروان:انهي اللعبة و ارحميني

هزت راسها نافية و دمعت عيونها و لكنها بقيت مسيطرة ع نفسها برغم التعب يلي كان جواتها، كتمت مئات الصرخات و حكت حروف ما بتوفيها حقها من الوجع

ميسا:انت ما رحمتني و لا رحمت صريخي انت ما سمعت ترجياتي و لا حتى اعطيت اهمية لدموعي

اتنفس بصعوبة و بدأت قسمات وجهه تختنق من كلامها ليحكي بخوف
مروان:انتِ مفكرة حالك عم تعاقبيني ع شي اكتسبته من نفسي، انا صنيع نوح انا مو صنيع نفسي، انا صنيع نوح هوي يلي صنع هالنسخة القذرة مني، صنع النسخة المقرقة منه لكون متله

ميسا:و انا صنيع سليمان.....

مروان:في فرق كتير كبير بين صنيع سليمان و صنيع نوح، نوح انسان متجبر و قوي اما سليمان فكان دايماً قلبه ع ولاده

ميسا:و مع هيك قتلتوه و بكل دم بارد

قرب منها ليواجهها و يكون قريب منها اكتر و حكى بشيئ من الترجي

مروان:انا ما بدي اسمع شي عن نوح، انا بدي ارتاح، يلي عشته ما حدا قدر يعيشه و لا يستحمله، الشخصية يلي حملها مانها شخصية انا نميتها الظروف يلي وقعت فيها هي يلي خلتني اتحول لوحش

كزت ع اسنانها و اتمالكت اعصابها، مدت ايديها و دفشته بكل قوة

ميسا:و انا شو ذنبي، انا شو ذنبي جاوبني؟!

غمض عيونه و جاوب و كأنه عم يحاول يتماسك و يضغط ع نفسه

مروان:ذنبك انو القدر حطك بطريق شخص وعي على عنف امه جسدياً و معنوياً و جنسياً كمان، شخص كان يسمع اصوات بنات كتير طالعين من غرفة امه الميتة، امه يلي ماتت بظروف غامضة، ذنبك انو انا ربيت ع الوحشية و ما قدرت اتركها، ذنبك ميسا انو انا ابن نوح و طلعت حشرة متله

تاهت حروفها و تاهت كلماتها قربت منه و سددت لكمة بوجهه و حكت

ميسا:بس انا كنت عايشة حياتي، كنت انسانة سعيدة، كنت انسانة طموحة حتتزوج و حتكون أم و زوجة لشخص بحبه، خليتني اظلم نفسي و اظلمه معي

مسح الدم يلي نزل من انفه و رفع راسه و ردد

مروان:و انا ذنبي اني ربيت ع شي غلط و كنت مفكره هوي الصح و انتِ كنتِ ضحية

قربت منه و وجهتله لكمة تانية، دفشته بأيديها و بهاللحظة ادخل جاد مسكها و بعدها بحنية بعد ما انهارت و خارت قواها امامه

ميسا: انا ما خصني بكل هاد انت دخلتني بلعبة كبيرة انت حولتني لإنسانة حقيرة، حولتني لشخص قاسي بلا قلب، خليتني اطلع بالمراية كل ليلة و أسأل حالي "مين انتِ؟!"

حكى مروان بعد انهار امامها

مروان:انا ما كنت اقدر اطلع بالمراية كنت خاف من حالي، و حس اني انجس من انو المراية تفرجيني حقيقتي المقرفة

ميسا:مارح سامحك، و لا رح تنتهي القصة هون صدقني رح تموت من القهر رح تتعذب اكتر من هيك صدقني مارح يخلص انتقامي هون

هز راسه بطريقة غريبة و أردف بشيئ من الجنون

مروان:ماعد حس اعملي يلي بدك ياه، احرقيني لو بدك انا بطل فيي احساس بطلت قادر استوعب انو انا عايش اصلاً، و لاشي بأثر فيي بعد الشي يلي عشته

حاولت تقرب منه لتضربه بلكي تقدر تهدي من نفسها و لكن جاد منعها قائل

جاد:ميسا بس فقد عقله، مانه طبيعي
بينما مروان ردد اكتر من مرة عبارة

مروان:ماعد حس انا ميت أصلاً، متت مع اغتصاب أمي ...

حتى فعلياً بات شكله محزن، بات شكله مؤلم و يمكن اكتر من أنه مؤلم كان مخيف، مسك جاد ميسا و حاول انو يغادروا المكان بعد رفضها و لكنه قدر يمنعها قائل خلينا نمشي



كل شي كان هدوء حوالي الفيلا، كانت واقفة بالمطبخ عم تعمل قهوة و عم تراقب الحديقة الهادئة و الجو يلي كان حرفياً بيفتح النفس لتعد و تستجم، ثواني معدودة غفلت فيهم عن مراقبة الجو عبر النافذة و سمعت أصوات اطلاق نار، أصوات ملت المكان بأكمله و من دون ما تعرف منين مصدرهن بالظبط، شعرت بالخوف فأطلت من النافذة لتشوف شو يلي عم يصير و كانت الفاجعة

الحديقة الهادية امتلأت برجال ملتمين بالأسود و معهم أسلحة ضخمة مع سياراتهم الجيب العالية، عم يطلقوا النار بطريقة عشوائية على أي حدا بيطلع بوجهن

عُلا:هدول مين و شو يلي جابهن لهون

تركت كل شي و بخوف اتوجهت سكن قلبها اتوجهت للصالون حتى تجيب تليفونها، بينما الصوت عم يقرب منها اكتر، ضغطت ع الأزرار طالبة رقم جاد، اتاها صوته بعد عدة ثواني و بصوت راجف و قلب مقطوع حكت

عُلا:جاد مشان الله تعال مابعرف شو عم يصير

جاد:شبك عُلا جاوبيني

انقطع الإتصال او بالأصح رمت التليفون بخوف اول ما دخلوا عليها ع الفيلا حاملين اسلحتهم و مصوبين بإتجاهها...
.
سمع صوت الرصاص بس كان صعب عليه يفهم شوي يلي عم يصير صرخ اكتر من مرة بأسمها بس مافي اي حدا استجاب

جاد:عُلا، عُلا ردي عليي، ألووو، وينك

سكر الخط و ضرب التليفون بقوة بينما ميسا حكت بقلق

ميسا:شو يلي صار؟!

جاد:عُلا مابعرف شو عم يصير بالفيلا

غير الطريق و اتوجه للفيلا بعد ما زاد من سرعة السيارة و الوقت كان عم يداهمه، اما خوفه فكان زايد بشكل غريب و كأنه متوقع يلي حيصير، كأنه عارف انو الإنتقام حيقرب من اخته اعز الناس اله و اقربهن ع قلبه....
.
وصلت سيارته ع الفيلا، نزل من السيارة مع ميسا و كان الوضع شبه مأساوي كل الحرس الكانوا متواجدين امام البوابة مسطحين ع الأرض و الدم يلي حواليهم شي لا يصدق، تحول منظر الفيلا لمجزرة حقيقة و كأنها غيمة سوداء و ملت المكان ترك كل شي و ركض بسرعة لداخل الفيلا للباب المفتوح و كأنه عم يستقبله ليلاقي حدفه، دخل و كانت معه ميسا، نسي كل شي شافه و ركع ع اول ما شاف عُلا مرمية بوسط الفيلا، مرمية و كأنها ملاك
بوسط بركة من الدماء، ركع من هول المشهد و من خوفه أنه يقترب منها، كأنه عم يحاول يكذب يلي عم يشوفه قدامه، عم يحاول يكذب عيونه، انهارت قواه و بكي و كأنه ما بكي قبل هيك، اما ميسا فشهقت بقوة و نزلت دموعها و كأنها عم تتسابق لتكون الأحق بهالحدث الحزين

جاد:شو ذنبها، شو ذنبها هي كمان ضحية

رفع راسه و قام من مكانه بصعوبة بالغة مشي خطوات بطيئة منها لتوضح صورتها امامه و بكل قوته و وجعه صرخ

جاد:حرام، والله حرام لما قررت تتغير يصير معها هيك، حرام تموت بهالسهولة....

فاجعة موتها كانت حقيقة بيصعب تصديقها قرب جثتها منه و حضنها لآخر مرة بحياته، حضنها ليودعها و ليبكي ع كل ذكرياته السيئة و المنيحة معها، حضنها بدمائها فكانت ملاك بين ايديه، قربت منه ميسا و ربتت ع كتفه قائلة

ميسا:البعد و الموت اقسى الشي بصيب الانسان صدقني بيبقى عمره كله حزين ع الشخص يلي فقده

زاد من حضنتها و كأنه عم يحاول يخليها معه وقت اطول و حكى بغصة

جاد:كنت قاسي معها ما حسبت هالحساب ما فكرت يجي يوم و تتركني

بقيت ميسا و اتذكرت يوم وفاة والدها

مسح ع شعراتها و اطلع بوجهها و حكى

جاد:سامحيني ع كل لحظة صرخت فيها عليكي كان من خوفي اني ممكن اخسرك من خوفي اني ممكن بيوم اخسرك بسبب المخدرات، ما توقعت اني كون السبب بخسارتك

ضمها لصدره مرة تانية و بكي بقوة و كأنه طفل صغير بكي حتى اختفت ملامح وجهه و تحولت لمقبرة أموات، جلست حده و بكيت فقده اخته، بكيت و كأنها اختها الصغيرة و حكت

ميسا:الموت ما بيرحم

باسها ع راسها و ع شعراتها، باس خدودها و أيديها و استنشق ريحتها للمرة الأخيرة، مسك أيدها الباردة و قربها منه و حكى

جاد:انا اسف، سامحيني سامحيني ما قدرت احميكي، بس صدقيني ليموت قاتلك وعد مني الك لأقتله متل ما قتلك بكل دم بارد

اطلع فيها مطولاً و مسح ع شعراتها و وجهها بأيديه المليئة من دمها و حكى

جاد:انتِ الملاك يلي قدر يتخلص من كل شي كان عم يعذبه، انتِ ملاكي الوحيد، الملاك يلي مارح سامح حالي ما حييت ع موته

كل ما تمسح دموعها ينهمروا بقوة اكبر من يلي قبلها قطع جلستها معه وصول اتصال الها، رفعت الخط و ردت لأنو الرقم كان لشخص يفترض انو ما بيتصل فيها غير وقت المشاكل

ميسا: شوفي

:.....

نزلت التليفون و اطلعت بجاد بعيون مفجوعة و حكت بخوف و وجه ملامحه باكي

ميسا:خطفوا وليد....

ميسا:خطفوا وليد....

تغيرت ملامح وجهه بالكامل دقائق مرت صار فيها وحيد و الإنسانة يلي أمامه ممكن تكون وحيدة بأي لحظة، شعر بعجزها شعر بنظراتها التائهة و توترها يلي بدى اكتر من ملحوظ، رفعت راسها للسما و حكت بهدوء و عيون ضايعة

ميسا:يامن وينك انت لازم تكون موجود بهاللحظة

اطلعت بجاد و حكت

ميسا:كان بدي ابقى معك بهيك لحظة، بس انا اذا ما بلحق حالي ممكن اخي يكون الضحية التانية، انت ابقى هون و انا لازم اتصرف

هز راسه شارد و كأنه مو بوعيه بينما ميسا غادرت الفيلا متوجهة لسيارة جاد، فتحتها و طلعت فيها، بهداك اليوم كانت الرياح عم تتسارع كان الجو حزين و بصفة عامة كان في كأبة قابعة بوجوه الكل...

رفعت تليفونها و اتصلت بيامن ثواني و رد عليها

يامن:هلا ميسا

ميسا:وصلك الخبر؟!

هز راسه موافق بحزن و أردف بنبرة غير مطمأنة

يامن:وصلني

ميسا:شو رح تعمل يامن؟!

يامن:عم حاول راجع كاميرات المجلة بس المشكلة انو الكاميرات معطلينها

لحظات قليلة عقلها كان غير قادر على الإستيعاب، غير قادر على فهم الكلام يلي حكاه يامن و بنفس الوقت غير قادر على تقبل خسارة وليد يلي صارت واضحة، كتمت غصتها و حكت

ميسا:بدي شوف أخي و لو هالشي رح يكلفني كتير، انا بدي كون يتيمة للمرة التالتة بعد موت أمي و أبي مابدي اخسر اخر شخص بعيلتي و ابقى وحيدة فاهم يامن؟!!!

استشعر رجفتها و خوفها، استشعر كل الاحاسيس يلي كانت عم تحاول توصلها بحروف صغيرة بينما شعورها كان كبير و حكى بهدوء

يامن:فاهم والله و رح حاول قدر الامكان اني ساعدك

حكت بهدوء و خوف

ميسا:قتلوا علا اخت جاد

يامن:شوو؟!! كيف هيك

ميسا:مافي غير نوح وراها، مافي غيره ممكن يعملها

و بهاللحظة شعر يامن بخوف على ميسا و انها معرضة للقتل بأي لحظة فسأل

يامن:انتِ معك مرافقة؟!

هزت راسها نافية و حكت

ميسا:مامعي بس ليش

شد ع قبضة ايده و حكى بعصبية

يامن:كيف بتطلعي بهيك وقت من دون مرافقة، اتوجهي ع المستودع رح لاقيكي هنيك، و انتبهي اي حدا يكون عم يلحقك

ميسا:تمام رح اجي ....

سكرت الخط و راقبت من خلال المراية اذا كان في حدا وراها و اذا كان الطريق هادي

دقت باب الغرفة بهدوء و دخلت بعد تردد كبير، حطت صينية اكل قدامه و قربت منه أعدت ع رجليها امامه و مسكت كف ايده قائلة

لمى:مروان شبك؟! جاوبني ليش هيك اتغيرت

بقي شارد و كأنه ماعم يسمعها فأردفت بعد ما اغرورقت عيونها بالدموع

لمى:قوم بدل لبسك، و اتعطر احلق دقنك، إبتسم و روح شوف حدا

غمض عيونه بيأس و الصمت جلي ع وجهه
لمى: خبرني مروان شو صاير معك شو يلي غير حالك

لمعت عيونه و اطلع فيها و كأنها الوحيدة يلي قادرة على انقاظه و حكى بهدوء و ندم واضح

مروان:لمى، انا انسان أقل ما يقال عنه أنه سيئ غلطت اغلاط كتيرة مارح احكيلك عنهن، بس يلي بهمني انك تعرفي شو يلي وصلني لهون

تعلقت عيونا بشفايفه عساه يكمل كلام فأسترسل بعد تعب

مروان:ميسا هي السبب بكل شي

لمعت عيونها بحقد عليها ليأردف مروان

مروان:بس انا يلي غلطت انا يلي اغتصبتها متل ما اغتصبت كتير بنات قبلها

لحظات شعرت فيها بعدم توازنها لحظات كانت فيها شبه غايبة عن الوعي و ماعم تقدر تستوعب كلامه، رمشت اكتر من مرة فأردف بهدوء مميت

مروان:اغتصبتها و كنت السبب انها تترك مع جاد، كنت السبب بمأساتها و حزنها و والدك كان السبب بموت والدها

غمضت عيونا بحزن بالغ فأكمل مروان

مروان:نحنا سببنالها حزن كبير، و انا ماعم اقدر اغفر لنفسي ذنوبي كلها عم تحاصرني من جميع الجهات، حاسس حالي انتهيت و مابقي شي بالحياة عيش كرماله

لمى:رح تتغلب ع هالوضع صدقني

هز راسه نافي لكلامها و حكى

مروان:مستحيل اقدر اتغلب ع هالشي يلي عم عيشه و عم حسه مستحيل اقدر كون انا مروان مرة تانية، انا خلص دوري بالحياة و لازمني استراحة حتى من نفسي

لمى:ما تحكي هيك مروان

اخد نفس عميق و أكمل

مروان:والدك قتل عُلا،و هوي يلي خطف وليد انا بعرف

هزت راسها موافقة فأكمل بترجي

مروان:بترجاكي لمى حاولي تعرفي وين مكان وليد و اتصلي بميسا من تليفوني خبريها

لمى:بس هيك صعب

أعاد الكلام مرة تانية

مروان:انا بترجاكي انك تساعديني، خبريها ع مكان اخوها و قليلها بس تسامحني و تتركني عيش باقي حياتي بهدوء

لمى:رح حاول

شد ع ايدها قائل

مروان:مابدي تحاول بدي تعملي هيك

اخدت نفس عميق و هزت راسها بإيجاب

طلعت من الغرفة متوترة و حاسة بضياع، لما عرفت الحقيقة كان شي بالنسبة الها اكبر من صدمة الشي يلي عمله مروان مانه شي عادي و لا حتى شي يغتفر، فكرت كتير داخلها و اتوقعت لو كانت مطرح ميسا، أكيد ما كانت سامحته، و يمكن كانت قتلته،

اتنفست بعمق و دخلت لغرفتها بعد ما سكرت الباب وراها، أعدت ع حرف التخت و بدأت الأفكار تشغل بالها كيف ممكن تعرف مكانه قبل ما يكون والدها أذاه، او كيف رح تقدر تتنصت ع مكالمات والدها

أمور كتيرة كانت عم تفكر فيها و ماعم تقدر تلاقيلها حل، اتنفست بعمق و حكت داخلها

لمى:مابعرف الغلط من مين، خايفة قول انو مروان الغلطان و كون عم اظلمه بس يلي متأكدة منه انو نوح ورا كل شي هوي السبب بحالة مروان، و هوي السبب بكل شي صار و عم يصير

استجمعت قوتها و قامت من مكانها متوجهة لمكتبه قبل ما تدخل سمعت صوته، سمعت كلمات خفيفة عم يحكيها، ابتسمت و حست انو مهمتها حتكون سريعة، و رح تقدر تعمل يلي عجز مروان عنه، قربت ادنها و اتسمعت ع مكالمته

نوح:خلوه بهدول المستودعات، مو اخته يلي حرقتهن، رح احرق اخوها فيهم متل ما عملت

شهقت من الشي الفظيع يلي مقرر والدها يعمله و كيف اتملكته الجرأة لينهي حياة شخص بهيك طريقة بشعة، كيف ممكن يقتله حرق

بعدت عن الباب قبل ما يحسها ع وجودها و اتوجهت لغرفتها خافت تتصرف، خافت تأذي نفسها، او خافت انها تدخل بعالمهم يلي ما بيرحم و تكون جزء منهم

لطالما حاولت تكون بعيدة خوفاً من اعمالهم السيئة و خوفاً من الحساب، اخدت نفس طويل و فكرت لتحسم قرارها النهائي
الجزء الأخير

صف سيارته بالمستودع و نزل منها بعد ما كانت ناطرته، قرب منها و حكى

يامن:اهدي و لا تخافي رح لاقيه و لو كان تحت سابع ارض

ميسا:الموضوع هالمرة أصعب من كل مرة، مافي و لا أثر يثبت هوي وين؟! و لا حتى وين موجود

اتنفس بصعوبة و حاول يخفف عنها

يامن:ميسا حطي ببالك انو الأمور ما بتنحل هيك و بحالتك هي مستحيل نقدر نوصله

فقدت السيطرة ع نفسها و صرخت بوجهه

ميسا:يامن شبك، شو عم يصير معك هاد الشخص يلي انت مبرد دم عليه، هاد اخي بتعرف شو يعني اخي، هاد آخر شي بقيلي من اهلي مستوعب انت او لا؟!

شعر بحروفها القوية و ردة فعلها العنيفة اتجاهه فإكتفى بقول

يامن:لو كنت قادر اني اوصله ما كنت خليتك توصلي لهالمرحلة، انا مو مبرد دم، بس انا كمان متلي متلك مو عارف شو اعمل

ميسا:خلي الكل يدور عليه خلي حدا يتبع اثره، آخر تحركاته

يامن:صدقيني عملت هيك قبل ما تحكي هلق بيبقى انو ننتظر الرد

اتنفست بتعب واضح و هزت راسها موافقة
.
بعد عدة ساعات:

جالس ع الكرسي و مقابيله محمد يلي كانت عيونه منفوخة من كتر البكي

محمد:لما قررت تتغير و تكون احسن تركتنا و راحت

بقي جاد شارد و كأنه مو بوعيه و عم يفكر بشي

محمد:يمكن ما كان لازم اتركها، يمكن كان لازم ابقى معها، ماعم اقدر اتصور كيف رح نعيش من دونها، آخر فترة كانت متغيرة كتير لدرجة انت ما كنت رح تعرفها

جاد:محمد بترجاك لا توجعني اكتر من هيك صدقني مارح اترك دمها يروح هيك، صدقني رح انتقم منه

هز راسه نافي للكلام و حكى

محمد: بكفي يلي عم نخسره جاد، بكفي

جاد:محمد رح أسحب الورقة الأخيرة و الرابحة و خلي للإنتقام لذة...

محمد:شو رح تعمل؟!

جاد:رح تشوف شو رح اعمل، هاللعبة طالت و انا بأيدي رح انهيها، بس خلي ميسا تطمن ع وليد و النهاية حتكون بأيدي

محمد:لا تنهي اللعبة قبل وقتها

اطلع فيها نظرات قوية و حكى

جاد:بدي سكر حنفية الدم يلي فتحها و انهي اللعبة....

بالمستودع:

كانوا بعدهم ناطرين اي اتصال تقدر من خلاله تطمن على اخوها، اي اتصال يرجعلها الأمان لروحها الضايعة، ماكثة ما بين اوهامها و أفكارها حاسة انها خسرته و بنفس الوقت مانها قادرة تستوعب انها ضحت بهالحرب بكل شي بتملكه او حتى بكل شي كانت تحلم انها تملكه، لتطلع بالنهاية الطرف الرابح، بس بالحقيقة هي خسرت كل شي و ما ربحت اي شي...

رفعت السيجارة يلي كانت بأيدها و استنشقت منها بعمق حتى خلصت زتتها بالأرض و دعست عليها برجلها، نفخت الدخان المتصاعد منها، و سحبت سيجارة وراها شغلتها و استنشقت منها، كانت المرة الأولى يلي بدخن بهالشراهة لطالما اتعاملت مع الدخان ع اساس شي كلاسيكي، شي ما بليق فيها، و انو قوتها بتكمل بلاه، لكن اليوم و بهاللحظات حست برغبة جامحة لاستنشاقه بلكي تقدر تهدي من نفسها و لو شوي
.
قطع خوفها و تفكيرها رنين تليفونها، رفعته و لاحظت انو رقم غريب ردت بسرعة و لهفة واضحة، قرب يامن بعد ما فتحت السماعة و اتاها صوت أنثوي بتعرفه كتير منيح و صرلها زمان مو سامعته

لمى:كيفك ميسا

جاوبت ميسا تلقائياً

ميسا:انا منيحة

لمى:بعرف انك مو حابة تسمعي صوتي و لا حتى تسمعي اخبارنا، بس انا متصلة لقلك ع مكان وليد

حكت ميسا و الصدمة واضحة ع نبرتها

ميسا:شو عم تقولي؟!

لمى:اي انا بدي ساعدك لأنو وليد متلي ضحية و ماله اي ذنب، وليد موجود بالمستودعات يلي انتِ حرقتيها، نوح بدو يحرقه متل ما حرقتي مستودعاته

سكتت شوي لتنطر ردة فعلها لاحظت صمتها فأسترسلت

لمى:كل هاد عملته كرمال مروان، اخي ندمان ميسا، ندمان ع كل شي عمله و مو طالب منك غير انك تسامحيه، و هوي يلي طلب مني خبرك ع مكان وليد

عجز، تعب، صدمة، و وحدة كلهم اتجمعوا بهاللحظة داخلها و ما قدرت تقول غير

ميسا:الله يسامحه، كتر خيرك

سكرت الخط و طلعت ميسا بيامن و حست أنه فهمها

يامن:السلاح المخبى رح يطلع، الرجال المتخبية رح تطلع، و السيارات رح تجهز

ابتسمت بفخر فيه و حكت

ميسا:رح أتصل بجاد و خلينا نروح بسرعة قبل ما يعمل فيه شي

و قبل ما تكمل جملتها حست بالتعب و الانهيار قرب منها يامن و مسكها بقوة قائل

يامن: مابقي غير القليل، اتماسكي ميسا، استجمعي كل قوتك صدقيني مارح يصيبه شي

ميسا:انشالله، رح حاول

يامن:يلا اطلعي معي

اتصال ميسا بجاد كان كفيل ليخليه يتحرك و يحاول ينسى حزنه، اغلب الوقت كانت عُلا مسيطرة ع أفكاره، موتها و تعبها، تغيرها بأخر فترة كل هالأمور كانت ساكنة خلايا عقله و عم تتعبه، اتنهد بعمق و مسح دموعه بسرعة، بينما اكمل سواقته ع الموقع يلي حكت عنه ميسا
.
بعد ساعة تقريباً وصلت ميسا يلي كانت مع يامن بالسيارة و ع بعد بضع أميال عن المستودعات، فتحت الجرار يلي كان بالسيارة و طلعت منه مسدس، خرطشته و هيأت نفسها للنزول فمسكها يامن و حكى

يامن:نفس القوة، و نفس اللهفة كانت ع جاد لما تأخر بتسليم البضاعة بتتذكري، كنتِ مستعدة اضحي بنفسك كرماله و هلق ذات الشي

غمضت عيونا بحزن و هدوء قائلة
ميسا:لازم انضحي بكل شي كرمال الأشخاص يلي منحبهن، لازم نضحي حتى بأنفسنا كرمالهن

تركته و نزلت من السيارة بينما بقي هوي عم يتصارع مع افكاره و بهاللحظة الغير مناسبة أتذكر ميس، أتذكر انو لازم يضحي هلق كرمالها حتى بعد فوات الأوان...
.
قربت من جاد يلي كان بعده واصل و ابتسمت بعد ما استشعرت بالقوة بوجوده

ميسا:اسفة اني اتصلت فيك، بس كنت حابة انك تكون معي مابعرف ليش

إبتسم جاد و برغم وجعه حضنها قائل

جاد:انا يلي ما بقبل اني اتركك لوحدك بهيك موقف

اطلعت بكل يلي كانوا متواجدين و بكل الأسلحة يلي كانت معهم و اجت عينها بعين يامن، هزت راسها موافقة و كأنها عم تعطيه الإذن ليبدأ

حكى يامن بهدوء و جدية

يامن:الدخول حيكون جداً هادي مابدنا حدا يحس، المنطقة جبلية و الاشتباك حيكون سهل حدد الهدف و صيب

وضحت ملامح الموافقة ع وجه الكل و اتنهد يامن قائل بعد ما خرطش المسدس يلي كان بأيده، و هيأ جاد نفسه

يامن:ألحقوني

قادهم يامن ع الهدف لأنو كان عنده نظرة ثاقبة بهالأمور بيعرف كتير منيح كيف بيقدر يسطادهم واحد ورا التاني و اول ما قربوا من الهدف رفع ايده و حكى

يامن:هلق

كانت ميسا بالصدارة قربت و بكل قوتها بهاللحظة شعرت شو معنى موت القلب، كيف ممكن الإنسان يموت قلبه و ما يكون سائل حتى عن حياته، كيف الإنسان بينسى نفسه امام الأشخاص يلي بحبهن، و بتكون التضحية فعلاً سيدة هي المواقف، بتكون التضحية هي السبب الوحيد يلي بخلينا ننسى أنفسنا لأجل حياة شخص عزيز علينا فكيف لو كان أخ
.
جاد حاول يحمي ميسا و بنفس الوقت شعر بموت قلبه او يمكن لأنه كان عارف انها المعركة النهائية الهن، المعركة الأخيرة يلي حتسبق النهاية
.
قرب يامن من اي شخص كان يحاول يأذي اي شخص من رجاله ليحميهن و هاد من طبعه، ما كان عدد الرجال كتير فكان الإشتباك سهل متل ما حكى يامن

تأكدوا من هدوء المكان و بهاللحظة دورت ميسا بعيونها ع وليد فكان قابع بكرسي و مربطينه، الخوف جلّي ع وجهه و التوتر كان احد معالم وجهه الهادي، ركضت ميسا بإتجاهه و قبعت امامه ع رجليها مسحت ع شعراته و وجهه بهدوء مختلط بلهفة و حكت

ميسا:و أخيراً انت منيح و أخيراً قدرت ضمك يا عمري

فكت الحبلة يلي كانوا مربطينه فيها و حضنته بقوة، حضنته و بكيت و كأنها التقت بأهلها، كان آخر ما تبقى من عيلتها، كانت القشة يلي اتعلق فيها الغريق، كان الشي الوحيد يلي بذكرها بأصولها، الوحيد اللي لما بتطلع بوجهه بتشوف صورة والدها، و بتلاحظ ملامح امها، استنشقت ريحته و اتذكرت العيلة و اللمة الحلوة، اتذكرت كل ماضيها بوليد

بعدت عنه بهدوء و حكت بينما اختلطوا دموعها بإبتسامتها

ميسا:انت آخر شي بقيلي، ما كان عندي قوة اني اتحمل الحياة بلاك، انت البتذكرني بأهلي، وليد انت بتذكرني مين انا

إبتسم وليد و امتلأت عيونه دموع متل ميسا و مسح ع شعراتها بكل حنية و حضنها قائل

وليد:انتهى صدقيني خلصت، انا حدك هلق، انا منيح

شدت ع عناقه و قالت

ميسا:ما كان عندي استعداد اني اخسرك او انك تروح و تتركني لأنو هالمرة حتكون النهاية حتكون نهايتي ع ايدك يا خيي انت

ما قدر يامن يتمالك نفسه فبكي لانه ما عاش هالشعور و لا كان بيعرف شو يعني اخ، كتير صعبة انك تكون وحيد، وحيد بالمعنى الحرفي للكلمة مالك حدا و لا حدا سائل عنك، يلي ماله أخ او حتى اخت بكون خسران بهالحياة الصعبة، بكون حرفياً يتيم و لو بلغت سعادته حد السماء
.
أطال جاد النظر فيها و للحظة شعر اديشها انسانة حساسة انسانة حقيقية، يمكن ما كان مكتشف هالشي فيها، او يمكن كل شي مرقوا فيه كان كفيل ليخليهن يبعدوا عن بعض و يستصعب تذكرها و تذكر تفاصيلها، اجتاحت عُلا تفكيره و بهاللحظة خارت قواه ليبكي هوي كمان ع فقدانه اخته، و ينعي ذكراها داخله، ملاكه اللطيف...

بعد مرور يومين:

بمكتب ميسا ماكثة امام جاد و يامن ليتناقشوا بأمور مختلفة، حكى جاد بوضوح و بجدية و كأنه عم يعد الثواني ليوصل للحظة يلي رح ينتهي فيها من نوح

جاد:بعد كل شي صار لازم نتصرف

ميسا:يلي عمله نوح ما حيكون الأخير، هدفه انو تفضى الساحة اله

جاد:للصراحة نوح هدفه انو يتخلص مننا مو تفضاله الساحة

جلست من اعدتها و حكت

ميسا:جاد اعطيني خطتك، انا بعرف انو عندك شي يدك تحكيه

إبتسم جاد لذكاء ميسا و حكى

جاد:في الورقة الرابحة و الأخيرة، الورقة يلي رح تنهي اللعبة

عقدت حواجبها مستغربة و غير مصدقة

ميسا:شلون يعني ما فهمت

عدل من جلسته و حكى بوضوح اكبر

جاد:من أيام شغلي مع والدك كنا نحرص انو لكل شخص يكون اله ملف كامل عنا

ميسا:ايوا

جاد:كرمال لو قرر يلعب معنا هيك أو هيك نقدر نصفيه، و بالفعل هاد الشي يلي اتعودنا عليه و فادنا

فهمت ميسا شي من كلام جاد و حكت

ميسا:يعني يلي بدك توصله انو كمان نوح اله ملف كامل عندكن

هز راسه موافق و معجب لدهائها و أردف

جاد:الملف موجود عندي فيه كل شي عم يشتغل فيه نوح من بداية شغله لحد هلق
ميسا:كيف لساتك عم تسجله مع انو كنت تشتغل معه

طالعها بعيون مستغربة من كلامها و حكى

جاد:انتِ اكتر وحدة بتعرفي انو بعالمنا مافي شي اسمه صديقي و عم اشتغل لصالحه، كله بمشي مصالحه ع حساب غيره

هزت راسها موافقة و أسترسلت

ميسا:بس بابا ما خبرني شي بخصوص هدول الملفات

جاد:مو بالضرورة ميسا تكوني بتعرفي كل شي عم يصير حواليكي، و مو بالضرورة تكون كل الأوراق الرابحة بأيدك انتِ

فهمت قصد كلامه و سألت

ميسا:و كيف ممكن نستخدم هالملف

حكى بتفاخر بنفسه و بصديقه

جاد:زيد هوي يلي رح يساعدنا، لأنه واصل يعني بيعرف يلي فوق، و يلي انا و انتِ ما منعرفهن لسا

هزت راسها موافقة، و اطلعت بيامن قائلة

ميسا:يامن ما تبقى هيك شارد يا ضحي كرمالها يا تركها

ضحك جاد ع كلامها ع قوة ملاحظتها

بأحد المكاتب الفخمة، المليئة بالهدوء، و المفعمة بالخبايا و الأسرار، مكتب كله هيبة و خوف، ماكث بهدوء ناطر الموافقة لدخوله، عم يراقب بعيونه كل التفاصيل المخيفة بالمكان، و كل تفصيل ناعم كان في وراه قصة كبيرة، اطلع فيه الرجل القابع بإحترام خلف مكتبه و حكى بشيئ من الهيبة

....:بتقدر تدخل هلق

هز راسه موافق و حمل الملف يلي كان موجود بأيده، و اتبع خطواته المترددة لداخل المكتب، طرقات خفيفة ع الباب، ثواني من الإنتظار ثم دخوله

اقترب من الكرسي البعيد عن المكتب و جلس عليه، رفع راسه ليطالع الشخص يلي امامه و متل كل مرة كان دايماً يعطيه ضهره، و رائحة السيجار منبعثة من خلف كرسيه

....:شو عندك يا زيد

رفع زيد الملف يلي كان بأيده و حطه ع المكتب قائل

زيد:احد الروس الكبيرة أعتقد انو البلد صار لازم تستغني عنها

...:من هوي

زيد:نوح بيك

قهقه الرجل بوقار فأحدث خوف بقلب زيد و أردف

....:نوح متل الخضرة المعفنة، ما بتنفع بشي بس بتخاف تكبها مخافة من ربك

شرد بالتشبيه يلي حكاه الرجل و فضل الصمت بينما أسترسل الطرف الأخر قائل

....:انا بعرف انو عم يخبص و بعرف بكل شي عم يعمله لهيك حان الوقت لترتسم نهايته

زيد:هاد الملف بلخص كل شي عمله بسنوات شغله

...:معناها هالملف اجا بوقته، الأشخاص يلي متل نوح لازم كل فترة قصيرة نعمل تصفية الهن و نتخلص من وجودهن، لانو للأسف بفكروا حالهن من أساسيات هالبلد و هنن مجرد أدوار ثانوية منقدر نتخلص منهم بحركة جداً بسيطة

زيد:أكيد كلامك صحيح

...:كل شي كان عم يدخل كنا منعرف فيه و هالشغل يلي صار كان تحت علمنا، ما بيخفى شي علينا متل ما بتعرف، لذلك ملف نوح وصل بالوقت يلي نحنا رح نرجعله لنتحقق منه بس

زيد:فهمت حضرتك

....:الملف صار عندي ياريت نهاية نوح تكون عبرة لغيره و بلا ما حدا يلحقه

اتسلل الخوف لقلبه و حكى بنبرة هادئة

زيد:في شي مخيف سيادتك

...:أبداً بس الحذر واجب....

اعدين بهدوء عم يراقبوا البحر يلي كان عم يتحرك بشكل مريح امامهم، اتنفس بعمق و حكى

جاد:ما كنت متوقع انو بنهاية المطاف كون انا السبب بنهاية نوح

ميسا:و لا انا ع فكرة

جاد:يمكن كنت خاف أذيه بطريقة مباشرة او يمكن كنت خاف ينأذى حدا بحبه

اكملت ميسا عبارته

ميسا:بس لما أذى علا صار الحساب لابد منه

هز راسه موافق و أجاب

جاد:مجالنا، عالمنا، و شغلنا بيتطلب انو نكون هاديين، قويين، و بنفس الوقت مغامرين لازم نغامر و نضحي

اخدت نفس عميق

ميسا: نوح تعب الكل كرمال يوصل ع الكرسي

جاد:بتعرفي شغلة المؤلم بالموضوع انو حتى مروان نهايته أصعب مما يكون

ظهرت عليه علامات التعجب و حكت

ميسا:ليش وينه

جاد:مروان نهايته كانت مشفى أمراض نفسية و عقلية، داخلياً كان في شي مو مريحه كان في شي مو تمام، و اختار أنه يبعد عن الكل، و يبعد حتى عن حاله

اكتفت بالصمت بهاللحظة الغريبة بينما رن تليفون جاد و كان المتصل زيد

زيد:أهلاً صديقي يلي مو صديقي

ضحك جاد و حكى

جاد:طمني

زيد:الأمور تمام، بس خلينا ننتبه ع حالنا كلنا

جاد:كيف يعني

زيد:مابعرف بالضبط بس هيك كانت رسالته

جاد:فهمتك

نزل جاد تليفونه و اطلع بميسا قائل

جاد:خلينا ننتبه ع حالنا

شردت و ما أجابت ب ولا كلمة بل استمتعت بمراقبة البحر
.
قابع بسريره و غرفته الظلمة بأمان و يمكن كانت المرة الأولى يلي بحس فيها انو سعيد و مطمأن و مو خايف من شي، مدت ايدها و مسكت ايده بحنية قائلة

لمى:طمني عنك

مروان:انا منيح و انا من مجنون بس انا مرتاح هيك، و سعيد بهالحالة

لمى:بس حرام تعمل هيك بحالك

مروان:و يلي كنت عم اعمله مو حرام انا اخترت اني اهرب حتى من نفسي بترجاكي تركيني هيك

لمى:مابقي شي ابقى كرماله

مروان:شو رح تعملي؟!

لمى:رح سافر لأني مو حابة ابقى مع نوح لوحدي

لمى:رح سافر لأني مو حابة ابقى مع نوح لوحدي

هز راسه موافق لكلامها و حكى

مروان:حيبقى لوحده مابعرف اذا هالشي بريحه

فضلت انها ما تجاوب و حكتله

لمى:اجيت لشوفك و طل عليك مابعرف ليش بس حسيت انو لازم اطمن ع وضعك

هز راسه موافق و حكى

مروان:انتبهي ع حالك

لمى:انتبه ع حالك انت
قامت من مكانها و غادرت الغرفة بينما مروان اتسطح بتخته و بداخله عارف انو هالبداية الجديدة حتنفعه و ممكن حتخليه مطمأن اكتر
.
واقف امام باب بيتها و متوتر خايف يدق الباب و بنفس الوقت خايف يحكي معها بعد تردد طرق ع الباب بهدوء، ثواني و اطلت بوجهها البريئ مبتسمة

ميس:هلا كيفك

يامن: اشتقتلك كتير

ابتسمت و اشرتله بأيدها ليدخل

يامن:كيفك انتِ

ميس:انا منيحة

قرب من احدى اللوحات يلي كانت بتشبهه لحد كبير من حيث الملامح و حتى الشخص الموجود و إبتسم

يامن:مين هاد؟!

ضحكت ببراءة و انوثة و أجابت

ميس:هاد يامن يلي بضحي كرمالي و ما بيتركني، يامن يلي بيترك الدنيا و بقلي تعالي نعمل عيلة...

رجفت اطرافه ع أثر كلماتها و قرب من اللوحة ليستشعر كل شي فيها و حكى

يامن:حبيتها تفاصيلها كتير حلوة

ميس:تفاصيلها متلك بالضبط بتشبهك كتير

شرد يامن باللوحة و بكلام ميسا عن التضحية و حكى

يامن:بالفعل كتير بتشبهني

ميس:ليش اجيت

يامن:يمكن ندمان، يمكن اشتقتلك، يمكن راجع صلح شي لازم يتصلح او يمكن انا حاسس انو غلطان كتير و عم فكر بلش من جديد

ميس:كيف يعني

طلع يامن الموس يلي كان بجيبته و فتحه امام عيونها انصدمت و بنفس الوقت استغربت من كلامه، سكر الموس بأيده و بهدوء حطه ع الطاولة يلي حده و حكى براحة نفسية، و هدوء داخلي

يامن:خلصت حكايته، و حكايتي...

بعد مرور يومين:

ماكث خلف مكتبه بعد ما خسر كل شي تقريباً خسر اكتر شي كان لهفان ليحصل عليه و ما قدر، اتنفس بعمق و حكى

نوح:مابقي حدا معك بقيت لوحدك يا نوح

أمامه لعبة الشطرنج و مافيها غير الملك منهزم، كل شخصيات اللعبة كانت مستقيمة الا الملك حس انو منهزم، مد ايده بهدوء و وقع الملك بعد ما حكى

نوح:انتهت لعبة الشطرنج بموت الملك، و كل الشخصيات عاشوا حياتهم بهدوء من بعده
.
تعلقت عيونه بالفراغ و بالعدم شيئ من داخله عم ينأذره ليهرب او يترك كل شي و يعمل متل لمى يغادر البلد بس ما قدر، اتنبأ لباب مكتبه يلي انفتح و أطل منه الملك الحقيقي لهاللعبة

قام من مكانه فور رأيته بس سبقه صوت الرجل قائل

....:خليك مكانك و ع كرسيك

اعد نوح بمكانه بينما جلس مقابيله و أشعل السيجار يلي بأيده قائل

...:انت بتعرف كتير منيح مين انا، انا المسؤول عن تصفية الشخصيات الصغيرة متلك، و انا المسؤول عن تكسير اكبر راس مفكر أنه رح يوصل ليلي بده ياه

سكت نوح بينما أردف الرجل

....:بنهاية اللعبة الرابح معروف، قلتلك ما تتكبر، و ما تتجبر، ركز ع الهدف مو ع السلطة، السلطة بتجي لما تحقق هدفك بس انت ما قبلت

شرب من السيجار يلي بأيده و أسترسل

....:انعميت و كأنك بعمرك مو شايف شي بحياتك، و كأنك عايش بس كرمال السلطة شفت شو صار و وين وصلت، هي شغلتنا لأنو لكل بداية نهاية، في كتير شخصيات بدياها تكبر و تبرز لذلك أمثالك لازم تنتهي قصتهن

نوح:بس انا، انا حاولت قدر الإمكان

....:نوح قلت خلصت القصة و خلص دورك اترك مجال لغيرك، بالمناسبة ابنك رح يكون بخير، اما بالنسبة للمى فهي راحت ع مكان افضل من هالمكان بكتير

اطلع بالحرس يلي كانوا معه و أسترسل الكلام

...:و انت هلق رح تكون نهايتك

هز براسه لأحد المرافقة يلي كانت معه، و تلقائياً اطلق النار ع راسه، إبتسم بهدوء و حكى

...:مفكرين السياسة و الأكشن بس رفع سلاح ما بيعرفوا انو ما خفيّ كان اعظم، أعظم بكتير من مجرد سلاح...

النهاية:

بعد مرور سنة:

ذلك الكوخ يلي حمل داخله كل أنواع الذكريات اللطيفة الذكريات يلي عاشوها جاد و ميسا بحلوها و مرها، و بليالي ديسمبر المتعبة و الممطرة، كان الجو رائع من حواليهم، قادرة انها تراقب المطر من خلال الإزاز يلي محاوط البيت، و تستمتع بالدفئ من خلال مدفأة الحطب و صوتها الهادي، موسيقى ناعمة كلاسيكية صوتها منخفض، مع صوت المطر و الريح، اضافةً بصوت الحطب المنحرق داخل النيران، كان الجو المثالي بعد أصوات عالية من السلاح و اطلاق النار
.
لفت الشال ع اكتافها و ابتسمت لنفسها ع المرأة، رفعت قلم الحُمرة يلي كان قابع امامها، ايديها عم ترجف بفخر لما تتذكر انو هالقلم رسم بدايتها و نهايتها،

اتنفست بعمق و حكت بهدوء

ميسا:قلم حُـمرة كان السبب بكل شي، قلم عادي كان عنوان لبدايتي، و هو يلي خط نهايتي، أحياناً الظروف و المواقف الصعبة و الايام البشعة بتبدأ من تفصيل صغير، من شي نحنا مو عاطينه اهتمام أبداً، أحياناً كل شي متعبنا بكون شئ كتير تافه و كتير سخيف

أطالت النظر بالقلم و حكت

ميسا:قلم الحُمرة لطخ شرفي، انتقم من اعدائي، أعاد أحياني، زاد اناقتي و الأهم أعطاني لذة لإنتقامي، و أعاد إعمار شخصيتي

اتنهدت مطولاً و خطت من قلم الحُمرة ع شفايفها، القلم يلي خطت منه طول فترة انتقامها، اليوم أعلن انتهائها، خلص قلم حُمرتها، حطته مكانه و طلعت من الغرفة متوجهة لمكان الضوء الخفيف المُنبعث، أطالت النظر فيه لما شافته جالس امام المدفأة و شارد

ميسا:بشو شارد
جاد:بالهدوء و الراحة و الإطمئنان يلي كنا حارمين نفسنا منه

قام من مكانه و شدها من إيدها ليتوجهوا نحو الإزاز و يراقبوا رذاذ المطر الهادي، حاوطها من الخلف و حكى

جاد:لأول مرة بندم اني ضيعت عمري و انا عايش بالخوف و السلطة، عايش بس لأحمي نفسي من الموت و لأرضي كل الشخصيات الأساسية

حكت ميسا بهدوء

ميسا:طلعت الحياة ابسط من ما كنا متوقعينها، ابسط من انو امسك مسدس او كون دايماً تحت الحراسة

ضحك جاد و حكى

جاد:معناها حنتغير

ابتسمت ميسا بهدوء

ميسا:مابقدر لطخت ايدي بالدم و لازم ابقى قريبة من الدم...

جاد:لطخت ايدي بالقوة و الحياة الصعبة، لإمتثال لهيك حياة بسيطة بتحسسني أنه فخ

ضحكوا مع بعض لأنو أفكارهم كانت مترابطة، بينما انقطعت جلستهم برنين الجرس

جاد:أكيد يامن و ميس

ميسا:لا تنسى وليد و يمكن يكون زيد معهم، خلينا نفتح الباب

جاد:قبل ما نفتح الباب انتهى الإنتقام ميسا؟!

ميسا:أنتهى الإنتقام و أنتهى قلم الحُمرة صدقني...
#النهاية
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قصــص وروايــات 📚📖 pinned «قصة جديدة : #قلم_حمرة الموسم الثاني قراءة ممتعة🪄»
قصــص وروايــات 📚📖 pinned «https://www.tg-me.com/Statues_whats_App قناتنا مخصصا للحالات 🤍 https://www.tg-me.com/faith_1in_god_1 قناتنا الدينية 🤍 يلي بحب ينضم بتنوروا 🤍»
2024/11/16 07:28:57
Back to Top
HTML Embed Code: