Telegram Web Link
الجزء الثالث

بعد محاولات طويلة، غادرت مكتبها مع يامن بالسيارة دون اي كلام يُذكر بخصوص موضوع جاد

يامن:ميسا نروح ع البيت؟!

هزت راسها برفض قائلة

ميسا:لا مابدي روح للبيت خلينا بالسيارة

هز راسه بصمت و شبه حالتها بحالته دون ميس، اتنفس بعمق و حزن واضح قائل

يامن:صرنا تنين مجروحين

ما اعطت اي ردة فعل فأكمل كلامه بشرود

يامن: انا كمان مجروح انا كمان تعبان، انا كمان انكسرت متلك بالضبط...

اطلع فيها و شافها ع حالها كانت شبه مفجوعة عيونها عم ادمع بطريقة هستيرية دون توقف فأكمل

يامن:ميس قادتني لعندك ميسا، ميس خلتني كون معك و كون حمايتك

بدأت تركز مع الاسم اكتر فاطلعت فيه و قالت

ميسا:مين ميس

اطلع فيها بعيون متعبة و قال

يامن:في بار انا بالعادة بروح بشرب فيه رح نروح سوا

نفخت بديق من كلامه

ميسا:بتعرفني اني ما بشرب

يامن:انتِ مارح تشربي نحنا رح نحكي بصراحة و لأول مرة

استغربت من كلامه الغريب لكنها ما عطته اي ردة فعل بل شردت بالطريق الطويل بعد ما وقفت دموعها و باتت ملامحها حادة متل ما كنت بس داخلها لسا الطفلة عم تبكي و بقوة اكبر من يلي كانت عليها و حكت داخلها بتعب كبير

ميسا: والله اجا اليوم يلي صرت فيه لغيري

رجعت بذاكرتها لموقف لطيف جمعها بجاد

_فلاش باك_

اعدين بالسيارة و عم يتأملوا غروب الشمس عند مطلع البحر، كانت كمن ملك الدنيا بأيديها بهاللحظة، ضاممها ع صدره و عم يلعب بشعراتها بهدوء

جاد:بحبك يا إمرأة

ابتسمت من أعماقها و رقصت ع أوتار قلبها السعيد، لطالعه بعيون كلها حُب

ميسا:و انا بحبك...

جاد: هالمنظر رائع

ميسا:لأنو معك، كل شي معك اله طعمة خاصة

إبتسم جاد مفتخر بنفسه و بما ملكه

بعدت عنه و سألته بطفولة واضحة

ميسا:جاد بدي أسألك سؤال

جاد:أكيد ياعمري

ميسا:ممكن تحب حدا غيري

إبتسم جاد ع تفكيرها الطفولي يلي كان دايماً يظهر امامه

جاد:مستحيل اقدر حب غيرك و مستحيل اقدر اطلع بوحدة تانية، انتِ فتاة احلامي الوحيدة، ميسا انتِ فتاتي و حلوتي

شعرت بدقات قلبها عم تتزايد قربت منه و حضنته بقوة و كأنها عم تحاول دخله لداخلها و تحميه حتى من نفسها...

_باك_

أفاقت من شرودها ع صوت يامن عم ينبها انهم وصلوا ع وجهتهم طالعته بذات النظرات الغريبة، هزت راسها و نزلت من السيارة، مشيت حد جاد يلي دخل ع البار جلسوا ع احد الطاولات و اجا احد العاملين لياخد طلبهن

....:شو بتحبوا تطلبوا

يامن: واحد °°°°°°

كان ناطر يسمع طلب ميسا لكنها فضلت الصمت فقال يامن

يامن:مشروب طاقة خالي من الكحول

مشي العامل بإتجاه عمله و شرد يامن بالمكان ثم حكى

يامن:المكان مو سيئ انا بحب اجي لهون حتى لو مابدي اشرب شي مو بالضرورة اذا اجيت معناها نيتي عاطلة

هزت راسها و حكت بهدوء

ميسا:بعرف يامن بس انا اليوم مو حابة ركز بشي و لا حتى اعطي ردة فعل لشي

يامن:ميسا بتعرفي انو قصتك بتشبه قصتك

ميسا:كيف يعني

طلع باكيت الدخان من جيبته و سحب سيجارة شغلها و استنشق منها بعمق

يامن:بتعرفي اني ربيت بميتم لأنو على ما أعتقد انا لقيط، او متل ما بقولي ابن حرام

ميسا:مابحب توصف نفسك بهالكلمة

يامن:و لا انا بحب اوصف حالي هيك بس هي الحقيقة المهم، بالميتم ربيت معي بنت كان اسمها ميس و ميس كانت بنت و لا كل البنات

ميسا:كتير قريب لإسمي

هز راسه موافق و مبتسم،. بينما حط العامل المشروب ع الطاولة

يامن:كنت حبها كتير من لما كنا صغار كنت حس اني مسؤول عليها و لازم احميها و ما كنت اسمح لحدا يأذيها حتى العاملين بالميتم ما كنت اسمحلهن يأذوها

سكت ليشرب من الكاسة يلي أمامه بهدوء و أردف بعدها

يامن: بقينا سوا للوقت يلي قررت فيه اني غادر الميتم و اخدها معي أكيد، فيكي تقولي هربنا هريبة هون انا كنت داخل بمجال شغلنا جديد ما كنت بعرف شي و هي ما كانت تعرف عنه شي

ميسا:شو عملتوا لما طلعتوا من الميتم

يامن:اتزوجنا بعمر كتير صغير و خصوصي انا هي عمرها نوعاً ما مناسب بس انا كنت صغير، اتزوجنا و كان شرطي الوحيد او مابدي ولاد

ميسا:ليش؟!

يامن:لأنو مو مؤهل لكون أب صراحة و يلي عملتوا اني حرمتها و حرمت نفسي من الولاد تقريباً خمس سنين

بلع غصته و طفى سيجارته بقوة و شرب من الكاسة يلي قدامه، لاحظ انتهائها فصب وحدة تانية

يامن:انا بهالسنين كنت عم طور نفسي كتير بشغلنا و هي كانت بترسم و بتبيع لوحات كتير كنا نتخانق كرمال شغلي كانت رافصته بشكل لا يوصف

ميسا:كنت تدايق من كلامها و تدايق انها تخاف عليك

يامن:أبداً بس انا ما كنت قادر وقف الشغل بهديك الفترة كنت متعاقد مع اكتر من شخص و لمدة طويلة و صعب اني افسخ العقد

ميسا:ما عذرتك؟!

يامن:رفضت رفض قاطع انها تعذرني و بيوم اجت فيه و قالتلي انا بدي ولد نتسلى فيه

تغيرت ملامح وجهه و باتت حزينة كتير، تغيرت ملامحه للألم و أردف بعد ما شغل السيجارة التانية
يامن:انا ما كان بدي ولاد و كان صعب عليي اني ربي ولاد أصلاً رفضت، و ما كنت بعرف انو هي حتكون البوابة النهائية لإنتهاء علاقتنا، و بعد فترة قصيرة غادرت البيت و ما رجعت مر على غيابها اربع سنين و نص، طول هالمدة و انا ناطرها ترجع و ما رجعت مابعرف وين راحت و لا حتى وين استقرت

ميسا:ما حاولت ادور عليها

يامن:ااااه حاولت دور عليها، حاولت كتير و طلبت من ناس مهمين بالبلد يدوروا عليها بس ما لقوها

انسابت دمعات قليلة من عيونه تشرح معاناته و مأساته

يامن:كانت تقلي انت صرت مخيف و خطير انا مابقدر كون معك...

حطت ايدها فوق ايده و شدت عليها مبتسمة فأردف

يامن:لحد ما تعرفت عليكي، بتعرفي شغلة ميسا انا ما قبلت اشتغل معك غير لأنو اسمك بيشبه اسمها كتير للصراحة كنت متوقع انو حتكوني بتشبهيها حتكوني متلها حتكوني نسخة طبق الأصل عنها بس للأسف انا شفت انسانة تانية

وضحت عليها علامات الاستغراب لكن اكتفت بالصمت ليكمل

يامن:كان الفرق بيناتكن 'ألف" هيك كنت قول بيني و بين حالي ما كنت بعرف انو هالألف معناها شخصية جديدة، شكل جديد، افكار جديدة، روح تانية ميسا

نزل راسه بأسف و اكمل بحرقة قلب

يامن:كنت حسك متلها بس لما كنتِ تكوني مع جاد، لما تكوني مع جاد كنت شوفك هيي بكل تفاصيلها، ما كنت بعرف ميسا انو الشي الوحيد القادر على تغيرك هو الحُب ما كنت بعرف اني ميسا بلحظة بسيطة او بكلمة وحدة رح تتحول لميس، انا يلي لحقتك و قبلت اشتغل معك بس كرمال شوفك ميس ما كنت شوفك بصورتها غير لما تكوني مع جاد

شرب الكاسة يلي كانت قدامه و اكمل بإرهاق

يامن:كنت حس حدا عم يخنقني، كتير مرات كنت قول معقول اشارة من ربنا انها صارت لحدا تاني، او انها مع حدا غيري هلق، كنت حس بحيرة كبيرة و بألم فظيع بكل مرة بتكوني فيها مع جاد

ميسا:صدمتني يامن، انت غريب

يامن:كل حدا فينا عنده وجع ميسا، كل حدا عنده هدف عم يسعى وراه

قاطعته بحدة و ضياع

ميسا:ليش لساتك معي انا مو هي و لا بشبها ليش لسا واقف معي؟!

قاطعته بحدة و ضياع

ميسا:ليش لساتك معي انا مو هي و لا بشبها ليش لسا واقف معي؟!

طالعها بعيون كلها حنية و أجاب

يامن:لأني حبيتك، حبيت الشغل معك، حبيت اطباعك افكارك، قوتك و ضعفك حبيت كل تفاصيلك بس مو حُب بيدفعني اني اتزوجك انا ما حبيتك كحبيبة، انا بحبك كأخت، كصديقة بحبك ك شي اقدس من اني قول عنك حبيبة لأنو كل يلي كانوا معنا بعلاقة حُب غادرونا

كان حيكمل لكنها قاطعته قائلة

ميسا:ميس و جاد

هز راسه بأسف و اكمل

يامن:مستحيل اسمح لنفسي انو نبعد عن بعض بس كرمال علاقة اسمها حُب، انا صح بحبك بس انا بدي تبقي معي للنهاية، خلاصة الحكي اعتبري حالك اخت بالنسبة إلي...

ابتسمت بدهاء ع تفكيره و ضحكت من غرابة افكاره

ميسا:تمام أصلاً انا ما بحب حدا صايع ضايع متلك

رفع حواجبه مستغرب و أجاب

يامن:عادي ع فكرة و لا انا بحب انسانة متلك

نسيت كل الكلام يلي حكاه و حكت بتردد

ميسا:نفسي شوف ميس نفسي شوف البنت يلي اودعتك بشباكها، نفسي اعرف مين ميس و كيف شكلها

يامن:انا نفسي احضنها صراحة

و ضحك بسخرية من امنياته

ميسا:ما بتعرف القدر و الأيام

من احد اطباع يامن انو ما بحب الشفقة فغير مجرى الحديث قائل

يامن: يلي عمله جاد كله بس لحتى يخليكِ تغاري بس

ميسا:ياريت يلي عم يدور براس جاد يوقف، ياريت يوقف تفكير و يبطل يوجعني هيك

اتنهدت بهدوء و تعب واضحين ليأردف يامن

يامن:شو خطتك الجديدة كرمال مروان

أعادت تركيزها لهدفها و لبست قناعها الهادي قائلة

ميسا:هالمرة شي بسيط، مروان ماعم يعطي اهتمام للشي يلي عم يصير لذلك فركة ادن بسيطة

يامن:كيف يعني

ميسا:سيارته بدي منك لما يكون بالأوتيل تحاول انو نكتب عبارة ع السيارة مع شوية تكسيرات و اعطال بدي الفت نظره هالمرة...

يامن:ماشي مو مشكلة منعمل هيك....
.
روسيا:

ماكثة امام مرسمها و عم ترسم صورة الطبيعة يلي امامها بإتقان تام، شعرت بالتعب تراجعت عن المرسم و غادرت كرسيها الخشب، شربت مي لتروي جسدها العطش، و حملت تليفونها لتقرأ رسالة محدد فيها معرضها

ميس:اوووه قرب كتير لازم لحق....

تاني نهار:

بمكتب ميسا:

ظهرت عليها علامات الخوف لما عرفت عدد الحمولة يلي داخلة و حكت

ميسا:انا معك زيد هي صفقة تعتبر جداً قوية لكنها بنفس الوقت كتير صعبة

زيد:بس صدقيني ميسا اول ما تدخل الحمولة ع البلد كل شي حيكون سهل

سألته بتوتر من الموضوع

ميسا:كله مرخص؟!

إبتسم بثقة و أجاب

زيد:أكيد انا مابدخل شي بلا تراخيص و لازم تكوني بتعرفي هالشي

ميسا:مين حيستلمها اول ما تدخل

اندفع يامن و أجاب

يامن:انا بستلمها اول ما تدخل ع البلد و الباقي عليي

اطلعت فيه بعيون لائمة و كأنها عم تحاول تحميه او حتى تبعده هالمرة

ميسا:صراحة انا كان بدي تبقى بعيد

باغتها بكلام ما عجبها

يامن:مو قدها

بلعت ريقها بحذر و أجاب

ميسا:انت قدها بتعرف بس انا قصدي انو الموضوع خطر شوي بس
اجابها بثقته المعهودة

يامن:لا تهكلي هم انا رح اتكفل بالموضوع كله

شعرت بالإحراج و اكتفت قائلة مهزومة اما قرار التنين

ميسا:اتفقنا معناها

إبتسم زيد و أردف

زيد:الحمولة حتعبر الحدود بعد بكرى الساعة تنتين بالليل، رح اتواصل معك يامن و ابعتلك

يامن:اتفقنا

كانت طول الوقت شاردة و حاسة بإنقباض بقلبها شعر بذلك زيد و طمأنها قائل

زيد:صدقيني ميسا مافي شي تخافي منه، كله مأمن

انتبهت لنفسها و أجابت بصوت فيه بحة خفيفة

ميسا:لا تهكل هم انا ماعم فكر بالموضوع و عارفة انو كلو مأمن عندك

إبتسم زيد لإطراءها يلي زاده شجاعة و شعر من داخله ببصيص سعادة بدأ ينمو
.
اتصال راوده، مباغت لكل افكاره و احلامه ما كان ناوي يجاوب او حتى يرد عليها، لكنه انحرج منها و أجاب

جاد:الو

لمى:كيفك جاد وين انت؟!

زفر بضيق من أسألتها

جاد:وين ممكن كون أكيد بشغلي و انتِ وينك

لمى:بالبيت

و بهاللحظة شعر بالفرق الشاسع بينها و بين ميسا يلي كان واضح، ميسا كانت فتاة دائِمة العمل و الانشغال بينما لمى كانت دائماً فاضية ماعندها شي تعمله، بدأت الفوارق بيناتهم تظهر، و شعر بالقلق، شعر و كأنه تائه و ضايع بين قلبه و عقله
.
اتنهد و افاق لكلامها

لمى:وين شردت، صوتك بطلت اسمعه

جاد:لا أبداً بس شردت

لمى:اااه، كنت مفكرة انو اليوم نعمل شي طلعة شو رأيك؟!

شعر بالإحراج من عرضها و داخله رافض للقياها بس انجبر يجاوب

جاد:تمام بشوفك اليوم بعد ما خلص شغلي

حقنة الإبرة بأيدها و غادرت غرفتها متوجهة للخارج

محمد:كيف صارت؟!

الدكتورة:هي منيحة، لكن من الأحسن انو تتقربوا منها اكتر و تكون علاقتكن معها احسن من هيك، ع الصعيد النفسي هي كتير مُتعبة

اتنهد محمد بتعب واضح

محمد:بعرف هالشي بس جاد رافض تماماً انو ادخل لعندها او احكي معها،. رافض انو نكون قريبين منها صدقيني هالشي عم يدايقني بس ماعم اقدر ارفص طلبه

الدكتورة:بس انت لازم تتصرف كرمالها مو كرمال اي حدا، هي تعبانة هالفترة و هالشي واضح عليها

هز راسه موافق لكلامها و تابع السير معها

محمد:و نسبة المخدر بدمها كيف ؟!

الدكتورة:جسمها عم يستجاب للدوا بشكل جيد مع انو كان من الصعوبة انو يصير هيك، لكن هي عندها ارادة قوية و هاد الشي ساعدني لحتى اقدر اتعامل معها

محمد:فهمتك انشالله حأحكي مع جاد و انطبق تعليماتك

الدكتورة:بتمنى هالشي...

غادرت الدكتورة الفيلا بعد ما امر محمد احد العناصر بتوصيلها، و طلع لغرفة اخته، فتح عليها الباب بهدوء و شافها مستلقية ع تختها كالملاك المتعب طالعها بنظرات الشفقة و اغمض عيونه بحزن بالغ ع حالها، أقفل الباب و اتوجه ع شغله...
.
ماكث و مترأس طاولة الطعام، سحبت كرسيها بهدوء و جلست عليه و امامها مباشرةً مروان، إبتداوا الأكل بعد ما بدا والدهن

نوح:كيفك انتِ و جاد

حطت الشوكة من ايدها و أجابت بعدم مبالاة

لمى:عادي

عقد حواجبه مستغرب و أعاد القول

نوح:كيف يعني عادي مافهمت

شعرت بالقلق من كلامه، بلعت لقمتها بغصة و أجابت

لمى:يعني العلاقة عادية بيناتنا

نوح:لمى هاد جاد مو انسان عادي لأسألك عنه و تجاوبي و كأنه آخر اهتماماتك

لمى:انت بتعرف موقفي من البداية بهالموضوع

نوح:موقفك ما بيفرق عندي و لا بيعنيلي، جاد ورقة رابحة و بدك تعرفي تلعبيها فاهمة؟!

هزت راسها بصمت و داخلها براكين من الكلام و الغضب مكبوتة داخلها...

نوح:كان مع ميسا، و عرفت تستغله و تمشي مصالح والدها انتِ أبداً ماعم تعرفي تتعاملي معه

شعرت بالإهانة من كلامه و اجابته

لمى:انت بتعرف انو كان يحبها و كانت تحبه لهيك كانوا متفقين اما انا لا

ضرب كف ايده ع الطاولة ليتسرب الخوف لقلبها

نوح:مافي حُب في ذكاء بس و للأسف انتِ ماعم تعرفي تستغلي ذكائك ...

روسيا:

بأحد المقاهي المُطلة مباشرةً على البحر، ماكثة و امامها فنجان شاي و نسمات الهوا عم تحرك شعراتها بطريقة هادئة و لطيفة، اتنهدت و اطلعت بصديقتها الحاملة للجنسية العراقية

ميس:متى حترجعي للعراق

جنى:قريب والله، اهلي كتير مشتاقين الي و لازم ارجع

ميس:حطول اجازتك؟!

جنى:مو كتير، انتِ ما حتنزلي صرلك أربعة سنين ما نزلتي ع الشام

اتنهدت و تعب

ميس:انتِ في مين ناطرك ليشوفك و مشتاق الك، انا مافي حدا و انتِ بتعرفي

جنى:بس ممكن يكون يامن لسا ناطرك

احمروا عيونها أثر ذِكراه، و بلعت ريقها بصعوبة واضحة، و اتذكرت يامن ذلك الرجل يلي كان السند الدائِم الها، نزلت راسها بهدوء و أجابت

ميس:جنى ما تفتحي الموضوع مرة تانية

جنى:لا تنسي انك انتِ يلي تركتيه، بالرغم من أنه كان دايماً معك، كان ما يتركك أبداً

كلماتها كانت الحقيقة يلي عم تهرب منها، كانت الواقع يلي عم يخنقها كل ليلة، كانت الصورة يلي عم تراودها يومياً

ميس:بعرف جنى و ياريت تبطلي تفتحي الموضوع معي

ارتشفت من فنجان الشاي يلي كان امامها و سألت

جنى:بتعرفي شي عنه؟!

هزت رأسها بألم جلّي ع قسمات وجهها
ميس:من لما طلعت من البلد مابعرف عنه شي، انا ما بعرف اذا كان عايش و لا ميت

ترقرقوا عيونها و ظهرت دمعاتها لتأردف

ميس:بتعرفي يامن هوي الغصة الوحيدة بعمري، هوي الشي الوحيد يلي بيقتلني دايماً

جنى:الحُب صعب، صعب ميس و انتِ كنتي صغيرونة لسا

ابتسمت بهدوء ملفت للأنظار، و أجابتها

ميس:كنت صغيرة و ما بعرف بالحياة غير يامن كان الأب و الأم، كان كل شي بحياتي لهيك كان صعب عليي اني اتركه لأني كنت شوف فيه حياتي كلها، بس كان صعب عليي اني شوفه مفضل شغله عليي، كان صعب اني شوفه عم يفضل شي عليي و انا يلي كنت متعودة اني كون الوحيدة عنده، ماقدرت اتحمل شوفه عم يأذي حاله و ما ادخل، ما قدرت اتحمل فكرة انو ممكن يموت من هالشغل يلي عم يشتغله و هوي مو حاسس ع حاله، عم يقتل حاله و مانه واعي، ماقدرت جنى ما ضحي بكل شي و ابعد عنه

مسحت دموعها يلي انسابوا بهدوء و ابتسمت قائلة

ميس:الحُب موجع و قاتل

هزت راسها جنى و قالت

جنى:صح الحُب موجع كتير

باغتتها ميس قائلة

ميس:مارح تحكيلي ع صالح

أشاحت النظر عنها و حكت بغصة

جنى:هي قصة تانية منحكيها بعدين....

سكرت سماعة التليفون و أطالت النظر بعيون يامن قائِلة

ميسا:اليوم حجز مروان بالفندق

هز راسه موافق و سأل

يامن:تمام شو ممكن اعمل او شو الخطة هالمرة

اتنهدت بعمق و عطته قلم الحُمرة قائلة

ميسا:العُنصر الأساسي دائماً، اضافةً لتخريب السيارة متل ما خبرتك، مع حفر جملة "فيكي شي مُثير" بطريقة مستفزة اله، بدي يقرأها و يحس بشي داخله، يحس انو في شي مو طبيعي عم يصير، يحس بالوجع يامن، مايقدر ينام الليل و هوي عم يفكر

شعر برجفتها يلي كانت عم تزيد بكل كلمة عم تحكيها، شعر بعيونها النارية و حروفها الباكية، و هز راسه تلقائياً قائل

يامن: تمام هدي انتِ و يلي بدك ياه رح يصير

حكت بوجع

ميسا:يامن بدي يحس بالوجع، يحس بحرقة قلبي، يحس بالخوف، ماعم ينفع معه شي، ماعم ينفع معه و لاشي و انا روحي رح تطلع، البراكين يلي داخلي عم تتراكم عم تحرقني يامن، لهيب جواتي و شاعل، إنتقام ماعم يخليني اقدر نام الليل..

حس بكل كلمة حكتها و أجاب

يامن:طول ما انا معك لا تفكري بشي لا تخافي

ميسا:ماشي

يامن:الصفقة يلي كانت حتروح لنوح بيك شو صار فيها

ضحكت بسخرية و أجابت

ميسا:الصفقة يلي كان متأمل فيها صارت معي و انتهى الأمر

إبتسم لدهائها و قرر يطلعوا لأي مطرح ممكن فيه ترتاح فقال

يامن:خلينا نطلع ع شي كافي نرتاح فيه من عبق الشغل

ميسا:مابعرف صراحة

يامن:مو حاسة انو صايرة حياتنا شغل بشغل

ضحكت لكلامه و أجابت

ميسا:ليكون مليت

يامن:لا بس انا انسان بحب كسر الروتين ما بحب الروتين

ابتسمت ميسا و أجابت بثقة

ميسا:لهيك منتفق ع فكرة

سحبت شنتتها، و قامت من مكانها مع يامن متوجهين لأحد الكافيهات لشرب القهوة...
.
ماكثين ع نفس الطاولة، اجساد حاضرة و لكن ارواح غايبة كل شخص فيهم معلق بعالم تاني و روحه محلقة بمكان اخر، حتى عقولهن غايبة بهاللحظة، اكواب القهوة تائهة و صامتة كصمت ملامح الحياة من وجوههن، غابت طعمة القهوة من الأكواب و لا تحوي داخلها الا اكواب من القهر المغمسة بحقول الكرامة و الرغبات

لمى:من لما وصلنا و انت ساكت

بلع ريقه قائل

جاد:اذا عندك اي شي حابة نحكي فيه، احكيه

لمى:ممكن نحكي عن حياتنا مستقبلنا

التف حبل ضيق حاول يمنعه من الكلام و البكاء بنفس الوقت، ذلك حبل الندم، حبل الألم اتنهد بوجع و اكتفى بالصمت...

ركن السيارة امام المقهى و نزلت بأنوثتها المُعتادة و نزل معها رافقها لداخل الكافي، قائل

يامن:هاد الكافي بيعمل اطيب قهوة بالعالم ع فكرة

اطلعت فيه و قالت

ميسا:هلق منشوف

يامن:اي اتفضلي لتكتشفي بنفسك

خطت أولى خطواتها للداخل و شعرت بالإنقباض بقلبها، شعرت بشيئ غير طبيعي حاولت تزيح هالشعور عن قلبها بس ما قدرت و اول ما خطر ببالها جملة لأصالة بتقول

"قالوا عايش عادي، قالوا كلام ينرفز"

استغربت من تذكرها لهالمقطع بالوقت الغلط، بلعت ريقها بصعوبة و أكملت لداخل المقهى، و بدأ انقباض قلبها يزيد تلقائياً و أغنية أصالة تكررت داخلها بطريقة غريبة، اول ما دخلت للمقهى كان يامن عم يختار بعيونه الطاولة يلي رح يعدوا عليها، و بينما هي عم تهرب من حبل افكارها، عم تهرب من نفسها، من شيطانها، عم تهرب من أصالة و أغنيته اصطدمت الأعين و تاهت القلوب و صدع صوت أصالة داخلها قائلة

"بيقولوا قابل وحدة بعدي و حبها..."

تماسكت، تجبرت، و كابرت ع نفسها حاولت انها ما تنهار بالوقت الغلط، او حتى تبدي اي ردة فعل

"و لو مشيت هيبان عليا، و اخاف لضعفي يبان في عيني، يا ارض انشقي و ابلعيني"
بدأت تركز بنظراتها يلي أقسمت على اختراقها و اقتلاع قلبها، باتت عيونها أقوى من الجمر، و قسمات وجهها ساكنة و كأنها ميتة، للحظة تمنت الموت بهاللحظة تمنت انها تتبخر
.
طالعها يامن بإستغراب و نقل بصره للمكان يلي عم تطلع فيه ليتفاجأ بوجود جاد بهاللحظة، ليتفاجأ فيه جالس مع لمى، طالع ميسا بعيون غير مصدقة

يامن:خلينا نمشي

نقلت بصرها ليامن و أغنية أصالة بحذافيرها عم تنعاد داخلها

ميسا:اخترت الطاولة لنأعد؟!

استغرب فيها، استغرب بكلامها استغرب بقوتها يلي كانت بمحلها، شعرت بعظمتها، و جبروتها داست ع قلبها و جلست بنفس المكان يلي جالس فيه مين ممكن يصدق انو هي نفسها الإنسانة يلي انهارت لما عرفت أنه خطب
.
خطت بإتجاه الطاولة يلي اختارها يامن او اختارت هيي، و كانت مُطلة ع طاولة جاد و لمى يلي شعرت بعظمة الموقف و حست انها مُجرد حجر بلعبة هي ما بتعرف قوانيها، اما ميسا اكتفت بالصمت و جلست ع طاولتها، دون ما تبين له انها ادايقت نفذت ما قالته اصالة بحذافيره...

"خُفت امشي لياخدوا بالهم، و لو مشيت هيبان عليا..."
.
احتلت الرجفة ايديها، وضعت الساق فوق الساق و شعرت بإنسياب لون وجهها الطبيعي بس ما قدرت، اما جاد للحظة كان ممكن يتهور و يغادر الطاولة متوجه ناحها، حاضنها او ممكن صافعها، شعر بضعف قلبه بهاللحظة امامها، بينما شعر بقوتها بذلك الموقف، لعن اللحظة يلي وافق فيها ع طلب لمى...

"وقفت حياتي كلها في اللحظة دي، و كأني تايهة و دُنيتي بتلف بيا"

حاولت تحكي اي كلمة مع يامن بس شعرت بالعجز، مؤسف انو يحس الانسان بالعجز لهالدرجة، مؤسف انو يكون حتى الكلام بالنسبة الك عمل متعب او شاق، مؤسف انك تكون انسان محمل بكم هائل من الحروف، و بلحظة وحدة يصير حتى نطق الحرف عبأ كبير ع قلبك و ع جسدك

يامن:شو تشربي

ضلت ساكتة او بالأحرى ما قدرت تحكي، ابتلعت حروفها كل معاني الكلمات و اكتفت بالصمت

يامن:رح اطلب قهوة

كانت كجثة جالسة ع طاولة، جثة عم يحاولوا يرجعوها للحياة بأصعب الطرق، القاتل يجلس امامها مباشرةً نظرة الضعف تسربت لأعماقها لتستقر بعيونها، يلي تلقائياً نزلتها، بينما جاد كانت نظراته كفيلة لتخبرها بما عجز اللسان عن النطق فيه، بهاللحظة بس اتمنى لو يتبخر كل الموجودين ليبقى هوي و هيي بس، يبقى ليخبرها بيلي حاسه و يركض لحضنها و يحضنها بقوة، بتقدر تلحم فؤاده المكسور، لكن كل الأماني غير مباحة بهاللحظة، قطع حبل افكاره لمى قائلة

لمى:خلينا نمشي

و كان واضح الضيق عليها انصاع لرغبتها على مضض و غادر المكان و كأن شيئاً لم يكن، غادر دون ما يعبئ لقلبها الجريح، او يعطيها نظرة يقدر من خلالها يطمأن فؤادها المكسور، رفعت عيونها و راقبته حتى طلع من المكان و شعرت بالضياع مرة أخرى لكن اجتاحت جملة اصالة عقلها قائلة "قلت اعذروني أنا لازم اخد بعضي و امشي" "و اسمعت صوت بقول سيبوها الوحدها"

غمضت عيونها لتنزل دمعات جداً ضئيلة من سجنها المظلم و تتبعها بجملة

ميسا:كنت احسن منك أصالة انا ما هربت، انا واجهته العين بالعين، و القلب مكسور يا أصالة مكسور....
.
قرب منها يامن بعد ما طلب فناجين القهوة و اختار انو يتركها لوحدها شوي جلس مقابيلها و لاحظ مغادرة جاد للمكان

يامن:استغربت كيف كنتِ متماسكة

بلعت ريقها بصعوبة و تعب

ميسا:انا كمان استغربت بحالي بتعرف يامن شو هو الوجع

يامن:شو؟!

ميسا:الوجع انو شوف جاد و ما ارتمي بحضنه

نزلت راسها بهدوء و أسف ع حالها بينما اكتفى يامن بالنظر لعيونها، و أتذكر داخله ميس فأردف

يامن:اتذكرت ميس، اتذكرت شقرائي الوحيدة الفتاة الشقراء يلي معها بس عرفت شو يعني حُب

ابتسمت ميسا بتعب و سحرية من وضعهم

ميسا:ما كسرنا غير الحُب...
#يتبع
الجزء الرابع

ركن السيارة امام الفيلا الخاصة فيهم، و الصمت سيد الموقف بيناتهم، و كأنو لمى غير موجودة، للحظة شعر انو حتى وجوده هو غير مناسب

لمى:جاد مابدك تحكي شي

كان شارد و مارد عليها و لا بكلمة فأشتعلت داخلها نار الغضب و قالت

لمى:جاد عم احكي معك رد عليي وين شردت

افاق من شروده و أجاب بعدم تركيز

جاد:ما شردت عم اسمعك

رفعت عيونها لتلتقي بعيونه و قالت بغصة

لمى:لهالدرجة كركبتك، لهالدرجة غيرتك فيني افهم ليش

بلع ريقه بغصة و أجاب بكبرياء مجروح

جاد:ما خصها، أصلاً ما انتبهت لوجودها

ضحكت بإستغراب من كلامه و ردت

لمى:ياريت بقدر صدقك بس المشكلة اني شفتك كيف نسيت الكل و حتى انا و ركزت معها

اشاح نظره عنها حتى ما تتعمد جرحه بهالطريقة

جاد:بيكفي لمى

أطالت النظر بعيونه و سألته بأنوثة مجروحة و قلب مكسور

لمى:بشو احسن مني، شو الشي يلي زايدة فيه عني

نقل بصره الها و اطلع فيها بعيون حقيقية و حاملة داخلها كلام حقيقي

جاد:شفت كل شي فيكي لمى، الزوجة الرائعة، الأنثى الجميلة، الحبيبة المثالية بس ما شفت فيكي الحُب، ما لمعت عيوني حُباً الك ما رجفلك قلبي...

رمشت اكتر من مرة غير مصدقة لكلامه، و اتنهدت بعمق واضح و نزلت من السيارة من دون اي كلام يُذكر بينما اكتفى جاد بالصمت و كأنو الصمت في حرم ذكراها جمال و عظمة الها...
.
حطت فنجانها و كان ملاحظ عليها انو مانها على طبيعتها، حكت دون تفكير

ميسا:خلينا نمشي يامن انا مو قادرة اني اعد صراحة

هز راسه موافق لكلامها من دون اي اعتراضات و غادروا المكان، متوجهين للفيلا، كان الصمت سيد الموقف لحد ما شغلت مسجلة السيارة و وصلتها ع اليوتيوب و اختارت غنية أصالة "جابوا سيرته" بدت مشدودة بطريقة غريبة للغنية و مركزة بكل كلمة عم تحكيها، ببعض المقاطع كانت تتغير ملامح وجهها و البعض الأخر كان تتجمع الدموع بعيونها، و شعر انها بأحد المقاطع بدأت تحقد اكتفى بالإنصات للأغنية متل ما عم تعمل هيي بعد ما سألها

يامن:ليش أصالة بالذات

ميسا:لأنها أنثى مجروحة

يامن:و ليش هي الغنية تحديداً

ميسا:لأنها ساعدتني كتير اليوم

ركت راسها ع كرسي السيارة و غمضت عيونها بإعياء و دون اي إضافة اخرى...

دخلت للفيلا صادفت وليد يلي حس بمزاجها السيئ اول ما دخلت من الباب، قرب منها ليحكي معها و لكنها فاجئته بفرد كف ايدها بوجهه لتوقفه عن الكلام يلي كان حيحكيه و حكت كلمة وحدة بس كانت عبارة عن

ميسا:بعدين ...

كملت طريقها لغرفتها بخطوات مترنحة متعبة، شعرت للحظة انها مو قادرة تشوف الطريق امامها، شعرت بصعوبة الموقف، بضعفها بهاللحظة و كأنو كل قوتها انهارت امامها و لازم تلملم شتاتها مرة أخرى، وصلت لباب غرفتها فتحته و دخلت بتعب، سكرت الباب، ارتمت ع سريرها و انكمشت ع نفسها كالجنين و بهالثواني خارت قواها، و كأنها نزعت ردائها و تعّرت من كل أساليب القوة، تجردت من اقنعتها و بدت انسانة هشة جداً ما بتقدر تعمل شي غير انها تبكي، و بالفعل هاد يلي عملته، كتمت شهقاتها بالوسادة يلي حضنتها و اطلقت العنين لبراكينها و لغضبها، اطلقت العنان لغيرتها، اطلقت العنان لتفكيرها الشرقي لطالما كانت أنانية بجاد لأبعد درجة، كانت إمرأة شرقية اذا عشقت جُنت حرفياً بمعشوقها و بغيرتها، لكن بحالتها مابيجدي معها غير البكاء و تفريغ شحناتها على شكل دموع أقل ما يقال عنها مؤلمة
.
دخل للفيلا مُنهك و مثقل بالأفكار المتعبة صادفه محمد قبل ما يدخل لغرفته و قاطته عن اكمال طريقه قائل

محمد:جاد لازم نحكي

جاد:في شي

محمد:بخصوص عُلا شكلك ناسيها

ضرب ع جبينه بتعب و أجاب

جاد:صدقني راح عن بالي

محمد:انا عم تابع حالتها

جاد:اعمل يلي بريحك معها بس اهم الشي تتحسن

قرب محمد من جاد و حكى

محمد:صار نفسي شوف الرجُل القوي، المفعم بالكبرياء شبك جاد

اتنهد بألم و أجابه

جاد:بتعرف شو هو العجز

أجاب مستغرب

محمد:لا شو هو

جاد:انو يكون حلمك بكلفك خطوات كتير صغيرة و ما تقدر تحصل عليه

محمد:مافهمت

وضع ايديه بجيبه و أجاب مرة تانية

جاد:اليوم شفت ميسا حسيت بشعور العجز، كنت مستني اللحظة يلي اقدر فيها أحضنها بالقوة يلي كنت متمنيها بس ما قدرت تخيل محمد ما قدرت فشعرت بالعجز، و شعور العجز أقل ما يقال عنه أنه مؤلم...

اكتفى محمد بالصمت بينما اكمل جاد طريقه لغرفته بدون إضافة اي حرف أخر...

بعد عدة ساعات:
بأحد أفخم فنادق دمشق:

دخلت سيارة مروان الفاخرة و تبعتها سيارة يامن، ركن السيارة بالباركينج، و أكمل طريقه بإتجاه بوابة الفندق، عم يراقبه من مراية السيارة و اول ما شافه دخل نزل من السيارة، قرب من الحارس يلي كان موجود لحراسة السيارات

يامن:كيفك ياحبيب

....:تمام الحمد الله

مد ايده ع جيبته و طلع منها مبلغ من المال حطه بأيد الشب و قال

يامن:أُصرف نظر عن المكان
و بالفعل إبتسم الشب و غادر المكان ليكمل يامن مهمته، اتنهد بهمة و نشاط و طلع من جيبته قلم الحُمرة مسك بأيده و أطال النظر فيه بعمق واضح و إبتسم، قرب من السيارة نفس دواليبها و بقطعة حديد كتب عليها جملة "فيكي شي مُثير"، بعد عنها خطوات معدودة و فتح قلم الحُمرة و بدأ بإنشاء الخارطة الخاصة فيه على سيارة مروان، بعد دقايق جاب من سيارته عصا كانت معه، و قرب من بلور السيارة الأمامي و ضرب عليه بقوة، ليحدث انكسار خفيف، إبتسم بخباثة و حط قلم الحُمرة ع السيارة ليشوفه مروان و بعد هيك اتوجه لسيارته و غادر المكان، لكن قبل ما يغادر كتب

يامن:"انتهت المُهمة، انا رح اتوجه لمهمة سلاح زيد لأنو تغير الموعد لليوم"
.
بعد ساعتين:
غادر مروان بوابة الفندق بإتجاه سيارته يلي كانت عبارة عن تحفة فنية مُرعبة، شعر بالإعياء و الخوف لما شاف مظهرها، اطلع حواليه و ما شاف حدا، قرب و قرأ عِبارة "فيكي شي مُثير" غمض عيونه تلقائياً و بدأ بصيص ذكريات يتسلل عقد حواجبه بتركيز و اول شي خطر بباله هوي "لندن" بعد هيك أتذكر ميسا تلقائياً، نفض الأفكار من راسه لصدمه قلم الحُمرة يلي كان موضوع امامه، حمل بأيده الراجفة و الأفكار عم تعصف فيه

مروان:مستحيل ميسا تعمل هيك، ميسا بتقتلني و لا بتعذبني نفسياً...

ازدادت وتيرة تنفسه لما شاف اشكال مُرعبة مرسومة ع السيارة و حس بضيق تنفس، رفع تليفونه و أتصل تلقائياً بجاد يلي رد عليه بعد عدة مكالمات

جاد:هلا مروان

مروان:جاد انت وين؟!

جاد:بالبيت ليش؟!

مروان:تعال ع فندق °°°° بسرعة

جاد:ليش شو صاير

مروان:جاد محتاجك تعال بسرعة

جاد:ماشي جاي

اتصاله بجاد كان لغاية وحدة مستحيل حدا يعرف قلم الحُمرة الخاص بميسا غير جاد، و مستحيل حدا يكون عنده تفسير للشي يلي عم يصير غير جاد، أعاد النظر بقلم الحـمرة مين يلي اله مصلحة يلعب فيه بهالطريقة البشعة...
.
قطع حبل أفكاره دخول سيارة جاد للباركينج، نزل منها و اتوجه ناحه و علامات التعجب مرسومة على وجهه

جاد:شو هاد مروان

مروان:لهيك نادته

أطال النظر بعيون مروان و نقل بصره للسيارة و أجاب

جاد:مين لعب هاللعبة هي؟!

رفع قلم الحُمرة يلي كان معه و قال

مروان:صاحبة هالقلم

ازدادت حيرته و مسك القلم بأيده غير مصدق للشي يلي عم يشوفه و حكى بشيئ من التفكير

جاد:منين جبته؟!

مروان:هاد القلم بيوصل لأيدي بعد اي شئ سيئ بصير معي، اول مرة محاولة قتلي وصل لأيدي بطريقة غريبة، و تاني مرة لما فشلت عملية السلاح و هلق القلم وصل لأيدي

غمض جاد عيونه و رجع بتفكيره لبعيد...

_فلاش باك_

فتحت جرار مكتبها و طلعت منه أوراق و مستندات و فجأة وقع قلم الحُمرة ع الأرض، نزلت ايدها بسرعة و اسناولته قائِلة

ميسا:الا قلم الحُمرة

ضحك جاد و رد مستفز الها

جاد:يروح الشغل و لا يروح قلم الحُمرة

ابتسمت بثقة و انوثة قائلة

ميسا:أكيد كل شي الا هالقلم

اسناوله من أيدها و حركه ليكتشفه ثم أردف

جاد:و ليش هالماركة يعني

ميسا:هالماركة مميزة عندي مستحيل بدلها، بس يتواجد هاد القلم معناها ميسا موجودة

ضحك جاد و عطاها القلم لترجعه لمطرحه

_باك_

حكى مروان مستغرب من سكوت جاد

مروان:عرفت لمين

افاق من شروده لأنو لحد الأن مافهم شو المعنى من تواجد قلم الحُمرة الخاص بميسا و هالعِبارة المستفزة بمروان لذلك اكتفى بقول

جاد:لا أبداً

و حط قلم الحُمرة بجيبته لعله قدر يستفاد منه، اما مروان فإكتفى بالصمت و عدم ذكر اي شئ عن ميسا خوفاً من إثارة الشكوك حوله...
.
بمكتب محمد:

رن هاتف المكتب رفعه و كان المكالمة قصيرة، سكر الخط بعد ما قال

محمد:بتؤمر سيدي رح جهز العناصر و اتوجه للمكان

قام من مكانه لينفذ مستغرب بالمهمة قائِل

محمد:شو ورط ميسا هيك ورطة...

ماكث بالظلام و معه عدة سيارات كحماية اله، و ناطر الحمولة لتوصل، عم يحرك الموس بأيده بطريقة لولبية و كأنه عم يهيأ نفسه للقضاء على احدهم، اخد نفس عميق و حط الموس مطرحه، بينما اخترق ضو قوي نظره حتى شعر بإعياء شديد، غمض عيونه و سحب المسدس يلي كان بجيبته، خرطشه و جهز نفسه لأي شي ممكن يصير...

و اول ما اقترب الضو منه اكتر إبتسم بخباثة و مشي بإتجاه الضو لأنو كان نفس الشي يلي ناطره، كانت الحمولة الخاصة فيهم، اطلع بالرجال يلي معه و حكى

يامن:جهزوا حالكن لنقل البضاعة لتكون معنا

اقتربوا الرجال من العربة لكن ثواني معدودة و بات الظلام الحالك عِبارة عن ضو قوي قدر يخترق اعماقهن و يزرع داخلهن الخوف، صوت مُرعب اتسلل لداخلهن بقول

محمد:الكل يتراجع و يسلم سلاحه

غمض يامن عيونه بأسف ع الشي يلي صار و شعر بخيبة أمل كبيرة و احباط، رفع أيديه بينما المسدس بعده معه و حكى بصوت خافت

يامن:اللعنة عليكم ....

إقتربت سيارات الشرطة من المكان اكتر و كانت جميع العناصر مصوبة السلاح بإتجاه يامن و رجاله بينما اقترب محمد بكل ثقة و حكى بشيئ من التحذير و التهديد

محمد:يامن نزل سلاحك
اقترب منه يامن لصار مقابيله العين مقابل العين و أجاب بحدة

يامن:رح نزل بس قبل ما نزل لازم تعرف انو كل شي هون بخصني الي

إبتسم محمد بسخرية من كلامه قائل

محمد:بلا المواقف الرجولية التقرير الكامل عندي

رفع سلاحه مرة تانية و وجهه ع راسه و بتهديد مباشر

يامن:خلينا عم نتفاهم بالكلام، حالف يمين ما حط قتلى برقبتي

شعر بالإستفزاز من طريقة كلامه و أمر الدرك بإلقاء القبض عليهم ثم قال

محمد:منتفاهم عليها بعدين لا تخاف ما بزعلك

و أشار لأحد من الدرك انو يمسكه قائل

محمد:سلم سلاحك، و امشي معه

بنظرات كلها تحدي مشي معه و كأنه عم يتوعدله بشي قوي، قرب محمد من الحمولة و لاحظ الكمية الكبيرة من السلاح الداخلة هز براسه بهدوء و صادرها، ركبوا السيارات جميعاً و اتجهوا لمركز الشرطة...
.
جالس مع رجاله و القلق مسيطر عليه ما كان امامه غير يحكي مع نفسه فقال

يامن:كيف رح تعرف ميسا هلق، و كيف ممكن تتصرف

نزل السماعة من ادنه و بأسف واضح قال

زيد:لازم اتصرف بسرعة...

رفع تليفونه مرة تانية لكن هالمرة عارف بمين عم يستعين و كيف رح يقدر يخلص نفسه و كأنها الملاذ الوحيد بالنسبة اله بيهم مواقف، عارف العلاقة الوطيدة يلي بتجمعها مع محمد و ممكن تنفع معها، و لكن بحال ما نفعت رح يدخل الشخص يلي اتمنى أنه ما يرجعله بيوم
.
جالسة ع طرف سريرها و عم تستنى الاتصال يلي رح يخبرها فيه يامن انو كل شي تم و خلص بسلام، و لكن تفاجأت برقم زيد أضاء شاشة هاتفها، ردة بلهفة واضحة قائلة

ميسا:هلا زيد، في شي؟!

زيد:اي ميسا صار شي مو متوقع

هيأت نفسها و هدأت من نفسها لتتقبل الصدمة الجديدة

ميسا:شو يلي صار

زيد:محمد داهم المكان و ألقى القبض على الجميع و صادر البضاعة شو لازم نعمل

غمضت عيونها بتعب و تعالت دقات قلبها معلنة للخطر ثم أجابت

ميسا:رح اتصرف انا اول شي و بعدين رح ارجعلك

زيد:ميسا انا بقدر اتصرف

قاطعته بهدوء و حزن ع اللي صار

ميسا:زيد، يامن واحد من رجالي و انا يلي لازم حط ايدي بهالموضوع

زيد:لو لاحظتي انو في عند من طرفهن اكتفي برسالة صغيرة مكتوب فيها "اتصرف"

هزت راسها و حكت

ميسا:تمام رح اتصرف
.
نزلت التليفون و اتوجهت لخزانتها اختارت لبسها بعشوائية فلبست بنطلون جينز اسود قاتم، مع تيشرت اسود و جاكيت أسود واصل لتحت ركبتها، فتحت جرارها الخاص و سحبت منه سلاحها حطته ع خسرها للضرورة، و اكتفت بإرتداء شوز أسود مُريح، حملت تليفونها و غادرت غرفتها بينما الوقت كان نوعاً ما مُتأخر ...
.
شاهدها كيف عم تنزل من الدرج بسرعة و كأنها على موعد مع الموت فقام من مكانه و قال

وليد:وين رايحة؟!

طالعته بعيون نارية و قالت

ميسا:وليد بعد عن طريقي عندي شغل ولازم امشي

وليد:خليني اجي معك

مشيت من قدامه و قالت بثقة

ميسا:هاد شغلي و انا رح حله

غادرت الفيلا، و طلعت بسيارتها بعد ما امرت الحراس يتهيأوا ليمشوا معها، قائلة

ميسا:ألحقوني

فغادرت من الفيلا سيارة ميسا و معه سيارتين كمان، ركبت ورا الدركسيون و عيونها ماعم تشوف شي غير انها لازم ترجع حقها بأيدها لو مهما كلف الأمر...
.
على غير العادة كان متوجه لمكتب محمد يمكن شعوره بالإختناق و القلق اليوم ما كان بيقدر حدا يساعده ليتخلص منه غير محمد، بس ما كان بيعرف انو مأساة جديدة رح تنعاد من اول و جديد من زيارته الملغمة تلك اخد نفس عميق و حكى بهدوء

جاد:ملخبط و ضايع، لحد هلق ماني فاهم شو علاقة قلم الحُـمرة بمروان و شو هالجملة المستفزة يلي انكتبت..

قلم الحُمرة كان كفيل ليضيع الجميع ويودعهم بغيائب من الضياع دون ما يعرفوا كيف يخرجوا من تلك الدائرة المغلقة..

دخل لمكتب محمد مبتسم

جاد:كيف المفاجأة بالله

إبتسم محمد و حكى بشيئ من السخرية

محمد:يا لا سخرية القدر

اقترب و جلس ع الكرسي يلي حد مكتبه قائل

جاد:شوفي ؟!

محمد:هلق كان عدوك هون، يامن صديق ميسا أُلقي القبض عليه

عقد حواجبه مستغرب و سأل

جاد:ليش؟!

محمد:في حمولة سلاح داخلة، اجت اوامر من السلطات العليا بإلقاء القبض عليها

اشاح النظر قائل باستغراب

جاد:مين داعمهم

محمد:لحد الأن ماعرفت، بس الحمولة مو لميسا هي شريكة مع زيد فيها

بدأت علامات الاستيعاب تظهر و بالكثير من القلق أجاب

جاد:اها...
.

توقفت سيارات ميسا، و نزلت منها بذات الفخامة و الهيبة امام مركز الشرطة، و نزلوا معها المرافقة لكنها منها اي حدا من مرافقتها للداخل قائِلة

ميسا:وقفوا عندكن هالمرة لحالي...

صوبت نظرها لداخل المركز و داخلها لهيب قوي اشتعل لما شعرت انها ممكن تخسر يامن، او تخسر علاقتها فيه و كان آخر شي ممكن تسمح انو يصير، هو خسارتها ليامن، اتنهدت بقلق و دخلت للمركز بوجه خالي من التعابير و بعيون قاسية، إقتربت من مكتب محمد، و طلبت لقائه دخل أحد العناصر للمكتب و خبره، شعر جاد بالضيق و كأنو القدر اليوم عم يسخر منه بطريقة جد غريبة و يلعب فيه ليأكد له انو مالو مهرب منها و كأنه عم يخبره انها قدره الوحيد...
محمد:خليها تدخل

لحظات و دخلت ميسا بوجه مليئ بالقوة، كما انه خالي من الروح و التعابير، ملامحها هادئة و باردة بنفس الوقت، صادفت عيونها اول ما دخلت جسد جاد فأشاحت النظر عنه و بلعت غصتها و حاولت تطرد وجوده داخل روحها، اتخذت لنفسها المكان المقابل لجاد و حطت عيونها بعيون محمد متجاهلة تماماً جاد لكنها كانت عارفة انو عيونه عم تراقبها بتلك القوة المعهودة و الشوق يلي بدا واضح عليه

ميسا:سمعت انو يامن عندك و متل ما بتعرف يامن بخصني

إبتسم محمد بإحترام لكلامها يلي كان مستفز و قال بهدوء

محمد:ميسا،

قاطعته بحدة و بعيون قوية قائلة

ميسا:أنسة ميسا لو سمحت...

نزل راسه بإحراج من ملاحظتها كونه نسي يلي صار بينها و بين جاد و أردف مرة تانية بتأني

محمد:انسة ميسا انتِ بتعرفي انو تواجدي هون هوي لتنفيذ الأوامر و بس

فهمت ميسا من كلامه القليل المقصد يلي كان عم يحاول يوصله و قالت بكلمات ملغمة

ميسا:لعب كبار، الكبار عم يلعبوا فينا...

غمضت عيونها بتفكير و قالت مرة تانية متجاهلة نظرات جاد الها و عم تحاول تمنع نفسها من النظر اله

ميسا:تمام انا معك، بس انا يلي بهمني من كل هاد انو استلم يامن هلق

هز راسه برفض قائل

محمد:صدقيني صعب، الحمولة خاصة فيكي و بزيد و يعني انو يامن احد المشاركين معكن كونه بخصك

ميسا:انت قلتها، الحمولة بتخصني انا و زيد و يامن احد المشاركين بس ما بخصه ولاشي

إبتسم محمد بذكاء و أجاب

محمد:خبريني انو البضاعة لزيد وحده و امضي ع هالأوراق لأخلي سبيل يامن هلق

انصدمت من الكلام يلي حكاه محمد و فهمت اللعبة، يلي ارتسمت بدهن يوقعوا بينها و بين زيد يا اما اختبار الها اذا حتكون قد كلامها او لا، فأجابت بعيون نارية

ميسا: اذا هيك الكلام فالبضاعة كلها بتخصني الي و بس

محمد:ميسا بهيك شي مافي موقف رجولي نحنا منعرف و انتِ لازم تحكي انو البضاعة ما الك ع الأقل لنقدر نساعدك

ميسا:مستغنية عن مساعدتك

و هون اتاها الرد من جاد، وكأنه كان عم يستنى الوقت المُناسب ليحكي

جاد:معرفتك بزيد مالها فترة طويلة بتقدري تلغي الصفقة مقابل انك تكوني بريئة

ابتسمت إبتسامة جانبية و أجابت

ميسا:اذا انت بتعملها مع نوح فأنا ما بعملها مع زيد

تجمل بالصمت لكن نظراته كانت عم تحكي كل شي حاسس فيه، ابتسمت لمحمد و قالت

ميسا:بقدر شوف يامن

محمد:اكيد، بس خليني قلك انو إذا ما اعترفتي بالبضاعة ممكن هالشي يأذيكي بشغلك

طالعته بعيون متفحصة لكلامه و أجابت بحدة

ميسا:معلش مو ناطرة نصيحتك انت بتعرف و يامن بكرى الصبح بكون عندي

إبتسم لثقتها و حكى بهدوء

محمد:متل ما بتريدي مارح اضغط عليكي

جاد:لهالدرجة الشغل مريحك مع زيد لحتى متمسكة برأيك

فهمت قصده فأختارت الابتسامة مرة تانية و أجابت

ميسا:بعيداً عن اني مرتاحة جداً، نحنا كلمتنا كلمة متل ما بتعرف لأنك سبق و تعاملت معنا

إبتسم إبتسامة جانبية و الغيرة داخله شاعلة شعر انو حدا عم ياخد منه فتاته و لو الموضوع بأيده لكان اختار يقتله لجاد بهاللحظة، شعر بالضيق من كلامها و ردود افعالها، اتاه صوت محمد قائل

محمد:رح يجي يامن

هزت راسها موافقة و سكتت و كأنها ناطرة دخوله بفارغ الصبر

بعد عدة لحظات مرت عليها كأنها دقائق طويلة جداً من الصمت و الكلام المكبوت داخلها و داخله، نظرات حارقة من كلا الطرفين لكن الكبرياء أبى ان يسقط بهاللحظة او حتى يعلن استسلامه، أشاحت النظر عنه حتى ما تسقط فريسة نظراته الهادئة بتعرف كتير منيح انها لو اطلعت فيه اكتر من هيك رح تقوم من مكانها و تحضنه بكل قوتها، قطع حبل أفكارها دخول يامن مع احد العساكر، ابتسمت للقياه و حكت بشوق اله

ميسا:يامن

ضحك يامن لما شافها بينما قامت هي من مكانها و اتوجهت تلقائياً اتجاهه و حضنته بقوة ملفتة للنظر و كأنها عم تشرح اديشها كانت خايفة عليه، شدت عليه اكتر بينما شعر بالإحراج من حركتها و لكنه بادلها العناق، اكتفى بجاد بالصمت، ذلك الصمت الحارق بيعرف كتير منيح اديش يامن غالي عند ميسا و اديشها بتحبه، و كأنه واحد من اخوتها، و لكن شعور الغيرة كان شيئ مفروغ منه، بعدت عنه بهدوء و حكت

ميسا:طمني انت منيح؟!

هز راسه بهدوء و حكى

يامن:انا منيح ميسا لا تخافي، صرت منيح و مافي شي يخليكي تقلقي

رفعت ايديها و حاوطت وجهه بحنية قائِلة

ميسا:بكرى رح تطلع من هون ماشي؟!

إبتسم بثقة و ربت ع كتافها قائِل

يامن:لا تخافي عليي، المهم البضاعة ميسا

ميسا:وقت الجد ماني سائلة ع البضاعة المهم انت

إبتسم و كانت المرة الأولى يلي بحس فيها انو غالي ع حدا، المرة الأولى يلي بحس بحنية شخص عليه و بحبه الواضح اله

حضنها مرة تانية بهدوء و أردف قائِل

يامن:انتبهي ع حالك، الوضع مو مأمن

هزت راسها موافقة

ميسا:ما تخاف عليي

غادر يامن المجلس بينما بقيت ميسا مع جاد و محمد

محمد:لا تخافي انسة ميسا، يامن مننا و فينا

حرقته بنظراتها و قالت

ميسا:بعرف لأنو مو من مصلحتك يصير غير هيك
جاد:محمد عم يشتغل شغله متل ما انتِ عم تشتغلي شغلك

ابتسمت ميسا بكبرياء و أجابت

ميسا:البضاعة يلي دخلت كلها مرخصة

جاد:وين رخصتها؟!

اتقصدت انها تستفزه قائلة

ميسا:شريكي زيد بجيبها...

بلع غضبه و شد ع قبضة ايده بهدوء و كأنه عم يحاول يكون هادي معها لأبعد حد و لكنها فجرت آخر براكين غضبه قائلة

ميسا:مبروك ع الخطبة نسيت باركلك صراحة، تتهنى لمى بنت كتير منيحة

طالعها بعيون مفجوعة من كلامها لتقابله بغصة مكبوتة و عيون دبلانة كما انها تحمل داخلها كل أنواع القوة

جاد:الله يبارك فيكي

ابتسمت إبتسامة خيبة الأمل و كأنها عم توصله ألمها بهالإبتسامة و اتنهدت بتعب و من ثم غادرت المكتب بصمت

بمكتب نوح:

قابع امامه مروان و حالته غير جيدة، تتالت الأيام يلي كان يشوف فيها امه عم تستنجد بقوة، حتى ميسا باتت تتردد ع احلامه بكثرة و كأنو الخوف بدأ يسكن قلبه، كل يلي اغتصبهن بقوة و بعنف سكنوا احلامه و صرخاتهم سكنت عقله دايماً بتتردد بطريقة خطيرة لتذكره بماضيه، اما نوح فحرفياً ميسا قدرت تخسره بهاللعبة

نوح:الصفقة يلي كنت متأمل فيها صارت لميسا

رفع عيونه متفاجأ من كلامه ثم أردف

مروان:و الحل؟!

هز راسه بقلة حيلة قائِل

نوح؛مابعرف هالبنت، عجزتني حرفياً حاسس حالي بحاجة لإستراحة، بحاجة لشخص يريحني من وجودها

مروان:ما اتوقعت تكون قوتها هيك، اتوقعت بعد موت والدها تنتهي او ينتهي عملها

ضحك بسخرية منه و أسترسل شارد

نوح:مابتعرف المقولة يلي بتقول، يقولون مات في القرية ساحر، فخلف الساحر إبناً فاق في السحر أباه...

هز راسه مروان بخوف من القادم و أجاب

مروان:ليش ما نسأل جاد

رفع راسه بسرعة قائِل

نوح:اصحك، تخبره يلي رح اعمله مارح يعجبه...

مروان:شو رح نعمل؟!

نوح:متل ما عملت بوالدها لازم اعمل معها

شعر مروان بكبر الموضوع يلي عم يفكر فيه نوح و أجاب بخوف

مروان:صعب كتير نعمل هيك شي

غمض عيونه و أجاب بعد تفكير

نوح:البنت قوية و ذكية كتير، و انا من الصعب عليي اني خليها بوجهي فمافي حل غير اني اخلص منها...

مروان:و جاد رح يعرف انو نحنا

ضحك نوح بخباثة قائِل

نوح:من هون ليعرف جاد منكون خالص خلصنا من مهمتنا، انت مو حاسس بالمصيبة يلي وقعنا فيها، مو حاسس كيف بلشنا نفقد السيطرة ع كتير أمور ليش لأنو ميسا يلي صارت مسيطرة عليها

هز راسه مروان موافق و أجاب

مروان:معك حق بهالشي بس لازم نكون حريصين

إبتسم نوح و أجاب

نوح:لا تخاف حاسب حسابي، بعد فترة عندها ندوة بعد ما تخلص الندوة رح يخلص عمرها للأسف

مروان:ماشي انا معك بهالشي

شعر مروان بالقليل من الراحة لأنو بهالطريقة ممكن يرتاح من الهلوسة يلي عم يعيشها ممكن يرتاح منها، و من الكابوس يلي عم يعيشه معها...
.
قابع خلف مكتبه ناطر منها رسالة، و بالفعل وصلته رسالتها

ميسا:اتصرف جاد، الموضوع عند جماعتك و اللعبة كبير بدها الأكبر مننا ...

إبتسم جاد بهدوء و باشر بعمله بعد ما فهم معنى كلامها كتير منيح...
الجزء الخامس

جالسة بسريرها و حاسة بشي جديد، حاسة و كأنها عم تعيش حياة جديدة و لازم تركز فيها، هالفترة يلي مرقت كانت كتير صعبة و كان لازم انها تركز باللي جايها و بالفعل هاد يلي قررت تعمله، ابتسمت للحياة من جديد و حكت داخلها

عُلا:لازم بلش من جديد و هالمرة بشخصية جديدة

أفاقت من شرودها ع صورة جاد يلي ارتسمت امامها، ابتسمت بهدوء و حكت

عُلا:لا تبقى واقف ع الباب فوت

بادلها الإبتسامة و دخل للغرفة المظلمة، اقترب من سريرها و يلي كان منور بسبب الإنارة الخافتة يلي مشغلتها، مد ايده بحنية و مسك كف ايدها قائل

جاد:كيف صرتي؟!

عُلا:احسن بكتير

أردف بذات الحنية و بصوت مملوء غصة و ندم

جاد:انا آسف اني كانت قاسي معك الفترة يلي مرقت بس خفت عليكي كتير من الشي يلي كنتِ عم تعمليه

ابتسمت لكلامه المُريح و أردفت

عُلا:لو قسوتك جاد انا ما كنت اتغيرت هيك

جاد:يعني هالمرة صادقة مافي رجعة

حكت بثقة و تحدي لحياتها الجديدة

عُلا:هالمرة مافي تراجع

جاد:هلق انا صرت حاسس حالي مرتاح، و من بكرى بتقدري ترجعي لجامعتك و لحياتك الطبيعية

قرب منها و مسح ع شعراتها بهدوء و باس راسها بسعادة

عُلا:شكراً جاد

جاد:عُلا بس تحسي انك تعبتي او حتى ضعفتي ارجعي لعندي و خبريني و انا رح ساعدك ماشي؟!

هزت راسها بهدوء و حكت

عُلا:أكيد

ابتعد عنها ليغادر الغرفة لكنها قاطعته قائلة

عُلا:ليش خطبت غير ميسا؟!

اتفاجأ بكلامها و اتفاجأ بسؤالها

جاد:نصيب، قسمة و نصيب

عُلا:مو نصيب جاد في شي بيناتكن أكيد انت مو ملاحظ ع حالك كيف اتغيرت

ضحك بهدوء و حكى

جاد:متل ما انتِ تغيرتي انا كمان تغيرت، و رح ارجع متل ما انتِ رجعتي كمان

رفعت كتافها بتفهم و قالت

عُلا:مو مشكلة جاد المهم انت تكون منيح، و مرتاح بقرارك هاد

جاد:ما تاكلي هم، انتِ انتبهي ع حالك عُلا بدي ارجع و شوفك عُلا يلي بعرفها بدي الروح و البهجة يرجعوا للبيت

غمضت عيونها مع إبتسامة ناعمة و قالت

عُلا:انشالله بس اهم الشي انت تتغير و ترجع البهجة لقلبك

كلامها كان مفهوم و حس بكل حرف قالته هز راسه بصمت و حكى

جاد:اكيد، تصبحي ع خير

عُلا:و انت بخير...

تاني يوم:

ناطرة بمكتبها اللحظة يلي رح يدخل فيها يامن ع المكتب و يخبرها انو صار منيح، اتنهدت بتعب و ملل من الإنتظار، لحد ما فتح باب المكتب و أطل عليها بهدوء و مرح بنفس الوقت

يامن:ياخي السجن لرجال، بس انا ما طولت

ابتسمت بسعادة لرؤيته و حكت

ميسا:ما بتحتاج سجن ما انت رجُل بلا السجن

اقترب و اعد ع مقابيلها و حكى بعد ما استعاد سياق الحديث

يامن:عمل يلي عليه و قدر يطلعنا كلنا، حتى البضاعة قدر ياخدها

ميسا:معناها لعب كبار، و في شي كانوا عم يرسموه

يامن:الكبار بحبوا يعملوا متل امتحان بسيط اذا كنتِ رح تبيعيهن او لا

ضحكت ميسا و حكت بثقة

ميسا:بعرف و توقعت هالشي، مو مهم هلق المهم انو انا طلبت من شخص يجهزلي ملفات جديدة و كاملة بخصوص مروان

هز راسه قائِل

يامن:كملي

ميسا:في معلومات عرفتها تعتبر خطيرة و ورقة رابحة كمان

يامن:يلي هيي

ميسا:مصادري بتقول انو والدة مروان كانت تتعرض للإغتصاب من طرف والده، و فيك تقول انو مروان كان طفل بهداك الوقت و شاهد ع هاللحظات السيئة، و غير هيك مروان كان عم يتعالج عند دكتور نفسي قبل تلات سنين و تقريباً لمدة ستة أشهر بس ما اكمل علاجه و بقي متل والده

يامن:ليش كان عم يتعالج

شعرت بالخجل من الكلام يلي ممكن تحكيه ليامن لكنها تجرأت و حكت

ميسا:مروان متل والده بتقدر تقول انو مُغتصب و انا ما كنت الأولى، هوي انسان يهوى الاغتصاب و القوة لهيك كان يحاول يتعالج من هالموضوع

تفاجأ يامن بالمعلومات يلي كسبها، و يلي عرفها و حكى

يامن: صدمتيني

ميسا:مو بس هيك قبل فترة اربع شهور عمل تحليل لمرض السيدا (الإيدز) و كان النتيجة سلبية و هلق بعت ليعمل مرة تانية التحليل بس هالمرة انا بدي ألعب لعبتي

يامن:مافهمت

ميسا:بدي ربيه لحتى يبطل يعمل هيك بالبنات، مع انو صعبان عليي بعد ما عرفت قصته بس بصراحة مارح اتراجع

يامن:شو هالخطة

اخدت نفس عميق و حكت

ميسا:بدي شوف النتيجة و ان كانت سلبية، بدي زورها لتكون ايجابية تقريباً ألعب فيه شي يومين و بعدين اتصال و اعتذار انو النتيجة مخربطة و رسالة مني و وقتها بس رح يعرف انو اللعبة يلي دخلته فيها مو سهلة و انا متأكدة انو رح يجي لهون

كانت علامات الصدمة واضحة على عيونه و حكى

يامن:انتِ خطيرة

ميسا:انا مو خطيرة انا بدي اخد حقي منه، منه هوي بس، رح تساعدني

يامن:أكيد رح ساعدك

ميسا:رح باشر اول ما اعرف أنه عمل التحليل بالمخبر...

ما كانت الأيام عم تمر مرور الكِرام على أبطالنا و كانت المفاجأة ناطرتهم و كأنهم على وعد مع نيران ممكن تحرق ما بقي منهم، الأوضاع جداً هادئة لكن المُخيف هوي شو الشي يلي إرتسم و اتخطط تحت الطاولة....
.
روسيا:
ماكثة ع حرف التخت حائِرة مو قادرة تفسر معنى للمنام يلي شافته و لا قادرة تفهم شو معناته او حتى تقدر تهدي من دقات قلبها يلي كانت عم تنبض بقوة، دخلت بهدوء و حاملة معها كوب شاي سخنة

جنى:عملتلك شاي مابعرف بحس انو رح ينفعك و يمكن تصيري منيحة لما تشربيه

اخدت الكوب الساخن منها، و ارتشفت بهدوء قائِلة

ميس:شكراً الك، تعبتك معي بس فعلاً مابعرف شو صرلي

جنى:انا مافهمت شو المنام يلي شفتيه

حطت الكوب من ايدها و شبكت إيديها ببعض بعد ما وضحت عليها علامات التوتر

ميس:مابعرف بالضبط شو اللي صار، بس يامن كان تعبان كتير، شفته بصورة شخص مسن، شفته اعد و حواليه خراب ضايع و حزين كتير و يلي خلاني احتار أكتر، انو كان بالحلم ماسك بأيده الموس ذاته و عم يقلي "نهاني هالموس يا ميس، انا تعبان كتير..."

شردت جنى باللي حكته ميس و بإستغراب أجابت

جنى:منامك غريب للصراحة

ميس:بعرف، بتصدقي شو خطرلي

جنى:قليلي

ميس:عم فكر انزل ع الشام شوفه لو حتى من بعيد، شوفه من بعيد و من دون ما ينتبه الي

جنى:لازم تعملي هيك، خبرتك من البداية انو هالحل لابد منه، خبرتك انو لازم تكوني قريبة منه من دون ما يعرف هالشي او حتى من دون ما يحس عليكي، انتِ فاهمة شو قصدي

هزت راسها بصمت و قالت

ميس:رح احجز تيكت طيارة هاليومين ع الشام...
.
دخلت لشقتها الهادئة يلي ممكن قلال بس يلي بيعرفوا فيها، أقفلت الباب وراها، و مشيت بخطوات هادئة بإتجاه المطبخ لتعمل قهوة و تشربها بهدوء

لمى:هون بس بقدر اتخلى عن الدنيا كلها، هون بس بنسى حالي
.
فتحت الشباك لتدخل نسمة الهوا يلي كانت فعلاً قادرة على رد الروح الها، و اكملت النسكافيه يلي كانت عم تعمله، قائلة بعد ما رفعت قائمة اتصالاتها

لمى:انا مو فاهمة شو مبدأ هالخطبة الأعوج، ماني فاهمة كيف رضيتها ع حالي و قبلت اني انخطب لشخص مو حاطتتني بباله أصلاً، لازم اخلص من هالموضوع بأسرع وقت...

قبل ما تكمل كلامها، شعرت بأيدي التفت حول خسرها بهدوء تام، و انفاس قريبة جداً من رقبتها شعرت بقذارتها و برغبتها المخفية، ازدادت وتيرتها التنفسية لكنها كانت حاسة بالإختناق بتلك اللحظة، حاولت تفتل لتشوف صاحب الوجه، لكنه صدمها، بوضع شي أشبه للسكين ع رقبتها و بقرف و رغبة قذرة حكى

....:بس لولا الأوامر لكن أتممت طقوس اغتصابك بهدوء تام، المكان هادئ و خالي من الناس

شعر برجفتها و تحولت نبرتها تلقائياً لترجي قائلة

لمى:اصحك بترجاك ما تعمل هيك

مرر ايده مرة تانية ع انحاء جسدها بشهوة ملحوظة و أستنشق رائحتها، بينما بات خوفها ملحوظ و كلماتها التفت حول حلقها و كأنها رح تخنقها...

....:كلامك بالنسبة إلي غير مُخيف، بس الأوامر يلي عندي بتقول انو ما قرب عليكي...

نزل أيده و استبدل السكين بمسدس حطه، ع راسها و حكى بعد ما التصق بجسدها فشعر بالقشعريرة يلي سرت بأنحاء جسدها، شعر بدموعها يلي بقيت مكانها و أجاب مصطنع الهيام فيها

....:اسمعي ع لساني بتحكي لأخوكي، انو الرد كان حيتم بس الأوامر كانت اكبر منك و منه لذلك ما تم، (حرفياً فيكي شي مُثير) هالجملة بتهمه اله مو الك

مد ايده ع جيبته و طالع منه قلم الحُمرة حطه امام ناظريها، بينما الصمت و الدهشة متملكينها، أعاد المسدس لراسها و حكى

....:انا رح امشي اي حركة بخلص عليكي، ممنوع تفتلي راسك لحتى تسمعي صوت باب الشقة اتسكر، و الا صدقيني حيصير شي ما بيعجبك....

هزت راسها موافقة بهستيرية ملحوظة، بينما انسحب هوي من المكان بهدوء ثواني مرت عليها و كأنها سنوات طويلة، ناطرة تسمع باب الشقة لتفتل و تحس نفسها فعلاً أُنقذت من الموت بأعجوبة، و فعلاً اول ما اتسكر باب الشقة، اطلقت تنهيدة من اعماقها، اعقبتها بجملة

لمى:الحمد الله يارب...

مدت ايدها بإتجاه قلم الحُمرة مستغربة و حكت بغرابة

لمى:الوحيد يلي ما فهمت شي من وجوده هوي هاد، و مين هاد يلي كان موجود هون و كيف عرف بموضوع الشقة، ماعم افهم شو عم يصير
.
رفعت تليفونها باحثة عن اسمه و اول ما وقعت انظارها عليه ضغطت زر الاتصال، رنات متتالية تلاها صوتها الغاضبة الصارخة

لمى:وينك انت

حكى مستغرب بردة فعلها القوية

مروان:وين ممكن كون يعني، هلق طالع من المكتب

حاولت تضبط اعصابها و حكت

لمى:تعال لعندي ع الشقة هلق

مروان:منلتقى بالفيلا و منحكي

فلتت اعصابها و صرخت فيه بقوة

لمى:معك خمس دقايق لتكون هون كنت رح روح فيها و انت ماهمك و بسبب مين بسببك انت

اكملت كلامها و اغلقت الخط بوجهه

عم تقلب الملفات يلي كانت بين ايديها و اتاها اتصال كانت ناطرته، رفعت سماعة التليفون الخاص بالمكتب و قالت

ميسا:الو

...:مرحبا انسة ميسا كنا حابين نخبرك انو السيد مروان عمل التحاليل المخبرية اليوم و متل ما بتعرفي النتيجة بدها تقريباً 48 ساعة لنكون متأكدين منها

ميسا:تمام شكراً، لإهتمامكن ياريت كون اول حدا بيعرف بالنتيجة تبع التحاليل

..:أكيد لكن متل ما بتعرفي اهم الشي السرية

ابتسمت بفخر و قلبت القلم بأيدها قائِلة
ميسا:أكيد هالشي حيكون بسرية تامة..

اغلقت السماعة، و فركت عيونها بتعب واضح اعقبته بتنهيدة قائِلة

ميسا:صار بدها فنجان قهوة رابع

و قبل ما تطلب قهوة اتتها رسالة ع تليفونها كان محتواها

....:المهمة تمت، و ع أكمل وجه..

أغلقت شاشة تليفونها مبتسمة قائِلة

ميسا:العد التنازلي بلش، لازم خبر يامن
.
طرقات متتالية ع الباب لتظهر امامه بوجه مصفر خائِف

مروان:شبك شو يلي صار

دخل و أغلق الباب وراه اما هي فأول شي سلمته ياه هوي قلم الحُمرة

لمى:بمين بذكرك؟!

اكتفى بالصمت بينما افكاره اتزاحمت اول ما شاف هاللون يلي كان مو غريب عليه رجع بذاكرته للندن و شاف ميسا، مرة تانية بالشام و بمكتب سليمان بيك كمان ميسا، كان واضح انو هاللون شافه اكتر من مرة ع نفس الشخص لكنه فضل الصمت و النكران قائِل

مروان:مابعرف

لمى:اول ما دخلت ع البيت، كان في حدا هون مابعرف مين هوي كان موجود هون عندي بالبيت مروان، و حاول يغتصبني لولا الأوامر يلي كانت موجهة اله، و كله بسببك انت مروان، الشخص اله عداوة معك و قرر ببساطة انو ينتقم مني انا

شعر بحجم الكارثة يلي كانت حواليه شعر اديش موقفه حيكون صعب لو قدر هالشخص يقرب من اخته أو يأذيها، شعر انو في شخص اختار ينتقم منه و ينتقم من الشي يلي عم يعمله بس بطريقة غريبة و مؤلمة لنفسه، و كان خايف يكون هالشخص ميسا، أيقظه صوتها الراجف و كلامها المليئ بدموعها

لمى:انت شو عامل مروان، فهمني شو عامل لحتى يجي حدا لعندي لهون و يقرر يغتصبني بكل دم بارد، شو مرتكب جرائم بحق الأرواح البريئة ليوصل الإنتقام لعندي انا، فهمني مروان

بقي ساكت بينما بقيت هي عم تبكي و عم تحاول تتبالك اعصابها يلي انهارت و بات صراخها مؤلم

لمى:انا ما عم اقدر اتحمل اني كنت حأخسر اعز شي بملكه، فهمني مروان شو عامل انت بتعرف شو يعني اغتصاب بتعرف شو عواقب هالشي

شارد دون كلام يُذكر و كأنه عم يصحى ع كل كلمة حكتها و كل حرف كان عم يطلع منها كان عم يحفر بداخله ألم كبير

لمى:فيكي شي مُثير، شو يعني هالكلام؟

لمى:فيكي شي مُثير، شو يعني هالكلام

إلتفت الذكريات لتجتمع امام عيونه و تصورله ميسا بكامل اناقتها و حلاوتها مع قلم الحُمرة يلي مستحيل ينساه و جملته يلي ألقتها على مسمعه لمى قبل ثواني، ذات المشهد ذات الجملة، بس هالمرة بموقف أقوى بموقف كاد انو يصيبه بالجنون، لأول مرة بحس بالخوف و لأول مرة بكون هالخوف هو سببه إمرأة، لطالما كانت المرأة بالنسبة اله هي مجرد جسد للتسلية فقط، هي المرة الأولى يلي بيشعر فيها انو المرأة مصدر للخوف و للقوة، مصدر للخطر المحاصر فيه و مو قادر يغادره اول مرة بحس حاله لعبة و جالس بدائرة مغلقة، و في مين عم يحركه و يلعب فيه بسهولة، حتى نوح ما كان مصدر خوف بالنسبة اله متل هاللحظة يلي حس فيها انو ممكن يخسر لمى، الإنسانة البريئة يلي مالها اي ذنب بأفعاله متل ما كانت ميسا بريئة و مجرد ضحية و متل ما كتير بنات كانوا هيك
.
شد ع قلم الحُمرة يلي بأيده و طلع من البيت هارب من ضعفه من لحظة المواجهة هارب نحو المجهول..
.
ماكث امامها ارتشف من فنجان القهوة و حكى

يامن:طيب ما بتخافي يعيد التحليل بمخبر تاني

هزت راسها نافية

ميسا:مستحيل هوي بيوثق بهاد المخبر و مستحيل أنه يجرب بمخبر تاني خوفاً على اسمه

يامن:اها، فهمت قصدك

ارتشفت من فنجان قهوتها بذات الهدوء و أجابت

ميسا:تمت المهمة الخاصة ب لمى

إرتسمت علامات التعجب و أجاب

يامن:ضليتك معندة لحتى عملتيها مع اني قلتلك انها خطيرة

ميسا:بس كتير حتفيدني هيك بقيله خيوط فقط ليعلن جنونه

يامن:شو الخطوة يلي بعدها

ميسا:خليها مفاجأة، بصراحة سكوت والده هالفترة مو مريحني، صرت ساحبة من تحت ايده كذا صفقة و ما أبدى اي ردة فعل و هالشي مو من عوايده

يامن:حاسة بشي

ميسا:اكيد عم يرسم لشي

يامن:لازم نكون منتبهين اكتر الفترة يلي جايي

ميسا:و انا هيك عم قول، كأنو تأخر زيد

إبتسم بهدوء و حكى متقصد استفزازه

يامن:كأنو زايد اهتمامك فيه هالفترة

ميسا:زيد شريكي و بيجمعني فيه علاقة شغل بس

يامن:بس شب مرتب

رمقته بنظرة أسكتته و أردفت

ميسا:حاجتك جنان

رفع اكتافه بعدم اكتراث و أجاب

يامن:بلكي يكون معجب يعني

اتنهدت بملل قائِلة

ميسا:لو يُعجب بالقرود السود مو احسن

منكمش على نفسه بمكتبه عم يفكر كتير و ماعم يلاقي حل كل شي قرارات اتخذها الفترة يلي مرقت كانت أغلاط، كانت عِبارة عن كوارث حقيقة بحق نفسه، أطال النظر بالخاتم يلي كان ساكن خنصره و بقلم الحُمرة يلي وصل لمروان و هوي داخله عارف و متأكد انه لميسا و بنفس الوقت مو عارف كيف و شو الرابط بيناتهم ليوصل قلم الحُمرة اله و تنحفر هالعبارة المقززة ع سيارته، غمض عيونه مفكر و قرر القرار يلي أكيد يُعتبر صادم بالنسبة اله، القرار يلي ما كان ممكن يتراجع فيه
.
واقفة أمام الشباك و عم تراقب الناس من مكتبها، الطرقات كبيرة و السيارات رايحة جاي، اتنهدت بعمق و اطلعت بالساعة كانت تشير للرابعة عصراً، انقطعت خلوتها بدخول السكرتيرة

....:الأستاذ جاد حابب يلتقي فيكي و ناطرك برا، و على ما أعتقد مافي موعد مسبق

غمضت عيونها بصبر على الكارثة يلي وضعها امامها، غمضت عيونها و داخلها شي و انفطر من الشوق لرؤيته و بقلبها حكت

ميسا:مو اله هالرسميات

ابتسمت إبتسامة جانبية يشوبها الكثير من الحزن و القلق من لقائه الملغوم و حكت

ميسا:خليه يتفضل

ثواني معدودة و كان قابع أمامها بذات الهيئة و نفس المظهر، قابع أمامها بنفس الصورة يلي لساها ببالها، بلعت ريقها و ظهرت نظرات الشوق عليها و لكنها حاولت تتغاضها

ميسا:اتفضل استاذ جاد

تحفظاً على قلوبهم المجروحة و ع حواجزهم الهشة كان اللقاء خالي من المصافحة، حتى المصافحة الرسمية كانت بالنسبة الهم فخ، قبعت بالكرسي الأمامه بينما ابتسم الها و قال

جاد:بعرف زيارتي فاجئتك بس للضرورة أحكام

هزت راسها موافقة و حكت بهدوء

ميسا:شو رأيك بفنجان قهوة؟!

قاطعها بحدة و قال

جاد:انا مو جاي اشرب قهوة، انا جاي اعرف اذا هاد القلم الك؟

و طلع قلم الحُمرة يلي كان بجيبته و أسترسل مرة أخرى

جاد:انا بعرف أنه الك و انتِ كمان بتعرفي هالشي، لأنو بالمكان يلي نحنا فيه مابعرف بنات بقوتك ممكن يملكوا الجرأة ليقربوا ع سيارة مروان غير انتِ

بلعت ريقها و بلغت من الشموخ حد لا بأس به، مدت ايدها و اخدت منه قلم الحُمرة، حركته امام ناظريها قائِلة

ميسا:توقعت انك تكون نسيت هالتفصيل، هاد الي أكيد

وجهت صدمة قوية اله، وجهت شي ما قدر يتحمله فأردف بجدية اكبر

جاد:فيكي شي مُثير، شو هالعبارة يلي كتبتيها و لوين بتوصل

طالعته بعيون قوية نارية، و بنفس الوقت ضايعة حطت قلم الحُمرة ع الطاولة امامه و رجعت لمكانها واضعة القدم فوق القدم قائلة

ميسا:شي ما بيعنيك صدقني

ميسا:شي ما بيعنيك صدقني

جاد:انا تركت كل شي و جاي لحتى افهم منك، انا حاسس بضياع ميسا بهالموضوع مو عارف شو يلي عم يصير و لا شو السبب يلي خلى هيك شي يصير بينك و بين مروان

بلعت غصتها بصمت و حكت بقسوة ملحوظة

ميسا:قصة قديمة و ما خصك فيها...

جاد:هو بيعرف انك هيك عم تعملي فيه

ميسا:لا بس انا بدياه يعرف

جاد:توقعت انك عم تنتقمي منه و من والده كرمال سليمان بيك، توقعت بعد تراجع اعمال نوح الملحوظة ع الساحة هاد كان كله انتقامك

قاطعته بلطف قائلة مصححة

ميسا:انا عم انتقم من والده لوالدي انا بدي اقتله بس بدي اقتله من جوا بدي يحس انو انتهى أمره بالساحة و رح وصل لهالمرحلة، اما مروان فأنا عارفة شو عم اتصرف معه لأنو هي قصة تانية تماماً جاد، قصة بعيدة كل البُعد عن والده

استغرب من حدتها بالكلام ما كانت الفتاة البريئة يلي حبها و ما كانت المرأة المرهفة، و لا حتى المراهقة المشاكسة، كانت انسانة تانية تماماً انسانة حادة قوية و قاسية و كأنها الموت يلي رح يسرقه بلحظة

جاد:ميسا شو يلي عم يصير معك، كيف هيك اتغيرتي، وين ميسا يلي بعرفها

هزتها جملته أشعل داخلها شي كانت نايم منذ فترة طويلة، شي داخل بثبات أبدي، هزتها جملته لدرجة شعرت بضياعها بكل معنى الكلمة و أجابت

ميسا:جرح الماضي جاد، جرح الماضي لسا عم يوجعني

إبتسم جاد بتعب

جاد:انا يلي الجرح لساه واجعني بس لا تنسي انتِ يلي وصلتيني لهون، انتِ يلي خليتينا نوصل لهالمرحلة

لأول مرة بعد فراقهن بكون الحوار بهالوجع هاد و بتكون كلماتهن اكثر من صادقة و حروفهن نابعة من منتصف أوجاعهن

ميسا:جاد انت ما بتعرف شي بترجاك لا تضغط عليي اكتر من هيك كله صار فوق ارادتي

و لأول مرة بتخرج غيرته الشرقية من داخله، لأول مرة بيحكي جاد و بوجع ملحوظ، بيحكي و كأنه طفل صغير عم يعاتبها ببراءة

جاد:من أيمت زيد صار احسن مني ميسا؟!

غمضت عيونها بحزن ملحوظ و اتنهدت بتعب واضح اعقبته بحروف راجفة مترددة

ميسا:زيد مو احسن منك، بس زيد غريب و انت قريب، و انا بضعف قدامك جاد و بتعرف هالشي، انت كنت نقطة ضعفي بعد والدي، و انا كان لازم كون أقوى، كان لازم اتخلى عن نقاط ضعفي...

شعر بصدق حروفها و شعر لأول مرة بكمية الخوف يلي مخبيته داخلها و بحجمه الكبير، شعر بوجعها و بألمها، ثواني مرت و الصمت سيد الموقف لتباغته بسؤال ما اتوقعه فحكت

ميسا:و من أيمت بتبدل ب لمى

ضحك بشيئ من التعب و الحزن و حكى

جاد:ما اتبدلتي بحدا، و ما زادني البُعد عنك الا حُب و شوق اكبر

للحظة شعرت بنفسها عم تصارع قلبها على ضرورة احتضانه و البكاء بحضنه، للحظة كان من الضروري انها تقوم تبكي داخل اضلاعه و تخبره بكل شي مرق و كل شي حاسة فيه، تخبره انها لساتها الطفلة الصغيرة و بدها حنية و عطف، تخبره بالضعف يلي حاسسته و بالوهن يلي كاد ان يسقطها لكنها فضلت الصمت، الصمت القاطع و أعقبته بقول

ميسا: ما كل ما يتمناه المرئ يدركه....
إبتسم بحزن ع الحال يلي وصلوه جالسين كالأغراب أمام بعض، قطع الصمت و حكى

جاد:لا تتغيري ميسا بترجاكي ما تتغيري اكتر من هيك، حاسس حالي ماعم اعرفك، حاسس حالي أعد ما انسانة تانية غريبة عني تماماً لا بعرفها و لا بعرف اطباعها و لا حتى افكارها

لمح شبح دموعها يلي انساب بهدوء و كبرياء ملحوظ أعقبتهم بجملة بسيطة

ميسا:الموضوع مو بأيدي جاد ياريت تتفهم هالشي

كان من الصعب انو يتقبل هالرسمية يلي كانت بيناتهم و للحظة شعر بتدهور مشاعره و عدم اتزانه أمامها و كان ممكن يتفوه بكلمة "اشتقتلك" القابعة من اعماق جرحه و لكنه سيطر على نفسه بالوقت المناسب و قدر يمنع نفسه من الكلام و اكتفى بإعادة الأمور للرسمية يلي كانت عليها

جاد:ميسا أبقي بعيدة عن نوح و ابنه صدقيني الموضوع مو سهل هالأمور خطرة كتير عليكي و عليهم

اكتفت بالإبتسام و هزت راسها موافقة بينما أسترسل قائِل مرة تانية

جاد:ميسا انا عم احكي هيك كرمالك مو يعني اني اذا عم اشتغل معهم يعني صرت عدو بالنسبة الك

رفعت عيونها لتلتقي بنظراته الصادقة و حكت بوجع

ميسا:انت ما بتبعد عني جاد بس انا للصراحة مابدي نصايح بخصوص شغلي انا عارفة شو عم اعمل

شعر بصدقها بالكلام وقال

جاد:كنت عم حاول انصحك و حذرك من هون لأنو أكيد مارح يسكتوا او يمرقوا الشي يلي عم تعمليه و انتِ فاهمة قصدي

قابلته هالمرة بحدة اكبر و كأنها عم تحذره من الضغط عليها و حكت

ميسا:اكتفي بنصيحتك لنفسك جاد انا مو بحاجتها صراحة ....

بلع ريقه بهدوء و هز راسه قائِل

جاد:انا لازم امشي
.

بفيلا جاد:

واقفة خلف الطنجرة و عم تشم الريحة المنبعثة قائِلة بنهم

عُلا:حتاكل مقلوبة لك بحياتك ما اكلت منها

ضحك و مسك بأيده تفاحة قائِل

محمد:و انتِ من ايمت بتعرفي تطبخي

قربت منه و شالت من ايده التفاحة قائِلة

عُلا:من اليوم صرت بعرف اطبخ، و ممنوع تاكل لا تنزع غداك

محمد:شو رأيك صوم كمان

عُلا:حبيت بصراحة الصيام خيار موفق

محمد:أخ ياربي بس، رح اطلب اكل من برا بلكي طبخك طلع مو زابط

عُلا:ما حيصير خير لو عملت هيك صدقني رح اعملك مصيبة

ضحك من قلبه ع عفويتها و تغيرها يلي كان شي ماعم يقدر يصدقه بس بنفس الوقت كان مريحه و قال

محمد:اليوم مقلوبة و بكرى شو!؟

حكت متبخترة بنفسها

عُلا: بكرى محاشي

ضرب كف ايده بجبهته و حكى ممازح

محمد:حأطلب الإسعاف من هلق معناها

تصنعت الغضب قائِلة

عُلا:محروم من الغدا و ممنوع تطلب كمان

.
بعد مرور يومين:

جالسة خلف مكتبها و امامها يامن

ميسا:اليوم الندوة صراحة مو كتير مرتاحة الها

رفع كتافها مستسلم قائِل

يامن:هي متعبة بس مجبورين

هزت راسها بتفهم و قالت

ميسا:متل ما حكيت ساعة و بتمرق

قاطع حديثهن رنين تليفونها رفعت السماعة، ابتسمت بعد ما سمعت الطرف التاني و قالت بهدوء و مكر

ميسا: تمام، لكن يُفضل انكن تخبروه انو النتيجة كانت إيجابية

سكرت السماعة و شبكت ايديها ببعض قائِلة

ميسا:طلعت نتيجة التحاليل تبع مروان

يامن:و النتيجة سلبية

ميسا:بالضبط بس بتعرف لزوم الشغل قلنا لازم تكون النتيجة إيجابية...

ضحك بسخرية من الشي يلي عم يصير و حكى

يامن:خلينا نتجهز للندوة

ميسا:تمام خلينا نمشي
.
غادر المخبر مصدوم غير مصدق النتيجة يلي سمعها و قرأها ع الورق، كانت نتيجة أقل ما يقال عنها انها فاجعة فعلية بالنسبة اله، شعر بثقل خطواته و دوران الدنيا من حوله، بصعوبة قدر يوصل للسيارة و للحظة كان حيفقد السيطرة ع نفسه اكتر من مرة، اتنفس بصعوبة و حكى مختنق

مروان:مو معقول تكون نهايتي هيك، أكيد في غلط
#يتبع
الجزء السادس

مروان:مو معقول تكون نهايتي هيك، أكيد في غلط

ركى راسه ع كرسي السيارة و بلع غصته بحرقة و فهم انو كل شي صار كان بيستحقه لربما هوي عقاب صغير ع كل شي عمله بحياته، لربما هو عقاب لعله يتذكر انو الدنيا بدور و لأول مرة بحياته بيشعر فيها بالذنب و تأنيب الضمير و لأول مرة بيبكي و كأنه طفل صغير كانت دموع الندم كفيلة لحرقه و اتعابه كانت دموع الندم كفيلة لتعذيبه ...
.
بعد مرور عدة ساعات:

رفع سماعة تليفونه قائِل بنبرته المُخيفة و نظراته يلي بتأنذر بالخطر

نوح:أنهيها اليوم...

نقل بصره لأبنه يلي كان واضح عليه اللبكة و مو ع بعضه من وقت ما رجع

نوح:شبك ليش ساكت

بعده الصمت حليفه اطلع فيه بعد ما لاحظ نظراته المتفحصة و حكى

مروان:لا أبداً بس تعبان شوي

نوح:ليكون حكيت شي لجاد عن الخطة

نفى بسرعة و قال مدافع عن نفسه

مروان:مستحيل خبره بس حابب ارتاح

نوح:تمام لأنو مو ناقصني جاد كمان

هز راسه و اكمل طريقه لغرفته ضائع و مهموم و حاسس بضيق حواليه..
.
واقفة مع يامن أمام مبنى يلي أُقيمت فيه الندوة كان المكان هادي و الجو مُريح للنفس، خصوصي بعد انتهاء الندوة ع سلام

ميسا:و أخيراً خلصت انا برأيي نروح نتعشى بشي مكان شو رأيك

يامن:بس ع حسابك

ميسا:هههه تمام

و بينما واقفين بعدهم بمكانهم و قبل ما يمشوا لاحظ يامن من عيونه يلي كانت اشبه لعيون الصقر تخفي شخص مقنع خلف الأشجار المُحيطة و كأنه عم يحيك لشي واضح شو هوي، لمح بأيده المسدس الكان متجه ناح ميسا يلي كانت على بعد خطوات صغيرة عنه، أفلتت أعصابه و إقترب منها بسرعة و خوف شديد و احتضنها بقوة قائل

يامن:ميسا انتبهي...

استغربت من تصرفه و شعرت بالإحراج بس سرعان ما تحول احراجها لتعب و خوف اول ما سمعت صوت الرصاص أتجه ناحهم و شعرت بالوهن و الثقل، احتمت بيامن أكتر و كأنه الدرع الحامي الها و بدأت تتلمسه و تتلمس نفسها لتحس بتدفق دم ساخن، حكت بذعر و محروف متقطعة خايفة من لحظة الحقيقة المُعلنة...

ميسا:يامن شو يلي صار...

‏ nairys_adirem ‏ بقلمي رغد الحافظ 🪐

133:

بعد مرور خمس ساعات:

حطت الطيارة القادمة من روسيا في مطار دمشق ليلاً قرابة منتصف الليل، نزلت من طيارتها بهدوء و بتعرف من داخلها انو ما حدا ناطرها و لا أي شخص رح يجي و يحضنها و يهمس بإدنها "اشتقتلك كتير"، اتنهدت بحزن و جرت وراها شنتتها و اتوجهت خارج المطار، لتستقيل سيارة اجرة و تتوجه للبيت يلي استأجرته بالتواصل مع شركة مختصة للأجارات...
.
بالمستشفى:

واقفة أمام قاعة الإنتظار و حاسة بلهيب داخلها، هوي قابع داخل غرفة العناية المشددة بعد ما اجتاحت الرصاصة صدره، و هي قابعة خارجاً حايرة بأمرها مو عارفة شو لازم تعمل و لا حتى لمين لازم تحكي، اول شي خطرلها انها لازم تتصل بيامن سندها و الشخص يلي دايماً معها لتخبره، بس تلقائياً تناهى لذهنها انو يامن بالمستشفى قابع وحيد عم يصارع الموت، مسحت دموعها بطرف جاكيتها و باتت و كأنها طفلة صغيرة ناطرة بس الأمل، يلي ممكن يخليها ترجع توقف ع رجليها مرة تانية، احتارت بأمرها و ما لقت أي شخص مناسب لتستشيره او تخبره بالإختبار يلي وقعت فيه، كان اختبار صعب عليها و للحظة شعرت بالفقد مرة أخرى عم يطرق أبوابها من جديد، لكن هالمرة رح تحاول انو تكون ابوابها مقفلة بقوة...
.
جلست ع الكرسي راكية ضهرها و عم تفكر بحل مناسب، بينما عيونها مليئة بالدموع يلي كانت عم تدفق من اعماق فؤادها بهاللحظة، ثواني و طلع الدكتور من غرفته إقتربت منه لاهفة و حكت بخوف واضحة

ميسا:اطمني دكتور

ما كانت علامات وجهه كفيلة لتبين انو يلي رح يحكيه مو مطمن الها

الدكتور: بصراحة نحنا عملنا يلي علينا، و المريض حالته تجاوزت الخطر، بس لساه بغيبوبة و ما منعرف ايمت ممكن يصحى منها

حاولت تتمالك اعصابها قدامه حتى ما تنهار و اكتفت قائلة بهدوء

ميسا:شكراً الك، بقدر شوفه

هز راسه قائل

الدكتور: أكيد، بتقدري تشوفيه ايمت ما حبيتي

غادر الدكتور و بقيت لوحدها و عم تحاول تستجمع قواها لتنتقم و لو حتى بشي صغير، غمضت عيونها و اتنفست بعمق بينما تغيرت ملامح وجهها، و إرتسم البرود و الكبرياء، بالإضافة لنار القسوة، و تلقائياً رفعت تليفونها و ضغطت ع الأزرار طالبة الرقم يلي كانت ما تتصل فيه غير بوقت الحاجة

ميسا:اسمعني كتير منيح، مستودعات نوح بيك بدي منك تحرقها باللي فيها، و تقطع الطريق حتى ما تقدر سيارة الإطفاء تدخل للمكان، و كالعادة كله بحسابه...

بقلمي رغد الحافظ 🪐

بعد مرور خمس ساعات:

حطت الطيارة القادمة من روسيا في مطار دمشق ليلاً قرابة منتصف الليل، نزلت من طيارتها بهدوء و بتعرف من داخلها انو ما حدا ناطرها و لا أي شخص رح يجي و يحضنها و يهمس بإدنها "اشتقتلك كتير"، اتنهدت بحزن و جرت وراها شنتتها و اتوجهت خارج المطار، لتستقيل سيارة اجرة و تتوجه للبيت يلي استأجرته بالتواصل مع شركة مختصة للأجارات...
.
بالمستشفى:
واقفة أمام قاعة الإنتظار و حاسة بلهيب داخلها، هوي قابع داخل غرفة العناية المشددة بعد ما اجتاحت الرصاصة صدره، و هي قابعة خارجاً حايرة بأمرها مو عارفة شو لازم تعمل و لا حتى لمين لازم تحكي، اول شي خطرلها انها لازم تتصل بيامن سندها و الشخص يلي دايماً معها لتخبره، بس تلقائياً تناهى لذهنها انو يامن بالمستشفى قابع وحيد عم يصارع الموت، مسحت دموعها بطرف جاكيتها و باتت و كأنها طفلة صغيرة ناطرة بس الأمل، يلي ممكن يخليها ترجع توقف ع رجليها مرة تانية، احتارت بأمرها و ما لقت أي شخص مناسب لتستشيره او تخبره بالإختبار يلي وقعت فيه، كان اختبار صعب عليها و للحظة شعرت بالفقد مرة أخرى عم يطرق أبوابها من جديد، لكن هالمرة رح تحاول انو تكون ابوابها مقفلة بقوة...
.
جلست ع الكرسي راكية ضهرها و عم تفكر بحل مناسب، بينما عيونها مليئة بالدموع يلي كانت عم تدفق من اعماق فؤادها بهاللحظة، ثواني و طلع الدكتور من غرفته إقتربت منه لاهفة و حكت بخوف واضحة

ميسا:اطمني دكتور

ما كانت علامات وجهه كفيلة لتبين انو يلي رح يحكيه مو مطمن الها

الدكتور: بصراحة نحنا عملنا يلي علينا، و المريض حالته تجاوزت الخطر، بس لساه بغيبوبة و ما منعرف ايمت ممكن يصحى منها

حاولت تتمالك اعصابها قدامه حتى ما تنهار و اكتفت قائلة بهدوء

ميسا:شكراً الك، بقدر شوفه

هز راسه قائل

الدكتور: أكيد، بتقدري تشوفيه ايمت ما حبيتي

غادر الدكتور و بقيت لوحدها و عم تحاول تستجمع قواها لتنتقم و لو حتى بشي صغير، غمضت عيونها و اتنفست بعمق بينما تغيرت ملامح وجهها، و إرتسم البرود و الكبرياء، بالإضافة لنار القسوة، و تلقائياً رفعت تليفونها و ضغطت ع الأزرار طالبة الرقم يلي كانت ما تتصل فيه غير بوقت الحاجة

ميسا:اسمعني كتير منيح، مستودعات نوح بيك بدي منك تحرقها باللي فيها، و تقطع الطريق حتى ما تقدر سيارة الإطفاء تدخل للمكان، و كالعادة كله بحسابه...

بهاللحظات اتذكرت كلام جاد، اتذكرت لما حذرها من اقترابه الزائد و خطواتها يلي كانت غير محسوبة بالنسبة اله، بلعت ريقها و نزلت رأسها بهدوء لتفكر بأي شي ممكن يساعدها، و للأسف اول شي خطر ببالها كان لقاء جاد

رفعت تليفونها و رجعت للأرشيف و بأيدي راجفة ضغطت ع رقمه و كانت ناطرة تسمع صوته، بعد عدة ثواني طويلة اتاها صوته و الواضح انه كان عم يسوق

جاد:أهلا ميسا

من خلال حروفها و كلامها كان واضح عليها الحقد عليه، من خلال كلماتها الصغيرة كان واضح الألم،

ميسا:وينك انت؟!

جاد:انا عم سوق بإتجاه الفيلا محتاجة شي؟!

ميسا:بتتذكر البيت يلي كان بالغابة، او الكوخ يلي كنت حتفاجئني فيه

اتفاجأ من تذكرها لهالتفاصيل الدقيقة و حكى متفاجأ

جاد:اي أكيد متذكره

قابلته بردة فعل جداً باردة و ملغمة

ميسا:ممتاز، غير مسار طريقك انا ناطرتك هنيك ...

قبل ما تسمع كلامه سكرت الخط و غادرت المشفى، بعد ما أمرت بوضع حراسة ع غرفة يامن خوفاً من اي حدا ممكن يتعرضله...
.
كان مصدوم بإتصالها غير مصدق للشي يلي سمعه بهاللحظات حكى محمد يلي لاحظ صدمته

محمد:ليش بدها تشوفك

جاد:مابعرف بس أكيد في شي، و هالشي كان لاحظ من خلال كلامها، رح وصلك و روح شوفها

قاطعه محمد قائِل

محمد:لا رح روح معك ما بدي تكون لوحدك

كان تفكيره كله منحصر بالشي يلي بدها تخبره ياه ميسا ما كان مركز بكلام محمد و لا حتى بالشي يلي حكاه، هز راسه موافق و غير طريقه بإتجاه الغابة، و طول الطريق عم يحاول يفكر بالشي يلي بدها تحكيه و بالكلام يلي مخبيته داخلها...
.
وصلت للكوخ قبله، الكوخ يلي كان محاط بالأزاز الشفاف بطريقة جداً رايقة، مع ديكورات كلاسيكية بسيطة، بتخليك تشعر بإرتياح تام لما تدخل للمكان، و خصوصي انو موقعه كان اكتر من خيالي و كأنها موجودة بعالم آخر

كانت المواجهة بيناتهم ضرورية لدرجة اكبر من رغباتهم و اكبر من كبريائها، المواجهة يلي كانت داخلها كانت كمن عم يخفي داخله اطنان هائلة من الغضب، اختارت انها تواجهه بكل تعبها و ألمها بكل حزنها، بكل قوتها، و الأهم بكل جروحها و أحزانها الهائلة، اختارت انها تتجرد من كل أقنعتها أمامه لتكون فتاة هشة....

طالع المفتاح ليدخل لكنه لاحظ انو الباب كان مفتوح و عرف انها لساتها محتفظة بالمفتاح و لساها محتفظة بالمكان بذاكرتها، إبتسم جاد بألم و أكمل طريقه لغرفة الجلوس كانت ماكثة أمام النيران الكانت شاعلة من المدفأة صوت الحطب يلي عم يتأكل كان مريح للنفس و لو حتى بشي بسيط، شعر بخفوت الإنارة و لاحظ انها أكيد هي يلي تقصدت تعمل هيك، قطع الهدوء الكان محيط بالكلام و حكى

جاد:ميسا انا اجيت

شعر بدموعها المُنسابة ع خدودها من دون ما يشوفها، شعر بشهقاتها المكتومة داخله، و لكنها فاجئته بوجه شاحب و متعب قائلة

ميسا:أديشك رخيص، أديشك انسان سافل، كل شي توقعته منك الا انك تحط ايدك بأيد نوح ليقتلني، كل شي توقعته منك الا أنك تتفق معهم لتشوفني ميتة كأنك ما بتعرفني، و كأني مابعنيلك شي
استغرب جاد و كانت علامات الانزعاج و الصدمة واضحة ع وجهه فحكى بشيئ من الغرابة

جاد:انا ما عم افهم شو عم تحكي و لا حتى عم افهم شو قصدك

ابتسمت إبتسامة شاحبة و حكت بحقد كبير عليه

ميسا:بدك تقنعني انو ما بتعرف، باللي عمله نوح، و لا عندك علم انو بعت من يقتلني و يامن حمل الرصاصة عني؟!

هز راسه نافي للكلام يلي حكته و بكلمات غير مصدقة حكى

جاد:انتِ مجنونة لحتى تفكري اني ممكن اقتلك، شو صاب عقلك كيف بتتوقعي اني مممكن أذيكي بهيك شكل، مستحيل اعملها ميسا، أكيد في شي غلط

قامت من مكانها و كأنها إعصار و كأنها عاصفة و كانت هادية، لتنفجر بوجهه قائلة كقنبلة موقوتة أن الأوان انها تنفجر

ميسا:خراااس، خراس جاد انت واحد كذاب، انت أكذب شخص عرفته بحياتي كيف بدك ياني صدقك، جاوبني كيف بدك ياني صدق الشي يلي عم تحكيه، كيف بدك ياني أمن فيك مرة تانية بعد ما تركتني بأصعب اوقاتي و حطيت ايدك بأيد أعدائي كيف بدك صدقك جاوبني، كيف؟!!!

كانت كلماتها كالأسهم عم تتسابق ع قتله، حروفها كانت مليئة بالألم و الحقد المكتوم بقلبها من أشهر طويلة، دموعها عم تتسابق لتكون غزيرة و قوية و كأنها عم تتذوق طعم البكاء للمرة الأولى، و كأنها عم تسقي أرض جافة تماماً

قاطعها جاد و مسكها من زنود ايديها بقوة و حكى معاتب الها و كأنه كان ناطر هاللحظة يلي رح يتواجهوا فيها

جاد:شو يلي عم تحكيه ميسا، جاوبيني مو انتِ يلي تركتيني، كم مرة ترجيتك، كم مرة قلتلك فرصة أخيرة ميسا، تركت كبريائي و لحقتك، تركت كرامتي و لحقتك، هنتيني و ما همتك رجولتي، و انا قول معلش هي ميسا، ميسا الوحيدة يلي حبها قلبي، معلش ممكن تعبانة ممكن مضغوطة، كم مرة ترجيتك و انتِ رفضتي جاوبي ميسا، جاوبيني

لاحظ سكوتها و عدم تصديقها لكلامه، لاحظ هدوئها ليكمل بتعب

جاد:انتِ يلي تخليتي عني، خليتيني عايشة بدوامة كبيرة مالها نهاية، دوامة حقيقية ما كنت عارف شو دوري فيها، لتستبدليني بمين، بزيد رفيق عمري، ما لقيتي غير زيد ميسا، زيد لحتى تكسريني فيه و توجعيني اكتر، و تقهري رجولتي و كرامتي، و تجرحي قلبي اكتر و اكتر، و انا شو عملت انا سكتت بالرغم الإشاعات يلي طلعت عليكن، الكل قال انكن بعلاقة قلت ممكن حبته ممكن شافت فيه يلي ما قدرت انا قدمه الها، ممكن كان الرجل يلي ما قدرت انا كونه

قاطعته بحدة و عنف بعد ما انتفضت بين ايديه، لتصرخ بقوة قائلة

ميسا:لا، لا جاد ما تركتك كرمال زيد تركتك كرمال موضوع اكبر من هيك، انا ما بتركك كرمال رجال و لا حتى زيد ممكن يكون مطرحك...

غمض عيونه بهدوء و فجر أمامها أخر قنابله الموقوتة، او ممكن كانت آخر توقعاته

جاد:ما استبدلتيني بزيد، معناها كان مروان، مروان يلي وصلت لأيده قلم حُمرتك اكتر من مرة، مروان يلي حفرتيله عبارة كبيرة مقرفة ما توقعت انك انتِ وراها، هاد شو تفسيرك اله ميسا

بلحظة وحدة شعرت بالخيانة اله، شعرت بشكوكه يلي كانت عم تهرب منها، شعرت بالماضي عم يضيق امامها لتصير الرؤية غير واضحة شعرت بكلماته و شكوكه عم داهمها من كل مكان، و من دون اي سابق انذار رفعت ايدها و صفعته قائلة ببرود الأموات و حقد الأحياء

ميسا:كرهتك بهاللحظة، كرهتك جاد، كرهتك

بعدت عنه و حطت ايديها ع راسها و بوجع تام صارت تبكي بقوة اكبر، بعد ما ظهرت قدامها لحظات اغتصابها يلي صار بكل وحشية، بعد ما انعرضت كل الذكريات الأليمة أمامها من موت والدها، لإغتصاب مروان الها دون ما يرحمها، او يرحم صرخاتها، صرخاتها باتت أقوى من كل مرة غمضت عيونها بصعوبة لتتخلص منها و ما قدرت، تحركت بطريقة عشوائية مغمضة عيونها و عم تتنفس بصعوبة لتتخلص من كل شي عم ينعرض امامها، لتهرب من صورة الدم المنتشر قدام عيونها

قرب منها بعد ما شعر بالخوف عليها، بعد ما حس بوجعها يلي بات معلن لكنها صدته قائلة

ميسا:تركني، تركني جاد، انا اي خنتك، اي انت شايفني خاينة، خلص انا هيك جاد، كيف بدك توثق فيي بلكي خنتك مع حدا

قاطعها بعد ما حرقته و هزت كيانه بكلماتها الموجعة

جاد: ميسا، بكفي ما تقولي هيك، ما تحكي هالكلمات

قربت منه و زاد صرخاها اكتر، بينما خنقتها كلماتها لتصير نبرتها موجعة اكتر و قالت بعد ما فقدت السيطرة على نفسها

ميسا:لا بدي قول، بدي احكي، انا بكره الكل، بكره مروان و نوح، بكره هديك الليلة، بكره لندن، بكره الليلة يلي اغتصبني فيها

لحظات انقطعت فيها حبال المنطق لحظات كان فيها كل شي غير مُصدق، عم تضرب ع راسها بطريقة هستيرية، اما هوي ما فهم شو عم تحكي فحكى مصدوم

جاد:شو عم تقولي ميسا

زادت حدتها بالكلام و وجعها، انكشفت الحقيقة و المواجهة بيناتهم كانت اكتر من مؤلمة

ميسا:اي اي، اغتصبني مروان ابن نوح كان موجود بلندن و اغتصبني بغرفتي بالفندق، عرفت ليش ما بدي نكمل عرفت ليش كنت عم اتهرب منك، انا البنت يلي حبيتها اغتصبها شخص حقير، اغتصبني بكل دم بارد، بكرهها، بكره هديك الليلة، بكرهها
نزلت ايديها و من دون اي انتباه منها، ضربت الإزاز يلي كان وراها بقوة لينهار ع الأرض مُحدث صوت قوي، لكنه ما كان أقوى و أشد ألم من الشي يلي كانوا ماشين فيه بهديك اللحظة، من دون اي سابق انذار من ايده و سحبها بهدوء لصدره، بعد ما اختلطت دموعه و دموعها

دقائق مرت عليهم و كأنها سنوات، دقائق كان الإستسلام فيها سيد الموقف، كان وجع القلوب فيها أقوى من اي وجع كان، دقائق كانت دموعها بللت قميصه، اما هوي فكان عم يمسح ع شعراتها بهدوء و الوجع يلي جواته كان اكبر من الشعور يلي حست فيه هيي
.
بعدت عنه بهدوء لكنه رجع شدها لحضنه و كأنه ماعم يشبع منها، او ممكن عم يحاول يعوضها عن كل وقت و كل لحظة مرت و ما كان فيها حدها، عن اللحظات يلي ما قدر يكون فيهم السند الها، اللحظات يلي ما قدر فيهم يكون الكتف الساند الها، اللحظات يلي بكيت فيهم و ما مسمح دموعها، و لا حضنها لصدره و خفف عنها

جاد:انا آسف ميسا

شدت ع حضنها أكتر و تغيرت بالكامل، فعلاً الحُب كان قادر يغيرها، و يحولها لطفلة كاملة الأوصاف بين ايديه، طفلة ما بدها شي غير حنية و حُب

ميسا:كنت مجبورة اني خبي عليك، ما كان عندي و لا مبرر اشرحلك فيه موقفي، و لا كنت عارفة كيف لازم كون بريئة قدامك من اغتصاب صار غصب العني، ما كنت عارفة كيف لازم اتصرف

اتنهد و بعدها عنه بهدوء، بعد ما حاوط وجهها بكفوف ايديه و إبتسم بعمق

جاد:انا معك ميسا، و قصة الاغتصاب انسيها انا معك شو ما كان و شو ما صار، معك و عارف انو هالشي صار غصب العنك اما مروان فأتركيه عليي

بعد ما شقت الإبتسامة وجهها، تغيرت ملامحها و حكت بخوف

ميسا:لا، لا جاد ما تقرب على مروان اتركه عليي و انتهى الامر، انا بدي انو تنهي الشراكة معهم لأنو يلي رح يجي مارح يرحم حدا صدقني....

حس بقوة حروفها و باللعبة القوية يلي كانت عم تلعبها، و عم تحيك لتكون النهاية المثالية لكل شي عاشوه، بعدت عنه لتهرب من أسئلته او يمكن لتهرب من اللقاء يلي كركب كل شي داخلها، كركب كل حساباتها

ميسا:انا لازم امشي

بعدت عنه و لكنه مسك كف ايدها بحنية ليمنعها عن المغادرة

جاد:لوين؟!

ميسا:لازم روح ع المستشفى كرمال يامن

ابتسمت و فلتت كف ايده حملت غراضها و غادرت المكان، بعد ما شافها طلعت دخل محمد يلي كان ناطر يسمع من جاد شو يلي صار

محمد:شوفي شو صار

استغرب بالمكان و استغرب من الشي يلي شافه ما توقع انو يكون يلي صار بيناتهم قاسي لهالدرجة، اكتفى جاد بكلمات صادمة

جاد:مروان، مروان الكلب اغتصب ميسا و هاد السبب يلي خلاها تبعد عني، خايفة من مواجهتها الي، ما كنت عارف هيك محمد، صدمتني و تعبتني، حسستني بالغباء حسيت اديش كنت قاسي معها من دون ما حس ع حالي، زعلت عليها فوق ما تتصور و حسيت بالعجز قدام الحقيقة يلي ما كنت بعرفها، محمد ميسا قدرت انها تغلبني، قدرت تكسرني من دون ما تعمل شي، قدرت تكسرني بهالحقيقة

ما كانت صدمة محمد أقل من صدمة جاد لكنه اكتفى بقول

محمد:شو رح تعمل هلق

اطلع بمحمد و حكى بشيئ من التفكير و الخبث بنفس الوقت

جاد:بدي روح فك الشراكة اول شي، و كمل ع مروان

تغيرت ملامح محمد و شعر بخطورة يلي رح يعمله جاد فحكى

محمد:اصحك تعمل هيك مارح تجيب غير المشاكل

جاد: انا مستعد اني اتصدى للمشاكل و لا حس حالي ماقدرت ساعدها بشي أو ما قدرت اعمل شي، بدخل حالي بمليون مشكلة بس ما برضى اني أبقى ساكت عن حقي و حقها

محمد:جاد ما تتسرع

محمد:جاد ما تتسرع

جاد:محمد من كل عقلك عم تطلب مني اني كون هادي قدام الشخص يلي كان رح ينهي حياة البنت يلي بحبها اليوم، و ابنه اللي اغتصبها بكل دم بارد، بدك مني كون هادي قدامهم

حكى هالكلام و غادر المكان لحقه محمد و قله

محمد:خليني روح معك

جاد:من الأحسن انك تبقى هون

محمد:من الأحسن اني اجي معك

استسلم لرغبة اخوه و سمحله انو يكون معه....
.
بفيلا نوح:

قابع خلف مكتبه و النيران عم تطلع من وجهه، نظرات الخوف و الحقد عم تتسابق ، و شعوره بالخسارة عم يكون قريب منه كتير

نوح:اتخيل و لا سيارة اطفاء قدرت تعبر لهديك المنطقة الطرقات كلها مسكرة

مروان كان طول الوقت شارد، بعد ما عرف بمرضه كانت حالته النفسية جداً متراجعة و للحظة شعر بالإنهزام و انعدام ثقته بنفسه و انو لازم يلاقي حل، وجهه شحب، جسده بات هزيل نوعاً ما عيونه جاحظة، الدوامة النفسية او العقاب النفسي كان افضل خيار ممكن تعمله ميسا و ممكن تختاره
.
بينما والده كان عم يشتاط غضب من حريق مستودعاته كاملة كان هوي ساكت و كأنه مابيعرف يحكي أو ما تعلم معنى الكلام

نوح:مافي غيرها ورا كل شي صار، ليش ساكت انت

افاق لكلام والده و حكى بشرود و بال مشغول

مروان:أكيد هيي مستحيل يكون حدا غيرها

نوح: بعرف انها هيي ورا كل شي صار و عم يصير و رح تشوف شو ممكن اعمل فيها
.
دخلت لمى و كان واضح عليها انها متلبكة

لمى:جاد برا بدو يشوفك

نوح:خليه يدخل
طلعت لمى و دخل جاد كانت هي آخر مرة بيجتمعوا فيها او الاحق كانت المرة الأخيرة قبل وقوع الكارثة

جاد:مين يلي أمر بإطلاق النار على ميسا

نوح:من المستحسن انو ما تدخل هاد برا شغلنا

جاد:كيف برا شغلنا و انت بتعرف انو شرطي الوحيد كان لا تتعرضلها و لا تأذيها

نوح:هاد الموضوع خاص بيني و بينها

جاد:نوح اسمع كتير منيح دفترك كبر كتير و لو مفكر انو اللعب معي سهل بتكون غلطان، لو ما بتعرفني منيح اسأل عني

استغرب من طريقته الحادة بالكلام و حكى

نوح:رجعت الأمور لمجاريها بينك و بين ميسا

جاد:شي ما بيعنيك انا جاي فك الشراكة يلي بيناتنا من اليوم ما بيجمعني فيك و لا شي

نوح:هاد الشي مو لصالحك و رح تندم عليه

جاد:هاد الشي انا يلي بقرره و انتهى الأمر

نوح:صدقني رح تندم ندم كبير

ضحك بسخرية و حكى

جاد:مو متل ندمك لما رح تلاقي حالك عم تخسر كل شي

حكى كلمته و غادر المكان من دون مبرر، اما نوح فأعد ع كرسيه بصمت و توعد لجاد، بينما مروان لحقه ليفهم شو يلي صاير، وصل لبوابة الفيلا و قبل ما يطلع جاد بسيارته حكى

حكى كلمته و غادر المكان من دون مبرر، اما نوح فأعد ع كرسيه بصمت و توعد لجاد، بينما مروان لحقه ليفهم شو يلي صاير، وصل لبوابة الفيلا و قبل ما يطلع جاد بسيارته حكى

مروان:جاد شو عم يصير

وقف جاد مقابيله و حكى

جاد:يلي عم يصير كان لازم يصير من زمان بس لو ميسا حكتلي يلي صار بوقتها

وقف بأرضه و اتجمدت الدماء بعروقه حس بإنكشاف كل الأوراق قدام جاد و أردف

مروان:ماعم افهم عليك جاد

إبتسم جاد بتوعد و حكى

جاد:انت فاهم عليي كتير، و عارف شو قصدي منيح، عارف انو يلي صار بلندن مارح يبقى بلندن رح يجي نهار و ينكشف

قاطعه مروان و حكى

مروان:انت فاهم الموضوع غلط انا أكيد ما عملت هيك غصب العنها

و بلحظتها تصاعدت الدماء لوجه جاد و فقد السيطرة على نفسه، رفع سلاحه يلي كان ع خسره و صوبه ع مروان، و من دون اي إدراك منه أطلق النار عليه، و بكل هدوء حكى

جاد:هي اشرف من الشرف، اشرف من انك تحاول ادنس شرفها

تركه غارق بدمه و طلع بالسيارة بجانب محمد و بعد ما اتحركت السيارة بإتجاه الفيلا

محمد:كيف هيك بتعمل

جاد:كان أقل الشي بعمله هوي اني قوصه، انا كان لازم اقتله بأيديي هدول

اكتفى محمد بالصمت لأنو كلام جاد كان عين الصواب و أي شخص مكانه كان رح يعمل نفس الشي
.
على أثر صوت اطلاق النار طلعت من الفيلا و اتوجهت لخارجها لعند البوابة لتشوف أخوها غارق بدمه، وقفت مصدومة مو عارفة شو لازم تعمل، حست انها بإختبار صعب و رح تفشل فيه، قربت منه و كان بعده حاسس ع كل شي حواليه، أعدت ع رجليها و حكت بعيون باكية و صوت ماعم يطلع

لمى:كيف هيك صار فهمني

مروان:لمى، لمى اطلبي الإسعاف

لمى:اتماسك مروان و لا تخاف ماشي انا رح ساعدك

قبل ما تقوم من مكانها كان نوح واقف ع بعد خطوات قليلة، و عاجز عن الحركة تماماً، حس للحظة بإقتراب النهاية و انو اللعب بلش يصعب ليصير ع المكشوف، شعر انو اللعب صار لعب كبار، و انو نهايته قربت

صرخت لمى بعد ما فقدت السيطرة على اعصابها

لمى: حدا يتصل بالإسعاف، وينكن انتو، اتصلوا بالإسعاف بسرعة او حدا يساعدني لنأسعفه

اجتمعوا الحرس حول مروان المرمي، و ساعدوا لمى ليطلعوا بأحد السيارات القابعة و يتوجهوا بإتجاه المستشفى كرمال يلحقوا يعالجوه

طول الطريق كانت لمى عم تحاول تحسسه بالأمان، عم تحاول تبث فيه و لو قطرة وحدة من الإطمئنان بأنه حيكون تمام و مارح يصيبه اي شئ خطير

لمى:لا تخاف انا معك و كلو حيكون منيح

حكت جملتها بعد ما مسحت ع شعراته بحنية و خوف

بعد مرور أربعة و عشرين ساعة:

قابعة ع أقدامها حده بعد ما طالت غيبوبته و عم تنتظر الوقت المناسب ليصحى فيه، واضح عليها التعب النفسي و الإرهاق، كل شي كان جلّي ع وجهها، رفضت الأكل بعد ما جابه وليد، رفضت تتحرك من مكانها و تشوف شغلها، و رفضت تجاوب ع كل المكالمات يلي اجتها، قرب منها وليد و اعد حدها

وليد:ميسا أهدي شوفي حالتك كيف صارت شوفي وجهك كيف اتغير و ملامحك صارت باهتة

ميسا:مو هاد المهم، المهم انو يصحى، و يرجع لطبيعته

وليد:لا تحملي نفسك سبب يلي صار معه هاد كله بضل حادث

هزت راسها نافية و حكت

ميسا:هاد مو حادث، كل يلي صار مع يامن بسببي هوي دافع عني، و لو ما عمل هيك كنت رح كون مكانه و بنفس هالجلسة هي

مسح ع شعراتها بهدوء و مسح دموعها يلي كانت نازلة

وليد:اول مرة بشوفك حساسة لهالدرجة

ابتسمت و قالت بتعب

ميسا:يامن كان كل شي بالنسبة الي، يامن كان الدرع الحامي و بيستاهل اني ازعل عليه

وليد:لو بدك اي شئ انا رح ساعدك

ابتسمت بوجه شاحب و حكت

ميسا:مابدي شي هلق بدي بس يصحى يامن

بهالثواني شعرت بتحرك أطراف ايديها و صوته عم يقول

يامن:ميس، ميس...
2024/11/16 13:47:20
Back to Top
HTML Embed Code: