Telegram Web Link
كربلائيون على درب الحسين

كتبت / سعاد الشامي

تعطرت أنفاسهم بحب الحسين. واقتبسوا من وحي عاشوراء مبادئ الحرية والعدالة التي وجدت في نفوسهم مكاناً خصيباً وصدراً رحيباً. فخرجوا اليوم كالطوفان إلى مختلف الساحات ، تعلوهم الهيبة ويحفهم الوقار ونور الحق يضيء بين جوانحهم وسمات الحرية تعلو وجوهم. يسوقهم الحب المقدس. ويدفعهم الوفاء السرمدي لسيد الشهداء وسبط المصطفى وذبيح كربلاء ؛ بمشاعر يمانية ثائرة إمتزجت بلوعة الأحزان وأنطلقت من أطراف مغارب المظلومية والوجع إلى أطراف مشارق التضحية والفداء.

يمانيون يعيشون الواقع الكربلائي المأساوي. فالأيام تتوالى وتتابع، وألوان العذاب وصنوف الآلام تترادف عليهم بكل أشكال الاستهداف وأنكى صور الإجرام التي ينتهجها طغاة هذا العصر لخنق صوت الحق، وكسر إرادة الثائرين والساعين للتحرر من البغي والجبروت.

ولكن ما عسى المجرم أن يبلغ من قلوب مفعمة بالإيمان ونفوس حرة وعقول مبصرة تخرجت من مدرسة الحسين الثورية ؟!

ما القصف وما الحصار وما قوة السلاح ؛ بجانب حلاوة حملهم لمبادئ الحق والخير والحرية ونعمة الجهاد التي حظوا بها في مواجهة أهل الباطل ؟!

لم تزعزعهم حشود المجرمين ولم تزلزلهم كثرة الغارات وها هم اليوم رجالاً ونساء ، كباراً وصغاراً بتضحيات الحسين وبروحية زينب ينحتون على وجه العدوان أعظم لوحة بشرية فدائية كربلائية. تعكس بسالة اليمنيين وموروثهم الإيماني ومواقفهم البطولية ومواثيقهم المعهودة في نصرة الدين وحب آل محمد وإقامة العدل ومقارعة الظالمين.

اليوم هم الواقفون في جبهة الحق التي لا تهزم؛ السالكون دروب التضحية المخضبة بدماء الشهداء والفواحة بعبق النصر. السائرون نحو الهدف الأسمى للحرية. العاقدون آمالهم بيوم قريب ونصر أكيد يحرق أفئدة الطغاة. وقد باتت دلائله بازغة كالشمس. يتألق نورها وينبعث شعاعها من جبهات البطولة والإباء التي تزينت رؤوس أبطالها بتاج الشموخ وتحلت صدورهم بوسام الفوز .

اليوم تجسدت رسالة زينب عليها السلام ليزيد الطاغية ولكل طواغيت الأرض ،، وتجلجل صداها في الآفاق. وضخت حروفها في أوردة الأحرار من أبناء الشعب اليمني لتقض مضاجع الأعداء وتهز عروشهم وحال لسانهم يقول لهم " فوالله لن تمحوا ذكرنا ولن تميتوا وحينا ".
هل أحدثكم عن رحيل الأب ؟
هو غربة الروح في زحمة الحضور ، هو الأسى المحتشد بمجرى الدم وفي كل الأوردة ؛ هو حشاشة القلب الذائبة من لوعة الفراق ؛ هو المشاعر المندملة على مرافئ الشجن ، هو الحنين الملتهب في قاع الوجدان ؛ هو طعنة الفقد الغائرة في ظهر القلب ، هو قافلة الشوق الراحلة في متاهات الغياب ، هو الأنفاس المحترقة في صومعة الحنين بلا دخان ، هو الوجع المؤرشف على رفوف الصدر ؛ هو الأنين المزدحم في حنايا الروح ، هو نشيج التناهيد التي تشق الضلوع ؛ هو الخواطر الثكلى على أرائك الذاكرة ، هو الدم المفيرس باليتم والكآبة ، هو الدمع الساري على خد الوحشة ؛ هو الحزن السرمدي الجاثي في احقاب الحياة .
اللهم المغفرة والرحمة لمن أحببنا بهم الحياة فرحلوا بلا عودة وأكملنا بدونهم .

# الذكرى _السنوية_الثانية_لوفاة_والدي

#سعاد_الشامي
...وقفات عاشورائية...

الوقفة الثالثة:
الثورة الحسينية
والمواقف المتباينة

#جهاد_اليماني

تقاس قيمة الفرد بما يحمله من قيم روحية ومبادئ إنسانية ،وبمدى إخلاصه لها وتمسكه بها واستعداده للتضحية في سبيلها..
والصادقون الأحرار أصحاب النفوس الأبية والهمم العالية هم من يمتلكون الجرأة والشجاعة على التضحية بأرواحهم وبكل ما لديهم حفاظا على تلك القيم والمبادئ والثوابت التي يؤمنون بها ،وإذا ما شعروا بأي خطر يتهددها فإنهم يتحولون من نسمات ربيعية هادئة إلى عواصف مدمدمة وزلازل مدمرة ويثورون كالبراكين غير مبالين ولا مكترثين بنتائج ذلك التحرك وتلك الثورة فانتصارهم النهائي هو انتصار المبدأ والرسالة..حتى وإن تمزقوا أشلاءَ ؛فهم باقون منهجاَ َ ومشروعاَ َ وقضية!! والهزات الإرتدادية لتحركهم كفيلةُ ُ باقتلاع الطغاة من جذورهم ..
أما المنهزمون نفسياَ َ الذين لاتعنيهم المبادئ والقيم ؛فينزلقون ويسقطون حين يقعون على المحك! ويتخلون عن كل الثوابت والقيم عند أول منعطف يمرون به!!
وعلى هذه الأساس كانت المواقف المتباينة من ثورة الإمام الحسين عليه السلام
ويمكن تلخيصها كما يلي:
الموقف الأول :موقف التفريط في الإمام والتخاذل عن نصرته وهو موقف أولئك الذين خرج الأمام الحسين وأهل بيته(ع) من بين أظهرهم وحيدا غريباَ َ..!!
الموقف الثاني: لخصه الفرزدق الشاعر المعروف حين سأله الإمام الحسين عليبه السلام :كيف تركت الناس خلفك ؟فأجاب:"
قلوبهم معك لكن سيوفهم عليك"
ومن يعنيهم الفررزدق هم أهل الكوفة الذين بعثوا بكتبهم للإمام الحسين(ع) يستقدموه إليهم.
وقد كانوا يتعاطفون مع الإمام(ع) لكن تعاطفهم القلبي الذي لم يُترجم لموقف عملي ؛ تحوّل تحت ضغط الترغيب والترهيب الذي مارسه عبيد الله بن زياد إلى مواقف مغايرة؛ فتخاذل البعض والْتحق البعض الآخر بمعسكر الباطل وشهروا سيوفهم في وجه الحسين(ع)

الموقف الثالث:موقف النصرة والتأييد
وهؤلاء هم الصفوة الكرام الذين آمنوا بالحسين قضية ورسالة سيكون لها امتدادها في كل زمان ومكان..
وكانوا يدركون أن الاصطفاف في خط الحسين معناه البذل والتضحية والجهاد، لكن الأيمان بالله الذي لامس شغاف قلوبهم ، وحب الحسين الذي أضاء أرواحهم واختلجت به مشاعرهم...
كانا وقود العزيمة ودافع الإنطلاق ؛ فبالإيمان انطلقوا في الميدان يقتحمون الردى ولا يهابون المنايا!!
وتحت سطوة العشق الحسيني الذي توقد في أفئدتهم وتوهج بين جوانحهم وذاقوا حلاوته -استعذبوا الجراح وهانت عليهم التضحيات ..

وعلى درب الحسين يمضي الحسينيون في كل زمان ومكان ،يشعلون مصابيح الحرية،وقناديل الكرامة ويقفون سدا منيعاَ َفي وجه الانحراف والطغيان.

وامتداداَ َ للخط الحسيني
مضى حسينيوا اليمن وأشعل الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي ثورة الوعي والبصيرة ،وفتح عين على الأحداث وأخرى على القرآن ،وأطلق شعار البراءة من الطغيان الأمريكي والإسرائيلي، ومضى إثر ذلك شهيدا مظلوما في درب الحسين!!
وعلى نهج شهيد الطف وشهيد مران ،كانت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ضد سلطة العمالة والفساد والارتهان والقتل بالجملة!!

وتجاه ثورة الحرية والعزة والكرامة تباينت المواقف واختلفت..
وكان هناك من اتخذ موقف العداء من الثورة
واستدعى الخارج في تحالف عالمي لقتل شعبه وسحق البلاد واحتلالها!! وأصحاب هذا الموقف هم أركان سلطة العمالة والارتزاق..الذين تضررت مصالحهم من ثورة الشعب..

وتجاه تحالف العدوان والحرب الكونية على اليمن التزم البعض الصمت والحياد، من أولئك الذين لاتعنيهم القيم ولا المبادئ في شيء ،ولا يفقهون مصطلحات العزة والكرامة والولاء لله ورسوله،ولا تستفزهم الدماء ولا الأشلاء!!
منطقهم لا ضير عندنا يحكمنا حتى يهودي مادامت المرتبات تصرف والأمور سابرة !!

وهناك من وقفوا ضد العدوان بأقوالهم فقط!! لكنهم وبعد مرور مايقارب الخمسة أعوام من العدوان لم يتحركوا في ميدان العمل،وهذه الفئة على خطر عظيم إن لم تترجم الأقوال إلى أفعال..
أما خلاصة المجتمع وصفوته الذين ارتوا من معين شهيد كربلاء ونهلوا من منبع شهيد مران فقد انطلقوا في الميدان بشعار هيهات منا الذلة !!
وصرخوا في وجه الطاغوت الامريكي وبذلوا المهج والأرواح وقدموا تضحيات يقف عندها التأريخ وتنحني لها الصم الرواسي..
وانتصروا بالدم وبالسيف معا.

في الختام نود التأكيد على أن التفريط والتخاذل عاقبته وخيمة!
فأهل المدينة ومكة الذين فرطوا في الحسين لم يمض سوى عامين حتى غزا الطغيان اليزيدي مدينة رسول الله واباحها لجيشه لثلاثة أيام يقتلون ويحرقون ويستبيحون الأعراض!!.
وأما من فرط في نصرة الحسين (ع) من أهل الكوفة فقد قطّعت أكبادهم سيوف الندم وجلدتهم سياط الغبن !! فعادوا يجلدون أنفسهم ولكن بعد فوات الآوان.

ومايجري حاليا في جنوب اليمن المحتل خير شاهد ودليل على قُبح التفريط وشناعته...
ركاكة الأعذار أرفع مستويات الاستحقار !

#سعاد_الشامي
...وقفات عاشورائية...

الوقفة الرابعة:
"على ضفاف كربلاء(وقفة تأمُّلية)"

#جهاد_اليماني

وفي اليوم العاشر من المحرم وعلى ضفاف كربلاء ،وبين زحمة الأرواح الملائكية التي حلت بهذا الفناء المقدس؛ وقفت الروح المنكسرة الوالهة..،تتلو آيات الصبر..
ترتل سورة الفجر..
تقف عند قوله تعالى:{إن ربك لبالمرصاد} فيتراءى الطغاة وقد أحاط الله بهم ووقعوا في شرّ أعمالهم ولعنهم التأريخ وطواهم في ملفات النسيان!!
تسترسل في التلاوة؛ لتصل إلى قوله تعالى:{ يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}
فيتراءى شهداء كربلاء في روضات الجنات، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
يتراءون وقد عبروا حدود الزمان والمكان، وشقوا لمحبيهم ،والسائرين على خطاهم -درب الخلاص، وطريق النجاة...
يسطعون تيجان في جبين الإباء، وقلائد في جيد العزة، وأوسمةَ َ في صدر الكرامة..
نعم هنا وعلى هذه الحصباء الملتهبة بحرارة الدماء، وفي العام الواحد والستين من الهجرة وفي شهر محرم الحرام وقف أحب أهل الأرض إلى أهل السماء، من ذوي النبي وعترته وآل بيته، على رأسهم سبط رسول الله وريحانته الحسين(ع) وقمر بني هاشم العباس ابن علي(ع) وعقيلة بني هاشم الحوراء زينب(ع) وثلةُ ُمن الأصحاب الخُلّص الأوفياء، وكان فيهم الطفل الرضيع والشيخ المُسن والشاب في عمر الورد..
وهنا!! حُوصروا وظمئوا وتناوشتهم السيوف ومزقتهم السهام !!
وهنا ذُبحوا وفُصلت الرؤوس عن الأجساد، وحُملت على أسنة الرماح وأُحرقت الخيام، وسُبيت حرائر الرسالة، ومخدرات الوحي.
وهنا على أرض كربلاء جاهدوا وصبروا ،واستبسلوا واستشهدوا فأعادوا بدمائهم المحمدية العلوية الزاكية- للدين بريقهُ وتوهجهُ وحفظوا حدوده ومعالمه..

في هذه الفاجعة الكبرى؛ يتجلى حقد الطغاة، وعظيم غيظهم وحنقهم على نبي الأسلام ودين الإسلام؛ فبسيف الطغيان الأموي المحسوب على الإسلام ذُبح ريحانة النبي وأهل بيته وأصحابه، وبهذا السيف ذُبحت مبادئ الدين وقيمه ومعالمه حين امتدت لذلك النموذج الذي جسد دين جده سلوكا وهديا ومنطقا!

ترى أهكذا يكون جزاء رسول الله من أمته؟!
أهكذا وصّى محمد صلوات الله عليه وآله بأهل بيته وذريته؟!
ألم يقل بأبي هو وأمي:
"تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي "
ألم يقل:-صلوات الله عليه وآله-
"أذكركم الله في أهل بيتي"
الله الله في أهل بيتي لا تجعلوهم من بعدي
غرضا"
سيدي يارسول الله أنت المُعزى بهذه الفاجعة الكبيرة والنكبة ،العظمى،ترى كيف أواسيك يامولاي ،والحياء يحاصرني!! ومرارة الخطب تفتك بي!! ماذا أقول ياسيدي ومولاي وقد احترقت الدموع، ونُحرت الكلمات، وجف المداد ،وظمئ القلم وذُبحت الحروف من الوريد إلى الوريد، لتخضّب صفحاتَ الروح بدمائها القانية!!.
سيدي ومولاي كيف أواسيك في أمتك، التي ضلّتِ الطريق التي رسمْتها !!وأخطأتِ المنهج الذي بيّنته!! فامتدّ ضلالها وانحرافها وتفريطها، عبر الأجيال!! ،ولا زالت كربلاء الحسين(ع) تتجدد في كل زمان ومكان!!
وكما حُوصر الحسين وذُبح هو وأهل بيته وأصحابه في كربلاء -على يد طاغية زمانه ويزيد عصره !!
حُوصرنا وذُبحنا وقتلنا وأحرقنا وسالت دماؤنا وتبعثرت أشلاؤنا في يمن الإيمان والحكمة؛ على يد يزيد العصر وزمرته، ومن تحالف معهم من اليهود والنصارى!!
وكما انتصر الدم على السيف في كربلاء الحسين؛ انتصر الدم اليمني والإباء الحسيني والصبر الزينبي في يمن المحبة والنصرة والولاء..
سيدي يارسول الله، طبْ نفساَ َوقرّ عيناَ َ؛فحسينك وأحفادك وأنصارك اليمنيون
يخوضون الملاحم ،ويقتحمون الردى ،يبدعون ويصنعون ويطلقون البراكين والمجنّحات والمسيرات ويذيقون قوى العدوان مرارة الذل والهوان!! ويلقّنون العالم درساَ َفي الثبات والصمود والإباء.

#السلام_على_الحسين
#وعلى_علي_بن_الحسين
#وعلى_أولاد_الحسين
#وعلى_أصحاب_الحسين
#لبيك_يا_حسينِ
لمن النصر اليوم ؟!

كتبت/ سعاد الشامي

قصفتم بيوتنا، مخيماتنا، شوارعنا، أسواقنا، مدارسنا، جامعاتنا، مستشفياتنا، مصانعنا ومزارعنا ومخازننا، جسورنا، طرقنا، سواحلنا، موانيئنا، مطاراتنا، قواربنا، حافلاتنا، مدننا، قرانا، صالات أفراحنا وأحزاننا وحتى مقابرنا ..

ولكن اخبروني يا صهاينة العرب .. هل إستطعتم خلال هذه السنوات من العدوان قصف كرامتنا او كسر إرادتنا ؟!

وهل أوهنت صواريخكم قوة إيماننا وشدة بأسنا وثقتنا بربنا؟!

وهل زلزل إجرامكم الوحشي ثوابت الولاء الوطني ومبادئ الكرامة وقيم الشموخ الراسية والراسخة في قلوبنا؟!

وهل أركع حصاركم الجائر أجسادنا الشامخة؟ وهل لطخ حقدكم الأسود عفتنا وعزتنا بفتات الذل والعار ؟!

هل عرفتم اليوم أم لا؟ أننا شعب لا ينطبق عليه قانون التجويع حتى التركيع ومعادلة التدمير لفرض الخنوع والإستسلام.

ألم تأتكم صواريخنا بالنبأ اليقين؟ أننا نملك أرواحاً ثائرة بطولية فدائية عصية على الإنكسار ومتمردة على الذل والهوان. لها قدرة خارقة على سحقكم.

هل تعلمون إنه كلما زاد إجرامكم زدنا صلابة؛ وفككنا أزرار عدوانكم عروة تلو عروة ؟!

هل تدركون إنه كلما تجلت على أرضنا أهدافكم شديدة القبح المنتهكة لقداسة الأوطان وحرمة الإنسان؛ أشرقت على سماوات ظلمكم بدورنا وقواهرنا وبراكيننا ؟!

اليوم لنا طائرات مسيرات صافّات يقصفن ما يمسكهن رادر ولا يعترضهن باتريوت؛ محلقات في سماء مدنكم لتذيقكم سوء ما كسبت أياديكم.

اليوم أنتم مكبلين في هجيع اليأس والتخبط والخزي. وسلاح الجو المسير يضرب منشآتكم وشركاتكم ومطاراتكم ووزراتكم وحقولكم النفطية بسياط الردع ونيران الهلع تلتهم أفئدتكم مرة تلو مرة.

اليوم خلطنا الدم مع البارود وعزمنا على الإنتقام واحترفنا الهجوم وأخذنا عهداً موثقاً بدم الشهداء بأننا سنريكم من آيات التأييد الآلهي والبأس اليماني ما يفتي السائل منكم أن نهايتكم اقتربت. وأن أهدافكم تبخرت. وأن النصر لليمنيين والعاقبة للمتقين.
بسم الله الرحمن الرحيم

بيان هام ...

أمام ما حصل من تطورات خلال الأيام الماضية وهذا السيل من بيانات التنديد والشجب والاستنكار نؤكد ما يلي:

- بأي منطق سمح العالم لنفسه أن يندد ويشجب لمصلحة المعتدي بينما هو صامتٌ صمت القبور أمام جريمة العصر المرتكبة بحق شعبنا اليمني قتلا وحصارا وتجويعا وتدميرا وإهلاكا للبشر والشجر والحجر؟

- أن أصحاب الإدانات لعملية فجر14 من سبتمبر إنما أدانوا أنفسهم وكشفوا تحيزهم المخزي إلى جانب المعتدي، بل وجاءت بيانات التنديد بمثابة تشجيع للمجرم أن يواصل إجرامه بحق شعبنا اليمني.

- أن سلعة النفط ليست أغلى من دماء شعبنا اليمني، ومن استهتر بالدم اليمني عليه أن يتحمل عواقب استهتاره.

- أن من يحرص على ضمان استقرار سوق النفط فليتوجه لتحالف العدوان أن يوقف عدوانه ويرفع حصاره عن الشعب اليمني.

- أن عربدة تحالف العدوان لا بد أن يوضع لها حد، فهو إلى جانب استمراره في إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام أشد وأقسى الحالات الإنسانية، يواصل احتجاز أكثر من 13 سفينة مشتقات نفطية في عرض البحر الأحمر مانعا إياها من تفريغ حمولتها في ميناء الحديدة رغم أنها قد خضعت لتفتيش الأمم المتحدة.

- أن شعبنا اليمني لن يألو جهدا في التصدي للعدوان والحصار بكل الوسائل المشروعة ودون هوادة، وقادم العمليات الدفاعية أقسى وأشد إيلاما إذا استمر العدوان والحصار.

- نجدد القول بكل مسؤولية أن على تحالف العدوان والمملكة خصوصا أن تدرك جيدا أن غرورها وصلفها هو الذي يوردها المهالك، وآن الأوان لها أن تدرك أيضا أن رهانها على حماية أمريكية هو رهان خاسر، وشعبنا اليمني شعب يحب أن يعم الأمن والسلام ربوع الجزيرة العربية، إنما ذلك لن يتأتى بالقهر والهيمنة والتسلط من طرف على طرف، وإنما بالحوار والتفاهم بعيدا عن قعقعة السلاح، وهذه رسالتنا لعموم العرب والمسلمين أن يتقوا الله في مصير هذه الأمة، فنحن في اليمن لسنا طلاب حروب، وإنما نحن في موقع الدفاع عن النفس، وشعبنا اليمني لن يسكت على ضيم.

محمد عبدالسلام
رئيس الوفد الوطني
الناطق الرسمي لانصار الله
..وقفات عاشورائية..

الوقفة الخامسة والأخيرة:
"على ضفاف كربلاء(وقفة تأريخية)"
الجزء الأول
#جهاد_اليماني

وعلى ضفاف كربلاء وفي اليوم العاشر من المحرم من العام الواحد والستين للهجرة -وقف التأريخ متأنيا؛ يرصد المواقف، ويلتقط الصور والمشاهد، ويدّون الأحداث، ويسجّل الكلمات والشعارات
ويوثّقُ ويأرشفُ ويحلّلُ ويفسّرُ، ويقدم الدروس والعبر...
ففي هذا اليوم الزمن لا يُقاس بالساعات -بل بالمواقف والأحداث؛ فلكل موقفِ ِ وقْعه ولكل حدثِ ِصداه.

ففي ليلة العاشر من المحرم أصغى التأريخ لأبي عبدالله الحسين(ع) وقد وقف مخاطبا آل بيته وأصحابه قائلا: أمّا بعد فإني لا أعلم أصحابا أولى ولا خيراَ َمن أصحابي ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني جميعا
ألا وإني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاَ َ،وليأخذ من رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ....وتفرقوا في مدائنكم فإن القوم إنما يطلبوني، ولو أصابوني لذهلوا عن غيري.."
فأدهشتهُ عظمة ذلك القائد وأبهرهُُ ردود الآل والأصحاب؛ فالجميع يفدونهُ بدمائهم وأرواحهم ...
وزاد انبهاراَ َودهشة بكلمات زهير بن القين أحد أصحاب الإمام(ع) والتي لازالت تُردد ويطلقها القادة والمجاهدين في ساحات الوغى :"والله وددت أني قُتلت ثم نُشرت ثم قُتلت ثم قُتلت حتى اقتل هكذا ألف مرة وأن الله عزوجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك"
ياالله!!ما أعظم هذا الوفاء!! وما أشبه الليلة بالبارحة لكأني في هذه اللحظات لا أستمع لرواية تأريخية بل استمع لمجاهدينا المخلصين و هم يخاطبون حفيد الحسين والسائر على خطاه: السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي قائلين: سيــــــدي القائد،
لك منا الوفاء ما تنفّست أرواحنا،لك منا الإخلاص حتی نسقط شهداء .سيـــــــــــدي نحن سيفك البتار،ورهن الإشارة؛ فاضرب بنا حيث شئت وخض بنا بحارها وبرها
وجبالها وسهلها تفديك أروحنا ودماؤنا ياسليل الآل الأطهار..
نعم إنها الأحداث تعيد نفسها وإن اختلف الزمان والمكان والأشخاص.

وفي صباح يوم العاشر من المحرم ظلّ التأريخ بصحبة أبي عبدالله الحسين حين مضى يخاطب القوم الذين حاصروه وأجمعوا على قتاله ،يعظهم ويقيم عليهم الحجة بخطبِ ِ صادقة واعية بليغة دوّنها التأريخ بحروفِ ِ قُدسية على صفحات من نور،نقتبس منها هذا الشعاع :أيها الناس انسبوني من أنا ثم ارجعوا الى انفسكم وعاتبوها وانظروا هل يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟!
ألستُ ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين بالله والمصدق لرسوله؟!

ويوثّق ردّ القوم وقد تولى الإجابة عنهم شمر بن ذي الجوشن قائلا: والله ياحسين ماندري ماتقول" ؛ليقدم لنا نموذجاَ َحياَ َ لمن طبع الله على قلوبهم وختم سمعهم وجعل على أبصارهم غشاوة..فباتوا لا يفرقون بين حقِّ ِ وباطل!!

وهنا يجثو التأريخ على ركبتيه بين يدي الإمام(ع)حين يرآه وقد تحدّرت دموعه على خديه وخضبت لحيته المقدسة؛فتسأله أخته زينب مم بكاؤك يا أبا عبدالله؟فجيب: أبكي لدخول هؤلاء النار بسببي!!
يُصغي إليه وقد أصغى الوجود معه لكلماتِ ِ أطلقها الإمام من عمق الإخلاص وصميم التفاني: إن كان دين محمد لا يستقيم إلا بقتلي فياسيوف خُذيني!
يسجّل مقاطعَ صوتية لشعاراَتِ ِوكلماتِ ِأطلقها أبو عبدالله الحسين _هزّ الوجود صداها!! وزلزل العروش معناها!! ورفعها الحسينيون في كل ساحةِ ِ وميدان؛ فكانت وقود العزيمة وصانعة النصر...

"ألا وإن الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسولهُ والمؤمنون وحجورُ ُطابت وطَهُرت وأنوفُ ُحمية ونفوسُ ُ أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام"
"والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرارالعبيد"
"والله لا أرى الموت إلا سعادة ولا أرى الحياة مع الظالمين إلا برما"

ويتابع التأريخ سير المعركة التي دارت بين ثلةِ ِمن الأصفياء لا يتجاوز عددهم إثنين وثمانين فارساَ َ،وبين معسكرِ ِقوامهُ إثنا عشر ألف مقاتل يقوده عمر بن سعد ابن أبي وقاص فيسجّل بطولات أنصار الحسين وعظيم حبّهم وصدق وفائهم، وفي ساعة العسرة، وساحة النزال تُصهر معادن الرجال، ويتبين الصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق...
فوثّق لنا إقدام مسلم بن عوسجة وبسالة حبيب بن مظاهر وإخلاص وهب الذي كان نصرانيا وأسلم على يد الحسين (ع)وأسلمت معه زوجته واستشهدا بين يديه معاَ َ

رصد لنا بأس بُرير بن خضير، ووفاء الحرّ الرياحي، وعظمة جون مولى أبي ذر، وعنفوان وصلابة زهير بن القين..
وتوقّف بإجلالِ ِوإكبار عند كل اسم حضر واقعة الطف واستشهد بين يدي الحسين عليه السلام..

وللوقفة بقية نتابعها في جزئها الثاني.
..وقفات عاشورائية..

الوقفة الخامسة والأخيرة
"على ضفاف كربلاء(وقفة تأريخية)"
الجزء الثاني
#جهاد اليماني

ولازلنا على ضفاف كربلاء وفي رحاب أبي عبدالله الحسين، نهتف باسمه، ونحي ذكراه.. وسنظل في رحابه الطاهرة المقدسة مادام القرآن يُتلى، والأذان يُرفع والصلاة قائمة "فالإسلام محمديّ الوجود حسينيّ البقاء"

ولازال التأريخ في ميدان المعركة يواصل الرصد والمتابعة والتوثيق..
فبعد استشهاد كافة الأصحاب قدم عدداَ َمن المشاهد الكربلائية ،البالغة في التأثير ،المتفردة في البذل والتضحية والفداء ..وكان المشهد الأول للحسين(ع) وقد أرخى عينيه بالدموع ورفع رأسه للسماء قائلا :اللهم أشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم أشبه الناس برسولك محمد خلقا وخُلقا ومنطقا ،وكنا إذا اشتقنا إلى رؤية نبيك نظرنا إليه. اللهم فامنع عنهم بركات الأرض وفرقهم تفريقا ومزقهم تمزيقا واجعلهم طرائق قددا.." كان هذا المشهد حين تقدم ولده علي الأكبر(ع)لميدان المعركة.
المشهد الثاني:لعلي الأكبر(ع) حين عاد من الميدان إلى والده، يطلب شربة من الماء؛ يتقوى بها على قتال القوم؛ بعد أن أجهده العطش فيجيبه الحسين(ع)
ما أسرع الملتقى بجدك ،فيسقيك بكأسه شربة لا تظمأ بعدها أبدا
المشهد الثالث: للحسين(ع) حين انكب على ولده بعد استشهاده واضعا خده على خده وهو يقول على الدنيا بعدك العفا !! ما أجراهم على الله وانتهاك حرمة رسول يعزّ على جدك وأبيك أن تدعوهم فلا يستجيبون لك وتستغيث بهم فلا يغيثونك"
وبعد استشهاد علي الأكبر(ع)
يلتقط التأريخ صورة للميدان وقد ترصّع بنجوم من آل أبي طالب وهم يذودون عن إمامهم وسيدهم ويستشهدون بين يديه الواحد تلو الآخر.
ويرسم بريشة الحبّ والولاء والإيثار لوحة فنية؛ جسدت بطولات قمر بيني هاشم، حامل لواء الحسين ساقي العطاشى، أبي الفضل العباس ابن علي(ع) ويمضي معه لنهر الفرات ويروي لنا تفاصيل ماجرى في هذا المشهد:أحاط الأعداء بالعباس(ع) فكشفهم ونزل لنهر الفرات ؛ليملأ القربة ويعود بها للأطفال والنساء الذين تشققت أكبادهم من العطش فلامس برودة الماء فاغترف منه، رفعه إلى فمه، تذكر عطش أخيه الحسين!! رمي الماء قائلا:
يانفس من بعد الحسين هوني
وبعده لاكنت أن تكوني
هذا الحسين وارد المنونِ
وتشربين بارد المعينِ تالله ماهذا فعال ديني ولا فعال صادق اليقينِ
ملأ القربة وعاد بها إلى المخيم فقُطعت يداه وتناوشته السهام والسيوف فارتقي شهيدا مع قربة الماء سال ماؤها ،وتدفق دمه!!

ويلتقط صورة أخرى لأبي عبدالله(ع) وقد انحنى على جسد أخيه باكيا وهو يقول :الآن انكسر ظهري وقلة حيلتي.
وفي هذه اللحظات من عمر يوم عاشوراء يسّجل نداءَ َترجف له الأرض وتتفطر له السماء ويلبيه عشاق الحسين في كل زمان ومكان..
"ألا هل من ناصر ينصرنا؟! ألا هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله؟"
ويرافق أبي عبدالله إلى المخيم وقد ذهب لتوديع أهله وعاد بطفله عبدالله الرضيع إلى القوم يطلب له الماء فيرميه حرملة بن كاهل الاسدي وهو في صدر والده بسهم فيذبحه من الوريد إلى الوريد ؛فيتلقى الحسين الدم بكفه ويرمي به نحو السماء قائلا هون مانزل بي أنه بعين الله ...اللهم لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح!! في صورةِ ِلم يلتقط التأريخ مثلها على مدى عمره الطويل إلا في كربلاء اليمن فقد وثّق مايشبهها في الوحشية والمظلومية والمأساة.

وبلامة رسول الله وسيفه وعمامته يتقدم الحسين(ع) إلى الميدان على الظمأ والوحدة والغربة وكثرة العدو فلم يثبت لنجل سيد الوصيين، قالع باب خيبر فارس بدر وحنين والأحزاب أحد!!
وينقل التأريخ ما قالهُ عبد الله بن عمار بن يغوث :مارايت مكثوراَ َ قط! قد قُتل ولده وأهل بيته وصحبه أربط جأشا ولا أمضى جنانا ولا أجرا مقدماَ َ من الحسين بن علي ولقد كانت الرجال تنكشف بين يديه إذا شدّ فيها ولم يثبت له أحد ..

هنا وفي هذه اللحظات سأترك التأريخ وسأغادر الميدان، وسأضع القلم وسيدي مولاي لا زال واقفا في الميدان وقائم سيفه بيده؛ فلا طاقة لقلبي أن يرى حبيب الزهراء وريحانة المصطفى ونور عين عليّ صريعا في الميدان، ولا قدرة لقلمي على مواصلة باقي التفاصيل المروعة..

لكني سأنحني كما انحنى التأريخ وسأقف مليّا كما وقف عند امراءة لا كالنساء بل طودا شامخا لا تهزه العواصف ولاتزحزحه النوازل امراءة فقدت أخوتها وأبناءها وعشيرتها في يوم واحد لكنها لم تهتز لم تنحني لم تتزعزع !!
بل وقفت على جسد أخيها الذبيح قائلة:" اللهم تقبل منا هذا القربان"
"اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى"
وحين وقفت بين السبايا وسألها طاغية الكوفة عبيد الله ابن زياد كيف رأيت صنع الله فيكم؟ أجابت قائلة: مارأيت إلا جميلا!!
هاهي كلماتها تصدح في الآفاق وترددها كربلائيات اليمن وزينبيات العصر أمهات وأخوات وزوجات الشهداء ...
ولجبل الصبر وبطلة كربلاء زينب بنت علي عليهما السلام قدّم التأريخ وسام الشرف؛فلها يعود الفضل في كشف تفاصيل ملحمة الطف الحسينية؛ ولولاها لطمست فاجعة كربلاء من صفحات التأريخ ولها يعود الفضل
في كشف وتعرية وفضح الطغيان الأموي ولولاها لوصلتنا الأحداث معكوسة والحقائق مشوهة...

وللوقفة تتمة سنتابعها في الجزء الأخير.
بعد أن ضاقت بهم السبل وخذلتهم ترسانة الأسلحة المتطورة وسدت تيارات الصمود أمامهم أبواب الأمل بالنصر ،، هاهي دول العدوان تصعد من عدوانها على الحديدة بعد الضربة القاصمة التي كسرت عمودها وجففت روافد إجرامها ؛ وهذا التصعيد لامحالة هو الحلقة الأخيرة من مسلسل شهقات التخبط وزفرات الفشل .

#سعاد_الشامي
اليوم تنفس اليمانيون صعداء الحرية والاستقلال ؛ وسمع الله نداء الصمود ؛ وكان لصنعاء موعد مع الأحرار الذين انحدروا إليها كما ينحدر السيل إلى الحدور ؛ ليشكلوا على بوابة المجد والحضارة لوحة بشرية تأسر القلوب وتسر النفوس ؛ لاضريب لشموخها ولامثيل لحسن وطنيتها.

#سعاد_الشامي
العبيد فقط هم من تخنقهم روائح الثورات التحررية والنهضوية والاستقلالية ، أما الأحرار فهي على قلوبهم أندى من نقيع بارد على فؤاد محرور.

#سعاد_الشامي
يكفي ثورة 21 سبتمر أنها أعادت الحرية إلى أرض اليمن حيث عرينها ومسكنها.

#سعاد_الشامي
21 سبتمبر.. ما بعدها ليس كما قبلهاhttp://althawrah.ye/archives/594445
ⓣ.me/althawrahnews
بيانْ رقم(1) بشأنِ عمليةِ نصر من الله
صادر عن القوات المسلحة اليمنية
(وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ)
بعونٍ من الله تعالى..... تُعلنُ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ لكافةِ أبناءِ الشعبِ اليمنيِّ العظيمِ والعزيزِ إطلاقَ عمليةِ نصرٌ من اللهِ، العسكريةِ الواسعةِ والنوعيةِ في مِحورِ نجران، والتي تُعَدُ أكبرَ عمليةِ إستدراجٍ لقواتِ العدوِ منذ بَدءِ العُدوانِ على بلدِنا استمرتْ لعدةِ أشهرَ وتكبدَ فيها العدوُ حتى اللحظةِ خسائرَ كبيرةً جداً في العتادِ والأرواحِ
أولاً : سقوطُ ثلاثةْ ألويةْ عسكريةْ من قواتِ العدوِّ بكاملِ عتادِها العسكري ومعظمِ أفرادِها وقادتِها.
ثانياً : إغتنامُ كمياتٍ كبيرةٍ من الأسلحةِ تضمُ مئاتِ الآلياتِ والمدرعات.
ثالثاً : وقوعُ آلافٍ من قواتِ العدوِّ في الأسرِ مُعظمُهم من الخونة والمخدوعين ومصرَعُ وإصابةُ المئات.
رابعاً : من بينِ الأسرى أعدادٌ كبيرةٌ من قادةِ وضباطِ وجنودِ الجيشِ السعودي.
خامساً : بعدَ مرورِ 72 ساعةً فقط من بَدءِ العمليةِ قامت قواتُنا بإطباقِ الحصارِ على العدوِّ بشكلٍ كامل.. المكونة من ثلاثةَ ألويةٍ عسكرية من الخونةِ والمخدوعينَ مع فصيلٍ من الجيشِ السعوديِّ وتم تدميرُها وكسرُها وأسرُها بالكاملِ وتم تحريرُ مئاتِ الكيلومتراتِ طولا وعرضا ضمنَ مسرحِ العمليات.
وبموجِبِ توجيهاتِ القيادةِ فقد تم التعاملُ مع كافةِ الأسرى وفقِ مبادِئِ الدينِ والعاداتِ والتقاليدِ اليمنيةِ الأصيلةِ والأخلاقِ الإنسانيةِ، وعملت قواتُنا بعد إستسلامِ الآلافِ من قواتِ العدوِ على تأمينِهم من الغاراتِ الإنتقاميةِ لطيرانِ العدوان الحربيِّ الذي استهدفَ الأسرى بعشراتِ الغارات.
وتُطَمئنُ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ كلّ أهالي الأسرى من مختلفِ الجنسياتِ بأنها ستتخذُ المزيدَ من الإجراءاتِ اللازمةِ لحمايتِهم من إستهدافِ الطيرانِ الحربيِّ المعادي وستتعاملُ معَهم بطريقةٍ إنسانيةٍ وصولاً إلى صفقةِ تبادُلٍ شاملةٍ مع العدوِّ وأدواتهِ من الخونة والمخدوعين.
شاركت في مسرحِ العملياتِ عدةُ وَحَداتِ متخصصةٍ من قواتِنا المسلحةِ بمهامَّ مختلفةٍ وضمنَ نطاقاتٍ جغرافيةٍ أوسعَ في إطارِ دعمِ وإسنادِ العمليةِ العسكريةِ وعلى رأسِ تلك الوَحَداتِ القوةُ الصاروخيةُ وكذلك سلاحُ الجوِ المسيرِ إضافةً إلى قواتِ الدفاعِ الجوي والقواتُ البريةُ بوَحَداتِها المختلفة.
هذا وتُواصِلُ القواتُ المسلحةُ تنفيذَ مراحلِ العمليةِ المختلفةِ وفقَ الخطةِ المرسومةِ وسنُعلنُ في مؤتمراتٍ لاحقةٍ نتائجَ وتفاصيلَ العمليةِ بمراحلِها المختلفةِ خلال الأيامِ القادمة.
المجدُ لليمنِ المقاومِ الصامدِ في وجهِ العُدوانِ والغزوِ والاحتلال.الرحمةُ للشهداءِ .. الشفاءُ للجرحى ... الحريةُ للأسرى ... والكرامةُ والعزةُ لشعبِنا العزيزِ ويمنِنا العظيمِ.
صادرٌ عن القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ
صنعاء
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٩م
.
المقال الفائز بالمركز الثالث في مسابقة أفضل مقال عن التسامح والسلام المجتمعي التي نظمتها مدينة ألعاب حديقة السبعين بين الإعلاميين والكتاب والناشطين.

أيُمكن أن نعيش معاً؟

كتبت /جهاد اليماني

المحبةُ والتسامحُ والتعايشُ والقبولُ بالآخرِ قيَمً جميلةٌ ومبادئٌ عظيمة.. وما أروع أن نعيشها ونجسّدها على أرضِ الواقع في يمن الإيمان!
ما أجمل أن نشيعُ لغةَ المودة والإخاءِ بين أبناء مجتمعنا، الموحد هويةً وتأريخاً وحضارةً وديناً ولغة.

ولكن كيف لنا وفي مثل هذه الظروف أن نتحدثَ بهذه اللغة، وقد اتسع الخرق على الراقع! وسالت الدماء، وتناثرتِ الأشلاء.؟!
كيف لنا أن نضعَ مثل هذه العناوين البرَّاقة؛ وقد وضعنا خناجرنا في نحورنا وفقأنا أعيُننا بأيدينا .؟
إنَّ الجرح لغائر، وإن الوجع لشديد، وإن التشظي لكبير؛ فأينما يمّمتَ وجهك في يمنِ الإيمان ستجد أمَّا لشهيد، أو زوجةَ َلجريح أو أختاَ َ لأسير..
أينما اتجهتْ عيناك سترى عيوناَ َمنكسرة ،وخدوداَ َشاحبة، وشفاهِ ِ ذابلة..ستسمع أنينَ القلوبِ، ونشيجَ الأرواح.

صحيحُ ُكل ماذكر..لكننا قادرون على تضميدِ الجراحِ، ولملمةِ التشظي، ومداواةِ الوجعِ بعون الله، وبقوة الإرادة ومضاء العزيمة..
فأحفادُ الأشتر وأبناء سبأِ ِوحمْيَر يتجاوزون الصعاب، ويعضون على الجراح، ويعودون لطاولة الحوار والتوافق، ويعزفون سمفونية المحبة على قيثارة التسامح،على مدى مراحل تأريخهم الطويل.

واليوم لو عُدنا لأنفسنا ؛لوجدنا أن نقاط الإتفاق تفوق نقاط الفرقة والإختلاف .
فعلى هذه البلدة الطيبة وُلدنا ونشأنا، تفيأنا سماءها الزاهية، وظلالها الوارفة، تنفسنا هواءها العذب،رشفنا ماءها الزلال، وقهوتها الأصيلة، جنينا خيراتها ويانع ثمارها.
جمعتنا مجالس القات، وتهادينا أغصانه الميادة بألوانها الذهبية الساحرة.جمعتنا سواحلها الجميلة وشواطئها الزاهية .
ولهذا التمازج بين الأرض والإنسان ترانا نتشابه كثيراَ ،َنتميز أينما ذهبنا وأينما حطتْ بنا الرحال.
نعم تتعدد اللجهات واللكنات لكن يظلّ لكلماتك ونبرات صوتك سمةَ َواضحة تُنبئ أنك يمني، تتعدد الألوان والأشكال والأزياء..لكنّ تلك الأرض الطيبة تأبى إلا أن تدل عليك فقد آلت على نفسها أن تضع عليك بصماتها.ولانتمائنا لتلك البلدة الطيبة، كما وصفها خالقها؛ تميّزنا برأفةِ القلبِ ولينِ الجانبِ وسماحةِ الكفِّ وطلاقةِ الوجهِ وصفاءِ الروحِ ونقائها.
تفرّدنا بعاداتنا الجميلة ،وتقاليدنا الأصيلة، وتراثنا التليد ،وتأريخنا المجيد، وألحان زاملنا الفريد، وقصائدنا البديعة وأصالة جنابينا الحضرمية، وبريق عقيقنا اليماني ..
لمعنا في سماء الشهامةِ والمروءة والكرم.
تميّزت نساؤنا بحلّية الحياء ،وخمارَ العفةِ، ونقابَ الطهر.
ومع هذا كله نتساءل في هذه السطور عن سبب الفرقة والتشظي؟!

لماذا موطن الإيمان تسألني
لأي قبيلةٍ أُنسبْ
وماحزبي وما المذهبْ؟
أنا من حضرموت المجدِ من سنحانِ من شرعبْ
أنا من صعدة الأحرار من بيحانِ من أرحبْ
أنا يمني وحزبي أنت ياوطني
وإسلامي هو المذهبْ تقبلني
حذاري أن تكفرني! حذاري أن تشن الحربْ!
تُرى ياموطن الإيمان؟
أيمكن أن نعيش معاَ َ كما تتعايش الألوانْ
ونسكبُ إصفرار الشمسِ فوق بحارنا الزرقاءْ
ونغزلُ من أشعتها وموج البحرْ
بساطاَ َلونهُ أخضرْ
وفوق بساطنا الأخضر نصُبُّ الشاي في أكوابهِ البيضاء
ونشرب كأس أُلْفتنا محبتنا
تصافِينا
وفوق بساطنا الأخضرْ نطوف رباك ياوطني
من المهرةْ
إلى ميدي
ومن صعدةْ
إلى ردفانْ

نعم يمكن أن نعيش معاً إذا حطمنا قيود المذهبية والطائفية والمناطقية والحزبية.
إذا تمردنا على العمالة والإرتهان للخارج، الذي لا يريد لنا إلا التمزّق والتشظي لدويلات ضعيفة متناحرة.
ولنا في مايحدث في الجنوب المحتل خير شاهدِ ِودليل.
لِنعدْ لأنفسنا ونقف معها وقفة جادة صادقة، وننظر بعين المسؤولية الدينية والوطنية مع من نقف وإلى أين نتجه؟
فهذه الأرض الطيبة رغم جراحها النازفة، رغم وجعها الكبير،رغم الطعنات المسمومة التي تلقتها من أبنائها الذين تخلوا عن مبادئها وقِيمها لازالت تمدُّ يدَ المحبةِ والسلامِ للجميع حتى لذلك الذي باعها للأجنبي بثمن بخس!!
ولسان حالها قول شاعرها الهمام، وأسدها المقدام -معاذ الجنيد:( أحبك طاغيةَ َأو نبيّا
أحبك ياسيدي مثل أمِّ
تحبُّ ابنها صالحاَ َأوشقيا

تقول للجميع:
يا أهلنا
في لحج في صنعاء في عدنْ
هذي هي اليمنْ
حضارةَ َ وفنْ
أيقونةُ التأريخ، درةُ الزمن
نبيعها لمن؟
نسحقها لأجل من؟
يا أهلنا في الجوف في تعزّ في تبنْ
لأجل أمّنا وعزّنا ومجدنا اليمنْ
لأجل خدها الأسيل طرفها الكحيل جوها العليل قلبها الرؤوف ثغرها الحسنْ
توحدوا تآلفوا تصافحوا تسامحوا
عودوا إلى الصلاة في محرابها
وقبل أن تعودوا
توضؤوا بحبها
عودوا لتمسحوا الآلام والهموم والجراحْ
لترسموا
على خدود الزهرِ
في عيون الوردِ بسمةَ الصباح
لِتطردوا المحتل من ديارها
فلا مكان للغزاة في اليمنْ
ولا مكان للعميل المرتهنْ
فخطّ يا تأريخ واحكِ يازمنْ.
.
ونحن نشهد هذا الحصار الجائر على وطني ... لاتحدثوني عن رقي أمم ولا منظمات حقوق جلها رمم ...ولكن امتلكوا الجرأة وأعترفوا إننا نستعيد الجاهلية الأولى ؛ وما الشعوب الا قرابين تذبح ... ليعيش اللات وهبل (أمريكا وإسرائيل) .
#سعاد_الشامي
عندما يغادر الضمير اوكار النفس البشرية فلا تدعوه مجددا ليستعيد ضرس الرشد ويعود إلى موطنه فلو وجد فتات من الأمل لكانت مأساة ومعاناة الشعب اليمني لخمسة أعوام من العدوان الوحشي كفيلة باسترجاعه !
#سعاد_الشامي
لماذا تحاصروني ؟!

كتبت / سعاد الشامي

أنا المريض المسلوب نعمة العافية، والمصلوب فوق أوتاد السرير، والموشح بمعطف الآلام المتأوهة والمحملة أنفاسي بضجيج الأنين وأجهزة المستشفيات معطلة ومغلولة بقيد المازوت المأسور داخل البواخر المحجوزة ... وأوجاعي لم تشفع لي أمام الحقد المتقد في صدوركم !
خذوا حصتكم من عافيتي ..فأنا المؤمن الواثق بربه والقوي بعدالة القضية والذي لا يخاف من الكفن الأبيض ويخيفه ثوب العار الملطخ بتقيحات الخيانة والارتزاق.

لماذا تحاصروني ؟!

أنا الجائع الذي يقضم حصاركم أمعائي ورغيفي ما زال ممتداً على ظهر الصحن يتحسس رائحة غاز هنا وهناك وينتظر بزوغ نيرانها ويحجز تذاكر الأيام لما هو آتٍ من طوابير الأسطوانات !
خذوا حصتكم من قوتي ...فأنا الحر الذي لايركعه الجوع ومن المحال أن أغمس لقمتي في ذل الخنوع حتى وإن سقطت شهيد الرغيف.

لماذا تحاصروني ؟!

أنا المهرول مشياً على الأقدام وطفلي المريض يتضور ألماً بين ذراعي وسيارتي تعاني من الجفاف الحاد وتحتضر فوق إسفلت الحارة ، والباصات على مواقفها مؤصدة الأبواب مشلولة الحركة ؛ قد سلبها الحصار بنزينها وقطع عن الناس عصب الحياة !
خذوا حصتكم من وقودي.. فأنا الثائر اليماني الذي سيغلب التعب ويهزم اليأس ويقهر الانتظار وتحمله أقدامه إلى جبهات العزة والكرامة لينجح بالتنكيل بكم ويصنع ملحمة الإنتصار .

لماذا تحاصروني ؟!

وحصاركم وعدوانكم ينبت في قلبي مقاومة جامحة تتقاذفها مشاعري بشراسة الغضب المشروع ومرارة إجرامكم تطوف في مد الذاكرة وجزرها !
تباً لغبائكم يا جلامدة القلوب.. تمهلوا قليلا وخذوا حصتكم من دروس الانتقام القادمة والتي ستطوي صحيفة القوم الظالمين.
2024/09/28 13:23:52
Back to Top
HTML Embed Code: