Telegram Web Link
• سَمِعْتُ أحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ سُئِلَ عَنْ تَفْسِيرِ حَدِيثِ أبِي مَسْعُودٍ «إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» ، قَالَ : تَفْسِيرُهُ إذَا لَمْ يَسْتَحِ الإنْسَانُ يَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ ، لَيْسَ تَفْسِيرُهُ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ ... إذَا نُزِعَ الحَيَاءُ مِنَ الإنْسَانِ نُزِعَ مِنْهُ الخَيْرُ.

[مسائل الإمام أحمد - رواية أبي داود].
• حَدَّثَنِي أبِي قَالَ : حَدَّثَنَا إسْحَاقُ الأزْرَقُ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ -زُهَيْرٌ يَقُولُ ذَاكَ- ، قَالَ : سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ ضَمْرَةَ يُحَدِّثُ -قَالَ زُهَيْرٌ : وَلَا أرَى حَدَّثَنِيهِ إلَّا عَنْ عَلِيٍّ- قَالَ : «سُجُودُ الرَّجُلِ فِي الصَّلَاةِ أنْ يُخَوِّيَ وَلَا يَفْتَرِشَ ذِرَاعَيْهِ ، وَسُجُودُ المَرْأةِ أنْ تَفْرِشَ فَخِذَيْهَا بَطْنَهَا وَتَضُمَّهَا». سَألْتُ أبِي : كَيْفَ تَجْلِسُ المَرْأةُ فِي الصَّلَاةِ؟. قَالَ : كَيْفَ كَانَ أسْتَرَ لَهَا.

[العلل للإمام أحمد - رواية ابنه عبدالله].

روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن الحسن البصري قال : المَرْأةُ تَضْطَمُّ فِي السُّجُودِ. وروى كذلك عن إبراهيم النخعي قال : إذَا سَجَدَتِ المَرْأةُ فَلْتُلْزِقْ بَطْنَهَا بِفَخِذَيْهَا وَلَا تَرْفَعْ عَجِيزَتَهَا وَلَا تُجَافِي كَمَا يُجَافِي الرَّجُلُ. وروى أيضًا عن مجاهد بن جبر : أنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أنْ يَضَعَ الرَّجُلُ بَطْنَهُ عَلَى فَخِذَيْهِ إذَا سَجَدَ كَمَا تَصْنَعُ المَرْأةُ.
قال أبو بكر المروذي :

سَمِعْتُ أبَا عَبْدِاللهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ﴾ قَالَ : هُوَ الرَّجُلُ يَكُونُ فِي القَوْمِ فَتَمُرُّ بِهِ المَرْأةُ فَيُلْحِقُهَا بَصَرَهُ.

[كتاب الورع].

روى صاحب الحلية عن محمد بن يزيد بن خنيس قال : سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا﴾ : مَا ضَعْفُهُ؟. قَالَ : المَرْأةُ تَمُرُّ بِالرَّجُلِ فَلَا يَمْلِكُ نَفْسَهُ عَنِ النَّظَرِ إلَيْهَا وَلَا هُوَ يَنْتَفِعُ بِهَا ، فَأيُّ شَيْءٍ أضْعَفُ مِنْ هَذَا؟!. اهـ

وَكُنْتَ إذَا أرْسَلْتَ طَرْفَكَ رَائِدًا
لِقَلْبِكَ يَوْمًا أتْعَبَتْكَ المَنَاظِرُ

رَأيْتَ الَّذِي لَا كُلَّهُ أنْتَ قَادِرٌ
عَلَيْهِ وَلَا عَنْ بَعْضِهِ أنْتَ صَابِرُ
عن أبي طالب المشكاني قال :

سَألْتُ أبَا عَبْدِاللهِ : مَتَى تُغَطِّي المَرْأةُ رَأسَهَا مِنَ الغُلَامِ؟. قَالَ : إذَا بَلَغَ عَشْرَ سِنِينَ ضُرِبَ عَلَى الصَّلَاةِ وَعَقِلَ فَتُغَطِّي رَأسَهَا إذَا بَلَغَ عَشْرَ سِنِينَ.

[أحكام النساء للخلال].

إذَا بَلَغَ الوَلِيدُ لَدَيْكَ عَشْرًا
فَلَا يَدْخُلْ عَلَى الحُرَمِ الوَلِيدُ

فَإنْ خَالَفْتَنِي وَأضَعْتَ نُصْحِي
فَأنْتَ وَإنْ أفَدْتَ غِنًى بَلِيدُ

ألَا إنَّ النِّسَاءَ حِبَالُ غَيٍّ
بِهِنَّ يُضَيَّعُ الشَّرَفُ التَّلِيدُ
• وَقَالَ فِي رِوَايَةِ أبِي الحَارِثِ فِي رَجُلٍ غَصَبَ رَجُلًا عَلَى امْرَأتِهِ فَأوْلَدَهَا ثُمَّ رَجَعَتْ إلَى زَوْجِهَا وَقَدْ أوْلَدَهَا : لَا يَلْزَمُ زَوْجَهَا الأوْلَادُ ، وَكَيْفَ يَكُونُ الوَلَدُ لِلفِرَاشِ فِي مِثْلِ هَذَا وَقَدْ عُلِمَ أنَّ هَذِهِ فِي مَنْزِلِ رَجُلٍ أجْنَبِيٍّ وَقَدْ أوْلَدَهَا فِي مَنْزِلِهِ؟! ، إنَّمَا يَكُونُ الوَلَدُ لِلفِرَاشِ إذَا ادَّعَاهُ الزَّوْجُ وَهَذَا لَا يَدَّعِي فَلَا يَلْزَمُهُ.

[زاد المسافر لغلام الخلال].
﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.

«اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَإمَامِ المُتَّقِينَ وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ إمَامِ الخَيْرِ وَقَائِدِ الخَيْرِ وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ الكُبْرَى وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ العُلْيَا وَآتِهِ سُؤْلَهُ فِي الآخِرَةِ وَالأُولَى كَمَا آتَيْتَ إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى .. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
• سُئِلَ أحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدِّثْنَا بِحَدِيثِ عَبْدِالقَيْسِ عَنِ القُطَيْعَاءِ. فَقَالَ : سَلُوا بَعْضَ أصْحَابِ الغَرِيبِ ؛ فَإنِّي أكْرَهُ أنْ أتَكَلَّمَ فِي قَوْلِ رَسُولِ اللهِ ﷺ بِالظَّنِّ فَأُخْطِئَ.

[العلل للإمام أحمد - رواية الميموني].
• كُنْتُ أسْمَعُ أبِي كَثِيرًا يُسْألُ عَنِ المَسَائِلِ فَيَقُولُ «لَا أدْرِي» ، وَذَلِكَ إذَا كَانَتْ مَسْألَةً فِيهَا اخْتِلَافٌ ، وَكَثِيرٌ مِمَّا كَانَ يَقُولُ «سَلْ غَيْرِي» فَإنْ قِيلَ لَهُ «مَنْ نَسْألُ؟» يَقُولُ «سَلُوا العُلَمَاءَ» وَلَا يَكَادُ يُسَمِّي رَجُلًا بِعَيْنِهِ.

[مسائل الإمام أحمد - رواية ابنه عبدالله].
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
• وَمَا أُحْصِي مَا سَمِعْتُ أحْمَدَ يُسْألُ عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا فِيهِ اخْتِلَافٌ مِنَ العِلْمِ فَيَقُولُ «لَا أدْرِي».

[مسائل الإمام أحمد - رواية أبي داود].

قال ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي : حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ : سَمِعْتُ أبِي قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إدْرِيسَ الشَّافِعِيَّ قَالَ : سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أنَسٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ عَجْلَانَ يَقُولُ : إذَا أغْفَلَ العَالِمُ «لَا أدْرِي» أُصِيبَتْ مَقَاتِلُهُ.
• سَألْتُ أبَا عَبْدِاللهِ عَنِ القَوْمِ يَكُونُونَ بِطَرَسُوسَ فَيَقْعُدُونَ وَلَا يَغْزُونَ وَيَحْتَجُّونَ يَقُولُونَ : مَتَى مَا غَزَوْنَا إنَّمَا نُوَفِّرُ الفَيْءَ عَلَى وَلَدِ العَبَّاسِ. قَالَ أبُو عَبْدِاللهِ : هَؤُلَاءِ قَوْمُ سُوءٍ ، هَؤُلَاءِ القَعَدَةُ ، هَؤُلَاءِ جُهَّالٌ ، وَإنْ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ وَلَا لَهُمْ عِلْمٌ بِالعِلْمِ فَيُقَالُ لَهُمْ ، أرَأيْتَ لَوْ كَانَ [أهْلُ] طَرَسُوسَ وَأهْلُ الثُّغُورِ جَلَسُوا عَمَّا جَلَسُوا عَنْهُ هَؤُلَاءِ ألَيْسَ كَانَ قَدْ ذَهَبَ الإسْلَامُ؟! ، هَؤُلَاءِ قَوْمُ سُوءٍ.

[مسائل الإمام أحمد - رواية ابن هانئ].
• سَمِعْتُ أبَا عَبْدِاللهِ ذَكَرَ إبْرَاهِيمَ بْنَ شَمَّاسٍ السَّمَرْقَنْدِيَّ فَأحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ وَقَالَ : كَتَبَ إلَيَّ بَعْضُ أصْحَابِنَا أنَّهُ أوْصَى بِمِئَةِ ألْفٍ يُشْتَرَى بِهَا أسْرَى مِنَ التُّرْكِ ، قَالَ : فَاشْتَرَيْنَا مِئَتَيْ نَفْسٍ أوْ نَحْوَ ذَا. قَالَ أبُو عَبْدِاللهِ : قَتَلَتْهُ التُّرْكُ أيْضًا فَانْظُرْ مَا خُتِمَ لَهُ بِهِ مَعَ القَتْلِ. وَذَكَرَهُ مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ : صَاحِبُ سُنَّةٍ ، وَكَانَتْ لَهُ نِكَايَةٌ فِي التُّرْكِ.

[العلل للإمام أحمد - رواية الأثرم].
• وَسُئِلَ أبُو عَبْدِاللهِ عَنِ الغَزْوِ فِي شِدَّةِ البَرْدِ فِي مِثْلِ الكَوَانِينِ فَيَتَخَوَّفُ الرَّجُلُ إنْ خَرَجَ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ أنْ يُفَرِّطَ فِي الصَّلَاةِ : تَرَى [لَهُ] أنْ يَغْزُوَ أوْ يَقْعُدَ؟. قَالَ : لَا يَقْعُدُ ، بَلْ يَغْزُو خَيْرٌ لَهُ وَأفْضَلُ.

[الورع للمروذي].
قال الإمام أحمد :

الإيمَانُ لَا يَكُونُ إلَّا بِعَمَلٍ.

[السنة للخلال].

قال اللالكائي في السنة : قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِ الأُمِّ فِي بَابِ النِّيَّةِ فِي الصَّلَاةِ : نَحْتَجُّ بِأنْ لَا تُجْزِئَ صَلَاةٌ إلَّا بِنِيَّةٍ ؛ لِحَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ : "إنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّةِ". ثُمَّ قَالَ : وَكَانَ الإجْمَاعُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِمَّنْ أدْرَكْنَاهُمْ أنَّ الإيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ لَا يُجْزِئُ وَاحِدٌ مِنَ الثَّلَاثَةِ بِالآخَرِ. وقال ابن بطة في الإبانة الكبرى : اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ أنَّ اللهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَتَقَدَّسَتْ أسْمَاؤُهُ فَرَضَ عَلَى القَلْبِ المَعْرِفَةَ بِهِ وَالتَّصْدِيقَ لَهُ وَلِرُسُلِهِ وَلِكُتُبِهِ وَبِكُلِّ مَا جَاءَتْ بِهِ السُّنَّةُ وَعَلَى الألْسُنِ النُّطْقُ بِذَلِكَ وَالإقْرَارُ بِهِ قَوْلًا وَعَلَى الأبْدَانِ وَالجَوَارِحِ العَمَلُ بِكُلِّ مَا أمَرَ بِهِ وَفَرَضَهُ مِنَ الأعْمَالِ ، لَا تُجْزِئُ وَاحِدَةٌ مِنْ هَذِهِ إلَّا بِصَاحِبَتِهَا وَلَا يَكُونُ العَبْدُ مُؤْمِنًا إلَّا بِأنْ يَجْمَعَهَا كُلَّهَا حَتَّى يَكُونَ مُؤْمِنًا بِقَلْبِهِ مُقِرًّا بِلِسَانِهِ عَامِلًا مُجْتَهِدًا بِجَوَارِحِهِ ثُمَّ لَا يَكُونُ أيْضًا مَعَ ذَلِكَ مُؤْمِنًا حَتَّى يَكُونَ مُوَافِقًا لِلسُّنَّةِ فِي كُلِّ مَا يَقُولُهُ وَيَعْمَلُهُ مُتَّبِعًا لِلكِتَابِ وَالعِلْمِ فِي جَمِيعِ أقْوَالِهِ وَأعْمَالِهِ ، وَبِكُلِّ مَا شَرَحْتُهُ لَكُمْ نَزَلَ بِهِ القُرْآنُ وَمَضَتْ بِهِ السُّنَّةُ وَأجْمَعَ عَلَيْهِ عُلَمَاءُ الأُمَّةِ. وقال الآجري في الشريعة : اعْلَمُوا رَحِمَنَا اللهُ وَإيَّاكُمْ أنَّ الَّذِي عَلَيْهِ عُلَمَاءُ المُسْلِمِينَ أنَّ الإيمَانَ وَاجِبٌ عَلَى جَمِيعِ الخَلْقِ وَهُوَ تَصْدِيقٌ بِالقَلْبِ وَإقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وَعَمَلٌ بِالجَوَارِحِ ثُمَّ اعْلَمُوا أنَّهُ لَا تُجْزِئُ المَعْرِفَةُ بِالقَلْبِ وَالتَّصْدِيقُ إلَّا أنْ يَكُونَ مَعَهُ الإيمَانُ بِاللِّسَانِ نُطْقًا وَلَا تُجْزِئُ مَعْرِفَةٌ بِالقَلْبِ وَنُطْقٌ بِاللِّسَانِ حَتَّى يَكُونَ عَمَلٌ بِالجَوَارِحِ فَإذَا كَمُلَتْ فِيهِ هَذِهِ الثَّلَاثُ الخِصَالُ كَانَ مُؤْمِنًا ، دَلَّ عَلَى ذَلِكَ القُرْآنُ وَالسُّنَّةُ وَقَوْلُ عُلَمَاءِ المُسْلِمِينَ ... فَالأعْمَالُ رَحِمَكُمُ اللهُ بِالجَوَارِحِ تَصْدِيقٌ عَنِ الإيمَانِ بِالقَلْبِ وَاللِّسَانِ ، فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقِ الإيمَانَ بِعَمَلِهِ وَبِجَوَارِحِهِ مِثْلَ الطَّهَارَةِ وَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ وَالحَجِّ وَالجِهَادِ وَأشْبَاهٍ لِهَذِهِ وَرَضِيَ مِنْ نَفْسِهِ بِالمَعْرَفِةِ وَالقَوْلِ لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا وَلَمْ يَنْفَعْهُ المَعْرِفَةُ وَالقَوْلُ وَكَانَ تَرْكُهُ لِلعَمَلِ تَكْذِيبًا مِنْهُ لِإيمَانِهِ وَكَانَ العَمَلُ بِمَا ذَكَرْنَاهُ تَصْدِيقًا مِنْهُ لِإيمَانِهِ وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ ، وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ ﷺ : ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهَمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ ، فَقَدْ بَيَّنَ النَّبِيُّ ﷺ لِأُمَّتِهِ شَرَائِعَ الإيمَانِ أنَّهَا عَلَى هَذَا النَّعْتِ فِي أحَادِيثَ كَثِيرَةٍ ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ وَبَيَّنَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ أنَّ الإيمَانَ لَا يَكُونُ إلَّا بِعَمَلٍ وَبَيَّنَهُ النَّبِيُّ ﷺ خِلَافَ مَا قَالَتِ المُرْجِئَةُ الَّذِينَ لَعِبَ بِهِمُ الشَّيْطَانُ. وروى حرب الكرماني في مسائله عن إسحاق بن راهويه قال : غَلَتِ المُرْجِئَةُ حَتَّى صَارَ مِنْ قَوْلِهِمِ : «مَنْ تَرَكَ المَكْتُوبَاتِ وَصَوْمَ رَمَضَانَ وَالزَّكَاةَ وَالحَجَّ وَعَامَّةَ الفَرَائِضِ مِنْ غَيْرِ جُحُودٍ بِهَا إنَّا لَا نُكَفِّرُهُ ، يُرْجَأُ أمْرُهُ إلَى اللهِ بَعْدُ إذْ هُوَ مُقِرٌّ» ، فَهَؤُلَاءِ المُرْجِئَةُ الَّذِينَ لَا شَكَّ فِيهِمْ. وقال ابن تيمية في الإيمان : وَمِنَ المُمْتَنِعِ أنْ يَكُونَ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا إيمَانًا ثَابِتًا فِي قَلْبِهِ بِأنَّ اللّهَ فَرَضَ عَلَيْهِ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَالصِّيَامَ وَالحَجَّ وَيَعِيشُ دَهْرَهُ لَا يَسْجُدُ للهِ سَجْدَةً وَلَا يَصُومُ مِنْ رَمَضَانَ وَلَا يُؤَدِّي للهِ زَكَاةً وَلَا يَحُجُّ إلَى بَيْتِهِ فَهَذَا مُمْتَنِعٌ وَلَا يَصْدُرُ هَذَا إلَّا مَعَ نِفَاقٍ فِي القَلْبِ وَزَنْدَقَةٍ لَا مَعَ إيمَانٍ صَحِيحٍ. وقال أيضًا في شرح العمدة : إنَّ حَقِيقَةَ الدِّينِ هُوَ الطَّاعَةُ وَالانْقِيَادُ ، وَذَلِكَ إنَّمَا يَتِمُّ بِالفِعْلِ لَا بِالقَوْلِ فَقَطْ ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ للهِ شَيْئًا فَمَا دَانَ للهِ دِينًا ، وَمَنْ لَا دِينَ لَهُ فَهُوَ كَافِرٌ.
عن ابن هانئ النيسابوري قال :

بَكَّرْتُ يَوْمًا لِأُعَارِضَ أحْمَدَ بِالزُّهْدِ ، فَبَسَطْتُ لَهُ حَصِيرًا وَمِخَدَّةً ، فَنَظَرَ إلَى الحَصِيرِ وَالمِخَدَّةِ فَقَالَ : مَا هَذَا؟. قُلْتُ : لِتَجْلِسَ عَلَيْهِ. فَقَالَ : ارْفَعْهُ ؛ الزُّهْدُ لَا يَحْسُنُ إلَّا بِالزُّهْدِ. فَرَفَعْتُهُ وَجَلَسَ عَلَى التُّرَابِ.

[طبقات الحنابلة].
‏ذكر النبي عليه الصلاة والسلام يوم الجمعة، فقال: "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئا، إلا أعطاه إياه". وأشار بيده يقللها.
رواه الأئمة أحمد والبخاري ومسلم
عن أبي بكر المروذي قال :

كَانَ أبُو عَبْدِاللهِ لَا يَجْهَلُ وَإنْ جُهِلَ عَلَيْهِ احْتَمَلَ وَحَلُمَ وَيَقُولُ : يَكْفِينِي اللهُ. وَلَمْ يَكُنْ بِالحَقُودِ وَلَا العَجُولِ ، وَلَقَدْ وَقَعَ بَيْنَ عَمِّهِ وَجِيرَانِهِ مُنَازَعَةٌ فَكَانُوا يَجِيئُونَ إلَى أبِي عَبْدِاللهِ فَلَا يُظْهِرُ لَهُمْ مَيْلَهُ إلَى عَمِّهِ وَلَا يَغْضَبُ لِعَمِّهِ وَيَلْقَاهُمْ بِمَا يَعْرِفُونَهُ مِنَ الكَرَامَةِ ... وَصَحِبْتُهُ فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ وَكَانَ حَسَنَ الخُلُقِ دَائِمَ البِشْرِ لَيِّنَ الجَانِبِ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ ... وَكَانَ أبُو عَبْدِاللهِ حَسَنَ الجِوَارِ يُؤْذَى فَيَصْبِرُ وَيَحْتَمِلُ الأذَى مِنَ الجِيرَانِ.

[الآداب الشرعية والمنح المرعية].
2025/02/06 02:09:20
Back to Top
HTML Embed Code: