Telegram Web Link
▪️نونية ابن القيم الجوزية▪️
[ #فصل_٤٣ ]. ▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂ •-➢|| T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim ١٢٩١ - هَذا ورابعَ عشرَها إقرارُ سائلِهِ بلفظِ "الأينِ" للرَّحمنِ ١٢٩٢ - ولقَد رواهُ أبو رزينٍ بعدَما سألَ الرَّسولَ بلفظةٍ بوِزانِ ١٢٩٣ - ورواهُ تبليغًا لهُ ومُقرِّرًا لمَّا أقرَّ بهِ…
البيتُ ١٢٩٢ :

يشيرُ إلى هذا الحديثِ :

عَن وكيعِ بنِ حُدُسٍ، عَن عَمِّهِ أبِي رزينٍ، قالَ : قلتُ : يا رسولَ اللهِ، أينَ كانَ ربُّنا عزَّ وجلَّ قبلَ أن يخلقَ خلقَهُ ؟

قالَ : كانَ فِي عماءٍ، مَا تحتَهُ هواءٌ، ومَا فوقهُ هواءٌ، ثُمَّ خلقَ عرشهُ عَلى الماءِ.

رواهُ الإمامُ أحمدُ
والتِّرمِذيُّ
وابنُ ماجَه

_

كانَ في عماءٍ : أي: السَّحاب.
_

البيتُ ١٢٩٤ :

يشيرُ النَّاظم إلى تأويلِ نُفاةِ العُلُوِّ لهذا الحديثِ بأنَّ السُّؤالَ "بـ أينَ" معناهُ السُّؤال "بـ مَن" كما قرَّر ذلكَ الرَّازيُّ.
البيتُ ١٢٩٦ :

يشيرُ إلى حديثِ مُعاويةَ بنِ الحكمِ السُّلمي الطَّويل الَّذي رواهُ مُسلمٌ :

..... وكانَت لِي جاريةٌ تَرعَى غنمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ والجوَّانيَّةِ، فاطَّلعتُ ذاتَ يومٍ، فإذا الذِّيبُ قَدْ ذهبَ بشاةٍ مِن غنمِها، وأنا رجلٌ مِن بَنِي آدم آسَفُ كَما يأسَفُونَ، لكنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً، فأتيتُ رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - ، فعظَّم ذلكَ عليَّ.

قلتُ : يَا رسولَ اللهِ، أفَلا أُعتِقُها ؟
قالَ : ائْتِنِي بِها، فأتَيتُهُ بِها.

فقالَ لَها : أينَ اللهُ ؟
قالَت : فِي السَّماءِ.

قالَ : مَنْ أنَا ؟
قالَت : أنتَ رسولُ اللهِ.

قَالَ : أعتِقْها، فإنَّها مُؤمِنَةٌ.

___

آسَفُ : أغضبُ.
صَكَكْتُهَا : لطَمتُها.
[ #فصل_٤٤ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

•-➢|| T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

١٣٠٧ - هَذا وخامسَ عشرَها الإجماعُ
من رُسلِ الإلهِ الواحدِ المنَّانِ

١٣٠٨ - فالمُرسَلُونَ جميعُهُم معَ كُتبِهِم
قد صرَّحوا بالفوقِ للرَّحمنِ

١٣٠٩ - وحَكى لَنا إجماعَهُم شيخُ الوَرى
والدِّينِ عبدُ القادِرِ الجَيْلانِي

١٣١٠ - وأبُو الوليدِ المالكيُّ أيضًا حَكى
إجماعَهُم أعنِي ابنَ رُشدِ الثَّاني

١٣١١ - وكَذا أبُو العبَّاسِ أيضًا قد حَكى
إجماعَهُم عَلَمُ الهُدى الحرَّاني

١٣١٢ - ولهُ اطِّلاعٌ لم يكُن مِن قبلِهِ
لسِواهُ مِن مُتكلِّمٍ ولِسانِ

١٣١٣ - هَذا ونقطعُ نحنُ أيضًا أنَّهُ
إجماعُهُم قطعًا على البُرهانِ

١٣١٤ - وكذاكَ نقطعُ أنَّهم جاؤُوا
بإثباتِ الصِّفاتِ لخالقِ الأكوانِ

١٣١٥ - وكذاكَ نقطعُ أنَّهم جاؤُوا
بإثباتِ الكلامِ لربِّنا الرَّحمنِ

١٣١٦ - وكذاكَ نقطعُ أنَّهم جاؤُوا
بإثباتِ المعادِ لهذهِ الأبدانِ

١٣١٧ - وكذاكَ نقطعُ أنَّهم جاؤُوا
بتوحيدِ الإلهِ وما لهُ من ثانِ

١٣١٨ - وكذاكَ نقطعُ أنَّهم جاؤُوا
بإثباتِ القضاءِ وما لهُم قولانِ

١٣١٩ - فالرُّسلُ مُتَّفِقُونَ قطعًا فِي
أصولِ الدِّينِ دُونَ شرائعِ الإيمانِ

١٣٢٠ - كلٌّ لهُ شرعٌ ومِنهاجٌ وذَا
في الأمرِ لا التَّوحيدِ فافْهَمْ ذانِ

١٣٢١ - فالدِّينُ في التَّوحيدِ دينٌ واحدٌ
لم يَختَلِفْ مِنهُم عليهِ اثنانِ

١٣٢٢ - دينُ الإلهِ اختارَهُ لعبادِهِ
ولنفسِهِ هو قَيِّمُ الأديانِ

١٣٢٣ - فمِنَ المُحالِ بأن يكونَ لِرُسُلِهِ
في وصفِهِ خبرانِ مُختلفانِ

١٣٢٤ - وكذاكَ نقطعُ أنَّهم جاؤُوا
بعدلِ اللهِ بينَ طوائفِ الإنسانِ

١٣٢٥ - وكذاكَ نقطعُ أنَّهم أيضًا
دَعَوْا للخمسِ وهيَ قواعدُ الإيمانِ

١٣٢٦ - إيمانُنا باللهِ ثم برُسُلِهِ
وبكُتُبِهِ وقِيامةِ الأبدانِ

١٣٢٧ - وبجُندِهِ وهُمُ الملائِكةُ الأُلَى
هُم رُسُلُهُ لمصالحِ الأكوانِ

١٣٢٨ - هذي أصولُ الدِّينِ حقًّا لا الأصولُ
الخمسُ للقاضِي هُو الهَمَذَانِي

١٣٢٩ - تِلكُ الأصولُ للاعتِزالِ وكَم
لَها فَرع فمِنهُ الخلقُ للقُرآنِ

١٣٣٠ - وجحودُ أوصافِ الإلهِ
ونفيُهُم لعُلُوِّهِ والفوقِ للرَّحمنِ

١٣٣١ - وكذاكَ نفيُهُمُ لرُؤيتِنا لهُ
يومَ اللِّقاءِ كَما يُرى القَمَرَانِ

١٣٣٢ - ونَفَوْا قضاءَ الرَّبِّ والقَدَرَ
الَّذي سبقَ الكِتابُ بهِ هُما حَتمانِ

١٣٣٣ - من أجلِ هاتِيكَ الأُصولِ
وخَلَّدُوا أهلَ الكبائِرِ في لَظَى النِّيرانِ

١٣٣٤ - ولأجلِها نَفَوُا الشَّفاعةَ فيهِمُ
ورَمَوْا رُواةَ حديثِها بطِعانِ

١٣٣٥ - ولأجلِها قالُوا بأنَّ اللهَ لَم
يقدِر على إصلاحِ ذي العِصيانِ

١٣٣٦ - ولأجلِها قالُوا بأنَّ اللهَ لَم
يقدِر على إيمانِ ذي الكُفرانِ

١٣٣٧ - ولأجلِها حَكَمُوا على الرَّحمنِ
بالشَّرعِ المُحالِ شريعةِ البُهتانِ

١٣٣٨ - ولأجلِها هُم يُوجِبُونَ رِعايةً
للأصلَحِ الموجودِ في الإمكانِ

١٣٣٩ - حقًّا على ربِّ الوَرى بعُقولِهِم
سُبحانكَ اللَّهُمَّ ذا السُّبحانِ
@Salafi_s
[ #فصل_٤٥ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

•-➢|| T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

١٣٤٠ - هَذا وسادسَ عشرَها إجماعُ
أهلِ العلمِ أعنِي حُجَّةَ الأزمانِ

١٢٤١ - من كلِّ صاحبِ سنةٍ شهدتْ لهُ
أهلُ الحديثِ وعسكرُ القُرآنِ

١٣٤٢ - لا عِبرةً بمُخالفٍ لهمُ ولو
كانُوا عديدَ الشَّاءِ والبُعرانِ

١٣٤٣ - أنَّ الذي فوقَ السَّماواتِ العُلى
والعرشِ وهو مباينُ الأكوانِ

١٣٤٤ - هو ربُّنا سُبحانَهُ وبحمدِهِ
حقًّا على العرشِ استَوى الرَّحمنِ

١٣٤٥ - فاسمَع إذًا أقوالَهم واشهَد
عليهِم بعدَها بالكُفرِ والإيمانِ

١٣٤٦ - واقرَأ تفاسيرَ الأئمةِ ذاكرِي
الإسنادِ فهيَ هدايةُ الحيرانِ

١٣٤٧ - وانظُر إلى قولِ ابنِ عبَّاسٍ
بتفسيرِ "استَوى" إن كنتَ ذا عِرفانِ

١٣٤٨ - وانظْر إلى أصحابِهِ من بعدِهِ
كمُجاهدٍ ومُقاتلٍ حَبرانِ

١٣٤٩ - وانظُر إلى الكلبيِّ أيضًا
والَّذي قد قالَه من غيرِ ما نُكرانِ

١٣٥٠ - وكذا رفيعُ التَّابعيُّ أجلُّهم
ذاك الرِّياحيُّ العظيمُ الشَّانِ

١٣٥١ - كم صاحبٍ ألقى إليهِ عِلمَهُ
فلذاك ما اختَلَفَتْ عليهِ اثنانِ

١٣٥٢ - فَلْيَهْنِ مَن قد سبَّه إذ لم
يُوافق قولُهُ تحريفَ ذي البُهتانِ

١٣٥٣ - فلهُم عِباراتٌ علَيها أربعٌ
قد حُصِّلت للفارِسِ الطَّعَّانِ

١٣٥٤ - وهيَ استقرَّ وقد عَلا وكذلك
ارتفعَ الذي ما فيهِ من نُكرانِ

١٣٥٥ - وكذاك قد صعدَ الذي هو رابعٌ
وأبو عُبيدةَ صاحبُ الشَّيباني

١٣٥٦ - يختارُ هذا القولَ في تفسيرِهِ
أدرى منَ الجهميِّ بالقُرآنِ

١٣٥٧ - والأشعريُّ يقولُ تفسيرُ استَوى
بحقيقةِ استَولى منَ البُهتانِ

١٣٥٨ - هو قولُ أهلِ الاعتِزالِ وقولُ
أتباعٍ لجَهمٍ وهو ذو بُطلانِ

١٣٥٩ - في كُتبِهِ قد قالَ ذا من
مُوجَزٍ وإبانةٍ ومقالةٍ بِبَيانِ

١٣٦٠ - وكذلك البغويُّ أيضًا قد
حكاهُ عنهُمُ بمعالمِ القُرآنِ

١٣٦١ - وانظُر كلامَ إمامِنا هو مالكٌ
قد صحَّ عنه قولُ ذي إتقانِ

١٣٦٢ - في الاستِواءِ بأنَّه المعلومُ
لكِن كيفُهُ خافٍ على الأذهانِ

١٣٦٣ - وروى ابنُ نافعٍ الصَّدوقُ
سماعَهُ منه على التَّحقيقِ والإتقانِ

١٣٦٤ - اللهُ حقًّا في السَّماءِ وعِلمُهُ
سُبحانَهُ حقًّا بكلِّ مكانِ

١٣٦٥ - فانظُر إلى التَّفريقِ بينَ الذَّاتِ
والمعلومِ من ذا العالمِ الرَّبَّاني

١٣٦٦ - فالذَّاتُ خُصَّت بالسَّماءِ وإنَّما
المعلومُ عمَّ جميعَ ذي الأكوانِ

١٣٦٧ - ذا ثابتٌ عن مالكٍ مَن ردَّهُ
فلَسَوفَ يِلقى مالكًا بهَوانِ

١٣٦٨ - وكذاك قالَ التِّرمذيُّ بجامعٍ
عن بعضِ أهلِ العلمِ والإيمانِ

١٣٦٩ - اللهُ فوقَ العرشِ لكِن عِلمُهُ
معَ خلقِهِ تفسيرَ ذي إيمانِ

١٣٧٠ - وكذاك أوزاعيُّهم أيضًا حَكى
عن سائرِ العُلماءِ في البُلدانِ

١٣٧١ - من قرنِهِ والتَّابِعونَ جميعُهم
مُتوافِرونَ وهُم أولُو العِرفانِ

١٣٧٢ - إيمانَهُم بعُلُوِّهِ سُبحانَهُ
فوقَ العبادِ وفوقَ ذي الأكوانِ

١٣٧٣ - وكذاك قالَ الشَّافعيُّ حكاهُ
عنه البيهقيُّ وشيخُهُ الرَّبَّاني

١٣٧٤ - حقَّا قضى اللهُ الخِلافةَ ربُّنا
فوقَ السَّماءِ لأصدقِ العُبدانِ

١٣٧٥ - حِبُّ الرَّسُولِ وقائمٌ من بعدِهِ
بالحقِّ لا فشلٌ ولا مُتوانِ

١٣٧٦ - فانظُر إلى المقضيِّ في ذي الأرضِ
لكِن في السَّماءِ قضاءُ ذي السُّلطانِ

١٣٧٧ - وقضاؤُهُ وصفٌ لهُ لم ينفصلْ
عنه وهذا واضحُ البُرهانِ

١٣٧٨ - وكذلك النُّعمانُ قال وبعدَهُ
يعقوبُ والألفاظُ للنُّعمانِ

١٣٧٩ - مَن لم يُقِرَّ بعرشِهِ سُبحانَهُ
فوقَ السِّماءِ وفوقَ كلِّ مكانِ

١٣٨٠ - ويُقِرَّ أنَّ اللهَ فوقَ العرشِ
لا يَخفى عليهِ هواجسُ الأذهانِ

١٣٨١ - فهو الذي لا شكِّ في تكفيرِهِ
لله درُّك من إمامِ زمانِ

١٣٨٢ - هذا الذي في الفِقهِ الأكبرِ
عندَهم ولهُ شروحٌ عِدَّةٌ لبيانِ

١٣٨٣ - وانظُر مقالةَ أحمدٍ ونُصوصَهُ
في ذاك تَلقاها بلا حُسبانِ

١٣٨٤ - فجميعُها قد صرَّحت بعُلُوِّهِ
وبالاستِواءِ والفوقِ للرَّحمنِ

١٣٨٥ - ولهُ نصوصٌ وارِداتٌ لم تقَع
لسِواهُ من فُرسانِ هذا الشَّانِ

ُ١٣٨٦ - إذ كانَ مُمتَحَنًا بأعداءِ الحديثِ
وشِيعةِ التَّعطيلِ والكُفرانِ

١٣٨٧ - وإذا أردتَ نُصوصَهُ فانظُر إلى
ما قد حَكى الخلَّالُ ذو الإتقانِ

١٣٨٨ - وكذاك إسحاقُ الإمامُ فإنَّه
قد قالَ ما فيهِ هُدى الحيرانِ

١٣٨٩ - وابنُ المُباركِ قالَ قولًا شافيًا
إنكارُهُ عَلَمٌ على البُهتانِ

١٣٩٠ - قالوا لهُ ما ذاك نعرفُ ربَّنا
حقًّا بهِ لنكونَ ذا إيمانِ

١٣٩١ - فأجابَ نعرفُهُ بوصفِ عُلُوِّهِ
فوَق السَّماءِ مُباينَ الأكوانِ

١٣٩٢ - وبأنَّه سُبحانَهُ حقًّا على العرشِ
الرَّفيعِ فَجَلَّ ذو السُّلطانِ

١٣٩٣ - وهو الَّذي قد شجَّع ابنَ خُزيمةٍ
إذ سلَّ سيفَ الحقِّ والعِرفانِ

١٣٩٤ - وقَضى بقتلِ المُنكرينَ عُلُوَّهُ
بعدَ استِتابَتِهِم منَ الكُفرانِ

١٣٩٥ - وبأنَّهم يُلقَونَ بعدَ القتلِ
فوقَ مزابلِ الميتاتِ والأنتانِ

١٣٩٦ - فشَفى الإمامُ العالمُ الحبرُ
الذي يُدعى إمامَ أئمةِ الأزمانِ
١٣٩٧ - ولقد حكاهُ الحاكمُ العدلُ
الرِّضى في كتبِهِ عنهُ بلا نُكرانِ

١٣٩٨ - وحَكى ابنُ عبدِ البرِّ في تمهيدِهِ
وكِتابِ الاستِذكارِ غيرَ جبانِ

١٣٩٩ - إجماعَ أهلِ العلمِ أنَّ اللهَ
فوقَ العرشِ بالإيضاحِ والبُرهانِ

١٤٠٠ - وأتى هُناكَ بما شَفى أهلَ الهُدى
لكنَّه مرضٌ على العُميانِ

١٤٠١ - وكذا عليُّ الأشعريُّ فإنه
في كتبِهِ قد جاءَ بالتِّبيانِ

١٤٠٢ - من مُوجَزٍ وإبانةٍ ومقالةٍ
ورسائلٍ للثَّغرِ ذاتِ بيانِ

١٤٠٣ - وأتى بتقريرِ استِواءِ الرَّبِّ
فوقَ العرشِ بالإيضاحِ والبُرهانِ

١٤٠٤ - وأتى بتقريرِ العُلُوِّ بأحسنِ
التَّقريرِ فانظُر كتبَهُ بعِيانِ

١٤٠٥ - واللهِ ما قالَ المُجسِّمُ مثلَ
ما قد قالَه ذا العالمُ الربَّاني

١٤٠٦ - فارمُوهُ وَيْحَكُمُ بما ترمُوا به
هذا المُجسِّمَ يا أولي العُدوانِ

١٤٠٧ - أو لا فقُولوا إنَّ ثَمَّ حَزازةً
وتنفُّسَ الصُّعداءِ من حرَّانِ

١٤٠٨ - فسَلُوا الإلهَ شِفاءَ ذا الدَّاءِ
العُضالِ مُجانبِ الإسلامِ والإيمانِ

١٤٠٩ - وانظُر إلى حربٍ وإجماعٍ
حَكى للهِ درُّك من فَتى كِرماني

١٤١٠ - وانظُر إلى قولِ ابنِ وهبٍ أوحدِ
العُلماءِ مثلَ الشَّمسِ في المِيزانِ

١٤١١ - وانظُر إلى ما قالَ عبدُ اللهِ
في تلكَ الرِّسالةِ مُفصِحًا ببيانِ

١٤١٢ - من أنَّه سُبحانَهُ وبحمدِهِ
بالذَّاتِ فوقَ العرشِ والأكوانِ

١٤١٣ - وانظُر إلى ما قالَه الكَرَخِيُّ
في شرحٍ لتصنيفِ امرىءٍ ربَّاني

١٤١٤ - وانظُر إلى الأصلِ الذي هو
شرحُهُ فَهُمَا الهُدى لِمُلَدَّدٍ حَيرانِ

١٤١٥ - وانظُر إلى تفسيرِ عبدٍ ما الذي
فيهِ منَ الآثارِ في هذا الشَّانِ

١٤١٦ - وانظُر إلى تفسيرِ ذاكَ الفاضلِ
الثَّبتِ الرِّضى المُتضَلِّعِ الربَّاني

١٤١٧ - ذاك الإمامُ ابنُ الإمامِ
وشيخُهِ وأبوهُ سُنِّيَّانِ رازيَّانِ

١٤١٨ - وانظُر إلى النَّسائيِّ في تفسيرِهِ
هو عندَنا سِفرٌ جليلُ معانِ

١٤١٩ - واقْرأ كِتابَ العرشِ تصنيفِ
الرِّضا نجلِ الصَّدوقِ إمامِنا عُثمانِ

١٤٢٠ - وأخوهُ صاحبُ مُسندٍ ومُصنَّفٍ
أتَراهُما نجمينِ بل شمسانِ

١٤٢١ - واقْرأ كِتابَ الاستقامةِ للرِّضى
ذاك ابنُ أصرمَ حافظٌ ربَّاني

١٤٢٢ - واقْرأ كِتابَ الحافظِ الثِّقةِ الرِّضى
في السُّنةِ العُليا فَتى الشَّيباني

١٤٢٣ - ذاك ابنُ أحمدَ أوحدُ الحُفَّاظِ
قد شهدتْ لهُ الحُفَّاظُ بالإتقانِ

١٤٢٤ - واقْرأ كِتابَ الأثرمِ العدلِ الرِّضى
في السُّنةِ الأُولى إمامِ زمانِ

١٤٢٥ - وكذا الإمامُ ابنُ الإمامِ المُرتَضى
حقًّا أبي داودَ ذي العِرفانِ

١٤٢٦ - تصنيفُهُ نظمًا ونثرًا واضحٌ
في السُّنةِ المُثلى هُما نجمانِ

١٤٢٧ - واقْرأ كِتابَ السُّنةِ الأُولى
التي أبداهُ مَضطلعٌ منَ الإيمانِ

١٤٢٨ - ذاك النَّبيلُ ابنُ النَّبيلِ وكِتابُهُ
أيضًا نبيلٌ واضحُ البُرهانِ

١٤٢٩ - وانظُر إلى قولِ ابنِ أسباطَ الرِّضى
وانظُر إلى قولِ الرِّضى سُفيانِ

١٤٣٠ - وانظُر إلى قولِ ابنِ زيدٍ
ذاك حمَّادٌ وحمَّادِ الإمامِ الثَّاني

١٤٣١ - وانظُر إلى ما قالَهُ عَلَمُ الهُدى
عُثمانُ ذاك الدَّارِمي الربَّاني

١٤٣٢ - في نقضِهِ والردِّ يا لَهُمَا
كَتابَا سُنَّةٍ وهُما لنا عَلَمَانِ

١٤٣٣ - هَدَمَتْ قواعدَ فرقةٍ جهميَّةٍ
فخَوَتْ سُقُوفُهُمُ على الحِيطانِ

١٤٣٤ - وانظُر إلى ما في صحيحِ مُحَمَّدٍ
ذاك البُخاريُّ العظيمُ الشَّانِ

١٤٣٥ - من ردِّهِ ما قالَه الجهميُّ
بالنَّقلِ الصَّحيحِ الواضحِ البُرهانِ

١٤٣٦ - وانظُر إلى تلكَ التَّراجمِ ما
الذي في ضِمنِها إن كنتَ ذا عِرفانِ

١٤٣٧ - وانظُر إلى ما قالَه الطَّبريُّ
في الشَّرحِ الذي هو عندَكم سِفرانِ

١٤٣٨ - أعنِي الفقيهَ الشافعيَّ
اللَّالَكائيَّ المُسدَّدَ ناصرَ الإيمانِ

١٤٣٩ - وانظُر إلى ما قالَه عَلَمُ الهُدى
التَّيميُّ في إيضاحِهِ وبَيانِ

١٤٤٠ - ذاك الذي هو صاحبُ التَّرغيبِ
والتَّرهيبِ ممدوحٌ بكلِّ لسانِ

١٤٤١ - وانظُر إلى ما قالَه في السُّنةِ
الكُبرى سُليمانٌ هو الطَّبراني

١٤٤٢ - وانظُر إلى ما قالَه شيخُ الهُدى
يُدعى بِطَلْمَنكِيِّهِم ذو شانِ

١٤٤٣ - وانظُر إلى قولِ الطَّحاويِّ الرِّضى
وأجِرهُ من تحريفِ ذي بُهتانِ

١٤٤٤ - وكذلكَ القاضي أبو بكرٍ
هو ابنُ الباقلانيِّ قائدُ الفُرسانِ

١٤٤٥ - قد قالَ في تمهيدِهِ ورسائلٍ
والشَّرحِ ما فيهِ جليُّ بيانِ

١٤٤٦ - في بعضِها حقًّا على العرشِ استَوى
لكنَّه استَولى على الأكوانِ

١٤٤٧ - وأتى بتقريرِ العُلُوِّ وأبطلَ اللَّامَ
الَّتي زِيدَت على القُرآنِ

١٤٤٨ - من أوجُهٍ شتَّى وذا في كُتبِهِ
بادٍ لمن كانَت له عينانِ

١٤٤٩ - وانظُر إلى قولِ ابنِ كُلَّابٍ
وما يَقضي به لِمُعَطِّلِ الرَّحمنِ

١٤٥٠ - أخرِج منَ النَّقلِ الصَّحيحِ
وعقلِهِ مَن قالَ قولَ الزُّورِ والبُهتانِ

١٤٥١ - ليسَ الإلهُ بداخلٍ في خلقِهِ
أو خارجٍ عن جُملةِ الأكوانِ

١٤٥٢ - وانظُر إلى ما قالَه الطبَّريُّ في
التَّفسيرِ والتَّهذيبِ قولَ مُعانِ
١٤٥٣ - وانظُر إلى ما قالَه في سُورةِ
الأعرافِ معَ طهَ ومعَ سُبحانِ

١٤٥٤ - وانظُر إلى ما قالَه البغويُّ
في تفسيرِهِ والشَّرحِ بالإحسانِ

١٤٥٥ - في سورةِ الأعرافِ عندَ الاستِوا
فَيها وفي الأُولى منَ القُرآنِ

١٤٥٦ - وانظِر إلى ما قالَه ذو سُنَّةٍ
وقِراءةٍ ذاك الإمامُ الدَّاني

١٤٥٧ - وكذاك سُنَّةُ جعفرٍ يُكنى أبا
الشَّيخِ الرِّضى المُستلِّ من حيَّانِ

١٤٥٨ - وانظُر إلى ما قالَه ابنُ سُريجٍ
البحرُ الخِضَمُّ الشافعيُّ الثَّاني

١٤٥٩ - وانظُر إلى ما قالَه عَلَمُ الهُدى
أعنِي أبا الخيرِ الرِّضى العُمراني

١٤٦٠ - وكِتابُهُ في الفقهِ وهو بيانُهُ
يُبدِي مكانَتَهُ منَ الإيمانِ

١٤٦١ - وانظُر إلى السُّنَنِ التي قد
صنَّفَ العُلماءُ بالآثارِ والقُرآنِ

١٤٦٢ - زادَت على المِائَتَينِ مِنها مُفردًا
أوفَى منَ الخمسينِ في الحُسبانِ

١٤٦٣ - مِنها لأحمدَ عِدَّةٌ موجودةٌ
فينا رسائلُهُ إلى الإخوانِ

١٤٦٤ - واللَّاءِ في ضمنِ التَّصانيفِ
التي شُهِرَتْ فلم تحتَج إلى حُسبانِ

١٤٦٥ - فكثيرةٌ جدًّا فمن يكُ راغبًا
فيها يجِد فيها هُدى الحيرانِ

١٤٦٦ - أصحابُها هم حافِظُو الإسلامِ
لا أصحابُ جهمٍ حافِظُو الكُفرانِ

١٤٦٧ - وهمُ النُّجومُ لكلِّ عبدٍ سائرٍ
يبغي الإلهَ وجنَّةَ الحيوانِ

١٤٦٨ - وسِواهُمُ واللهِ قُطَّاعُ الطَّريقِ
أئمةٌ تدعو إلى النِّيرانِ

١٤٦٩ - ما في الَّذين حكيتُ عنهُم
آنِفًا من حنبليٍّ واحدٍ بضمانِ

١٤٧٠ - بل كلُّهم واللهِ شيعةُ أحمدٍ
فأصولُهُ وأصولُهم سِيَّانِ

١٤٧١ - وبذاك في كتبٍ لهم قد صرَّحوا
وأخو العَمايةِ ما لهُ عينانِ

١٤٧٢ - أتظنُّهم لفظيَّةً جهليَّةً
مثلَ الحميرِ تُقادُ بالأرسانِ

١٤٧٣ - حاشاهُمُ من ذاك بل واللهِ
هم أهلُ العُقولِ وصِحَّةِ الأذهانِ

١٤٧٤ - فانظُر إلى تقريرِهم لعُلُوِّهِ
بالنَّقلِ والمعقولِ والبُرهانِ

١٤٧٥ - عقلانِ عقلٌ بالنُّصوصِ مُؤَيَّدٌ
ومُؤيَّدٌ بالمنطقِ اليُوناني

١٤٧٦ - واللهِ ما استَوَيَا ولن يَتَلاقَيا
حتَّى تشيبَ مفارقُ الغِربانِ

١٤٧٧ - أفتَقذِفُونَ أُولاءِ بل أضعافَهم
من سادةِ العُلماءِ كلَّ زمانِ

١٤٧٨ - بالجهلِ والتَّشبيهِ والتَّجسيمِ
والتَّبديعِ والتَّضليلِ والبُهتانِ

١٤٧٩ - يا قومَنا اللهَ في إسلامِكم
لا تُفسِدوهُ لنخوةِ الشَّيطانِ

١٤٨٠ - يا قومَنا اعتبِرُوا بمصرعِ مَن
خلا من قبلِكم في هذِهِ الأزمانِ

١٤٨١ - لم يُغنِ عنهُم كِذبُهُم ومِحالُهُم
وقِتالُهُم بالزُّورِ والبُهتانِ

١٤٨٢ - كلَّا ولا التَّدليسُ والتَّلبيسُ
عندَ النَّاسِ والحُكَّامِ والسُّلطانِ

١٤٨٣ - وبَدا لهم عندَ انكِشافِ غِطائِهم
ما لم يكُن للقومِ في حُسبانِ

١٤٨٤ - وبَدا لهم عندَ انكشِافِ حقائقِ
الإيمانِ أنَّهمُ على البُطلانِ

١٤٨٥ - ما عِندَهم واللهِ غيرُ شِكايةٍ
فأُتُوا بعلمٍ وانطِقُوا ببيانِ

١٤٨٦ - ما يشتَكي إلَّا الَّذي هو عاجزٌ
فاشكُوا لنعذِرَكم إلى القُرآنِ

١٤٨٧ - ثم اسمَعُوا ماذا الذي يقضِي لكُم
وعليكُمُ فالحقُّ في الفُرقانِ

١٤٨٨ - لبَّستُمُ مَعنى النُّصوصِ وقولَنا
فغَدا لكُم للحقِّ تلبيسانِ

١٤٨٩ - من حرَّف النَّصَّ الصَّريحَ فكيفَ
لا يأتي بتحريفٍ على إنسانِ

١٤٩٠ - يا قومُ واللهِ العظيمِ أسأتُمُ
بأئمةِ الإسلامِ ظنَّ الشَّاني

١٤٩١ - ما ذنبُهم ونبيُّهم قد قالَ
ما قالُوا، كذاك مُنزِّلُ الفُرقانِ

١٤٩٢ - ما الذَّنبُ إلَّا النُّصوصِ لديكُمُ
إذ جسَّمَتْ بل شَبَّهَتْ صِنفانِ

١٤٩٣ - ما ذنبُ مَن قد قالَ ما نَطَقَتْ به
من غيرِ تحريفٍ ولا عُدوانِ

١٤٩٤ - هذا كما قالَ الخبيثُ لصحبِهِ
كلبُ الرَّوافِضِ أخبثُ الحيوانِ

١٤٩٥ - لمَّا أفاضُوا في حديثِ الرَّفضِ
عندَ القبرِ لا يخشونَ من إنسانِ

١٤٩٦ - يا قومِ أصلُ بلائِكم ومُصابِكم
من صاحبِ القبرِ الذي تَرَيَانِ

١٤٩٧ - كم قدَّم ابنَ أبي قُحافةَ بل غَدا
يُثني عليهِ ثناءَ ذي شُكرانِ

١٤٩٨ - ويقولُ في مرضِ الوفاةِ يؤمُّكم
عنِّي أبو بكرٍ بلا روغانِ

١٤٩٩ - ويظلُّ يمنعُ من إمامةِ غيرِهِ
حتَّى يُرى في صورةِ الغضبانِ

١٥٠٠ - ويقولُ لو كنتُ الخليلَ لواحدٍ
في النَّاسِ كان هو الخليلَ الدَّاني

١٥٠١ - لكنَّه الأخُ والرَّفيقُ وصاحِبي
ولهُ علَينا مِنَّةُ الإحسانِ

١٥٠٢ - ويقولُ للصِّدِّيقِ يومَ الغارِ
لا تحزَن فنحنُ ثلاثةٌ لا اثنانِ

١٥٠٣ - اللهُ ثالثُنا وتلكَ فضيلةٌ
ما حازَها إلَّا فتى عُثمانِ

١٥٠٤ - يا قومِ ما ذنبُ النَّواصبِ بعدَ ذا
لم يَدْهَكُمْ إلِّا كبيرُ الشَّانِ

١٥٠٥ - فتفرَّقت تِلكَ الرَّوافضُ كلُّهم
قد أطبَقت أسنانَهُ الشَّفتانِ

١٥٠٦ - وكذلك الجهميُّ ذاكَ رضيعُهم
فَهُمَا رَضِيعَا كُفرِهِم بِلِبانِ

١٥٠٧ - ثوبانِ قد نُسِجَا على المِنوالِ
يا عريانُ لا تلبَس فما ثَوبانِ

١٥٠٨ - واللهِ شرٌّ منهُما فهُما على
أهلِ الضِّلالةِ والشَّقا عَلَمَانِ
@Salafi_s
▪️نونية ابن القيم الجوزية▪️
١٣٩٧ - ولقد حكاهُ الحاكمُ العدلُ الرِّضى في كتبِهِ عنهُ بلا نُكرانِ ١٣٩٨ - وحَكى ابنُ عبدِ البرِّ في تمهيدِهِ وكِتابِ الاستِذكارِ غيرَ جبانِ ١٣٩٩ - إجماعَ أهلِ العلمِ أنَّ اللهَ فوقَ العرشِ بالإيضاحِ والبُرهانِ ١٤٠٠ - وأتى هُناكَ بما شَفى أهلَ الهُدى…
البيتُ ١٤٤٢ :

الطَّلَمَنْكِيُّ

الإمامُ المُقرِئُ المُحقِّقُ المُحدِّثُ الحافظُ الأَثريُّ ، أبُو عُمرَ ؛ أحمدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبِي عِيسَى لُبِّ بنِ يَحيَى ، المَعافِرِيُّ الْأندلُسِيُّ الطَّلَمَنْكِيُّ .

وَطَلَمَنْكُ بفتحاتٍ ونُونٍ ساكنةٍ : مدينةٌ استَولَى علَيها العدُوُّ قديمًا.

📚 السِّير للذَّهبي.
_

للعلمِ : أبو بكرٍ أعلمُ من أبيهِ، أبوهُ بحرٌ في الحديثِ، وهو بحرٌ في العقيدةِ.
[ #فصل_٤٦ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

•-➢|| T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim


١٥٠٩ - هذا وسابعَ عشرَها إخبارُهُ
سُبحانَهُ في مُحكمِ القُرآنِ

١٥١٠ - عن عبدِهِ مُوسى الكليمِ وحربِهِ
فِرعَونَ ذي التَّكذيبِ والطُّغيانِ

١٥١١ - تكذيبَهِ مُوسى الكليمَ بقولِهِ
اللهُ ربَّي في السَّماءِ نبَّاني

١٥١٢ - ومنَ المصائِبِ قولُهُم إنَّ اعتِقادَ
الفوقِ من فِرعَونَ ذي الكُفرانِ

١٥١٣ - فإذا اعتقَدتُم ذا فأشياعٌ لهُ
أنتُم وذا من أعظمِ البُهتانِ

١٥١٤ - فاسمَع إذاً مَن ذا الَّذي أولَى
بفِرعَونَ المُعطِّلِ جاحدِ الرَّحمنِ

١٥١٥ - فانظُر إلى ما جاءَ في القَصَصِ
الَّتي تحكي مقالَ إمامِهم ببَيانِ

١٥١٦ - واللهِ قد جعَلوا الضَّلالةَ قُدوةً
بأئمَّةٍ تدعُو إلى النِّيرانِ

١٥١٧ - فإمامُ كلِّ مُعطِّلٍ في نفيِهِ
فِرعونُ معَ نمرودَ معَ هامانِ

١٥١٨ - طلبَ الصُّعودَ إلى السِّماءِ مُكذِّبًا
مُوسى ورامَ الصَّرحَ بالبُنيانِ

١٥١٩ - بل قالَ مُوسى كاذبٌ في زعمِهِ
فوقَ السَّماءِ الربُّ ذُو السُّلطانِ

١٥٢٠ - فابْنُوا ليَ الصَّرحَ الرَّفيعَ لعلَّني
أرقَى إليهِ بحِيلةِ الإنسانِ

١٥٢١ - وأظنُّ مُوسى كاذِبًا في قولِهِ
اللهُ فوقَ العرشِ ذو سُلطانِ

١٥٢٢ - وكذاكَ كذَّبَهُ بأنَّ إلَهَهُ
ناداهُ بالتَّكليمِ دونَ عِيانِ

١٥٢٣ - هو أنكرَ التَّكليمَ والفَوقِيَّةَ العُليا
كقولِ الجهمِ ذي صَفوانِ

١٥٢٤ - فمَنِ الَّذي أولى بفِرعَونٍ إذاً
منَّا ومِنكُم بعدَ ذا التِّبيانِ

١٥٢٥ - يا قومَنا واللهِ إنَّ لِقَولِنَا
مِائةً تدلُّ عليهِ بل مِائَتانِ

١٥٢٦ - عقلاً ونقلاً معَ صريحِ الفِطرةِ
الأُولى وذَوقِ حلاوةِ القُرآنِ

١٥٢٧ - كلٌّ يدلُّ بأنَّه سُبحانَهُ
فوقَ السَّماءِ مُباينُ الأكوانِ

١٥٢٨ - أترونَ أنَّا تارِكُو ذا كُلِّهِ
لجعاجعِ التَّعطيلِ والهَذَيَانِ

١٥٢٩ - يا قومُ ما أنتُم على شيءٍ
إلى أن ترجِعوا للوحيِ بالإذعانِ

١٥٣٠ - وتُحَكِّمُوهُ في الجليلِ ودِقِّهِ
تحكيمَ تسليمٍ معَ الرِّضوانِ

١٥٣١ - قد أقسمَ اللهُ العظيمُ بنفسِهِ
قسمًا يُبينُ حقيقةَ الإيمانِ

١٥٣٢ - أن ليسَ يؤمنُ مَن يكونُ مُحَكِّمًا
غيرَ الرَّسُولِ الواضحِ البُرهانِ

١٥٣٣ - بل ليسَ يؤمنُ غيرُ مَن قد حكَّم
الوَحيَينِ حسبُ فذاك ذو إيمانِ

١٥٣٤ - هذا وما ذاكَ المُحَكِّمُ مُؤمِنًا
إن كانَ ذا حرجٍ وضيقِ بِطانِ

١٥٣٥ - هذا وليسَ بمؤمنٍ حتَّى يُسَلِّمَ
للذي يقضِي بهِ الوحيانِ

١٥٣٦ - يا قومُ باللهِ العظيمِ نَشَدْتُكُمْ
وبحُرمةِ الإيمانِ والقُرآنِ

١٥٣٧ - هل حَدَّثَتْكُم قطُّ أنفُسُكُم بذا
فسَلُوا نفوسَكُمُ عنِ الإيمانِ

١٥٣٨ - لكنَّ ربَّ العالمينَ وجُندَهُ
ورسولَهُ المبعوثَ بالقُرآنِ

١٥٣٩ - هم يشهدونَ بأنَّكم أعداءُ
مَن ذا شأنُهُ أبدًا بكلِّ زمانِ

١٥٤٠ - ولأيِّ شيءٍ كانَ أحمدَ خصمُكم
أعنِي ابنَ حنبلٍ الرِّضى الشَّيباني

١٥٤١ - ولأيِّ شيءٍ كانَ بعدُ خصومُكم
أهلَ الحديثِ وعسكرَ القُرآنِ

١٥٤٢ - ولأيِّ شيءٍ كانَ أيضًا خصمُكم
شيخَ الوجودِ العالمَ الحرَّاني

١٥٤٣ - أعنِي أبا العبَّاسِ ناصرَ سُنَّةِ
المُختارِ قامعَ سُنَّةِ الشَّيطانِ

١٥٤٤ - واللهِ لم يكُ ذنبُهُ شيئًا سِوى
تجريدِهِ لحقيقةِ الإيمانِ

١٥٤٥ - إذ جرَّد التَّوحيدَ عن شركٍ
كذا تجريدُهُ للوحيِ عن بُهتانِ

١٥٤٦ - فتجرَّدَ المقصودُ عن قصدٍ لهُ
فلذاكَ لم ينصَف إلى إنسانِ

١٥٤٧ - ما مِنهُمُ أحدٌ دَعا لمقالةٍ
غيرِ الحديثِ ومُقتَضى الفُرقانِ

١٥٤٨ - فالقومُ لم يدعُو إلى غيرِ
الهُدى ودعوتُمُ أنتُم لرأيِ فُلانِ

١٥٤٩ - شتَّان بينَ الدَّعوتَينِ فحسبُكم
يا قومُ ما بكُمُ منَ الخُذلانِ

١٥٥٠ - قالُوا لنا لمَّا دَعَوناهُم إلى
هذا مقالةَ ذي هَوىً ملآنِ

١٥٥١ - ذِهَبَتْ مقاديرُ الشُّيوخِ
وحُرمةُ العُلماءِ بل عَبَرَتْهُمُ العينانِ

١٥٥٢ - وتركتُمُ أقوالَهم هدرًا
وما أصغَت إليها منكُمُ أُذُنانِ

١٥٥٣ - لكن حفِظنا نحنُ حُرمَتَهُم
ولم نعدُ الذي قالوهُ قدرَ بَنانِ

١٥٥٤ - يا قومُ واللهِ العظيمِ كَذَبتُمُ
وأتَيتُمُ بالزُّورِ والبُهتانِ

١٥٥٥ - ونسبتُمُ العُلماءَ للأمرِ
الذي هم منه أهلُ براءةٍ وأمانِ

١٥٥٦ - واللهِ ما أوصَوْكُمُ أن تتركُوا
قولَ الرَّسُولِ لقولِهِم بلِسانِ

١٥٥٧ - كلَّا ولا في كُتبِهِم هذا بلى
بالعكسِ أوصَوْكُم بلا كِتمانِ

١٥٥٨ - إذ قد أحاطَ العلمُ منهُم
أنَّهم ليسُوا بمعصومينَ بالبُرهانِ

١٥٥٩ - كلَّا وما منهم أحاطَ بكلِّ
ما قد قالَهُ المبعوثُ بالقُرآنِ

١٥٦٠ - فلذاك أوصَوْكُم بأن لا تجعَلوا
أقوالَهم كالنَّصِّ في المِيزانِ

١٥٦١ - لكِن زِنُوهَا بالنُّصوصِ فإن
تُوافِقها فتِلكَ صحيحةُ الأوزانِ

١٥٦٢ - لكنَّكم قدَّمتُمُ أقوالَهم
أبدًا على النَّصِّ العظيمِ الشَّانِ

١٥٦٣ - واللهِ لا لِوَصِيَّةِ العُلماءِ
نفَّذتُم ولا لِوَصِيَّةِ الرَّحمنِ

١٥٦٤ - وركِبتُمُ الجَهلَينِ ثم تركتُمُ
النَّصَّينِ معَ ظُلمٍ ومعَ عُدوانِ
١٥٦٥ - قُلنا لكُم فتعلَّموا قُلتم
أمَا نحنُ الأئِمَّةُ فاضِلُو الأزمانِ

١٥٦٦ - من أينَ والعُلماءُ أنتُم فاستَحُوا
أينَ النُّجومُ منَ الثَّرى التَّحتاني

١٥٦٧ - لَم يُشبِهِ العُلماءَ إلَّا أنتُمُ
أشبَهتُمُ العُلماءَ في الأذقانِ

١٥٦٨ - واللهِ لا عِلمٌ ولا دِينٌ ولا
عقلٌ ولا بمُروءةِ الإنسانِ

١٥٦٩ - عاملتُمُ العُلماءَ حينَ دَعَوكُمُ
للحقِّ بل بالبغيِ والعُدوانِ

١٥٧٠ - إن أنتُمُ إلَّا الذُّبابُ إذا رأى
طُعمًا فيا لمساقِطِ الذِّبَّانِ

١٥٧١ - وإذا رأى فَزَعًا تطايرَ قلبُهُ
مثلَ البُغاثِ يُساقُ بالعِقبانِ

١٥٧٢ - وإذا دَعَوناكُم إلى البُرهانِ
كانِ جوابُكم جهلاً بلا بُرهانِ

١٥٧٣ - نحنُ المُقلِّدَةُ الأُلى ألْفَوْا كذا
آباءَهم في سالفِ الأزمانِ

١٥٧٤ - قُلنا فكيفِ تُكَفِّرُونَ
وما لكُم عِلمٌ بتكفيرٍ ولا إيمانِ

١٥٧٥ - إذ أجمعَ العُلماءُ أنَّ مُقَلِّدًا
للنَّاسِ كالأعمَى هُما أَخَوَانِ

١٥٧٦ - والعِلمُ معرفةُ الهُدى بدليلِهِ
ما ذاكِ والتَّقليدُ مُستَويانِ

١٥٧٧ - حِرنَا بكُم واللهِ لا أنتُم
معِ العُلماءِ تنقادُونَ للبُرهانِ

١٥٧٨ - كلَّا ولا مُتَعَلِّمُونَ فمَن تُرى
تُدعَونَ نَحسِبُكُم منَ الثِّيرانِ

١٥٧٩ - لكنِّها واللهِ أنفعُ مِنكُم
للأرضِ في حرثٍ وفي دَوَرَانِ

١٥٨٠ - نالَت بهِم خيرًا ونالَت مِنكُمُ
المعهودَ من بغيٍ ومن عُدوانِ

١٥٨١ - فمنِ الذي خيرٌ وأنفعُ للوَرى
أنتُم أمِ الثِّيرانُ بالبُرهانِ ؟
@Salafi_s
[ #فصل_٤٧ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

•-➢|| T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

١٥٨٢ - هذا وثامنَ عشرَها تنزيهُهُ
سُبحانَهُ عن مُوجِبِ النُّقصانِ

١٥٨٣ - وعنِ العُيوبِ ومُوجبِ التَّمثيلِ
والتَّشبيهِ جلَّ اللهُ ذو السُّلطانِ

١٥٨٤ - ولذاك نزَّه نفسَهُ سُبحانَهُ
عن أن يكونَ لهُ شريكٌ ثانِ

١٥٨٥ - أو أن يكونَ لهُ ظهيرٌ في الوَرى
سُبحانَهُ عن إفكِ ذي بُهتانِ

١٥٨٦ - أو أن يُوالِيَ خلقَهُ سُبحانَهُ
من حاجةٍ أو ذلةٍ وهوانِ

١٥٨٧ - أو أن يكونَ لديهِ أصلاً شافعٌ
إلَّا بإذنِ الواحدِ المنَّانِ

١٥٨٨ - وكذاكَ نزَّه نفسَهُ عن والدٍ
وكذاكَ عن ولدٍ هُما نَسَبَانِ

١٥٨٩ - وكذاكَ نزَّه نفسَهُ عن زوجةٍ
وكذاكَ عن كُفُوٍ يكونُ مُداني

١٥٩٠ - ولقد أتَى التَّنزيهُ عمَّا لَم يُقَلْ
كيْ لا يدورَ بخاطرِ الإنسانِ

١٥٩١ - فانظُر إلى التَّنزيهِ عن طُعمٍ
ولم يَنسُبْ إليهِ قطُّ من إنسانِ

١٥٩٢ - وكذلك التَّنزيهُ عن موتٍ
وعن نومٍ وعن سِنَةٍ وعن غَشَيَانِ

١٥٩٣ - وكذلك التَّنزيهُ عن نِسيانِهِ
والرَّبُّ لَم يُنسَبْ إلى نسيانِ

١٥٩٤ - وكذلك التَّنزيهُ عن ظُلمٍ
وفي الأفعالِ عن عبثٍ وعن بُطلانِ

١٥٩٥ - وكذلك التَّنزيهُ عن تعبٍ
وعن عجزٍ يُنافي قُدرةَ الرَّحمنِ

١٥٩٦ - ولقد حَكى الرَّحمنُ قولاً قالَه
فِنحاصُ ذو البُهتانِ والكُفرانِ

١٥٩٧ - أنَّ الإلهَ هو الفقيرُ ونحنُ
أصحابُ الغِنى ذو الوُجدِ والإمكانِ

١٥٩٨ - ولذاك أضحَى ربُّنا مُستقرِضًا
أموالَنا سُبحانَ ذي الإحسانِ

١٥٩٩ - وحَكى مقالةَ قائلٍ من قومِهِ
أنَّ العُزَيْرَ ابنٌ منَ الرَّحمنِ

١٦٠٠ - هذا وما القولانِ قطُّ مقالةً
منصورةً في موضعٍ وزمانِ

١٦٠١ - لكن مقالةُ كونِهِ فوقَ الوَرى
والعرشِ وهو مُبايِنُ الأكوانِ

١٦٠٢ - قد طبَّقت شرقَ البلادِ وغربَها
وغَدَتْ مُقرَّرةً لَدى الأذهانِ

١٦٠٣ - فلأيِّ شيءٍ لم يُنَزِّهْ نفسَهُ
سُبحانَهُ في مُحكمِ القُرآنِ

١٦٠٤ - عن ذي المقالةِ مع تفاقُمِ أمرِها
وظُهورِها في سائرِ الأديانِ

١٦٠٥ - بل دائمًا يُبدي لَنا إثباتَها
ويُعيدُهُ بأدلةِ التِّبيانِ

١٦٠٦ - لا سِيَّمَا تلكَ المقالةُ عِندكُم
مقرونةٌ بعبادةِ الأوثانِ

١٦٠٧ - أو أنَّها كمقالةٍ لِمَثَلِّثٍ
عبدِ الصَّليبِ المُشركِ النَّصراني

١٦٠٨ - إذ كانَ جِسمًا كلُّ موصوفٍ
بها ليسَ الإلهَ مُنَزِّلَ الفُرقانِ

١٦٠٩ - فالعابِدونَ لمن على العرشِ استَوى
بالذَّاتِ ليسُوا عابِدِي الدَّيَّانِ

١٦١٠ - لكنَّهم عُبَّادُ أوثانٍ لَدى
هذا المُعطِّلِ جاحدِ الرَّحمنِ

١٦١١ - ولذاك قد جعلَ المُعطِّلُ كُفرَهُم
هو مُقتَضى المعقولِ والبُرهانِ

١٦١٢ - هذا رأيناهُ بكُتبِكُمُ ولم
نكذِب عليكُم فعلَ ذي البُهتانِ

١٦١٣ - ولأيِّ شيءٍ لم يُحَذِّرْ خلقَهُ
عنها وهذا شأنُها بِبَيانِ

١٦١٤ - هذا وليسَ فسادُها بمُبَيَّنٍ
حتِّى يُحالَ لنا على الأذهانِ

١٦١٥ - ولذاك قد شَهِدَتْ أفاضِلُكم لها
بظُهورِها في الوهمِ للإنسانِ

١٦١٦ - وخفاءِ ما قالوهُ من نفيٍ
على الأذهانِ بل يحتاجُ للبُرهانِ
@Salafi_s
▪️نونية ابن القيم الجوزية▪️
[ #فصل_٤٧ ]. ▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂ •-➢|| T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim ١٥٨٢ - هذا وثامنَ عشرَها تنزيهُهُ سُبحانَهُ عن مُوجِبِ النُّقصانِ ١٥٨٣ - وعنِ العُيوبِ ومُوجبِ التَّمثيلِ والتَّشبيهِ جلَّ اللهُ ذو السُّلطانِ ١٥٨٤ - ولذاك نزَّه نفسَهُ سُبحانَهُ عن أن…
[ #فصل_٤٨ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

•-➢|| T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim


١٦١٧ - هذا وتاسعَ عشرَها إلزامُ
ذي التَّعطيلِ أفسدَ لازمٍ ببيانِ

١٦١٨ - وفسادُ لازمِ قولِهِ هو مُقتضٍ
لفسادِ ذاكَ القولِ بالبُرهانِ

١٦١٩ - فَسَلِ المُعطِّلَ عن ثلاثِ مسائلٍ
تَقضي على التَّعطيلِ بالبُطلانِ

١٦٢٠ - ماذا تقولُ أكانَ يعرفُ ربَّه
هذا الرَّسُولُ حقيقةَ العِرفانِ

١٦٢١ - أم لا؟ وهل كانَت نصيحتُهُ لنا
كلَّ النَّصيحةِ ليسَ بالخوَّانِ

١٦٢٢ - أم لا؟ وهل حازَ البلاغةَ كلَّها
فاللَّفظُ والمَعنى لهُ طوعانِ؟

١٦٢٣ - فإذا انتَهَت هذي الثَّلاثةُ
فيهِ كامِلةً مُبرَّأةً منَ النُّقصانِ

١٦٢٤ - فلأيِّ شيءٍ عاشَ فِينا كاتِمًا
للنَّفيِ والتَّعطيلِ في الأزمانِ

١٦٢٥ - بل مُفصِحًا بالضِّدِّ منهُ حقيقةَ
الإفصاحِ مُوضِحةً بكلِّ بيانِ

١٦٢٦ - ولأيِّ شيءٍ لم يصرِّح بالذي
صرَّحتُمُ في ربِّنا الرَّحمنِ

١٦٢٧ - أَلِعَجْزِهِ عن ذاك أم تقصيرِهِ
في النُّصحِ أم لِخَفَاءِ هذا الشَّانِ ؟

١٦٢٨ - حاشاهُ بل ذا وصفُكُم يا
أُمَّةَ التَّعطيلِ لا المبعوثِ بالقُرآنِ

١٦٢٩ - ولأيِّ شيءٍ كان يذكُر ضدَّ ذا
في كلِّ مُجتمعٍ وكلِّ زمانِ

١٦٣٠ - أتراهُ أصبحَ عاجزًا عن قولِهِ
"استَولى" وينزلُ "أمرُهُ" "وفُلانِ"

١٦٣١ - ويقولُ "أينَ اللهُ" يعني "مَن"
بلفظِ "الأينِ" هل هذا منَ التِّبيانِ ؟

١٦٣٢ - واللهِ ما قالَه الأئمةُ كلَّ ما
قد قالَه من غيرِ ما كِتمانِ

١٦٣٣ - لكِن لأنَّ عُقولَ أهلِ زمانِهم
ضاقَت بحَملِ دقائقِ الإيمانِ

١٦٣٤ - وغدَت بصائرُهم كخُفَّاشٍ
أتَى ضوءُ النَّهارِ فكفَّ عن طيرانِ

١٦٣٥ - حتَّى إذا ما اللَّيلُ جاءَ ظلامُهُ
أبصَرْتَهُ يَسعى بكلِّ مكانِ

١٦٣٦ - وكذا عُقولُكم لوِ استَشعَرتُم
يا قومُ كالحشراتِ والفِئرانِ

١٦٣٧ - أَنِسَتْ بإيحاشِ الظَّلامِ
وما لها بمطالعِ الأنوارِ قطُّ يدانِ

١٦٣٨ - لو كانَ حقًّا ما يقولُ مُعطِّلٌ
لِعُلُوِّهِ وصفاتِهِ الرَّحمنِ

١٦٣٩ - لَزِمتُكُمُ شُنَعٌ ثلاثٌ فارتَؤُوا
أو خَلَّةٌ مِنهُنَّ أو ثِنتانِ

١٦٤٠ - تقديمُهُم في العلمِ أو في نُصحِهم
أو في البيانِ أذاكَ ذو إمكانِ ؟

١٦٤١ - إن كانَ ما قُلتُمُ حقًّا فقد
ضلَّ الوَرى بالوحيِ والقُرآنِ

١٦٤٢ - إذ فيهِما ضدُّ الذي قلتُم
وما ضِدَّانِ في المعقولِ يَجتَمِعَانِ

١٦٤٣ - بل كانَ أولَى أن يُعَطَّلَ منهُما
ويُحالَ في علمٍ وفي عِرفانِ

١٦٤٤ - إمَّا على "جهمٍ" و"جعدٍ" أو على
"النَّظَّامِ" أو ذي المذهبِ اليُونانِي

١٦٤٥ - وكذاك أتباعٌ لهُم فَقعُ الفَلا
صُمٌّ وبُكمٌ تابِعُو العُميانِ

١٦٤٦ - وكذاك أفراخُ القرامطةِ الأُلى
قد جاهَروا بعداوةِ الرَّحمنِ

١٦٤٧ - كالحاكميَّةِ والأُلى والوَهُمُ
كأبي سعيدٍ ثم آلِ سِنانِ

١٦٤٨ - وكذا ابنُ سِينا والنَّصِيرُ نَصِيرُ
أهلِ الشِّركِ والتِّكذيبِ والكُفرانِ

١٦٤٩ - وكذاك أفراخُ المجوسِ وشِبهِهِم
والصَّابِئِينَ وكلُّ ذي بُهتانِ

١٦٥٠ - إخوانُ إبليسَ اللَّعِينِ وجُندُهُ
لا مرحبًا بعساكرِ الشَّيطانِ

١٦٥١ - أفمِن حوالَتُهُ على التَّنزيلِ
والوحيِ المُبينِ ومُحكمِ القُرآنِ

١٦٥٢ - كمُحيَّرٍ أضحَت حوالَتُهُ
على أمثالِهِ أم كيفَ يَستَوِيَانِ

١٦٥٣ - أم كيفَ يشعُرُ تائهٌ بمُصابِهِ
والقلبُ قد جُعِلَتْ لهُ قُفلانِ

١٦٥٤ - قُفلٌ منَ الجهلِ المُركَّبِ فوقَهُ
قُفلُ التَّعَصُّبِ كيفَ يَنفَتِحَانِ

١٦٥٥ - ومفاتحُ الأقفالِ في يدِ من لَهُ
التَّصريفُ سُبحانَ العظيمِ الشَّانِ

١٦٥٦ - فاسألهُ فتحَ القُفلِ مُجتِهدًا
على الأسنانِ إنَّ الفتحَ بالأسنانِ
@Salafi_s
▪️نونية ابن القيم الجوزية▪️
[ #فصل_٤٨ ]. ▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂ •-➢|| T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim ١٦١٧ - هذا وتاسعَ عشرَها إلزامُ ذي التَّعطيلِ أفسدَ لازمٍ ببيانِ ١٦١٨ - وفسادُ لازمِ قولِهِ هو مُقتضٍ لفسادِ ذاكَ القولِ بالبُرهانِ ١٦١٩ - فَسَلِ المُعطِّلَ عن ثلاثِ مسائلٍ تَقضي على التَّعطيلِ…
[ #فصل_٤٩]
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢|| T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

١٦٥٧ - هذا وخاتمُ هذهِ العِشرينَ
وجهًا وهو أقربُها إلى الأذهانِ

١٦٥٨ - سردُ النُّصوصِ فإنَّها قد نوَّعت
طُرُقَ الأدلةِ في أتمِّ بيانَ

١٦٥٩ - والنَّظمُ يمنعُني من استِيفائِها
وسِياقةِ الألفاظِ بالمِيزانَ

١٦٦٠ - فأشيرُ بعضَ إشارةٍ لمواضعٍ
مِنها وأينَ البحرُ من خُلجانِ

١٦٦١ - فاذكُر نُصوصَ الاستِواءِ فإنَّها
في سبعِ آياتٍ منَ القُرآنِ

١٦٦٢ - واذكُر نُصوصَ الفوقِ أيضًا
في ثلاثٍ قد غدَت معلومةَ التِّبيانِ

١٦٦٣ - واذكُر نُصوصَ عُلُوِّهِ في خمسةٍ
معلومةٍ بَرِئَتْ منَ النُّقصانِ

١٦٦٤ - واذكُر نُصوصًا في الكتابِ
تضمَّنت تنزيلَهُ من ربِّنا الرَّحمنِ

١٦٦٥ - فتضمَّنت أصلَينِ قامَ عليهِما
الإسلامُ والإيمانُ كالبُنيانِ

١٦٦٦ - كونَ الكتابِ كلامَهُ سُبحانَهُ
وعُلُوَّهُ من فوقِ كلِّ مكانِ

١٦٦٧ - وعِدادُها سبعونَ حينَ تُعَدُّ
أو زادَت على السَّبعينَ في الحُسبانِ

١٦٦٨ - واذكُر نصوصًا ضمَّنت رفعًا
ومِعراجًا وإصعادًا إلى الدَّيَّانَ

١٦٦٩ - هي خمسةٌ معلومةٌ بالعدِّ
والحُسبانِ فاطلُبها منَ القُرآنِ

١٦٧٠ - ولقد أتَى في سُورةِ المُلكِ
التي تُنجي لقارِئها منَ النِّيرانِ

١٦٧١ - نصَّانِ أنَّ اللهَ فوقَ سمائِهِ
عندَ المُحَرِّفِ ما هُما نصَّانِ

١٦٧٢ - ولقد أتَى التَّخصيصُ بالعندِ
الذي قُلنا بسَبعٍ بل أتَى بثَمانِ

١٦٧٣ - منها صريحٌ موضِعانِ بسُورةِ
الأعرافِ ثم الأنبياءِ الثَّاني

١٦٧٤ - فتدبَّرِ النَّصَّينَ وانظُر ما الذي
لسواهُ ليسَت تقتَضي النَّصَّانِ

١٦٧٥ - وبسُورةِ التَّحريمِ أيضًا ثالثٌ
بادِي الظُّهورِ لمن لهُ أُذُنانِ

١٦٧٦ - ولديهِ في مُزَّمِّلٍ قد بيَّنت
نفسَ المُرادِ وقيَّدت ببَيانَ

١٦٧٧ - لا تنقُضُ الباقِي فما لمُعَطِّلٍ
من راحةٍ فِيها ولا تِبيانِ

١٦٧٨ - وبسُورةِ الشُّورى وفي مُزَّمِّلٍ
سرٌّ عظيمٌ شأنُهُ ذو شانِ

١٦٧٩ - في ذكرِ تفطيرِ السَّماءِ فمَن
يُرِدْ عِلمًا بهِ فهو القريبُ الدَّاني

١٦٨٠ - لم يسمَحِ المُتأخِّرُونَ بنقلِهِ
جُبنًا وضَعفًا عنهُ في الإيمانِ

١٦٨١ - بل قالَهُ المُتقدِّمُونَ فوارسُ
الإسلامِ هُم أمراءُ هذا الشَّانِ

١٦٨٢ - ومُحَمَّدُ بنُ جريرٍ الطَّبريُّ
في تفسيرِهِ حُكِيَتْ بهِ القولانِ
@Salafi_s
[ #فصل_٥٠]
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

🌷 •-➢|| T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

١٦٨٣ - هذا وحادِيها وعِشرونَ الذي
قد جاءَ في الأخبارِ والقُرآنِ

١٦٨٤ - إتيانُ ربِّ العرشِ جلَّ جلالُهُ
ومجيئُهُ للفصلِ بالمِيزانِ

١٦٨٥ - انظُر إلى التَّقسيمِ والتَّنويعِ
في القُرآنِ تُلفيهِ صريحَ بيانِ

١٦٨٦ - إنَّ المجيءَ لذاتِهِ لا أمرِهِ
كلَّا ولا مَلِكٌ عظيمِ الشَّانِ

١٦٨٧ - إذ ذانِكَ الأمرانِ قد ذُكِرَا
وبينَهما مجيءُ الربِّ ذي الغُفرانِ

١٦٨٨ - واللهِ ما احتملَ المجيءُ سِوى
مجيءِ الذَّاتِ بعدَ تبيُّنِ البُرهانِ

١٦٨٩ - من أينَ يأتي يا أُولي المعقولِ
إن كنتُم ذَوِي عقلٍ معَ العِرفانِ

١٦٩٠ - من فوقِنا أو تحتِنا أو خلفِنا
أو عن شمائِلنا وعن أيمانِ

١٦٩١ - واللهِ لا يأتِيهُمُ من تحتِهم
أبدًا تَعالى اللهُ ذو السُّلطانِ

١٦٩٢ - كلَّا ولا من خلفِهم وأمامِهم
وعنِ الشَّمائلِ أو عنِ الأيمانَ

١٦٩٣ - واللهِ لا يأتِيهُمُ إلَّا مِنَ العُلوِ
الذي هو فوقَ كلِّ مكانِ
@Salafi_s
[ #فصل_٥١ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

•-➢|| T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

[ في الإشارةِ إلى ذلك مِنَ السُّنَّةِ (راجع #فصل_٣٠)]


١٦٩٤ - واذكُر حديثًا في الصَّحيحِ
تضمَّنت كلماتُهُ تكذيبَ ذي البُهتانِ

١٦٩٥ - لمَّا قَضى اللهُ الخليقةَ ربُّنا
كتبَتْ يداهُ كِتابَ ذي الإحسانِ

١٦٩٦ - وكِتابُهُ هو عندَهُ وضعٌ على
العرشِ المجيدِ الثَّابتِ الأركانِ

١٦٩٧ - إنِّي أنا الرَّحمنُ تسبقُ رحمَتي
غضَبي وذاكَ لرأفَتي وحَناني

١٦٩٨ - ولقد أشارَ نبيُّنا في خُطبةٍ
نحوَ السَّماءِ بأصبعٍ وبَنانِ

١٦٩٩ - مُستَشهِدًا ربَّ السَّماواتِ العُلى
ليَرى ويسمعَ قولَهُ الثَّقلانِ

١٧٠٠ - أتراهُ أمسَى للسَّما مُستَشهِدًا
أم للذي هو فوقَ ذي الأكوانِ

١٧٠١ - ولقد أتى في رُقيةِ المَرضى
عنِ الهادِي المُبِينِ أتمَّ ما تِبيانِ

١٧٠٢ - نصٌّ بأنَّ اللهَ فوقَ سمائِهِ
فاسمَعهُ إن سمَحتْ لكَ الأُذُنانِ

١٧٠٣ - ولقد أتى خبرٌ رواهُ عمُّه
العبَّاسُ صِنوُ أبيهِ ذو الإحسانِ

١٧٠٤ - أنَّ السَّماواتِ العُلا من فوقِها
الكُرسي عليهِ العرشُ للرَّحمنِ

١٧٠٥ - واللهُ فوقَ العرشِ يُبصِرُ خلقهُ
فانظُرهُ إن سمَحتْ لكَ العَينانِ

١٧٠٦ - واذكُر حديثَ حُصَينٍ بنِ المُنذِرِ
الثِّقةُ الرِّضى أعنِي أبا عِمرانِ

١٧٠٧ - إذ قالَ ربِّي في السَّماءِ لرغبَتي
ولرهبَتي أدعوهُ كلَّ أوانِ

١٧٠٨ - فأقرَّهُ الهادِي البشيرُ ولم يقُل
أنتَ المُجسِّمُ قائلٌ بمَكانِ

١٧٠٩ - حيَّزتَ بل جهَّيتَ بل شبَّهتَ
بل جسَّمتَ لستَ بعارفِ الرَّحمنِ

١٧١٠ - هذي مقالَتُهم لمن قد قالَ
ما قد قالَهُ حقَّا أبو عِمرانِ

١٧١١ - فاللهُ يأخُذُ حقَّه منهُم
ومن أتباعِهم فالحقُّ للرَّحمنِ

١٧١٢ - واذكُر شهادتَهُ لمَن قالَ ربِّي
في السَّما بحقيقةِ الإيمانِ

١٧١٣ - وشهادةَ العدلِ المُعطِّلِ للذي
قد قالَ ذا بحقيقةِ الكُفرانِ

١٧١٤ - واحكُم بأيِّهِما تشاءُ وإنَّني
لأراكَ تقبلُ شاهدَ البُطلانِ

١٧١٥ - إن كُنتَ من أتباعِ جهمٍ صاحبِ
التَّعطيلِ والعُدوانِ والبُهتانِ

١٧١٦ - واذكُر حديثًا لابنِ إسحاقَ الرِّضى
ذاك الصَّدوقِ الحافظِ الرَّبَّاني

١٧١٧ - في قصِّةِ استِسقائِهم يَستَشفِعونَ
إلى الرَّسُولِ بربِّهِ المنَّانِ

١٧١٨ - فاستَعظمَ المُختارُ ذاكَ وقالَ
شأنُ اللهِ ربِّ العرشِ أعظمُ شانِ

١٧١٩ - اللهُ فوقَ العرشِ فوقَ سمائِهِ
سُبحانَ ذي الملَكوتِ والسُّلطانِ

١٧٢٠ - ولعَرشِهِ منهُ أطيطٌ مثلَ ما
قد أطَّ رحلُ الرَّاكبِ العَجلانِ

١٧٢١ - للهِ ما لقيَ ابنُ إسحاقَ منَ
الجهميِّ إذ يرميهِ بالعُدوانِ

١٧٢٢ - ويظلُّ يمدحُهُ إذا كان الذي
يروِي يُوافِقُ مذهبَ الطَّعَّانِ

١٧٢٣ - كم قد رأيْنا منهُمُ أمثالَ ذا
فالحُكمُ للهِ العظيمِ الشَّانِ

١٧٢٤ - هذا هو التَّطفيفُ لا التَّطفيفُ
في ذرعٍ ولا كيلٍ ولا مِيزانَ

١٧٢٥ - واذكُر حديثَ نُزولِهِ نصفَ
الدُّجى في ثُلُثِ ليلٍ آخرٍ أو ثانِ

١٧٢٦ - فنُزولُ ربٍّ ليسَ فوقَ سمائِهِ
في العقلِ مُمتَنعٌ وفي القُرآنِ

١٧٢٧ - واذكُر حديثَ الصَّادِقِ ابنِ رواحةٍ
في شأنِ جاريةٍ لدى الغَشَيانِ

١٧٢٨ - فيهِ الشَّهادةُ أنَّ عرشَ اللهِ
فوقَ الماءِ خارجَ هذهِ الأكوانِ

١٧٢٩ - واللهُ فوقَ العرشِ جلَّ جلالُهُ
سُبحانَهُ عن نفيِ ذي البُهتانِ

١٧٣٠ - ذكرَ ابنُ عبدِ البرِّ في استِيعابِهِ
هذا وصحَّحهُ بلا نُكرانِ

١٧٣١ - وحديثُ مِعراجِ الرَّسُولِ فثابتٌ
وهو الصَّريحُ بغايةِ التِّبيانِ

١٧٣٢ - وإلى إلهِ العرشِ كانَ عُروجُهُ
لم يَختَلِفْ من صحبِهِ رَجُلانِ

١٧٣٣ - واذكُر بقصَّةِ خندقٍ حُكمًا جَرى
لقُرَيظَةٍ من سعدٍ الرَّبَّاني

١٧٣٤ - شهدَ الرَّسُولُ بأنَّ حُكمَ إلهِنا
من فوقِ سبعٍ وَفقُهُ بوِزانِ

١٧٣٥ - واذكُر حديثًا للبراءِ رواهُ
أصحابُ المساندِ منهُمُ الشَّيباني

١٧٣٦ - وأبو عوانةَ ثم حاكِمُنا الرِّضى
وأبو نُعيمٍ الحافظُ الرَّبَّاني

١٧٣٧ - قد صحَّحوهُ وفيهِ نصٌّ ظاهرٌ
ما لم يُحرِّفهُ أولُوا العُدوانِ

١٧٣٨ - في شأنِ رُوحِ العبدِ عندَ وداعِها
وفِراقِها لمَساكنِ الأبدانِ

١٧٣٩ - فتظلُّ تصعدُ في سماءٍ فوقَها
أُخرَى إلى خلَّاقِها الرَّحمنِ

١٧٤٠ - حتَّى تصيرَ إلى سماءٍ ربُّها
فيها وهذا نصُّه بأمانِ

١٧٤١ - واذكُر حديثًا في الصَّحيحِ
وفيهِ تحذيرٌ لذاتِ البَعلِ من هِجرانِ

١٧٤٢ - من سُخطِ ربٍّ في السَّماءِ
على الَّتي هجَرتْ بلا ذنبٍ ولا عُدوانِ

١٧٤٣ - واذكُر حديثًا قد رواهُ جابرٌ
فيهِ الشِّفاءُ لطالبِ الإيمانِ

١٧٤٤ - في شأنِ أهلِ الجَنَّةِ العُليا
وما يَلقَونَ من فضلٍ ومن إحسانِ

١٧٤٥ - بينا هُمُ في عيشِهم ونعيمِهم
وإذا بنُورٍ ساطعِ الغشَيانِ

١٧٤٦ - لكنَّهم رفَعُوا إليهِ رُؤوسَهُم
فإذا هو الرَّحمنُ ذو الغُفرانِ

١٧٤٧ - فيُسلِّمُ الجبَّارُ جلَّ جلالُهُ
حقًّا عليهِم وهو ذو الإحسانِ

١٧٤٨ - واذكُر حديثًا قد رواهُ الشَّافعيُّ
طريقُهُ فيهِ أبو اليَقظانِ
١٧٤٩ - في فضلِ يومِ الجُمعةِ اليومِ
الذي بالفضلِ قد شهدتْ لهُ النَّصَّانِ

١٧٥٠ - يومِ استِواءِ الرَّبِّ جلَّ جلالُهُ
حقًّا على العرشِ العظيمِ الشَّانِ

١٧٥١ - واذكُر مقالتَهُ ألستُ أمينَ
مَن فوقَ السَّماءِ الواحدِ المنَّانِ

١٧٥٢ - واذكُر حديثَ أبي رزينٍ ثم
سُقهُ بطُولِهِ كم فيهِ من عِرفانِ

١٧٥٣ - واللهِ ما لمُعَطِّلٍ بسماعِهِ
أبدًا قُوىً إلَّا على النُّكرانِ

١٧٥٤ - فأصولُ دينِ نبيِّنا فيهِ أتتْ
في غايةِ الإيضاحِ والتِّبيانِ

١٧٥٥ - وبطُولِهِ قد ساقَهُ ابنُ إمامِنا
في سُنَّةٍ والحافظُ الطَّبراني

١٧٥٦ - وكذا أبو بكرٍ بتاريخٍ لهُ
وأبوهُ ذاك زُهَيرٌ الرَّبَّاني

١٧٥٧ - واذكُر كلامَ مُجاهدٍ في قولِهِ
أقِمِ الصَّلاةَ وتِلك في سُبحانِ

١٧٥٨ - في ذكرِ تفسيرِ المقامِ لأحمدَ
ما قِيلَ ذا بالرَّأيِ والحُسبانِ

١٧٥٩ - إن كانَ تجسيمًا فإنَّ مُجاهِدًا
هو شيخُهم بل شيخُهُ الفَوقاني

١٧٦٠ - وقد أتى ذكرُ الجُلوسِ بهِ
وفي أثرٍ رواهُ جعفرُ الرَّبَّاني

١٧٦١ - أعني ابنَ عمِّ نبيِّنا وبغيرَهِ
أيضًا والحقُّ ذو تِبيانِ

١٧٦٢ - والدَّارَقُطنِيُّ الإمامُ يُثبِّتُ
الآثارَ في ذا البابِ غيرَ جبانِ

١٧٦٣ - ولهُ قصيدٌ ضُمِّنَتْ هذا
وفيها: لستُ للمَروِيِّ ذا نُكرانِ

١٧٦٤ - وجرَت لذلك فتنةٌ في وقتِهِ
من فرقةِ التَّعطيلِ والعُدوانِ

١٧٦٥ - واللهُ ناصرُ دينِهِ وكتابِهِ
ورسولِهِ في سائرِ الأزمانِ

١٧٦٦ - لكِن بمِحنةِ حزبِهِ من حربِهِ
ذا حُكمُهُ مُذ كانتِ الفِئَتَانِ

١٧٦٧ - وقدِ اقتَصَرتُ على يسيرٍ
من كثيرٍ فائِتٍ للعدِّ والحُسبانِ

١٧٦٨ - ما كلُّ هذا قابلَ التَّأويلِ
بالتَّحريفِ فاسْتَحْيُوا منَ الرَّحمنِ
@Salafi_s
▪️نونية ابن القيم الجوزية▪️
[ #فصل_٥١ ]. ▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂ •-➢|| T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim [ في الإشارةِ إلى ذلك مِنَ السُّنَّةِ (راجع #فصل_٣٠)] ١٦٩٤ - واذكُر حديثًا في الصَّحيحِ تضمَّنت كلماتُهُ تكذيبَ ذي البُهتانِ ١٦٩٥ - لمَّا قَضى اللهُ الخليقةَ ربُّنا كتبَتْ يداهُ كِتابَ…
[ #فصل_٥٢]
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

•-➢|| T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

[في جنايةِ التَّأويلِ على ما جاءَ بهِ الرَّسُولُ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - والفرقِ بينَ المردودِ منهُ والمقبولِ ].


١٧٦٩ - هذا وأصلُ بليَّةِ الإسلامِ
مِن تأويلِ ذي التَّحريفِ والبُطلانِ

١٧٧٠ - وهو الذي قد فرَّق السَّبعينَ
بل زادَتْ ثلاثًا قولَ ذي البُرهانِ

١٧٧١ - وهو الذي قتلَ الخليفةَ جامعَ
القُرآنِ ذا النُّورَينِ والإحسانِ

١٧٧٢ - وهو الذي قتلَ الخليفةَ بعدَه
أعنِي عليًّا قاتلَ الأقرانِ

١٧٧٣ - وهو الذي قتلَ الحُسينَ وأهلَه
فغَدَوْا عليهِ مُمزَّقي اللُّحمانِ

١٧٧٤ - وهو الذي في يومِ حرَّتِهم أباحَ
حِمى المدينةِ معقلَ الإيمانِ

١٧٧٥ - حتَّى جرَتْ تلكَ الدِّماءُ كأنَّها
في يومِ عيدٍ سنةُ القُربانِ

١٧٧٦ - وغدا لهُ الحجَّاجُ يَسفِكُها
ويقتُلُ صاحبَ الإيمانِ والقُرآنِ

١٧٧٧ - وجَرَى بمَكَّةَ ما جَرى من أجلِهِ
من عسكرِ الحجَّاجِ ذي العُدوانِ

١٧٧٨ - وهو الذي أنشأَ الخوارجَ مثلَما
أنشا الرَّوافضَ أخبثَ الحيوانِ

١٧٧٩ - ولأجلِهِ شتَموا خِيارَ الخلقِ
بعدَ الرُّسلِ بالعُدوانِ والبُهتانِ

١٧٨٠ - ولأجلِهِ سلَّ البُغاةُ سُيوفَهم
ظنًّا بأنَّهم ذَوُو إحسانِ

١٧٨١ - ولأجلِهِ قد قالَ أهلُ الاعتِزالِ
مقالةً هدَّت قُوى الإيمانِ

١٧٨٢ - ولأجلِهِ قالُوا بأنَّ كلامَه
سُبحانه خلقٌ منَ الأكوانِ

١٧٨٣ - ولأجلِهِ قد كذَّبت بقضائِهِ
شِبهَ المجوسِ العابِدِي النِّيرانِ

١٧٨٤ - ولأجلِهَ قد خلَّدوا أهلَ الكبائِرِ
في الجحيمِ كعابِدِي الأوثانِ

١٧٨٥ - ولأجلِهِ قد أنكَروا لشفاعةِ
المُختارِ فيهِم غايةَ النُّكرانِ

١٧٨٦ - ولأجلِهِ ضُرِبَ الإمامُ بسوطِهم
صِدِّيقُ أهلِ السُّنَّةِ الشَّيباني

١٧٨٧ - ولأجلِهَ قد قالَ جهمٌ ليسَ ربُّ
العرشِ خارجَ هذهِ الأكوانِ

١٧٨٨ - كلَّا ولا فوقَ السَّماواتِ العُلى
والعرشِ من ربٍّ ولا رحمنِ

١٧٨٩ - ما فوقَها ربٌّ يُطاعُ جِباهُنا
تهوِي لهُ بسُجودٍ ذي خُضعانِ

١٧٩٠ - ولأجلِهِ جُحِدَتْ صفاتُ كمالِهَ
والعرشُ أخلَوهُ منَ الرَّحمنِ

١٧٩١ - ولأجلِهِ أفنَى الجحيمَ وجنَّةَ
المأوى مقالةَ كاذبٍ فتَّانِ

١٧٩٢ - ولأجلِهِ قالَ: الإلهُ مُعطَّلٌ
أزلاً بغيرِ نهايةٍ وزمانِ

١٧٩٣ - ولأجلِهَ قد قال ليسَ لفعلِهِ
من غايةٍ هيَ حِكمةُ الدَّيَّانِ

١٧٩٤ - ولأجلِهِ قد كذَّبوا بنُزولِهِ
نحوَ السَّماءِ بنصفِ ليلٍ ثانِ

١٧٩٥ - ولأجلِهِ زعَموا الكِتابَ عِبارةً
وحِكايةً عن ذلك القُرآنِ

١٧٩٦ - ما عِندَنا شيءٌ سِوى المخلوقِ
والقُرآنُ لم يُسمع منَ الرَّحمنِ

١٧٩٧ - ما ذا كلامَ اللهِ قطُّ حقيقةً
لكن مجازٌ ويحَ ذي البُهتانِ

١٧٩٨ - ولأجلِهِ قُتِلَ ابنُ نصرٍ أحمدٌ
ذاك الخُزاعيُّ العظيمُ الشَّانِ

١٧٩٩ - إذ قال ذا القُرآنُ نفسُ كلامِهِ
ما ذاك مخلوقًا منَ الأكوانِ

١٨٠٠ - وهو الذي جرَّ ابنَ سِينا والأُلى
قالُوا مقالتَهُ على الكُفرانِ

١٨٠١ - فتأوَّلوا خلقَ السَّماواتِ العُلى
وحُدوثَها بحقيقةِ الإمكانِ

١٨٠٢ - وتأوَّلوا عِلمَ الإلهِ وقولَه
وصِفاتِهِ بالسَّلبِ والبُطلانِ

١٨٠٣ - وتأوَّلوا البعثَ الذي جاءتْ بهِ
رُسُلُ الإلهِ لهذه الأبدانِ

١٨٠٤ - بفراقِها لعناصرٍ قد رُكِّبَتْ
حتَّى تعودَ بسيطةَ الأركانِ

١٨٠٥ - وهو الذي جرَّ القرامطةَ الأُلى
يتأوَّلون شرائعَ الإيمانِ

١٨٠٦ - فتأوَّلوا العمليَّ مثلَ تأوُّلِ
العلميِّ عندَكمُ بلا فُرقانِ

١٨٠٧ - وهو الذي جرَّ النَّصيرَ وحِزبَهُ
حتَّى أتَوْا بعساكرُ الكُفرانِ

١٨٠٨ - فجَرَى على الإسلامِ أعظمُ محنةٍ
وخُمارُها فِينا إلى ذا الآنَ

١٨٠٩ - وجميعُ ما في الكونِ من بِدَعٍ
وأحداثٍ تْخالفُ مُوجبَ القُرآنِ

١٨١٠ - فأساسُها التَّأويلُ ذو البُطلانِ
لا تأويلُ أهلِ العلمِ والإيمانِ

١٨١١ - إذ ذاك تفسيرُ المُرادِ وكشفُهُ
وبيانُ معناهُ إلى الأذهانِ

١٨١٢ - قد كان أعلمُ خلقِهِ بكلامِهِ
صلَّى عليهِ اللهُ كلَّ أوانِ

١٨١٣ - يتأوَّلُ القُرآنِ عندَ رُكوعِهِ
وسُجودِهِ تأويلَ ذي بُرهانِ

١٨١٤ - هذا الذي قالَتهُ أمُّ المُؤمِنِينَ
حِكايةً عنهُ لها بلِسانِ

١٨١٥ - فانظُر إلى التَّأويلِ ما تَعني بهِ
خيرُ النِّساءِ وأفقهُ النِّسوانِ

١٨١٦ - أتظنُّها تَعني بهِ صرفًا عنِ
المَعنى القويِّ لغيرِ ذي الرُّجحانِ

١٨١٧ - وانظُر إلى التَّأويلِ حينَ
يقول علِّمهُ لعبدِ اللهِ في القُرآنِ

١٨١٨ - ماذا أرادَ بهَكِ سِوى تفسيرِهِ
وظُهورِ معناهُ لهُ ببيانِ

١٨١٩ - قولُ ابنِ عبَّاسٍ هو التَّأويلُ
لا تأويلُ جهميٍّ أخي بُهتانِ

١٨٢٠ - وحقيقةُ التَّأويلِ معناهُ الرُّجوعُ
إلى الحقيقةِ لا إلى البُطلانِ

١٨٢١ - وكذاك تأويلُ المنامِ حقيقةُ
المرئيِّ لا التَّحريفُ بالبُهتانِ

١٨٢٢ - وكذاك تأويلُ الذي قد أخبَرتْ
رُسُلُ الإلهِ بهِ منَ الإيمانِ

١٨٢٣ - نفسُ الحقيقةِ إذ تُشاهِدُها
لدى يومِ المعادِ برُؤيةٍ وعِيانَ
2024/10/01 22:42:04
Back to Top
HTML Embed Code: