Telegram Web Link
▪️نونية ابن القيم الجوزية▪️
[ #فصل_۲٥ ]. ▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂ •-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim ٧٤٨ - وأتَى ابنُ حَزمٍ بعدَ ذلكَ فقالَ ما للنَّاسِ قُرآنٌ وَلا إثنانِ ٧٤٩ - بَل أربعٌ كلٌّ يُسمَّى بالقُرآنِ وذاكَ قولٌ بيِّنُ البُطلانِ ٧٥٠ - هَذا الَّذي يُتلى وآخَرُ ثابتٌ فِي الرَّسمِ يُدعى…
[ #فصل_۲٦ : فِي مَقالاتِ الفَلاسِفَةِ والقَرامِطَةِ فِي كلامِ الرَّبِّ جلَّ جلالُهُ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

٧٨٦ - وأتَى ابنُ سِينا القِرمِطِيُّ مُصانِعًا
للمُسلِمِينَ بإفكِ ذِي بُهتانِ

٧٨٧ - فرآهُ فَيضًا فاضَ مِن عَقلٍ
هو الفعَّالُ عِلَّةُ هذِهِ الأكوانِ

٧٨٨ - حتَّى تَلقَّاهُ زَكيٌّ فاضلٌ
حَسَنُ التَّخَيُّلِ جيِّدُ التِّبيانِ

٧٨٩ - فأتَى بهِ للعَالِمِينَ خَطابةً
ومَواعِظًا عَرِيَتْ عَنِ البُرهانُ

٧٩٠ - مَا صَرَّحَتْ أخبارُهُ بالحقِّ
بَلْ رَمَزَتْ إليهِ إشارَةً لِمَعَانِ

٧٩١ - وخِطابُ هَذا الخَلقِ والجُمهورِ
بالحقِّ الصَّريحِ فغَيرُ ذِي إمكانِ

٧٩٢ - لا يَقبَلُونَ حقائِقَ المَعقُولِ
إلَّا فِي مِثالِ الحِسِّ والأعيانِ

٧٩٣ - ومَشارِبُ العُقلاءِ لا يَرِدُونَها
إلَّا إذَا وُضِعَتْ لهُم بِأَوانِ

٧٩٤ - مِن جِنسِ مَا أَلِفَتْ طِباعُهُمُ مِنَ
المَحسُوسِ فِي ذَا العَالَمِ الجُثمانِي

٧٩٥ - فأتَوْا بتَشبِيهٍ وتَمثِيلٍ
وتَجسِيمٍ وتَخيِيلٍ إلى الأذهانِ

٧٩٦ - ولذاكَ يَحرُمُ عِندَهُم تأويلُهُ
لكنَّهُ حِلٌّ لِذِي العِرفانِ

٧٩٧ - فإذَا تَأَوَّلْنَاهُ كانَ جِنايةً
مِنَّا وخَرقَ سِياجِ ذَا البُستانِ

٧٩٨ - لكِن حَقيقةُ قَولِهِم أن قَد أتَوْا
بالكِذبِ فيهِ مصالِحُ الإنسانِ

٧٩٩ - والفَيلَسُوفُ وذَا الرَّسُولُ لَدَيهِمُ
مُتَفاوِتانِ ومَا هُما عِدلانِ

٨٠٠ - أمَّا الرَّسُولُ فَفَيْلَسُوفُ عوامِهِم
والفَيلَسُوفُ نَبيُّ ذِي البُرهانِ

٨٠١ - والحقُّ عِندَهُمُ ففِيمَا قالَهُ
أتباعُ صاحِبِ مَنطِقِ اليُونانِ

٨٠٢ - ومَضَى عَلى هَذِي المَقالَةِ أُمَّةٌ
خَلْفَ ابنِ سِينا فاغْتَذَوْا بِلِبَانِ

٨٠٣ - مِنهُم نَصيرُ الكُفرِ فِي أصحابِهِ
النَّاصِرِينَ لِمِلَّةِ الشَّيطانِ

٨٠٤ - فأسْألْ بِهِم ذَا خِبرةٍ تَلْقاهُمُ
أعداءَ كُلِّ مُوحِّدٍ ربَّانِي

٨٠٥ - وأسْألْ بِهِم ذَا خِبرةٍ تَلْقاهُمُ
أعداءَ رُسلِ اللهِ والقُرآنِ

٨٠٦ - صُوفِيُّهُم عَبدُ الوُجودِ المطلَقِ
المَعدُومِ عِندَ العَقلِ فِي الأعيانِ

٨٠٧ - أوْ مُلحِدٌ بالاتِّحادِ يَدِينُ
لا بالتَّوحِيدِ مُنسَلِخٌ مِنَ الأديانِ

٨٠٨ - مَعبُودُهُ مَوطُوؤُهُ فيهِ يَرى
وصفَ الجَمالِ ومَظهَرَ الإحسانِ

٨٠٩ - اللهُ أكبرُ كَم عَلى ذَا المَذهَبِ
المَلعُونِ بينَ النَّاسِ مِن شِيخانِ

٨١٠ - يَبغُونَ مِنهُم دعوةً ويُقَبِّلُونَ
أياديًا مِنهُم رَجَا الغُفرانَ

٨١١ - ولَوْ أنَّهم عَرَفُوا حقيقةَ أمرِهِم
رَجَمُوهُمُ لا شكَّ بالصَّوَّانِ

٨١٢ - فابْذُرْ لهُم إن كُنتَ تَبغِي كَشفَهُم
وافُرِشْ لَهُم كفًّا مِنَ الأتبانِ

٨١٣ - واظْهَرْ بمَظهَرِ قابلٍ مِنهُم
وَلا تَظهَرْ بمَظهَرِ صاحِبِ النُّكرانِ

٨١٤ - وانظُرْ إِلى أنهارِ كُفرٍ فُجِّرَتْ
وَتَهُمُّ لَوْلَا السَّيفُ بالجَرَيانِ

@Salafi_s
▪️نونية ابن القيم الجوزية▪️
[ #فصل_۲٦ : فِي مَقالاتِ الفَلاسِفَةِ والقَرامِطَةِ فِي كلامِ الرَّبِّ جلَّ جلالُهُ ]. ▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂ •-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim ٧٨٦ - وأتَى ابنُ سِينا القِرمِطِيُّ مُصانِعًا للمُسلِمِينَ بإفكِ ذِي بُهتانِ ٧٨٧ - فرآهُ فَيضًا فاضَ مِن عَقلٍ هو الفعَّالُ…
[ #فصل_۲٧ : فِي مَقالاتِ طَوائِفِ الاتِّحادِيَّةِ فِي كلامِ الرَّبِّ جلَّ جلالُهُ ] .
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

٨١٥ - وأتَتْ طوائفُ الاتِّحادِ بمِلَّةٍ
طَمَّتْ عَلى مَا قالَ كلُّ لِسانِ

٨١٦ - قالُوا كلامُ الله كلُّ كلامِ هَذا
الخَلقِ مِن جِنٍّ ومِن إنسانِ

٨١٧ - نَظمًا ونَثرًا زُورُهُ وصحيحُهُ
صِدقًا وكِذبًا واضحَ البُطلانِ

٨١٨ - فالسَّبُّ والشَّتمُ القبيحُ وقَذفُهُم
لِلمُحصَنَاتِ وكلُّ نَوعِ أغانِ

٨١٩ - والنَّوحِ والتَّعزِيمُ والسِّحرُ
المُبِينُ وسائرُ البُهتانِ والهَذَيَانِ

٨٢٠ - هُوَ عَينُ قَولِ اللهِ جلَّ جلالُهُ
وكلامُهُ حقًّا بِلا نُكرانِ

٨٢١ - هَذا الَّذي أدَّى إليهِ أصلُهُم
وعليهِ قامَ مُكَسَّحُ البُنيانِ

٨٢٢ - إذ أصلُهُم أنَّ الإلهَ حقيقةً
عينُ الوُجودِ وعينُ ذِي الأكوانِ

٨٢٣ - فكَلامُها وصِفاتُها هو قولُهُ
وصَفاتُهُ مَا هَا هُنا قَولانِ

٨٢٤ - ولذاكَ قالُوا إنَّه المَوصوفُ
بالضِّدَّيْنِ مِن قُبحٍ ومِن إحسانِ

٨٢٥ - ولذاكَ قَد وَصَفُوهُ أيضًا بالكَمالِ
وضِدِّهِ مِن سائِرَ النُّقصانِ

٨٢٦ - هَذِي مَقالاتُ الطَّوائِفِ كُلِّها
حُمِلَتْ إليكَ رَخِيصةَ الأثمانِ

٨٢٧ - وأظُنُّ لَوْ فَتَّشتَ كُتبَ النَّاسِ
مَا ألفَيتَها أبدًا بِذَا التِّبيانِ

٨٢٨ - زُفَّت إليكَ فإن يكُن لكَ ناظرٌ
أبصرتَ ذاتَ الحُسن والإحسانِ

٨٢٩ - فاعطِف عَلى الجَهمِيَّةِ المُغلِ الأُلَى
خَرَقُوا سِياجَ العَقلِ والقُرآنِ

٨٣٠ - شرِّد بِهِم مَن خَلفَهُم واكسِرهُمُ
بَل نادِ فِي نادِيهِمُ بأذانِ

٨٣١ - أفسَدتُمُ المَعقُولَ والمَنقُولَ
والمَسمُوعَ مِن لُغَةٍ بكُلِّ لِسانِ

٨٣٢ - أَيَصِحُّ وَصفُ الشَّيءِ بالمُشتَقِّ
للمَسلُوبِ مَعناهُ لَدَى الأذهانِ ؟

٨٣٣ - أَيَصِحُّ صبَّارٌ وَلا صبرٌ لهُ
ويَصِحُّ شكَّارٌ بِلا شُكرانِ ؟

٨٣٤ - ويَصِحُّ علَّامٌ وَلا عِلمٌ لهُ
ويَصِحُّ غفَّارٌ بِلا غُفرانِ

٨٣٥ - ويُقالُ هَذا سامعٌ أو مُبصِرٌ
والسَّمعُ والإبصارُ مَفقُودانِ

٨٣٦ - هَذا مُحالٌ فِي العُقولِ وفِي النُّقولِ
وفِي اللُّغاتِ وغيرُ ذِي إمكانِ

٨٣٧ - فلَئِن زَعمتُم أنَّهُ مُتكلِّمٌ
لكِن بقَولٍ قامَ بالإنسانِ

٨٣٨ - أو غيرِهِ فيُقالُ هَذا باطلٌ
وعليكُمُ فِي ذاكَ مَحذُورانِ

٨٣٩ - نفيُ اشتِقاقِ اللَّفظَ للمَوجُودِ
معناهُ بهِ وثُبوتُهُ للثَّانِي

٨٤٠ - أعنِي الَّذي مَا قامَ معناهُ بهِ
قلبُ الحقائِقِ أقبَحُ البُهتانِ

٨٤١ - ونظيُر ذَا أخَوَانِ هَذا مُبصِرٌ
وأخُوهُ مَعدُودٌ مِنَ العُميانِ

٨٤٢ - سَمَّيتُمُ الأعمَى بصيرًا إذْ
أخُوهُ مُبصِرٌ وبعَكسِهِ فِي الثَّانِي

٨٤٣ - فلَئِن زَعمتُم أنَّ ذلكَ ثابتٌ
فِي فعلِهِ كالخَلقِ للأكوانِ

٨٤٤ - والفِعلُ ليسَ بقائمٍ بإلَهِنَا
إذ لا يكونُ مَحَلَّ ذِي حِدثانِ

٨٤٥ - ويَصِحُّ أن يُشتَقَّ مِنهُ خالقٌ
فكذلكَ المُتكلِّمُ الوَحدانِي

٨٤٦ - هُوَ فاعلٌ لكلامِهِ وكِتابِهِ
ليسَ الكلامُ لهُ بوَصفِ مَعانِ

٨٤٧ - ومُخالِفُ المَعقُولِ والمَنقُولِ
والفِطراتِ والمَسمُوعِ للإنسانِ

٨٤٨ - مَن قالَ إنَّ كلامَهُ سُبحانَهُ
وصفٌ قديمٌ أحرُفًا ومَعانِي

٨٤٩ - والسِّينُ عِندَ الباءِ ليسَت بعدَها
لكِن هُما حَرفانِ مُقتَرِنانَ

٨٥٠ - أو قالَ إنَّ كلامَهُ سُبحانَهُ
معنًى قديمٌ قامَ بالرَّحمنِ

٨٥١ - مَا إن لهُ كلٌّ ولا بعضٌ ولا
العَرَبي حَقيقَتُهُ ولا العِبرانِي

٨٥٢ - والأمرُ عينُ النَّهيِ واستِفهامُهُ
هو عينُ أخبارٍ بِلا فُرقانِ

٨٥٣ - وكلامُهُ كحياتِهِ ما ذاكَ
مقدورًا لهُ بَل لازِمُ الرَّحمنِ

٨٥٤ - هَذا الَّذي قَد خالفَ المَعقُولَ
والمَنقُولَ والفِطراتِ للإنسانِ

٨٥٥ - أمَّا الَّذي قَد قالَ إنَّ كلامُهُ
ذُو أحرُفٍ قَد رُتِّبَت بِبَيانِ

٨٥٦ - وكلامُهُ بمَشيئةٍ وإرادةٍ
كالفِعلِ منهُ كِلاهُما سِيَّانِ

٨٥٧ - فهو الَّذي قَد قالَ قولاً يعلمُ
العُقَلاءُ صِحَّتَهُ بِلا نُكرانِ

٨٥٨ - فلأيِّ شَيءٍ كانَ مَا قَد قُلتُمُ
أولَى وأقرَبَ مِنهُ للبُرهانِ

٨٥٩ - ولأيِّ شَيءٍ دائمًا كفَّرتُمُ
أصحابَ هَذا القولِ بالعُدوانِ

٨٦٠ - فَدَعُوا الدَّعَاوِيَ وابحَثُوا مَعَنَا
بتَحقيقٍ وإنصافٍ بِلا عُدوانِ

٨٦١ - وارْفُوا مذاهِبَكُم وسُدُّوا خرقَها
إن كانَ ذاكَ الرَّفوُ فِي الإمكانِ

٨٦٢ - فاحكُم هداكَ الله بينَهُمُ فقَد
أدْلَوْا إليكَ بحُجَّةٍ وبَيانِ

٨٦٣ - لا تَنصُرَنَّ سِوى الحَدِيثَ وأهلِهَ
هُم عَسكَرُ الإيمانِ والقُرآنِ

٨٦٤ - وتَحَيَّزَنَّ إليهِمُ لا غيرِهِم
لِتَكُونَ منصورًا لَدَى الرَّحمنِ

٨٦٥ - فتقولُ هَذا القدرُ قِد أعيَا
عَلى أهلِ الكَلامِ وقادَهُ أصلانِ

٨٦٦ - إحداهُما هَل فِعلُهُ مَفعُولُهُ
أو غيرُهُ فهُما لهُم قَولانِ

٨٦٧ - والقَائِلُونَ بأنَّهُ هُو عينُهُ
فرُّوا مِنَ الأوصافِ بالحِدثانِ

٨٦٨ - لكِن حقيقةُ قولِهِم وصَريحُهُ
تعطيلُ خالقِ هذِهِ الأكوانِ

٨٦٩ - عَن فِعلِهِ إذ فِعلُهُ مَفعُولُهُ
لكنَّهُ مَا قامَ بالرَّحمنِ
٨٧٠ - فعَلى الحَقِيقةِ مَا لهُ فِعلٌ
إذِ المَفعُولُ مُنفَصِلٌ عَنِ الدَّيَّانِ

٨٧١ - والقَائِلونَ بأنَّهُ غيرٌ لهُ
مُتنازِعونَ وهُم فطائِفتانِ

٨٧٢ - إحداهُما قالَت قديمٌ قائمٌ
بالذَّاتِ وهُو كقُدرةِ المنَّانِ

٨٧٣ - سَمَّوْهُ تكوينًا قديمًا قالَهُ
أتباعُ شيخِ العالَمِ النُّعمانِ

٨٧٤ - وخُصُومُهُم لَم يُنصِفُوا فِي رَدِّهِ
بل كابَرُوهُم مَا أتَوْا بِبَيانِ

٨٧٥ - والآخَرُونَ رأَوُهُ أمرًا حادِثًا
بالذَّاتِ قامَ وإنَّهم نَوعانِ

٨٧٦ - إحداهُما جَعَلَتْهُ مُفتَتَحًا بهِ
حَذَرَ التَّسَلسُلِ ليسَ ذا إمكانِ

٨٧٧ - هَذا الَّذي قالَتْهُ كرَّامِيَّةٌ
ففعالُهُ وكلامُهُ سِيَّانِ

٨٧٨ - والآخَرُونَ أُولُو الحديثِ كأحمَدٍ
ذاكَ ابنُ حنبلٍ الرِّضا الشَّيبانِي

٨٧٩ - قَد قالَ إنَّ اللهَ حقًّا لَم يَزَلْ
مُتكلِّمًا إن شاءَ ذُو إحسانِ

٨٨٠ - جعلَ الكلامَ صِفاتِ فعلٍ قائمٍ
بالذَّاتِ لَم يُفقَدْ مِنَ الرَّحمنِ

٨٨١ - وكذاكَ نصَّ عَلى دوامِ الفعلِ
بالإحسانِ أيضًا فِي مكانٍ ثانِ

٨٨٢ - وكَذا ابنُ عبَّاسً فراجِعْ قولَهُ
لمَّا أجابَ مسائلَ القُرآنِ

٨٨٣ - وكذاكَ جعفرٌ الإمامُ الصَّادقُ
المقبولُ عندَ الخَلقِ ذُو العِرفانِ

٨٨٤ - قَد قالَ لَم يَزَلِ المُهيمِنُ مُحسِنًا
برًّا جوادًا عندَ كلِّ أوانِ

٨٨٥ - وكَذا الإمامُ الدَّارِمِيُّ فإنَّهُ
قد قالَ ما فيهِ هُدى الحَيرانِ

٨٨٦ - قالَ الحياةُ معَ الفعالِ كِلاهُما
مُتلازِمانِ فليسَ يَفتَرِقانَ

٨٨٧ - صدقَ الإمامُ فكلُّ حيٍّ فهو
فعَّالٌ وذَا فِي غايةِ التِّبيانِ

٨٨٨ - إلَّا إذَا مَا كانَ ثَمَّ موانعٌ
مِن آفةٍ أو قاسرِ الحَيَوانِ

٨٨٩ - والرَّبُّ ليسَ لفِعلِهِ مِن مانعٍ
مَا شاءَ كانَ بقُدرةِ الدَّيَّانِ

٨٩٠ - ومشيئةُ الرَّحمنِ لازِمةٌ لهُ
وكذاكَ قُدرةُ ربِّنا الرَّحمنِ

٨٩١ - هَذا وقَد فطرَ الإلهُ عِبادَهُ
إنَّ المُهَيْمِنُ دائمُ الإحسانِ

٨٩٢ - أوَلَستَ تسمَعُ قولَ كلَّ مُوحِّدٍ
يَا دائمَ المَعرُوفِ والسُّلطانِ ؟

٨٩٣ - وقديمَ الإحسانِ الكثيرِ ودائمَ
الجُودِ العظيمِ وصاحبَ الغُفرانِ ؟

٨٩٤ - مِن غيرِ إنكارٍ عليهِم فِطرةً
فُطِرُوا علَيها لا تَواصِي ثانِ

٨٩٥ - أوَلَيسَ فِعلُ الرَّبِّ تابعَ وَصفِهِ
وكمالِهِ أفَذَاكَ ذُو حِدثانِ ؟

٨٩٦ - وكمالُهُ سَبَبُ الفِعالِ وخَلقُهُ
أفعالَهُم سَبَبُ الكَمالِ الثَّانِي ؟

٨٩٧ - أوَمَا فِعالُ الرَّبِّ عينَ كمالِهِ
أفَذَاكَ مُمتَنِعٌ عَلى المنَّانِ ؟

٨٩٨ - أزلاً إلى أن صارَ فِيما لَم يَزَلْ
مُتَمَكِّنًا والفِعلُ ذُو إمكانِ

٨٩٩ - تاللهِ قَد ضَلَّتْ عُقولُ القَومِ إذْ
قَالُوا بهَذا القولِ ذِي البُطلانِ

٩٠٠ - مَاذا الَّذي أضحَى لهُ مُتَجَدِّدًا
حتَّى تَمَكَّنَ فانطِقُوا بِبَيانَ ؟

٩٠١ - والرَّبُّ ليسَ مُعَطَّلاً عَن فِعلِهِ
بَلْ كُلَّ يومٍ ربُّنا فِي شانِ

٩٠٢ - والأمرُ والتَّكوينُ وصفُ كمالِهِ
مَا فَقدُ ذا ووُجُودُهُ سِيَّانِ

٩٠٣ - وتَخَلُّفُ التَّأثيرِ بعدَ تمامِ
مُوجِبِهِ مُحالٌ ليسَ فِي الإمكانِ

٩٠٤ - واللهُ ربِّي لَم يَزَلْ ذا قُدرةٍ
ومشيئةٍ ويَلِيهِمَا وَصْفانِ

٩٠٥ - العِلمُ معَ وَصفِ الحياةِ وهَذِهِ
أوصافُ ذاتَ الخالِقِ المنَّانِ

٩٠٦ - وبِها تمامُ الفِعلِ ليسَ بدُونِها
فِعلٌ يَتِمُّ بواضِحِ البُرهانِ

٩٠٧ - فلأيِّ شيءٍ قد تأخَّر فِعلُهُ
معَ مُوجِبٍ قَد تَمَّ بالأركانِ ؟

٩٠٨ - مَا كانَ مُمْتَنِعًا عليِه الفِعلُ
بَل مَا زالَ فِعلُ اللهِ ذا إمكانِ

٩٠٩ - واللهُ عابَ المُشرِكينَ بأنَّهُم
عَبَدُوا الحِجارَةَ فِي رِضَا الشَّيطانِ

٩١٠ - ونَعَى عَلَيهِم كَونَها ليسَت
بخالقةٍ وليسَت ذاتَ نُطقِ بَيانِ

٩١١ - فأبانَ أنَّ الفِعلَ والتَّكليمَ
مِن أوثانِهِم لا شكَّ مَفقُودانِ

٩١٢ - وإذا هُما فُقِدَا فَما مَسلُوبُها
بِإِلَهِ حقٍّ وهُوَ ذُو بُطلانِ

٩١٣ - واللهُ فهوُ إلهُ حقٍّ دائمًا
أفعَنهُ ذَا الوَصفانِ مَسلُوبانِ

٩١٤ - أزلاً وليسَ لِفَقدِها مِن غايةٍ
هَذا المُحالُ وأعظَمُ البُطلانِ

٩١٥ - إن كانَ ربُّ العرشِ حقًّا
لَم يَزَلْ أبدًا إلهَ الحقِّ ذا سُلطانِ

٩١٦ - فكذاكَ أيضًا لَم يَزَلْ مُتكلِّمًا
بَلْ فاعِلاً مَا شاءَ ذا إحسانِ

٩١٧ - واللهِ مَا فِي العَقلَ مَا يَقضَي
لِذَا بالرَّدِّ والإبطالِ والنُّكرانِ

٩١٨ - بَل ليسَ فِي المَعقِولَ غيرُ ثُبوتِهِ
للخالِقَ الأزَلِيِّ ذِي الإحسانِ

٩١٩ - هَذا ومَا دُونَ المُهَيْمِنِ حادِثٌ
ليسَ القديمُ سِواهُ فِي الأكوانِ

٩٢٠ - واللهُ سابقُ كلِّ شيءٍ غيرِهِ
مَا ربُّنا والخَلقُ مُقتَرِنانَ

٩٢١ - واللهُ كانَ وليسَ شيءٌ غيرُهُ
سُبحانَهُ جلَّ العظيمُ الشَّانَ

٩٢٢ - لَسْنا نقولُ كَما يقولُ المُلحِدُ
الزِّندِيقُ صاحبُ منطقَ اليُونانِ

٩٢٣ - بدوامِ هَذا العالَمِ المَشهُودِ
والأرواحِ فَي أزَلٍ وليسَ بِفَانِ

٩٢٤ - هَذِي مَقالاتُ المَلاحِدَةِ لأُلَى
كفروا بخالِقِ هذِهِ الأكوانِ
٩٢٥ - وأتَى ابنُ سِينا بعدَ ذاكَ مُصانِعًا
للمُسلِمِينَ فقالَ بالإمكانِ

٩٢٦ - لكنَّهُ الأزليُّ ليسَ بمُحدَثٍ
ما كانَ مَعدُومًا وَلا هُوَ فانِ

٩٢٧ - وأتَى بصُلحٍ بينَ طَائِفَتَيْنِ
بَيْنَهُمَا الحُروبُ ومَا هُما سِلْمانِ

٩٢٨ - أنَّى يكونُ المُسلِمُونَ وشِيعةُ
اليُونانِ صُلحًا قطُّ فِي الإيمانِ ؟

٩٢٩ - والسَّيفُ بينَ الأنبياءِ وبَينَهُم
والحَربُ بَينَهُمُ فحَربُ عَوانِ

٩٣٠ - وكَذا أتَى الطُّوسِيُّ بالحَربِ
الصَّريحِ بصارِمٍ منهُ وسلِّ لِسانِ

٩٣١ - وأتَى إلى الإسلامِ يهدِمُ أصلَهُ
مِن أُسِّهِ وقواعِدِ البُنيانِ

٩٣٢ - عَمَرَ المَدارِسَ للفَلاسِفَةِ الأُلَى
كَفَرُوا بدِينِ اللهِ والقُرآنِ

٩٣٣ - وأتَى إلى أوقافِ أهلِ الدِّينِ
يَنقُلُها إليهِم فِعلَ ذِي أضغانِ

٩٣٤ - وأرادَ تحويلَ الإشاراتِ الَّتي
هِي لابنِ سِينا موضعَ الفُرقانِ

٩٣٥ - وأرادَ تحويلَ الشَّريعةِ بالنَّواميسِ
الَّتي كانَت لَدَى اليُونانِ

٩٣٦ - لكنَّهُ عَلِمَ اللَّعينُ بأنَّ هَذا
ليسَ فِي المَقدُورِ والإمكانِ

٩٣٧ - إلَّا إذَا قَتَلَ الخَلِيفةَ والقُضاةَ
وسائِرَ الفُقَهَاءِ فِي البُلدانِ

٩٣٨ - فَسَعَى لذلكَ وساعَدَ المَقدُورُ
بالأمرِ الَّذي هُو حِكمَةُ الرَّحمنِ

٩٣٩ - فأشارَ أن يَضَعَ التَّتارُ سُيوفَهُم
فِي عَسكَرِ الإيمانِ والقُرآنِ

٩٤٠ - لكنَّهُم يُبقُونَ أهلَ مصانِعِ
الدُّنيا لأجلِ مصالِحِ الأبدانِ

٩٤١ - فَغَدَا عَلى سَيفِ التَّتارِ الألفُ
فِي مِثلٍ لَها مَضرُوبةً بِوِزانَ

٩٤٢ - وكَذا ثَمانِ مِئِينِها فِي ألفِها
مَضرُوبةً بالعدِّ والحُسبانِ

٩٤٣ - حتَّى بَكَى الإسلامُ أعداهُ اليَهُودُ
كَذا المَجُوسُ وعابِدُو الصُّلبانِ

٩٤٤ - فَشَفَى اللَّعينُ النَّفسَ مِن حِزبِ
الرَّسُولِ وعَسكَرِ الإيمانِ والقُرآنِ

٩٤٥ - وَبِوُدِّهِ لَو كانَ فِي أُحُدٍ وقَد
شَهِدَ الوَقِيعةَ مَع أبي سُفيانِ

٩٤٦ - لأقرَّ أعيُنَهُم وأَوْفَى نَذرَهُ
أو أن يُرى مُتمزِّق اللُّحمانِ

٩٤٧ - وشواهدُ الأحداثِ ظاهرةٌ عَلى
ذا العالَمِ المَخلُوقِ بالبُرهانِ

٩٤٨ - وأَدِلَّةُ التَّوحِيدَ تشهَهُ كلُّها
بحُدوثِ كُلٌّ مَا سِوى الرَّحمنِ

٩٤٩ - لَوْ كانَ غيرُ اللهِ جلَّ جلالُهُ
معهُ قديمًا كانَ ربَّا ثانِ

٩٥٠ - أو كانَ عَن ربِّ العُلى مُستَغنِيًا
فيكونُ حِينَئِذٍ لَنا ربَّانِ

٩٥١ - والرَّبُّ باسْتِقْلالِهِ مُتوحِّدٌ
أَفَمُمْكِنٌ أن يَستَقِلَّ اثْنانِ ؟

٩٥٢ - لَوْ كانَ ذاكَ تَنَافَيَا وتَسَاقَطَا
فإِذَا هُما عَدَمَانِ مُمتَنِعانِ

٩٥٣ - والقهرُ والتَّوحيدُ يشهَدُ مِنهُما
كلٌّ لصاحبِهِ هُما عَدلانِ

٩٥٤ - ولذلكَ اقتَرَنا جميعًا فِي صفاتِ
اللهِ فانظُر ذاكَ فِي القُرآنِ

٩٥٥ - فالواحدُ القهَّارُ حقًّا ليسَ فِي
الإمكانِ أن تَحظَى بهِ ذاتانِ
@Salafi_s
▪️نونية ابن القيم الجوزية▪️
[ #فصل_۲٧ : فِي مَقالاتِ طَوائِفِ الاتِّحادِيَّةِ فِي كلامِ الرَّبِّ جلَّ جلالُهُ ] . ▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂ •-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim ٨١٥ - وأتَتْ طوائفُ الاتِّحادِ بمِلَّةٍ طَمَّتْ عَلى مَا قالَ كلُّ لِسانِ ٨١٦ - قالُوا كلامُ الله كلُّ كلامِ هَذا الخَلقِ…
[ #فصل_۲٨ : فِي اعتِراضِهِم عَلى القولِ بدَوامِ فاعِليَّةِ الرَّبِّ تَعالى وكَلامِهِ والانفِصالِ عنهُ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

٩٥٦ - فلَئِن زعمتُم أنَّ ذاكَ تَسَلْسُلٌ
قُلنا صدقُتزم وهُو ذُو إمكانِ

٩٥٧ - كتَسَلْسُلِ التَّأثِيرِ فِي مُستَقبلٍ
هَل بينَ دينِكَ قطُّ مِن فُرقانِ ؟

٩٥٨ - واللهِ مَا افتَرَقا لِذِي عَقلٍ
ولا نَقلٍ ولا نَظَرٍ ولا بُرهانِ

٩٥٩ - فِي سَلبِ إمكانٍ ولا فِي ضِدِّهِ
هَذِي العُقولُ ونحنُ ذُو أذهانِ

٩٦٠ - فَلْيَأْتِ بالفُرقانِ مَن هُو فارقٌ
فُرقًا يبينُ لصالِحِ الأذهانِ

٩٦١ - ولذاكَ سوَّى الجَهمُ بَينَهُما
كَذا العلَّافُ فِي الإنكارِ والبُطلانِ

٩٦٢ - ولأجلِ ذَا حَكَمَا بحُكمٍ باطلٍ
قطعًا عَلى الجنَّاتِ والنِّيرانِ

٩٦٣ - فالجَهمُ أفنَى الذَّاتَ والعلَّافُ
للحَرَكاتِ أفنَى قالَهُ الثَّورانِ

٩٦٤ - وأبُو عليٍّ وابنُهُ والأشعَريُّ
وبعدَهُ ابنُ الطِّيِّبِ الرَّبَّانِي

٩٦٥ - وجميعُ أربابِ الكلامِ الباطلِ
المذمومِ عندَ أئمةِ الإيمانِ

٩٦٦ - فرَّقوا وقالُوا ذاكَ فِيما لَم يَزَلْ
حقٌّ وفِي أزَلٍ بِلا إمكانِ

٩٦٧ - قالُوا لأجلِ تناقُضِ الأزَلِيِّ
والإحداثِ مَا هذانِ يَجتَمِعانِ

٩٦٨ - لكِن دوامُ الفعلِ فِي مُستقبلٍ
مَا فيهِ محذورٌ مِنَ النُّكرانِ

٩٦٩ - فانظُر إلى التَّلبيسِ فِي ذا الفرقِ
ترويجًا عَلى العُورانِ والعُميانِ

٩٧٠ - مَا قالَ ذُو عَقلٍ بأنَّ الفردَ
ذُو أزَلٍ لِذي ذهنٍ ولا أعيانِ

٩٧١ - بل كلُّ فردٍ فهو مَسبوقٌ
بفردٍ قبلَهُ أبدًا بِلا حُسبانِ

٩٧٢ - ونظيرُ هَذا كلُّ فردٍ فهُو
ملحوقٌ بفردٍ بعدَهُ حُكمانِ

٩٧٣ - للنَّوعِ والآحادِ مسبوقٌ
وملحوقٌ وكلٌّ فهُوَ مِنها فانِ

٩٧٤ - والنَّوعُ لا يَفنى أخيرًا فهُو
لا يَفنى كذلكَ أولاً بِبَيانِ

٩٧٥ - وتعاقُبُ الآناتِ أمرٌ ثابتٌ
فِي الذِّهنِ وهُو كذاكَ فِي الأعيانِ

٩٧٦ - فإذَا أبيتُم ذَا وقُلتُم أوَّلُ
الآناتِ مُفتَتَحٌ بِلا نُكرانِ

٩٧٧ - مَا كانَ ذاكَ الآنُ مسبوقًا يُرى
إلَّا بسَلبَ وجودِهِ الحقَّانِي

٩٧٨ - فيُقالُ مَا تعنُونَ بالآناتِ
هَل تعنُونَ مُدَّةَ هذِهِ الأزمانِ

٩٧٩ - مِن حِينِ إحداثِ السَّماواتِ العُلى
والأرضِ والأفلاكِ والقَمَرانِ

٩٨٠ - ونظنُّكم تعنونَ ذاكَ ولَم يكُن
مِن قَبلِها شَيءٌ مِنَ الأكوانِ

٩٨١ - هَل جاءَكُم فِي ذاكَ مِن أثرٍ
ومِن نصٍّ ومِن نظرٍ ومِن بُرهانِ ؟

٩٨٢ - هَذا الكِتابُ وهذِهِ الآثارُ
والمَعقولُ فِي الفِطراتِ والأذهانِ

٩٨٣ - إنَّا نُحاكِمُكُم إلى مَا شِئتُمُ
مِنها فكلُّ الحقِّ فِي تِبيانِ

٩٨٤ - أوَلَيس خلقُ الكونِ فِي الأيَّامِ
كانَ وذاكَ مأخوذٌ مِنَ القُرآنِ ؟

٩٨٥ - أوَلَيسَ ذلكُمُ الزَّمانُ بمُدَّةٍ
لحُدوثِ شَيءٍ وهُو عينُ زَمانِ ؟

٩٨٦ - فحقيقةُ الأزمانِ نسبةُ حادثٍ
لسِواه تلكَ حقيقةُ الأزمانِ

٩٨٧ - واذكُر حديثَ السَّبقِ للتَّقديرِ
والتَّوقيتِ قبلَ جميعِ ذِي الأعيانِ

٩٨٨ - خمسينَ ألفًا مِن سنينٍ عدَّها
المُختارُ سابقةً لذِي الأكوانِ

٩٨٩ - هَذا وعرشُ الرَّبِّ فوقَ الماءِ
مِن قبلِ السِّنينَ بمُدَّةٍ وزَمانِ

٩٩٠ - والنَّاسُ مُختَلِفونَ فِي القلمِ
الِّذي كُتِبَ القضاءُ بهِ مِنَ الدَّيَّانِ

٩٩١ - هَل كانَ قبلَ العرشِ أو هُو بعدَهُ؟
قولانِ عندَ أبِي العَلا الهَمَذَانِي

٩٩٢ - والحقُّ أنَّ العرشَ قبلُ لأنَّهُ
قبلَ الكِتابةِ كانَ ذا أركانِ

٩٩٣ - وكِتابةُ القلمِ الشَّريفِ تعقَّبت
إيجادَهُ مِن غيرِ فصلِ زَمانِ

٩٩٤ - لمَّا براهُ الله قالَ اكتُب كَذا
فَغَدَا بأمرِ اللهِ ذا جَرَيانِ

٩٩٥ - فَجَرَى بِمَا هُو كائنٌ أبدًا
إلى يومِ المعادِ بقُدرةِ الرَّحمنِ

٩٩٦ - أفكانَ ربُّ العرشِ جلَّ جلالُهُ
من قبلُ ذا عجزٍ وذا نُقصانِ ؟

٩٩٧ - أمْ لَم يَزَل ذَا قُدرةٍ والفِعلُ
مقدورٌ لهُ أبدًا وذُو إمكانِ ؟

٩٩٨ - فلَئِن سألتَ وقُلتَ مَا هَذا
الَّذي أدَّاهُمُ لخِلافِ ذا التِّبيانِ ؟

٩٩٩ - ولأيِّ شيءٍ لَم يقولُوا إنَّه
سُبحانَهُ هُو دائمُ الإحسانِ

١٠٠٠ - فاعْلَم بأنَّ القومَ لمَّا أسَّسُوا
أصلَ الكلامِ عَمُوا عَنِ القُرآنِ
١٠٠١ - وعَنِ الحديثِ ومُقتَضى المَعقُولِ
بَل عَن فِطرةِ الرَّحمنِ والبُرهانِ

١٠٠٢ - وبَنَوْا قواعِدَهُم عليهِ فقادَهُم
قَسرًا إلى التَّعطيلِ والبُطلانِ

١٠٠٣ - نفيُ القيامِ لكلِّ أمرٍ حادثٍ
بالرَّبِّ خوفَ تَسَلْسُلِ الأعيانِ

١٠٠٤ - فيسدُّ ذاكَ عليهِمُ فَي زَعمِهِم
إثباتَ صانعِ هذِهِ الأكوانِ

١٠٠٥ - إذ أثبَتُوهُ بكَونِ ذِي الأجسامِ
حادثةً فَلا تنفكُّ عَن حِدثانِ

١٠٠٦ - فإذا تَسَلْسَلَتِ الحَوادِثُ لَم يكُن
لحُدوثِها إذ ذاكَ مِن بُرهانِ

١٠٠٧ - فلأجلَ ذا قالُوا التَّسلسُلُ باطلٌ
والجِسمُ لا يخلُو عَنِ الحِدثانِ

١٠٠٨ - فيصحُّ حينئذٍ حدوثُ الجسمِ
مِن هَذا الدَّليلِ بواضحِ البُرهانِ

١٠٠٩ - هذِي نِهاياتٌ لإقدامِ الوَرى
فَي ذا المَقامِ الضَّيِّقِ الأعطانِ

١٠١٠ - فمَنِ الَّذي يأتِي بفَتحٍ بَيِّنٍ
يُنجِي الوَرى مِن غَمرَةِ الحَيرانِ

١٠١١ - فاللهُ يَجزيهِ الَّذي هُو أهلُهُ
مِن جنَّةِ المأوَى مَعَ الرِّضوانِ
@Salafi_s
▪️نونية ابن القيم الجوزية▪️
١٠٠١ - وعَنِ الحديثِ ومُقتَضى المَعقُولِ بَل عَن فِطرةِ الرَّحمنِ والبُرهانِ ١٠٠٢ - وبَنَوْا قواعِدَهُم عليهِ فقادَهُم قَسرًا إلى التَّعطيلِ والبُطلانِ ١٠٠٣ - نفيُ القيامِ لكلِّ أمرٍ حادثٍ بالرَّبِّ خوفَ تَسَلْسُلِ الأعيانِ ١٠٠٤ - فيسدُّ ذاكَ عليهِمُ فَي…
[ فصل_۲٩ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

١٠١٢ - فاسمَع إذًا وافهَم فذاكَ مُعطِّلٌ
ومُشبِّهٌ وهداكَ ذو الغُفرانِ

١٠١٣ - هَذا الدَّليلُ هُو الَّذي أرداهُمُ
بَل هدَّ كلَّ قواعِدِ القُرآنِ

١٠١٤ - وهُو الدَّليلُ الباطلُ المردودُ
أئمَّةِ التَّحقيقِ والعِرفانِ

١٠١٥ - مَا زالَ أمرُ النَّاسِ مُعتدِلاً إلى
أن دارَ فِي الأوراقِ والأذهانِ

١٠١٦ - وتمكَّنَت أجزاؤُهُ بقُلوبِهِم
فأتَتْ لوازِمُهُ إلى الإيمانِ

١٠١٧ - رَفَعَتْ قواعِدَهُ ونحَّت أُسَّهُ
فهَوى البِناءُ وخرَّ للأركانِ

١٠١٨ - وجَنَوْا عَلى الإسلامِ كلَّ جِنايةٍ
إذ سلَّطُوا الأعداءَ بالعُدوانِ

١٠١٩ - حمَلُوا بأسلحةِ المحالِ فخانَهُم
ذاكَ السِّلاحُ فَمَا اشتَفَوْا بطِعانِ

١٠٢٠ - وأتَى العدوُّ إلى سلاحِهِمُ
فقاتَلَهُم بهِ فِي غيبةِ الفُرسانِ

١٠٢١ - يا محنةَ الإسلامِ والقُرآنِ
مِن جهلِ الصَّديقِ وبَغيِ ذِي طُغيانِ

١٠٢٢ - واللهِ لَوْلا اللهُ ناصرُ دينِهِ
وكتابِهِ بالحقِّ والبُرهانِ

١٠٢٣ - لَتَخَطَّفَتْ أعداؤُهُ أرواحَنَا
ولَقُطِّعَتَ مِنَّا عُرى الإيمانِ

١٠٢٤ - أيَكونُ حقَّا ذا الدَّليلُ وما اهتَدَى
خيرُ القرونِ لهُ مُحالٌ ذانِ

١٠٢٥ - وُفِّقُتُمُ للحقِّ إذ حُرِمُوهُ فِي
أصلِ اليقينِ ومقعدِ العِرفانِ

١٠٢٦ - وهَدَيْتُمُونا للَّذي لَم يَهتَدُوا
أبدًا بهِ وا شِدَّةَ الحِرمانِ

١٠٢٧ - ودخلتُمُ للحقِّ مِن بابٍ ومَا
دخلوهُ وا عَجَبَا لِذا الخِذلانِ

١٠٢٨ - وسلكتُمُ طُرُقَ الهُدى والعِلمِ
دونَ القومِ وا عَجَبَا لِذا البُهتانِ

١٠٢٩ - وعرفتُمُ الرَّحمنَ بالأجسامِ
والأعراضِ والحركاتِ والألوانِ

١٠٣٠ - وهُمُ فَما عرفوهُط مِنها بَل
مِنَ الآياتِ وهيَ فغيرُ ذِي بُرهانِ

١٠٣١ - اللهُ أكبرُ أنتُمُ أو هُم عَلى
حقٍّ وفِي غيٍّ وفِي خُسرانِ ؟

١٠٣٢ - دَع ذَا أليسَ اللهُ قَد أبدَى لَنا
حقَّ الأدلَّةِ وهيَ فِي القُرآنِ

١٠٣٣ - مُتنوِّعات صُرِّفَت وتظاهَرت
مِن كلِّ وجهٍ فهيَ ذُو أفنانِ

١٠٣٤ - معلومةٌ للعقلِ أو مشهودةٌ
للحِسِّ أو فِي فطرةِ الرَّحمنِ

١٠٣٥ - أسَمِعتُمُ لِدَلِيلكُم فِي بَعضِها
خبرًا أوَ احْسَسْتُمْ له بِبَيانِ ؟

ّ١٠٣٦ - أيكونُ أصلَ الدِّينِ مَا تمَّ
الهُدى إلَّا بهِ وبهِ قُوى الإيمانِ ؟

١٠٣٧ - وسِواهُ ليسَ بمُوجِبٍ مَن لَم
يُحِط عِلمًا بهِ لَم ينجُ مِن كُفرانِ ؟

١٠٣٨ - واللهُ ثُمَّ رسولُهُ قَد بَيَّنَا
طُرُقَ الهُدى فِي غايةِ التِّبيانِ

١٠٣٩ - فلأيِّ شيءٍ أعْرَضَا عنهُ
ولَم نسمَعْهُ فِي أثَرٍ ولا قُرآنِ ؟

١٠٤٠ - لكِن أتَانَا بعدَ خيرِ قُرونِنا
بظُهورِ أحداثٍ مِنَ الشَّيطانِ

١٠٤١ - وعَلى لسانِ الجَهمِ جاءَ وحِزبهِ
مِن كلِّ صاحبِ بدعةٍ حَيرانِ

١٠٤٢ - ولذلكَ اشتدَّ النَّكيرُ علَيهمُ
مِن سائِرِ العُلماءِ فِي البُلدانِ

١٠٤٣ - صاحُوا بِهِم مِن كلِّ قُطرٍ بَل
رَمَوْا فِي إثرِهِم بثَواقِبِ الشُّهبانِ

١٠٤٤ - عَرَفُوا الَّذي يُفضِي إليهِ قولُهُم
ودليلُهُم بحقيقةِ العِرفانِ

١٠٤٥ - وأخُو الجَهالةِ فِي خُفارَةِ جهلِهِ
والجَهلُ قَد يُنجِي مِنَ الكُفرانِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[ #فصل_٣٠ : فِي الرَّدِّ عَلى الجَهْمِيَّةِ المُعَطِّلَةِ القائِلِينَ بأنَّهُ ليسَ عَلى العَرشِ إلهٌ يُعبَدُ وَلا فوقَ السَّماواتِ إلهٌ يُصلَّى لهُ ويُسجَدُ، وبَيانُ فسادَ قَولِهِم عقلاً ونقلاً ولُغةً وفِطرةً ].


١٠٤٦ - واللهُ كانَ وليسَ شيءٌ غيرُهُ
وبَرى البريَّةَ وهيَ ذُو حِدثانِ

١٠٤٧ - فسَلِ المُعطِّلَ هَل بَرَاها خارِجًا
عَن ذاتِهِ أم فيهِ حلَّت ذانِ

١٠٤٨ - لا بُدَّ مِنْ إحداهُما أو أنَّها
هيَ عينُهُ مَا ثَمَّ مَوجُودانِ

١٠٤٩ - مَا ثَمَّ مخلوقٌ وخالِقُهُ
ومَا شيءٌ مُغايِرُ هذِهِ الأعيانِ

١٠٥٠ - لا بُدَّ مِن إحدَى ثلاثٍ مَا لَها
مِن رابعٍ خَلُّوا عَنِ الرَّوَغَانِ

١٠٥١ - ولذاكَ قالَ مُحقِّقُ القومِ
الَّذي رفعَ القواعِدَ مُدَّعي العِرفانِ

١٠٥٢ - هُوَ عينُ هَذا الكَونِ ليسَ بغَيرِهِ
أنَّى وليسَ مُبايِنَ الأكوانِ ؟

١٠٥٣ - كلَّا وليسَ مُحايِثًا أيضًا لَها
فهُوَ الوُجودُ بعينِهِ وعِيانِ

١٠٥٤ - إن لَم يكُن فوقَ الخلائِقِ ربُّها
فالقولُ هَذا القولُ فِي المِيزانِ

١٠٥٥ - إذ ليسَ يُعقَلُ بعدُ إلَّا أنَّهُ
قَد حلَّ فِيها وهيَ كالأبدانِ

١٠٥٦ - والرُّوحُ ذاتُ الحقِّ جلَّ جلالُهُ
حلَّت بِها كمَقالةِ النَّصرانِي

ّ١٠٥٧ - فاحكُم عَلى مَن قالَ ليسَ
بخارجٍ عَنها ولا فِيها بحُكمِ بَيانِ

١٠٥٨ - بخِلافِهِ الوَحْيَيْنِ والإجماعَ
والعقلَ الصَّريحَ وفِطرةَ الرَّحمنِ

١٠٥٩ - فعَليهِ أوقَعَ حدَّ معدومٍ
بَلى حدَّ المُحالِ بغيرِ مَا فُرقانِ

١٠٦٠ - يَا للعُقولِ إذا نَفَيْتُم مُخبِرًا
ونقيضَهُ هَل ذاكَ في إمكانِ ؟

١٠٦١ - إذ كانَ نفيُ دُخولِهِ وخُروجِهِ
لا يَصدُقانِ معًا لدى الإمكانِ

١٠٦٢ - إلَّا عَلى عدمٍ صريحٍ نفيُهُ
مُتحقِّقٌ بِبَديهةِ الإنسانِ

ِ
▪️نونية ابن القيم الجوزية▪️
[ فصل_۲٩ ]. ▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂ •-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim ١٠١٢ - فاسمَع إذًا وافهَم فذاكَ مُعطِّلٌ ومُشبِّهٌ وهداكَ ذو الغُفرانِ ١٠١٣ - هَذا الدَّليلُ هُو الَّذي أرداهُمُ بَل هدَّ كلَّ قواعِدِ القُرآنِ ١٠١٤ - وهُو الدَّليلُ الباطلُ المردودُ أئمَّةِ التَّحقيقِ…
[#تابع_فصل_٣٠ : فِي الرَّدِّ عَلى الجَهْمِيَّةِ المُعَطِّلَةِ القائِلِينَ بأنَّهُ ليسَ عَلى العَرشِ إلهٌ يُعبَدُ وَلا فوقَ السَّماواتِ إلهٌ يُصلَّى لهُ ويُسجَدُ، وبَيانُ فسادَ قَولِهِم عقلاً ونقلاً ولُغةً وفِطرةً ].


١٠٦٣ - أيَصِحُّ فِي المعقولِ يَا أهلِ
النُّهى ذاتانِ لا بالغَيرِ قائِمتانِ

١٠٦٤ - ليسَت تُبايِنُ مِنهُما ذاتٌ
لأُخرَى أو تُحايِثُها فتَجتَمِعانِ ؟

١٠٦٥ - إن كانَ فِي الدُّنيا محالٌ فَهُو
ذا فارجِع إلى المعقولِ والبُرهانِ

١٠٦٦ - فلَئِن زعَمتُم أنَّ ذلكَ فِي الَّذي
هُوَ قابلٌ مِن جسمٍ أو جُسمانِ

١٠٦٧ - والرَّبُّ ليسَ كَذا فنَفيُ دُخولِهِ
وخُروجِهِ مَا فيهِ مِن بُطلانِ

١٠٦٨ - فيُقالُ هَذا أولاً مِن قَولِكُم
دَعوَى مُجَردةٌ بِلا بُرهانِ

١٠٦٩ - ذاكَ اصطِلاحٌ مِن فريقٍ فارَقُوا
الوحيَ المُبينَ لحِكمةِ اليُونانِ

١٠٧٠ - والشَّيءُ يصدُقُ نفيُهُ عن قابِلٍ
وسِواهُ فِي معهودِ كلِّ لسانِ

١٠٧١ - أنَسِيتَ نفيَ الظُّلمِ عنهُ وقولَكَ
الظُّلمُ المُحالُ وليسَ ذا إمكانِ ؟

١٠٧٢ - ونسيتَ نفيَ النَّومِ والسِّنَةِ الَّتي
ليسَت لربِّ العَرشِ فِي الإمكانِ ؟

١٠٧٣ - ونسيتَ نفيَ الطَّعمِ عنهُ وليسَ
ذا مقبولَهُ والنَّفيُ فِي القُرآنِ ؟

١٠٧٤ - ونسيتَ نفيَ ولادةٍ أو زوجةٍ
وهُما عَلى الرَّحمنِ مُمتَنِعانِ ؟

١٠٧٥ - واللهُ قَد وصفَ الجمادَ بأنَّه
ميتٌ أصمُّ ومَا لهُ عَينانِ

١٠٧٦ - وكَذا نَفى عنهُ الشُّعورَ ونُطقَهُ
والخَلقَ نفيًا واضحَ التِّبيانِ

١٠٧٧ - هَذا وليسَ بِها قبولٌ للَّذي
يَنفِي وَلا مِن جُملةِ الحَيَوانِ

١٠٧٨ - ويُقالُ أيضًا ثانيًا لَو صحَّ
هَذا الشَّرطُ كانَ لِمَا هُما ضِدَّانِ

١٠٧٩ - لا فِي النَّقِيضَيْنِ اللَّذينِ كِلاهُما
لا يَثبُتانِ وليسَ يَرتَفِعانِ

١٠٨٠ - ويُقالُ أيضًا نفيُكم لقُبولِهِ
لَهُما يُزِيلُ حقيقةَ الإمكانِ

١٠٨١ - بَل ذَا كَنَفْيِ قيامِهِ بالنَّفسِ
أو بالغَيرِ فِي الفِطرَاتِ والأذهانِ

١٠٨٢ - فإذا المُعطِّلُ قالَ إنَّ قِيامَهُ
بالنَّفسِ أو بالغَيرِ ذُو بُطلانِ

١٠٨٣ - إذ ليسَ يقبَلُ واحِدًا مِن ذَينِكَ
الأمرَينِ إلَّا وهُو ذُو إمكانِ

١٠٨٤ - جِسمٌ يقومُ بنفسِهِ أيضًا كَذا
عَرَضٌ يقومُ بغيرِهِ أخَوانِ

١٠٨٥ - فِي حُكمِ إمكانٍ وليسَ بواجِبٍ
مَا كانَ فيهِ حقيقةُ الإمكانِ

١٠٨٦ - فكِلاكْما يَنفِي الإلهَ حقيقةً
وكِلاكُما فِي نفيِهِ سِيَّانِ

١٠٨٧ - مَاذا يرُدُّ عليهِ مَن هُوَ مِثلُهُ
فِي النَّفيِ صِرفًا إذ هُما عِدلانِ

١٠٨٨ - والفَرقُ ليسَ بمُمكِنٍّ لكَ بعدَ
مَا ضَاهَيْتَ هَذا النَّفيَ فِي البُطلانِ

١٠٨٩ - فَوِزَانُ هَذا النَّفي مَا قَد قُلتَهُ
حَرفًا بحَرفٍ أنتُما صِنوانِ

١٠٩٠ - والخَصمُ يزعُمُ أنَّ مَا هُو
قابلٌ لِكِلَيْهِمَا فَكقابِلٍ لِمَكانِ

١٠٩١ - فافْرُقْ لَنا فرقًا يُبِينُ مواقعَ
الإثباتِ والتَّعطيلِ بالبُرهانِ

١٠٩٢ - أوْ لا فأعطِ القوسَ بَارِيها
وخلِّ الفَشْرَ عنكَ وكثرةَ الهَذَيانِ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[ #فصل_۳١ : فِي الإشارةِ إلَى الطُّرُقِ النَّقليَّةِ الدَّالَّةِ عَلى أنَّ اللهَ تَعالى فوقَ سَماواتِهِ عَلى عرشِهِ ].

▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

١١١٣ - ولقَد أتَانا عشرُ أنواعٍ
مِنَ المنقولِ فِي فوقيَّةِ الرَّحمنِ

١١١٤ - معَ مثلِها أيضًا تزيدُ بواحِدٍ
ها نحنُ نسرُدُها بِلا كِتمانِ

١١١٥ - مِنها استواءُ الربِّ فوقَ العرشِ
فِي سبعٍ أتَت فِي مُحكَمِ القُرآنِ

١١١٦ - وكذلكَ اطَّرَدَتْ بلا "لامٍ" ولَو
كانَت بمَعنى "اللَّامِ" فِي الأذهانِ

١١١٧ - لأتَت بِها فِي موضعٍ كَيْ يُحملَ
الباقِي عَلَيها بالبيانِ الثَّانِي

١١١٨ - ونظيرُ ذا إضمارُهُم في موضعٍ
حملًا عَلى المذكورِ فِي التِّبيانِ

١١١٩ - لا يُضمِرُونَ معَ اطِّرَادٍ دونَ ذكرِ
المُضمِرِ المحذُوفِ دونَ بيانِ

١١٢٠ - بَل فِي محلِّ الحذفِ يَكثُرُ ذِكرُهُ
فإذا هُمُ أَلِفُوهُ إِلِفَ لِسانِ

١١٢١ - حذفوهُ تخفيفًا وإيجازًا فَلا
يَخفى المُرادُ بهِ عَلى الإنسانِ

١١٢٢ - هَذا ومِن عِشرينَ وجهًا يبطُلُ
التَّفسيرُ بـ "إسْتَولَى" لِذي العِرفانِ

١١٢٣ - قَد أُفرِدَتْ بمُصَنَّفٍ لإمامِ هَذا
الشَّأنِ بَحرِ العالَمِ الحَرَّانِي
@Salafi_s
▪️نونية ابن القيم الجوزية▪️
[#تابع_فصل_٣٠ : فِي الرَّدِّ عَلى الجَهْمِيَّةِ المُعَطِّلَةِ القائِلِينَ بأنَّهُ ليسَ عَلى العَرشِ إلهٌ يُعبَدُ وَلا فوقَ السَّماواتِ إلهٌ يُصلَّى لهُ ويُسجَدُ، وبَيانُ فسادَ قَولِهِم عقلاً ونقلاً ولُغةً وفِطرةً ]. ١٠٦٣ - أيَصِحُّ فِي المعقولِ يَا أهلِ…
[ #فصل_۳٢ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

١١٢٤ - هَذا وثانِيها صريحُ عُلوِّهِ
ولهُ بحُكمِ صريحِهِ لفظانِ

١١٢٥ - لفظُ «العليِّ» ولفظهُ «الأعلى»
مُعرَّفةً أتَت فيهِ لقَصدِ بَيانِ

١١٢٦ - إنَّ العُلُوَّ لهُ بمطلقِهِ عَلى
التَّعميمِ والإطلاقِ بالبُرهانِ

١١٢٧ - ولهُ العُلُوُّ مِنَ الوُجوهِ جميعِها
ذاتًا وقهرًا معَ عُلُوِّ الشَّانِ

١١٢٨ - لكِن نُفاةُ عُلُوِّهِ سلبوهُ إكمالَ
العُلُوِّ فصارَ ذا نُقصانِ

١١٢٩ - حاشاهُ مِن إفكِ النُّفاةِ وسلبِهِم
فلهُ الكمالُ المطلقُ الرَّبَّانِي

١١٣٠ - وعُلُوُّهُ فوقَ الخليقةِ كلِّها
فُطِرَتْ عليهِ الخلقُ والثَّقلانِ

١١٣١ - لا يستطيعُ مُعطِّلٌ تبدِيلَها
أبدًا وذلكَ سُنَّةُ الرَّحمنِ

١١٣٢ - كلٌّ إذا مِا نابهُ أمرٌ يُرى
مُتوجِّهًا بضرورةِ الإنسانِ

١١٣٣ - نحوَ العُلُوِّ فليسَ يطلُبُ خلفَهُ
وأمامَهُ أو جانبَ الإنسانِ

١١٣٤ - ونهِايةُ الشُّبُهاتِ تشكيكٌ
وتخميشٌ وتغبيرٌ عَلى الإيمانِ

١١٣٥ - لا يستطيعُ تُعارِضُ المعلومَ
والمعقولَ عندَ بدائِهِ الأذهانِ

١١٣٦ - فمِنِ المُحالُ القدحُ فِي المعلومِ
بالشُّبُهاتِ هَذا بَيِّنُ البُطلانَ

١١٣٧ - وإذا البِدائِهُ قابَلَتْها هذِهِ
الشُّبُهاتُ لَم تَحْتَجْ إلى بُطلانِ

١١٣٨ - شتَّانَ بينَ مقالةٍ أوصَى بِها
بعضٌ لبعضٍ أوَّلًا للثَّانِي

١١٣٩ - ومقالةٍ فَطَرَ الإلهُ عِبادَهُ
حقًّا علَيها مَا هُما عِدلانِ
@Salafi_s
▪️نونية ابن القيم الجوزية▪️
[ #فصل_۳٢ ]. ▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂ •-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim ١١٢٤ - هَذا وثانِيها صريحُ عُلوِّهِ ولهُ بحُكمِ صريحِهِ لفظانِ ١١٢٥ - لفظُ «العليِّ» ولفظهُ «الأعلى» مُعرَّفةً أتَت فيهِ لقَصدِ بَيانِ ١١٢٦ - إنَّ العُلُوَّ لهُ بمطلقِهِ عَلى التَّعميمِ والإطلاقِ…
[ #فصل_۳٣ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

١١٤٠ - هَذا وثالِثُها صريحُ الفوقِ
مصحوبًا بـ"مِن" وبدُونِها نوعانِ

١١٤١ - إحداهُما هو قابلُ التَّأويلِ
والأصلُ الحقيقةُ وحدَها ببَيانِ

١١٤٢ - فإذا ادَّعَى تأويلَ ذلكَ مُدَّعٍ
لَم تُقبلِ الدَّعوى بِلا بُرهانِ

١١٤٣ - لكِنَّما المجرورُ ليسَ بقابلِ
التَّأويلِ فِي لغةٍ وعُرفِ لِسانِ

١١٤٤ - وأصِخ لفائدةٍ جليلٍ قدرُها
تهديكَ للتَّحقيقِ والعِرفانِ

١١٤٥ - إنَّ الكلامَ إذا أتَى بسِياقةٍ
يُبدِي المُرادَ لِمَن لهُ أُذُنانِ

١١٤٦ - أضحَى كنَصِّ قاطعٍ لا يقبلُ
التَّأويلَ يعرِفُ ذَا أُولُو الأذهانِ

١١٤٧ - فسِياقةُ الألفاظِ مثلُ شواهدِ
الأحوالِ إنَّهُما لَنا صِنوانِ

١١٤٨ - إحداهُما للعَينِ مشهودًا بِها
لكنَّ ذاكَ لمَسمعِ الإنسانِ

١١٤٩ - فإذا أتَى التَّأويلُ بعدَ سياقةٍ
تُبدِي المُرادَ أتَى عَلى اسْتِهجانِ

١١٥٠ - وإذا أتَى الكِتمانُ بعدَ شواهدِ
الأحوالِ كانَ كأقبحِ الكِتمانِ

١١٥١ - فتأمَّلِ الألفاظَ وانظُر مَا الَّذي
سِيقَت لهُ إن كُنتَ ذَا عِرفانِ

١١٥٢ - والفوقُ وصفٌ ثابتٌ بالذَّاتِ
مِن كلِّ الوُجوهِ لفاطِرِ الأكوانِ

١١٥٣ - لكِن نُفاةُ الفوقِ مَا وَفَّوْا بهِ
جَحَدُوا كمالَ الفوقِ للدَّيَّانِ

١١٥٤ - بل فسَّروهُ بأن قَدْرَ اللهِ
أعلَى لا بفوقِ الذَّاتِ للرَّحمنِ

١١٥٥ - قالُوا وهَذا مثلُ قولِ النَّاسِ
فِي ذَهَبٍ يُرى مِن خالصِ العِقيانِ

١١٥٦ - هُو فوقَ جنسِ الفِضَّةِ البَيضاءِ
لا بالذَّاتِ بَل فِي مُقتَضى الأثمانِ

١١٥٧ - والفوقُ أنواعٌ ثلاثٌ
كلُّها للهِ ثابتةٌ بِلا نُكرانِ

١١٥٨ - هَذا الَّذي قالُوا وفوقُ القهرِ
والفَوقِيَّةُ العُليا عَلى الأكوانِ
@Salafi_s
▪️نونية ابن القيم الجوزية▪️
[ #فصل_۳٣ ]. ▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂ •-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim ١١٤٠ - هَذا وثالِثُها صريحُ الفوقِ مصحوبًا بـ"مِن" وبدُونِها نوعانِ ١١٤١ - إحداهُما هو قابلُ التَّأويلِ والأصلُ الحقيقةُ وحدَها ببَيانِ ١١٤٢ - فإذا ادَّعَى تأويلَ ذلكَ مُدَّعٍ لَم تُقبلِ الدَّعوى…
[ #فصل_۳٤ ]
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

١١٥٩ - هَذا ورابِعُها عُروجُ الرُّوحِ
والأملاكِ صاعدةً إلى الرَّحمنِ

١١٦٠ - ولقَد أتَى فِي سُورَتَينِ كِلاهُما
اشَتَمَلا عَلى التَّقديرِ بالأزمانِ

١١٦١ - فِي سورةٍ فِيها المعارجُ قُدِّرَتْ
خمسينَ ألفًا كاملَ الحُسبانِ

١١٦٢ - وبسَجدةِ التَّنزِيلِ ألفًا قُدِّرَتْ
فلأجلِ ذَا قالُوا هُما يَومانِ

١١٦٣ - يومُ المعادِ بذِي المعارجِ ذِكرُهُ
واليومُ فِي "تنزيلَ" فِي ذَا الآنِ

١١٦٤ - وكِلاهُما عِندِي فيومٌ واحدٌ
وعُروجُهُم فيهِ إلى الدَّيَّانِ

١١٦٥ - فالألفُ فيهِ مسافةٌ لنُزولِهِم
وصُعودِهِم نحوَ الرَّفيعِ الدَّانِي

١١٦٦ - هَذي السَّماء فإنَّها قَد قُدِّرَتْ
خمسينَ فِي عشرٍ وذَا ضِعفانِ

١١٦٧ - لكِنَّما الخمسونَ ألفِ مسافةُ
السَّبعِ الطِّباقِ وبُعدُ ذِي الأكوانِ

١١٦٨ - مِن عرشِ ربِّ العالمينَ إلى الثَّرى
عِندَ الحضيضِ الأسفلِ التَّحتانِي

١١٦٩ - واختارَ هَذا القولَ فِي تفسيرِهِ
البغويُّ ذاكَ العالِمُ الرَّبَّانِي

١١٧٠ - ومُجاهدٌ قَد قالَ هَذا القولَ
لكنَّ ابنَ اسحاقَ الجليلَ الشَّانِ

١١٧١ - قالَ المسافةُ بينَنا والعرشِ
ذَا المقدارُ فِي سيرٍ مِنَ الإنسانِ

١١٧٢ - والقولُ الأوَّلُ قولُ عِكرمة
وقولُ قتادَةٍ وهُما لَنا عَلَمَانِ

١١٧٣ - واختارَهُ الحسنُ الرِّضا ورواهُ
عَن بحرِ العُلومِ مُفسِّرِ القُرآنِ

١١٧٤ - ويُرَجِّحُ القولَ الَّذي قَد قالَهُ
ساداتُنا فِي فرقِهِم أمرانِ

١١٧٥ - إحداهُما مَا فِي الصَّحيحِ
لمانعٍ لزكاتِهِ مِن هذِهِ الأعيانِ

١١٧٦ - يُكوى بِها يومَ القيامةِ ظهرُهُ
وجبينُهُ وكذلكَ الجَنبانِ

١١٧٧ - خمسونَ ألفًا قدرُ ذاكَ اليومِ
فِي هَذا الحديثِ وذاكَ ذُو تِبيانِ

١١٧٨ - فالظَّاهرُ اليَومانِ فِي الوَجهَينِ
يومٌ واحدٌ مَا إن هُما يَومانِ

١١٧٩ - قالُوا وإيرادُ السِّياقِ يُبَيِّنُ
المَقصودَ منهُ بأوضَحِ التِّبيانِ

١١٨٠ - فانظُر إلى الإضمارِ ضِمنَ
"يَرَوْنَهُ" و"نراهُ" مَا تفسيرُهُ بِبَيانِ

١١٨١ - فاليومُ بالتَّفسيرِ أولَى مِن
عذابٍ واقعٍ للقُربِ والجِيرانِ

١١٨٢ - ويكونُ ذِكرُ عُروجِهِم فِي
هذِهِ الدُّنيا ويومَ قيامةِ الأبدانِ

١١٨٣ - فنُزولُهُم أيضًا هُنالكَ ثابتٌ
كنُزولِهِم أيضًا هُنا للشَّانِ

١١٨٤ - وعُروجُهُم بعدَ القَضا كعُروجِهِم
أيضًا هُنا فلهُم إذًا شَأنانِ

١١٨٥ - ويزولُ هَذا السَّقفُ يومَ معادِنا
فعُروجُهُم للعرشِ والرَّحمنِ

١١٨٦ - هَذا ومَا نَضِجَتْ لَدَيَّ وعِلمُها
الموكولُ بعدُ لمُنزِلِ القُرآنِ

١١٨٧ - وأعوذُ بالرَّحمنِ مِن جزمٍ
بِلا علمٍ وهَذا غايةُ الإمكانِ

١١٨٨ - واللهُ أعلمُ بالمُرادِ بقولِهِ
ورَسُولُهُ المبعوثُ بالفُرقانِ
@Salafi_s
[ #فصل_۳٥ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

١١٨٩ - هَذا وخامِسُها صعودُ كلامِنا
بالطَّيِّباتِ إليهِ والإحسانِ

١١٩٠ - وكَذا صعودُ الباقياتِ الصَّالحاتِ
إليهِ مِن أعمالِ ذِي الإيمانِ

١١٩١ - وكَذا صعودُ تصدُّقٍ مِن طيِّبٍ
أيضًا إليهِ عندَ كلِّ أوانِ

١١٩٢ - وكَذا عروجُ ملائكٍ قَد وُكِّلُوا
مِنَّا بأعمالٍ وهُم بَدَلانِ

١١٩٣ - فإليهِ تعرُجُ بُكرةً وعشيَّةً
والصُّبحُ يَجمعُهُم عَلى القُرآنِ

١١٩٤ - كَيْ يَشهَدُوهُ ويَعرَجُونَ إليهِ
بالأعمالِ سُبحانَ العظيمِ الشَّانِ

١١٩٥ - وكذاكَ سعيُ الليلِ يرفعُهُ إلى
الرَّحمنِ مِن قبلِ النَّهارِ الثَّانِي

١١٩٦ - وكذاكَ سعيُ اليومِ يرفعُهُ لهُ
مِن قبلِ ليلٍ حافظُ الإنسانِ

١١٩٧ - وكذاكَ مِعراجُ الرَّسُولِ إليهِ
حقٌّ ثابتٌ مَا فيهِ مِن نُكرانِ

١١٩٨ - بَل جاوزَ السَّبعَ الطِّباقَ وقَد
دَنَى منهُ إلى أن قُدِّرَتْ قَوسانِ

١١٩٩ - بَل عادَ مِن مُوسَى إليهِ صاعِدًا
خمسًا عِدادَ الفرضِ فِي الحُسبانِ

١٢٠٠ - وكذاكَ رفعُ الرُّوحِ عِيسى المُرتَضَى
حقًّا إليهِ جاءَ فِي القُرآنِ

١٢٠١ - وكذاكَ تصعَدُ روحُ كلِّ مُصدِّقٍ
لمَّا تفوزُ بفُرقةِ الأبدانِ

١٢٠٢ - حقًّا إليهِ كَيْ تفوزَ بقُربِهِ
وتعودَ يومَ العرضِ للجُثمانِ

١٢٠٣ - وكَذا دُعا المُضطَرِّ أيضًا صاعدٌ
أبدًا إليهِ عندَ كلِّ أوانِ

١٢٠٤ - وكَذا دُعا المظلومِ أيضًا صاعدٌ
حقًّا إليهِ قاطعَ الأكوانِ
@Salafi_s
[ #فصل_۳٦ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

١٢٠٥ - هَذا وسادِسُها وسابِعُها النُّزولُ
كذلكَ التَّنزيلُ للقُرآنِ

١٢٠٦ - واللهُ أخبَرَنا بأنَّ كِتابَهُ
تنزيلُهُ بالحقِّ والبُرهانِ

١٢٠٧ - أيكونْ تنزيلاً وليسَ كلامَ
مَن فوقَ العبادِ أذاكَ ذُو إمكانِ

١٢٠٨ - أيكونُ تنزيلاً مِنَ الرَّحمنِ
والرَّحمنُ ليسَ مُبايِنَ الأكوانِ

١٢٠٩ - وكَذا نزولُ الرَّبِّ جلَّ جلالُهُ
فِي النِّصفِ مِن ليلٍ وذاكَ الثَّانِي

١٢١٠ - فيقولُ لستُ بسائلٍ غيرِي
بأحوالِ العبادِ أنَا العظيمُ الشَّانِ

١٢١١ - من ذاكَ يسألُني فيُعطَى سُؤلَهُ
مَن ذا يتوبُ إليَّ مِن عصيانِ

١٢١٢ - مَن ذاكَ يسألُني فأغفِرَ ذنبَهُ
فأنا الودودُ الواسعُ الغُفرانِ

١٢١٣ - مَن ذَا يريدُ شِفاءَهُ مِن سُقمِهِ
فأنا القريبُ مُجيبُ مَن نادَانِي

١٢١٤ - ذَا شأنُهُ سُبحانَهُ وبحمدِهِ
حتَّى يكونَ الفجرُ فجرًا ثانِ

١٢١٥ - يا قومُ ليسَ نزولُهُ وعُلُوُّهُ
حقًّا لديكُم بَل هُما عَدَمانِ

١٢١٦ - وكَذاكَ ليسَ يقولُ شيئًا عِندكُم
لا ذا ولا قولٌ سِواهُ ثانِ

١٢١٧ - كلٌّ مَجَازٌ لا حقيقةَ تحتَهُ
أوِّلْ وزِدُ وانقُصْ بِلا بُرهانِ
@Salafi_s
▪️نونية ابن القيم الجوزية▪️
[ #فصل_۳٦ ]. ▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂ •-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim ١٢٠٥ - هَذا وسادِسُها وسابِعُها النُّزولُ كذلكَ التَّنزيلُ للقُرآنِ ١٢٠٦ - واللهُ أخبَرَنا بأنَّ كِتابَهُ تنزيلُهُ بالحقِّ والبُرهانِ ١٢٠٧ - أيكونْ تنزيلاً وليسَ كلامَ مَن فوقَ العبادِ أذاكَ…
[ #فصل_۳٧ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

١٢١٨ - هَذا وثامِنُها بسورةِ غافرٍ
هُو رِفعةُ الدَّرجاتِ للرَّحمنِ

١٢١٩ - درجاتُهُ مرفوعةٌ كمعارجٍ
أيضًا لهُ وكِلاهُما رَفعانِ

١٢٢٠ - وفَعِيلُ فِيها ليسَ معنَى فاعلٍ
وسِياقُها يأباهُ ذُو التِّبيانَ

١٢٢١ - لكنَّها مرفوعةٌ درجاتُهُ
لكَمالِ رِفعتِهِ عَلى الأكوانِ

١٢٢٢ - هَذا هُوَ القولُ الصَّحيحُ فَلا
تَحِدْ عنهُ وخُذ معناهُ فِي القُرآنِ

١٢٢٣ - فنظيرُها المُبدِي لَنا تفسيرَها
فِي ذِي المعارجِ ليسَ يفترِقانِ

١٢٢٤ - والرُّوحُ والأملاكُ تصعَدُ فِي
معارجِهِ إليهِ جلَّ ذُو السُّلطانِ

١٢٢٥ - ذَا رِفعةُ الدَّرجاتِ حقًّا مَا هُما
إلَّا سَواءٌ أو هُما شِبهانِ

١٢٢٦ - فخُذِ الكِتابَ ببعضِهِ بعضًا
كَذا تفسيرُ أهلِ العلمِ للقُرآنِ

@Salafi_s
[ #فصل_۳٨ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

١٢٢٧ - هَذا وتاسِعُها النُّصوصُ بأنَّه
فوقَ السَّماءِ وذَا بِلا حُسبانِ

١٢٢٨ - فاستَحضِرِ الوحيينِ وانظُر
ذاكَ تلقاهُ مُبِينًا واضحَ التِّبيانِ

١٢٢٩ - ولسوفَ نذكرُ بعضَ ذلكَ عَن
قريبٍ كَيْ تقومَ شواهدُ الإيمانِ

١٢٣٠ - وإذا أتَت "فِي" فلا تكُن مُستوحِشًا
مِنها ولا تكُ عندَها بجَبانِ

١٢٣١ - ليسَت تدلُّ عَلى انحِصارِ إلَهِنَا
عقلاً ولا عُرفًا ولا بلِسانِ

١٢٣٢ - إذ أجمعَ السَّلفُ الكِرامُ بأنَّ
معناهَا كمَعنى "فوقَ" بالبُرهانِ

١٢٣٣ - أو أنَّ لفظَ سمائِهِ يُعنى بهِ
نفسُ العُلُوِّ المُطلقِ الحقَّانِي

١٢٣٤ - والربُّ فيهِ وليسَ يحصُرُهُ مِنَ
المخلوقِ شيءٌ عزَّ ذُو السُّلطانِ

١٢٣٥ - كلُّ الجهاتِ بأسرِها عَدَمِيَّةٌ
في حقِّهِ هو فوقَها ببَيانِ

١٢٣٦ - قَد بانَ عَنها كلِّها فهُو المُحيطُ
ولا يُحاطُ بخالِقِ الأكوانِ

١٢٣٧ - ما ذاكَ ينقمُ بعدُ ذُو التَّعطيلِ
مِن وصفِ العُلُوِّ لربِّنا الرَّحمنِ

١٢٣٨ - أيَرُدُّ ذُو عقلٍ سليمٍ قطُّ ذَا
بعدَ التَّصَوُّرِ يَا أُولِي الأذهانِ

١٢٣٩ - واللهِ مَا ردَّ امرؤٌ هَذا بغيرِ
الجهلِ أو بحميَّةِ الشَّيطانِ
@Salafi_s
[ #فصل_۳٩ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

١٢٤٠ - هَذا وعاشِرُها اختِصاصُ
البعضِ مِن أملاكِهِ بالعندِ للرَّحمنِ

١٢٤١ - وكَذا اختِصاصُ كُتابِ رحمتِهِ
بعندِ اللهِ فوقَ العرشِ ذُو تِبيانِ

١٢٤٢ - لَو لَم يكُن سُبحانَهُ فوقَ الوَرى
كانُوا جميعًا عندَ ذِي السُّلطانِ

١٢٤٣ - ويكونُ عندَ اللهُ إبليسٌ
وجبريلٌ هُما فُي العندِ مُستوِيانِ

١٢٤٤ - وتمامُ ذاكَ القولِ أنَّ محبَّةَ
الرَّحمنِ عينُ إرادةِ الأكوانِ

١٢٤٥ - وكِلاهُما محبوبُهُ ومرادُهُ
وكِلاهُما هُو عِندَهُ سِيَّانِ

١٢٤٦ - إن قلتُمُ عِنديَّةُ التَّكوِينِ
فالذَّاتانِ عندَ اللهِ مخلوقانِ

١٢٤٧ - أو قلتُمُ عِنديَّةُ التَّقرِيبِ
تقريبِ الحبيبِ ومَا هُما عِدلانِ

١٢٤٨ - فالحبُّ عِندكُمُ المشيئةُ نفسُها
وكِلاهُما فِي حُكمِها مِثلانِ

١٢٤٩ - لكِن مُنازِعُكُم يقولُ بأنَّها
عِنديَّةٌ حقًّا بِلا رَوَغَانِ

١٢٥٠ - جَمَعَتْ لهُ حُبَّ الإلهِ وقُربَهُ
مِن ذاتِهِ وكرامةَ الإحسانِ

١٢٥١ - والحُبُّ وصفٌ وهُوَ غيرُ مشيئةٍ
والعِندُ قُربٌ ظاهرُ التِّبيانِ
@Salafi_s
[ #فصل_٤٠ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim

١٢٥٢ - هَذا وحادِي عَشرَهُنَّ إشارةٌ
نحوَ العُلُوِّ بإصبعٍ وبَنانِ

١٢٥٣ - للهِ جلَّ جلالُهُ لا غيرِهِ
إذ ذاكَ إشراكٌ مِنَ الإنسانِ

١٢٥٤ - ولقَد أشارَ رسولُهُ في مجمعِ
الحجِّ العظيمِ بموقفِ الغُفرانِ

١٢٥٥ - نحوَ السَّماءِ بإصبعٍ قَد كُرِّمَت
مُستَشهِدًا للواحدِ الرَّحمنِ

١٢٥٦ - يا ربِّ فاشهَد أنَّني بلَّغتُهُم
ويشيرُ نحوَهُمُ لقَصدِ بيانِ

١٢٥٧ - فغَدا البَنانُ مُرَّفعًا ومُصوَّبًا
صلَّى عليكَ اللهُ ذُو الغُفرانِ

١٢٥٨ - أدَّيتَ ثم نصحتَ إذ بلَّغتَنا
حقَّ البلاغِ الواجبِ الشُّكرانِ
@Salafi_s
[ #فصل_٤١ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

•-➢||T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim
١٢٥٩ - هَذا وثانِيَ عشرَها وصفُ الظُّهورِ
لهُ كَما قَد جاءَ فِي القُرآنِ

١٢٦٠ - والظَّاهرُ العالِي الَّذي ما فوقَهُ
شيءٌ كَما قَد قالَ ذُو البُرهانِ

١٢٦١ - حقًّا رسولُ اللهِ ذا تفسيرُهُ
ولقَد رواهُ مسلمٌ بضَمانِ

١٢٦٢ - فاقْبَلْهُ لا تقبَلْ سواهُ مِنَ
التَّفاسيرِ الَّتي قِيلَتْ بِلا بُرهانِ

١٢٦٣ - والشَّيءُ حينَ يَتِمُّ منهُ عُلُوُّهُ
فظُهورُهُ فِي غايةِ التِّبيانِ

١٢٦٤ - أوَمَا تَرى هَذي السَّما وعُلُوَّهَا
وظُهورَها وكذلكَ القَمَرانِ

١٢٦٥ - والعكسُ أيضًا ثابتٌ فسُفُولُهُ
وخفاؤُهُ إذ ذاكَ مُصطَحِبانِ

١٢٦٦ - فانظُر إلى عُلْوِ المُحيطِ وأخذِهِ
صفةَ الظُّهورِ وذاكَ ذُو تِبيانِ

١٢٦٧ - وانظُر خفاءَ المركزِ الأدنَى
ووصفَ السُّفلِ فيهِ وكونَهُ تَحتانِي

١٢٦٨ - وظهورُهُ سُبحانَهُ بالذَّاتِ
مثلُ عُلُوِّهِ فَهُمَا لهُ صِفَتَانَ

١٢٦٩ - لا تَجحَدَنَّهُمَا جُحودَ الجهمِ
أوصافَ الكمالِ تكونُ ذا بُهتانِ

١٢٧٠ - وظُهورُهُ هُوَ مُقتَضٍ لِعُلُوَّهِ
وعُلُوُّهُ لظُهورِهِ بِبَيانِ

١٢٧١ - ولذاكَ قَد دخلَت هُناكَ الفاءُ
للتَّسبِيبِ مُؤْذِنَةً بهَذا الشَّانِ

١٢٧٢ - فتأمَّلن تفسيرَ أعلمِ خلقِهِ
بصِفاتِهِ مَن جاءَ بالقُرآنِ

١٢٧٣ - إذ قالَ أنتَ كَذا فليسَ لضِدِّهِ
أبدًا إليكَ تطرُّق الإتيانِ
@Salafi_s
[ #فصل_٤٢ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

•-➢|| T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim
_


١٢٧٤ - هَذا وثالثَ عشرَها إخبارُهُ
أنَّا نراهُ بجَنَّةِ الحَيَوَانِ

١٢٧٥ - فسَلِ المُعطِّلَ هَل يُرى مِن تحتِنا
أم عَن شمائِلِنا وعَن أيمانِ

١٢٧٦ - أم خلفَنا وأمامَنا سُبحانَهُ
أم هَل يُرى مِن فوقِنا ببَيانِ

١٢٧٧ - يا قومُ ما في الأمرِ شيءٌ
غيرُ ذا أو أنَّ رُؤيَتَهُ بِلا إمكانِ

١٢٧٨ - إذ رؤيةٌ لا فِي مُقابلةٍ مِنَ الرَّائي
مُحالٌ ليسَ فِي الإمكانِ

١٢٧٩ - ومَنِ ادَّعى شيئًا سِوى ذا
كانَ دعواهُ مُكابَرةً على الأذهانِ

١٢٨٠ - ولذاكَ قالَ مُحَقِّقٌ مِنكُم
لأهلِ الاعتِزالِ مقالةً بأمانِ

١٢٨١ - ما بينَنا خُلفٌ وبينَكُمُ لَدَى
التَّحقيقِ في مَعنًى فَيَا إخواني

١٢٨٢ - شُدُّوا بأجمَعِنا لنحملَ حملةً
تذرُ المُجسِّمَ في أذلِّ هوانِ

١٢٨٣ - إذ قالَ إنَّ إِلَهَهُ حقًّا يُرى
يومَ المعادِ كما يُرى القَمَرانِ

١٢٨٤ - وتصيرُ أبصارُ العِبادِ نواظرًا
حقًّا إليهِ رؤيةً بعِيانِ

١٢٨٥ - لا ريبَ أنَّهمُ إذ قالُوا بِذَا
لَزِمَ العُلُوُّ لفاطرِ الأكوانِ

١٢٨٦ - ويكونُ فوقَ العرشِ جلَّ جلالُهُ
فلذاكَ نحنُ وحزبهم خصمانِ

١٢٨٧ - لكنَّنا سِلمٌ وأنتُم إذ تساعَدنا
على نفيِ العُلُوِّ لربِّنا الرَّحمنِ

١٢٨٨ - فعُلُوُّهُ عينُ المُحالِ وليسَ
فوقَ العرشِ مِن ربٍّ ولا ديَّانِ

١٢٨٩ - لا تنصِبوا مَعَنا الخِلافَ فَما
لهُ طعمٌ فنحنُ وأنتُم سِلمانِ

١٢٩٠ - هَذا الَّذي واللهِ مُودَعُ كُتبِهم
فانظُر تَرى يا مَن لهُ عَينانِ
@Salafi_s
[ #فصل_٤٣ ].
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

•-➢|| T.me/Nooniyah_Ibn_AlQayyim


١٢٩١ - هَذا ورابعَ عشرَها إقرارُ
سائلِهِ بلفظِ "الأينِ" للرَّحمنِ

١٢٩٢ - ولقَد رواهُ أبو رزينٍ بعدَما
سألَ الرَّسولَ بلفظةٍ بوِزانِ

١٢٩٣ - ورواهُ تبليغًا لهُ ومُقرِّرًا
لمَّا أقرَّ بهِ بِلا نُكرانِ

١٢٩٤ - هَذا ومَا كانَ الجوابُ جوابَ
"مَن" لكِن جوابَ اللَّفظِ بالمِيزانِ

١٢٩٥ - كلَّا وليسَ لِـ"مَن" دخولٌ قطُّ
فِي هَذا السِّياقِ لمن لهُ أُذُنانِ

١٢٩٦ - دَع ذا فقَد قالَ الرسولُ
بنفسِهِ "أينَ الإلهُ" لعالمٍ بلِسانِ

١٢٩٧ - واللهِ ما قصدَ المُخاطِبُ غيرَ
مَعناها الَّذي وُضِعَتْ لهُ الحقَّاني

١٢٩٨ - واللهِ ما فهمَ المُخاطَبُ غيرَهُ
واللفظُ موضوعٌ لقصدِ بيانِ

١٢٩٩ - يا قومُ لفظُ "الأينِ" مُمتَنِعٌ
على الرَّحمنِ عندَكُمُ وذُو بُطلانِ

١٣٠٠ - ويكادُ قائِلُكُم يُكَفِّرُنَا بهِ
بَل قَد وهَذا غايةُ العُدوانِ

١٣٠١ - لفظٌ صريحٌ جاءَ عَن خيرِ
الوَرى قولاً وإقرارًا هُما نوعانِ

١٣٠٢ - واللهِ ما كانَ الرسولُ بعاجزٍ
عَن لفظِ "مَن" مَعَ أنَّها حرفانِ

١٣٠٣ - "والأينُ" أحرُفها ثلاثٌ وهيِ
ذو لبسٍ و"مَن" في غايةِ التِّبيانِ

١٣٠٤ - واللهِ ما المَلَكَانِ أفصحَ منهُ
إذ في القبرِ مَن ربُّ الوَرى يَسَلانِ

١٣٠٥ - ويقولُ أينَ اللهُ يعني "مَن"
فلا واللهِ ما اللَّفظانِ مُتَّحِدانِ

١٣٠٦ - كلَّا ولا معناهُما أيضًا لِذِي
لغةٍ ولا شرعٍ ولا إنسانِ
@Salafi_s
2024/10/02 00:38:23
Back to Top
HTML Embed Code: