مركز شيخنا يحيى الحجوري
مع صالة الطعام

للعزاب

الحمدلله الذي يسر لي بزيارة شيخنا يحيى الحجوري حفظه الله
ومركزه في الجوبه
في مأرب اليمن
كانت في يوم الجمعة الماضيه ( 23جمادي الاولى 1441 هجريه
زيارة تسعد،القلب.

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ من التدبير الحسن تغذية المدن والقرى من داخلها بطلبة العلم وتربيتهم التربية الحسنة الصحيحة العلمية

لشيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه.

مسجد السنة بقرية العمود -- الجوبة _ من بلاد مراد بمأرب حفظها الله عصر يوم الثلاثاء 25 شعبان 1440 هجرية

وإن من التدبير الحسن لهو تغذية القرى والمدن من داخلها، وذلك بتربية أبنائها تربية حسنة صحيحة علمية، فإذا تفقه ذلك الشاب أو ذلك الشخص قام في بلده بما لم يقم به من يأتي من بُعْدٍ ومنأى ويأتي من يناصره، ويعاضده، ويتواصل معه، ويؤنسه، وهكذا حتى تقوم دعوته وحتى يهيئ الله الخير بذلك البلد ويعرفون الهدى، والصلاح، ويعرفون يعبدون الله على بصيرة وتصير تلك البلدة بلدة هدى، بلدة سنة، بين مستقل ومستكثر.
⬅ لكن هذا يَتَأَتَّى غالبًا عن متمكن .
ثانيا : يَتَأَتَّى غالبا عن سلفي قح ما هو مُهَزْهَز يمين وشمال.

ثالثًا : يَتَأَتَّى غالبا عن عفيف لا يسأل الناس أموالهم.

رابعًا : يَتَأَتَّى غالبًا عن من يشعر بالمسؤولية على كاهله تجاه مجتمعه المسلم الذي بأَمَسِّ الحاجة إلى تعليمه وانتشاله من الجهالات والبدع والخرافات بل والشركيات في بعض الأماكن.

أيضا يَتَأَتَّى غالبًا عن صَبور يصبر على أذى الناس حتى إذا عرفوه أكرموه وإلم يكرموه ماضروه يصبر على أذى الناس.

أيضا يَتَأَتَّى عن ذي خلق حسن جذاب، خلاق، وإن لم يكن ذلك لا يجتمع في أحد فما لا يُدْرَكُ كله -إلا من أراد الله- لا يُتْرَكُ جُلُّه؛ فيتعامل بأخلاق طيبة حسنة علمية دينية
وهكذا بابتسام مع هذا ومع هذا

لا خيل عندك تعطيها ولا مال *** فليحسن النطق إن لم يحسن الحال

فلا يتنازل في دينه وبالتمسك بالسنة الثابت عليها مع الرفق واللين مع الصبر. والتُّؤَدَة مع الاستعانة بالله.

يَتَأَتَّى أيضا مع مقبل مع ربه عز وجل مستعين به فإن هذا الصنف له من الله مدد، وعون من الله وتوفيق.
فإن الإنسان إذا تعلم وأقبل على العبادة العلم والعبادة جمع بين أمرين يستلزم أحدهما الآخر: فلا تصلح عبادة بغير علم تكون على جهل وبدع، ولا ينفع علم بلا عبادة يكون حجة على صاحبه.

يليه أيضا يَتَأَتَّى غالبا عن من له صلة بإخوانه الصالحين أهل السنة في مناصرته وإعانته، وهكذا أيضا لا يكون له غنى عن إخوانه مهما قوي علمه، فيعضد هذا بكلمة، ويعضد هذا بنصيحة، ويعضد هذا بزيارة، ويعضد هذا ببيان الدعوة، وهكذا ولا تدري إلا والناس أحبوها وعرفوها معرفة.
الخير يحتاج إلى صبر حتى يتعرف الناس عليه حتى يتعرف الناس على الخير.

أما أهل الخير فإذا عرفوا ما يفرطون فيها أبدا
إنما هناك تشويشات يا إخوان في تشويش وتشويهات بالخير وأهله إذا زالت أقبل الناس وزوالها بأمور. ⤵
أولاً: بالسير بالدعوة بهدوء، وسكينة، وعلم، وإيضاح، وبيان الحجج.

ثانيا: أيضا بعدم الخوض في المستغربات التي فد تطرأ على الناس فتشوش عليهم فتصدق فيهم ظنون الشامتين فيك .

ثالثًا: بدعاء الله عز وجل. فإن ذلك يعود إلى الله سبحانه وتعالى، والله يقبل بقلوب العباد على من شاء وهكذا يزول مع الأيام بالاستمرار والبيان والإيضاح وهكذا بتقوى الله سبحانه..

👈 كان هذا عن بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل أبا موسى الأشعري، -والأشعريون أصلهم من وادي ريما من جهة زبيد ويوجد في مكان آخر-
وقد أثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهم مشهورون بحسن الصوت
من ذلك الزمن زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكانت منازلهم تعرف بقراءتهم القرآن في الليل
وكان عندهم إيثار فيما بينهم
فقد أثنى عليهم رسول الله صلى عليه وسلم لإيثارهم وتَحابِّهم وأُخُوَّتِهم وعلى هذا ينبغي أن يكون أهل السنة جميعًا على هذا الإيثار، والتآخي، والتراحم، والتعاطف.
فإن هذا مما يحبه الله وهكذا على قراءتهم بالليل تعرف منازلهم بقيامهم بالليل وقراءتهم القرآن.
____
:🖊 حمود الثوابي

دار الحديث بالجوبة
مركز شيخنا الحجوري
حفظه الله

*بَعْضُ أُسُسِ الحرص على الدعوة السلفية ونفعها*
لشيخنا المبارك يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه

26 / جماد الأولى1441 هجرية
مسجد السنة بقرية العمود

خلاصة ما ذكره وفقه الله:
١. *العلم،* العلم هذا أساس في الدعوة وفي نفعها، وأعني بالعلم: علم الكتاب والسنة، وعلم السلف رضوان الله عليهم، فهذا أساسه ومادة كل خير في الدنيا والآخرة، وإدخال الهداية على الناس، *(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)،* فيحفظ من القرآن ويحفظ من السنة، ويفهم ذلك.

٢. *التوحيد والحرص عليه؛* فإنه لا تنتفع الدعوة بالشركيات.

٣. *السنة والحرص عليها؛* فإنها لا تنتفع الدعوة ولا تستفيد في الدنيا والآخرة من البدع والخرافات.

٤. *الأخوة؛* فإنها لا تستفيد الدعوة من الفُرْقَةِ، *(وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا)،* هذا باب فشل وضياع للدعوة، *(وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)،* وباب ضعف القوة، يبقى الإنسان نشيطًا قويًّا في الدعوة فإذا حصل نزاع حصل فتور وضعف في دعوته ... فلا يفرط الأخ في أخيه ما دام أنه أخ في الله،
فله حق النصح،
وله حق الوصية
وله التقويم
وله حق النصرة
وله حق الإعانة
وله حق الدعاء الصالح
وله حق الصبر
وله حق البذل
وله حق كل خير يستحقه الأخ من أخيه.

٥. *التميز؛* وتخليطها يذوبها ويضيعها يُخَلِّي الذين فيها والذين معها والذين في الخير ما عندهم اتجاه صحيح، كل واحد يخطفه بشبهة، وهذا يضيعه؛ حتى ما يصير مُتَّزِنًا، تتبعثر جهوده، وتضيع فهومه، ويضيع وقته، وربما ضاع عمره بدون نتيجة. فالتميز من أسس الدعوة الصفية النافعة، فالتميز الذي دعا إليه سلفنا رضوان الله عليهم عن أهل الأهواء هذا جيد نافع.

٦. *الزهد،* وهو أساس عظيم لنفع الدعوة، والذي يريد أن يلحق الدعوة بالدنيا والمناصب يضيع، لا أرضًا قَطَعَ ولا ظَهْرًا أَبْقَى، لا هو سيصل إلى الجانب الذي يريد، وربما إذا وصل إلى الجانب الدنيوي أفسد عليه علمه وتمسكه ووقته.

٧. *العبادة؛* فلا تقوم الدعوة على تَفَلُّتٍ وضياع وفسق ومخالفات شرعية، فيحصل خلل في الدعوة، وتفسد الدعوة، ولا يجعل الله فيها بركة، والدليل: *(وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ)،* *(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).*

٨. *حسن الخلق؛* أصل عظيم في الدعوة {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...} الإسراء
{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ﴾ ْ[البقرة: 83]. يشمل ذلك: الحلم، والصبر، والأناة، ويشمل ذلك أيضا: مكارم الأخلاق، وإكرام الضيف، وصلة الرحم.
__________
🖊 عبد الرحيم التميمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

فهذا سؤال مقدمٌ من منطقة حصوين بالمهرة, إلى فضيلة الشيخ العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله تعالى.

يقولون:

حضر عندنا رجلٌ عنده خبرةٌ في اتجاه القبلة الصحيحة,فنظر في مساجد منطقتنا بما عنده من خبرة بالقوقل, فوجد كثيرًا من المساجد منحرفة عن القبلة, وهذه الانحرافات بعضها يصل إلى ثلاثة عشر درجة, وبعضها إلى تسعة عشر درجة, وبعضها إلى ثلاثين درجة.

السؤال:

كم هي درجات الانحراف المؤثرة من غير المؤثرة ؟

الجواب:

يقول الله عز وجل:﴿ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴾ [البقرة:144]

فواجبٌ تحري القبلة, و تحري الشطر, أين ما كان المصلي, وشطر المسجد الحرام المقصود به الكعبة,وفي حديث المسيء في صلاته, أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قمت إلى الصلاة فاستقبل القبلة".

و عند أهل العلم أَنَّ استقبال القبلة شرطٌ من شروط صحة الصلاة, وليس المقصود به الاتجاه به إلى الجهة, بل استقبال الكعبة لمن قدر على ذلك, كأن يكون معاينا لها أو في حكم المعاين لها.

وهذه الآلة المذكورة القوقل, الخبراء يقولون بضبطها للقبلة ضبطا جيدا, فينبغي الاستفادة منها لمن قدر على ذلك في  تحري القبلة, و أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, لما تحولت القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام, بعد أن صلوا إلى بيت المقدس ثمانية عشر شهرا, ونزل قول الله تعالى: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴾ [البقرة:144], بلغ ذلك الصحابة رضوان الله عليهم و بعضهم كان في صلاة, فاستداروا في صلاتهم إليها.

وأما حديث: " ما بين المشرق والمغرب قبلة"؛ فهو حديثٌ موقوفٌ على عمر بن الخطاب رضي الله عنه, على الصحيح, وعلى القول برفعه؛ فلا يعني أنك تميل عن القبلة بعد معرفتها عمدًا, ولكن معناه أَنَّ المصلي يجتهد إلى أن يصيب القبلة, والقبلة في حق الشمالي والجنوبي: " بين المشرق والمغرب".

فإن اخطأ مع اجتهاده,فصلاته صحيحة؛لأنه أدى ما في وسعه لإصابة القبلة, والله عز وجل يقول:﴿لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة:286]

ولا عذر لمن عرف اتجاه القبلة عن طريق هذه الآلات أو غيرها, أن يميل إلى غيرها, لا سيما في الفرض في حق المقيم, أما المتنفل المسافر يصلي على راحلته أينما توجهت به راحلته, كما ثبتت السنة بذلك.

ومن هنا فإِنَّ هذه الدرجات المذكورة مع البعد عن المسجد الحرام, تؤثر في القبلة, سواء ثلاثة عشر درجة أو أقل, تؤثر في القبلة, وتميل بالمصلي إلى غير القبلة التي أمر الله المصلي باستقبالها.

فنوصي إخواننا السامعين, السائلين وغير السائلين أن يتحروا في ذلك القبلة.

ومسجدنا هذا أسس على ما يسمي بالبوصلة آنذاك, وباجتهاد عندنا هنا, ولما علمنا بميوله عن القبلة بعدة درجات اتجهنا إلى القبلة, بطيبة نفس, فهذا الذي أمرنا الله به, وهذه عبادة, يجب على المصلي أن يتحرى صحتها, ويتحرى قبولها, قال تعالى:﴿إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء:103]

ولها أركانٌ و شروطٌ و واجباتٌ, من أخل بشيءٍ من ذلك اختلت صلاته, فلا تقبل عند الله, ولا تنهاه عن فحشاء ولا منكر, قال تعالى:﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ﴾[العنكبوت:45]

ورسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: " صلوا كما رأيتموني أصلي", علّمنا أن نتحرى القبلة كما كان يصلي إليها ويتحراها.

فليحذر من التساهل في أمر القبلة, وليس هذا بعسير أنهم يتجهون إلى القبلة في مسجدهم, يصلحون الصفوف على جهة القبلة, ويجتنبون الصفوف بين السوري, ولو كان هناك بعض الصفوف نقصت, لا يضر ؛ لأن هذا دينٌ أمرنا الله عز وجل بامتثاله, وما بُنِي المسجد إلا من أجل الصلاة فيه, ولذكر الله عز وجل, وثبوت الصلاة وفضل الصلاة فيها مقرون بصحتها, قال تعالى:﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ﴾ [النور:36-37],وقال تعالى:﴿ وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ﴾ [يونس:87]

وعلى هذا إيراد نظير ما جاء في الذين ماتوا وفي بطونهم الخمر, فماذا يصنع الله بهم؟ أي الذين شربوا الخمر قبل تحريمها, فانزل الله تعالى:﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ﴾ [المائدة:93]

فصلاة هؤلاء ال

ذين لا يدرون أنهم يصلون إلى غير القبلة الصحيحة, حيثُ اجتهدوا وصلوا إلى القبلة؛ فصلاتهم صحيحة  مقبولة و معذرون في خطئهم, قال تعالى:﴿رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة:286] قال قد فعلتُ.

 أما بعد معرفة القبلة وتعين وضوحها بأي وسيلة, لا عذر لمن تركها عمدًا ولا تصح صلاته؛حتى المخطئ في القبلة؛ كونه صلى إلى غير القبلة, وبعد صلاته علِم بالقبلة؛ وجب عليه أن يعيد صلاته ما دام الوقت باقيا, و أما ذلك الحديث أنهم صلوا إلى غير القبلة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعيدوا, فالحديث لا يثبت, ولا يعارض به مع ضعفه الأدلة المذكورة في وجوب استقبال المصلي القبلة.

وبالله التوفيق

سجلت هذه المادة

 ليلة الأحد 18  / ربيع الثاني /1433هـ