Telegram Web Link
شلالات نخلان السياني إب
اليمن ( تصويري وتعليقي
شلالات نخلان السياني
إب اليمن
تصويري
وتعليقي
و مما قاله شيخنا حفظه الله في هذا المجلس العلمي:
1- أقول إن من لم يعظم ما عظم الله و لم يعرف النعمة التي هو فيها جديرة أن تسلب عليه هذه النعمة، لان الله يقول: وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد
2- العالم يا إخوان هبة من الله يهبه للعباد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها
3- إن الأمة بحاجة إلى طلاب علم و إلى دعاة إلى الله أحوج منهم إلى غيرهم
4- طلاب العلم و الدعاة إلى الله على ثغرة عظيمة، لو خلت هذه الثغرة لدخل منها الشيطان و جنوده و أفسدوا الأمة
5- العالم و الداعي إلى الله قائم بأعظم مقاومة، ما فيه مقاومة مثل مقاومة الداعي إلى الله للباطل و أهله
6- إياك و التضحيات، لا تضحي بالأجل بمجرد عاجل زائل فانٍ



ثابت الحضرمي
*بسم الله الرحمن الرحيم*

*من نصائح شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله.*

*بركة وفضل طلب العلم الشرعي في بيوت الله { المساجد 🕋 }*📚

🔹 قال رسول صلى الله عليه وسلم *" سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله - ذكر منهم - ورجل قلبه معلق بالمساجد"* أي بذكر الله يحب فيه الصلاة، يحب فيه قراءة القرآن، ويحب فيه ذكر الله، ويحب فيه العلم.

*¤ فضيلة حضور مجالس العلم في المساجد.*📚

1- لأنه يكون في بيت من بيوت الله.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *"وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده"* رواه مسلم.

2- أنه بمشيه إلى المسجد تحط عنه سيئة ويرفع الله له درجةعن كل خطوه يخطوها. فعن أَبي هريرةَ أَنَّ النبيَّ ﷺ قَالَ: *"مَنْ غَدا إِلى المسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أَعَدَّ اللَّه لهُ في الجَنَّةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ"* مُتَّفَقٌ عليه.
وعنهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: *" مَنْ تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَضى إِلى بيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرائِضِ اللَّهِ، كانَتْ خُطُواتُهُ، إِحْدَاها تَحُطُّ خَطِيئَةً، والأُخْرى تَرْفَعُ دَرَجَةً"* رواه مسلم.

3- وأنَّ هذا كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم والسلف الصالح رحمهم الله.

4- أنَّهُ مازال في مسجده الذي صلى فيه تستغفر له الملائكة.
كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم ،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : *" الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ ، مَا لَمْ يُحْدِثْ ، تَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ"* .

5- أنًّهُ يكون بمثل هذا الحال على طهارة يدخل يصلي ركعتين فيحضر الدرس، فهذه بركات كثيرة.

🔹 فسلفنا رضوان الله عليهم، لما كانت حلقاتهم بالمساجد برَّزوا وحملوا العلم حملا عظيمًا، وأوصلوه إلينا صافيًا وزكاهم الله به .
لاسِيَّما وهم على طريقة سَلفِيَّة أصيلة ; *كِتَاب وسُنَّة ومَنهَج سَلَفْ.*
وأصحاب الدكتوراه،
وأصحاب الماجستير، ماحصل منهم كبير نفع ، *لا ...راه ولا ....تير .*
إلا من رِحَمَ الله عز وجل وأقبل على العلم النافع.

وإلّا تحصل عليها وذهب بعد أعماله وبعد وظائفه.

*استبدلوا لفظ الفقيه بغيره ومن العجيب محدثون دكاترة.*
*والله لو علم الجدود بفعلنا*
*لتناقلوها في المجالس نادرة*.

*¤ من بركة تأهيل الشباب:*

ومن البركة تأهيل الشباب وتعليمهم وسائر الناس على أيدي علماء السنة في المساجد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *" وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلّا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده "*
وفي حديث صفْوانَ :
*" إِنَّ الْملائِكَةَ تَضَعُ أَجْنِحتِها لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضا بما يصنع "*

وأن يكون طَلب العلم لله.

طلب العلم في موضعه في المساجد.

طلب العلم مع بذله، ونفعه، والدعوة إليه.
قال تعالى: *{ وَالْعَصْر إِنَّ الْإِنْسَان لَفِي خُسْر إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }.*

والحمد لله رب العالمين
-------------------------
🖋 حمود الثوابي
سؤال لكل من يقاتل مع الإمارات وخاصة افراد العمالقة الذين استرجعوهم من الساحل الغربي ،،، اذا قُتلت ولقيت الله وأنت تقاتل ولي الأمر وشققت عصا الطاعة وخالفت كلام الله الذي يقول ( واطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكما ) فالذي سيموت في قتال جيش يتبع ولي الأمر جيش مسلم يقول لا اله الا الله فان ميتته ميتة جاهلية ، وليس بشهيد لان الشهادة لمن قتل من أجل كلمة الله هي العليا وليس من قتل لاجل انفصال او مطامع او مال ،، فالحذر الحذر والله المستعان !
من كلام الشيخ يحي الحجوري امس بعد سؤال موجه اليه .
اخوكم / سليمان احمد باقطمي السلفي

العلّامة / يحي الحجوري
من قاتل مع الإمارات والانتقالي الانفصالي ضد ولي الأمر فميتته ميته جاهلية #

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الكلام كله كذب جملة وتفصيلا فلا سؤال ورد للشيخ ولا جواب او كلام صدر منه بما تظمنه هذا المنشور.
والله المستعان
كتبه ابو مصعب حسين بن أحمد بن علي الحجوري
مارب
دار الحديث بالعمود
أول بيت بني في مركز السنة في الجوبة مأرب عند شيخنايحيى الحجوري. اللهم يسر لنا بطلب العلم هناك
{ نظم شبهات المرجفين على شيخنا الناصح الأمين}
بالحـــمد لله النظام أبتدي.....والشكر للمولى العظيم الصمد
ثم صـــلاة الله تغشى أحمد.....وآله وصـــحبه أل الهدى
ما طار طير في السما وما جرى.....نهر وما العين على الدنيا ترى
وبعــــد لا شك بأن العلما....قد حصهم بالفضل رافع السما
وأنه مـــن دون شك أو مرا.....عليهمُ يحــــرم جزماً يُفترى
وأن مـــن يطعن فيهم يطعن.....في الدين هـــذا واضح وبيِّن
ومـــن خيار العلما في عصرنا.....يحيى الحجوريِّ الهــمام شيخنا
فكم عليه كَــــذَب الحساد.....وألَّبوا وحــــرَّشوا وكادوا
ولفَّـــــقوا ياصاحبي وبتروا.....وفضـــل دماج البغاةُ أنكروا
وأكــــذب القوم بلا امتراءِ.....طفل عبيد حامــــل الحذاءِ
غِمرٌ سفيهٌ كاذبٌ وجاهـــلُ.....ملــــــبِّسٌ محرِّفٌ وسافل
ذاك البصيري عـرفات البرمكي.....ليس له لا شــك من عقل زكي
لم يتـــق الرحمــن فيما ينقله.....مـــن كــذب وربنا سيسأله
فكم ليحيى الشيـــخ قولاً بتره.....وفي العباد دون خـــوفٍ نشره
وكم نرى قـــولاً لشيخي حرَّفه.....من قال عنه خائنٌ قــــد أنصفه
وقد هجـــوتُ الغِمر في قصيدة.....طيبة جميلة مـــــــــفيدة
وذا نظام ما به يلبِّـــــــس.....وكـــــل حينٍ عند شيخٍ يجلس
فأستـــعين الله في البـــدء بما.....أشـــرت فلتدعوا لمن قـد نظما
في ذكــــر ما للشيخ يحيى يُنسب.....والله نرجـــــوا أجرنا ونطلب
مِــن ذاك أن الشــر يا ذا يُنسب.....إلى الرســول لا مــرا قد كذبوا
ما قال هـــــــذا شيخنا وإنما.....هــــذا افتراء عرفات ذي العما
وأن قـــول المصطفى لا يُقـــبل.....إلا بحــــجة كذا قـــد نقلوا
والشيخ جــزماً دون شكٍ أنــكره.....وغــير هـــذا الإفترا ما أكثره
وعنــد عثمان التقيُّ بـــــدع.....يا قـــــوم توبوا للإله وارجعوا
فكـــم وربي شيخنا الفذ سُمــع.....يقــول ما في في الصحاب مبتدع
ومـــن فِراء الماكرين الفـــجرة.....وشبـــه المرضى الشواذ المنكرة
بأن شيخي قـــد رمى الصـــحابه.....بقتـــلهم عثـمان ذي الإصابه
حاشاه شيخي الفـــذ يوماً يطــعن.....في صـحب خــير الخلق أو يمتهن
ولم يقـــــل في الأقرع الصـحابي.....قولاً يشين فاستمـــــع صوابي
ونحن أيضاً نُلفه يُكــــــــرِّر.....بأن مــــن سبَّ الصحاب يكفر
كــفراً صريحاً دون ما تفــــصيل.....هـــــذا كلامٌ جا به الدليل
ما فصَّــــــل الطعن سوى الإمام.....هـــــل عندكم عليه من كلام
هـــــذا ومنها أن شيخي يفـرح.....بمـن له في العالمين يمـــــدح
ما كان والرحمن هــــــذا طبعه.....فـــــكم أتانا زجره وقمعه
إذا مـــدحناه بما فيــــــه وما.....يـــرضى بمدحٍ طبعُ خير العلما
وأنه يا صاحبي يقـــــــــول.....أن الذي يقــوله الرســـول
معظمه وحيٌ وحتماً لم نــــــره....قال بهذا القـــول جزماً أو يره
بل قال يا ذا إن كــــــل السنةِ.....وحيٌ مــــن المولى عظيم المنةِ
لا يقبلن نصيحةً مــــــن أحـد.....وذا افـتراءٌ والإله الصـــمد
فما عــــــرفنا الشيخ إلا منصفا.....وقابـــلا للنصح دون ما خفا
وأنه فظٌّ غــــــليظٌ وشـــديد.....وذا كــلامٌ لم يقــل به رشيد
بل شيخنا سهــــــلٌ قــريبٌ ليِّنُ.....وذا نـــــراه واضحٌ وبيِّن
لكنه لله دوماً يغــــــــــضب.....وناصحٌ معلِّـــــمٌ مؤدِّب
وأنه يُـــــــــلزم بالتقــليد له....وذا وربي شيخنا ما فــــعله
بـــــــــل يكره القليد والعصب.....ومــــن يقل بغير هذا كذبا
وغير هـــــــــذا من فِرا وشُـبهِ.....لعــرفات البرمكي ذي السفهِ
تمت بفــــــــضل الله ليلة الأحد.....أبياتها خمســون بيتاً في العدد
وكان هـــــــذا في جماى الأولى.....لعشــرة واثنين فضل المولى
وفي الختام أسأل المـــــــولى العلي.....بفضــله للأجر أن يكتب لي
والحــــــــــمد للهِ على الختامِ.....كما بــــدأنا أول النظام

كتبها/ أبو عمران عاصم بن أحمد البيطار العتمي
ليلة الأحد/12
*الدعوة إلى التقارب بين أهل السنة والحزبيين دعوة فاشلة*

فضيلة الشيخ المحدث الناصح الأمين (يحيى بن علي الحجوري) حفظه الله تعالى.

¤ قبل أكثر من خمس سنوات تقريبا ¤

قال الشيخ يحيى حفظه الله ورعاه: الدعوة إلى تقارب السلفيين مع الحزبيين فاشلة، يبلغ الشاهدُ الغائبَ ؛ من علمناه حزبيا فإنه نقول عنه حزبي، وأما الدعوة إلى التقارب من السلفيين إلى الحزبيين وخلاص ومكان أنتم أخوة ومابينكم شيء،
كيف مابينكم شيء؟
أربع سنين وهم يدوكون على صدر الدعوة، ويفرقون الشباب، ويضيعون الأوقات، ويبيّعون البيوت، ويحذرون، وينفرون، ويسبون، ويشتمون، ويضللون، ويبدعون، وينكرون، وكذلك يزهدون في الخير، ويحثون على الدنيا، وما إلى ذلك، كل هذا نسيا منسيا؟
هذا كلام فارغ، صفر على الشمال، لا يدعو إليه إلا مخذول، ولايقره إنسان عرف هذا وعنده غيره على السنة، فاشل: الذي يدعو إلى هذا سيتعب، صحيح والله، يتعب، يهرول، يجري، ومرد الناس إلى الحق، قلوا أو كثروا، زادوا أو نقصوا،
*الدعوة إلى تضييع الشباب لايجوز* ، هذه دعوة إلى تضييع شباب أهل السنة الذين تربوا على السنة الصحيحة النافعة، شباب وشيبان، لكن غالبا ما يكون هذا من الطائشين، وأما العقلاء ربما عندهم تأنّي، *إنما السبيل لهؤلاء الضايعين النصح فقط، إن قبلوه بها ونعمت، وإن ما قبلوه ضروا أنفسهم، غير هذا تضييع جهود*

✍🏻 أبو المجد بن محمد
ليلة الأربعاء ١٧ صفر ١٤٤١ من الهجرة

*إذا فسد العالم أفسد معه غيره وكان ضرره أكثر من فساد الجاهل*
*من الدرس الرابع من شرح تائية أبي إسحاق الألبيري، لشيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه*

*إذا ما لم يفدك العلم خيرا * * * فخير منه أن لو قد جهلتا*
يشير بهذا على أنه إن لم يستفد من العلم خيرا وتدينا لله سبحانه و تعالى واستقامة على شرع الله، ونفعا لنفسه وللمسلمين بما هو من معاني كلمة خير،
فخير منه أن قد جهلت، بمعنى: أنك في عداد الجاهلين، بل إن الجاهل قد يكون معذورا وأنت لست معذورا، وهكذا الجاهل، ليس ممقوتا على أفعاله عند الناس لجهله، فلو فعل الجاهل فعلةً ذميمة وفعل العالم نظيرها لصاح الناس على العالم أكثر من صياحهم على الجاهل، واعتبروا ذلك من العالم، بمالم يعتبروه في حق الجاهل، وهكذا إذا لم يستفد من العلم فهو كالعادم للعلم، فمن لم يستفد من علمه شيئا فهو كالجاهل، بل إن الجاهل أصليا بغير ما يتعلم، ماكان تعب في العلم ثم صار العلم حجة عليه، أما هذا فتعب وصار أسوأ حالا من الجاهل، وقد قال الله عز وجل ( فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ) أي: صار الشيطان متبعا له أكثر، قال تعالى( واتل عليهم نبأ الذين ءاتيناه ءاياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين )
وقال صلى الله عليه وسلم " مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ "
وقد لا يكون هذا الجدل عند الجاهل، يكون هذا الجدل بنصرة الباطل عند من قد اهتدى ثم زاغ، ويتبعه الشيطان أكثر من غيره، وعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ " سنن الدارمي.
فالعالم الذي يضل، والذي لا يستفيد من علمه يحمل من أوزاره وأوزار غيره، والجاهل يحمل وزره، قال الله عز وجل ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون )
والعالم الذي يضل غيره أيضا يُتبرأ منه يوم القيامة، قال تعالى ( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ¤ وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وماهم بخارجين من النار )
وممن تسعر بهم النار: من أوتي القرآن وأوتي العلم فصار حجة عليه ويندلج أقطاب بطنه ويجتمع به أهل النار من جهال وغيرهم، ويقولون: مالك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر، قال كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه، ومعناه أنه يتعجب منه جٌهّال الناس إذا صار إلى هذا الحال، ويلجم بلجام من نار، كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم " مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". سنن أبي داود
وقال سفيان بن عيينه فيما نقله شيخ الإسلام: من فسد من عبادنا ففيه شبه بالنصارى، ومن فسد من علمائنا ففيه شبه باليهود،
ومن تلك الأمثلة وتلك الحكم أيضا:
يامعشر القراء يا ملح البلد ***
من يصلح الملح إذا الملح فسد.
فالجاهل قد ربما يأتي إليه العالم فيصلح من شأنه إن شاء الله، أما العالم إذا فسد فإنه يفسد ويفسد غيره قال تعالى( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) المائدة
فيصير حاله أسوأ من حال الجاهل من عدة وجوه،
فخير منه أن لو قد جهلتا: وليسمعناه مدح الجهل، فالجهل شر على الإنسان من حيث أنه أستعيذ منه ( أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ) وأضراره معروفه، ولكن المقصود؛ أن علما لم تنتفع به عداده في عداد الجُهّال، بل هو أسوأ حالا ،قال تعالى(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) الفرقان

✍🏻 أبو المجد بن محمد
ليلة الخميس ١٨ صفر ١٤٤١من الهجرة

🕋 مجموعة الطلاب بمكة 🕋
بحث نفيس لشيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله مأخوذ من منتقى ابن الجارود رحمه الله
غاص فيه شيخنا كعادته في دقائق المسائل الفقهية والحديثية وآثار السلف
وخلص إلى ترجيح رفع اليدين في جميع تكبيرات الجنازة متراجعا حفظه الله عما كان قد رجحه في " جامع المسائل والترجيحات"
لظهور الترجيح في المرجوح
وصحة الأثر عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم في رفع اليدين في كل تكبيرة من تكبيرات الجنازة
ولا يعلم لهما مخالف من الصحابة
والصحابي عند القاعدة المعروفة كلامه أو فعله حجة
بشرطين:
الأول: مالم يخالف النص
الثاني : مالم يوجد له مخالف من الصحابة
وهذه القاعدة متوفرة في أثر هذين الصحابيين الجليلين رضي الله عنهم
فدونك أخي هذا البحث الذي هو في غاية النفاسة
من شيخنا وحبيبنا الجليل يحيى الحجوري حفظه الله
كتبه: أبو عبدالرحمن عبدالعزيز العبدلي عفا الله عنه
👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
من درسنا في منتقى ابن الجارود رحمه الله، هذا ما ترجح عندنا في:
رفع اليدين في الصلاة على الجنازة.
حاصله: أنه قد نقل الإجماع على رفع اليدين في أول تكبيرة من الصلاة على الجنازة، قال ابن المنذر في الأوسط (5/468): أجمع عوام أهل العلم على أن المصلي على الجنازة يرفع يديه في أول تكبيرة يكبرها.
وقال ابن رشد في بداية المجتهد (1/171): وأجمع العلماء على رفع اليدين في أول التكبير على الجنازة.
وقال ابن قدامة في المغني (2/366): أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ الْمُصَلِّيَ عَلَى الْجَنَائِزِ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ يُكَبِّرُهَا.
ومستند هذا الإجماع:
مثل حديث مَالِكَ بْنَ الحُوَيْرِثِ رضي الله عنه أنه «إِذَا صَلَّى كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ يَدَيْهِ»، وَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ هَكَذَا أخرجه البخاري (737) ومسلم (391).
وحديث ابن عمر كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا قَامَ لِلصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى تَكُونَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ كَبَّرَ. أخرجه البخاري (736) ومسلم (390)
وحديث وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: أَنَّهُ " رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ كَبَّرَ، أخرجه مسلم (401).
وهذا شامل لصلاة الجنازة وغيرها من الصلوات.
ثانيا: أن هذا الرفع في تكبير الجنازة وغيرها من الصلوات مستحب وليس بواجب.
وقد نقل الإجماع على ذلك، قال ابن المنذر في الأوسط (3/137): أَجْمَعَ كُلُّ مَنْ نَحْفَظُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ ﷺكَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وَإِنَّ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يَرْفَعَ الْمَرْءُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ.
قال النووي في شرح المهذب (3/251): وأجمعت الأمة على استحباب رفع اليدين في تكبيرة الإحرام ، ونقل ابن المنذر وغيره الإجماع فيه..
وتعقبه ابن العراقي رحمه الله في طرح التثريب (2/223) فقال: وفي حكاية هذا الإجماع نظر.. وحكى أن بعضهم قال بوجوب رفع اليدين في تكبيرة الإحرام.
قلت: وعلى تقدير أن الإجماع على استحباب ذلك غير منضبط فهو قول أكثر أهل العلم وجماهيرهم.
وبعد هذا اختلف العلماء في رفع اليدين في صلاة الجنازة، وحاصل الخلاف على قولين؛ بعد إجماعهم على رفع اليدين في التكبيرة الأولى من تكبيرة الجنازة.
القول الأول: قول من قال لا ترفع الأيدي في التكبير على الجنازة إلا في التكبيرة الأولى
واحتجوا بحديثين: أحدهما حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
أخرجه الترمذي (1077) والدارقطني (2/75) رقم (1813) وأبو يعلى (5851) من طريق أَبِي فَرْوَةَ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ زَيْدٍ وَهُوَ ابْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ: كَبَّرَ عَلَى جَنَازَةٍ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ، وَوَضَعَ اليُمْنَى عَلَى اليُسْرَى.
ومدار سنده على يزيد بن سنان الرهاوي قال الإمام الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ.
وقال البيهقي في الصغرى تحت (491) بتحقيقنا: وهو مما تفرد به يزيد بن سنان الرهاوي.
قلت: ويزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي ضعيف، قال النسائي متروك، وقال مرة: ليس بثقة، وقال أبو داود وابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد وابن المديني ضعيف كما في ترجمته من التهذيب.
على ان هذا الحديث لو ثبت فلا صراحة فيه أنه لم يرفع يديه إلا في التكبيرة الأولى فقط ولا يرفع بعدها كما يلاحظ من لفظه.
الحديث الثاني صريح:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ «كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ عَلَى الْجِنَا
ْتَلَفُوا فِيمَا سِوَاهَا، كَانَ حُكْمُ مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ حُكْمَ مَا أَجْمَعُوا عَلَيْهِ.
وقال النووي في المجموع (5/185): السنة أن يرفع يديه في كل تكبيرة من هذه الأربع حذو منكبيه.
وبهذا قال ابن قدامة في المغني وغيرهم كثير.
والحمد لله رب العالمين
كتبه أبو عبد الرحمن
يحيى بن علي الحجوري
بتاريخ 20/3/1438هـ
زَةِ فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ ثُمَّ لَا يَعُودُ».
أخرجه الدارقطني (1814) والعقيلي في ترجمة الفضل بن السكن من كتابه الضعفاء (3/347) من طريق عُبَيْدُ اللهِ بْنُ جَرِيرِ بْنِ جَبَلَةَ , ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ , عَنِ الْفَضْلِ بْنِ السَّكَنِ , حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ , ثنا مَعْمَرٌ , عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فذكر الحديث.
وسنده ضعيف جداً فيه الحجاج بن نصير مترجم في التهذيب والميزان قال ابن المدينى: ذهب حديثه، و قال أبو حاتم : منكر الحديث ، ضعيف الحديث ، ترك حديثه ، كان الناس لا يحدثون عنه، وقال البخارى: يتكلمون فيه، وقال في موضع آخر: سكتوا عنه، وقال النسائي: ضعيف، وقال في موضع آخر: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه، وقال العقيلي: أدخل في حديثه ما ليس منه فترك.
والفضل بن السكن قال العقيلي: لا يقيم الحديث، وهو مع ذلك مجهول، وقال الذهبي فيا

لميزان لا يعرف وضعفه الدارقطني.
وقد خالفه إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ عند العقيلي فرواه عن هشام بن يوسف عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَعْضِ، أَصْحَابِهِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ «كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى ثُمَّ لَا يَرْفَعُ بَعْدُ»، وتابع هشام بن يوسف على هذه الطريق عبد الرزاق في المصنف (3/470) وعنه العقيلي في الضعفاء بالرقم السابق.
وفي إسناده شيخ معمر مبهم، وسيأتي عن ابن عباس خلافه.
وأخرج عبد الرزاق عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: بَلَغَهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، مِثْلَ ذَلِكَ أي مثل قول ابن عباس. وهذا أيضا ضعيف لانقطاعه.
فعلم بما سبق أنه لم يثبت للقول بأنه لا يرفع إلا في الأولى حديث، كما لم نر له أثرا ثابتا عن صحابي.
أما آثار من بعد الصحابة وأقوالهم فجاء:
عن سويد بن غفلة وهو صحيح.
قال ابن أبي شيبة في المصنف (11508) حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ نِفَاعَةَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ سُوَيْدٌ «يُكَبِّرُ عَلَى جَنَائِزِنَا، فَكَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ».
وأبو أسامة وعبد الواحد إمامان ثقتان، ونفاعة بن مسلم مترجم في الجرح والتعديل (8/511) قال أبو حاتم لا بأس به، ووثقه ابن معين؛ فالأثر إلى سويد بن غفلة صحيح.
الأثر الثاني عن إبراهيم النخعي حسن.
قال ابن أبي شيبة في المصنف (11504): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ «إِذَا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ رَفَعَ يَدَيْهِ فَكَبَّرَ، ثُمَّ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِيمَا بَقِيَ، وَكَانَ يُكَبِّرُ أَرْبَعًا».
وأخرجه محمد بن الحسن الشيباني في الحجة (1/363) فقال حدثنا الوليد بن عبد الله به؛ وهذا إسناد حسن؛ الوليد بن عبد الله وثقه ابن معين، و قال أبو زرعة: لا بأس به، و قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال الإمام أحمد وأبو داود: ليس به بأس، قال الحافظ صدوق يهم. اهـ فهو حسن الحديث
حسن الحديث كما في ترجمته من التهذيب.
الأثر الثالث: عن الحسن بن عبيد الله؛ صحيح.
قال ابن أبي شيبة في المصنف (11505): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ «يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ عَلَى الْجِنَازَةِ». وسنده صحيح.
ولم أر في مصنف ابن أبي شيبة ومصنف عبد الرزاق وجزء رفع اليدين للإمام البخاري سوى هذه الثلاثة الآثار ثابتة، أما ما لا يثبت فمنها.
أثر عبد الله بن عمر
وقال محمد بن الحسن الشيباني في الحجة (1/362)
اُخْبُرْنَا مُحَمَّد بن ابان عَن عبد الْعَزِيز بن حَكِيم الْحَضْرَمِيّ قَالَ رأيت عبد الله بن عمر اذا صلى على الْجِنَازَة رفع يَدَيْهِ فِي التَّكْبِيرَة الاولى وَلَا يرفع فِي غَيرهَا.
ومحمد بن أبان بن صالح شيخ محمد بن الحسن ضعيف؛ وهذه الرواية إلى ابن عمر منكرة، وصح عنه خلاف هذا كما سيأتي.
وأثر أبان بن عثمان
أخرجه البخاري رحمه الله في رفع اليدين (109) فقال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا أبو معشر يوسف البراء عن موسى بن دهقان قال رأيت أبان بن عثمان يصلي على الجنازة يرفع يديه في أول تكبيرة، وموسى بن دهقان ضعيف.
أما سفيان الثوري
فقد عزى هذا القول إليه الترمذي في جامعه تحت (1077) بغير إسناد وقد قال في علله الصغير: فما كان فيه من قول سفيان الثوري فأكثره ما حدثنا به محمد بن عثمان الكوفى حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان.
ومنه ما حدثني به أبو الفضل مكتوم بن العباس الترمذي، حدثنا محمد بن يوسف الفريابى عن سفيان.
وعليه: فإن كان الترمذي رواه عن الثوري من الإسناد الأول فهو صحيح، وإن كان بالإسناد الثاني فشيخه العباس قال الذهبي في الميزان لا يعرف. وقد ذكر هذا عن الثوري ابن المنذر في الأوسط (5/470) بغير إسناد، ولم أقف له على إسناد، ولا تميز لنا من أي الإسنادين رواه الترمذي فيتوقف في الحكم بثبوته.
وقد عزى الطحاوي
إليه قولا آخر يوافق الجمهور قال رحمه الله في اختلاف العلماء (1/391): قال أصحابنا والحسن بن حي والثوري في إحدى الروايتين لا ترفع اليدين في تكبير الجنازة إلا في الأولى.
وروي عن مالك والثوري أنه يرفع في التكبيرات كلها. اهـ
وأما الإمام مالك فالأقوال عنه مختفلة
فنسب إليه القول بهذا، ونسب إليه القول بقول الجمهور الآتي، ونسب إليه القول بعدم الرفع في تكبيرات الجنازة مطلقا لا في الأولى ولا في غيرها.
قال في المدونة (1/176): قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: لَا تُرْفَعْ الْأَيْدِي فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ إلَّا فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ.
قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ: وَحَضَرْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ يُصَلِّي عَلَى الْجَنَائِزِ فَمَا رَأَيْتُهُ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إلَّا فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ.
قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ: وَكَانَ مَالِكٌ يَرَى رَفْعَ الْأَيْدِي فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجِنَازَ

ةِ إلَّا فِي أَوَّلِ مَرَّةٍ.
فهذا القول الأول يوافق قول أبي حنيفة بعدم الرفع إلا في الأولى.
والقول الثاني: كما في المدونة: قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَقَالَ لِي مَالِكٌ: إنَّهُ لَيُعْجِبُنِي أَنْ يَرْفَعَ يَدَيْهِ فِي التَّكْبِيرَاتِ الْأَرْبَعِ. اهـ وهذا يوافق قول الجمهور بالرفع في التكبيرات كلها.
ونقل ابن المنذر في الأوسط (5/426) قولا ثالثا عنه فقال: وَحَكَى ابْنُ الْقَاسِمِ: «أَنَّهُ حَضَرَهُ يُصَلِّي عَلَى الْجَنَازَةِ، فَمَا رَأَيْتُهُ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ وَلَا غَيْرِهَا». قلت: كذا جاء في المطبوع من الأوسط لابن المنذر مع أنه في المدونة: بلفظ: (فَمَا رَأَيْتُهُ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إلَّا فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ) فالله اعلم.
قال ابن بطال في شرح البخاري (3/206): وذكر ابن حبيب عن ابن القاسم أنه لم يكن يرى الرفع في الأولى ولا في غيرها، قال ابن أبى زيد: والمعروف عن ابن القاسم الرفع في الأولى، خلاف ما ذكره عنه ابن حبيب. اهـ. وانظر النوادر والزيادات على ما في المدونة لابن أبي زيد القيرواني (1/589).
وعلى هذا فنسبة ذلك إليه بهذا الحال غير منضبط لا بالقول بالرفع في كل التكبيرات، ولا بالقول بالرفع في أول تكبيرة لاضطراب النقل عنه في ذلك وبهذا يتبين أن عزو بعض العلماء هذا القول إليه بالرفع في كل المواضع غير دقيق، وأن القول عنه بعدم الرفع إلا في الأولى مطلقا غير دقيق لكونه نقل عنه هذا وهذا. وأن هذا التفصيل من أصحاب مالك هنا أدق فهو قول متجاذب.
وأشهر القائلين بأنه لا يرفع إلا في التكبيرة الأولى هو أبو حنيفة رحمه الله:
قال الإمام محمد بن الحسن الشيباني في كتاب الحجة (1/362) بَاب رفع الْيَدَيْنِ فِي صَلَاة الْجِنَازَة، وَقَالَ أبو حنيفَة رَحمَه الله لَا يرفع يَدَيْهِ الا فِي التَّكْبِيرَة الأولى.
وجاء في كتابه الأصل (1/428): قلت فَكيف الصَّلَاة على الْمَيِّت قَالَ إِذا وضعت الْجِنَازَة تقدم الإِمَام واصطف الْقَوْم خَلفه فَكبر الإِمَام تَكْبِيرَة وَيرْفَع يَدَيْهِ وَيكبر الْقَوْم مَعَه ويرفعون أَيْديهم ثمَّ يحْمَدُونَ الله تَعَالَى ويثنون عَلَيْهِ ثمَّ يكبر الإِمَام التَّكْبِيرَة الثَّانِيَة وَيكبر الْقَوْم وَلَا يرفعون أَيْديهم...
وقال القدوري في التجريد (1/1111) وهو من أوسع كتب الحنفية: قال أصحابنا: يرفع يديه في التكبيرة الأولى من صلاة الجنازة ثم لا يرفع، أي في غيرها.
قلت: ومن المعلوم أن أبا حنيفة رحمه الله لا يرى رفع اليدين في سائر الصلوات إلا في التكبيرة الأولى، وقوله هنا جار على أصله في جميع الصلوات، وقد توالى رد الأئمة وانكارهم عليه في ذلك لمخالفته لعدد من الأدلة في رفع اليدين في الصلاة في ثلاثة مواضع بعد تكبيرة الإحرام. اهـ وجرى على قوله هذا هنا.
وبهذا قال ابن حزم في المحلى (مسألة 573):
قال: وَلَا تُرْفَعُ الْأَيْدِي إلَّا فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ فَقَطْ، وقال في ص: (128) من هذه المسألة: وَأَمَّا رَفْعُ الْأَيْدِي فَإِنَّهُ لَمْ يَأْتِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ رَفَعَ فِي شَيْءٍ مِنْ تَكْبِيرِ الْجِنَازَةِ إلَّا فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ فَقَطْ، فَلَا يَجُوزُ فِعْلُ ذَلِكَ، لِأَنَّهُ عَمَلٌ فِي الصَّلَاةِ لَمْ يَأْتِ بِهِ نَصٌّ، وَإِنَّمَا جَاءَ عَنْهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -: أَنَّهُ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ، وَلَيْسَ فِيهَا رَفْعٌ وَلَا خَفْضٌ؟ وَالْعَجَبُ مِنْ قَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ: بِرَفْعِ الْأَيْدِي فِي كُلِّ تَكْبِيرَةٍ فِي صَلَاةِ الْجِنَازَةِ( ) وَلَمْ يَأْتِ قَطُّ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَنْعِهِ مِنْ رَفْعِ الْأَيْدِي فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ فِي سَائِرِ الصَّلَوَاتِ، وَقَدْ صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ.
وتبع ابن حزم على ذلك العلامة الشوكاني في نيل الأوطار (4/71) تحت رقم: (1429) فقال:
وَالْحَاصِلُ أَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ فِي غَيْرِ ا
جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100] فَوَجْهُ الدَّلَالَةِ أَنَّ الله تَعَالَى أَثْنَى عَلَى مَنْ اتَّبَعَهُمْ.. الخ تلك الأدلة التي سردها هناك.
وقال العلامة العثيمين رحمه الله أما إذا كان الصحابي من الفقهاء المعروفين بالفقه فإن قوله حجة بشرطين:
الشرط الأول:
ألا يخالف قول الله ورسوله؛ فإن خالف قول الله ورسوله وجب طرحه والأخذ بما قال الله ورسوله. قال ابن عباس رضي الله عنهما: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون: قال أبو بكر و عمر( ) ، وقال الله تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ [النور:63] أي: عن أمر الرسول ﷺ: أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63] قال الإمام أحمد : أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك؛ لعله إذارد

بعض قول الرسول أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك، نسأل الله العافية.
الشرط الثاني:
أن لا يخالف قول صحابي آخر؛ فإن خالف قول صحابي آخر وجب النظر في الراجح؛ لأنه ليس قول أحدهما أولى بالقبول من الآخر، ولكن ننظر في الراجح، فإذا كان أحد المختلفين أدنى من الآخر في الفقه في دين الله قدم الأعلم،
وهو مقتضى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين) فقدم أولاً سنته؛ لأن سنته ﷺ مقدمة على كل شيء. مثال ذلك: ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه إذا كان في حج أو عمرة قبض على لحيته وقص ما زاد عن القبضة، فهذا في ظاهره مخالف لقول الرسول ﷺ: (وفروا اللحى وحفوا الشوارب)، ففعل ابن عمر هنا لا يحتج به على عموم قول الرسول ﷺ؛ لأن قول الرسول مقدم على فعل ابن عمر.. الخ اهـ من سلسلة لقاءات الباب المفتوح(59)
قلت: وعلى نظير ذلك قام اعتقاد السلف على إثبات أن الكرسي موضع قدمي الرحمن وغيرها من المسائل.
وليس في القول الأول دليل، ولا أثر صحابي ولهذا قال أكثر أهل العلم وجماهيرهم بالرفع في كل تكبيرات الجنازة إلا من تقدم ذكرهم في القول الآول؛ وهم : سويد بن غفلة، وإبراهيم النخعي، والحسن بن عبيد الله، وتبعهم أبو حنيفة، ثم أخذ بذلك ابن حزم، والشوكاني، والألباني، وشيخنا مقبل رحمه الله، وأخذت به في جامع الأدلة والترجيحات.
وبهذا البحث رجح لي قول جماهير أهل العلم في المسألة أن الرفع في الأربع التكبيرات كلها من تكبيرات الجنازة أخذا بأثري ابن عمر، وابن عباس الذين لم نر لهما مخالفا، وبهذا القول قال:
2 نافع بن جبير
قال الإمام البخاري في رفع اليدين (110) حدثنا علي بن عبد الله وإبراهيم بن المنذر قالا حدثنا معن بن عيسى حدثنا أبو الغصن قال رأيت نافع بن جبير يرفع يديه في كل تكبيرة على الجنازة.
وسنده حسن؛ أبو الغصن هو ثابت بن قيس قال الحافظ في التقريب: صدوق يهم.
3 قيس بن حازم.
قال ابن أبي شيبة رحمه الله في المصنف (11503): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ عِمرُ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، قَالَ: صَلَّيْت خَلْفَ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَلَى جِنَازَةٍ فَكَبَّرَ أَرْبَعًا , يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي كُلِّ تَكْبِيرَةٍ.. وأخرجه البخاري في رفع اليدين (108) من طريق عمر به.
و أخرجه عبد الرزاق (3 /6359) من «المصنف»، فقال: حدثنا ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، وهذا سند صحيح؛ فإن سفيان بن عيينة روى عن إسماعيل بن أبي خالد في «الصحيحين»، وإسماعيل ثبت في قيس.
4 مكحول الشامي:
قال الإمام البخاري رحمه الله في رفع اليدين (112) حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا زيد بن حباب حدثنا عبد الله بن العلاء قال: رأيت مكحولا صلى على جنازة وكبر عليها أربعا ويرفع يديه مع كل تكبيرة
5 محمد بن شهاب الزهري
قال الإمام البخاري في رفع اليدين (114) حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري أنه كان يرفع يديه مع كل تكبيرة على الجنازة. وأخرجه عبد الرزاق (3/469) عن معمر به وهو صحيح.
6 الحسن البصري:
قال الإمام البخاري رحمه الله في رفع اليدين (118) حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا ابن أبي عدي ، عن الأشعث قال : « كان الحسن يرفع يديه في كل تكبيرة على الجنازة. وسنده صحيح ابن أبي عدي هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وأشعث هو بن عبد الملك الحمراني.
7 محمد بن سيرين:
قال ابن أبي شيبة رحمه الله في المصنف (11507) حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، قَالَ : كَانَ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الصَّلاَةِ ، وَإِذَا رَكَعَ ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ , وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ عَلَى الْجِنَازَةِ. وسنده صحيح ابن عون هو عبد الله بن عون.
8 عطاء بن أبي رباح
قال ابن أبي شيبة في المصنف (11500) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَارَكٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي كُلِّ تَكْب
2024/09/25 10:32:19
Back to Top
HTML Embed Code: