Telegram Web Link
ياحبيبًا غابَ عنَّي حتى أنَّي
‏ذبتُ من وهجِ الحنينِ وذابَ منّي
‏و أنتظرتُ الليلَ أن يدنيكَ لكن
‏خابَ ظنُ الليل فيكَ وخابَ ظنّي
وإِنّي لمشغوفٌ مِنَ الوَجدِ وَالهَوى
‏وَشَوقي إِلى وَجهِ الحَبيبِ عَظيمُ
‏وقد ضاقت الدُنيا علَيَّ بِرُحبِها
‏فَياليتَ من أَهوى بِذاكَ عَليمُ
إذا غفوتُ يفزّ القلبُ منتفضًا
يسائلُ العينَ هل جاءتْ رسائلُه؟!
أحبته على رُغم سوئه وأصبح خطيئتها على رُغم عِفتها .
‏لمّا ابتسمت ، تساقطت أحزاني
‏وعرفتُ بعد التّيهِ أين مكاني
‏فلتخبرني يا نهايةُ أدمُعي
‏كيفَ انتصرت على الأسى بثوانِ؟
‏وهدمت أسوار الدموعِ ببسمةٍ
‏وبنيت أفراحا بغيرِ مباني
‏حبٌّ كبيرٌ في دواخلِنا نما
‏فإلى متى نخشى من الإعلانِ؟
‏إذا مارأَوني اظهَروا لي مودةً
ومثلُ سيوفِ الهندِ حينَ أغيبُ
أحبَبتُها وتركتُ كُلَّ عُيُوبِهَا
‏حقُّ الْهَوَى أنَّ العيوبَ محاسِنُ
‏ مَنْ ذَا يلومُ العينَ بعدَ لِقَائِها
‏إن المحاسنَ للعيونِ مواطِنُ
تُسعونَ عاماً يا منارةَ عاشقٍ
‏يا مَوطِنَ الحرمينِ يا قَطْرَ النّدى

‏يا دُرّةً للمجدِ سارتْ موكِباً
‏جَعَلَ المعاليَ والفضائلَ مُقْتدى

‏يا قِبْلةً للمسلمينَ ومُهْجةً
‏مَدَّتْ لمَنْ يبغي السلامَ لها اليَدا

‏أرضُ المحبّةِ والكرامةِ والنُّهَى
‏عاشتْ مُعزَّزةً وعانقتِ المدى
قُل لي بربكَ أيُّ عدلٍ أن ترى
‏شوقي ومنكَ البُعدُ قد أعياني
‏وهجرتَ قلبًا غارقًا في عشقهِ
‏وتركتَني في التيه والأشجانِ
إنِّـي رأيـتُ مِنَ العيونِ عجائبًا
‏وأراكِ أعجبَ من رأيـتُ عـيونا
‏ما كُنتُ أحسبُ أنّ طَرْفاً ناعِسًا
‏قـد يُورِثُ العقلَ السّليمَ جُنونـا
‏إنّي أرَى فِي النَّحو شَيئًا مُنكَرَا
‏مَن ذا الذي بالنَّحوِ يَعبَثُ يا ترى
‏مَن قالَ نرفَعُ خَائِنًا و نضمُّهُ
‏حقُّ الخيانةِ دائمًا أن تُكسَرَا
‏فلمَّا تلاقينا نسينا عتابنا
‏وكان لقاءٌ بالودادِ يجودُ
‏ألا ليت أيام الوصالِ مديدةُ
‏وليتَ زمانًا بالودادِ يعودُ
Sylvia (2003)
فما هاجني سخطٌ ولا كفَّني رِضًا
‏ولا ساءَني ظلمٌ ولا سرّني عدلُ
‏وما قتلَتْني الحادثاتُ وإنّما
‏حياةُ الفتَى في غير موضعه قَتْلُ
2024/11/06 01:40:58
Back to Top
HTML Embed Code: