عرضوا جرحي وكل وضيع قال رأيه فيه، وكل قذر لمسه، روحي تتقيأ الآن والملح يجففُ كل شيء.. بعد قليل، لن يكون هناك أثر، أو جرح، أو أنا.".

"عابر سبيل بالنسبة إلى كل شيء أنا -حتى بالنسبة إلى روحي ذاتها- لا أنتمي إلى شيء، لا أشتهي شيئًا، لستُ بشيء. بهذا لا أدري إن كنت سعيدًا أم شـقيًا، ولا حتى ذلك يهمني.".

طموحي في هذا العام وفي كل الأعوام القادمة هو: أن أعيش كثيرًا، أن أراكم الذكريات فوق بعضها، أن أصنع أضخم حاجز ممكن بيني وبين حياتي القديمة، بيني وبين طفولتي وصباي السوداويين.. طموحي في حياتي القادمة هو: أن أنسى.".

و مرةً في العمر.. يقفُ الإنسانُ بجوارِ أحدهم ولا يودُّ التحرُّكَ حتى لو فاتهُ العالم.

أحدنا غائبٌ عن الآخر حتماً، أنا.. أو هذا العالم، وطالما أن العالم كبيرٌ كفاية، سيكون إجحافاً بعظمته أن أتهمه بالغياب، لكنني لا أشعر به، وأنا أجزمُ يقيناً بأنه لا يشعر بي.. كلانا في نظر الآخر، كذبة!

وأَنا أُسمِّيك الوداعَ، ولا أُودِّع غير نفسي.

متى سنُصارح أنفُسنا بحقيقة من نكون ؟

ماذا يمكنني أن أقول لك؟ الأمور لا تمضي على ما يرام أبدًا ، إنني أكثر حزنًا وضجرًا مما أستطيع أن أصفه لك، ولم أعد أعرف في أيّ نقطة أنا.

غدًا أنا أيضًا سأكون ذاك الذي لم يعُد يمرّ من هذه الشوراع، ذاك الذي سيتذكره الآخرون بصعوبة، قائلين: ماذا كان مصيره يا ترى؟ وكل ما أفعله، كل ما أحسّه، كل ما أعيشه، لن يمثّل سوى عابر أقل في الحياة اليومية في شوارع أيّة مدينة.

يقال إن الزمن يشفي كل شيء، نحن لا نعيش طويلاً للتأكد من ذلك.

و لكنك تعرف ، بأن كراهيتي للناس تنشأ عند الالتقاء بهم ، أما محبتي فتكاد تفيض مني حينما تتسع المسافات بيني وبينهم.

كلامكَ شهيٌ للغاية يكادُ أن يؤكل، تَخيطُ الحرف بالحرف وتزنُ بين نقاط كل كلمةٍ و أخرى، تعرفُ كيف تتحدث، وتختار الكلمة المناسبة بالموضعّ المخصص لها، فلا تقلل من قدرتك على حياكة الحروفّ وخلقِ الروح بها، فحوارك ملفتٌ و سلسّ بطريقةٍ جذابة، و أحاديثك تنسابُ بالقلب دون عوائق أو حواجز.

أنّى لي أن أجد وجهاً كل خواصه، كل تجاعيده، هو عبارة عن تذكار لأجمل وأعظم لحظات حياتي؟ حتى آلامي المبرحة اللامنتهية، و خسائر حياتي الفادحة التي لا تعوّض، أراها في محيّاك الجميل. إني أقبل الألم قبلة الوداع؛ إذا قبّلتك.

سعداء هم من لايتعلقون بأحد" "افتقد شخصاً كان يعني لي كل شيء"

ونحنُ بشر من طين يُوجعنا الأذى،يجرحُنا صغير الشّوك ويجبُرنا لطف الله.

ثم جئتَ مجيئًا أوقف كل ما قبله من إنتظار ، جئتَ ثم عرفتُ أنه بمقدور الإنسان أن ينمو ويلمع ويألف ويطمئن في لحظةٍ واحدة يقضيها معك"

كانت تتحدّث بطريقة رائعة، تجعلك تظن بأنّك ستقضي ما تبقى من حياتك دون أن تُصاب بالملل.

مُبارڪ عليكم الشهر ؛ ينعاد بالحُب والفرحة والخير يارب.

رحلت ي أبي مُبتسم مُمسك بيدي كعادتك دون أن تخبرني أن هذا هو الشكل الآخر للوداع " و د ا ع الأباء .