ثم تجلس بعد ركضٍ مضني على حافة الرصيف، مدركًا أن لا جدوى من قطع المسافات مادامت الذاكرة حيّة.
" واقتلعت أخر ورقةٍ لك في غُصني ، ولنْ يعود ربيعكَ أبداً ، لا مرحباً ، ولا مَرّ حُباً ، ولا شيء لك بعد الآن "
أنتِ جميلة جداً بطريقتك الخاصة، بضحكاتك العالية، بإيماءاتك التي لا أجدها على أي وجه آخر، بالكلمات اللي تدخلينها في كل جملة دون أن تعي، بعينيكِ التي تبتسم قبل أن تصل الضحكة إلى شفتيك، بالطريقة التي تلمسين فيها شعرك لتدارين خجلك.
كانت جميلة بشكل يُعيق حركة مسيري أمامها، بشكل يجعلني أنظر كما لو أني أبصر للمرة الأولى.
في لحظة ما عندما تعتقد بأنني لا اُلاحظ تفاصيلك العادية جداً، أنا شديد الإنتباه حتى بأصغرها.
أنت تتحدثين عن حياتك وكأنها أمر يخصك بمفردك، أنت لا تدرين أن في
أنفاسك حياة للكثيرين من أمثالي، أنت تحتاجين لأن تشاهدي نفسك في
عيني أو أن تنظري لنفسك من خلالي، أنا مرآتك التي تعكس حقيقة الإحتياج
لوجودك، وقتها ستدركین كارثة غياب الشمس عن هذا الكوكب ولو لساعة واحدة.
أنفاسك حياة للكثيرين من أمثالي، أنت تحتاجين لأن تشاهدي نفسك في
عيني أو أن تنظري لنفسك من خلالي، أنا مرآتك التي تعكس حقيقة الإحتياج
لوجودك، وقتها ستدركین كارثة غياب الشمس عن هذا الكوكب ولو لساعة واحدة.
تأقلمي القديم، أحرقه الخوف، إنني الآن رمادٌ مرتبك، حتى من الهواء الخفيف، أهرع.