Telegram Web Link
أتذكر المستقبل أحيانًا. أرى ومضات ما سوف يكون، كما لو كنت أسترجعها من ذاكرة أخرى عابرة للزمن ولحيّزي الوجودي الحالي، تمامًا كما أرى، من آن لآخر، ومضات ما كان بالفعل: 
مشاهد ضبابية، ملهِمة، تبث من الطمأنينة ما يخفف من طزاجة الآن اللانهائي الحادة كنصل، وتجعل اللحظة الحالية - بغض النظر عن مجرياتها الفعلية - أكثر ألفة. وكأنما قد كان هذا كلّه من قبل واجتزنا به.
مهما بلغ حجم الأذى الذي تسبب به كلانا, ومهما انتصرت لنا الأيام وتوّجنا التجاوز.. اننا سنشعر بخسارةٍ دفينة في أعماقنا دومًا، وافتقادٌ دائم لقطعة عزيزة من القلب لن تعود.
أحبّك جدًا ، ورغم الشعور المتدفّق بوفرةٍ نحوك إلا أننا لسنا معًا في هذهِ اللحظةِ تحديدًا ومع هذا نحنُ لم نفترق بعد ، هناك شيءٌ خارقٌ للطبيعة يربطنا ببعضنا البعض إلى الحدّ الذي أيقنتُ فيه بأن مصيرنا متعلقٌ بديمومةِ الحب الذي لا يزولُ ولا يموت ، وأن كل مسافةٍ تصنعها أجسادنا لنبتعد بغيةً منها بأن نصاب بالجفاف ما هي إلا فرصة واضحة لقلوبنا لأن تُمطر بغزارة لتنمو فيما بعد ضحكاتنا الطويلة.
‏لكنك لم تفهم أبدًا أنّني كنت معك أتخلّى عن كل شيء، عن كلّ ما آمنت به من قناعات ومبادئ، عن كل الأشياء التي يفرضها المنطق واخترت الجنون معك والركض معك في الطرقات والصفحات وفوق الغيم دون خوف من السقوط ولا خجل. كنت أنت كل قناعاتي ومنطقي وإيماني.
عندما ينتهي العالم
سأبني عالماً آخر
وستحل ضحكتك
مكان الشمس.
كان ذلك وداعنا..
لا دموع لا قُبَل لا ضوضاء..
مخلوقان سارا شطراً من الطريق معاً، ثم سلك كل منهما سبيله.
سلامٌ على الحب يوم يجيءُ، و يوم يموتُ، و يوم يُغير أصحابه.
الرغبات تصنع حُفرا في الروح، تصنع جروحًا.
أنتِ تنتمين إليَّ حتىٰ لو قُدّر ألّا أراكِ مرةً ثانية.
ألف سيناريو يصعد إلى رأسي خلال النّهار، وألقي بهم واحدًا تلو الآخر من النّافذة، أستكشف ألف طريق، طّرق ملتوية ،قصيرة ،طويلة ،مغلقة ، غامضة ، وعرة ... أؤلف ألف حجّة، أتمرّن على ألف وسيلة اقناع، وأتوسّل أحيانًا، وأبكي، كي أقنع العالم بفرصة واحدة فقط، نكون فيها معًا. ثمّ أستسلم، وأكتب ألف قصيدة حبّ، في رجل، لم أعرف للآن كيف أقنع نفسي بامكانيّة الإنفصال عنه، وكيف أفقده دون أن أنكر أنّه أُولى خساراتي الفادحة.
لا أعرفُ الأشياءَ الّتي تُخيفُه
ولا أدري إن كانَ يحتفظُ بدموعهِ
أو أنَّه يتركُها لتسْقَطَ على ركبَتِيه
لكنّني أكاد أراهُ يُغْمِضُ عينيهِ برفقٍ على صورتي
يشغلُني في طريقي
كلَّما وقفتِ الكلماتُ بيني وبينَ الآخرين
كلَّما نامتِ المدينة
وبقيَ قلبي مستيقظًا
تجمعُنا أشياءٌ كثيرة
وبينَ أيدينا حلمٌ طويل
بيننا طائرٌ وشجرةٌ ونهر
وبيننا هذا العالمُ المرعبْ.
‏كلّ ما نحلمُ به
ألا تعصفَ بنا هذه الأعاصير:
زاويةٌ ننامُ فيها ، صفحةٌ بيضاء
حيثُ لا تكذبُ الكلمات..
هذا ما صلّيتُ من أجله الليلة.
‏لماذا بقى الصوتُ حاضراً إلى هذا الحد، لماذا تصونُ الذاكرة أشياء دون أشياء.
كلّ ما يرجوهُ المرءُ؛ هو ألاّ يقطع شوطًا طويلًا في طريقٍ خاطئ، ألّا تأكُل التجارب قلبهُ عبثًا، ألّا يستَدِل على طريقه بعد أن ينتهي السِّباق.
من أدق التعبيرات اللي قدرت توصف لحظات الوداع .. مي زيادة لما قالت :
" لوحت له يدي مُودعه ، و لا يعلم كم يداً في قلبي لوّحت له بالبقاء. "
"أحبك كثيراً، لا أعرف الحالة التي أحبك عليها ولا أريد أن أعرف، لكنني أحسّ بالحب لك في كل الحالات، حتى عندما ينشط عقلك ويتصاعد في أبخرة الأوهام والتحليل العصبي والتنقيب في أشياء لا وجود لها، أحبك مبتسمة وغاضبة، حاضرة وغائبة، راقصة المشية أو هامدة الجسد، حتى عندما تقولين لي لا أحبك فإنني أحبك؛ لأنني أعرف أن هذا معناه عكس ما تقصدين تماماً يا حبيبتي الصغيرة.."
لم يصدفْ وأن تعثرتُ بشيء لم أستطعْ التخلي عنه طيلة حياتي، طالما أنّه في لحظةٍ ما قد سبّب لي أيّ ضرر، و دون أنْ يُشكّل ذلك فارقاً بالنسبة إليّ، حتى ارتطمتُ بك وفهمتُ معنى أنْ يقع المرء في صُلب الأشياء التي تُتعبه وتُشقيه ولا تُسعفه نفسه لانتزاعها منه، ولا يستطيع المرء الإقتراب منها ولا حتى أن يبتعد، و يستمرَّ في كونه حبيساً لحُبّها..
وكُل شيء حوله، يُملي عليه أن يخاف.
‏يعتقد الناس أن كونك وحيدًا يجعلك تشعر بالوحدة ، لكنني لا أعتقد أن هذا صحيح. كونك محاطًا بالأشخاص الخطأ هو أكثر الأشياء وحدة في العالم.
لستُ معتاداً على أن يفهمني أحد، لستُ معتاداً على هذا لدرجةِ أنني اعتقدتُ في الدقائقِ الأولى من لقائنا أن الأمرَ أشبهُ بمزحة، ثمَ أن هنالكَ أشياءٌ يصعبُ الحديثُ عنها، لكنكِ تستطيعينَ التخلص من كُلِّ طبقاتِ الغبار فوقها بكلمة واحدة، أنتِ لطيفة، نعم، أنا أحتاجكِ يا قصتي الخيالية.
حتى لو كنت على قيد الحياة في أي مكان في هذا العالم، فإن غياب شخص آخر تعودت على وجوده يطمس وجودك ويجعله باهتا. كل شيء، حتى النجوم في السماء، من الممكن أن تختفي في ثانية، ويتغير كل شيء لمشهد آخر مغاير، تماما كما في الأحلام.
2024/10/01 01:39:32
Back to Top
HTML Embed Code: