Telegram Web Link
رأسي مُثقلٌ بالنعاس، رأسي معتلّ بمتلازمة التفكير الكثيف على المخدة، رأسي يضيءُ بمئةِ مصباحٍ ومصباح حين أطفئ الضوء لأنام.. في هدوءِ الليل تصطخبُ في رأسي مُداهمة مفاجئة لوكر الأفكار والذكريات، يبدو الأمر وكأنَ فرقة عسكرية تقتحم حارة مظلمة وهادئة وعشوائية فيجفلُ النوم مِن كُل بيت فيها.
وقفت فجأة وتحسست جيوبي، ضاع جزء مني في الطريق. تلّفت حولي وبحثت بين أقدام المارة ليس هنا، ليس هناك. مشيت قليلًا حتى شعرت بخفة مفاجأة في جيبي، فقدت جزءً آخرًا، ليس هنا، ليس هناك. لابد أن هناك ثقب في روحي، ظللت في طريقي مع كل منعطف أفقد شيئًا حتى لم أعد أشبهني، لكني صرت خفيفًا حتى أني لو رغبت أن أطير لرفعت يدي في الهواء.
كانت معي في لحظة انفجاري، انتشلتني قبيل الهاوية بلحظات، لم تتفوه بكلمة واحدة فقط استمعت لي بكامل حواسها بينما أحاول قدر استطاعتي النجاة من الغرق. كنت قد اتخذت قرارا بعدم البوح في هذا اليوم، عند عودتي وبمجرد أن سألتني عن حالي، لم أستطع أن أكبح جماح سيول دموعي المتدافعة. كنت كغريق يكافح الغرق حتى انتشلتني سفينة. لقد تحولت حياتي تماما منذ ذاك اليوم، إن الألم المطبوع بقلبي منذ ذاك الحين مازال موجودا وسيبقى، لكنه خير معلم. إنني مدين بالفضل لكل من انتشلني في هذا اليوم الذي مر كالعام، لكنه في النهاية مر. شكرا لكم جميعا.
ما أريده هو إيجاد شخص يعرفني بدقة، معرفة تتخطى معرفة كل الآخرين بي، بل أكثر من نفسي أحياناً.
أريدك أن تتذكرني، إذا تذكرتني أنت، فلن يهمنى إن نسينى الجميع.
لا أعتقد أني سالتقي بشخص مثلك، ولا أعتقد ان يلفت انتباهي احد غيرك ايضاً يمكن اتحدث مع جميع انواع البشر، لكني دائما اجد نفسي افكر لماذا هم ليسوا مذهلين مثلك ؟
حينما تتجاوز سناً معينة، سوف تصبح الحياة لديك ما هي إلا خُسران مستمر. الأشياء المهمة في حياتك تبدأ في الانزلاق من بين يديك، شيئاً تلو الآخر، مثل مشط يفقد أسنانه. والأشياء التي تحل محلها هي أشياء زائفة عديمة القيمة. قوتك البدنية وطموحاتك وأحلامك ومبادئك وقناعاتك، وكل المعاني، أو، مرة أخرى الأشخاص الذين تحبهم: واحداً تلو آخر، يتلاشون. بعضهم يعلن رحيله قبل المغادرة، فيما يتلاشى بعضهم الآخر فجأة دون سابق إنذار. وحينما تفقدهم لا يمكنك استردادهم مرة أخرى. ولن يفيدك أبداً البحث عن بدائل. إنه وضع مؤلم– كأنه قطع بسكين. إنك ستبلغ الثلاثين قريباً، ما يعني أنك من الآن فصاعداً، سوف تدخل تدريجياً في مرحلة الغروب – سوف يكبر سنك ولعلك بدأت تشعر بذلك الاحساس المؤلم بأن هناك شيئاً تفقده.
لم يعرف أي منا شيئاً له أهمية حقيقية ولا نملك القدرة على تصحيح ذلك، لم يكن هناك شيء صلب نعتمد عليه، كنا إلى حد ما أصفاراً غير محددة، مجرد مخلوقات صغيرة يرثى لها تندفع من نسيان إلى آخر.
هل تعرف رغم كل الذين أحبونني وأحببتهم، كنت أنا دائمًا الطرف الأكثر حبًا لهم، أقصد أن ورغم قدرتي الضعيفة على التعبير لكنني أقدم أشياء صادقة، أقدم أشياء ربما لا يعرفون قيمتها الا بعد نهاية علاقتنا، هم رائعون في البداية كـ الجميع كلهم رائعون في البدايات، الونس، الأمان، الردود الطيبة والشغف، أما عني فكنت دائمًا أبحث عن ما هو بعد هذة الخطوة، تمنيت لو أنني التقيت بـ شخص لا يمل مني، شخص يجيد التعبير عن مشاعره أفضل مني، بالكلمات، بالأفعال، بالأشياء البسيطة التي أحبها، فقط البدايات رائعة في كل شيء، لكن الوقت يُبرد مشاعرهم، الوقت يكشف أن أقترابهم مني كـان بدافع الفضول او مجرد نوبات احتياج فـ تعثروا بي لأعوضهم عن الفراغات التي يشعرون بها، لم يحدث يومًا ووجدت من تغير لأجلي، من حاول وضحى ليبقى بجانبي.
لكن، ‏في عينيكِ ‏هاتين الجوهرتين ‏ثمةَ نوعٌ آخر، ‏مُسالم وهادئ، كلما نظرتُ في حدقتيك، ‏وجدتهُ ‏منزوعاً من الخُبث ‏وناضجاً كأرغفة الخبز، ‏فرحٌ يُمكنه الطبطبةَ على روحي ‏بغير أن يخدُش جروحها، ‏أو هوَ رائحة البحر في الفجر، ‏أو كشيءٍ ‏لا مجازات تصلحُ لوصفه.
أنظر إلى السماء، وأتساءل إن كنت سأختطف لمحة سريعة من العطف هناك، لكني لا أفعل. كل ما أراه هو سحب الصيف اللامبالية، تسير ببطء نحو المحيط الهادي. وليس لدى السحب ما تقوله لي. السحب دومًا كتومة هكذا. على الأرجح لا ينبغي أن أنظر إليهم. ما ينبغي أن أفعله هو أن أنظر في داخلي. كما يحدق المرء في بئر عميق. هل أرى عطفًا بداخل البئر؟ لا، كل ما أراه هو طبيعتي. طبيعتي المتفردة، العنيدة، غير المتعاونة، الأنانية أحيانًا التي ما تزال تشك في نفسها، التي تحاول في وقت الشدائد أن تجد شيئًا مضحكًا - أو نصف مضحك - في الموقف. حملت طبيعتي تلك معي كحقيبة سفر قديمة، في طريق طويل مغبر. لا أحملها معي لأنني أحبها؛ فالمحتويات ثقيلة جدًا والحقيبة تبدو قذرة، باهتة الألوان في بعض البقع. أحملها معي لأن لا يوجد شيء آخر من المفترض عليّ حمله. مع ذلك، أعتقد أنني تعلقت بها مع الزمن. كما هو متوقع.
Channel photo updated
روحي نافذة الصبر مع ذاتها، كطفلٍ مزعج يزداد هياجه يومًا بعد يوم ولا يتغير. كل شيء يثير اهتمامي، ولكن لا شيء يستحوذني. أنتبه لكل شيء، بينما أحلم طول الوقت. ألاحظ أدق تعابير وجه من أتحدث إليه، أسجل كل تغير في نبرة نطقه لكلماته، لكنني أسمع دون أن أستمع؛ فأنا أفكر في شيء آخر.
ربما كان للبحر ظل كظلي
ربما كان مثلي.. كسولًا
وملتصقًا بالجدار
ويعشق عد البلاد التي لم يزرها
ليحلم حين ينام بها

ربما كان أيضًا يواصل صبَّ الحكايات
قدّام مقهى
فقط ليصيد القطا
ببعض الكلام
وبالبعض يرسم للتائهين مصابيح
لتسحبهم.. أو شطوطًا

هل البحر جد لكل الغيوم؟
أم ابن يقايض بالملح ماءً
ليجرف حدًا
ويزهو بثوب المسافر
أو بهدير الخطى؟

لكل بحر شاطئ واحد
لكننا عادةً نتساهل
ونباهى بشواطئ عديدة لم نرها
ربما
لأننا نكره المفاجآت
ونحلم دائمًا بنهاية سعيدة.
ماذا تظنين؟ أحسبت يوم اختفائك أنني سآوي إلى عشنا فأمكث أترقب ميعادك، فإذا مضى تشاغلت بكتاب أقرأه ولا أفهم منه شيئًا، ونظرت إلى الساعة مرة وتثاءبت أخرى، حتى إذا ما تنبهت إلى مشاغلي التي أهملتها من أجلك، هبطت الدرج سريعًا، وانطلقت إلى الدروب والمسالك، واختلطت بالناس.. أو يدور بخلدك أنني عندئذ أنسى كل شيء؟ هيهات لخيالك، مهما سكر وعربد، أن يدرك ما فعلتُ..
لبثت أنتظرك ساعة ثم ليلة، ثم يومًا ويومين، أسبوعًا وأسبوعين، شهرًا وشهورًا.. وما زلت أنتظرك. وأنا أعلم أنك لن تعودي. ولكني أخشى إذا أنا لم أنتظرك وشاء القدر أن تعودي أو أن ألقاك في الطريق، أخشى حينئذ أن تكون لهفتي على رؤيتك قد طواها النسيان وأطفأ أوارها. ولست أريد إلا أن أقابلك مشبوب العاطفة، واله القلب، ظامئ العين. فأنت لو تعلمين عزيزة لديّ، وهيهات لي أن أبتذل قدرك عندي.. فلأتحمل الألم طول الدهر خوفًا من إساءتك في لحظة عابرة قد تأتي وقد لا تأتي.
اعذرني، فأنا لا أريد إغضابك ولا أن أكون مزعجًا معك، لكنني لا أستطيع تجنب ذلك أحيانًا، فالأمر يبدو كما لو أنه أقوى مني. وليس ثمة ما يستحق أن تسألني عن السبب، فأنا لن أجيبك، أو سأقول لك أكاذيب. ولكن هناك أسباب، إذا ما بحثنا عنها سنجدها دومًا. لن نعدم أسبابًا لتبرير أي شيء، حتى لو لم تكن حقيقية. 
إنه تبدل الأزمنة، إنهم المسنون الذين يهرمون يومًا مع كل ساعة تنقضي، إنه العمل الذي يتخلى عن أن يكون ما كان عليه، ونحن الذين لا نستطيع أن نكون إلا ما كناه. وفجأة نكتشف أننا لم نعد ضروريين في هذا العالم، هذا إن كنا ضروريين فيه يومًا.
أنت لست بخير وأنا أخيرًا لست مضطرًا 
لادّعاء الاهتمام بمأساتك المستمرة،
ولكن،
أنا مستعد للسطو على البنك الذي أوهمك
بأن المال أهم من الكلمات، ومستعد لأن
أمزق ثقبًا بطبقة الأوزون إن كان هذا سيمنحك يومًا آخر بدون مطر.
سأرافقك مشيًا إلى المستشفى،
سأجلس في الغرفة البيضاء التي تفوح برائحة مطهر اليدين و القفازات الطبية، منتظرًا نتائج فحص الرنين المغناطيسي الذي يحاول
تحديد موقع المرض الذي أرهق عقلك من أمره عسرًا، وأنا
أريد أن أنظم لك قصيدة كل يوم حتى تتكسر يدي
وأؤكد لك أنك ستجد مكانك،
كل ما في الأمر هو فقط
أن العالم لديه طريقة غريبة
في إخفاء المناطق الخصبة بما فيه الكفاية
ليضرب جسدًا كجسدك بجذوره
وأنا أفتقدك كالسهم حينما يخطئ الهدف على لوحة التصويب، أنا
أردت أن أخبرك أن عيد ميلادي في يوم الخميس
وكنت أريدك أن
تظهر شجاعتك أمامي كهدية، مرة واحدة أخيرة،
لأرى إن كنت ما زلت محتفظَا بها.
أرجو ألا تلتهمك أشباحنا حيًا.
إذا أردت رأيي، سأقول أن
حجم الكون هو في الحقيقة ضِعف ما نظن،
وأنت هو الشخص الوحيد الذي جعل تلك الفكرة
أقل تحطيمًا.
قد سكبنا الكثير من الحِبر، أنا وأنتِ، في نقاشنا حول لغز التواصل الإنساني..
ولم نصبح الآن أقرب لفهمه مما كنا عليه في بداية المراسلة.
أحيانًا أشعر كأنني واقف على طرف هاوية شاسعة، أصرخ في الفراغ، وأتساءل إن كان الرد الذي يصلني هو منكِ فعلًا، أم هو صدى صوتي أنا.
يبدو لي، من جانبي من الهاوية، أن البحث عن الاتحاد مع شخص آخر هو مصدر لكثير من ما في هذا العالم من تعاسة.
أنا أحيط نفسي بهالة الترفع عن شئون القلب؛ وذلك في الأساس لأنني رأيتها تُفسد أشخاصًا أكن لهم الاحترام.
ولكن في لحظات صراحتي مع نفسي، أتساءل أحيانًا إن كنت أتخذ هذا الموقف لأن الحب - أو ما يُعبَّر عنه بتلك الكلمة - هو لُعبة فشلت في فهمها، فقررت الامتناع عن لعبها.
في النهاية، لو كنتُ مؤمنًا بصحة قناعاتي حقًا، لَمَا ندمت على كثير من الأشياء التي ارتكبتها.
ولما استكملت هذه المراسلة، مخالفًا ما يمليه علي حدسي السليم.
أنا أعتبركِ تحدٍ، ورغم كل ما فعلتيه، أنت تحدٍ يستمر في تحفيزي.
ولذا فإن المحادثة، وإن كانت لا طائل لها، تستمر. وينتهي بنا المطاف في التساؤل: هل فشلنا ببساطة في إيجاد الأجوبة على الأسئلة التي تشغل تفكيرنا؟ أم هي أسئلة لا يمكن إجابتها على الإطلاق؟
لحسن حظ كلينا، يقدم لنا العالم دائمًا ما يحيدنا عن المسار.. ما يشتتنا بدقة مدروسة عن الأسئلة التي تحيرنا.
عليك ان تشعر بقيمتك في هذا الوجود
وجود يظهر حينما تفتح انت فقط عينيك
ويختفي حينما تغلقهما
سماء تظلم كل يوم من أجل منحك السكينة المناسبة لنومك
وشمس لا تشرق إلا لك
هواء تم تنقيته جيدا من أجل ان تستنشقه دون عناء
وأرض خضعت لسطوتك ووهبت قوتها لفمك
وسحاب إذا لم يصدر له الامر بالإمطار لريك ،تحول إلى العاب وأشكال قطنية تتسلى بها اذا نظرت لأعلى
وحوش صارت باشارة منك تركع او تقفز في حلقة من نار
وإله رحيم يصحبك في السفر
ويخلفك في أهلك
وشيطان خلق
ليمنح حياتك مزيدا من إثارة
ونفس وروح وجسد يذكرونك في كل لحظة أنك عالم كامل لا ينقصه شيء ولسان قادر على النطق بكلمات يسجد لها الكون
وقلب يتخذه الله مسكنا
ورحلة تبدأ في رحم حنون وتنتهي في رحمة ليس لها ضد
يا أيها السيد
ماذا يضجرك؟
تستيقظين الآن، الرابعة عصرًا تقلبين يومك ، كما تقلبين كل شئ، الآن، بعد انتظار سبع ساعات، بوسعي التفكير فيك بينما أنت مستيقظة، بوسعي أيضًا التفكير في الحديث معك، وفي مصارحتك، أحتاج لأشهر طويلة لأفعل ذلك بشكل كامل، لكن باستيقاظك، أنا الآن، بالفعل، في خضم عملية مصارحتك، بالتحديد في جزئها الطويل القائم على التأجيل والمط والتثاقل والتأكد وإرسال الشفرات المعقدة التي سأكتشف بعد أشهر طويلة، أنها كانت معقدة جدًا، بحيث أنها مرت بسلاسة كنكت لطيفة هكذا يستيقظ معك عالم أحلامي، راضيًأ باحتمالاته على المدى الطويل، بجرأته، عكس المعتاد، على الخيال السعيد، بتذاكيه المؤقت، ويحلم أن، تخبريه، مبتسمة، بعد أشهر، أنه لم يكن بتلك المهارة في المناورة كما يتخيل، “كان واااضح جدًا"، هذه الهزيمة هي كل ما يطمح إليه، ففي النهاية، لم يكن غرض كل هذا السيرك، سوى جعلك تبتسمين في لحظة المواجهة، فهكذا، على الأقل في عالم الأحلام، تبدأ كل الأشياء الجميلة.
2024/10/01 04:25:28
Back to Top
HTML Embed Code: