Telegram Web Link
ما هو الإنسان ، وما الذى يملكه ، لعل هناك شيئاً ثمين لا يملكه أحداً غيره ، وهو الإختيار - وإذ كان قليلاً محدوداً – هذا الفضاء الشاسع الذى يسبح فيه وحيداً في كل ليلة يتركه فيه كل البشر حتى يصبح عارياً امام الليل ، وهنا يدخل من يشاء إلى مداره الكوني او يخرجه منه ، هنا كانت عظمة الإختيار وقوته ، إننا في الوحدة نمتلك كل شيء ، وفي الخيال كل ما ليس لنا أضحى لنا ، وبالكلمات ننقشه على جدران الزمن ، حتى يمحى من وقتنا من خبرنا من عمرنا ، ولعله هذا هو الإختيار العاجز .. واما عني يا صديقتي ، فانا لا أملك أي شيء وكل ما اختاره يحقق في الخيال ، ويكتب على الأوراق لهذا أحب الكلمات ، ولهذا كان اغلى ما أملكه هو قلمي .. أهديت ذات يوم شخصاً أغلى ما كنت أملك وقتها أبيات شعرية من تأليفي ، كم تقدر ثمن تلك الأبيات حتى يقرئها عوام الناس في ظنك ؟! ، لا تعلمي !! ، لا تقدر بثمن أظن !! ، نعم ، لهذا فهناك كلمات قدسية لا يقرئها سوى من مسحناه بزيت قلوبنا ، ليكلل مسيحاً على أدق اسرارناً ومشاعرنا إن بدت لهذا العالم إنها لا تسوى حبة ملح تذوب في باطنه الفوضوي... الأسئلة ، كثيرة هي الأسئلة ، تأتي في وقت تكون فيه بلا معنى ، كأن نسأل بعدما تنقضي تجربة ما ، ما الذى مقدراً أن يحدث قبلاً ، بسيطة  :  قلباً إرتاح إلى قلباٍ ، وهذا كل شيء ..  أؤمن بشدة أن أغلى ما  يقدمه الإنسان للإنسان هو نفسه ، لأنه ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه ، وهناك صورة على هذا النحو العظيم ولكنها لا تعني بالضرورة تضحية ، فأن تقدم نفسك للأخر ليس معناه أن تموت لأجله بالجسد فقط ، وليست أيضاً باهتة كأن تشارك أحد شعوراً ما او تجربة.هناك شيء أعظم من هذا - على نحو وجودنا البشري - هو أن نعطي لأحد وردة من بستان الذاكرة المتألم لأنك بهذا تكون قد تركت فيه جزءاً منك ، جزءاً ما زال حياً صارخاً كجنين بداخلك ، قد تركت فيه عمراً قد عشته وتعيشه كل يوم ، هذا ما اقصده أن تعطيه جزءاً من قلبك تجربة حية ، في كل يوم تراه فيه تتذكر أن هذا الشخص يعيش معك معاناة صامتة لا يفهمها سواه ، وهذا هو التميز هذا معنى أن تعطي جزءاً من نفسك.  فكلانا عاش في الأخر ، تجربة متشابهة ، شبحها ما زال يطاردنا إلى اليوم ، فعني ما دمت أنظر إليك أشعر أنى مرتاح ، لأنني إن اشتقت يوماً لها سأخبر أحد على هذا الأرض أني مشتاق وانا متأكد بأنه متفهم ، فما الذي أريده أكثر من هذا ، أن يخبرني جزئي الداخلي أن دافعي للحياة ما زال يتكلم ويقول لأحد : إن هنا على هذه الأرض وفي وقت ما ، كنا نعيش.  أما عن الأيام ، فقد مرت سريعاً ، ها نحن نودع عامنا الثالث سوياً ، لم أندم فيها يوماً أنك كنتي جزء خاص جدا جدا من أهم ما مررت به في حياتي ، وكل يوم أراك فيه أبتسم للسماء وأشكرها إنك كنتي هنا  ، لعلك كنتي صلاة ذهبت للسماء يوماً وسمعها الله، أما عن الوطن وعن بكائك وعن أخر مرة جلسنا فيها سوياً ، وأنتي تحيدي بمقلتيك حتى لا أرى ضعفاً قد ترقرق في عينك ، فأنتي يا عزيزتي الوطن وكل الأوطان تحزن إذ ما رحل سكانها ، أو قبضتهم ريح القدر حتى يبتعدوا لأن الزمن أخبرهم حيناً إنهم لم يعودوا ينتموا إلى هذا الوطن من جديد ، وطنك.  فشكراً للسماء ولك ؛ لأنه عندما نبتت وردتك الحادية والعشرين كنت هنا ، حاضراً مواطناً على أرضك على وطنك ، ولأنه لا احد يعلم متى نرحل ؛ فنحن نكتب .. لنتذكر إننا كنا يوماً هنا.
قلب مۘنۨ وَرَقَ pinned «ما هو الإنسان ، وما الذى يملكه ، لعل هناك شيئاً ثمين لا يملكه أحداً غيره ، وهو الإختيار - وإذ كان قليلاً محدوداً – هذا الفضاء الشاسع الذى يسبح فيه وحيداً في كل ليلة يتركه فيه كل البشر حتى يصبح عارياً امام الليل ، وهنا يدخل من يشاء إلى مداره الكوني او يخرجه…»
الوداع : هذا الوداع الذي لا تتلامس فيه اليدين ولا تلتقي خلاله العيون ، تنيره الأيام مع الأيام ،  حتى أكتشف مع الوقت أننا لن نلتقي من جديد.
الندم : هذا الندم من أنني قد أقول بعدما تنقضي فترة ما ، لما عاند القلب وقتها ، كان من الممكن  أن يتنازل.
الحيرة : هذه الحيرة عند النهاية ، هل حقاً قلنا كل شيء ، هل هكذا تكتمل الأمور ، هل ما كتب كان يستحق و ما قيل كان سيصل .. ما فائدة كل شيء! ، أين الطريق إلى آي شيء!.
في عالم حيث كلّ شيء متبدّل ، لا إمكان لدوام أيّ شيء ، وحيث كلّ شيء ينجرف من ساعته في دُوَّامة التغير الهائجة ، وحيث ينبغي للإنسان إن أراد أن يبقى منتصبا على الإطلاق ، أن يداوم على التقدم والتحرك، كبهلوانيّ على الحبل – في عالمٍ كهذا, تكون السعادة شيئًا محالًا يتعذّر تصوّره.
على المرء يا ميلينا، أن يأخذ وجهُكِ بين راحتيه، وينظر مباشرةً في عينيكِ، لعلك أن تتعرفي على نفسك في عينيَّ الآخر.
أنا أعمق من تلك الصورة التي في مخيلتك ليّ، أكثر قوة من هذا الذي تراه يكتب حزنًا، أشد لامُبالآة من هذا الذي يُعاني من القلق والخوف دائمًا، وأكثرهم إنسحابًا في حين أنك تظن بأني لن أتجاوزك، أنا شخصٌ آخر لم تتمكن الأيام من شرحي لك، ولن تستوعبني ظنونك أبدًا!
اكتب لك الرسالة الأولى التي من المقرر لها أن تصل بين يديك وأتمنى أن تكون على قد العشم وحبي.نعم كتبت لكِ خمسين رسالة ربما ثلاثين لم احصهم لم اهتم بإحصاء عدد المرات التي حاولت أن اكتب لكِ فيها شيء، فكنت اكتب لك قصيدة وأغنية، والكثيرة من العبارات التي ماتت، لأنك لم تقرئيها.كنت أحدثك في كل سطر وتفصيلة وانتي لن تقرئي، كنت أركز بشكل أكبر على محاولتي القادمة في أن أخبرك كم الكتابة أمر صعب عندما تكون أنتِ بطلتها. ليس لشيء...ولكن ليت الحياة بسيطة كالكلام الذي يعبر عنها، ليت مشاعري تجد مفرداتها في قواميس اللغة، أو تجد دقات قلبي طريقها في التركيبات اللغوية للشعراء، القلم كان ينسل على ورقة بيضاء مخبط وملغبط كخوفي من صدك، كان كبريائي يضع جملة اعتراضية بعد كل سطر ضعف، يقول:«مع الوضع في الاعتبار أن لك حرية في قبول أو رفض هذا الحب».المجاز لا يسعف، والتشبيه لا يبسط أو يوصل، والكنايات قليلة، قليلة جدا، الحياة ليست سهلة، الحياة ليست بسيطة مثل الكلمات، الحياة على الورق كانت أسهل من حبك، وارحم على القلب الخالي من عذاب الرفض.ربما تكمن عظمة دوستويفسكي مثلا في كونه استطاع أن يكسر هذه المعادلة، جعل الحياة كلمات، ما عليك إلا أن تستغرق في احدى روايته حتى تجد نفسك في شخصية من أبطال روايته، اعترف لك أني دائما ما كنت أجد نفسي في أكثر الشخصيات المهمشة، ذات العمر القصير، تموت عندما تبلغ من العمر ٢٠٠ صفحة.كنت افضل دور هذا الشهيد، ينظر من خلف هذا المقهى الزجاجي المعبق برائحة الدخان والڤودكا الروسية،يشكوا إلى غريب الحياة.
وحدي أشعرُ بـخواءٍ مُريع . هناك فراغ بداخلي، خواء يتمدد ببطءٍ ويلتهم ما تبقى مني .. استطيع سماع هذا أثناء حدوثه. أنا تائه تمامًا هويتي تموت. لا اتجاه. لا سماء ولا أرض، وحدي تمامًا في متاهة مُعتمة.
لا يوجد غياب سوى غياب الآخر: إنه الآخر من يغادر، وأنا من يبقى. الآخر في حالة رحيل دائم. إنه مهاجر بطبعه ومراوغ. أما أنا، من يعشق، وبطبعي المقلوب فأنا قارٌ وثابت ومتاح في الانتظار، مكوّم في موقعي كطرد منسيّ في ركن في إحدى محطات القطار.
‏فيّ هذا الزّمن المليئ بالبؤس، أيّ وقت تُقضيّه فيّ إسعاد نفسك مهمّا كان بسيطًا، لا يُعتبْر وقتًا ضائعًا. حتى لو كان غيرك يَراهُ تافهًا.
‏ هل تعلمين أنني نادرًا ما نظرت إليكِ ؟ مازالت هناك قداسة هائلة تلتصق بكِ؛ ‏لا أعلم كيف أخبرك بما أشعر، أعيش في توقع دائم، وتأتين وينزلق الوقت مختفيًا في حلم، فقط عندما ترحلين أبدأ بإدراك وجودك، وعندها يكون الأوان قد فات، ‏أنتِ مُخدّري.
أعتذر للحبِّ القديم لأنّني أعتبر الحبّ الأخير
هو حبِّي الأول !!!
أرادوا إلباسي منفى غريبًا عني، لكن عبثًا فقد حولته إلى منفى خاص بيّ. فحين يُدرك المرء الإحساس بأن شارعًا ما ليس غريبًا عنه سيتوقف الشارع عن النظر إليه على أنه غريب، وهذا حال الأشياء كلها: الشوارع، الزوايا، المقاهي، الشمس والظل.
"لِنّنسى وبكُلّ كرم؛ هؤلاء الذين لم يستطيعوا حبنّا"
الآن .. بعد مئات الرسائل التي كتبتها لك .. ولم ترد عليها .. أتمنى للمرة الأولى منذ عرفتك أن كل ما كان بيننا .. كان حلمًا فقط .. كان سحابة صيف .. كان كأيّ شيء عبر للحظات فقط ؛ و مضى .. ليت أننا لم نتشارك التفاصيل الصغيرة .. ليت أن أحاديثنا تسقط من الزمن .. من التاريخ .. من قلبي.
أحبيني وأعدك أن لا يؤلمك غير صوت فيروز، وأن العاصفة القادمة لن تحرك غير شعركِ؛ لأنتمي إليكِ أكثر من العَلَمْ.أحبيني، ثم انظري في عيني وستعرفين كيف كانت الكلمات جافة قبل صوت أم كلثوم، وكيف التأم الإيقاع المكسور! أحبيني لننام مزعاً ليتشابك شعرك وشعري ليعيش كل منا بحلم اضافي،أحبيني لأشرح لكِ تناقضاتي.. بينما أمشط شعرك الحالم وارى الاساطير تتساقط على بلاطات الغرفة، تزعج الضوء الأصفر في منامه، وتعطي رهبة للليل.أحبيني لندخل المكتبات معا لنصبح اثنين لا يملكان ثمن الكتب.. لنأخذ كتابا كأنما نتفحصه لأقرأ لكِ منه قصيدتي المفضلة واتركه على الرف مرة أخرى.. لنذهب مبتهجين بكل ما هو ليس لنا. أحبيني لأستطيع أن اقول لكِ كم هو ضروري أن تحبيني، أحبيني لندخر معاً من أجل أن نجعل أرضية غرفة واحدة في منزلنا من الباركيه، لنجلس عليها مساءاً واقرأ لكِ بصوتٍ عالٍ رواية “ الليالي البيضاء ” لأقول لكِ بصدق رأيي في النساء بدون اي تخوفات من أن تحكمي على قواي العقلية. أحبيني لنتشارك السجائر والتخوفات، وتبتهج كتبي التي ملت مني! لنبكِ معاً، لنضحك معاً في وسط البكاء. لكي تقولي لي: لا تشرب الشاي بارداً.. أحبيني وانتِ مرتدية واحد من قمصاني.. وتلوحين لي من شرفة عالية! أحبيني فقد مللت عمل الشاي وحدي..أحبيني لأريكِ فيلما لا أريه لأحد.... لأشرح لكِ كم كان الشعر ضروري في حياتي، لأجعله ضروري في حياتك، ولتعلمي أن البكاء لا علاقة له بالحدث، وأن الحدث المؤلم في وقته هو أصعب من أي حدث مؤلم في وقت سابق، وأن صفعة قوية من يد أبي لم تبكيني ولم تحرك بداخلي شيء حتى، ولكن عناقه لي بعد دقيقتين هو ما جعلني أسيل بكاء كلوح زجاج تسرطن وانفرط مكعبات صغيرة. أحبيني لأقص عليك كيف أن “ شوبنهاور” أثبت أنه لا وجود للحب في عدد من المجلدات التي استهلكت آلاف الأبحاث ومئات الآلاف من الأتباع، ثم أعتذر عن كل آراءه في نهاية حياته عندما أحبته فتاة جميلة!
أحبيني لأنني المشوه الذي ابتسم لكِ بصدق.
ماذا تعلمنا مِن خِبرات السنين؟ نتعلم ألّا نتوقعَ الأفضل ، لا مع الحظ ولا مع البشر، الجميع مخيبون لِلآمال في النهاية.
إنني لا أرى في هذا العالم إلا أنت، وكل ماعداك لا يهمني في شيء. وحين أسأل نفسي: لماذا أحبك وكيف أحبك لا أحصل على أي جواب.
لم أحبّك لحاجتي للحب، و لم أحبّك بسبب الفراغ، و لم أحبّك لأنني وحيد ، بل أحببتك لأنك أنت، لأنك المكان الآمن، لأن الخوف معك يتلاشى كأنه لم يكُن، أحببتك بسجيتك و بعيوبك و ندوبك حتى في اللحظات التي لم تُحبّ نفسك بها أحببتك كثيرًا و رغبت بك كثيرًا دون توقف.
‏أنا لا أحبك ليومٍ أو ليلة، لا أحبك في تاريخ محدد، لا أحبك في السّر.. لا أحبك بشكلً تقليديٍ أبداً، بل أحبك في جميع التواريخ والسنين أنني أحبك بكل الأحوال المتبدلة أنني أحبك في ليلة الأمس وقبل ليلتين وثلاثِ..أنني أحبك في ليلتنا هذه أحبك غدًا وبعد غد وإلى الأبد.
2024/10/01 07:25:59
Back to Top
HTML Embed Code: