Telegram Web Link
أحبك أميرتي نجمتي المضيئة وغيمتي الناعمة زهرة عمري وشمسي الدافئة🤍
‏إنّ محادثتك تنقلني إلى ذرا الأحاسيس التي نادراً ما أجدها في الحياة وتمسّني بعمق.
الوقت الذي أمضيناه معاً قد تلاشى كلياً، حتامَ سأظل أتجول على شفا حافات الألم لأتخلص من كل الذكريات، فلم يبقى شيء سوى خيبة الأمل، حب قديم يعبر نهر النسيان، متمنياً أن أستطيع عبور هذا الحيز العبثي.
‏لستُ معكّر المزاج أو يائساً، لكن لا شيء في وقته أو مكانه. أشعرُ أني بحاجة ماسّة لرحلة إلى مكانٍ مجهول، وإلى الصمت، وإلى البقاء في الظلال المعتمة.
كان هذا هو الشيء المتعلق بالمطر الذي تشبّهه بالحزن: إذ إنك تبذل قصارى ما بوسعك لكي لا يلمسك شيء، وأن تظل سليما وجافا، لكنك إذا فشلت، وعندما تفشل، تأتي اللحظة التي تبدأ ترى فيها المشكلة، لا كقطرات، بل كسيل جارف، ولذلك تقرر أن تتبلل حتى العظم.
ليس عندي ما أقوله. فقط أريد أن أتكلم، 
أن أصنعَ جسرًا من الأصوات يوصلني بنفسي. 
ضفَّتان متباعدتان أحاول وصْلَهما بصوت.
الكلمات أصوات. أصواتٌ لا غير. هكذا هي الآن، هكذا كانت دائمًا. 
أصواتٌ لا نوجّهها إلى أحد. 
نحن لا نكلّم الآخرين. نكلّم فقط أنفسنا. 
الآخرون شيء بعيد وغريب، لا نراه ولا نعرفه، وتقريبًا ليس موجودًا.
لم يكن الكلام غير عزلة، لم يكن غير صمت.
مع ذلك أريد أن أتكلَّم الآن، أريد أن أكرِّر عزلتي.
ولكن، ماذا يقول لنفسه من هو ميت؟! 
ربما كان الامر في آخر المطاف نوبة جنون ، وليس باقياً منها أي أثر. وأن الأحاسيس العجيبة التي راودتني الأسبوع الماضي، تبدو لي اليوم مضحكة جداً وانا لا أحسُّ بها أبداً. إنّي في هذا المساء في رضىً تام، وفي وضعٍ برجوازي طيّبٍ في هذا العالم. 
أتمنى ان تجذبك السعادة وكل الأشياء الجميلة أيضاً بشكل أبدي.
لقد أدركنا منذ زمن طويل أنه لم يعد بالإمكان قلبُ هذا العالم، ولا تغييره إلى الأفضل، ولا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام. لم يكن هناك سوى مقاومة وحيدة ممكنة وهي ألّا نأخذهُ على محمل الجِد. 
كنتِ تتكلمين بمعاني الماضي وأنا لستُ ماضيك. إنني أرد ماضيك على أعقابه. أنا لستُ مثل أحد. لا شيء أفعله مثلما يفعلونه. لا أحد يحب مثلي. لا أحد يحب بقوة ما أحب، بجمال ما أحب، بروعة حبّي وعظمته ونقائه. لم يعد غيري من يحب في العالم. كل ما في هذا العصر من رجال، آلات وجلود وأشباه بهائم. وقد يعرفون كل شيء، إلا الحب. وقد يفهمون كل شيء، إلا المرأة. وقد يميتهم ويحييهم أي شيء إلا الحب وامرأة. لستُ مثل أحد. إنني آتٍ من حيث لا وقت إلا للحب، وها أنا أعيش عصري باحتقاره وضربه على نافوخه، فهو عصرُ المعلّبات والخدع الرهيبة، إنه عصرُ زوال الحب. أعيشه؟ بل أعلّقه على الحائط. إنه نملة شاسعة أدوسها كل لحظة لأقطع منها جزءاً. إنني أجملُ وأفضلُ وأعلى من عصري. إن عصري هو عاري. إنه عاهتي ولحمي الميت، وأنا أخجل به وأكرهه وأفلّت عليه أفكاري القاتلة. وأكثر ما يقتل هذا العصر السافل أنني أعرف كيف أحب، وأنني أحب، وأنني لا أكف عن الحب، وأنني لن أكف عن الحب. إنني أعظم مجرم معاصر. صدقيني. ولا أعرف كيف سيكون أو هل سيكون العصر المقبل؟ غير أنني لا أرى سبباً واحداً للتفاؤل. والواقع أن ذلك لا يهمني. إنني أحب لا نكايةً بالعصر وإنما لأنني عاجز عن العكس. إنني أتحمل حبي. 
انتهينا، أو نسينا الشمس
والريح التي انكسرتْ على أسوارنا
تاهت سدىً
أحلى رسائلنا سدىً ضاعت
بلا معنى
تحاجزنا على أجسادنا
وبكى لنا شجرٌ
وضاع الزيزفون بنا
فصرنا بعض اخطاءٍ ملفقةٍ لنا
وكدنا أن نموت،
وربما متنا. 
وسواء عليك تأملت أم لم تتأمل، فإنك مدرك أن لكل شيء نهاية، وإنك مدرك أيضا أني إنما أخادع نفسي، فلا نسيان هنالك ولا تجاوز ولا يحزنون، وغاية ما أفعله هنا، كتابة أو عزفًا أو كلامًا أو ضحكًا، فهو لا يعدو محاولة فاشلة للفرار من هذا الألم المُلّح المغروس في أبعد نقطة في أعماقي. 
‏في أيام هروبك..
عندما هطل المطر...
تذكرتك.
وعندما أخطأت وناديت أحدهم باسمك
تذكرتك.
عندها أيقنت.. نعم.. ايقنت
أنني لم أنسك..
لايزال في قلبي بقايا منك..
بقايا تشبه بقايا المطر على الأرض..
قيعانا صغيره... لكنها لاتجف.!!
أي نوع من البشر انت..؟؟
‏لا أعرف إلى أين ستؤول الأمور. لكن المؤكد أنّ شكل علاقتنا هذا غير قابلٍ للحياة الطويلة. وكلما فكَّرتُ أنَّنا سنفترق ذات لحظةٍ، ستحِلُّ آجلاً أم عاجلاً، أكاد أموت من شدَّة الحزن.
‏روحي اليوم كئيبة، كئيبةٌ حتى الجسد. كلي إيلام، ذاكرةً، عينين وذراعين. ثمة نوعٌ من الروماتيزم في كل ما تتكون منه كينونتي.
منذ أمد بعيد وأنا أقف على حافة الانتحار. وما يمنعني هو سبب بعيد عن الجُبن وحتى عن الأسف. إنها الكبرياء التي تمنعني من أن أترك قضايا معقدةً لم تُحل بعد.
مدين لرائحة عطرك النفاذة في أول لقاء، كانت تتغلغل في خياشيم قلبي، هل يملك قلبي خياشيماً؟ كان حينها سمكة تغرق رويداً رويداً في محيطك، بين التيارات الدافئة والباردة احتارت في طريقها الذي كان غائباً من البداية، لكن هدهدها الصوت القادم من الاعماق، ساحرة هي اعماق المحيط حتى بالنسبة لسمكة صغيرة تسبح في الظلام. 

مدينٌ انا لهمسك قبل النوم، لساعات الصمت الطويلة بيننا والراحة، مدينٌ انا لضحكاتك والبهجة التي تغمرني بمجرد ذكر اسمك في شاشة عقلي الخلفية، تلك التي تمتلئ دوماً بالاشياء المهمة الواجب تذكرها؟ تسيطرين انتِ على الجزء الأكبر منها بلا هوادة، بضع بيكسلات أخرى تهرب لتحتفظ بباقي المهمات الاساسية كالتنفس والحياة. 


مدينٌ انا للأحلام، الموسيقى، الكتب الجيدة التي تجبرك على إلتهامها، لكل تلك الاشياء التي تبقى الحياة محتملة وتمضي بلا انقطاع. 


مدين انا مرة أخرى للصداقات الجديدة، للحب غير المشروط في قلبك العجوز احياناً، والمنتفض حيناً اخر، لعقلك الحائر دائما، لصداقتنا، ولحبنا، ولعدم قدرتنا على ترجمة الواقع سوياً لشيء أفضل.
‏لطالما تطلَّعتُ، طوال أسابيع وشهور وسنين، بل طوال حياتي والحق يُقال، لحدوث أمرٍ ما، حدثٌ جوهري يُغيَّر حياتي كلها، والآن وقد ألهمني يأسي التامّ من كل شيء، صرتُ أشعر فجأةً بالارتياح، أشعرُ وكأنَّ عبئاً ثقيلاً قد انزاح عن كاهلي.
أنا اليوم مهزوم، كما لو أنني أعرف الحقيقة؛ صافي الذهن، كما لو أنني على أهبة الموت! لا‌ تجمعني بالأ‌شياء أخوة غير أخوة الوداع.
الجدران الأربعة لغرفتي هي بالنسبة إليّ ،
في آنٍ واحد ، زنزانة ومسافة ، سرير وتابوت ،
ساعاتي الأكثر سعادة هي تلك التي لاأفكر فيها
في شيء ، ولاأرغب في شيء ، ولاأحلم في
الرغبة في شيء ، ضائعاً في سبات ، ملتبس
من طحلب محض ينمو في سطح الحياة.
2024/10/02 02:33:28
Back to Top
HTML Embed Code: