Telegram Web Link
طيفك يعتذر نيابة عنك

يملأ فراغك
يبرر غيابك
يأخذني في مشوار طويل
يجوب شوارع المدينة
يخوض في أحاديث كثيرة
ولا يفلت يدي !
( طيفك أكثر منك لباقة )
صار حبك لي كالمطر ، شفافاً ، وعذباً
ويحيي الله به قلبي .. كالمطر الذي لا نملك
معه سوى أن نكون مطمئنين ، الطمأنينة
التي تعلم معها أن الله يرسل السماء علينا ،
ويمددنا بفرح.
رغم خوفي الشديد من الوحدة، إلا أنني أعرف أنني لم أعد أحتمل ضغط الواقع، لذا اختر منذ ما يقارب نصف العام أن أمشي على الأرض هونا، أن لا يزيد أثري فيمن حولي على رفة جناح فراشة لدى خروجها من الشرنقة، خفيفا لطيفاً، وزائلا، لا أصدر الكثير من الضجيج، أثراً لا يراه إلا من يبحث عنه ،اخترت أن أنزوي إلى عالم يرونه و هما وخيالا، وأرى فيه كل الحقيقة وقلبها، لذا أصير وحدي الآن.
‏كنا ننبت في كل مكان ..
نُحب المطر ونقدس الخريف، حتى فكرنا ذات يوم أن نبعث برسالة شكر إلى السماء، ونلصق عليها بدل الطابع ورقة خريف ..
كنا نؤمن بأن الجبال زائلة والحضارات زائلة
أما الحُب فباقي.
‏يبدأ الإنسان حياته بكمّ هائل من الأحلام والأماني حتى أن ذاكرته لا تُسعفه في تذكرها كاملة، شيئًا فشيئًا يصبح حلمه الوحيد أن يكون مُطمئنًا لا أكثر .
أشتاق لقلبك القديم، وتصرفاتك القديمة، أشتاق لحبنا القديم، لكلامك القديم، للقدر الذي كنت تحبني به، الآن أمسك نفسي حتى لا أحادثك، أحرق قلبي حتى لا أشتاق لك.. أغلق هاتفي أياما وشهوراً، أمسح صورك، لكن في لحظة ما يصيبني الجنون، ويشوي أطرافي الشوق، أبحث عن أي طريقة توصلني إليك، أريد أن أتأكد إن كنت بخير
أم لا!
كنت أظن أن الحياة
بشكلها المتوازن
تتطلب أن أكون مع أحد
أن أضحي بوحدتي

بفراغي بأشيائي
للقلوب التي أحتاجها
الآن ،
وبعد أن خدعني شكل الحياة
وخذلتني قلوب البشر
أنا لا أحتاج سوى أن أسترد وحدتي
أريد أن أستريح من هذا العالم
المحشور في رأسي!
‏ما أبقاني على قيد الوجود حتى الآن والمقاومة سوى فكرة أن الله ينظر لي ، أن عينهُ علي ، وأنه سيفعل شيئًا ، سيرمي لي سلّم طوارئ ، طوق نجاة ، لا أعلم ، لكنه بالتأكيد يهتم لأمري ، وهذه الفكرة تنجيني دائمًا.
العالم مكان قاسي جداً على الذين
يشعرون بكل شيء بكل قوة مثلي، على الذين لا
يعرفون كيفية التخلي، والذين لا يعرفون كيفية النوم
ليلاً أثر ثقل خيبات الصباح، الذين يملون من كل
شيء إلا من الشيء الوحيد الذي يمل منهم كل مرة
في النهاية، الذين يتحدثون بسرعة، أو لا يتحدثون
على الاطلاق، الذين لا يحبون الخطط، ولا يعرفون
الرد على الهاتف، الذين يحبون بكل صدق كل ما لا
يستحق، كل مرة، ولا يتعلمون الذين يتم جرحهم بكل
سهولة ويتم البوح بذلك بكل صعوبة، الذين يحملون
خيباتهم داخل جيوب معاطفهم القديمة، والذين
يلبسون نفس الجينز كل يوم، الذين يحبون المشي
ويكرهون الركض لأنهم ركضوا كثيرا، وراء الكثير،
بطرق غير مباشرة. العالم مكان قاسي جدا، وانا
اصبحت مثله تماماً.
كانت تقول "اخترق مسراتي شيئاً ما" بدلاً من أن "أنا حزينة"
و"خلاياي تركض بهلع" بدلا من أن تعترف بأنها قلقة
و"وضع نقطة آخر السطر" تعبيرا عن تجاوز الطرف الأخر لها
و"أعجز عن النوم" بدلاً من "أحتاجك"
وثمة لسعات أشعر بها في مجرى دمي" بالنيابة عن "أتألم"
وتخبره بأنها تنجرف كسيل لئلا تنطق "أحبك"
تلك التي لم ينجح أحد في اقناعها أن المشاعر ليست عارض صحي.
أحس بتعب عميق يشل أطرافي وفكري ..
لا يشبه تعب المرض ولا تعب من قام بمجهود جسماني .. أود لو أكون وحيد في هذا العالم حتى لا أضطر للتواصل وتبرير تصرفاتي إذ لا قدرة لي على التبرير .. أود لو أنزوي في ركن قصي مظلم، لو أمكن، لأستمع إلى صمت الكون وأنين أعضائي .. تؤلمني أعضائي، تتنكر لي.. لا أستطيع التحكم فيها كما لو كانت لغيري. أحياناً أتصبب عرقاً، وأحياناً أخرى تسرع دقات قلبي دون مبرر .. حتى عيناي تدمعان دون سبب، كل تفكير في الغد يضاعف إرهاقي.
علينا أن نودع بعضنا باستمرار، أن نتبادل الوداع
كل حين، بكثير من الصمت، والحنو والنظرات الطويلة
إلى الأبواب، أن نألف الوداعات كما نألف أسرة
نومنا، كل من يخرج ويغلق الباب قد لا يعود، كل من
يذهب إلى مخبزة في الصباح الباكر، مبتهجاً بيوم
جديد قد لا يعود إلى قهوته التي ستفيض على النار،
أو إلى المطبخ، في عمق الليل، فقط ليشرب، قد لا
يعود أبداً إلى أحلامه، ووحده الصنبور سيظل يقطر،
كل من ينام بعد أن يقول لنا: تصبحون على خير قد
لا يستيقظ أبداً، كثيرون خرجوا مبتسمين ولم يعودوا
في المساء، ولا في أي مساء.
نخرج من بعض الأماكن،
لكنها لا تخرج منا ..
نجتاز أوقاتا ،
تعلق فينا ، تأبى أن تتجاوزنا ..
نهجر شخصاً
وما ينفك يسكننا ..
غالباً ،
ما نحاول الارتحال عنه
يمعن المكوث بداخلنا ..!
اطرد من حياتك أصحاب القلوب السوداء
الذين فرضتهم ظروف واقعك عليك
أولئك الذين قاسمتهم رغما عنك علاقة اجتماعية .. أو
جدران وظيفة مملة
أو صداقة هشة .. أو حكاية حب فاشلة
أولئك الذين دفعت ثمن وجودهم بقربك من صحتك
ونفسيتك
واستهلكوا الكثير من عمرك في سبيل تقويم اعوجاجهم
أولئك الذين سمموا أيامك الجميلة دون ذنب ارتكبته
سوى أنك أحسنت الظن بهم يوما .. وأمنتهم ظهرك مطمئنا
أولئك الذين احتفظت بهم رغم كل دمارهم بك
ومنیت نفسك أن الأيام قد تغيرهم وأن الوقت قد يعيدهم إلى الصواب.
ستكبر يوما لترى
أن كل الأحزان صغيرة
وكل الغيابات متوقعة
لترى أنك في أشد المواقف خيبة تبتسم! لا تبكي
ستكبر يوما لتعلم
أن الحياة لا تقف أبدا
وأن الوقت لا ينتظرك
وأن كل أولئك الذين
ظننت أنهم لن يفلتوا يدك.. سيفعلونها!
ثمة أمور نعيشها دون أن نكترث لها، تمضي من خلالنا بصمت رغم أنها تستحق كل الكلام، بعض الأشياء تفسد إن قيلت! لا أبحث عن الجزء المكمل لنقصي ولا أحاول إقامة اعوجاجي، أتصالح مع كل الجلبة بداخلي وأدعها تمضي بسلام،
أسعى لأن أعيش عاطفتي الخاصة بداخلي ولا يستهويني إخراجها بكل تلك الدرامية الساذجة، أخبئ كل انفعالاتي وصراعاتي بين عيني الغائرتين وابتسامتي الدائمة، أدرك أن الواقع يشوه الجمال لذا أحتفظ بحقيقتي لنفسي وأحيا على شفا خيال وأمنية! أتحاشى أن أملأ عقلي بالتفاهات كيلا يتعفن، أقدس عقلي قبل جسدي، وأرفض كل ما يتناقض مع مبادئي، لا يتمسك بالقشور إلا من فقد الجوهر ولا يقتنع بالفتات إلا من لم يجد غيره،أخشی أن أعيش حياة عادية أكثر مما أخشى الموت، يقال قيمة الإنسان بما يقدمه وأرجو ألا تكون قيمتي صفراً ! في الحياة يولد الشخص مرة واحدة ولكن ليس كل شخص قد تولد الحياة بداخله!
لا تقف
إمضي لأي إتجاه
ابحث عن مخرج للحياة
هذا العالم
يموت فيه كل الذين
يتركون خطواتهم
نائمة على الرصيف ..
وأولئك الباحثون
عن مكان للجلوس!
وأحن ليوم كنت فيه بخير صدقاً ..
رحم الله ضحكة لا تنسى
ولمسة لن تكرر
ووجه اشتقت إليه كثيرا.
‏ذات مرة صادفت كائناً شعرت أنه يمكنني أن أسلّم له ذاتي تماماً. ولكن للأسف، لا توجد هذه الكائنات إلا في الكتب.
‏بعد الثلاثين، سترى أثر أسنان الحياة المغروسة في شخصيتك، ستكتشف بأن الحب لم يكن حبا، وأن شجاعتك كانت تميت بعضهم ضحكا، وأن الخطط والاحلام كانت قصصا مسلية لتمضية وقت جيد، ستحتضنك الثلاثين لتلبسك ثوب البداية وتهمس في أذنيك: أنت لست كما كنت تظن، انت سراب. هيا، إبحث عنك فيك لتصل اليك.
2024/10/02 22:27:25
Back to Top
HTML Embed Code: