Telegram Web Link
‏مضيئة كشمس الصباح
حلوة كقطعة سكر
رقيقة كنسمة صيف
هكذا أنتِ وأكثر .
على هامش الأسفار نحيا، ثم نعود إلى أوكارنا بحزن شجي وبعض قصصنا الصغيرة. بعيدة كما الغيمة في سماء لا تتسع إلا لتضيق. هل ستسمعني لو قلت لك صباح الخير يا لمسة هذا الصباح الشتوي وَيَا قسوة عيد لم يعد يسعدني؟ أي عيد في سماء من رماد؟ صباح الحنين يا حزن أشواقي القلقة. كم يلزمنا من رعشة خوف وخيبة جارحة، لندرك أن الحياة قصيرة، وأننا سنصبح في أفضل الأحوال، ذاكرة؟ سأنام قليلا حبيبي، في الحلم أحيانا ما ليس في الحياة.
ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ أﻥ أﺣﺒﻚ أﻛﺜﺮ. أﻥ أﻣﺘﻠﻲﺀ ﺑﺒﻬﺎﺋﻚ ﻛﻮﺭﻭﺩﺓ ﻧﺪﻳﺔ. ﻭأﻥ أﻗﻮﻝ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺍﻟﺘﻲ اﻧﺴﺤﺒﺖ ﺯﻣﻨﺎ ﻃﻮﻳﻼ‌ ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑأﺷﻌﺘﻬﺎ. أﺳﺘﻄﻴﻊ أﻥ أﺳﺄﻝ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻋﻦ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﺑﻠﻬﻔﺔ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ. أﻥ أﻋﺸﻖ ﺍﻟﻠﻴﻤﻮﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻠﻤﺘﻬﺎ ﺃﺻﺎﺑﻌﻚ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﺘﺨﻔﻰ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﻓﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ.إﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻲ أﺟﻤﻞ ﻫﺪﻳﺔ، ﻋﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺟﻊ اﻧﻬﺎ ﺗﻤﻨﺢ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻭﺣﻴﺪﺓ. ﻧﺸﺘﻬﻲ ﺑﻘﻮﺓ أﻥ ﻧﺤﺘﻀﻨﻬﺎ ﺑﻠﻬﻔﺔ ﻭﻧﺸﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻻ‌ ﺗﻔﻠﺖ ﻣﻨﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ ﺍﻷ‌ﺣﻴﺎﻥ ﻧﺨﻄﺌﻬﺎ، ﺇﺫ ﻧﻐﻤﺾ ﺃﻋﻴﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻧﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻤﻲ ﺍﻷ‌ﺑﺼﺎﺭ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ، ﻓﻨﺘﺮﻛﻬﺎ ﺗﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻔﺘﺢ ﺃﻋﻴﻨﻨﺎ ﻣﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻗﻠﻴﻼ‌ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﺑﺘﻌﺪﺕ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ أﻥ ﻧﺮﻛﺾ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﻐﻴﺐ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﻔﺮ. ﻗﻀﻴﻨﺎ ﻋﻤﺮﺍ أﻧﺎ ﻭأﻧﺖ، ﻧﺠﺮﻱ ﻭﺭﺍﺀ ﺷﺒﺤﻴﻨﺎ، ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺑﺤﺮ ﻣﻬﺠﻮﺭ، ﻓﻲ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﺗﺤﺖ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﺽ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﻋﺼﻒ ﺍﻟﺜﻠﻮﺝ، ﻟﻢ ﻧﻌﺮﻑ ﺑﻌﻀﻨﺎ. ﺍﻧﺪﻫﺸﻨﺎ ﻗﻠﻴﻼ‌ ﻣﻦ ﺷﺒﻪ ﻣﻼ‌ﻣﺤﻨﺎ، ﺗﺴﺎﺀﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺧﻔﺎﺀ: ﻛﻢ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﻗنا؟ ﺛﻢ ﻭﺍﺻﻠﻨﺎ ﺍﻟﺮﻛﺾ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻣﻌﺎﻛﺲ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻓﺸﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻥ ﻧﺼﻨﻊ ﻟﻪ ﺷﻜﻼ‌. ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺎ ﺷﻜﻠﻪ ﺍﻟﻬﺎﺭﺏ.
المطر ينزل في الخارج ، بارداً وقاسياً وشجياً ، لكني أشعر بدفء خاص كلما اجتاحني وجهك الجميل الذي لم يتخلص بعد من دهشة الطفولة والطيبة العفوية.
‏كانت كلمة واحدة تكفي . رنّة هاتف وصوت يقول « اشتقتُك » ، « ما نسيتك » لكن الحبّ الذي وُلد وسط شلّالات الكلمات الجميلة يموت لأنّ كلمة واحدة تنقصه ، بخل بها كلّ عاشق على الآخر ،عن تحدٍّ متناسيًا تلك الدقّة التي قد تأتي في أيّة لحظة لتفرّقهما إلى الأبد.. دقّة الموت.
أَنقلُ حبّي لكِ من عامٍ إلى عام..
كما ينقل التلميذ فروضه المدرسيّة إلى دفتر جديد
أنقل صوتَكِ.. ورائحتَكِ.. ورسائلكِ..
ورقمَ هاتفكِ.. وصندوقَ بريدك..
وأعلِّقها في خزانة العام الجديد..
وأمنحكِ تذكرةَ إقامة دائمة في
قلبي.
أحملكِ كالوّشم على ذراع بدويّ،
وأتسكّع معك..على كلّ أرصفة العالم
..
ليس عندي جوازُ سفر
وليس عندي صورةُ فوتوغرافية
منذ كنتُ في الثالثة من عمري
إنّني لا أُحبّ التصاوير..
فكلّ يوم يتغيّر لونُ عيوني
وكلّ يوم يتغيّر مكانُ فمي
كلّ يوم يتغير عددُ أسناني
..
إنّني لا أحبّ الجلوس
على كراسي المصوّرين..
ولا أحبّ الصورَ التذكارية
..
لذلك..نقعتُ جوازَ سفري القديم..
في ماء أحزاني.. وشربتُه..
وقررتُ..أن أطوفَ العالم على درّاجة الحريّة
وبنفس الطريقة غير الشرعيّة التي تستعملها الريح عندما تسافر
..
وإذا سألوني عن عنواني
أعطيتُهمْ عنوان كلّ الأرصفة
التي اخترتُها مكاناً دائماً لاقامتي.

وإذا سألوني عن أوراقي
أريتهمْ عينيك يا حبيبتي..
فيتركوني أمرُّ
لأنّهم يعرفون..
أن السفر في مدائن عينيكِ..
من حقّ جميع المواطنين في العالم.
متعب من ليلة استمرت قرنا. متعب من شهب اخترقت لغتي وشحنتها بالنار. متعب من صباح لم اعد اعرفه. متعب من مطر غنى الليل كله وعندما تغطيت به صمت نهائيا. كم أشتهي للحظة أن أراكِ كما في اليوم الاول لا تغطيك الا غيمة الربيع وشعاع رسم وجهك بعشق وملامحك الخجولة. كم اشتهي ان اسكن اعطابك السرية زاوية زاوية فقط لأرسمك للمرة الاخيرة كما انت لا كما اشتهيك واحبك. كم اشتهي ان اغفو واقوم لادرك اخيرا ان الحياة التي سرقتها معك لم تكن وهما. كم اشتهي ان ألبس دمعك وخوفك وأنحني اقبل يدك التي خطت ميثاق النار. كم أشتهي، لكني متعب من ليلة استمرت قرنا. أشتهي فقط ان أغيب.
أنطوان تشيخوف :

لقد توفيتُ منذ دقيقتين وجدت نفسي هنا وحدي مع مجموعة الملائكة ، وآخرين لا أعرف من هم ، توسلت بهم أن يعيدوني إلى الحياة من أجل زوجتي التي لا تزال صغيرة وولدي الذي لم يرَ النور بعد ،
لقد كانت زوجتي حامل في شهرها الثالث ، مرت عدة دقائق أخرى ، جاء أحد الملائكة يحمل شيئاً يشبه التلفاز أخبرني أنّ التوقيت بين الدنيا والأخرة يختلف كثيراً.
الدقائق هنا تُعادل الكثير من الأيام هناك " تستطيع أن تطمئن عليهم من هنا " قام بتشغيل الشاشة .. فظهرت زوجتي!! مباشرة تحمل طفلاً صغيراً ، كان إبني يكبر ويكبر وكل شيء يتغير ، غيرت زوجتي الأثاث ، استطاعت أن تحصل على مرتبي التقاعدي دخل ابني المدرسة ،
تزوج أخوتي الواحد تلو الأخر أصبح للجميع حياتهُ الخاصة ، مرت الكثير من الحوادث وفي زحمة الحركة والصور المشوشة لآحظتُ شيئاً ثابتاً في الخلف ، يبدو كالظل الأسود ،
مرت دقائق كثيرة ولايزال الظل ذاتهُ في جميع الصور .كانت تمُر هناك السنوات كان الظل يصغُر ، ويخفت ..ناديتُ على أحد الملائكة ،
توسلتهُ أن يُقرب لي هذا الظل حتى أراه جيداً لقد كان ملاكاً عطوفاً لم يقم فقط بتقريب الصورة ، بل عرضَ المشهد بذاتِ التوقيت الأرضي ولا أزال هنا قابعاً في مكاني ، من خمسة عشرَ عاماً ،
أشاهد هذا الظل يبكي فأبكي ..
لم يكن هذا الظل سوى أمي 💔
أين كنتِ كل هذا الوقت، ولماذا وصلتٍ متأخرة بعد كل هذه السنوات؟ أية قوة هذه التي تدفعني نحوك وأي جنون؟ لست الا ظِلَّ طفل صغير مقفل الصدر على اسراره اليتيمة. مازلت الى اليوم كلما التبست علي الأرقام أعدّ بأصابعي، وأشتهي الركض وراء السراب واسابق الغيمات الناربة من ظلها كلما فاض عليّ الوقت، مازلت أرتعش أمام البنفسج البري وعطر الحبر الاول. وارتعش كورقة في مهب الريح ،أي هبل هذا الذي يرميني بين كفيك النديتين وعيناك في وجهة أخرى تنتظران غيمة جنوبية تأتي من الربع الخالي؟ ألم يحن بعد زمن لملمة جمل الحب الأخيرة والنعوت السخية والخروج من محنة اللغة. كم اشتهي ان أمًزق الورقة التي لم تستطع حفظ سري الدفين وفضحت قلبي امام نجمة الفجر الهاربة. كم اشتهي أن أرمم هذه الكأس المكسورة بالمستحيل وبإشراقات القلب اليتيمة. أن اسلك هذا الطريق الصعب بدون ان التفت ورائي. كل التفاتة هي عمر يمضي في الفراغ. كم اشتهي لهذا الشيء الحارق الذي يشتعل في القلب الذي لا لون ولا طعم ولا دم له، كم أشتهيه ان ينطفيء ويتركني أنا وظلي نركض وراء سحب الصيف الماضي الملونة ودفنها في صدري. كم اشتهي فقط ان أقول لك صباح الخير بلا خوف وأمضي دون ان التفت ورائي هذه المرة.
يجعلني مطمئنًا، ما يُبعد عني الآنَ خوف الليلِ ورعشةَ كائناتهِ الغريبة، أنني حين أنام أعلم أنني أذهب إلى يديكِ. لم أعد أَضِلُّ الطريق إليهما.
الرحلة طويلة وشاقة في المسافة بين النافذة والسرير؛ كنت أخافُ لأنني لم أكن أعلم إلى أين يفضي بي النوم كلّ ليلةٍ. كنتُ أعلمُ أنه ليس موتاً، ليس يقظةً، بل يقظة الموتِ في خرافاته الملوّنة.
إلى أين يذهبُ جسمي في النوم. إلى أين تذهب عيناي. لكنني الآن حين أصل إليه أعلمُ أنني أجدُ وسادةً لرأسيَ المتعب، لجسمي الضئيل.
صغيرتان يداكِ، لكنهما تتسعانِ لجسمي لشدّة ما صار قليلاً، لشدّة حضوركِ في غيابي. لا أخاف الآن أن يأخذني حلمٌ رمادي إلى هاويةٍ لا قاع لها، أعلم أن راحةَ يدكِ اليمنى تفتح لي بابًا إلى ضوءٍ قرين، وأن وجهي يحفظُ، كحريقٍ، ملمس راحةِ يديكِ اليسرى. هل كنت غائبًا إلى هذا الحد، أعني لا أجد من يدلّني إلى نومي. من يمسكُ بيدي، ويدلّني بين صحاري الأرق الطويل. الآن أعلمُ أنني أغفو حين يخطر لي أنّ يداً، لكِ، تلوّح لي بصباح آخر. فأنهض بإشراقتها، حين تفتح لي النافذةَ وتمسح النومَ عن عينيَّ فأعلمُ أنني، أخيراً، أحيا، لأنها توقظني كلّ صباحٍ. يَدكِ. مروحةُ الأصابع الناعمة، لمسةٌ خفيفةٌ كالسماء، من التجاعيد التي في جبيني، إلى الورم الداكن تحت عينيّ. ثُمَّ دائرة الفم التي ترسمينها لابتسامة ما، ثم خطَ العنق حتى أعلى الصدر. أعلم الآن أن وجهي لا يضيع بين الوجوه، أنني، كلما أعود أستردّ قسماته كأن أصابعك إذ تتلمس الملامَح تصنعها وجهاً أعرفه، وجهاً اعتدت عليه بعد أن أخذته المرآة في الصباحات السابقة، بعد أن ألغاهُ التعب.
لم أعد أبكي حين أراقبُ المطرَ يهطل في ليل العالم الذي يتّسع وراءَ النافذة. لم أعدْ أرتجف خوفاً حين أستيقظ في الليل. وأرى أنني وحدي. بِتُّ أرى الليل ظلاً ليديكِ، يغمرني ولا أضلُّ فيه والمصابيح ذكرى من لمستِهما الخفيفة. كأنّ ضوءاً يتبعُ إيماءةَ اليدِ التي تمسحُ نومي بماء الدعةِ. وأعلمُ أنني بتُّ أبتسم كلما صادفتُ الوحشَ الذي كان يفترسُ في الحديقة حلمي الوحيد. الآن بتُّ أرى أن أفلاكاً تتقاطعُ في الخطوط التي تتلاقى في راحتكِ الزهرية. كأن السماء يرسمها خطّان في راحتكِ، سماء قليلة لكنها تكفي لكي لا يموت العالم من الوحشة.
لفرط ما أحذف النهارات لم يبق مني الا كائن الأرق، شبيهي، الذي يحسب ان الوقت يمضي اذا مشيته مراراً من الباب الى النافذة، من الشرفة الى النافذة، من النافذة الى النافذة، ولا ادرك جدواه. لفرط ما أحاول نسيان الوقت أقع في خطأ الانتظار واعلم ان من هو مثلي لا ينتظر شيئاً ولا يرغب في شيء، لأن الاشياء قاطبة تقيم في نهارات احذفها لكي لا يبقى مني الا رميم الأرق، شبيهي، الذي ما عرفت سواه.
لا أُبالي
-حينَ أنظرُ، ساهياً-
بأيّامٍ كان ينبغي أن أحياها،
أو يحياها الظلّ الذي كُنته،
أو ذاكَ الذي كانَ بصحبتي، لأعوامٍ
-وتنقضي الأعوامُ-
كحوارٍ صامتٍ،
كحافلةٍ مسرعةٍ أمامي،
مكتّظة بالمقيمينَ من دوني، هنا،
أو هناك
كأنها ذكرياتُ الشخصِ
الذي وددتُ أن أكونه
كأنها ذكرياتٌ قرأتها في كتابٍ ثمّ فقدته
كتاب استعارهُ صديق ثمّ فقدته،

فلا شأنَ لي بما يجري على بُعدِ أمتار
على بُعد أميالٍ
ومدنٍ
وبحارٍ
وحكاياتٍ،
من بوّابة سهوي

ولاشأنَ لي بمحبّةِ من يُحبني أو يمقتني،
إذ جَعَلْتُني،
لأعوام،
مُتفرّجاً على ميتاتٍ صغيرة

لا أُبالي بي
إن بقيتُ حيّاً
لأيامٍ،
لأعوامٍ أخرى
فلم يبقَ ما أصنعهُ
برجائي
لم يبقَ ما أصنعهُ بمتّسعِ اليوم، كل يوم
بالحبور الأحمق
لعابرينَ
في أوقاتٍ شاغرة

لكلامي الذي لا أدري ماذا يقولُ
منذ أعوامٍ طويلة

سأكونُ ساهياً عني،
كمن يُمعِنُ التفكير،
جالساً على مقعد الحجر البارد،
في ردهةِ الأسى الذي لا يُشبه الأسى
بل يشبه السهو
الذي لايسري في الرأسِ
أو العينين
بل السهو الذي يسري تحت الجلدِ
كالقشعريرة
كعثرةٍ في القلب.
أنا متعب أيضاً، أكثر منك، ولا أبحث عن شيء آخر سوى الرغبة في النوم. بي نزف داخلي ثقيل، يهدر مثل الوديان، وأشعرني مفرغ من كل شيء فجأة، منك، من محيطك، وحتى منّي. حقيقي، لا أريد شيئاً، سوى أن أنام قليلا، وعندما استيقظ أجد ذاكرتي بيضاء كغيمة.
بيضاء كلاشيء . كالموت.
يا سيدة الروح سأوقف الدق على باب الغفوة التي طالت. عندما تستيقظين تأملي السماء بلطف بها نجمة هشة محملة بك، ستعبر بسرعة البرق في شكل دخان قبل أن تتشكل في قلبك وعينيك وجها تعرفينه جيدا كان دائماً يسافر على متن غيمة ليصل إلى قلبك.
صباح الخير نيابةً عن كل عِناق فائت ، عن كل أُحبك ضائعة ، عن كل ما يفصل بين يديَّ ويداكِ.
صباح الخير لك ، وأنتِ تعلمي تمامًا بأنّكِ لقلبي الصباحُ والخير.
أردتُ أن أكون كل تلك الأشياء التي تلمسك ، وكل تلك الأعيُن التي تراك.
في عناقكِ اعانق كل الوجود:

الرمل والوقت وشجرة المطر.

وكل ما هو حي يعيش كي احيا انا

لا احتاج مسافة كي ارى الاشياء،

فيكِ انتِ ارى الحياة كلها.
بهذا البعد وهذه البساطة
لا احبكِ كما لو انكِ وردة من ملح.
او حجر ياقوت، او سهم من قرنفلات تشيع النار:
احبكِ مثلما تحَبّ بعض الامور الغامضة،
سرا، بين الظل والروح.
احبكِ مثل النبتة التي لا تزهر
وتخبىء في داخلها ضوء تلك الزهور
وبفضل حبكِ يعيش معتماً في جسدي
العطر المكثّف الطالع من الارض.
احبكِ دون ان اعرف كيف، او متى او اين،
احبكِ بلا مواربة، بلا عُقد وبلا غرور:
هكذا احبكِ لأني لا اعرف طريقة اخرى
غير هذه، دون ان اكون او تكوني،
قريبة حتى ان يدكِ على صدري يدي،
قريبة حتى اغفو حين تغمضين عينيكِ
2024/09/30 11:36:04
Back to Top
HTML Embed Code: