Telegram Web Link
‏وهذه الانتظارات هي أنا، وأنا الذي أنتظر نفسي في المنعطفات وفي ملتقيات الطرق.
‏لكنني لم أعد الإنسان الذي كنت عليه، لأن كياناً غريباً قد نضج في داخلي.
‏لم أجِد في داخلي إلاّ حزنًا صامتًا تحوّلَ تدريجيًّا إلى أسى هادئ لا أكاد أشعرُ به.
‏وهكذا، فإنّني الآن أتكسّر على عجلة عواطفي الخاصة، بنحوٍ لا يطيقه أيّ رجل آخر.
‏كانت رسالتك بحد ذاتها خيبة واسعة، خيبة أمل لا مفر منها، وقد جاءت هذه هي الأخرى لتكون كسابقتها، لقد كتبتِ بأن ليس لديك أمل، ولكن لديك الأمل بأن تكوني قادرة على تركي للأبد!! .. لا أستطيع أن أشرح لك أو لأي إنسان ما يجري بداخلي.
‏ليس لديّ سوى كلمة واحدة أقولها لك، وأقولها لتبرئة نفسي: لم تجلبي لي في الواقع سوى الاكتئاب. لقد ظللتُ أشعرُ لفترةٍ طويلة أنّ شعور الكآبة التامة والبؤس الذي تلا معرفتنا ببعضنا لن يغادرني أبدًا.
‏إنّ فقدِك لم يكن هيّنًا عليّ في وقتٍ من الأوقات كما هو هيّن عليّ الآن. فإذا كتبتُ إليكِ هذه الكلمة، فإنّما هي كلمة صديق يُريح ضميره، وواجب أخير لا بدّ من أدائه.
‏وتلك الأيمان التي قطعتها ما هي إلا أعمدة إسناد واهنة في مواجهتك. فأنا لا أسمع ولا أطيع شيئاً سوى الإملاءات السرّية للعاطفة اليائسة التي أحملها تجاهك.
‏لم أتوقّف أبدًا عن حبّك، ومازلتُ أحبّك رغم الأسباب العديدة للبرود بيننا، والسبب الأساسي، هو ذاك الذي لا تُلامين عليه أنتِ ولا أُلام عليه أنا، وهو بالتحديد فهمنا المتناقض تماماً لمعنى وغاية الحياة.
‏لا أستطيع أن أتحرك ولا أن أعود أدراجي، وكأن أول الطريق قد ضاع.
‏لا بدّ من التحدّث وجهًا لوجه لرؤية روح الآخر ترتسم على وجهه، وقلبه، وفي رنّة صوته. إنّ كلمة واحدة تُقال بكل قناعة وإخلاص عميقين، ودونما تردُّد، لها مغزى أعمق من دزينة أوراق تُكتَب.
‏كلً يشيخُ إلَّا الماء
وأنتِ كما أنتِ
جميلةٌ، وروح لا تعرفُ الذُّبول
أنوثتك ليست شكلاً، ولا فستان سهرة
أنوثتك قلبٌ يفيض، وضحكةٌ تجري من تحتها الأنهار.
‏كلّ شيء معقّد ومؤلم، هذا كل ما في الأمر. لكنّكِ ما زلتِ الشخص الوحيد الذي يعرف أن يقول الأشياء التي تدخل إلى أعماق قلبي.
‏لمْ أشعر معك قط بأن علاقتنا يمكن أن تتأثّر بالبُعد الجغرافي الذي يفصلنا عن بعضنا، فثمة اتصال روحي ما بيني وبينك، ربما أُغالي في تمثّله، لكنّي أؤمن به بصدق.
‌‌‎وإن لم أستطع..
فما أجمل ..أن أراكِ في موج البحر..
في ألواني..في نغم ألحاني
حتى في لون السماء..
احفظ ميعاد قهوتك ..وهمسااتك
أنا أراكِ..في كل تفاصيلي..🤍
ومازلتِ جميلة وجذابة، مرّتْ الكثير من السنوات على حياتنا معاً، وأحبّكِ أكثر من أي وقتٍ مضى، ما زلتُ أحملُ في داخلي خواءً مُفترِساً، لا يملؤه شيء سوى دفئك🤍
‏ما عدتُ أشعرُ الآن بنفسي إلاّ من خلالك. جلدي لا يملك القدرة على الإحساس إلاّ في تلكَ الأماكن التي لمستها.
‏أكتبُك يصيرُ الحبرُ بحراً
والشوقُ ياسميناً
تفوحُ خمائرُ الحنين
تُجَنُّ الأبجديةُ والكلمات
لا يعودُ الألِفُ بدايةً،
لا الهاءُ هاويةً
ولا الياءُ يقيناً.
‏أنتِ موضوع تفكيري الدائم، مخيّلتي تُضني نفسها في تخمين وحزر ما تفعلين. أنا أعمل لأقترب منك، أقتلُ نفسي لأصل إليك.
‏أفكّرُ بكِ دائمًا، وهذا يلوّن كل شيء أقوله وأفعله.
2024/10/02 08:20:47
Back to Top
HTML Embed Code: