Telegram Web Link
‏لقد قلنا كل شيء، لكن أياً من هذا لم يكن كافيًا.
‏كنت حياتي يومًا ما، صرت لاشيء، حتى الفراغ الذي يهيمن على أيامي أكثف منك.
‏ها أنا أتصرف للمرة الأولى في حياتي في الاتجاه المعاكس لما يقوله لي الصوت الأكثر حميمية داخلي.
‏ما يؤسفني أني كنت أنتظر منهم طريقة ذكية في المغادرة باستطاعة عقلي استيعابها كلما طرأت عليه، تثير اشمئزازي كل هذه الطرق المستهلكة التي يستخدمونها في إنهاء كل شيء.
‏فقدتُّ حماستي لكلِّ شيءٍ، رغباتي كلّها تهجرني، حتى انّي لا أرى أحلامًا ذاتَ شأنٍ، لا أرى سِوى أحلامٍ عاديّة.
‏رغبة واحدة استبدّت بي: أن أغادر، أن أسير، أن أموت، فالأمر سيان عندي. كنت أريد أن أبتعد، ألا أعود أبدًا، أن أختفي، أن أتلاشى في الغابة، في الغيوم، أن تُمحى ذاكرتي، أن انسى.
‏كان رجلا بِلا عُمْر
بارد بِلا ملامح
صامت مِثل مذياع أصّم
ثقيل كحِجارة المعبد
يتوسط ملامحه عيونٌ فراغة
مثل ثقبٍ أسود
يلاحق طريق الذكرى
بِرَهبة وخُشوع
يكمِّد لَيله باللاجدوى
ينتظر من لا يأتي
ينتظر بلا نِهاية
قدراً كَتب جملته الأخيرة
منذ البداية.
إنّ هذه المدينة تحملُ بين طياتِها ضجرا مَمسوسا بالرغبة ؛ تفوح من  شوارعها رائحة القلق ؛ تزدحم أرصفتها بعيدانٍ الحنين المُحترقة ؛ تختزلُ أزقتها العمر كله في لحظة ، وأشعر أني مشوش قد حنطتني الآلام، محيطي بارد كالجليد، وليلي منطفئ وباهت.
‏أضعت فرصتـك؛ ما كتبته بصدقٍ فيك لن يصل بعد الآن، الأغنيات التي جمعتها لتخبرك بما في قلبي لن تسمعها، أيام بيضاء خبئتها من عمري لك ..لم تعد من نصيبك، وقلـبٌ يحصنك عن الناس والـحزن لم يعد مِلكًا لك.
‏كل مافي الأمر أن أصابني الملل وغياب المتعة !
لطالما آمنت بأن الحياة العادية لاتثير الشغف،فالتقلب على الفراش ومصارعة الأرق،والاستيقاظ لتلقي يوم حزين يشبه الأمس،والبحث في التلفاز عن التعساء حول العالم
عقد متفرقة بحبل يجر إلى الموت
لاأشعر بالفضول تجاه الغد
أنا الآن في آخر الشمعة ..!
‏مؤخراً توقفت عن انتظار أحدهم، فكل يوم يمر كان يسقط جزءاً مني على الأرض،
حتى سقط قلبي!
حينها ألصقت أجزائي بصمغ من القساوة وبجوف فارغ مضيت.
‏بقيت هناك في آخر الممر، أفتش عن ثقب يعيدني إلى الحياة
لا أملك الآن سوى ظلي الذي أسمع نحيبه خلفي.
‏تعافيت من كل شيء إلا الحنين إليكِ يتآكل داخلي!
‏ليلة أن خسرتكِ أغلقت باب غرفتي، أطفأت المصابيح، وأشعلت شمعة وجلست حزناً وحداداً، شيء ما يهوي داخلي، أظن أنه أنتي لأني سمعت استغاثة كانت بصوتكِ، حينها لَمَمْتُ قلبي في كيس صغير، ووضعته على الرف، ثم غفوت.
‏لا نجاة من الحب، احتراق قلبك أول الخسائر.

في يوم رحيلك اعتقدت لوهلة أني سأفقد الوعي أو ربما سأنتحر!
لم أستطع فهم مشاعري حتى اللحظة، الحياة بالنسبة لي بلا أمل ولا يأس، رأيت تعاستي تتسلق جدران غرفتي منذ البداية فمن الطبيعي أن يهرب الحب مني دائما.
لا أريد شيئاً منكِ سوى أن تخرجي من دمي مثل بحر يلفظ جثة نورس.
‏ولأني أحبك ..
فقد زرعت تحت مسامات جلدي عفواً يغفر لك جميع زلاتكِ، وفي عيني ستوراً تخفي كل عيوبكِ، وفي قلبي وطناً يهيم بكِ.
‏لم أعد قادر على احتواء هذا الليل الحزين وحدي !
فأحلامي يَبُست و ريش الغربان تُحدث ثقوباً و تنزّ من وسادتي!
‏إلى قلبي الساذج: ارفق بي فلقد تعبت من الجري خلفك.
‏توقف لبرهة، تحسس دمعته القديمة المخبأة في جيبه، ألقاها على الطريق لتدهسها السيارات ومضى سعيداً وسط شتائم المارة!
2024/10/03 19:21:31
Back to Top
HTML Embed Code: