Telegram Web Link
لا أنام بشكلٍ كامل، هناك جزء مني يبقى في اليقظة يأخذ ذهني لأمكنةٍ عديدة ومهمات شاقة أشعر بجسدي مبتور الأطراف ورأسي مفرط الحركة أتقلب بكثافة في الأسماء تتحرك في دمي الكائنات وبرئةٍ كسولة أمشي في خيال مثابر ألتقي بوجوهٍ لا أعرف ما أقول لها كما أنها تبقى صامتة.
لستُ معكّر المزاج أَو يائسًا، لكن لا شيء في وقته أو مكانه، أشعرُ أني بحاجةٍ ماسّة لرحلة إلى مكانٍ مجهول، وإلى الصمت، وإلى البقاء في الظلال المعتمة.
أحبُ الوضوح، حتى و إن كان جارحًا، أهون من أن أكون رهنًا للحيرة، أو أن أُترك لتوقعاتي.
أشعر مرة أخرى برغبةٍ عارمة في التخلي عن كل شيء.
تنازلت مُنذ وقت مبكر عن الرغبة في شرح نفسي للعالم، وعرفت حينها أنه بوسع كلّ شخص أن يفترض ما يريده، أن يبصرني بالطريقة التي تناسب الظنون بداخله، مقابل أن أحتفظ لي برؤيتي، معرفتي وتقدير نفسي، لأنّه وكما يعرف الجميع فإننا نعيش بعض الوقت معهم وكل الوقت معنا، وأكره أن أكره ما أكونه.
كانت ليلة من الليالي التي تود أن يخبرك أحدهم بلطف شديد، أنه يحبك، يفتقدك، يراك جميلًا، فتنتهي بكل ما فيها في لحظتها ويذهب عقلك في نوم عميق، تتمنى فيها أن ينتبه أحدهم لألمك كأن الكون وقف قليلًا لأجلك، فتصبح على خير .. كان الأمر بكل تلك البساطة و بكل هذا التعقيد.
كُلُّ شيءٍ يفلتُ منّي. حياتي، ذكرياتي، مُخيّلتي بما تحتويه، شخصيّتي، الكُل يتبخّر، أحسّ باستمرار أنني كنتُ شخصاً آخر، وأنني أحسستُ وفكرت بأنّني آخر. وذلك الذي أعانيه هو مشهدٌ من سيناريو آخر. ذلك الذي أعاينهُ هو أنا بالذّات.
يجب أن تكون مستعدًا للاحتراق بلهبك. كيف لك أن تغدو جديدًا، إن لم تتحوّل في البداية رمادًا؟
يمنحنا الغياب أحياناً أعادة ترميم أشياءنا المُصدية، إحياء أفكارنا ،وترتيب مكانة كل شخص في حياتنا.
حينما أتذكر ذاتي في نفس التوقيت من العام الماضي، أدرك أن عاماً واحداً، يستطيع تغيير الكثير.
لا أحتاجُ سفرًا كي أرى الأشياءْ ...فيك أنتِ أرى الحياةَ كلها.
غيابها شيء مؤذ جدًا يجعلك شخصًا تعيش كل لحظة و كأنك شخص مختلف عن نفسك.
لقد استنزف الطريق الطويل مشاعري وتوقعاتي، لا أشعر الآن بشيء ولا أتوقع شيئًا.
أنا في واحد من هذه الأيام التي لم أعرف فيها أي مستقبل، لا شيء سوى حاضر ثابت محاط بجدار من القلق.
نعتقد بأنّا جيدون جدا في التخلي، ثم يمر لون، لحن، مكان، رائحة أو عنوان، ونرى جيدا جداً ذاك الذي يؤلمنا.
وشعرت أيضًا، بأني مستعد لأبدأ حياتي مجددًا، وكأنما غسلتني موجة الغضب هذه افرغتني من الأمل وبينما أنا متأمل هذه السماء المظلمة المرصعة بأبراجها ونجومها ولأول مرة، فتحت قلبي للامبالاة الكون الحميدة.
حين أفكر فيك، فكأن بلسمًا يمس روحي الموجعة.
رغبة في أن أهجرني للأبد وأسير في طريق لا ألتقي به مع نفسي.
لقد كنت في مزاج سيئ وقلق مستمر، وشعرت إلى الحاجة لإغلاق نفسي على نفسي فقط، وتحمل مصيبتي في عزلة.
تمنيتُ في النهاية أن أقبض علي دقيقة واحدة أحسُ فيها ، أن شيئاً ما يستحقُ الاهتمام.
2024/10/04 21:16:02
Back to Top
HTML Embed Code: