Telegram Web Link
ناقلة العلم الشرعي
Photo
Audio
من تفسير السعدي - مختصرا - أي: لما تملَّك طالوت ببني إسرائيل واستقر له الملك تجهزوا لقتال عدوهم، فلما فصل طالوت بجنود بني إسرائيل وكانوا عددا كثيرا وجما غفيرا، امتحنهم بأمر الله ليتبين الثابت المطمئن ممن ليس كذلك فقال: ( إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ) فهو عاص ولا يتبعنا لعدم صبره وثباته ولمعصيته ( ومن لم يطعمه ) أي: لم يشرب منه فإنه مني ( إلا من اغترف غرفة بيده ) فلا جناح عليه في ذلك، ولعل الله أن يجعل فيها بركة فتكفيه فعصى أكثرهم وشربوا من النهر الشرب المنهي عنه، ورجعوا على أعقابهم ونكصوا عن قتال عدوهم وكان في عدم صبرهم عن الماء ساعة واحدة أكبر دليل على عدم صبرهم على القتال الذي سيتطاول وتحصل فيه المشقة الكبيرة، وكان في رجوعهم عن باقي العسكر ما يزداد به الثابتون توكلا على الله، وتضرعا واستكانة وتبرؤا من حولهم وقوتهم، وزيادة صبر لقلتهم وكثرة عدوهم، فلهذا قال تعالى: ( فلما جاوزه ) أي: النهر ( هو ) أي: طالوت ( والذين آمنوا معه ) وهم الذين أطاعوا أمر الله ولم يشربوا من النهر الشرب المنهي عنه فرأوا... قلتهم وكثرة أعدائهم، قالوا أي: قال كثير منهم ( لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده ) لكثرتهم وعَددهم وعُددهم ( قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله ) أي: يستيقنون ذلك، وهم أهل الإيمان الثابت واليقين الراسخ ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) أي: بإرادته ومشيئته فالأمر لله تعالى، والعزيز من أعزه الله، والذليل من أذله الله، فلا تغني الكثرة مع خذلانه، ولا تضر القلة مع نصره، ( والله مع الصابرين ) بالنصر والمعونة والتوفيق، فوقعت موعظته في قلوبهم وأثرت معهم.
ولهذا لما برزوا لجالوت وجنوده ( قالوا ) جميعهم ( ربنا أفرغ علينا صبرا ) أي: قو قلوبنا، وأوزعنا الصبر، وثبت أقدامنا عن التزلزل والفرار، وانصرنا على القوم الكافرين فاستجاب الله لهم ذلك الدعاء لإتيانهم بالأسباب الموجبة لذلك، ونصرهم عليهم ( فهزموهم بإذن الله وقتل داود ) عليه السلام، وكان مع جنود طالوت، ( جالوت ) أي: باشر قتل ملك الكفار بيده لشجاعته وقوته وصبره ( وآتاه الله ) أي: آتى الله داود ( الملك والحكمة ) أي: منَّ عليه بتملكه على بني إسرائيل مع الحكمة، وهي النبوة المشتملة على الشرع العظيم والصراط المستقيم، ولهذا قال ( وعلمه مما يشاء ) من العلوم الشرعية والعلوم السياسية، فجمع الله له الملك والنبوة، فلما نصرهم الله تعالى اطمأنوا في ديارهم وعبدوا الله آمنين مطمئنين لخذلان أعدائهم وتمكينهم من الأرض ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ) أي: لولا أنه يدفع بمن يقاتل في سبيله كيد الفجار وتكالب الكفار لفسدت الأرض باستيلاء الكفار عليها وإقامتهم شعائر الكفر ومنعهم من عبادة الله تعالى، وإظهار دينه ( ولكن الله ذو فضل على العالمين ) حيث شرع لهم الجهاد الذي فيه سعادتهم والمدافعة عنهم ومكنهم من الأرض بأسباب يعلمونها، وأسباب لا يعلمونها.
ثم قال تعالى: ( تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق ) أي: بالصدق الذي لا ريب فيها المتضمن للاعتبار والاستبصار وبيان حقائق الأمور ( وإنك لمن المرسلين ) فهذه شهادة من الله لرسوله برسالته التي من جملة أدلتها ما قصه الله عليه من أخبار الأمم السالفين والأنبياء وأتباعهم وأعدائهم التي لولا خبر الله إياه لما كان عنده بذلك علم بل لم يكن في قومه من عنده شيء من هذه الأمور، فدل أنه رسول الله حقا ونبيه صدقا الذي بعثه بالحق ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون .
تمّ تفسير الوجه بحمد الله و منّته
الفوائد العثيمينية ◉أنه ينبغي للقائد على أن يتفقد جنوده لقوله: ﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ﴾ انفصل بهم مشى بهم وتدبر أحوالهم ورتّبهم ◉أنه ينبغي له، بل يجب عليه أن يمنع من لا يصلح للحرب، سواء كان مُخذِّلا، أو مرجفًا، أو مُلحدًا لقوله :﴿فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي﴾ ◉أن أكثر عباد الله لا يُنفِّذ أمر الله لقوله: ﴿فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ﴾ ◉أن من فوائد الإيمان الصبر والتحمل لقوله :﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ﴾ ◉أن الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده، إما بالامتناع عن شيء محبوب، وإما بالوقوع في شيء مكروه ◉أن القليل من الناس هم الذي يصبرون عند البلوى لقوله: ﴿فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ﴾ ◉أنه ينبغي للإنسان إذا ذَكر الشيء أن يقيده بإذن الله أو بمشيئة الله أو ما أشبه ذلك لقوله: ﴿بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ ◉أنه ينبغي للإنسان عند الشدائد أن يلجأ إلى الله عز وجل ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا﴾ ◉ذكر ما يكون سببًا للإجابة لقوله: ﴿وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ ◉إضافة الحوادث إلى الله عز وجل، وإن كان من فِعل الإنسان لقوله: ﴿فَهَزَمُوهُمْ﴾ ◉أن الله عز وجل يدفع الناس بعضهم ببعض لتصلح الأرض ومن عليها، ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ﴾ 📕 تفسير البقرة لابن عثيمين - باختصار
أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ -: « لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» " رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
🍃══════════════ ❁ الْمَعْنَى: لَا تُؤْمِنُونَ إِيمَانًا كَامِلًا (حَتَّى تَحَابُّوا) : بِحَذْفِ إِحْدَى التَّاءَيْنِ وَتَشْدِيدِ الْمُوَحَّدَةِ الْمَضْمُومَةِ، أَيْ: حَتَّى يُحِبَّ كُلٌّ مِنْكُمْ صَاحِبَهُ ● «أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» قَالَ #الطيبي : وَاعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى جَعَلَ إِفْشَاءَ السَّلَامِ سَبَبًا لِلْمَحَبَّةِ، وَالْمَحَبَّةَ سَبَبًا لِكَمَالِ الْإِيمَانِ، وَإِعْلَاءِ كَلِمَةِ الْإِسْلَامِ، وَفِي التَّهَاجُرِ وَالتَّقَاطُعِ وَالشَّحْنَاءِ تَفْرِقَةٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، وَهِيَ سَبَبٌ لِانْثِلَامِ الدِّينِ وَالْوَهَنِ فِي الْإِسْلَامِ، وَجَعْلِ كَلِمَةِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْعُلْيَا، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103] الْآيَةَ

📕مرقاة المفاتيح / الملا القاريء 938/7
على العبْدِ أن يَستكثرَ مِنَ الدعاء بالعافية عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قام على المنبر ثم بكى فقال : قام فينا رسول الله ﷺ عام أول على المنبر ثم بكى فقال : " سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية " رواه الترمذي 🍃══════════════ قال الإمامُ #الشوكاني : ** على العبْدِ أن يَستكثرَ مِنَ الدعاء بالعافية، وقد أَغْنَىٰ عنِ التطويل في ذِكرِ فوائدِها ومنافعها ما ذَكَرَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ في هٰذا الحديث ؛ فإنها إذا كانت بحيث إنه لم يُعْطَ أَحَدٌ بعْدَ اليقين خيرًا منها؛ فقد فاقت كُلَّ الخصال، وارتفعتْ دَرَجتُها علىٰ كلِّ خير. 📗"تحفة الذاكرين" 392 . ════ ❁
من خير الأدعية التي ثبتت عن النبي ﷺ #الألباني ● كما سمعتم وفيه أن أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه خطب بعد وفاة النبي ﷺ بسنتين ولما قام فيهم يخطب بكى متأثرا أولا ببكاء الرسول ﷺ نفسه بين يدي خطبته في أمته قال أبو بكر قام فينا رسول الله ﷺ عام أول على المنبر ثم بكى فقال : ( سلوا الله العفو والعافية ) فهذا من خير الأدعية التي ثبتت عن النبي ﷺ فعلا منه وأمرا لنا به ( سلوا الله العفو والعافية ) ● فالعفو هو أن يعفو الله تبارك وتعالى عن ذنوبنا وعن آثامنا وأن لا يؤاخذنا بما اجترحنا واقترفنا من ذنوب وآثام ذلك لأن الإنسان مهما سمى وعلا ومهما حاول أن يتطهّر ويتنزه من الذنوب والآثام فلا بد أنه واقع في شيء منها ● فإن كان الله عزّ وجل لم يعامله بعفوه ومغفرته هلك هذا الإنسان لأنه آثم ولا بد من ذلك ● لذلك أمر الرسول ﷺ أمته أنهم إذا سألوا الله عزّ وجل شيئا أن يسألوه أول ما يسألوه إنما هو العفو أن يتجاوز الله عز وجل عن ذنوبنا وعن آثامنا ثم أتبع ذلك بسؤال أيضا المعافاة أو العافية في بعض الأحاديث الأخرى المعافاة، سلوا الله العفو والعافية، فالعافية هو السلامة، السلامة وهي العافية مرادف الصحة وقد فسر، نعم . 📼 متفرقات للألباني-255 ════ ❁❁ ════
ناقلة العلم الشرعي
Photo
Audio
من تفسير السعدي - مختصرا - تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ( 253 )
يخبر تعالى أنه فضل بعض الرسل على بعض بما خصهم من بين سائر الناس بإيحائه وإرسالهم إلى الناس، ودعائهم الخلق إلى الله، ثم فضل بعضهم على بعض بما أودع فيهم من الأوصاف الحميدة والأفعال السديدة والنفع العام، فمنهم من كلمه الله كموسى بن عمران خصه بالكلام، ومنهم من رفعه على سائرهم درجات كنبينا ﷺ الذي اجتمع فيه من الفضائل ما تفرق في غيره( وآتينا عيسى ابن مريم البينات ) الدالات على نبوته وأنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ( وأيدناه بروح القدس ) أي: بالإيمان واليقين الذي أيده به الله وقواه على ما أمر به، وقيل أيده بجبريل عليه السلام يلازمه في أحواله ( ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ) الموجبة للاجتماع على الإيمان ( ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ) فكان موجب هذا الاختلاف التفرق والمعاداة والمقاتلة، ومع هذا فلو شاء الله بعد هذا الاختلاف ما اقتتلوا ( ولكن الله يفعل ما يريد ) فإرادته غالبة ومشيئته نافذة، وفي هذا ونحوه دلالة على أن الله تعالى لم يزل يفعل ما اقتضته مشيئته وحكمته
ثم قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ( 254 )
وهذا من لطف الله بعباده أن أمرهم بتقديم شيء مما رزقهم الله ليكون لهم ذخرا وأجرا موفرا في يوم يحتاج فيه العاملون إلى مثقال ذرة من الخير، فلا بيع فيه ولو افتدى الإنسان نفسه بملء الأرض ذهبا ليفتدي به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منه، ولم ينفعه خليل ولا صديق لا بوجاهة ولا بشفاعة، ( والكافرون هم الظالمون ) أي: الذين ثبت لهم الظلم التام، كما قال تعالى: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
من تفسير السعدي - مختصرا - اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ( 255 )
هذه الآية الكريمة أعظم آيات القرآن وأفضلها وأجلها أخبر تعالى عن نفسه الكريمة بأن ( لا إله إلا هو ) أي: لا معبود بحق سواه، فهو الإله الحق الذي تتعين أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة والتأله له تعالى ( الحي القيوم ) هذان الاسمان الكريمان يدلان على سائر الأسماء الحسنى فالحي من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات، كالسمع والبصر والعلم والقدرة، ونحو ذلك، والقيوم: هو الذي قام بنفسه وقام بغيره ( لا تأخذه سنة ولا نوم ) والسنة النعاس ( له ما في السماوات وما في الأرض ) أي: هو المالك وما سواه مملوك ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) أي: لا أحد يشفع عنده بدون إذنه، فالشفاعة كلها لله تعالى ( يعلم ما بين أيديهم ) أي: ما مضى من جميع الأمور ( وما خلفهم ) أي: ما يستقبل منها، فعلمه تعالى محيط بتفاصيل الأمور، متقدمها ومتأخرها، بالظواهر والبواطن، بالغيب والشهادة ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ) وهذا يدل على كمال عظمته وسعة سلطانه، إذا كان هذه حالة الكرسي أنه يسع السماوات والأرض على عظمتهما وعظمة من فيهما، والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى، بل هنا ما هو أعظم منه وهو العرش، وما لا يعلمه إلا هو ( ولا يؤوده ) أي: يثقله ( حفظهما وهو العلي ) بذاته فوق عرشه، العلي بقهره لجميع المخلوقات، العلي بقدره لكمال صفاته ( العظيم ) الذي تتضائل عند عظمته جبروت الجبابرة، وتصغر في جانب جلاله أنوف الملوك القاهرة لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( 256 ) .
يخبر تعالى أنه لا إكراه في الدين لعدم الحاجة إلى الإكراه عليه، لأن الإكراه لا يكون إلا على أمر خفية أعلامه، غامضة أثاره و أما هذا الدين القويم والصراط المستقيم فقد تبينت أعلامه للعقول، وظهرت طرقه، وتبين أمره، وعرف الرشد من الغي ، فمن يكفر بالطاغوت فيترك عبادة ما سوى الله وطاعة الشيطان، ويؤمن بالله إيمانا تاما أوجب له عبادة ربه وطاعته ( فقد استمسك بالعروة الوثقى ) أي: بالدين القويم الذي ثبتت قواعده ورسخت أركانه ( لا انفصام لها ) وأما من عكس القضية فكفر بالله وآمن بالطاغوت، فقد أطلق هذه العروة الوثقى التي بها العصمة والنجاة، واستمسك بكل باطل مآله إلى الجحيم ( والله سميع عليم ) فيجازي كلا منهما بحسب ما علمه منهم من الخير والشر، وهذا هو الغاية لمن استمسك بالعروة الوثقى ولمن لم يستمسك بها. تمّ تفسير الوجه بحمد الله و منّنه
الفوائد العثيمينية ◉ أن فضل الله يؤتيه من يشاء، حتى خواص عباده يفضل بعضهم على بعض كما قال سبحانه: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض .
◉أن الفضائل مراتب ودرجات؛ لقوله تعالى: ورفع بعضهم درجات، وهذا يشمل الدرجات الحسية، والدرجات المعنوية ◉إثبات انفراد الله تعالى بالألوهية؛ لقوله: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُو﴾ ◉كمال حياته وقيوميته بحيث لا يعتريهما أدنى نقص لقوله: ﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ ◉كمال سلطان الله لقوله: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ ◉إثبات الشفاعة بإذن الله؛ لقوله: ﴿إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ ◉أننا لا نعلم شيئًا عن مخلوقاته -ما عن ذاته- عن مخلوقاته إلا ما علمنا به لقوله: ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ﴾ ◉عظم الكرسي ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ و منها: عظمة خالقه؛ لأن عظمة المخلوق يدل على عظمة الخالق . ◉انتفاء المشقة عنه عز وجل؛ لقوله: ﴿وَلَا يَئُودُهُ﴾ ◉أنه يجب على علماء المسلمين أن يُبيِّنوا للناس الرشد من الغي ◉أنه لا يتم الإخلاص إلا بنفي جميع الشرك؛ لقوله: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ﴾ ◉أنه لا نجاة إلا بالكفر بالطاغوت والإيمان بالله؛ لقوله: ﴿فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾. 📕 تفسير البقرة لابن عثيمين - باختصار ════ ❁ ════
Forwarded from بسمـة أمـل ✏️📚✍🏻 (أَوَّلُ الْعِـــلْمِ إِقـــرَارُكَ بِــجَهْلِـــكَ")
آخر موعد لقص الأظافر وأخذ شيء من الشعر لمن يريد أن يُضحي الخميس 2024 - 6 - 6 قبل آذان المغرب.

#ذكر بها اهلك وأصدقاءك

عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ ) رواه مسلم ( 1977 ) وفي رواية : ( فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا ) .
والبشرة : ظاهر الجلد الإنسان .
Forwarded from بسمـة أمـل ✏️📚✍🏻 (أَوَّلُ الْعِـــلْمِ إِقـــرَارُكَ بِــجَهْلِـــكَ")
Forwarded from بسمـة أمـل ✏️📚✍🏻 (أَوَّلُ الْعِـــلْمِ إِقـــرَارُكَ بِــجَهْلِـــكَ")
📌 #تنبيـــــــه_للنســـــاء !

📌 المرأة لاتزاحم الرجال لاستلام الركن اليماني !

عن منبوذ بن أبي سليمان ، عن أمه أنها كانت عند عائشة زوج النبي ﷺ أم المؤمنين فدخلت عليها مولاة لها فقالت لها :

يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعا واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا

فقالت لها عائشة - رضي الله عنها - :

« لا أجرك الله .... لا أجرك الله ... تدافعين الرجال !
ألا كبرت ومررت ! »

📘 مسند الشافعي رقم (605)
الاجتهاد في الأعمال الصالحة في هذه الأيام العشر !
<unknown>
📌 الاجتهاد في الأعمال الصالحة في هذه الأيام العشر !

#ابن_عثيمين

• ينبغي لنا أن نجتهد في الأعمال الصالحة في هذه الأيام العشر من الصيام والذكر وقراءة القرآن، وكثرة الصلاة والصدقة والإحسان إلى الخلق،
• وغير ذلك مما يقرب إلى الله تبارك وتعالى !

• فإن العمل الصالح في هذه الأيام العشر أفضل من العمل الصالح في عشرة رمضان الأخيرة، لأن النبي عمم تعميماً مؤكداً بمن فقال : 

( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر )
Audio
ناقلة العلم الشرعي
Audio
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
2024/10/02 18:21:03
Back to Top
HTML Embed Code: