Telegram Web Link
ناقلة العلم الشرعي
Photo
Audio
من تفسير السعدي - مختصرا - اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 257 ) .
( الله ولي الذين آمنوا ) وهذا يشمل ولايتهم لربهم، بأن تولوه فلا يبغون عنه بدلا ولا يشركون به أحدا فتولاهم بلطفه ومنَّ عليهم بإحسانه، فأخرجهم من ظلمات الكفر والمعاصي والجهل إلى نور الإيمان والطاعة والعلم، وكان جزاؤهم على هذا أن سلمهم من ظلمات القبر والحشر والقيامة إلى النعيم المقيم والراحة والفسحة والسرور ( والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت ) فتولوا الشيطان وحزبه، واتخذوه من دون الله وليا ووالوه وتركوا ولاية ربهم وسيدهم ، فكان جزاؤهم على ذلك أن حرموا الخيرات، وفاتهم النعيم والبهجة والمسرات، وكانوا من حزب الشيطان وأولياءه في دار الحسرة، فلهذا قال تعالى: ( أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( 258 ) .
( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه )أي إلى جرائته وتجاهله وعناده ومحاجته وما حمله على ذلك إلا ( أن آتاه الله الملك ) فطغى وبغى فحمله ذلك على أن حاج إبراهيم في ربوبية الله فزعم أنه يفعل كما يفعل الله، فقال إبراهيم ( ربي الذي يحيي ويميت ) أي: هو المنفرد بأنواع التصرف، وخص منه الإحياء والإماتة لكونهما أعظم أنواع التدابير فقال ذلك المحاج: ( أنا أحيي وأميت ) ولم يقل أنا الذي أحيي وأميت، لأنه لم يدع الاستقلال بالتصرف، وإنما زعم أنه يفعل كفعل الله ويصنع صنعه، فزعم أنه يقتل شخصا فيكون قد أماته، ويستبقي شخصا فيكون قد أحياه، فلما رآه إبراهيم يغالط في مجادلته ويتكلم بشيء لا يصلح أن يكون شبهة فضلا عن كونه حجة، اطرد معه في الدليل فقال إبراهيم: ( فإن الله يأتي بالشمس من المشرق ) أي: عيانا يقر به كل أحد حتى ذلك الكافر ( فأت بها من المغرب ) وهذا إلزام له بطرد دليله إن كان صادقا في دعواه، فلما قال له أمرا لا قوة له في شبهة تشوش دليله ( بهت الذي كفر ) أي: تحير فلم يرجع إليه جوابا ( والله لا يهدي القوم الظالمين ) بل يبقيهم على كفرهم وضلالهم، وهم الذين اختاروا لأنفسهم ذلك، وإلا فلو كان قصدهم الحق والهداية لهداهم إليه ويسر لهم أسباب الوصول إليه
من تفسير السعدي - مختصرا - ثم قال تعالى:
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 259 ) . وهذا أيضا دليل آخر على توحد الله بالخلق والتدبير والإماتة والإحياء، فقال: ( أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ) أي: قد باد أهلها وفني سكانها وسقطت حيطانها على عروشها فوقف عليها ذلك الرجل متعجبا و ( قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها ) استبعادا لذلك وجهلا بقدرة الله تعالى، فلما أراد الله به خيرا أراه آية في نفسه وفي حماره، وكان معه طعام وشراب، ( فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم ) استقصارا لتلك المدة التي مات فيها لكونه قد زالت معرفته وحواسه وكان عهد حاله قبل موته، فقيل له ( بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه ) أي: لم يتغير بل بقي على حاله على تطاول السنين ففيه أكبر دليل على قدرته حيث أبقاه وحفظه عن التغير والفساد ( وانظر إلى حمارك ) وكان قد مات وتمزق لحمه وجلده وانتثرت عظامه، وتفرقت أوصاله ( ولنجعلك آية للناس ) على قدرة الله وبعثه الأموات من قبورهم، لتكون أنموذجا محسوسا مشاهدا بالأبصار، فيعلموا بذلك صحة ما أخبرت به الرسل ( وانظر إلى العظام كيف ننشزها ) أي: ندخل بعضها في بعض، ونركب بعضها ببعض ( ثم نكسوها لحما ) فنظر إليها عيانا كما وصفها الله تعالى، ( فلما تبين له ) ذلك وعلم قدرة الله تعالى ( قال أعلم أن الله على كل شيء قدير ) والظاهر من سياق الآية أن هذا رجل منكر للبعث أراد الله به خيرا، وأن يجعله آية ودليلا للناس تمّ تفسير الوجه بحمد الله و منّته
الفوائد العثيمينية ◉ فضيلة الإيمان، وأنه تحصل به ولاية الله عز وجل؛ لقوله: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ ◉أن من ثمرات الإيمان هداية الله للمؤمن لقوله : ﴿يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ ◉ أن الكافرين مخلدون في النار و أن الخلود خاص بهم، وأن من يدخل النار من المؤمنين لا يُخلّد؛ لقوله: ﴿هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ يعني دون غيرهم. ◉في قوله تعالى" ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك "دلالة على أن النعم قد تكون سببا للطغيان
◉أن الله لا يمنع فضله عن أحد إلا إذا كان هذا الممنوع هو السبب؛ لقوله تعالى: "والله لا يهدي القوم الظالمين "
◉في قوله تعالى "والله لا يهدي القوم الظالمين "دلالة على أنه كلما كان الإنسان أظلم كان عن الهداية أبعد
◉ أن من أخذ بالعدل كان حريا بالهداية؛ لمفهوم المخالفة في قوله تعالى: والله لا يهدي القوم الظالمين .
◉ أنه ينبغي التفكر فيما خلقه الله عز وجل، وأحدثه في الكون؛ لأن ذلك يزيد الإيمان، حيث إن هذا الشيء آية من آيات الله لقوله: فانظر
◉ أن الإنسان بالتدبر والتأمل والنظر يتبين له من آيات الله، ما لا يتبين لو غفل؛ لقوله تعالى: " فلما تبين له ... " ◉ أنه يلزم من النظر في الآيات العلم واليقين؛ لقوله تعالى: " فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير " 📕 تفسير البقرة لابن عثيمين - باختصار ════ ❁❁ ════
VID-20240604-WA0055.mp4
6.8 MB
هل يقبل الله أعمال المتخاصمين؟؟ _#عشر_ذي_الحجة #دروس_لم_تنشر_من_قبل لفضيلة الشيخ #صلاح_غانم #رحمه_الله_وولديه
Forwarded from بسمـة أمـل ✏️📚✍🏻 (أَوَّلُ الْعِـــلْمِ إِقـــرَارُكَ بِــجَهْلِـــكَ")
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هل يقبل الله أعمال المتخاصمين؟؟ _#عشر_ذي_الحجة #دروس_لم_تنشر_من_قبل لفضيلة الشيخ #صلاح_غانم #رحمه_الله_وولديه
#التكبير_أيام_العشر_من_ذي_الحجة !

#ابن_عثيمين

• يكون #الذكر في #عشر ذي #الحجة على حسب ما جاء عن #السلف من قولهم :
 الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، أو يكون التكبير ثلاثا: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد

• يجهر بذلك #الرجال في #المساجد و #الأسواق و #البيوت و #المكاتب وغيرها ؟

• وتجهر #المرأة #بقدر ما #تسمع من إلى #جانبها !

• من #دخول شهر #ذي_الحجة إلى #آخر_يوم من #أيام_التشريق !
• فتكون الأيام ثلاثة عشر يوما، عشرة أيام آخرها العيد، وثلاثة أيام وهي أيام التشريق !


📘 مجموع فتاويه (192/25)
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
#صالح_الفوزان

• من #علامات_الحج_المبرور :

√أن #يرجع صاحبه #أحسن_حالا في #دينه مما كان قبل ذلك !

• بأن #يرجع_تائبا إلى #الله سبحانه وتعالى #مستقيما على #طاعته، و #يستمر على هذه #الحالة !

• ويكون الحج #منطلقا له إلى #الخير، و #منبها له إلى #تصحيح_مساره في_حياته !

• هذه من #علامات_الحج_المبرور !

📘 مجموع فتاويه (495/2)
Audio
📌 استقبـــــال عشر  ذي الحجة !
📌 #استقبـــــال_عشر _ذي_الحجة !

#صالح_الفوزان

اتقوا الله تعالى، واعلموا أنكم في مستقبل #عشر_مباركة !
هي
#عشر_ذي_الحجة !
التي قال فيها رسول الله ﷺ في الحديث الصحيح :


" ما من أيام العمل خير وأحب إلى الله من هذه الأيام العشر
قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟

قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا من خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء "

فهي #أيام_مباركات !
يشرع فيها #التكبير من بدايتها إلى نهايتها ... يُشرع فيها #الصيام ... صيام العشر إلا يوم عرفة للحاج فلا يصمه !

وأما غير الحاج فيصوم التسعة جميعا !

√  أما #يوم_العيد فإنه يوم #الحج_الأكبر وهذا لا يجوز صيامه #يحرم_صيامه !

فيصوم #التسعة إن كان #غير_حاج !

•  يصوم #الثمانية إن كان #حاجا !

فيها #فضل_عظيم ... فيها #ثواب_جزيل .. !

√ يكثر من
#الصدقات.... يكثر من #صلوات_التطوع و #النوافل !

√ فإنها
#أيام_مباركة !

• العمل فيها
#خير من #الجهاد في #سبيل_الله كما سمعتم في الحديث !

فـــ #اغتنموها وفقني الله وإياكم، كل بما يسر الله له من الخير فيها !
لزياده قناة 400 عضو متفاعلين بشڪل يومي 🔥🔥🔥

ڪل اللي عليڪ اضافة البوت هاد ادمن

و مبروڪ عليڪ الاعضاء 👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻
@tosupportSciencebot
-💡-
•فضل عشر ذي الحجة :

•قال الإمام ابن رجب رحمه الله:

"وأما نوافل عشر ذي الحجة
فأفضل من نوافل عشر رمضان ، وكذلك فرائض عشر ذي الحجة تضاعف أكثر من مضاعفة فرائض غيره ".

' [فتح الباري 6/119]'
عشرٌ أقبلت، فلتقبل عليها بقلبك، وجوارحك. لعل الله أن يقبل منك أعمالك الصالحة فيها.. فشمر عن ساعديك، واستعد لها فهي والله خير أيام الفتى، خير أيام العام.
فيها يباهي الله بعباده ملائكته. 🌾
ناقلة العلم الشرعي
Photo
Audio
من تفسير السعدي - مختصرا - وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( 265 )
( ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله ) أي: قصدهم بذلك رضى ربهم والفوز بقربه ( وتثبيتا من أنفسهم ) أي: صدر الإنفاق على وجه منشرحة له النفس سخية به، لا على وجه التردد وضعف النفس في إخراجها فمثل نفقة هؤلاء ( كمثل جنة ) أي: كثيرة الأشجار غزيرة الظلال ( بربوة ) أي: محل مرتفع ضاح للشمس في أول النهار ووسطه وآخره فـ ( أصابها ) أي: تلك الجنة التي بربوة ( وابل ) وهو المطر الغزير ( فآتت أكلها ضعفين ) أي: تضاعفت ثمراتها لطيب أرضها ووجود الأسباب الموجبة لذلك( والله بما تعملون بصير ) فيعلم عمل كل عامل ومصدر ذلك العمل، فيجازيه عليه أتم الجزاء ثم قال تعالى:
أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ( 266 )
وهذا المثل مضروب لمن عمل عملا لوجه الله تعالى من صدقة أو غيرها ثم عمل أعمالا تفسده، فمثله كمثل صاحب هذا البستان الذي فيه من كل الثمرات، وخص منها النخل والعنب لفضلهما وكثرة منافعهما، وتلك الجنة فيها الأنهار الجارية التي تسقيها من غير مؤنة، وكان صاحبها قد اغتبط بها وسرته، ثم إنه أصابه الكبر فضعف عن العمل وزاد حرصه، وكان له ذرية ضعفاء ما فيهم معاونة له، بل هم كل عليه، ونفقته ونفقتهم من تلك الجنة، فبينما هو كذلك إذ أصاب تلك الجنة إعصار وهو الريح القوية وفي ذلك الإعصار نار فاحترقت تلك الجنة، فلا تسأل عما لقي ذلك الذي أصابه الكبر من الهم والغم والحزن كذلك من عمل عملا لوجه الله فإن أعماله بمنزلة البذر للزروع والثمار، ولا يزال كذلك حتى يحصل له من عمله جنة موصوفة بغاية الحسن والبهاء، وتلك المفسدات التي تفسد الأعمال بمنزلة الإعصار الذي فيه نار فلهذا أمر تعالى بالتفكر وحثَّ عليه، فقال: ( كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ) .
[En réponse à قناة ابن تيمية العلمية.]
من تفسير السعدي - مختصرا - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ( 267 )الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( 268 )
يأمر تعالى عباده المؤمنين بالنفقة من طيبات ما يسر لهم من المكاسب، ومما أخرج لهم من الأرض واقصدوا في تلك النفقة الطيب الذي تحبونه لأنفسكم، ولا تيمموا الرديء الذي لا ترغبونه ولا تأخذونه إلا على وجه الإغماض والمسامحة ( واعلموا أن الله غني حميد ) فهو غني عنكم ونفع صدقاتكم وأعمالكم عائد إليكم، ومع هذا فهو حميد على ما يأمركم به من الأوامر الحميدة والخصال السديدة، فعليكم أن تمتثلوا أوامره لأنها قوت القلوب وحياة النفوس ونعيم الأرواح، وإياكم أن تتبعوا عدوكم الشيطان الذي يأمركم بالإمساك، ويخوفكم بالفقر والحاجة إذا أنفقتم، وليس هذا نصحا لكم بل أطيعوا ربكم الذي يأمركم بالنفقة على وجه يسهل عليكم ولا يضركم، ومع هذا فهو ( يعدكم مغفرة ) لذنوبكم وتطهيرا لعيوبكم ( وفضلا ) وإحسانا إليكم في الدنيا والآخرة (والله واسع ) الفضل عظيم الإحسان ( عليم ) بما يصدر منكم من النفقات قليلها وكثيرها، سرها وعلنها، فيجازيكم عليها من سعته وفضله وإحسانه
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ ( 269 ) .
لما أمر تعالى بهذه الأوامر العظيمة المشتملة على الأسرار والحكم وكان ذلك لا يحصل لكل أحد، بل لمن منَّ عليه وآتاه الله الحكمة، وهي العلم النافع والعمل الصالح ومعرفة أسرار الشرائع وحكمها، وإن من آتاه الله الحكمة فقد آتاه خيرا كثيرا وأي خير أعظم من خير فيه سعادة الدارين والنجاة من شقاوتهما! و لقد بعث الله الرسل مذكرين لهم بما ركز في فطرهم وعقولهم، ومفصلين لهم ما لم يعرفوه، انقسم الناس قسمين قسم أجابوا دعوتهم فتذكروا ما ينفعهم ففعلوه، وما يضرهم فتركوه، وهؤلاء هم أولو الألباب الكاملة، والعقول التامة، وقسم لم يستجيبوا لدعوتهم، بل أجابوا ما عرض لفطرهم من الفساد، وتركوا طاعة رب العباد، فهؤلاء ليسوا من أولي الألباب، فلهذا قال تعالى: ( وما يذكر إلا أولو الألباب ) . ) تمّ تفسير الوجه بحمد الله و منّته
الفوائد العثيمينية ◉بيان أنَّ تثبيتَ الإنسان لنفسه عند الصدقة ولعَمَلِه، واطمئنانه به من أسباب قَبُوله؛ لقوله تعالى " وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ " ◉ الحث على التفكر فيما يمكن الوصول إليه بالتفكر فيه، كما في قوله تعالى " لعلكم تتفكرون "
◉أن من مقتضى الإيمان امتثال أمر الله، واجتناب نهيه؛ ووجهه أن الله تعالى قال: " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا "
◉ يستفاد من قوله:" أنفقوا من طيبات ما كسبتم " أن المال الحرام لا يؤمر بالإنفاق منه؛ لأنه خبيث؛ والله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ◉ في قوله تعالى: الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء بيان عداوة الشيطان للإنسان؛ لأنه في الواقع عدو له في الخبر، وعدو له في الطلب؛ في الخبر: يعده الفقر؛ وفي الطلب: يأمره بالفحشاء؛ فهو عدو مخبرا وطالبا، والعياذ بالله .
◉ أن من أمر شخصا بالإمساك عن الإنفاق المشروع، فهو شبيه بالشيطان
◉أنه ينبغي للمنفق أن يتفاءل بما وعد الله؛ لقوله تعالى: والله يعدكم مغفرة منه وفضلا؛ فإذا أنفق الإنسان وهو يحسن الظن بالله عز وجل أن الله يغفر له الذنوب، ويزيده من فضله- كان هذا من خير ما تنطوي عليه السريرة .
◉ أن ما في الإنسان من العلم والرشد فهو فضل من الله عز وجل؛ لقوله تعالى " يؤتي الحكمة من يشاء " ◉ أنه لا يتعظ بالمواعظ الكونية أو الشرعية إلا أصحاب العقول، الذين يتدبرون لقوله تعالى " وما يذكر إلا أولو الألباب " 📕 تفسير البقرة لابن عثيمين - باختصار ════ ❁❁ ════
2024/10/02 20:29:39
Back to Top
HTML Embed Code: