Telegram Web Link
بث مباشر الآن
#رياض_الصالحين

باب في اليقين والتوكل

٧٦ - الثالث: عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضًا، قَالَ: حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، قَالَهَا إِبرَاهيمُ ﷺ حِينَ أُلقِيَ في النَّارِ، وَقَالَها مُحَمَّدٌ ﷺ حِينَ قَالُوا: إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيْمانًا وَقَالُوا: حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الوَكيلُ. رواه البخاري. (١)
وفي رواية لَهُ عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ آخر قَول إبْرَاهِيمَ ﷺ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ: حَسْبِي الله ونِعْمَ الوَكِيلُ
—-----------------------------------------------------------
(١) أخرجه: البخاري ٦/ ٤٨ (٤٥٦٣) و(٤٥٦٤).


#أدمن
#رياض_الصالحين

باب في اليقين والتوكل

٧٧ - الرابع: عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النَّبيّ ﷺ قَالَ: «يَدْخُلُ الجَنَّةَ أَقْوامٌ أفْئِدَتُهُمْ مِثلُ أفْئِدَةِ الطَّيرِ». رواه مسلم. (١)
قيل: معناه متوكلون، وقيل: قلوبهم رَقيقَةٌ.
—-----------------------------------------------------------
(١) أخرجه: مسلم ٨/ ١٤٩ (٢٨٤٠) (٢٧).


#أدمن
#رياض_الصالحين

باب في اليقين والتوكل

٧٨ - الخامس: عن جابر رضي الله عنه: أَنَّهُ غَزَا مَعَ النبي ﷺ قِبلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُول الله ﷺ قَفَلَ معَهُمْ، فَأَدْرَكَتْهُمُ القَائِلَةُ (١) في وَادٍ كثير العِضَاه، فَنَزَلَ رَسُول الله ﷺ وَتَفَرَّقَ النَّاسُ يَسْتَظِلُّونَ بالشَّجَرِ، وَنَزَلَ رَسُول الله ﷺ تَحتَ سَمُرَة فَعَلَّقَ بِهَا سَيفَهُ وَنِمْنَا نَوْمَةً، فَإِذَا رسولُ الله ﷺ يَدْعونَا وَإِذَا عِنْدَهُ أعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: «إنَّ هَذَا اخْتَرَطَ عَلَيَّ سَيفِي وَأنَا نَائمٌ فَاسْتَيقَظْتُ وَهُوَ في يَدِهِ صَلتًا، قَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللهُ - ثلاثًا» وَلَمْ يُعاقِبْهُ وَجَلَسَ. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. (٢)
وفي رواية قَالَ جَابرٌ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله ﷺ بذَاتِ الرِّقَاعِ، فَإِذَا أَتَيْنَا عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ تَرَكْنَاهَا لرسول الله ﷺ فجاء رَجُلٌ مِنَ المُشْركينَ وَسَيفُ رَسُول الله ﷺ معَلَّقٌ بالشَّجَرَةِ فَاخْتَرطَهُ، فَقَالَ: تَخَافُنِي؟ قَالَ: «لاَ» فَقَالَ: فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: «الله».
وفي رواية أبي بكر الإسماعيلي في «صحيحه»، قَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: «اللهُ». قَالَ: فَسَقَطَ السيفُ مِنْ يَدهِ، فَأخَذَ رسولُ الله ﷺ السَّيْفَ، فَقَالَ: «مَنْ يَمْنَعُكَ مني؟». فَقَالَ: كُنْ خَيرَ آخِذٍ. فَقَالَ: «تَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ الله وَأَنِّي رَسُول الله؟» قَالَ: لاَ، وَلَكنِّي أُعَاهِدُكَ أَنْ لا أُقَاتِلَكَ، وَلاَ أَكُونَ مَعَ قَومٍ يُقَاتِلُونَكَ، فَخَلَّى سَبيلَهُ، فَأَتَى أصْحَابَهُ، فَقَالَ: جئتُكُمْ مِنْ عنْد خَيْرِ النَّاسِ.
قَولُهُ: «قَفَلَ» أي رجع، وَ«الْعِضَاهُ» الشجر الَّذِي لَهُ شوك، و«السَّمُرَةُ» بفتح السين وضم الميم: الشَّجَرَةُ مِنَ الطَّلْح، وهيَ العِظَامُ مِنْ شَجَرِ العِضَاهِ، وَ«اخْتَرَطَ السَّيْف» أي سلّه وَهُوَ في يدهِ. «صَلْتًا» أي مسلولًا، وَهُوَ بفتحِ الصادِ وضَمِّها.
—-----------------------------------------------------------
(١) القائلة: أي الظهيرة. دليل الفالحين ٢/ ١٧.
(٢) أخرجه: البخاري ٤/ ٤٧ (٢٩١٠) و٥/ ١٤٧ (٤١٣٦)، ومسلم٢/ ٢١٤
(٨٤٣) (٣١١) و٧/ ٦٢ (٨٤٣) (١٣) و(١٤).


#أدمن
#رياض_الصالحين

باب في اليقين والتوكل


٧٩ - السادس: عن عُمَر رضي الله عنه قَالَ: سمعتُ رَسُول الله ﷺ يقول: «لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا». رواه الترمذي، (١) وَقالَ: «حديث حسن».
معناه: تَذْهبُ أَوَّلَ النَّهَارِ خِمَاصًا: أي ضَامِرَةَ البُطُونِ مِنَ الجُوعِ، وَتَرجعُ آخِرَ النَّهَارِ بِطَانًا. أَي مُمْتَلِئَةَ البُطُونِ.
—-----------------------------------------------------------
(١) أخرجه: ابن ماجه (٤١٦٤)، والترمذي (٢٣٤٤)، وقال: «حديث حسن صحيح».


#أدمن
#رياض_الصالحين

باب في اليقين والتوكل


٨٠ - السابع: عن أبي عُمَارة البراءِ بن عازب رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسولُ الله ﷺ: «يَا فُلانُ، إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فراشِكَ، فَقُل: اللَّهُمَّ أسْلَمتُ نَفْسي إلَيْكَ، وَوَجَّهتُ وَجْهِي إلَيْكَ، وَفَوَّضتُ أَمْري إلَيْكَ، وَأَلجأْتُ ظَهري إلَيْكَ رَغبَةً وَرَهبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إلاَّ إلَيْكَ، آمنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أنْزَلْتَ؛ وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ مِنْ لَيلَتِكَ مِتَّ عَلَى الفِطْرَةِ، وَإِنْ أصْبَحْتَ أَصَبْتَ خَيرًا» (١) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. (٢)
وفي رواية في الصحيحين، عن البراءِ، قَالَ: قَالَ لي رَسُول الله ﷺ: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجِعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءكَ للصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيمَنِ، وَقُلْ ... وذَكَرَ نَحْوَهُ ثُمَّ قَالَ: وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ».
—-----------------------------------------------------------
(١) في الحديث ثلاث سنن مهمة مستحبة، ليست بواجبة:
الوضوء عند إرادة النوم، والنوم على الشق الأيمن، وذكر الله تعالى؛ ليكون خاتمة عمله. شرح صحيح مسلم ٩/ ٣١ (٢٧١٠).
(٢) أخرجه: البخاري ١/ ٧١ (٢٤٧) و٩/ ١٧٤ (٧٤٨٨)، ومسلم ٨/ ٧٨ (٢٧١٠) (٥٧) و(٥٨).


#أدمن
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: " للصَّائمِ فرحتانِ: فرحةٌ حينَ يفطرُ، وفرحةٌ حينَ يَلقى ربَّهُ"

صوم الاثنين يا كرام..

#أدمن
#رياض_الصالحين

باب في اليقين والتوكل


٨١ - الثامِنُ: عن أبي بكرٍ الصِّديق رضي الله عنه عبدِ اللهِ بنِ عثمان بنِ عامرِ بنِ عمر ابنِ كعب بنِ سعدِ بن تَيْم بنِ مرة (١) بن كعبِ بن لُؤَيِّ بن غالب القرشي التيمي رضي الله عنه وَهُوَ وَأَبُوهُ وَأُمُّهُ صَحَابَةٌ رضي الله عنهم قَالَ: نَظَرتُ إِلَى أَقْدَامِ المُشْرِكينَ وَنَحنُ في الغَارِ وَهُمْ عَلَى رُؤُوسِنا، فقلتُ: يَا رسولَ الله، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيهِ لأَبْصَرَنَا. فَقَالَ: «مَا ظَنُّكَ يَا أَبا بَكرٍ باثنَيْنِ الله ثَالِثُهُمَا». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. (٢)
—-----------------------------------------------------------
(١) هنا يلتقي مع رسول الله ﷺ.
(٢) أخرجه: البخاري ٥/ ٤ (٣٦٥٣)، ومسلم ٧/ ١٠٨ (٢٣٨١) (١).


#أدمن
#أدمن
8- بَابٌ حُبُّ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الإِيمَانِ
14 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : (( فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ )) .
الشرح والبيان : محبة النبي صلى الله عليه وسلم من واجبات الإيمان ، ونحب النبيَّ صلى الله عليه ؛ لأنَّ الله استنقذنا به من الضلالة إلى الإيمان ، وقد بذل النبيُّ صلى الله عليه وسلم غاية النصح لأمته ، فمن محبته متابعتُهُ وبثُ علوم الوحيين الذين أوحى الله بهما عليه : الكتاب والسنة .
من فوائد الحديث :
1- القسمُ بالذي نفسُه الشريفةُ بيده تذكيرٌ بالمبدأ والمعاد اللذين لو تذكّرهما المرءُ دواماً لساقه إلى العمل الصالح .
2- تقديم محبة النبي صلى الله عليه وسلم التي هي من محبة الله تعالى على النفس ، وعلى الأب والابن اللذين هما عمودا النسب ؛ لعظيم فضل النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ، فوجب له من الحق على غيرهم .
3- محبةُ النبي صلى الله عليه وسلم تابعةٌ لمحبة مرسله سبحانه وتعالى .
4- المحبة الحقيقية تقتضي المتابعة والموافقة في حب المحبوبات وبغض المكروهات ؛ إذ المحبة الموافقة في جميع الأحوال .
5- من محبته صلى الله عليه وسلم نصرُ سنته والذبُ عن شريعته وبيانُ شمائله وخصائصه ومعجزاته ودلائل نبوته للناس ، وتمني حضورَ حياته فيبذلَ مالَه ونفسَه دونه .
6- لا تتحقق المحبة إلا بتحقق إعلاء قدْر النبي صلى الله عليه وسلم على والد وولد وجميع الناس .
7- هذا الحديث الجليل من جوامع الكلم ؛ لأنَّ ألفاظ هذا الحديث يسيرةٌ ؛ لكنَّها جمعتْ معانيَ كثيرة .
(قوله باب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان)
اللام في قوله (الرسول) للعهد الذهني ، والمراد به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحبه من أصل الإيمان به ، ومن أركان شهادة أنَّ محمد رسول الله ، ومن أبغضه فقد نقض أصل إيمانه .

قوله : (فوالذي نفسي بيده) قسمٌ منه عليه الصلاة والسلام بالله الذي حياته بيده.
قوله (لا يؤمن) لا يؤمن أحدكم : أي الإيمان الواجب والمراد كماله .
قوله: (أحب إليه) أحب : أفعل بمعنى المفعول أي : بأنْ يكون راغباً برسول الله مقدَّما عنده على غيره في الطاعة بما أمر وتركِ ما عنه نهى وزجر ، متبعاً وموافقاً له ، فمن أحب شيئًا آثر موافقته.
قوله: (من والده وولده) ذِكر الولد والوالد ، المراد به الأعزة ؛ لأنَّه لا أعزَّ على العاقل منهما ، بل ربما يكونان أعزَّ على المرء من النفس فكأنَّه قال : أحبُّ إليه وأعزُّ من أعزته .
قوله في حديث أنس: (والناس أجمعين) ذكر الناس بعد الوالد والولد من باب عطف العام على الخاص.
دل الحديث على أنَّ محبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أصل أصول الإيمان ، وقد قرنها الله سبحانه بمحبته، وتوعد من قدّم ذلك شيئاً من أمور الدنيا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك ، قال تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ} [التوبة: 24] .
فيجب تقديم محبة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على النفس والولد والوالد وذوي القربى والأزواج والأموال والأوطان ، وغير ذلك مما يَغْلِب حبّه على الناس عادة.
ولما قال عمر للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال: " لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك " فقال عمر: والله أنت الآن أحب إلي من نفسي، قال: " الآن يا عمر ".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: محبة الله ورسولِه من أعظم واجبات الإيمان ، وأكبر أصوله ، وأجلِّ قواعده ، بل هي أصل كل عمل من أعمال الإيمان والدِّين . اه
وإنما تتم المحبة بالطاعة والاتّباع له ، كما قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} [آل عمران: 31]، وسئل بعضهم عن المحبة ، فقال : الموافقة في جميع الأحوال .
فعلامة تقديم محبة الرسول على محبة غيره، أنَّه إذا تعارضت طاعة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أوامره طاعةَ داع آخر يدعو إلى خلافها من هذه الأشياء المحبوبة ، فإنْ قدم المرء طاعة الرسول كان دليلاً على صحة محبته للرسول ، وإنْ قدّم طاعة ذلك الغير على طاعته ، دل ذلك على عدم إتيانه بالإيمان التام الواجب عليه، وكذلك يقال في داعي الهوى والنفس عند المخالفة والعصيان ، هذا كله في امتثال الواجبات وترك المحرمات
- قال ابن حجر: ومن علامة الحب المذكور أن يُعْرَضَ على المرءِ أنْ لَو خُيِّرَ بين فقد غرضٍ من أغراضه أو فقد رؤية النبي صلى الله عليه وسلم أنْ لو كانت ممكنة فإن كان فقدها أن لو كانت ممكنة أشد عليه من فقد شيء من أغراضه فقد اتصف بالأحبية المذكورة ، ومن لا فلا وليس ذلك محصوراً في الوجود والفقد ، بل يأتي مثله في نصرة سنته والذب عن شريعته وقمع مخالفيها ويدخل فيه باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
- وسأل رجلٌ أسد بن الفرات رحمه الله تعالى عن الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يكون الرجل مؤمنًا حتى أكون أحب إليه من ولده وأهله والناس أجمعين))، وقال له: أخاف ألا أكون كذلك؟ فقال له: أرأيت لو كان النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا فقُرِّب ليُقتَل، أكنت تفديه بنفسك؟ قال: نعم، قال: وولدك؟ قال: نعم، فقال: لا بأس، فقال له الرجل: فرَّجتها عني فرَّج الله عنك.
ومن تأمل النفع الحاصل له من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم كيف أنه أخرجه من الظلمات إلى النور، علم أنَّ نفعه صلى الله عليه وسلم أعظم من غيره من جميع وجوه الانتفاعات فلذلك استحق أنْ يكون حظه من المحبة أكبر من غيره فالنفع الذي يثير المحبة حاصل منه أكثر من غيره ، ولكن الناس يتفاوتون في ذلك بحسب استحضار هذه المعاني.
- قوله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده) فيه جواز الحلف من غير استحلاف ، وذلك على الأمر المهم توكيداً له وتعزيزاً .
- قال ابن حجر: محبة جميع الرسل من الإيمان لكن الأحبية مختصة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
#رياض_الصالحين

باب في اليقين والتوكل


٨٢ - التاسع: عن أم المُؤمنينَ أمِّ سَلَمَةَ وَاسمها هِنْدُ بنتُ أَبي أميةَ حذيفةَ المخزومية رضي الله عنها: أنَّ النَّبيّ ﷺ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيتِهِ، قَالَ: «بِسْمِ اللهِ تَوَكَّلتُ عَلَى اللهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ أَنْ أضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ» حديثٌ صحيح، رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بأسانيد صحيحةٍ. (١) قَالَ الترمذي: «حديث حسن صحيح» وهذا لفظ أبي داود.
—-----------------------------------------------------------
(١) أخرجه: أبو داود (٥٠٩٤)، وابن ماجه (٣٨٨٤)، والترمذي (٣٤٢٧)، والنسائي ٨/ ٢٦٨ و٢٨٥، وسند الحديث منقطع.


#أدمن
#رياض_الصالحين

باب في اليقين والتوكل


٨٣ - العاشر: عن أنس رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ: «مَنْ قَالَ - يَعْني: إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيتِهِ: بِسمِ اللهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، وَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ، يُقالُ لَهُ: هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ، وَتَنَحَّى (١) عَنْهُ الشَّيطَانُ». رواه أبو داود والترمذي والنسائي (٢) وغيرهم. وَقالَ الترمذي: «حديث حسن»، زاد أبو داود: «فيقول - يعني: الشيطان - لِشيطان آخر: كَيفَ لَكَ بِرجلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟».
—-----------------------------------------------------------
(١) تنحى: أي مال عن جهته وطريقه. دليل الفالحين ٢/ ٣٢.
(٢) أخرجه: أبو داود (٥٠٩٥)، والترمذي (٣٤٢٦)، والنسائي في «الكبرى» (٩٩١٧). وقال الترمذي: «حديث حسن غريب».


#أدمن
#رياض_الصالحين

باب في اليقين والتوكل


٨٤ - وعن أنس رضي الله عنه قَالَ: كَانَ أَخَوانِ عَلَى عهد النَّبيّ ﷺ وَكَانَ أحَدُهُمَا يَأتِي النَّبيَّ ﷺ وَالآخَرُ يَحْتَرِفُ، فَشَكَا المُحْتَرِفُ أخَاهُ للنبي ﷺ فَقَالَ: «لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ». رواه الترمذي بإسناد صحيحٍ عَلَى شرطِ مسلم. (١)
«يحترِف»: يكتسب ويتسبب.
—-----------------------------------------------------------
(١) أخرجه: الترمذي (٢٣٤٥). وقال: «هذا حديث حسن صحيح».


#أدمن
#رياض_الصالحين

٨ - باب في الاستقامة (١)
قَالَ الله تَعَالَى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾ [هود: ١١٢]، وَقالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾ [فصلت: ٣٠ - ٣٢]، وَقالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأحقاف: ١٣ - ١٤].
—-----------------------------------------------------------
(١) الاستقامة: هي أن يثبت الإنسان على شريعة الله عز وجل، كما أمر الله ويتقدمها الإخلاص. شرح رياض الصالحين ١/ ٣٠٢.


#أدمن
#رياض_الصالحين

٨ - باب في الاستقامة


٨٥ - وعن أبي عمرو، وقيل: أبي عَمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُول الله، قُلْ لي في الإسْلامِ قَولًا لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا غَيْرَكَ. قَالَ: «قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ». رواه مسلم. (١)
—-----------------------------------------------------------
(١) أخرجه: مسلم ١/ ٤٧ (٣٨). أي الإيمان بوجود الله عز وجل وبربوبيته وبأسمائه وصفاته وأحكامه وأخباره، واستقم على شريعة الله. شرح رياض الصالحين ١/ ٣٠٤.


#أدمن
2024/10/03 04:36:28
Back to Top
HTML Embed Code: