Telegram Web Link
فَقَرَأْتُهُ فإذا فِيهِ: أمّا بَعْدُ، فإنَّهُ قَدْ بَلَغَنا أنّ صاحِبَكَ قَدْ جَفاكَ ولَمْ يَجْعَلْكَ اللهُ بدارِ هَوانٍ ولاَ مَضْيَعَةٍ (١)، فالحَقْ بنا نُواسِكَ، فَقُلْتُ حِينَ قَرَأْتُها: وهَذِهِ أيضًا مِنَ البَلاءِ، فَتَيَمَّمْتُ بها التَّنُّورَ فَسَجَرْتُها، حَتّى إذا مَضَتْ أرْبَعُونَ مِنَ الخَمْسينَ واسْتَلْبَثَ الوَحْيُ إذا رسولُ رسولِ الله - ﷺ - يَأتِيني، فَقالَ: إنّ رسولَ الله - ﷺ - يَأمُرُكَ أنْ تَعْتَزِلَ امْرَأتَكَ، فَقُلْتُ: أُطَلِّقُها أمْ ماذا أفْعَلُ؟ فَقالَ: لاَ، بَلِ اعْتَزِلْها فَلاَ تَقْرَبَنَّها، وأرْسَلَ إلى صاحِبَيَّ بِمِثْلِ ذلِكَ. فَقُلْتُ لامْرَأتِي: الحَقِي بِأهْلِكِ (٢) فَكُوني عِنْدَهُمْ حَتّى يَقْضِيَ اللهُ في هَذا الأمْرِ. فَجاءتِ امْرَأةُ هِلاَلِ بْنِ أُمَيَّةَ رسولَ الله - ﷺ - فَقالَتْ لَهُ: يا رَسُولَ الله، إنّ هِلاَلَ بْنَ أمَيَّةَ شَيْخٌ ضائِعٌ لَيْسَ لَهُ خادِمٌ، فَهَلْ تَكْرَهُ أنْ أخْدُمَهُ؟ قالَ: «لاَ، ولَكِنْ لاَ يَقْرَبَنَّكِ» فَقالَتْ: إنَّهُ واللهِ ما بِهِ مِن حَرَكَةٍ إلى شَيْءٍ، ووالله ما زالَ يَبْكِي مُنْذُ كانَ مِن أمْرِهِ ما كانَ إلى يَومِهِ هَذا. فَقالَ لي بَعْضُ أهْلِي: لَو اسْتَأْذَنْتَ رسولَ الله - ﷺ - في امْرَأتِكَ فَقَدْ أذِن لاِمْرَأةِ هلاَل بْنِ أمَيَّةَ أنْ تَخْدُمَهُ؟ فَقُلْتُ: لاَ أسْتَأذِنُ فيها رسولَ الله - ﷺ - وما يُدْرِيني ماذا يقُول رسولُ الله - ﷺ - إذا اسْتَأْذَنْتُهُ، وأنا رَجُلٌ شابٌ! فَلَبِثْتُ بِذَلِكَ عَشْرَ لَيالٍ فَكَمُلَ (٣) لَنا خَمْسُونَ لَيْلَةً مِن حِينَ نُهِيَ عَنْ كَلاَمِنا، ثُمَّ صَلَّيْتُ صَلاَةَ الفَجْرِ صَباحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً عَلى ظَهْرِ بَيْتٍ مِن بُيُوتِنا، فَبَيْنا أنا جالِسٌ عَلى الحالِ الَّتي ذَكَرَ الله تَعالى مِنّا، قَدْ ضاقَتْ عَلَيَّ نَفْسي وضاقَتْ عَلَيَّ الأرْضُ بِما رَحُبَتْ، سَمِعْتُ صَوْتَ صارِخٍ أوفى عَلى سَلْعٍ (٤) يَقُولُ بِأعْلى صَوتِهِ: يا كَعْبَ بْنَ مالِكٍ أبْشِرْ، فَخَرَرْتُ ساجِدًا (٥)، وعَرَفْتُ أنّهُ قَدْ جاءَ فَرَجٌ. فآذَنَ رسولُ الله - ﷺ - النّاسَ بِتَوْبَةِ الله - عز وجل - عَلَيْنا حِينَ صَلّى صَلاةَ الفَجْر فَذَهَبَ النّاسُ يُبَشِّرُونَنا، فَذَهَبَ قِبَلَ صاحِبَيَّ مُبَشِّرونَ ورَكَضَ رَجُلٌ إلَيَّ فَرَسًا وسَعى ساعٍ مِن أسْلَمَ قِبَلِي، وأوْفى عَلى الجَبَلِ، فَكانَ الصَّوْتُ أسْرَعَ مِنَ الفَرَسِ، فَلَمّا جاءني الَّذِي قَطُّ بَعْدَ إذْ هَداني اللهُ للإسْلامِ أعْظَمَ في نَفْسِي مِن صِدقِي رسولَ الله - ﷺ - أنْ لا أكونَ كَذَبْتُهُ، فَأهْلِكَ كما هَلَكَ الَّذينَ كَذَبُوا؛ إنّ الله تَعالى قالَ للَّذِينَ كَذَبُوا حِينَ أنْزَلَ الوَحْيَ شَرَّ ما قالَ لأحَدٍ، فقال الله تَعالى: ﴿سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إذا انْقَلَبْتُمْ إلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأعْرِضُوا عَنْهُمْ إنَّهُمْ رِجْسٌ ومَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإنَّ اللهَ لا يَرْضى عَنِ القَوْمِ الفاسِقِينَ﴾ [التوبة ٩٥ - ٩٦] قالَ كَعْبٌ: كُنّا خُلّفْنا أيُّها الثَّلاَثَةُ عَنْ أمْرِ أُولئكَ الذينَ قَبِلَ مِنهُمْ رسولُ الله - ﷺ - حِينَ حَلَفُوا لَهُ فَبايَعَهُمْ واسْتَغْفَرَ لَهُمْ وأرجَأ رسولُ الله - ﷺ - أمْرَنا حَتّى قَضى الله تَعالى فِيهِ بذِلكَ. قالَ الله تَعالى: ﴿وعَلى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا﴾ وليْسَ الَّذِي ذَكَرَ مِمّا خُلِّفْنا تَخلُّفُنا عن الغَزْو، وإنّما هُوَ تَخْلِيفُهُ إيّانا وإرْجاؤُهُ أمْرَنا عَمَّنْ حَلَفَ لَهُ واعْتَذَرَ إلَيْهِ فقبِلَ مِنهُ (١). مُتَّفَقٌ عليه. (٢)
وفي رواية: أنّ النَّبيّ - ﷺ - خَرَجَ في غَزْوَةِ تَبْوكَ يَومَ الخَميسِ وكانَ يُحِبُّ أنْ يخْرُجَ يومَ الخمِيس.
وفي رواية: وكانَ لاَ يقْدمُ مِن سَفَرٍ إلاَّ نَهارًا في الضُّحى، فإذا قَدِمَ بَدَأ بالمَسْجِدِ فَصَلّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ.
----------------------------------------------------------------
(١) في هذا الحديث فوائد كثيرة منها:
إباحة الغنيمة لهذه الأمة وأنه ينبغي لأمير الجيش إذا أراد غزوة أن يوري بغيرها، لئلا يسبقه الجواسيس ونحوهم بالتحذير، وفيه جواز التأسف على ما فات من الخير وفيه رد غيبة المسلم، وفضيلة الصدق وملازمته وإن كان فيه مشقة، واستحباب صلاة القادم من سفر ركعتين في مسجد محلته أول قدومه، واستحباب هجران أهل البدع والمعاصي الظاهرة، وترك السلام عليهم ومقاطعتهم تحقيرًا لهم وزجرًا، واستحباب بكائه على نفسه إذا وقعت منه معصية، ومسارقة النظر في الصلاة والالتفات لا يبطلها، ووجوب إيثار طاعة الله ورسوله - ﷺ - على مودة الصديق والقريب وغيرهما. وجواز إحراق ورقة فيها ذكر الله تعالى لمصلحة، وفيها: لم يجعلك الله بدار هوان، واستحباب الكنايات في ألفاظ الاستمتاع بالنساء ونحوها، واستحباب التبشير بالخير وتهنئة من رزقه الله خيرًا ظاهرًا، واستحباب إكرام المبشر، وجواز استعارة الثياب للّبس، واستحباب القيام للوارد إكرامًا له إذا كان من أهل الفضل، واستحباب المصافحة عند التلاقي وهي سنّة بلا خلاف. وقد عدّ النووي - ﵀ - سبعًا وثلاثين فائدة لهذا الحديث. انظر: شرح صحيح مسلم للنووي ٩/ ٨٨ (٢٧٦٩).
(٢) أخرجه: البخاري ٦/ ٣ (٤٤١٨)، ومسلم ٨/ ١٠٥ (٢٧٦٩) (٥٣) و(٥٤) و(٥٥).
#أدمن
" إن ترتيلَ سُبع القرآن في تهجُّد قيام الليل مع المحافظة على النوافل الراتبة، والضحى، وتحية المسجد، مع الأذكار المأثورة الثابتة، والقول عند النوم واليقظة، ودبر المكتوبة والسحر، مع النظر في العلم النافع والاشتغال به مخلصا لله، مع الأمر بالمعروف، وإرشاد الجاهل وتفهيمه، وزجر الفاسق، ونحو ذلك، مع أداء الفرائض في جماعة بخشوع وطمأنينة وانكسار وإيمان، مع أداء الواجب، واجتناب الكبائر، وكثرة الدعاء والاستغفار، والصدقة وصلة الرحم، والتواضع، والإخلاص في جميع ذلك = لشغلٌ عظيم جسيم، ولمقام أصحاب اليمين وأولياء الله المتقين ".

- الإمام الذهبي

#أدمن
#رياض_الصالحين

باب التوبة

٢٢ - وعَنْ أبي نُجَيد - بضَمِّ النُّونِ وفتحِ الجيم - عِمْرانَ بنِ الحُصَيْنِ الخُزاعِيِّ رضي الله عنهما: أنّ امْرَأةً مِن جُهَيْنَةَ أتَتْ رسولَ الله - ﷺ - وهِيَ حُبْلى مِنَ الزِّنى، فقالتْ: يا رسولَ الله، أصَبْتُ حَدًّا فَأقِمْهُ عَلَيَّ، فَدَعا نَبيُّ الله - ﷺ - وليَّها، فقالَ: «أحْسِنْ (١) إلَيْها، فإذا وضَعَتْ فَأْتِني» فَفَعَلَ فَأمَرَ بها نبيُّ الله - ﷺ - فَشُدَّتْ عَلَيْها ثِيابُها، ثُمَّ أمَرَ بِها فَرُجِمَتْ، ثُمَّ صَلّى عَلَيْها. فقالَ لَهُ عُمَرُ: تُصَلِّي عَلَيْها يا رَسُول الله وقَدْ زَنَتْ؟ قالَ: «لَقَدْ تابَتْ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ سَبْعِينَ مِن أهْلِ المَدِينَةِ لَوَسِعَتْهُمْ، وهَلْ وجَدْتَ أفضَلَ مِن أنْ جادَتْ بنفْسِها لله - عز وجل؟!». رواه مسلم. (٢)
----------------------------------------------------------------
(١) قال النووي: «هذا الإحسان له سببان: أحدهما: الخوف عليها من أقاربها أن تحملهم الغيرة ولحوق العار بهم أن يؤذوها، فأوصى بالإحسان إليها تحذيرًا لهم من ذلك.
والثاني: أمر به رحمةً لها، إذ قد تابت، وحرض على الإحسان إليها لما في نفوس الناس من النفرة من مثلها، وإسماعها الكلام المؤذي ونحو ذلك فنهى عن هذا كله». شرح صحيح مسلم ٦/ ١٨٢ (١٦٩٦).
(٢) أخرجه: مسلم ٥/ ١٢٠ (١٦٩٦).
#أدمن
#رياض_الصالحين

باب التوبة

٢٣ - وعن ابنِ عباسٍ - رضي الله عنهما - أنّ رَسُولَ الله - ﷺ - قالَ: «لَوْ أنّ لابنِ آدَمَ وادِيًا مِن ذَهَبٍ أحَبَّ أنْ يكُونَ لَهُ وادِيانِ، ولَنْ يَمْلأ فاهُ إلاَّ التُّرابُ، ويَتُوبُ اللهُ عَلى مَن تابَ». مُتَّفَقٌ عليه. (١)
----------------------------------------------------------------
(١) أخرجه: البخاري ٨/ ١١٥ (٦٤٣٦)، ومسلم ٣/ ١٠٠ (١٠٤٩).
وفي هذا الحديث: ذم الحرص على الدنيا وحب المكاثرة بها والرغبة فيها، ولا يزال حريصًا حتى يموت، ويمتلئ جوفه من تراب قبره. انظر: شرح صحيح مسلم ٤/ ١٤١ (١٠٤٩).
#أدمن
#رياض_الصالحين

باب التوبة

٢٤ - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنّ رسولَ الله - ﷺ - قالَ: «يَضْحَكُ اللهُ سُبْحانَهُ وتَعالى إلى رَجُلَيْنِ يَقْتلُ أحَدهُما الآخَرَ يَدْخُلانِ الجَنَّةَ، يُقاتِلُ هَذا في سَبيلِ اللهِ فَيُقْتَلُ، ثُمَّ يتُوبُ اللهُ عَلى القاتلِ فَيُسْلِم فَيُسْتَشْهَدُ». مُتَّفَقٌ عليه. (١)
----------------------------------------------------------------
(١) أخرجه: البخاري ٤/ ٢٨ (٢٨٢٦)، ومسلم ٦/ ٤٠ (١٢٨) و(١٢٩).
#أدمن
#رياض_الصالحين

باب الصبر

قالَ الله تَعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وصابِرُوا﴾ [آل عمران ٢٠٠]، وقال تعالى: ﴿ولَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الخَوْفِ والجُوعِ ونَقْصٍ مِنَ الأمْوالِ والأنْفُسِ والثَّمَراتِ وبَشِّرِ الصّابِرِينَ﴾ -[٢٤]-[البقرة ١٥٥]، وقالَ تَعالى: ﴿إنَّما يُوَفّى الصّابِرُونَ أجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِساب﴾ [الزمر:١٠]، وقالَ تَعالى: ﴿ولَمَن صَبَرَ وغَفَرَ إنَّ ذَلِكَ لَمِن عَزْمِ الأُمُورِ﴾ [الشورى ٤٣]، وقالَ تَعالى: ﴿اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ إنَّ اللهَ مَعَ الصّابِرِينَ﴾ [البقرة ١٥٣]، وقالَ تَعالى: ﴿ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ مِنكُمْ والصّابِرِينَ﴾ [محمد ٣١]، والآياتُ في الأمر بالصَّبْر وبَيانِ فَضْلهِ كَثيرةٌ مَعْرُوفةٌ.


#أدمن
#رياض_الصالحين

باب الصبر

٢٥ - وعن أبي مالكٍ الحارث بن عاصم الأشعريِّ - رضي الله عنه - قالَ: قالَ رسولُ الله - ﷺ: «الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمان، والحَمدُ لله تَمْلأُ الميزانَ، وسُبْحانَ الله والحَمدُ لله تَملآن - أوْ تَمْلأُ - ما بَينَ السَّماواتِ والأرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدقةُ بُرهانٌ، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والقُرْآنُ حُجةٌ لَكَ أوْ عَلَيْكَ (١). كُلُّ النّاسِ يَغْدُو فَبائعٌ نَفسَهُ فَمُعْتِقُها أوْ مُوبِقُها». رواه مسلم. (٢)
—-----------------------------------------------------------
(١) حجة لك إذا امتثلت أوامره واجتنبت نواهيه، وحجة عليك إن لم تمتثل أوامره ولم تجتنب نواهيه. دليل الفالحين ١/ ١٧١، وهذا ليس خاصًا بالقرآن بل يشمل كل العلوم الشرعية فما علمناه إما أن يكون حجة لنا وإما أن يكون حجة علينا، فإن عملنا به فهو حجة لنا وإن لم نعمل به فهو علينا وهو وبال أي إثم وعقوبة. انظر: فتح ذي الجلال والإكرام ١/ ٤١.
(٢) أخرجه: مسلم ١/ ١٤٠ (٢٢٣).
#أدمن
الذي يعيش يومياً مع الذكر : التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، المطلق في كل وقت، سيعيش حياة جديدة ناسخة لحياته القديمة.
لزوم الذكر يبهج النفس، ويشرح الصدر، ويجعل في القلب قوة وعِزّا وغِنى، لايهتم إلا بما أراده الله.
ثبت في الحديث : "سبق المُفَرِّدون ..الذاكرون الله كثيرا والذاكرات".
#أدمن
#رياض_الصالحين

باب الصبر

٢٦ - وعن أبي سَعيد سعدِ بن مالكِ بنِ سنانٍ الخدري رضي الله عنهما: أنَّ ناسًا مِنَ الأنْصارِ سَألوا رسولَ الله - ﷺ - فَأعْطاهُمْ، ثُمَّ سَألوهُ فَأعْطاهُمْ، حَتّى نَفِدَ ما عِندَهُ، فَقالَ لَهُمْ حِينَ أنْفْقَ كُلَّ شَيءٍ بِيَدِهِ: «ما يَكُنْ عِنْدي مِن خَيْر فَلَنْ أدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، ومَن يَسْتَعْفِفْ يُعِفهُ اللهُ، ومَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، ومَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ. وما أُعْطِيَ أحَدٌ عَطاءً خَيْرًا وأوْسَعَ مِنَ الصَّبْر (١)». مُتَّفَقٌ عليه. (٢)
—-----------------------------------------------------------
(١) في الحديث: الحث على التعفف والقناعة، والصبر على ضيق العيش وغيره من مكاره الدنيا. شرح صحيح مسلم للنووي ٤/ ١٤٥ (١٠٥٣).
(٢) أخرجه: البخاري ٢/ ١٥١ (١٤٦٩)، ومسلم ٣/ ١٠٢ (١٠٥٣) (١٢٤).
#أدمن
#رياض_الصالحين

باب الصبر

٢٧ - وعن أبي يحيى صهيب بن سنانٍ - رضي الله عنه - قالَ: قالَ رسولُ الله - ﷺ: «عَجَبًا لأمْرِ المُؤمنِ إنّ أمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خيرٌ، ولَيسَ ذلِكَ لأحَدٍ إلاَّ للمُؤْمِن: إنْ أصابَتْهُ سَرّاءُ شَكَرَ فَكانَ خَيرًا لَهُ، وإنْ أصابَتْهُ ضراءُ صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا لَهُ». رواه مسلم. (١)
—-----------------------------------------------------------
(١) أخرجه: مسلم ٨/ ٢٢٧ (٢٩٩٩).
#أدمن
Forwarded from مصطفى البدري
#سؤال_الليلة
١- ما الشروط الواجب توافرها في الأضحية؟
٢- وما السن المناسب للذبيحة حتى تصح أن يضحى بها؟
ويجيب عليه في التعليقات فضيلة الشيخ مصطفى البدري حفظه الله
#فكونوا_معنا

سؤال على أحد المجموعات بخصوص الأضحية؛ وهذا جوابه بعون الله:

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فالأضحية من شعائر الإسلام التي ينبغي الحرص على إظهارها والمحافظة على ما ورد في شأنها من أحكام وتفصيلات؛ وأستعين بالله هنا لألخص هذا الموضوع في نقاط عشرة:

١- الأضحية: هي ما يذبح من بهيمة الأنعام (الإبل والبقر والغنم) خلال يوم عيد الأضحى وأيام التشريق الثلاثة.

٢- حكمها: مذهب أبي حنيفة وإحدى الروايتين في مذهب أحمد (اختارها ابن تيمية) أنها واجبة على القادر؛ ومذهب مالك والشافعي والرواية الأخرى عن أحمد أنها سنة مؤكدة، ونص المالكية على أنه لو اجتمع أهل قرية على تركها قاتلهم الإمام؛ لأنها من الشعائر.

٣- اتفق العلماء على أن ذبحها والتصدق من لحمها أفضل من التصدق بثمنها أو ما يعادل قيمتها.

٤- مذهب الأحناف والشافعية والحنابلة أن البدنة عن الواحد خير من البقرة، والبقرة أفضل من الضأن، والضأن أفضل من سُبع البدنة أو البقرة؛ وخالف المالكية فقالوا إن الضأن أفضل مطلقًا.

٥- أن تبلغ السن المطلوبة؛ وهي ستة أشهر للضأن وسنة كاملة للمعز وسنتين للبقر وخمس سنين للإبل.

٦- سلامتها من العيوب الظاهرة؛ الواردة في قوله صلى الله عليه وسلم: "أربع لا يجزين في الأضاحي، العوراء البين عورها، المريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظلعها، والعجفاء التي لا تنقي" أما غير ذلك من العيوب فيكره ذبحها، لكنها تجزئ.

٧- بعد شرائها وتعيينها كأضحية.. يحرم بيعها أو بيع أي جزء منها (ولا يعطى الجزار منها شيئًا مقابل أجرته).

٨- ذبحها في الوقت المحدد؛ من بعد صلاة العيد إلى قبل غروب شمس آخر أيام التشريق (١٤ ذو الحجة).

٩- ينبغي للمسلم الذي عزم على الأضحية ألا يقص أظفاره ولا شعر جسده من أول شهر ذي الحجة إلى أن يذبح؛ وهذا مستحب عند الجمهور وواجب عند الحنابلة.

١٠- الأضحية الواحدة تجزي عن الرجل وأهل بيته (الأحياء والأموات)؛ لذا.. يستحب أن يذبح بنفسه ويقول: بسم الله والله أكبر، اللهم تقبل هذا عني وعن أهل بيتي (الأحياء منهم والأموات).

والله تعالى أعلم.
هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
#رياض_الصالحين

باب الصبر

٢٨ - وعن أنَسٍ - رضي الله عنه - قالَ: لَمّا ثَقُلَ (١) النَّبيُّ - ﷺ - جَعلَ يَتَغَشّاهُ الكَرْبُ، فَقالَتْ فاطِمَةُ رضي الله عنها: واكَربَ أبَتاهُ. فقالَ: «لَيْسَ عَلى أبيكِ كَرْبٌ بَعْدَ اليَوْمِ». فَلَمّا ماتَ، قالَتْ: يا أبَتاهُ، أجابَ رَبًّا دَعاهُ! يا أبتاهُ، جَنَّةُ الفِردَوسِ مَأْواهُ! يا أبَتاهُ، إلى جبْريلَ نَنْعاهُ! فَلَمّا دُفِنَ قالَتْ فاطِمَةُ رضي الله عنها: أطابَتْ أنْفُسُكُمْ أنْ تَحْثُوا عَلى رَسُول الله - ﷺ - التُّرابَ؟! رواه البخاري. (٢)
—-----------------------------------------------------------
(١) ثقل: من شدة المرض. وفي الحديث: جواز التوجع للميت عند احتضاره، أما قولها بعد أن قبض، فيؤخذ منه أن تلك الألفاظ إذا كان الميت متصفًا بها لا يمنع ذكره بها بعد موته، بخلاف ما إذا كانت فيه ظاهرًا وهو في الباطن بخلاف ذلك أو لا يتحقق اتصافه بها فيدخل المنع. دليل الفالحين ١/ ١٨٠.
(٢) أخرجه: البخاري ٦/ ١٨ (٤٤٦٢).
#أدمن
Forwarded from مصطفى البدري
عشر مهمات...لاغتنام يوم عرفات ..
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
عرفات ليس يومًا لإضاعة الأوقات..في تدبير الخَرْجات ..أو المشي في الأسواق والطُرقات لإعداد التمتع بالإجازات..
إنّه يوم الشَرَف لتشريف اللهِ له..فلا أعظم منه لتعظيم العظيم - سبحانه - له..حتى عَدَّه النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا قبل العيد (يوم عرفة ويوم النحر وأيام مِنىً عيدُنُا أهل الإسلام ) رواه أبو داود وصححه الألباني، فهو عيد العبادة.. لأن الله (يباهي بأهل عرفات أهل السماء) رواه أحمد وصححه الألباني ..وينزل فيه الرب فيتفضل بالمن والكرم حتى إنه ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة) رواه مسلم . ولذلك لايُرى الشيطان أدحَرَ ولا أخزى منه في ذلك اليوم ..

لذلكم فنحن مدعوون فيه ألا نخلي لحظة من لحظاته ولا نقضي نَفَسًا من أنفاسِهِ إلا في أحوال قربى ..تقربنا الى الله زلفى ..

وهذه عشر مهمات..في اهتبال غنيمة يوم بسنوات ..اسمه عرفات :

١_ نم ليلته مبكرًا بنية التَقَوِّي على أعمال التَقْوَى ، ولتقوم قبل السَحَر لسُنَّة السحور ، فصيام ذلك اليوم ( يكفر السنة التي قبله ، والسنة التي بعده ) .. رواه احمد والترمذي بإسناد صحيح

٢_ قم ليلة عرفات بما يتيسر من ركعات ، خاشعًا في قيامك وركوعك.. وداعيًا الله متبتلاً باكيًا أو متباكيًا في السجود.. بأن يجود الله عليك - وهو الجواد الكريم - بما يحب وماتحب من خيري الدنيا والآخرة ..

٣_ لا تنس في وقت السَّحَر أن تُكثر من التطهُر بالتوبة والاستفغار ، لعل اسمك يسجل في سجل المستغفرين بالأسحار ..ثم تجهز للتطهر بماء الوضوء مستحضرًا - وكأنك ناظرًا - إلى خروج آخر ذنوبك مع كل قطرة تخرج من أعضائك ، وداعيًا في دعاء المتوضئين.. بأن يجعلك الله من التوابين ويجعلك من المتطهرين..

٤- بعد صلاتك فجر عرفة مع الجماعة..ابدأ مع المصلين في سنة التكبير المقيد الى آخر أيام التشريق.. مستحضرًا مع كل تكبيرة أن اللَهَ أكبر كبيرًا ..ومستذكرا نعمه عليك.. لتشكره مع كل ماتذكره حمدًا كثيرًا ..
ولْتَجلِس بعدها في مصلاك حتى شروق الشمس متقربًا للرحمن بتلاوة القرآن .ومتتقلًا بين صنوف الأذكار .. بادئاً في يوم خير الدعاء بأدعية وأذكار الصباح والمساء ..

٥ - شارك الحجاج والمعتمرين ..إن لم تكن معهم - بعد جلوسك للذكر في مصلاك ..بركعتي الإشراق ..فليس على الله بعزيز أن تنال معهم أجر حج وعمرة تامة.. تامة.. تامة ..

٦ - نَمْ إن شِئتَ شيئًايسيرًا ،جاعلًا ساعة نومِك طاعة..بأن تنوي بها التمكن والاستطاعة على ان تكون من الذاكرين الله كثيرًا، في خير يوم طلعت عليه الشمس.. وذلك حتى تغرب الشمس .

٧- ركعات الضحى مثنى مثنى.. إن شئت اثنتان أو ثمان أو
أكثر..فاستفتح بها خيرَ نهار.. متنقلًا ومنوعًا بعدها بين الطاعات حتى لا تمل : ذكرا وحمدا وشكرا.. و تسبيحا وتكبيرا .. مع تخلل ذلك بالتلاوة والاستفغار ..مكثرا مع الدعاء من شهادة التوحيد..فخير ماقاله النبي صلى الله عليه وسلم والنبيون من قبِلهِ : لا إله إلا الله وحده لاشريك له..له الملك وله لحمد وهو على كل شئ قدير..

٨- بعد صلاة الظهر مع المصلين ثم التكبير مع المكبرين .. اُخْْل بنفسك تاليًا متدبرًا كتاب ربك.. واستمع - إن شئت- لخطبة عرفات ..وعرِّف نفسك أثناءها بآفاتها ، واعترف أمامها بذنوبها...وواعدها على الارتقاء بها.. داعيًا اللَهَ ان يجعلك من شهود صعيد عرفات في قابل السنوات ..


٩- بعد شهودك صلاة العصر في جماعة..تهيأ لبدء أثمن ساعات العُمر ..مقبلًا غير مُدبر.. على الدخول في رحاب رحمات الرحمن قارعًا بابَهُ ..و مقارعاً عِدُوه .. فلعلك تدحر إبليس في ذلك اليوم وتخزيه وتُصَغِّره بالذكر والشكر والتوبة والاستغفار ..فتمسح في لحظات ما حملك في سنوات من الأوزار..

١٠ - أقبل بقلبك بعد الصلاة الوسطى على أجَلِ اعمال القبول وأسرع طرق الوصول .. قارئا للقرآن...وكأن تستمع بأذني قلبك لكلام الواحد الديان..وهو يخاطبك وتخاطبه.. وتستمع إليه وهو يستمع إليك..فهو اعلم بك منك..وأقرب من نفسك إليك ..وأسْمِعْهُ - وهو السميع العليم - شكواك واقترب إليه بنجواك...وتَعَوَُذ بوجِهِهِ أن يتسرَّب إلى ظنك أن ذنبك كبير على مغفرته ..أو اعظم من رحمته ..
وبذات اجتهادك في دعائِك لنفسِك .. ادْع لغيرك مِنْ اهلِك وأحبابك وجيرانك وأقرانك.. الأحياء والميتين.. وجميع إخوانك المسلمين.- حتى تغرب الشمس- متضرعا بأن يرحم الله غربتنا في زمن الغربة.. وأن يجعل عاقبتها طوبى لاعقوبة.. وأن يشفي صدور قوم مؤمنين ..بنصرة الدين وجبر المستضعفين وقهر الطغاة المتجبرين ..

وأ لِحَّ في دعوة إفطار الصائم التي لاتُردُّ.. بأن يردنا الله إليه ردا جميلًا..وأن يتقبلنا بقبول حسن ..وألا يردنا خائبين ..بل يجعلنا من عتقائه الناجين الفائزين...

د. عبد العزيز مصطفى كامل.
#رياض_الصالحين

باب الصبر

٢٩ - وعن أبي زَيدٍ أُسامَةَ بنِ زيدِ بنِ حارثةَ مَوْلى رسولِ الله - ﷺ - وحِبِّه وابنِ حبِّه رضي الله عنهما، قالَ: أرْسَلَتْ بنْتُ النَّبيِّ - ﷺ - إنّ ابْني قَد احْتُضِرَ فاشْهَدنا، فَأرْسَلَ يُقْرىءُ السَّلامَ، ويقُولُ: «إنّ لله ما أخَذَ ولَهُ ما أعطى، وكُلُّ شَيءٍ عِندَهُ بِأجَلٍ مُسَمًّى فَلتَصْبِرْ ولْتَحْتَسِبْ». فَأرسَلَتْ إلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيهِ لَيَأتِينَّها. فقامَ ومَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبادَةَ، ومُعاذُ بْنُ جَبَلٍ، وأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وزَيْدُ بْنُ ثابتٍ، ورجالٌ - رضي الله عنهم - فَرُفعَ إلى رَسُول الله - ﷺ - الصَّبيُّ، فَأقْعَدَهُ في حِجْرِهِ ونَفْسُهُ تَقَعْقَعُ، فَفاضَتْ عَيناهُ فَقالَ سَعدٌ: يا رسولَ الله، ما هَذا؟ فَقالَ: «هذِهِ -[٢٦]- رَحمَةٌ جَعَلَها اللهُ تَعالى في قُلُوبِ عِبادِهِ» وفي رواية: «فِي قُلُوبِ مَن شاءَ مِن عِبادِهِ، وإنَّما يَرْحَمُ اللهُ مِن عِبادِهِ الرُّحَماءَ». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. (١)
ومَعنى «تَقَعْقَعُ»: تَتَحرَّكُ وتَضْطَربُ.
—-----------------------------------------------------------
(١) أخرجه: البخاري ٢/ ١٠٠ (١٢٨٤)، ومسلم ٣/ ٣٩ (٩٢٣).
وفي الحديث: أن سعدًا ظن أن جميع أنواع البكاء حرام، وأن دمع العين حرام، وظن أن النبي - ﷺ - نسي فذكره، فأعلمه النبي - ﷺ - أن مجرد البكاء ودمع بعينٍ ليس بحرام ولا مكروه بل هو رحمة وفضيلة، وإنما المحرم النوح والندب والبكاء المقرون بهما أو بأحدهما.
انظر: شرح صحيح مسلم للنووي ٤/ ٩ (٩٢٣) … وفيه دليل على وجوب الصبر لأن الرسول - ﷺ - قال: «مُرها فلتصبر ولتحتسب» وفيه دليل على أن هذه الصيغة من العزاء أفضل صيغة. وأفضل من قول بعض الناس: «أعظم الله أجرك، وأحسن عزاءك وغفر لميتك» هذه صيغة اختارها بعض العلماء لكن الصيغة التي اختارها الرسول - ﷺ - أفضل، لأن المصاب إذا سمعها اقتنع أكثر.
والتعزية في الحقيقة ليست تهنئة كما ظنها بعض العوام! يحتفل بها ويوضع لها الكراسي وتوقد لها الشموع ويحضر لها القراء والأطعمة! لا. التعزية تسلية وتقوية للمصاب أن يصبر. شرح رياض الصالحين ١/ ٩١ - ٩٢.
#أدمن
••

ينبغي للمسلم أن يعد يوم عرفة فرصة عمره التي قد لا تتكرر، فيغنمها كأحسن ما يكون، ويعمر يومه كله بالطاعة والذكر والانكسار، ويحذر أن يضيعه في الحديث والقيل والقال، والغفلة وإعداد أصناف الطعام، فإن المغبون من رجع من عرفة خالي الوفاض، ورجع الناس معه بمغفرة وعتق من النار، وليكثر فيه من التهليل بلفظ: لا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ويكثر فيه كذلك من ذكر الباقيات الصالحات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإن الذكر كله دعاء عند العلماء، ويعطي الله للذاكر أفضل ما يعطى السائلين.

#مدونة_الفقه_المالكي_وأدلته

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/algaryanidrr
2024/10/04 21:13:59
Back to Top
HTML Embed Code: