Telegram Web Link
الإعلام الذي يتكلّم باسم الشعوب يوهم العالم أن المجتمع قَبِل ذلك التطبيع فعلاً، ولكن الميدان أجاب بصراحة أنّك أيها الصهـ يوني بكتيريا قذرة منبوذة والشعوب بجموعها تطردك وتعاديك ..
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

(فَفِي الْقَلْبِ شَعَثٌ، لَا يَلُمُّهُ إِلَّا الْإِقْبَالُ عَلَى اللَّهِ. وَفِيهِ وَحْشَةٌ، لَا يُزِيلُهَا إِلَّا الْأُنْسُ بِهِ فِي خَلْوَتِهِ.

وَفِيهِ حُزْنٌ لَا يُذْهِبُهُ إِلَّا السُّرُورُ بِمَعْرِفَتِهِ وَصِدْقِ مُعَامَلَتِهِ.

وَفِيهِ قَلَقٌ لَا يُسَكِّنُهُ إِلَّا الِاجْتِمَاعُ عَلَيْهِ، وَالْفِرَارُ مِنْهُ إِلَيْهِ.

وَفِيهِ نِيرَانُ حَسَرَاتٍ: لَا يُطْفِئُهَا إِلَّا الرِّضَا بِأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَقَضَائِهِ، وَمُعَانَقَةُ الصَّبْرِ عَلَى ذَلِكَ إِلَى وَقْتِ لِقَائِهِ.

وَفِيهِ طَلَبٌ شَدِيدٌ: لَا يَقِفُ دُونَ أَنْ يَكُونَ هُوَ وَحْدَهُ مَطْلُوبَهُ.

وَفِيهِ فَاقَةٌ: لَا يَسُدُّهَا إِلَّا مَحَبَّتُهُ، وَالْإِنَابَةُ إِلَيْهِ، وَدَوَامُ ذِكْرِهِ، وَصِدْقُ الْإِخْلَاصِ لَهُ. وَلَوْ أُعْطِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا لَمْ تَسُدَّ تِلْكَ الْفَاقَةَ مِنْهُ أَبَدًا).

"مدارج السالكين، (٣/١٥٦)"
رسالة مختصرة:

إذا كنت مبتدئًا في سُلم الطلب ولم تستكمِل أسسه، ولم تُلِم بتخصصك الذي تنشده، فإياك أن تبدد ثمين الأوقات ونفيس الساعات وعمرك الغالي، في اللهث خلف الخلافات والسجالات بين المشتغلين في الوسط العِلمي، وسبب ذلك أنك غير مستكمل للآلة التي تؤهلك للفصل بين صواب هذا وخطأ ذاك، وقد تضيع بينهما للبس أو سوء فهم أو اعتقاد الباطل حقًا وهو ليس كذلك، فكن على حذر من التعلق بمثل هذهِ الأمور التي لن تجنـي منها إلا الفتات وإن وجدت الفائدة منها فقطعًا لن تكون كما لو أنك وَجهت بها جهودك في العلم المنتظم والمنهجية المنضبطة، ولك موعد في الصدِّ والذود والنضال وتزكية العلم في وقت محاذاة الرضا في تخصصك.

- كتبتها استشعارًا لثمين الوقت، وتسارع الزمان، وزيادة الغفلة، وانتشار الملهيات، في وقتٍ يجب على طالب العلم أن يكرس طاقاته ليحظى بملكةٍ مكتملة وحجة دامغة وعلمٍ رصين، لتتحقق المنفعة، وهذا لن يكون إذا كان الذهن يقفز من مكانٍ للآخر والشتات معلق به.
حين يتوه العالم في مرّجعياته البشرية، تجد في الديانة بالإسلام إرشادًا لكل مسلك ومخرجًا من كل بليّة وترتيبًا لكل جنبٍ من الحياة، فيعيش الذي اهتدى لهذه المنّة أمنًا يغشاه، وسكينةٌ تأخذه كلما تلجلج العالم واضطرب، الإسلامُ يا صَحبُ يتسامى فوق كل انتماء، وأيّ بُغيةٍ لبدل هي انحطاط لأسفل سافلين.

فمن الهدر الفادح، أن يُعمى ابن الإسلام عن عظمة دينه، فتراهُ يتسوّل من كل حضارة بضاعة، ويقحمها في دينه.
هذا الدين الذي تُمّمت أركانه وأسسه، الدين الذي لم يترك شاذّة ولا فاذّة إلا وأرشد إليها، يغيب عن ذهن المنتسب له جهلاً زوايا كماله وجلاله.
ويلزم من جهل الإنسان بذلك، ارتباك خضوعهِ لمولاه، فتراه يسيل في كل وادٍ أبدى هواهُ الميل له، ويتوارى عن ذهنه أجل معنى وأصرح حقيقة، أنّهُ عبدٌ لله.
كيف لمن هذه صِفته أن يتخيّر لنفسه ما يشاء وهو يدين لله بالإسلام.
يا ابن الإسلام أبصر جنة الحق الذي رحمك الله فكنت من أهلها، دقق النظر في مواطن الهُدى التي تسبح فيها “ومن عرف الأضداد أجاد الميزان” فالضلال الذي تتقلّب فيه أمم الكفر، والضياع والارتباك في التعامل مع أسئلة الوجود والأخلاق ومعنى الحياة، يجعل البصير يدرك ثِقل التفاوت، وتزداد قدمه رسوخًا في إيمانه.
أدعوك أن تتعرف على عظمة دينك ولو بوردٍ قصير يوميًا، فالرياح المتصلة والمدّ المتتابع لسحب الإنسان لمسرح الشياطين شديد البأس، فحصّن مقاتلك وقاية من شرورهم.
نحن لا نُحسن السيرَ إلى الله ، تعترِضُنا أدنىٰ شهوةٍ فنتبُعها ، وتَخطِرُ لنا أولُ فكرةٍ فتصرفنا عن خشوعنا ، وتَبدو لنا النزوةُ فتَأسِرُنا ، ثم نَهفو ونعودُ إلى الهفوةِ بعدَ الهفوة ، وإنما الرجاءُ والمؤمَّل أنْ يَنظُرَ اللهُ إلينا بعينِ رحمتِه وأن يأخذَ بقلوبنا إليه بلا حول منا ..

عدنان العمادي
كم تُهذبنا السنون ...
‏تتراكمُ التجارب، يتفتّق الوعي، تُكتسب المعرفة، والفَطِن يُعالج ويتدارك ويُقوّم فيكون التهذيب والعيشُ الرَضي ..

‏والتهذيب لا يساوي السّلامة، إنما هو اتساقٌ وانسجام وفهم.
📜 🌿


إِعلان ..

مُعتَرك الإِبريز :
رحلة إلى أعماق قلب المسلم، حيث سفر المضغة التي متى صلحت صلُح بها سائر الجسد، ومتى فسدت فسد على إثرها الروح و الجسد.
في رحلة إيمانية يترقّى فيها الدارس بين مراتب أعمال القلوب، ويغرس فيها بذرة الإيمان من جديد، سيرًا على منهاج السائرين إلى الله جل وعلا من النبين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقًا.

🎬🌿
المواد متنوعة والأطروحة متجددة بين المسموع والمقروء، والقديم والجديد.
ويضم مجموعة لنشر الفوائد والفرائد والرد على الأسئلة والاستشكالات إن وجدت .

📆📎
تاريخ الإنطلاقة ١٥/شعبان/ ١٤٤٤هـ

📮🌿
انضِمامك للقَناة يُعد تَسجيلا


https://www.tg-me.com/MOATARAKALIBRIZ

____
"إنّ القِيَم المعنويّة في الرجال، مِن زكاء النفس، وعلوّ الهمّة، وإطاعة أوامر الله، هو الجانب المعتبر في حياة الرجال، وذلك ما أتاح النصر للمسلمين".

"البشير الإبراهيمي | الآثار"
Forwarded from عِرفان
خير زاد تملأ به قلبك، وتهيؤه لمنازل العرفان وهدايا العتق في رمضان=أن تقرأ القرآن لنفسك، متأنيًا مترسلًا مستفهمًا، متدبرًا، ناظرًا في معاني الآيات، غير مستكثر ولا منشغل بعدد الختمات.
هذا ورد السقيا الذي ينزع ختم القلب؛ ليباشر تلقي مدد الغيب وعطاءات الجود!
زمنٌ في ذروة العَجب .. وذلك أن كل أحد يستطيع رفع رأسه برأي .. وهذا الرأس إما فارغٌ أو خليط جهالات ..
‏"أن العبد لا يستغني عن تثبيت‏ الله له طرفة عين، فإن لم يثبته؛ زالت سماء إيمانه وأرضه
‏ عن مكانهما"

‏ إعلام الموقعين | ١٣٦/١
قال تعالى: {من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبةً ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}

وقد فسرت الحياة الطيبة بالقناعة والرضا، والرزق الحسن وغير ذلك،

والصواب: أنها حياة القلب ونعيمه، وبهجته وسروره بالإيمان ومعرفة الله، ومحبته، والإنابة إليه، والتوكل عليه، فإنه لا حياة أطيب من حياة صاحبها، ولا نعيم فوق نعيمه إلا نعيم الجنة، كما كان بعض العارفين يقول: إنه لتمر بي أوقات أقول فيها إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب.

"مدارج السالكين"
وإن شغلتك الدُنيا تعاهد صاحبك الذي تتيقّن ودّه، داولهُ حديثًا يجمعكما، انضح وجودهُ بصدرك برفع ذكره، ومن هذا معدنهُ قليل، فمن يعرض عن هذا القليل؛ أفلت من يدهِ كنزًا لا بديل له ..
يتأسس الدين على الخضوع الوجداني لله، وكل الأمور بعد ذلك تبني على هذا الأصل
‏فالخضوع بالعقيدة "التصورات" وسائر أنواع العبادات والمعاملات لا تكمُل إن لم تتأسس على معنى الخضوع القلبي لله.

‏"فاعبُد الله مخلصًا له الدين"
‏فالإخلاص معنًى لا يُتصور بالعقل إلا إذا كان شعورًا قلبيًا.
(لو طُلب منك: رسالة إلى الشباب الطامحين في رفع راية أمتهم حول هذي الأرض، الذين يتدفق الإبداع مع دمائهم ولو فُكَّت قُيودهم لتفجرت الأرض عيوناً ولأثمرت من بعد جدب ببركات أيديهم..
غير أن حُجب الهم وأغلال الحزن وسياط الكروب أوهنتهم وحالت بينهم وبين ساحات المجد، حتى تواروا عن مواطن النصرة ومشاهد الكفاح، تراهم يتولون وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما يبذلون...)



----

للإنسانِ المُريد للبذل والسعي قدرةً ولو أن تفترّ نيته في الأماني فينال بمجرد -الأمنية والرغبة الصادقة= الأجر مثلاً بمثل .. وفي الحديث الطويل ومنه "ورجلٌ آتاه اللهُ علمًا ولم يُؤْتِه مالًا فهو يقولُ لو كان لي مثلَ هذا عملتُ فيه مثلَ الذي يعملُ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فهما في الأجرِ سواءٌ"


فالإنسان لا يُعدم خيرًا ينفقه أو يكسبه مادام لهُ طالبٌ تنشدهُ نفسه.


الهم والحزن داءان تعوّذ رسول الله ﷺ منهما، والإنسانُ مطالبٌ بأن لا يُسلّم بما يحيطه، بل يفعل ما بوسعه ليدفع العرض ويمضي في تطلّب الأسباب التي ترتقي به مدارج المجد.



فمواطن البذل متعددة حسب مهارات الإنسان وطاقاته، بل ما يستطيع اكتسابه، ومن هذه النقطة ينطلق في خدمة أمته، وأول أمّته محيطه القريب جدًا .. الأم والأب .. الزوج والزوجة .. الأخ والأخت …
الخ، ولا ينظر الإنسان لأبعد من ذلك في أول أمره -إذا كانت هذه قدرته- فمن صدق وواصل أعانه الله لتتسع دائرة تأثيره ويصل معينه لأنفسٍ شتى تحتاجه ..

ولا يلزم من العمل الكمال، فلا ينتظر المرء مشروعا ضخما ليبدأ بالعمل، ولا يستصغر قليل البذل، بل يساهم ولو بجهد بسيط في عمل قائم فيه نفع، ولا يقيس مايقدمه بالعدد، وهذا زمنٌ تفتحت فيه نوافذ العالم على بعضها، فتداخَل الخير والشر، وأضحى النشر والوصول لأقاصي الدُنيا على بُعد نقرة.


ومن أعظم الأربطة رِباط الدُعاء، اسأل الله الصدق لنجاة نفسك، واسأله الإعانة في نجاة غيرك ..
"ما تكبّرَ أحدٌ إلا مِنْ ذِلَّةٍ يجدُها في نفسه"

حكيمُ العَرب
الأحنف بن قيس
[٣ ق.هـ - ٧٢ هـ]
ومن عالياتِ المراثي، قولُ أشجع بن عمرو السلمي في ابن سعيد:


مضى ابن سعيد حين لم يبق مشرق
ولا مغرب إلا له فيه مادح

وما كنتُ أدري ما فواضل كفِّه
على الناس حتى غيبتهُ الصفائحُ


[مجاني الأدب في حدائق العرب]
2025/02/24 22:41:19
Back to Top
HTML Embed Code: