Telegram Web Link
كل شيءٍ كثُرَ الورود عليه رَخصَ وزال بهاؤه، إلا ما تعلق بالمعارفِ الإلهية، فكلما كثُر الورود عليها ازدادت وبانَت بهاءً ونورًا.
قال الشيخ يوسف الغفيص في منهج القراءة في العلوم الشرعية صـ 19:

والإشكال الآن:
أن الكثير من طلاب العلم يحكمهم الطبع أكثر مما تحكمهم الملك الفقهية.
والمقصود بهذا: أنك تجد أن الشخص الذي طبيعته متساهلة، أي طبيعته النفسية فيها انفتاح، كأن جاءت سجيته هكذا، فتجد أنه حتى في شأنه الخاص، وأموره العادية وربما الاجتماعية و التجارية عنده فيها انفتاح، فتجد أن هذه الطبيعة تنعكس عليه كشخصية علمية، فيميل إلى الأقوال التي تسهل الأمور، ولا يحاول أن يضيق أمرا.وما إلى ذلك.
وتجد أن الذي طبيعته حادة وشخصيته ربما تكون صعبة حتى مع اهله، ومجتمعه، حتى إذا تكلم في العلم يميل الى الإغلاق، فأصبحت الطبيعة مهيمنة على العلم.
ولا شك أن الناس ليست طبيعتهم واحدة، وخلقهم الله متفاوتين، ولا إشكال في هذا، فهكذا خلقهم الله وحتى الصحابة كانت طبائعهم تختلف.
وليس المطلوب انفكاك الإنسان عن طبيعته، إذ هو ليس مقدور عليه، فلا يستطيع أحد أن ينفك عن طبيعته، فالمقصود والطلب هنا: أن العلم يهيمن على الطبيعة، وليست الطبيعة تهيمن على العلم.
ومثاله: أنك ترى أن طبيعة أبي بكر رضي الله عنه الشخصية أو النفسية ليست مماثلة لطبيعة عمر رضي الله عنه، حتى إن الرسول عليه السلام شبّه أبا بكر بعيسى بن مريم، وشبه عمر بموسى عليه السلام، فكان بينهما فرق في الطبيعة، ولكن هل هيمنت طبيعة أبي بكر على دينه وعلمه الشرعي؟ لا.
فتجدهم في قصة أسارى بدر لما أستشار الرسول عليه السلام قال: (ما ترون في هؤلاء الأسارى) فقال أبو بكر - وانظر لأثر الطبيعة على الرأي، ولا بأس بأن يؤثر الطبيعة على الرأي، لكن المشكلة حينما تهيمن دائما على الرأي، فيكون الرأي ليس رأيا من وحي العلم،وإنما من وحي الطبيعة- قال: "يا رسول الله هم بنوالعم والعشيرة" (فحتى عباراته تلاحظ فيها تقريب للأمر) "أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله أن يهديهم للإسلام" فقال عليه السلام (ما ترى يا بن الخطاب؟) قال: "لا والله يا رسول الله ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكني من فلان –نسيبا لعمر- فأضرب عنقه، وتمكن علي من عباس فيضرب عنقه، فإن هؤلاء هم أئمة الكفر وصناديدها" .
فترى أن هذا الراي مختلف مع هذا الرأي، وهذا طبيعته اتصلت برأيه، وهذا طبيعته اتصلت برأيه، ولكنه اتصال صحيح، لأن مناطات أبو بكر في رأيته مناطات شرعة، ومناطات عمر في رأيه مناطات شرعية، ولهذا لم يعنف النبي عليه الصلاة والسلام واحدا منهم، وإنما ترك الأمر إلى نزول الوحي.
لكن لو انتقلنا مسافة، حتى نتبين أن طبيعة عمر، لم تهيمن على رأيه، وإنما تتصل به فلما جاء المرتدون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كان الموقف أن أبا بكر هو الذي يقول (والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه الى رسول الله لقاتلتهم عليه)، وعمر هو الذي يقول "يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله :(أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله)".
فلو كانت طبيعة عمر مهيمنة عليه، لكان هو الذي في موقف المطالبة بالقتال، ولكن من فقه أولئك السادة رضي الله تعالى عنهم، أن طبيعتهم تتصل برأيهم، ولا تهيمن عليها.
تدبير الله خفي عنّا، والمتصرف في أمرنا حكيم وعليهِ فلا طريق للهم والحزن، فإن كل خيرٍ آت، وإن دعوة صادقة في جوف ليل وصدقة من طيّب مالك تخرجها، وتسليمًا لمدبر الأمر ستفرض على صدرك الأمن وتغشاه، وإليه يُرجع الأمر كله.
https://twitter.com/bo_yousef85/status/1567198367486197765?s=21&t=OFeYXdDzEghMB6UpUt2q9g

في ظل غياب الأولويات في إصلاح الفساد، وغلبة الجانب المادي والدنيوي على الطرح العام وتناسي أعظم فساد وهو المخالفات الشرعية
فلابد أن يُعلم أن المسلم يسعى لمحاربة كل فساد نعم، ولكن أولى أولوياته محاربة فساد مخالفة شريعة رب العباد
لذلك يجب علينا مطالبة جميع المرشحين بوجوب العمل على أن تكون كلمة الله هي العليا واستكمال تحكيم الشريعة الإسلامية وتعديل كل قانون يخالفها
مدوّنة عبدالله العليّان
تدبير الله خفي عنّا، والمتصرف في أمرنا حكيم وعليهِ فلا طريق للهم والحزن، فإن كل خيرٍ آت، وإن دعوة صادقة في جوف ليل وصدقة من طيّب مالك تخرجها، وتسليمًا لمدبر الأمر ستفرض على صدرك الأمن وتغشاه، وإليه يُرجع الأمر كله.
نحن أمّة أكرمها الله بسربالٍ من الطُمأنينة وسواعدَ من الرضا حين أعلَمنا شرعهُ بصفاته العظيمة، فالمدبّر لشأنك حكيمٌ عليمٌ فممّا تخشى؟ ومدير أمرك قويٌ قديرٌ فمِمّا تتوجس؟ فإذا استيقنت ذلك فالحاصل أن تُفوّض أمرك وأنتَ سليم الصدر، وتدير رحى جهدك في تحصيل الأسباب والأمر لله
الأغلبية والقِيَم

لا يستدل بـ"الأغلبية" على الحق؛ فالحق واضح ويعرفه المنكر والمثبت، حتى لو كان صاحب الحق واحدًا لايعني أن الأغلبية على حق أو لايفهمون الحق، فالقيم المطلقة يعرفها كُل أحد وهي فطرة في النفس لكن النفس البشرية لا تطغى لعدم قبولها، بل لإنكارها لتلذذها بالشهوات.

فخائن الأمانة إذا مات الشريف يقول عنه (لقد كان شريفًا) ولاينتقص من هذه القيمة، ولكنه لايريد أن يكون شريفًا ..
قوم لوط لما رأوا عفة لوط وأهله قالوا (أناس يتطهرون) فأثبتوا الطهارة لهم مع عدم أخذهم بها ..
الوالد الذي لايصلي يأمر ويعاقب ولده على عدم الصلاة ..
منكرو رسالة نبينا ﷺ في عهده كانوا يقولون: نعلم بأن ماجئت به الحق ولكن لن نؤمن لك استكبارًا وليس التباسًا للأمر ..

فالقيم لاتتقوى ولاتضعف بالأغلبية ولا يؤثر عليها ذلك أبدًا، إذ أن الحق والصواب في نفسه يُعرف بمحددات من داخله يحكمها النقل السليم أو العقل الصحيح، ولا يعضدها الأفراد بمركزيّة أساسية، وإنما هم تبعٌ للقيمة "إن وافقوها" فقد زادوا من صِدقها وثباتها وملازمتها للواقع، وإن تنكّروا لها وأعرضوا عنها وجحدوا بها لم يؤثر ذلك في "مبلغها من الصدق والحق والثبات".

وقد يُنظر لبعض القيم في المجتمعات بنظرةِ دنوٍّ لأن المجتمع جاحدٌ بها فينشأ جيل معرضٌ عنها -لا لعلمٍ بصلاحها أو فسادها - وإنما لسببٍ خارج كاتباع الأسلاف وطغيان الهوى والتأثر برأي الأغلب .. الخ.
#وثيقة_القيم
——————-
https://www.tg-me.com/Bo_yousef855
سبحان الذي خَلَقَ من العدم وشقّ السّمع والبصر، سبحانه الذي جعل المعجزات تقع تحت أيدينا، ومن نعم الله أن يتفطّن المرء لذلك ولا يميت قلبه كثرة الورود والتكرار.
حين يشمخ "اليقين" بالله وشرعه، ويتوطن الإيمان في أنه حق لا يعتريه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ويسلِّم المرء أنه تنزيلٌ من حكيم عليم؛ يفيض من مجموع ما سلف سكينة تكسو النفس فيقبَل دين الله ولا ينازع في ذرة منه، وإن كان مصادمًا لبعض ما تشتهيه نفسهُ وتميل له، ويكون لسان حاله ومقاله سمعنا وأطعنا، فالتسليم لشرع الله ثمرةُ اليقين بعدله وعلمه وحكمته سُبحانه.
قائمة كُتب تتناول قضية "الحرية":

-التعبير عن الرأي "رؤية عقدية" - سعد بجاد العتيبي (دار آفاق المعرفة)
-التعبير عن الرأي ضوابطه ومجالاته في الشريعة الإسلامية - خالد الشمراني (مركز تأصيل للدراسات والبحوث)
-معركة الثوابت بين الإسلام والليبرالية - عبدالعزيز كامل (البيان)
-فضاءات الحرية - سلطان العميري
-حقيقة الليبرالية وموقف الإسلام منها - عبدالرحيم السلمي (مركز تأصيل للدراسات والبحوث)
-الفكر الليبرالي تحت المجهر - محمد الصاوي
-موقف الليبرالية في البلاد العربية من محكمات الدين - صالح الدميجي (البيان)
-نقد الليبرالية - الطيب بوعزة (دار تنوير)
-العقلية الليبرالية - الطريفي (المنهاج)
-زخرف القول - تكوين
-معركة النص - فعد العجلان (البيان- آفاق المعركة)
-عقوبة المرتد في الشريعة وجواب معارضات المنكرين - محمد براء ياسين (التأصيل للدراسات والبحوث)
الاستدلال الخاطئ بالقرآن والسنة على قضايا الحرية - إبراهيم الحقيل (البيان)
-الحريات السياسية المعاصرة - فهد العجلان (المركز العربي)
-تاريخ حقوق الإنسان في التصور الإسلامي - فرج أبو ليلى (دار الثقافة قطر)
-الاستشراق المعاصر في منظور الإسلام- مازن مطبقاني (دار إشبيليا)
-أجنحة المكر الثلاثة - عبدالرحمن حبنكة، (دار القلم دمشق)
-مقاصد الشريعة الإسلامية - الطاهر بن عاشور (دار النفائس الأردن)
-مفاهيم الحرية وتطبيقاتها - عبدالعزيز الحميدي (مركز تأصيل للدراسات والبحوث)
-حرية الاعتقاد في ظل الإسلام - تيسير العمر (دار الفكر)
-حرية الاعتقاد الديني في اليهودية والنصرانية والإسلام - وحيد أبو العنين (مكتبة أهل الأثر)
-مفهوم الحرية - العروي (المركز الثقافي العربي)
لن ينفعك في خاصّة نفسك أنتَ، أنتَ بالذات إلا أن تنطلق من آيةٍ قرآنية تسلك بها سبيل الحرية، والانعتاق من ربقة العبودية، وهي {استقم كما أمرت}.
لا شيء يرجعُ إنسانيتك المنتزعة، وكينونتك الأصلية غير اتباع سبيل الرسول ﷺ
صدّقني؛ تلك بداية الحرية.
الهَالة التي تُحيط الثقافة الغربيّة وتسلب أنظار الشباب لها، هي في صُلبها أوهن من خيطِ العنكبوت، فهذه الأعمدة التي قامت عليها وإن قامت بها عقولٌ فذّة جعلتها تستحوذ على هذا البريق وتصل لهذه المستويات “الظاهريّة” و “المهمّة” بالتعليم والبنية التحتيّة من طرقٍ ومرافق وصحّة إلى غير ذلك، إلا أنها في لُبابها تستندُ على جُرفٍ هارٍ ولا مَحالة.

فهذا التعلّق بالمادّة وغياب الغاية يجعلُ الطريق في نهايته مغلقٌ بالمصائب والضياع. لذلك كان الإسلام مُخرجٌ للعباد من ظلمات الجهل بالله ومرادهِ وتحقيق شرعه وعبادته إلى نور العلم به وبعدله.

فإذا تمّ للعباد تحقيق الإسلام وأخذوا مع ذلك بأسباب دنياهم، نالهم بذلك الفلاح والرشاد.
بابُ ما جاء في استقبال المشيب:
كان في بَسطةِ السّوَاد حتى لاحتْ له بارِقةٌ بيضاء تُسِرُّ له: أنك كنتَ في لُججٍ ظلماء فأذن لبياضٍ آتٍ يحمل معهُ مشاعل من الركودِ تَلذّ لذوي العقول القـارّة.
وكان صَدرهُ قد ضاق منها، حتى أحسنت تقديم نفسها فسكن. :)

اللهم أصلح حالنا ومآلنا.
الأمومة رحلةٌ لا تقفُ عند حدّ الوضْع، الأمومة ليست مَسيرة في البطن وتنتهي مع صرخة الجنين!

هي رحلة تأخذ فيها الأم على عاتقها مسائل متظافرة، فتهدئة الرضيع في أيامه الأولى ورضاعته والعناية بدقائق أموره هو مسؤولية الأم بالدرجة الأولى! وتلقينه مبادئ الدين وتنشئته على الاستقامة والخلق في مفتتح وعيه مهمّة الوالدين، وهلمّ جرًّا …

طردك لهذه المهام للخادم هو طردٌ لمسؤوليتك الشخصية، إعلانٌ منك بالإفلاس والضَّعف، وتربية لابنك لينكر فضلك، فالطفل لم يُجبل على محبتكِ كما جُبلتِ على حبّه، فهو لن يرى إلا من أحاطته بالحنان والرعاية، وإليها سيلتفتُ ويبحث!


التربية والتنشئة على الصّلاح هي مهمّتك، والإحاطة بالرعاية والحنان والقبول لن ينبع صادقًا من سِواك، وذلك بعيدٌ والأم في أودية لا تتقاطع مع ابنها.

هناك مراحل في الأمومة لا تعوّض! مراحل في عمر طفلك إن لم تشهديها فلن تشهديها أبدًا، مراحل يحتاجك فيها ابنك، فإن لم يجدك حاد عن الطريق أو ذاق الويلات، وإليك تُسلّط أصابع الاتهام بها.

الأمومة لا تلقى على كاهل الخادم، الخادم للمهام التي تُتعب ولا تثمر، الأمومة مهمّتكِ التي لا تتنازلين أن يحملها عنك غريب.
البعض يُردد هذا: "الشيطان في عقلك وليس في جسد المرأة"

والحق أنها مقولة سطحية .. هذا التماسّ بين الأنوثة والذكورة لا يختزل بذلك، فالمرأة محل .. والرجل قابل .. لذلك أتى الدين ليحمي المحل .. حتى يصد القابل ..
فالمرأة مأمورة بالاحتشام
والرجل بغض البصر
فإذا حصل ذلك فالنّفسُ تحرّض كلاهما .. الأولى على السفور والثاني على الاسترسال بالنظر .. فيحدث الخطر ..


أما تبرئة المرأة أو شيطنة الرجل أو العكس .. فذلك نظرٌ سطحي .. لا أصل له إلا العزف على أوتار العواطف و"سَلق للمنطق".
من محاسن المُقدّمات:

الحمد لله الذي شرحَ صدورَ أهلِ الإسلامِ بالهدى ونَكَتَ في قلوبِ أهلِ الطُّغيانِ فلا تعي الحكمةَ أبدا،
وأشهدُ أن لا إله إلَّا اللَّه وحده لا شريك له، إلها أحدا فردا صمدا لم يتَّخِذ صاحبةً ولا ولدا، وأشهدُ أنَّ محمَّدا عبدهُ ورسوله، ما أعظمهُ عبدا وسيِّدا، وأكرمَهُ أصلاً ومحتِدا، وأبهرَهُ صدرا ومورِدا، و أطهرَهُ مضجعا ومولِدا، صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ غيوثِ النَّدى وليوثِ العدا، صلاةً وسلاما دائِمَينِ منَ اليومِ إلى أنْ يُبعثَ النَّاسُ غدا.
يا أم معبد كرري أوصافه
فالضرع جف وشاتنا عجفاء
استحضار الحقائق القرآنية له أثر عظيم في تقويم مسار المسلم ..

فقد يغفل، ويغلط، ويبدِّل، ويبتعد من حيث لا يشعر، فإذا تدبر القرآن أعادته حقائق القرآن إلى الوضع الصحيح، ومن هنا تأتي ضرورة القرب من القران في حياة كل مسلم في عصرنا.

تأمل حقيقة الموت، وهي نهاية يعرف كل واحد منا أنها حقيقة قطعية ليس فيها خيار آخر، ثم انظر في التعبير القرآني البديع (وجاءت سكرة الموت بالحق، ذلك ما كنت منه تحيد).

هو حق تحيد عنه .. فأنت تعلم أنك ستصدم بهذه الحقيقة في يومٍ ما، لكنك تبتعد وتراوغ وتهرب من هنا وهناك، حتى يأتي اليوم الذي تجد أن الفرار ما عاد يجدي.

تذكر الموت ليس حالة تخويف يتحاشاه الإنسان ليهنأ بالعيش، ويستمتع بالدنيا، بل هي حقيقة يترتب عليها صياغة الحياة الدنيا كلها،

فالاستعداد للقاء الله يزكي النفس، ويطهر القلب، ويسمو بالروح، حتى الأفكار والسلوكيات والمواقف لا بد أن تتغير جذرياً إذا استحضرت هذه الحقيقة، فأغلاطنا، وانحرافاتنا، وتجاوزاتنا، واهواؤنا هي ثمرة أننا غافلون عن هذه الحقيقة، ومغتبطون أننا ما زلنا نحيد!
منذ عشرين عاما خالطتُ آلاف (آلاف) الشباب والكبار في طلب العلم
واللهِ ما رأيتُ شخصا منهم مشغولا بتتبع زلات العلماء والطعن في الناس والخصومات والجدل
إلا وأجده يُصرَف به عن العلم النافع والعمل الصالح
وأجدُه يفرح جدا كلما وجد سقطة لأحد، بل هو الذي يسعى في تتبُع ذلك ويصبر عليه ويُمضي فيه أوقات طويلة جدا جدا
وهو نفسه لا يصبر لا على القرآن ولا الحديث ولا النوافل.
وإذا ابتُليتَ بمُجالسةِ أحد هؤلاء يكون أقصى ما تطلبُ أن تقوم من مجلسه وليس عليك إثمٌ، من كثرة غِيبته وبُهتانه، وسلاطة لسان يُبرِّرُها - زورا-ب(نُصرة الحق)
وتجد في قلبك قسوةً وضِيقًا من كثرة جداله.
وكلما سعيتُ لأُحوِّل المجلس للمُدارسة والتواصي بالخير ضاق منه وأثار أمور الجدال والخصومات.
وواللهِ ما أعلم واحدا منهم حصَّل شيئا يُذكر في أي باب من علوم الشريعة إلا مجموعة مسائل يعيش عليها ويمتحن الناس بها
ويأكل بها ويُعيد ويزيد فيها لأنه فاضي.. فارغ.. مُفلِس.
وإن انتهى فيها الكلام فلن يجد ما يتكلم فيه من بعده!
وإني واللهِ لأُشفق على شباب الإسلام أن يُتابعوا أولئك متوهّهمين أنهم حماةُ الدين، وأنهم فرسان العقيدة، وأنهم هم الذين لا يخافون في الله لومةَ لائم، وأنهم الصادعون بالحق... الخ

وهم واللهِ قُطّاعُ طرق.. صادون عن سبيل الله
صارفون شباب الإسلام عن العلم النافع والعمل الصالح، ومُبغِّضوهم في أهل العلم الثقات والدعاة والمُصلحين.
ويصورون لأتباعهم منهجهم هو الحق الخالص، وأنهم صفوة الناس وخلاصة المؤمنين.
وما هم إلا سُفهاء أحلام استخفّهم أولئك ووظّفوهم في معاركهم الشخصية وما يطمعون فيه من الرياسة والشهرة.

ولا يُفلح الساحر حيث أتى
واللهُ يعلمُ المُفسد من المُصلح
ولا يهدي كيد الخائنين
ولا يصلح عمل المفسدين

اللهم اهد شبابَ الإسلام للثقات المُخلصين من أهل العلم
واشرح صدورهم لكتابك وحديث رسولك والاستقامة على الهدى
واكشف كلَّ من يُضل الشباب ويُغرر بهم
ونصيحتي لكل شاب:
أكثِرْ من هذا الدعاء:
اللهم اهدني وسدِّدني
2025/02/25 01:21:23
Back to Top
HTML Embed Code: