صَلىٰ عَليِكَ اللُّه يَا مَن ذِكرُهُ
‏شَرَحَ الصُّدُورَ وَطَيَّبَ الآفَاقَا
‏إِنْ لَم نَكُن مِمَن رَأَكَ فَإِنَّنَا
‏تَوقًا إِلِيكَ نُعَانِقُ الأَشْوَاقَا!

جئتِ فادَارأتِ سعادة ايامي
والجمت سعدها بالقيودِ

هاتي يديكِ لِكي أُحقق ثَروتِي
‏فَ بِدون وصلِكِ كُلنا فُقراءُ
‏إني أُعاني في الشُعورِ هشاشةً
‏كُوني بِقُربي فَ الحنانُ غِذاءُ

عيناك جميلة كجمال القدس
الف عدو يتمنى احتلالها

لا غَروَ إِن نالَ مِنكَ السُّقمُ والضَّررُ‏
قد تُكسفُ الشمسُ لا بل يُخسفُ القمرُ

وَ لَكِنّي امرُؤٌ لِلنَّاسِ ضِحكِي
وَ لِي وَحدِي تَبَارِيحِي وَ حُزنِ

لا تطيقُ السَّادةُ الأحرارُ أطواقَ الحديدْ
إنَّ عيشَ الذلِّ والإرهاقِ أولى بالعبيدْ

لا بأس يا نور الحياة ودفئها
لا بأس يا وجه الرِضا الفتّانِ
حقُّ الجمال عليك أن تزهو بهِ
ما جئت حُلوًا هكذا لتُعاني

ما حُلْتُ عنهمْ بسُلْوَانٍ ولا بَدَلٍ
‏ليسَ التبدُّلُ والسُّلوانُ من شِيَمي

‏لماذا لا تُصارِحُني ؟
‏بشكلٍ واضحٍ جدّي
‏تطمئنٌ خوفيَ المزدادَ
‏تمحُو الدمعَ من خدّي
‏فلولا الوعدُ أحمِلُهُ
‏لذقتَ المُرَّ من صدّي
‏ولولا العمرُ أصبِرُهُ
‏رأيتَ النار في كبدي
‏لماذا صامتٌ قل لي
‏أقاسي حرقتي وحدِي
‏أريدك أن تُصارحني ..
‏وتزهد بي إلى الأبدِ

يا فُؤَادِي رَحِم اللّهُ الهَوَى
‏ كَانَ صَرحاً مِن خَيَالٍ فَهَوَى
‏اِسقِني واشرَبْ عَلَى أَطلاَلِهِ
‏ وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
‏ كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمسَى خَبراً
‏ وحَدِيثاً مِن أَحَادِيْثِ الجَوَى
‏ وبِسَاطاً مِنْ نَدَامى حُلُمٍ
‏هم تَوَارَوا أَبَداً وهُوَ انْطَوَى

‏تبسَّمَتْ فَجَلَتْ للعَين من فمهَا
ياقوتةً أُودِعَتْ سَطريْنِ مِن دُرَرِ

فُطِمَ العِشقُ صَغيرًا لم يُعمَّرْ
كانتِ الآمالُ فيهِ مِنهُ أَكْبَرْ
ماتَ في المهدِ وَلِكَنْ قَدْ تَمَرْمَرْ
كَانَ فِي الحُسْنِ اميرًا يَتأمَّر

فإذا العذولُ رأى جمالك قال لي
عجباً لقلبك كيف لا يتمزّقُ

الخمرُ يُسكِر من يُعاقر كأسهُ
‏و عيناكِ خمرٌ بِلا كُؤوس تُسكرُ

‏ملأتِني بكِ حتى مَسَّني خَجَلٌ
‏من فرطِ ما غازلَتْني أَعْيُنُ الناسِ
‏ما عاد يملأُ رأسي خمرُ دالِيَةٍ
‏صُبِّي جمالَكِ حتى يمتلي راسي!
‏كلُّ النساءِ أحاديثٌ بلا سَنَدٍ
‏وأنتِ .. أنتِ .. حديثٌ لابنِ عبَّاسِ

‏أُعللُ قَلبي في الغرامِ وأكتمُ
‏ولكنَ حالي عن هَوايَ يُترجمُ
‏وكنتُ خَلياً لستُ أَعرفُ ما الهو
‏فأصبحتُ حَياً والفؤادُ متيمُ

ما أَرى لي ظالماً غيرَ نفسي
ويحَ نَفسي ما لنَفسي ومالي
يا مُضيعَ الجِدِّ بالهَزلِ منهُ
مَن يُبالي منكَ ما لا تُبالي