غدًا في الشطّ تجمعُنا
‏ليالي الصيفِ والنّجوى
‏وفوقَ رماله الفرحى
‏سننسى الحُزن والشكوى
‏نُعانقُ فيهِ أحلامًا
‏تركناها بلا مأوى
‏وقد ألقاك في سفرٍ
‏وقد ألقاك في غُربة
‏كِلانا عاشَ مُشتاقًا
‏وعانَدَ في الهوى قلبَه

فابسط لهُ الكفَّ لن تأتيكَ فارغةً
واسألهُ ما شِئت إنّ الله فعالُ

الحبُّ أن تأتي بحين إجابةٍ
‏فأراكَ في الدعوات أول من سبق

وصدري مِرجَلٌ بالحُزنِ يغلي‏
يكاد يُذيبُني مما اصابَهْ

مَوتُ الفَتى في عِزَّةٍ خَيرٌ لَهُ
مِن أَن يَبيتَ أَسيرَ طَرفٍ أَكحَلِ

وأنَّ للصَّبر حدًّا عند صَاحبهِ
من بَعدهِ تسْتوي الأنوار والظّلَم

وَيَأمُرُني بِالصَبرِ مَن لَيسَ وَجدُهُ
‏كَوَجدي وَلا إِعلانُ حالي كَحالِهِ

‏صَدق الذي باللهِ أقسَمَ قائلاً
‏بالفَقدِ تُدرَكُ قيمةُ الأشيَاءِ

لَوْ كُنْت أَعْلَمُ أَنَّ الْحُبَّ يَقْتُلْنِي
‏أَعْدَدْت لِي قِبَلَ أَنْ ألقاكِ أكفانا

أحبَبتُ من حبِّها ذوى إحن
‏بيني وبينهم النيرانُ تستَعرُ
‏إنّي لأصفحُ عنها حينَ تظلمُني
‏وكيفَ من نفسهِ الإنسانُ ينتَصِرُ

أتظنّي أنّي قد نسيتكِ لحظةً
‏أو أنّ طيفكِ راحمٌ غفواتي
‏لا والذي أعطى عيونكِ سحرها
‏ما زلتي تحكمين روحتي وغداتي

وَمَا كُنْتُ مِجْزَاعاً وَلَكِنَّ ذَا الأَسَى
‏إِذَا لَمْ يُسَاعِدْهُ التَّصَبُّرُ يَجْزَعُ

إِذا ضاقَ الزَمانُ علَيك فَاصبِر
وَلا تَيأَس مِنَ الفرَجِ القَريبِ
وطِب نَفساً بِما تَلِد اللَيالي
عَسى تَأتيكَ بِالولدِ النَجيبِ

ما كُنتُ أعلَمُ ما هَمٌّ وما جَزَعٌ
‏حَتّى شَرِبتُ بِكَأسِ الحُبِّ مُغتَرِفا
‏ثارَت حَرارَتُها في الصَدرِ فَاِشتَعَلَت
‏كَأنَّما هِيَ نارٌ أُطعِمَت سَعَفا

وَلَرُبَّمَا تَأتِي المَسَرَّةُ بَغتَةً
‏وَتَرَاكَ تَنسَىٰ كُلَّ أَيَّامِ الأَلَم
‏ثِق بِالَّذِي أَعطَاكَ قَلبَاً طَيِّبَاً
‏سَتَطِيبُ دُنيَانَا وَتَزدَحِمُ النِّعَم

لا حقلَ لي،
‏ما همّني إن كان القادمُ غيمةً أم جرادا؟

‏أكاد أجنُّ من فرط اندفاعي
‏وضيق الأرض رغم الاتساعِ
‏أريدُ العيش حلْماً بعد حلمٍ
‏ولكنّ المدينة لا تراعي
‏أنا الأمّ، الفتاة، الطفل حينًا
‏وشاعرةٌ تئنّ بغير داعِ
‏إذا كانت سنين العمر بحرًا
‏فقد بللت من أزلٍ شراعي
‏و إن كان الصراع صراع غابٍ
‏فكم راقصتُ أبطال السباعٍ

أَميلُ بِقَلبي عَنكِ ثُمَّ أَرُدُّهُ
‏وَأَعذِرُ نَفسي فيكِ ثُمَّ أَلومُها