أَمسكْ بقاياكَ
‏يكفي منكَ ما وقعا.

‏- الياسري

أمتي كم صنم مجدته
لم يكن يحمل طهر الصنم
لايلام الذئب في عدوانه
إن يك الراعي عدوَّ الغنم

وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ
وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا
وَلَستُ بِهَيّابٍ لِمَن لا يَهابُني
وَلَستُ أَرى لِلمَرءِ ما لا يَرى لِيا
فَإِن تَدنُ مِنّي تَدنُ مِنكَ مَوَدَّتي
وَإِن تَنأَ عَنّي تَلقَني عَنكَ نائِيا
كِلانا غَنيٌّ عَن أَخيهِ حَياتَهُ
وَنَحنُ إِذا مِتنا أَشَدُّ تَغانِيا

ها غبتَ أخرى إنما
‏ماعدتُ أشعرُ بالحنينْ
‏الفقدُ يأتي مرةً
‏ لا شيءَ يُفقد مرتينْ
‏لو كنتَ عيني وانطفتْ
‏لا بأسَ ليست غير عينْ

أَلا قاتَلَ اللَهُ الهَوى ما أَشَدَّهُ
‏وَأَسرَعَهُ لِلمَرءِ وَهوَ جَليدُ
‏دَعاني الهَوى مِن نَحوِها فَأَجَبتُهُ
‏فَأَصبَحَ بي يَستَنُّ حَيثُ يُريدُ

عَيْنَاكِ رَمَانِي سَهْمُهما
‏فضاقَ بالسهمِ مثواهُ
‏جُنّ الجَوى بِلَيْلِهِمَا
‏فَغَنّى الهَوى نَجْواهُ
‏فسِهام عَيْنَيكِ قاتِلَتِي
‏و شهيدُ عينيك قلباهُ
‏الشوقُ راحَ يفضحني
‏ولِما عيناك لولاه
‏إني بالعشق أَفْهَمُنِي
‏وهل عيناك إلّاهُ؟

‏إنِّي صبورٌ على دهري وما فيهِ
‏أُكفكفُ الدمعَ من عيني وأُخفيهِ
‏أُحاربُ اليأسَ بالآمالِ في جلَدٍ
‏وأسألُ اللهَ عنِّي أن يُجافيهِ

أحببتُها وَطويتُ صفحتها وَكَم
قرأ اللبيبُ صحيفةً فَطَواها

خُذي قصيدي وأبياتي وقافيتي
‏خُذي جميعي وردِّي وزنها قُبَلَا

سامحيني ياهوىً فوقَ المُنى
‏لمْ يَعُدْ في الوُسْعِ أنْ أبقى هنا
‏طاعنٌ في الحزنِ قلبي يشتكي
‏سرَّ هذا الهجرِ ماذا بيننا؟

أزُورُ حسابها في كُلِّ وقتٍ
‏لأنظرَ في مُسمَّاها اللطيفِ
‏تُلاَثِي الحروفِ وفيهِ رقمٌ
‏يدلُّ على الولادةِ في الخريفِ
‏وصُورَتُها بلا شكٍّ دليلٌ
‏على الطبعِ المُدلَّلِ والرهِيفِ
‏ويَنْبُتُ حَرفها في الصدرِ شيئاً
‏كوَرْدٍ شقَّ أحجارِ الرصيفِ

صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا مَنْ حُبُّهُ
‏قَدْ بَصَّرَ الأَلْبَابَ بَعْدَ عَمَاهَا
‏صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا مَنْ ذِكْرُهُ
‏قَدْ طَيَّبَ الأَسْمَاعَ وَالأَفْوَاهَا

وليت الذي بيني وبينك عامرٌ
‏وبيني وبين العالمين خرابُ
‏إذا صحَّ منك الود فالكلُّ هينٌ
‏وكل الذي فوق التراب ترابُ

أيا من غابَ عن عيني، ولكن
‏أقامَ مخيِّما في رَبعِ قلبي
‏عَهدتُك زائري من غيرِ وعدٍ
‏فكيف هجرتَني من غيرِ ذنبِ؟
‏فإنْ تَكُ راضيا بدوامِ سُخْطي
‏وإن تكُ واجدًا رَوْحًا بكَرْبي
‏فحسبي أنّني برضاك راضٍ
‏وحسبي أن أبيتَ وأنتَ حَسبي

‏مَنْ ذا يُحاسبني على ما في دمي
‏مِنْ لُؤلُؤٍ .. وزُمُرُّدٍ .. ومَحَارِ؟
‏أَيُناقِشُونَ الديكَ في ألوانِهِ ؟
‏وشقائقَ النُعْمانِ في نَوَّارِ ؟
‏يا أنتِ .. يا سُلْطَانتي ، ومليكتي
‏يا كوكبي البحريَّ .. يا عَشْتَاري
‏إني أُحبُّكِ .. دونَ أيِّ تحفُّظٍ
‏وأعيشُ فيكِ ولادتي .. ودماري

إنّي عشِقْتُكِ .. واتَّخذْتُ قَرَاري
‏فلِمَنْ أُقدِّمُ _ يا تُرى _ أَعْذَاري
‏لا سلطةً في الحُبِّ .. تعلو سُلْطتي
‏فالرأيُ رأيي .. والخيارُ خِياري
‏هذي أحاسيسي .. فلا تتدخَّلي
‏أرجوكِ ، بين البَحْرِ والبَحَّارِ ..
‏ظلِّي على أرض الحياد .. فإنَّني
‏سأزيدُ إصراراً على إصرارِ

لستُ الذي يرتجي الناس وَصلًا
‏ولا مَن إذا هَجَروا يَألمَ
‏أنا البَدرُ ، ماضَرني في لَياليَّ
‏سُحبٌ تُغادرُ أو نجُم

كل نهارٍ ،
ألبس ذات المعطف ،
أقطع ذات الشارع ،
أشغل ذات المقعد ،
أطلب ذات القهوة ،
أشري صحفاً من بلدان الشرق الأوسط
لا أتحمس كي أفتحها
فالأخبار هي الأخبار
في القرن الأول .. أو في القرن العاشر ..
الأخبار هي الأخبار ..

غرستِ كَفكِ تجتثينَ أوردتي
وتَسحقينَ بلا رفقٍ مَسراتي

يابَهجةَ القلبِ ياكٌلَّ الجَمال
‏يانورَ الفؤادِ ويا خلِّي ونبرَاسي
‏يا قُرَّة العَينِ يا عِطري ويا نغمي
‏يافخرَ عُمري ويا فِكري وإيناسِي
‏يا سَلوة الروحِ ياحُبَّاً جرى بدَّمي
‏يا حِرزي الأبدي من كُّل وسواسِ