إنسيةٌ وجهها بدرٌ اذا طلعت
‏تُوهِم الناس أن البدر إنسانُ
‏تبسمت فأرتوىٰ قلبيٰ بمبسمها
‏كما ارتوىٰ بزُلالِ الماءِ ظمآنُ

وَلِي فِي العُزْلَةِ الصَّمَّاءِ أُنْسٌ
‏ أُلُوذُ بِها إِذَا صَخِبَ الأنَامُ

لا تزرعِ الشَّوكَ في أرضٍ تَمرُّ بها
‏فربّما عُدتَ فيها حافيَ القَدَمِ

وكمْ مِنْ ضيقةٍ فِي الصَّدرِ هلَّتْ
‏وَنَفْسِي فِي انتظارِ لقاكَ مَلَّتْ
‏رَجَيْتَ لَقَى ظَنِيني ذاتَ يَوْمٍ
‏وِكلّ ظُنُون قَلبي قَدْ تَجلَّتْ
‏فَهَلْ مِنْ ليلةٍ قدْ جفَّ دمعي؟
‏وهلْ نفسي من الهجْرانِ كَلّتْ؟
‏فلا واللهِ ما كَلَّ اشْتياقي
‏ولكنّ الأيادي عنْكَ شُلَّتْ

وزينةُ المرء بينَ النَّاسِ منطِقهُ
‏نصفُ الجمالِ بِلين القولِ معقودُ

"في بَحر يديك .. أُفَتش عنك
فتُحرق أمواجك شمسي"

أودعتُ عندك أحلامي أتحفظها؟
أمنت قلبك آمالي أتؤويها؟
أهديتك العمر أرضًا لا بناء بها
أتستطيع ببعض الحُب تبنيها؟

زِن من وزَنَك بِما وزَنكَ
وما وزنك به فزِنه
مَن جاء إليكَ فَرُح إليه
ومَن جفاكَ فصُدَّ عنه

أراكم وفي قلبي من البعد طعنة
ويأبى فؤادي أن يبوح تَعَفُّفَا

سكان قلبي يعرفون مقامهم
لا البعد يقلقهم ولا الأقوال ُ
إن قيل عني أنني قد خنتهم
ردوا: كذبت ؛ وخلفهم أجيال

أحِنُّ إلى سُقمي لعلَّكَ عائِدي
‏ومِن كلَفي أنِّي أحِنُّ إلى السُّقمِ

‏وَلَوْ لَبِسَتْ ثَوْبًا مِنَ الوَرْدِ خالصًا
‏لخدَّشَ منها جلدها ورقُ الوردِ

سكّينُ غدرِكَ في الحشا تتربَّعُ
‏سلمتْ يداكَ بقدر ما أتوّجَعُ
‏كم ذا أقول لمهجتي لا تعشقي
‏فالعشق من دمعاتنا يترصَّعُ
‏حذّرت قلبي من هواك وناره
‏لكن قلبي لا يرى أو يسمعُ
‏يا من لحبِّكَ قد رهنتُ مشاعري
‏فخسرتُ عمراً لا أظنُّهُ يرجعُ

يا آخر البدو القساة
‏خسرت أوراق المدينة فاستدر
‏أفرغ تراب الأرض من عينيك
‏وانظر عاليا
‏كم مزقوك بمرهف الإحساس فيك
‏بقلبك العفوي
‏كي تبقى المدان المؤتمن
‏أدركت متكأً جميلا يا أبي
‏كسروا يدي
‏فعرفت أن لكل متكأ ثمن
‏أوصاك أسلاف التراب بأن هذا موطنٌ
‏لكنهم
‏لم يدركوا
‏أن التراب يضيق عن معنى وطن.

فَتُراكَ تَدري أنّ حُبّكَ مُتلِفي
‏لكنّني أُخفي هَواكَ وأكتمُ
‏إن كُنتَ ما تدري فَتِلكَ مُصيبةٌ
‏أو كُنتَ تَدري، فالمصيبَةُ اعظَمُ

لَحا اللَهُ يَومًا لستُ فيهِ بمُلتَقِ
مُحيّاكِ من أجلِ النَوىٰ والتفرُّقِ
وكيف يَطيبُ العَيشُ دونَ مَسرَّةٍ؟
وأيُّ سُرورٍ لِلكَئيبِ المُؤرَّقِ؟

وإعدام حبكِ صعبٌ
‏وعشقكِ صعبٌ
‏وكرهكِ صعبٌ
‏وقتلكِ حلمٌ بعيد المنالْ