‏قومٌ إذا حلَّ الظلامُ رأيتهُم
‏رفعوا كفوفَ الذُّلِ للغفّارِ
‏طوبى لهم ولمن سيختمُ يومَهُ
‏بصلاتهِ في لحظةِ الأسحارِ
-الوتر

كَتَبتُ وَلَم أَكتُب إِلَيكَ وَإِنَّما
‏كَتَبتُ إِلى روحي بِغَيرِ كِتابِ
‏وَذَلِكَ أَنَّ الروحَ لا فَرقَ بَينَها
‏وَبَينَ مُحَبّيها بِفَصلِ خِطابِ
‏وَكُلُّ كِتابٍ صادِرٍ مِنكَ وارِدٌ
‏إِلَيكَ بِلا رَدِّ الجَوابِ جَوابي

يَا طيْفَهُمْ، خُذْنِي إليْهِمْ سَاعَةً
‏فعَسَايَ أَرْجِعُ بِالفُؤَادِ وهُمْ مَعِي

إذا كان دمعي شاهدٌ كيف أجحدُ؟
ونارُ اشتيَاقِي في الحشا تتوقَّدُ

بمحضِ اختياري
‏بلا رغبةٍ في انتصارٍ عليلٍ
‏ودون الشعورِ
‏بأدنى ندمْ
تخلَّيتُ عنكَ
‏تمامًا
‏نعمْ!
أنا أمرأةٌ
‏تُحرجُ الصبرَ بالصبرِ
‏حتى
‏تعود السهام إلى قوسها
‏ويعتذر الجرحُ
‏قبل الألمْ!
وتصفح عن كل ذنب
‏وتنسى
‏وعن كل سهوٍ
‏وعن كل إثمْ
ولكن لها
‏كبرياءٌ عظيمٌ
‏إذا خنتَه
‏خنتَ كل القِيَمْ!

‏ولستُ أبوحُ بما قَد كَتمتُ
‏ولو حزّ في النّفسِ حدّ الألم

يا ذا الَّذي تُخْجِلُ الأَغْصَانَ قامَتُهُ
‏ومَنْ لَهُ البَدْرُ وَجْهٌ والدُّجى شَعَرُ
‏ومَنْ إِذا قِيلَ إِنَّ البَدْرَ يُشْبِهُهُ
‏حُسْناً أَتى البَدْرُ مِمَّا قِيلَ يَعْتَذِرُ

أسطورة اللين إلا أنها هِممُ
مزدانةٌ لم يذبلاها الهمّ والألمُ

‏قَمَرٌ تَفَرَّدَ بالمَحاسِنِ كلِّها
‏فإليه يُنسَبُ كلُّ حُسْنٍ يُوصَفُ
‏للهِ ذاك الوجهُ كيفَ تألَّفَتْ
‏فيه بدائِعُ لم تكنْ تَتألَّفُ

ليه العِتاب ؟ ليه المَلام ؟

‏أقول لها بأنَّ البحرَ أنتِ
‏وأنيَ لستُ إلا محض زورقْ
‏أناديها، تمدُ يدًا، لأنجو
‏وتضربُ مثل عاصفةٍ لأغرقْ

‏تباركي بحروفي كلُّ فاصلةٍ
‏كتبتُها عنكِ يوماً أصبحت أدبا
‏كتبتُ بالضوء عن عينيكِ هل أحدٌ
‏سوايَ بالضوء عن عينيكِ قد كتبا

‏هذا مساءٌ أتى يا فتنتي فمتى
‏أرى مساءً على أهدابكِ انتصبا؟
ظللتُ كلّ سنيِن العمر مرتقباً
‏هل تمنحين لقاءً للذي ارتقبا؟

إِنَّ اللَبيبَ الَّذي يَرضى بِعيشَتِهِ
‏لا مَن يَظَلُّ عَلى مَا فَاتَ مُكتَئِبا

والعالمُ اليومَ أضحى محضَ عاهِرةٍ
تبيتُ في بيتِ من يغلي لها النفقهْ

‏مَا بَالُ عَيْنِي مِنْهَا الدَّمْعُ سَرَب
‏اراعها الْحُزْن أَم عادها الطَّرَب ؟

والروحُ للروح تدري من يُناغمُها،
‏كالطيرِ للطيرِ في الإنشادِ ميّالُ

فمَن شاء فَلْيَنْظُرْ إليَّ ، فمَنظَري
‏نذيرٌ إلى مَن ظنّ أنّ الهوى سَهْلُ

إني تناسَيتُ لكنْ لسْتُ أنساك
‏وكيف أنسىٰ وما في العين إلاك
‏أرنو إليك كمن يرنو إلى وَطَنٍ
‏لهُ بعيدٍ ويبكي خلْفَ شُبّاك
‏والأمنياتُ ورودٌ بتُّ أُمسِكها
‏فلي غرامٌ ، وبي آثارُ أشواك