Telegram Web Link
- كُلًا مِنا يَرىٰ فِي الآخَرِ ضمَادهُ .
مازلت أغادر الكُل
وأستمر في
أرغام الجمّيع على مغادرتي
ربُما يضايقني الازدحام.
وربُما أحبُ
ان اكون المّهجور دائمًا.
‏أكتب لي أرجوك
حتى أتحرَّر
وأكون أقل التصاقًا بحيرتي.
نردع الحزن بالضحك، ودعوات الأمّهاتِ، وحفنةِ أملٍ، ورفاقٍ كالنّجوم مكانًا ومكانة.
تعتريني رغبة بالعودة للديار
‏رغم أنني في الوطن
‏والمدينة
‏والمنزل.
‏هل للمباني ذاكرةٌ حقًّا؟
المباني هي بروتين الذاكرة.
‏إذا جاءتْ فقولوا :
‏كان يهذي
‏ويسألُ هل يصونُ الليلُ عَهْدَهْ ؟
‏ويرسمُ غيمةً من غير ماءٍ
‏ويُطلعُ من شفاه الغيم وردة
‏يحاولُ محو رسمتهِ فيبكي
‏ويُلصِـقُ في تراب الرسْم خدّه
‏إذا جاءت فقولوا :
‏ظلّ طفلاً
‏ومزّق عند من يهوى أشُدّه.
‏لا أتكبد عناء تصليح أشياء حطمها الاخرون بإرادةٍ ما، ولا رتقًا لثوب مودة كان بيننا و شقوا فيه خيوط ما، لا جبرًا لحطام خلفوه بأيديهم، ولو كان لهم-من قبل- في القلب منزلةٌ لها وزنٌ ثقيل، أنا فورًا في صف التخفف.
كالميناء المهجور، كالصفحة المزدحمة فِي منتصف كتاب لا يقرأه احد، كنافذة صغيرة تختنق في ظلام زنزانةٍ مكتظة بالمساجين، هكذا انا.
كانت أعمق من كلّ تصوراته وهو بشكلٍ ما، لم يكن مهيّئًا لإدراكها.
‏لغة حبي هي المشاركة، أن أفسح لك مكانًا في حياتي، وأركن الأيام لأضعك بالجوار، أن أحفظ التفاصيل عن ظهر قلب حتى أرويها لك بإسهابٍ أينما كنت، ضاربًا بالمسافات عرض الحائط، كأنك برفقتي.
هناك شقاء مألوف في الحنين نفسه، إذ أن النسيان الذي تظنّ أنك انتصرت به، ينمو في القلب على دفعات، ويتوقف أمام اللّحظات التي اعتقدت أن زوالها من ذاكرتك أمر ممكن ولكنّه الحنين نفسه، بسطوته المعتادة، يبتلع النسيان وهو يوقظ فيك أجزاءً جزَمت بموتها، لتتذكّر .
أريد أن أرسل لك شيئاً، لكن ما هو ؟
الورود تذبل والقُبل
والدموع لا أستطيع إرسالها
وحدها الكلمات،
وخطي سيء جدًا.
في غيابك
‏ مازال يأتي ليلٌ
‏ كلهُ ليل
‏لكنه هذه المرة يرتجف
‏واضعًا يده على أثرٍ عميق
‏بحجم قمرٍ منزوع.
‏أنا بس خايفٍ من جمودي
‏من لهيبي ما أخاف.
وَعَدْتُكِ..
أنْ لا أكونَ هنا بعد خمس دقائقْ..
ولكنْ إلى أين أذهب؟!
إنَّ الشوارعَ مغسولةٌ بالمَطَرْ..
إلى أينَ أدخُل؟
إن مقاهي المدينة مسكونةٌ بالضَجَرْ..
إلى أينَ أُبْحِرُ وحدي؟
وأنتِ البحارُ.. وأنتِ القلوعُ.. وأنتِ السَفَرْ.
ينبغي أن أغادَر هذي المدينةَ
لا شمسَ لي في المكانِ ولا ظل
لا حانة تبهجُ الروحَ
أو موعدًا في مراميِ الكلام !

ينبغي أن أغادرهَا خُلسة
دون حزنٍ على قلبها المُّر ..

لا شأن لي باحتفال الأعياد
ولا مقعدًا في الحديقةِ
لا رغبة في الجلوسِ..

اشترى رحلتي الطير.
أكتبُ على جلدِ الليلِ أسماءَ الذين رحلوا، 
ثم أُطفئُ عودَ الثقاب، 
ليتوهَ العابرونَ في زحمةِ السؤال.
‏مرحباً!
‏أنا لوحتِك الفنّية الأولى، تلِك التي تدربت أصابعِك لأول مّرة على ملامحِها، إلى متى سأبقى مسجُوناً في ذلك البرواز؟.
تهرب منهُ وتسعى إليه
في وقت واحد
كأنما لا نجم في فلكك ألا هو
كُل شيء يخلصكَ
منه بشكل ما يُعيدك أليه.
2024/09/28 15:24:37
Back to Top
HTML Embed Code: