Telegram Web Link
شروط لا إله إلا الله :

1- العلم
2- اليقين
3- القبول
4- الانقياد
5- الصدق
6- الإخلاص
7- المحبة


الْعِلْمُ وَالْيَقِينُ وَالْقَبُولُ
وَالِانْقِيَادُ فَادْرِ مَا أَقُولُ

وَالصِّدْقُ وَالْإِخْلَاصُ وَالْمَحَبَّهْ
وَفَّقَكَ اللَّهُ لِمَا أَحَبَّهْ
‏"ويوماً ما ...
‏حين تتركُون أشياءَ من أجلِ اللهِ وحدَه
‏فقط ابتغَاءً لرضاه سبحانه
‏كونُوا على يقينٍ أنَّ الله سيمنحكم عوضاً أجمل
‏أجمل بكثير !"
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا صَلَّى صَلَاةً بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ السُّورَةُ إِلَّا قَالَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ» فَالتَّوْبَةُ هِيَ نِهَايَةُ كُلِّ سَالِكٍ وَكُلِّ وَلِيٍّ لِلَّهِ، وَهِيَ الْغَايَةُ الَّتِي يَجْرِي إِلَيْهَا الْعَارِفُونَ بِاللَّهِ وَعُبُودِيَّتِهِ، وَمَا يَنْبَغِي لَهُ، قَالَ تَعَالَى {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا - لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} فَجَعَلَ سُبْحَانَهُ التَّوْبَةَ غَايَةَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ.

ابن القيم | مدارج السالكين
هذا عصرُ الانكشاف

فالأجساد مكشوفة.
والفضائح مكشوفة.
وزينة النساء مكشوفة.
وصور الفتيات مكشوفة.
والأعمال التعبدية مكشوفة.
والمناشط الإيمانية مكشوفة.
والتفاصيل الشخصية مكشوفة.
والجهود العلمية الشخصية مكشوفة.
والشهادات والتزكيات والإجازات والأسانيد مكشوفة.
والعقول مكشوفة؛ فالجاهل وفَّر على غيره اكتشاف جهله بقلمه هو وصوته هو.

والله جلَّ وعلا أمر بالستر، ونصوص الشريعة تدعو إلى خفاء الأعمال الصالحة إلا من حاجةٍ معتبرة، فالتوسع يُنكر وإن كان أصل المباح يُقَر.

ولسوف تتعب البشرية من سلطان الكاميرا، فلا شيء أهنأ للروح من الخفاء والبعد عن صخب الحياة، لكنَّ سهولة النشر في وسائل التواصل لكلِّ ما هبَّ ودبَّ من فتنةِ هذا العصر، والواقعون فيها كثير والسالمون قليل.

فإن كنت كاشفًا عن شيءٍ من عملك الصالح ولا بد.. فاجعل عملك وخيرك في السر أكثر من عملك وخيرك في العلانية.
-

• عَن الحَسَن بِنْ عَلي بِنْ أبي طَالِب - رضيَّ اللَّهُ عنهما - قَال :

« لَمَّا احتضرَ أبو بَكر الصِّدِّيق قَال :
يَا عَائِشَة؛ انظرِي اللقحَة التي كُـنَّا نَشربُ مِن لَبَنها، وَالجفنَة التي كُـنَّا نصطبغُ بهَا، وَالقطيعَة التي كُـنَّا نلبسهَا، فإنَّا كُـنَّا ننتفعُ بذلكَ حينَ كُـنَّا نَلي أمرَ المُسلمين،
فإذا مِتُّ فاردديهِ إلىٰ عُمَر،
فَلمَّا ماتَ أبو بَكر أرسَلَت بهِ إلى عُمَر، فَقال :

رَحمَكَ اللّٰـهُ يَا أبا بَكر، لَقد أتعبتَ مَن جاءَ بعدكَ!»

•|📜

#تاريخ_العرب
روى الإمامُ البُخاريُّ ( ٦٤٩٢ ) عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنهُ أنَّه قال: إنَّكم لَتعملونَ أعمالًا هي أدقُّ في أعيُنِكم من الشَّعرِ، إنْ كنَّا نعدُّها على عهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُوبِقاتِ.

وروى الإمامُ أحمدُ ( ١٠٩٩٥ ) عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضي اللهُ عنه أنَّه قال: إنَّكم لَتعملونَ أعمالًا لهي أدقُّ في أعيُنِكم من الشَّعرِ، كنَّا نعدُّها على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من المُوبِقاتِ.

وروى الإمامُ أحمدُ ( ٢٠٧٥٢ ) عن حُمَيدِ بنِ هِلالٍ، حدَّثنا أبو قتادةَ، عن عُبادةَ بنِ قُرصٍ أو قُرطٍ قال: إنَّكم لَتعملونَ اليومَ أعمالًا هي أدقُّ في أعيُنِكم من الشَّعرِ، كنَّا نعدُّها على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من المُوبِقاتِ.
فقلتُ لأبي قتادةَ: فكيف لو أدركَ زمانَنا هذا؟
فقال أبو قتادةَ: لكان لذلك أقولَ.

وذُكِرَ هذا الأثرُ -أي أثرُ عُبادةَ بنِ قُرطٍ- للإمامِ مُحمَّدِ بنِ سيرينَ -كما عندَ أحمدَ من طريقٍ آخرَ ( ١٥٨٥٩ و٢٠٧٥٠ )- فقال: "صدق، وأرى جرَّ الإزارِ منها".!!!

ونحنُ نقولُ: كيف لو أدركوا زمانَنا هذا؟
إنّا للهِ، وإنّا إليه راجعونَ..
حينما أستحضرُ سؤالَ عمرو بن العاص -رضي الله عنه- النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: "أيُّ الناس أحبُّ إليك؟"، وهو يظنه قائلًا: عمرو! فإذا به يقول: عائشة، فقال وما زال فيه الأمل: مِن الرجال؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أبوها، وبدأت آمال عمرو تنهدّ، لكنه علم أنه وإن كانت له مكانةٌ في قلب النبي فإن غيره قد سبقه بخيرٍ منها، وأنَّ عليه ألا يسأل أكثر حتى لا يجد نفسَه آخِرَ المحبوبين!

لا أحسب إلا أن في مثل هذه الحادثة تسليةً لمن عقل؛ فإن الإنسان يطمع دومًا في تملُّك القلب الذي بادَلهُ بعض الود، ويظن أنَّهُ مالِكُه بقدر محبته هو، وهو لا يدري أنَّهُ لم تكن المحبة قطُّ بالكسب فقط، وإنما هي رزقٌ وهِبةٌ مِن الله يَهبُها مَن يشاء في قلب مَن شاء؛ فيَا أيُّها المساكين لا تُمضوا أيامكم تتمنّون أن تَنبُت لكم محبَّةٌ في قلوب مَن نبتَت في قلوبكم محبتهم، وهونًا على أنفسكم وعلى قلوبكم، وأخلصوا محبتكم لله فقط؛ فإنَّ هذه المحبة وحدها مَن لا يَخسر صاحبها أبدَا..
لعب الأحباش في المسجد فدعا رسول الله ﷺ عائشة لتنظر إليهم, فوضعت ذقنها على عاتقه, وأسندت رأسها على خده، حتى قال لها ﷺ: حسبك, قالت: لا تعجل يا رسول الله، ثم قالت: وما بي النظر إليهم, ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي, ومكاني منه!

يُبهرني دهاؤها ويعجبني اقتناصها الفرص لتثبت حبّ رسول الله ﷺ لها!
وقد كان نبينا ﷺ الزوج الحبيب، والجليس المؤانِس، والموجِّه الناصِح، يمازحهن ويداعبهن، ويواسيهنَّ ويمسح دموعهن بيده، ولا يؤذيهنَّ بلسانه أو بيده، يتحمَّل منهنَّ كما لم يتحمل أحدنا من أهله، ويراعي مشاعرهن ورغباتهن ما دامت لا تخرج عن حدود الشرع وأحكامه، وما ضرب بيده امرأةً قط، وآخر وصاياه "استوصوا بالنساء خيراً"

أيّ رجلٍ لا يستَنُّ بهذا آثم
لولا فكرة وجود الله
‏والاستعانة به في كل وقت
‏لولا الاستغفار والهرع إليه في الصلاة
‏ والدُعاء ببكاء وخشوع
‏لا أعلم أين كُنّا سنذهب بهذه القلوب القلقة الخائفة!
‏لولا دوام رحمة الله بنا
‏والخروج المفاجئ بقُدرته
‏من ضيق تفكيرنا لواسع حوله وقوّته
‏لهلِكنا!
‏الحمدُ لله

#اقتباس
يَا ربِّ صَلّ علىٰ المختارِ ما سَجعتْ
أطيارُ طيبةَ في الآصالِ والغلسِ

والآلِ والصحبِ والأتباعِ قاطبةً
عدَّ الخلائق في بحرٍ وفي يبسِ

#ﷺ
قالَ أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-:

"وجدْنا الكرمَ في التقوى، والغِنى في اليقين، والشرفَ في التواضع."
قال #بكر_بن_عبدالله_المزني - رحمه الله

"ما فاق أبو بكر أصحاب محمد ﷺ بصومٍ ولا بصلاة ولكن بشيءٍ كان في قلبه"
-

• لُقِّب أبا بَكر بـ الصِّدِّيق لكثرة تصديقهُ النَبي ﷺ،

• تَقول أم المُؤمنين عَائِشَة - رَضيَّ اللّٰـهُ عَنها - :

لمَّا أُسرِيَّ بالنَبي ﷺ، إلىٰ المَسجد الأقصىٰ؛ أصبحَ يَتحدَّثُ النَاس بذلكَ، فارتدَّ نَاسٌ كانوا آمنوا بهِ وَصدَّقوهُ، وَسَعىٰ رِجالٌ إلىٰ أبي بَكر فَقالوا :

« هَل لكَ إلىٰ صَاحِبكَ! يَزعمُ أن أُسرِيَّ بهِ اللَّيلَة إلىٰ بَيتِ المَقدس!»

• فقالَ أبو بَكر : « وَقد قَالَ ذلكَ؟»

• قالوا : « نَعَم.»

• فَقال :

« لَئِن قالَ ذلكَ؛ فَقد صَدقَ.»

• فَقالوا :

« أوَتُصدِّقهُ أنهُ ذَهبَ اللَّيلَة إلىٰ بَيتِ المَقدس وَجاءَ قَبلَ أن يُصبِح!»

• قالَ - رَضيَّ اللّٰـهُ عَنهُ - :

« نَعم، إنِّي لأصدقهُ فيمَا هوَ أبعَد مِن ذلكَ، أصدقهُ بِخَبرِ السَماء، في غَدوةٍ أو رَوحة.»

• وَلهذا سُمِّيَ صِدِّيقَاً، وَفيهِ نَزلت :

‏﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ۝﴾

• فالذي جَاء بالصِدق هوَ رَسول اللّٰـه ﷺ، وَالذي صَدَّقَ بهِ هوَ أبا بَكر - رَضيَّ اللّٰـهُ عَنهُ وَأرضاهُ -

•|📜🖇

#تاريخ_العرب
فإن قيل: كيف تحبط الأعمال بغير الردة؟
قيل: نعم, قد دل القرآن والسنة والمنقول عن الصحابة أن السيئات تحبط الحسنات, كما أن الحسنات يذهبن السيئات، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ}

وقالت عائشة لأم زيد بن أرقم: أخبري زيدا أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يتوب لما باع بالعينة!

وقد نص الإمام أحمد على هذا فقال: ينبغي للعبد في هذا الزمان أن يستدين ويتزوج لئلا ينظر ما لا يحل فيحبط عمله, وآيات الموازنة في القرآن تدل على أن السيئة تذهب بحسنة أكبر منها, فالحسنة يحبط أجرها بسيئة أكبر منها!

ابن القيم | كتاب الصلاة
♦️عنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عنْهَا قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إِذا عَصِفَتِ الرِّيح

♦️ قالَ : «اللَّهُمَّ إِني أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا ، وَخَيْرِ مَا فِيهَا ، وخَيْر ما أُرسِلَتْ بِهِ ، وَأَعُوذُ بك مِنْ شَرِّهِا ، وَشَرِّ ما فِيها ، وَشَرِّ ما أُرسِلَت بِهِ »

📚 رواه مسلم. 🍁
سببُ تأليفِ هذا الكتابِ: ثلاثةُ أسئلةٍ سُئِلَها الإمامُ ابنُ قيِّمِ الجوزيَّةِ..
السُّؤالُ الأوَّلُ عن أربعةِ أحاديثَ، فأجابَ عنها في سبعَ عشرةَ صفحةً.
والسُّؤالُ الثَّالثُ عن حديثٍ، فأجاب عنه في اثنتَي عشرةَ صفحةً..

أمَّا السُّؤالُ الثَّاني؛ فكان جوابُه مُعظَمَ الكتابِ!
وهو: "هل يُمكِنُ معرفةُ الحديثِ الموضوعِ بضابطٍ من غيرِ أن يُنظَرَ في سندِه؟".
فأجابَ وأفادَ وأوفى وشفى وأشفى عن هذا السُّؤالِ بجوابٍ مُجمَلٍ، وجوابٍ مُفصَّلٍ.
أورد في جوابِه أُمورًا كُلِّيَّةً يُعرَفُ بها كونُ الحديثِ موضوعًا.

فمن مُميِّزاتِ هذا الكتابِ العظيمِ النَّفعِ -على صِغَرِ حجمِه- احتِواؤُه على قواعدَ عِلميَّةٍ، وضوابطَ حديثيَّةٍ للحُكمِ على الحديثِ من خلالِ متنِه.
ولقد تجاوَزَتْ هذه الضَّوابطُ سبعينَ ضابطًا؛ فكان الكتابُ -بحقٍّ- دُرَّةً نادرةً في هذا الفنِّ.
وهو من أفضلِ ما كُتِبَ في نقدِ المتنِ عندَ المُحدِّثينَ..

وللكتاب طبعة أخرى؛ طبعته دار عالم الفوائد، بتحقيق يحيى الثمالي، وإشراف بكر أبوزيد.

فطبعة المعلّمي وطبعة الثُّمالي من أفضل طبعات الكتاب.
إن الجامعة كما تؤهلك لسوق العمل، فإنها تؤهلك لأشياء أخرى، كما تنزع عن الفتاة - إلا من رحم ربي - ستار الحياء والخجل، لكي تسمى في ما بعد "بقوية الشخصية" و "ذات الحضور" التي لا يهيبها أن تتحدث أمام الرجال، وتهيئ الشاب - إلا من رحم ربي - كي يتديث ويرضى لأهله ما لم يكن يرضاه!

إذا سألت طالبًا أو طالبةً جامعية هل هذا حق؟ لقال لا، بسبب إلف الاختلاط بالجنس الآخر والاعتياد على وجوده الدائم، فشهادته مجروحة إذن، والعاقل لا يحتاج لسؤاله بل ينظر للأسباب، فما المتوقع من اختلاط الفتاة بالشاب والشاب بالفتاة منذ أول لحظة ركوب المواصلات ثم في قاعة الدرس ثم خلال الفسح؟ ما يشك عاقل بالإفساد الذي يحدثه هذا إلا لجهله بطباع الإنسان وخلقته!

ينبغي التنويه إلى أن الفساد المقصود ليس بعينه حدوث ما يغضب الله من العلاقات، رغم أنه حاضر، ولكن ما أعنيه قد يطال حتى من هي ملتحفة جلبابها الفضفاض والتي لا تلبس إلا ما يرضي الله!

فالذي أعنيه هو، فساد النظر والرأي والفطر والخلق الخفي الذي يحدث بالإلف والاعتياد وطول الأمد، فكيف تحتفظ فتاة بحيائها القديم، حين تحدث في اليوم بضعة عشر رجلًا؟ (للضرورات كالمواصلات والشراء) أنظروا إلى تباين حالها، كيف كانت تخجل وتتلعثم وتحاول أن تتجنب الاحتكاك بالرجل، ثم هي الآن تبادر رافعة رأسها وكأنها تحادث أخاها!

والتنويه أيضًا لعدم الانزعاج من الإكثار من ذكر الأنثى فهذا عائد لسببين:
أما الأول فلأنني أنثى وأما الثاني لأنها المتضرر بنسبة أكبر!

إذًا، فالجهل بالدين والجهل بالإنسان أساسان في قضيتنا تلك، ومن هنا كان بلاؤنا وتخبطنا وحيرتنا في هذا الأمر، فحين يكون الرد المعلب الجاهز دائمًا أن الأب يثق في تربيته وفي أخلاق ابنته ولا يشك فيها مثقال ذرة ويعلم كيف أنها ستحافظ على نفسها، فهذا جهل في الدين وفي طباع الإنسان معًا!

أفلم يقرأ صاحبنا قول نبينا إبراهيم عليه السلام:

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ}
[ سورة إبراهيم : 35 ]

قال إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: (وَمَنْ يَأْمَنُ الْبَلَاءَ بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ؟)

أنبي مرسل كي يعلمنا التوحيد والعبودية للخلاق العليم جل شأنه، قد يقع في ما يحذرنا منه؟ لم لم يقل إنه واثق في دينه وبنيه الذين تربوا في بيت كل أهله موحد عابد للخالق سبحانه، أليس هو أولانا بالأمن من الفتنة فهو من أوحي إليه وكان علمه علمًا ربانيًا.. فأي منا تربى في بيت كبيت إبراهيم عليه السلام كي يأمن كل هذا الأمن؟

بل انظروا إلى حديث رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه:

(إنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِن أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ)، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: (اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا علَى طَاعَتِكَ)

الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

فأما أمنه من الفتنة وعدم الخوف على نفسه وأهله منها فهذا جهله بالدين، وأما جهله بالإنسان، فتصوره أن المصلي والمحجبة لا غرائز وقلوب لهم، وظنه بابنته أنها ملك كريم لا يطرق قلبَها طارق إلا أن طرق باب أبيها، فمنذ متى انعدمت غرائز الإنسان الطبيعية بمجرد تدينه؟ التدين وطاعة أوامر الخالق يهذب تلك الغرائز ويضبطها ويصبر صاحبها فحسب، أما انعدامها فمرض.. ومن هنا علمتَ قصور حكمة الأب الذي يردد تلك الكلمة وجهله بالواقع كما هو!

ثم إن ناقشت فتاة جامعية أو فتى جامعيًا في هذا الشأن لقال: طلب العلم فريضة على كل مسلم، وأنت تتعجب حين ترى من الفتيات من هي متبرجة أصلًا ومن تنمص حاجبيها ومن تظهر قدميها ومرافق يديها وتملأ وجهها بهرجة، ثم تقول لك إن ما دفعها لطلب العلم هذا هو أنه مفروض شرعًا، ومن هنا اعلمْ أن هذا من باب التنزل الجدلي والهم بالرد لا أكثر!

بل وتعلم كذبهم في ابتغاء العلم ولا شيء سواه، في تحصيلهم الدراسي وسخريتهم من المدرس وتغيبهم عن الدروس، طبعاً؛ إلا من رحم ربي!

ونحن لم نعرف منذ متى كانت الواحدة منا ستحاسب أو تعذب إن لم تدرس الكيمياء والهندسة والبرمجة، ومنذ متى تحول فرض الكفاية إلى فرض عين؟! فماذا نحن صانعون بمجتمع عدد المهندسين والصيادلة والأطباء فيه كعدد النمل والجراد؟!
لا يبدو هذا مجتمعًا سويًا...!!
‏﴿ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ ﴾

الصاحِبُ: مَنْ في حُزْنك يُفرحِك، وفي خوفِك يُؤمِّنُك، وفي المصائب يُواسيك، وفي الأفراح يُبادر بالسرور ويُهنِّيك
2024/10/01 15:46:01
Back to Top
HTML Embed Code: