Telegram Web Link
إنْ أنَا في وَطَـني

أبصَرتُ حَوْلي وَطَنا

أو أَنَا حاولتُ أنْ أملِكَ رأسي

دونَ أن أدفعَ رأسي ثَمَنا

أو أنا أطلَقتُ شِعـري

دونَ أن أُسجَنَ أو أن يُسجَـنا

أو أنا لم أشهَـدِ النّاسَ

يموتونَ بِطاعـونِ القَلَمْ

أو أنا أبْصَـرتُ (لا) واحِـدَةً

وسْـطَ ملايينِ (نَعَـمْ)

أو أنا شاهَدتُّ فيها سـاكِناً

حرّكَ فيها ساكِنا

أو أنا لمْ ألقَ فيها بَشَـراً مُمتَهَنا

أو أنا عِشْـتُ كريماً مُطمئنّاً آمِنـا

فأنا- لا ريبَ - مجْنـونٌ

و إلاّ ..

فأنا لستُ أنا !
أَعْلَـمُ أنَّ القافيَـةْ

لا تستَطيعُ وَحْـدَها

إسقـاطَ عَرْشِ ألطّاغيَـةْ

لكنّني أدبُـغُ جِلْـدَهُ بِهـا

دَبْـغَ جُلـودِ الماشِـيَةْ

حتّى إذا ما حانتِ السّاعَـةُ

وانْقَـضَّتْ عليهِ القاضِيَـةْ

واستَلَمَتـْهُ مِنْ يَـدي

أيـدي الجُمـوعِ الحافيَـةْ

يكـونُ جِلْـداً جاهِـزاً

تُصْنَـعُ مِنـهُ الأحـذيَةْ !
لمْ أَزَلْ أمشي

وقد ضاقَتْ بِعَيْـنَيَّ المسالِكْ .

الدُّجـى داجٍ

وَوَجْـهُ الفَجْـرِ حالِكْ !

والمَهالِكْ

تَتَبـدّى لي بأبوابِ المَمالِكْ :

" أنتَ هالِكْ

أنتَ هالِكْ "

.

غيرَ أنّي لم أَزَلْ أمشي

وجُرحـي ضِحكَـةٌ تبكـي،

ودمعـي

مِـنْ بُكاءِ الجُـرْحِ ضاحِـكْ !
- أيّها الحُـزنُ الذي يغشى بِـلادي

أنا من أجلِكَ يغشاني الحَـزَنْ

أنتَ في كُلِّ مكـانٍ

أنتَ في كُلِّ زَمـَنْ .

دائـرٌ تخْـدِمُ كلّ الناسِ

مِـنْ غيرِ ثَمـَنْ .

عَجَبـاً منكَ .. ألا تشكو الوَهَـنْ ؟!

أيُّ قلـبِ لم يُكلّفكَ بشُغلٍ ؟

أيُّ عيـنٍ لم تُحمِّلكَ الوَسَـنْ ؟

ذاكَ يدعـوكَ إلى استقبالِ قَيـدٍ

تلكَ تحـدوكَ لتوديـعِ كَفَـنْ .

تلكَ تدعـوكَ إلى تطريـزِ رُوحٍ

ذاكَ يحـدوكَ إلى حرثِ بَـدَنْ .

مَـنْ ستُرضي، أيّها الحُـزنُ، ومَـنْ ؟!

وَمتى تأنَفُ من سُكنى بـلادٍ

أنتَ فيهـا مُمتهَـنْ ؟!

- إنّني أرغـبُ أن أرحَـلَ عنهـا

إنّمـا يمنعُني حُـبُّ الوَطـنْ !
قالت خيبر:

شبران… و لا تطلب أكثر.

لا تطمع في وطنٍ أكبر.

هذا يكفي…

الشرطة في الشبر الأيمن

و المسلخ في الشبر الأيسر.

إنا أعطيناك "المخفر" !

فتفرغ لحماسٍ و انحر.

إن القتل على أيديك سيغدو أيسر !
ألقيت خطاباً في النادي،

و تلوت قصائد في المقهى،

و نقدت السلطة في المطعم.

هل تحسب أنّا لا نعلم ؟!

……… !

في يوم كذا…

حاورت مذيعاً غربياً

و عرضت بتصريح مبهم

لغباوة قائدنا الملهم.

هل تحسب أنا لا نعلم ؟!

- ……… !

في يوم كذا…

جارك سلّم.

فصرخت به: أيّ سلام

و كلانا، يا هذا، نعش

يتنقل في بلدٍ مأتم ؟

هل تحسب أنا لا نعلم ؟!

هذي أمثلةٌ… و الخافي أعظم

إنّ ملفك هذا متخم !

هل عندك أقوال أخرى ؟

- ……… !

لا تتكتّم.

دافع عن نفسك… أو تعدم !

- ……… !

لا تتكلّم ؟

إ فعل ما تهوى… لجهنم.

* * *

شنق الأبكم !!!
قال: إلهي… إنني لم أحفظ السنة

و لم أقدم لغدي

ما يدفع المحنة.

عصيت ألف مرة

و خنت ألف مرة

و ألف أ لف مرةٍ

وقعت في الفتنة.

لكنني…

و منك كل الفضل و المنّة

كنت بريئاً دائماً

من حب أمريكا

و من حب الذي يحب أمريكا

عليها و على آبائه أللعـنة.

هل ليَ من شفا عهٍ ؟

قيل: ادخل الجنة !
دعوتني إلى حوار وطني…

كان الحوار ناجحاً…

أقنعتني بأنني أصلح من يحكمني.

رشحتني.

قلت لعلّي هذه المرة لا أخدعني.

لكنّي وجدت أنّني

لم أ نتخبني

إنما إ نتخبتني !

لم يرضني هذا الخداع العلني.

عارضتني سراً

و آ ليت على نفسي أن أسقطني !

لكنني قبل إ ختما ر خطتي

وشيت بي إليّ

فاعتقلتني !

* * *

الحمد لله على كلٍّ…

فلو كنت مكاني

ربّما أعدمتني !
2024/10/02 12:26:41
Back to Top
HTML Embed Code: