Telegram Web Link
وتَغيبُ عَنّي ثُمَّ تَزْعَمُ أَنَّني
أَنْسَى هوَاكَ ولَسْتُ أُدْرِكُ مَا جَرَى
أَمّا الفُؤادُ ففيكَ يَحْيَا دائِماً
واللهِ ما كذَبَ الشُّعورُ ولا افْتَرَى
لَو كُنتَ أبصَرْتَ الفؤادَ وشَوْقَهُ
ماذاقَ جفنكَ هانِئًا طعمَ الكرى
ياغائِباً مَلأ الحياةِ بطيفهِ
أنتَ الوجودُ بكلِّ عَيني والورى.
لَو مالَ قلبي عَنْ هَواكَ نَزعتُهُ
‏وَ شَرَيتُ قَلبًا فِي هَواكَ يَذوبُ
‏آياتُ حُبِّكَ في فؤادي أُحكِمَتْ
‏مَنْ قالَ أنّي عَن هواكَ أتوبُ ؟
"أَما اشتَقتَ يا إِنسانُ حينَ هَجَرتَني
وَقد كِدتُ مِن شَوقي إِليكَ أَطيرُ ؟
أَراجِعةُ أّيامُنا مِثلَ عَهدِها
وَأنتَ عَلَيها إن أرَدتَ قَديرُ؟"
تاهَتْ عُيُوني في بُحورِ عُيونَها
وأختارَ قَلبي أنْ يَغوصُ فيَغرَق
اهً مِن رِمشٍ احاطَ بعَينَها
سهمٌ توغَل في الَوريدِ فَمزَق
‏" قالوا لَنَا إنَّ العيونَ مليحةٌ
مَا أخبرونَا أنَّها قد تُسكِرُ "
فَلا فِي وَصْلِهُم لاقَيْتُ سَعداً
ولاَ فِي هَجرِهِم ذَهَبَ المُصابُ .
كَيْفَ لحُسنِ وجهكِ أن يسلبني إليكِ
أن يجعَلُني أتأمَّلُكِ لَيْلاً وَنهاراً .
العِشقُ داءُ وأنتِ الدَّوَاء .
تَعاليِّ نَرقُص، أَنا ضابِطُ إِيقاعٍ وخصرُكِ جَريْمة.
أراهُ جُزء مِن قَلبي، لا أَنتهِي منهُ .
قرأتُ فِي عَينهُ ما ليسَ ينطقُهُ
إنَّ العُيونَ لما فِي القلبِ مرآةُ .
كَم مِن مُبصرٍ أحبَّ فأصبحَ لا يَرى
وكَم مِن بَليغٍ فصِيّح أسكتهُ الهَوى .
أُمّي .. وإن طالَ الحَديثُ بِها
فَلا شِعرٌ يُوفِيها ولَا الأَقلامُ .
- أحمَد شَوقي
2025/02/24 03:08:16
Back to Top
HTML Embed Code: