Telegram Web Link
خُذني إليكَ، ولو طيفاً تُعانِقُهُ
إن كانَ شقَّ اللِّقا، أَو شَطَّت الطُرُقُ
فالعاشقان إذا جِسماهُما إفترقا
تَفنى المَسافاتُ، والأرواحُ تَعتَنِقُ
ضُمّيهِ حُبّا بحقّ الله ضُمّيه
بردٌ هو الشّوق فأستَدفِي ودفّيهِ
لا تَتركيه على أعتابِ لَهفتِه
يَكادُ يَهوِي صَريعاً مِن أمانيهِ
طَالت بهِ شَقوَة الأيّام
فِي بحرِ عَينيكِ هانت كُلَّ أشواقي
يارّبة الحُسنِ هل تنوينَ إغراقي؟
ماكنتُ أؤمن بالعيونِ وفعلها
حتّى دهَتْني فِي الهَوى عيناكِ
عيناكِ بحرٌ تاهَت بهِ سفني
وتزعزت بهِ نبضاتُ قَلبي وأنفاسي
أنا الّذي لا يهزّني برقٌ ولا رعدٌ
أعينين متلألأةٌ تهزمُ ثباتي؟
يا ساكِناً لُبَّ الفُؤادِ ونبضِهِ
قُل لي بربكَ كيف أنتَ ملَكتَني
مسَحت يداكَ عن الفؤادِ رمادَهُ
بعد الردى أنتَ الذي أَحييتَني
ولقدّ ذكرتُك والغيابُ كأنّهُ
سهمٌ يُمزِّقُ أضلعُ المُشتاقِ
ولرُبَّما أرجُو اللِقاءِ ولم يكُن
إلّا البُكاءِ وكثرةُ الأشواقِ
أُقبِل وزُرني في المَنامِ فإنَّما
يحتاجُ قلبي رؤية الإشراقِ
وفتِنتُ بمَاذا سأكتُب ياتُرى؟
وأنا عليّكَ من الحُروفِ غيُور
ليّكُن سُكوتي فِي هواكَ طريقَتي
فالشعرُ فيكَ وإن عَلا مبتُور
قلبي يُحبّكَ ياجمِيع رجالهِ
هُو مبصرٌ وَفيما سواكَ ضريرٌ
نظَرَ المُحبُِّ إلَى جمالِ حَبيبِهِ
يُغنِي عَنِ المَطعومِ والمَشرُوبِ
ويُسَكِّنُ الآلامَ مِن جوعٍ وَمِن
ظَمإٍ لِقا المُشتَاقِ للمَحبُوبِ.
جِبالُ الصَّمتِ
‏في عَينيكِ تَنهارُ
‏ويَجتاحُ ..
‏حُصونَ الصمتِ إعصارُ
‏أتانا حُبُّنا بَرقًا
‏أتى رَعدًا وأمطارا
‏أتى .. عُمري يُطهِّرُنا
‏يفَجرُنا يَنابيعًا
‏وأنهارا
وَلكِنَّ قَلْبِي بِالْغَرَامِ جَرِيحُ .
كَم مَرَّة مَزَّقتُ نَفسي
مِثلَ أَوراقِ الخَريفِ
لِكَي أَنامَ عَلى جَبينِكِ شامَةً
وَترَكتُ قَلبي هائماً
مِثلَ السَّحابةِ
وَارتَديتُكِ نَسمَةً
وَثيابَ عُرسٍ
وَانصَهَرنا في المَساءِ
مَعَ المَطرْ ؟
كَم مَرَّةً أَشعَلتِ مِن دَمعي
شُموعَكِ في الدُّجى
وَتَركتِني مِثلَ الفَراشَةِ
في ضِيائكِ أَحتَرِقْ
وَرَسَمتِ وَجهي بِالرَّمادِ
عَلى القَمرْ ؟.
‏يا أَيُّها الشادي المُغَرِّدُ في الضُحى
‏أَهواكَ إِن تُنشِد وَإِن لَم تُنشِدِ
‏الفَنُّ فيكَ سَجِيَّةٌ لا صَنعَةٌ
‏وَالحُبُّ عِندَكَ كَالطَبيعَةِ سَرمَدي
‏فَإِذا سَكَتَّ فَأَنتَ لَحنٌ طائِر
‏وَإِذا نَطَقتَ فَأَنتَ غَيرُ مُقَلِّدِ
2025/02/23 16:03:17
Back to Top
HTML Embed Code: