Telegram Web Link
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
••
من منافع إفساح المجال للنَّاس في التَّعقيب على كلامك - ولو أسأوا -؛ رياضة نفسك على الصَّبر واحتمال الأذى والعفو، ووزن قولك بحسب ما يُعتدُّ به من أقوالهم، ومعرفتك مقادير عقول الخلق، ومكنون ضمائرهم، وأحوال سلوكهم، والاهتداء بذلك إلى طريق إصلاحهم.

الشيخ صالح العصيمي حفظه الله
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#شكر_النعم

التذكير بنعمة توفّر الماء:

من أعظم نعم الله علينا في هذا الزمان توفّر الماء في بيوتنا بكميات كبيرة، وبدون مشقة، وكذلك توفّر الماء النقي الصالح للشرب بيُسر وسهولة.

وقد كان الناس في الأزمنة الماضية يعانون معاناة شديدة لجَلْب الماء وتوفيره في البيوت، وقد يستغرق الأمر منهم بضع ساعات يوميا لتوفير الماء فقط، وفي أحوال كثيرة لا يجدون الماء أصلا، فضلا عن أن يجدوا ماءً صالحا للشرب.

وقد بلغتْ بنا نعمة توفّر الماء إلى درجة أنّ كثيرا من الناس لا يشعرون بحاجتهم إلى الغيث والمطَر، ولو انقطع عنهم لفترات طويلة.

لكنّ الواقع أنّ أكثر الناس لا يَقدُرون قَدْر هذه النعمة، ولا يؤدّون شكرها، فتجد الإسراف في استعمال الماء منتشرا شائعا بيننا، ولا يسلم منه إلا القليل.

ومن صور ذلك: الإسراف في استعمال الماء عند غسل الأيدي، وعند الوضوء، وعند الاغتسال، وعند غسل البيوت والعمائر، وأعظم منه الإسراف الكبير الذي يحصل في مغاسل السيارات، وغير ذلك من الصور.

ويكفي لتصوّر ذلك أن تنظر في كمية الماء التي نستعملها في الوضوء، وتقارنها بكمية الماء التي كان يتوضأ بها النبي ﷺ وضوءا كاملا، حيث كان يتوضأ بمُدّ من الماء، يعني: (نصف لتر تقريبا)، وأحدنا يستهلك أكثر من هذا لغسل يديه فقط.

وأما في الاغتسال فالأمر قد جاوز حدّ الإسراف المعقول إلى ما لا يُعقل، إذ لا يُبالي كثير من الناس أن يفتح الماء فوق رأسه بغزارة لمدة ربع ساعة أو أكثر، بينما كان نبينا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد (يعني لترين ونصف تقريبا)، وأحدنا يستهلك أكثر من هذا لغسل رأسه فقط.

وأذكّر نفسي وإخواني بهذا الحديث: مرّ النبي ﷺ بسعد رضي الله عنه وهو يتوضّأ، فقال: (ما هذا السَّرَف يا سعد؟) فقال: أفي الوضوء سَرَف؟ قال: (نعم، وإنْ كنت على نهرٍ جارٍ). رواه أحمد وابن ماجه.

نعم، وإنْ كان بين أيدينا نهر جارٍ فإنه لا يجوز أن نُسرف في استعمال الماء.
ولو افترضْنا أنّ الماء يصلُنا مجانا بدون مقابل مادي فلا يجوز أن نُسرف فيه أيضا.

فيجب علينا أن نتّقي الله في هذه النعمة، وأن نؤدّي شكرها، وأن نتواصى بحفظها، وأن نأخذ على أيدي المسرفين فيها، حتى نحفظها من الزوال.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قال الإمام الشّافعي - رحمه الله تعالى - :

الانقِباضُ عنِ النّاسِ مَكسبةٌ للعداوة ..

والانبِساطُ إليهم مجلبة لقُرناءِ السُّوءِ ..

فكُن بين المنقبض والمنبسط .

حلية الأولياء (١٢٢/٩)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
( ما عند الله خير).

من عبارات التعزية الجميلة لمَن أصيب بفقد قريب أو صديق أن يقال له:" ما عند الله خير للميت".

فلا حُزن عليه، فهو عند رب رحيم كريم.
وقد استراح من نصب الدنيا وعنائها.

وقد قيلت هذه العبارة في حق رسول اللهﷺ وهو أولى الخلق بها.

قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما بعد وفاة رسول اللهﷺ: انطَلِق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول اللهﷺ يزورها، فلما انتهينا إليها بَكَت، فقالا لها: ما يُبكيكِ أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول اللهﷺ؟ فقالت: إني لا أبكي أني لا أعلم أن ما عند الله تعالى خيرٌ لرسول اللهﷺ، ولكني أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء. فهيّجتهُما على البكاء، فجعلا يبكيان معها".رواه مسلم.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
•• على الإنسان أن يُدرك !

أنّ أوقات الانشغال نعمة، وأنّ التَّعّب المُثمر نعمة وكلّ دقيقةٍ تقضيها في الاشتغال على نفسك وعقلك وقلبك، هي استثمارٌ مؤجّل لو لَم تَرَ النتائج الآن!

النَّفس تَميل لراحتها، ولاتعلَم أنّها ترتاح بالتَّعَب.

كلّ لحظة قراءةْ استصعَبتَها لكنّك أكمَلتَ الكتاب، كلّ مشروعٍ لم تتركه في المنتصف، كلّ فكرةٍ عزمت على إتمامها، كلّ لحظةٍ استثمرت ما فيها، كلّ برنامجٍ ودورةٍ ومحاضرةٍ ولقاءٍ أخذت منه حدّ الارتواء!

كلّ دفترٍ ملأته، و قلمٍ أنهَيتَه، وكتابٍ قرأته، وحقيبةٍ حملتها، وخطىً سِرتَها، وساعة خَلَوتَ بها كل هذا يشهد لك، كلّه ذاتَ يومٍ يَرفَعُك.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#شكر_النعم

أمورٌ تُعينك على استحضار نعم الله عليك:

أولا: زيارة المقابر: فتتذكّر الموت، وتحمد الله على أنك لا زلت حيّا قادرا على العمل للآخرة.

ثانيا: زيارة المرضى في المستشفيات، فتحمد الله على نعمة الصحة والعافية.

ثالثا: زيارة الموقوفين في السجون، فتحمد الله على نعمة الحرية والسلامة.

رابعا: زيارة الفقراء والمساكين في بيوتهم، فتحمد الله على نعمة الرزق والمال.

خامسا: الاطّلاع على حال الذين فقدوا الأمن في بلدانهم، وما يُعانونه بانتشار الخوف والجرائم عندهم، فتحمد الله على نعمة الأمن والأمان.

فإذا عوفيت من هذه كلها أو أكثرها فأكثِر من شكر الله تعالى.

وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض هذه النعم فقال: (مَن أصبح منكم آمِنًا في سِربه، مُعافًى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنّما حِيزتْ له الدنيا). رواه الترمذي وابن ماجه.
ومعنى: (حِيزتْ له الدنيا) أي: جُمعت له.

فالحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحبّ ربنا ويرضى.


(بَلِ اللهَ فَاعبُدْ وكُن مِن الشَّاكِرِين):

قال السعدي رحمه الله:

{بَلِ الله فَاعْبُدْ} أي: أخلصْ له العبادة وحده لا شريك له، {وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} لله على توفيق الله تعالى.

فكما أنه تعالى يُشكر على النعم الدنيوية، كصحة الجسم وعافيته، وحصول الرزق وغير ذلك، كذلك يُشكر ويثنى عليه بالنعم الدينية، كالتوفيق للإخلاص والتقوى.

بل نعم الدين هي النعم على الحقيقة، وفي تدبر أنها من الله تعالى والشكر لله عليها سلامة من آفة العُجب التي تَعرِض لكثير من العاملين، بسبب جهلهم، وإلا فلو عرف العبد حقيقة الحال، لم يُعجَب بنعمة تستحقّ عليه زيادة الشكر.

📗  تفسير السعدي.


(لا تُسرفْ وإنْ كنتَ على نهرٍ جارٍ):

اجعل هذه القاعدة نُصب عينيك في كل الأمور المتوفّرة مِن حولك، والتي تُحصّلها بيُسر وسهولة، حتى تكون شاكرا لنعم الله، وتسلم من الوقوع في الإسراف.

فإذا كان المال موجودا عندك بكثرة فلا تُسرف.

وإذا كان الطعام متوفرا لديك بكثرة فلا تُسرف.

وإذا كان الماء واصلا إليك بكثرة وسهولة فلا تُسرف.

وإذا كانت الكهرباء واصلة إليك بدون انقطاع فلا تُسرف

وهكذا في كل ما توفّر بين يديك بيُسر وسهولة.
رزقنا الله شكر نعمه، وأعاذنا من كفرها.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الأَنَاقَةُ الْحَقِيقِيَّةُ.

أَنْ تَكُونَ أَفْكَارك أَكْثَرَ تَهْذِيبًا
مِنْ شَكْلِك..
وَمَشَاعِرِك أَزْكَى طيّبًا مِنْ عِطْرِك..
وَخُلْقُك أَكْثَرَ جَاذِبِيَّةً مِنْ خِلْقتِك..

كَمْ هُوَ جَمِيلٌ؛
أَنْ نَتَحَاوَرَ بِوَعيٍ،
نَخْتَلِفُ بِلَبَاقةٍ،

نَعْتَذِرُ بِتَوَاضُعٍ،
نُعَاتِبُ بِرِفْقٍ،
نَفْتَرِقُ بِوُدٍ، وَنَحَّيَا بِحُبٍّ،

فَالأَخْلَاقُ تَكْفِيك أَنْ تَكُونَ أَنِيقًا وَجَمِيلًا ")!
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#شكر_النعم

إضاءة:

من الملاحظات الشائعة لدى كثير من الناس: أنه إذا كان الأكل أو الشرب قليلا فإنهم لا يسمّون الله في ابتدائه، ولا يحمدونه عند انتهائه.

فتجد كثيرا من الناس إذا أكل تمرا أو فاكهة أو شرب قهوة أو عصيرا فإنه لا يسمّي الله عند الابتداء، ولا يحمده عند الانتهاء.

وهذه غفلة عظيمة، يجب التنبّه لها، ولْنتذكّر أنّ هذا القليل من الأكل والشرب كان يُعدّ كثيرا في أزمنة سابقة، ولا زال يُعدّ كثيرا في بعض الدول اليوم.

فلْنحمد الله على نعمه المتوالية، ولْنحرص على تسمية الله وحمْده عند كلّ أكل أو شُرب قلّ أو كثُر.

والله الهادي.


كيف تفرّق بين النعمة والفتنة؟

قال ابن القيم رحمه الله:

ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻤﻴﻴﺰ النعمة ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻨﺔ: ﻓﻠﻴﻔﺮّﻕ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻯ ﺑﻬﺎ اﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭاﻟﻠﻄﻒ، ﻭﻳُﻌﺎﻥ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ اﻷﺑﺪﻳﺔ، ﻭﺑﻴﻦ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻯ ﺑﻬﺎ اﻻﺳﺘﺪﺭاﺝ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ

١- ﻣﺴﺘﺪﺭﺝ بالنعم ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ،
٢- ﻣﻔﺘﻮﻥ ﺑﺜﻨﺎء اﻟﺠﻬﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ،
٣- ﻣﻐﺮﻭﺭ ﺑﻘﻀﺎء اﻟﻠﻪ ﺣﻮاﺋﺠﻪ ﻭﺳﺘﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ!

ﻭﺃﻛﺜﺮ اﻟﺨﻠﻖ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﻼﻣﺔ اﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭاﻟﻨﺠﺎﺡ، ﺫﻟﻚ ﻣﺒﻠﻐﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ، ﻓﺈﺫا ﻛﻤﻠﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻴﻪ ﻋَﺮﻑ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ نعم اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ يجمعه ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ نعمة ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻣﺎ ﻓﺮّﻗﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺧﺬﻩ ﻣﻨﻪ ﻓﻬﻮ اﻟﺒﻼء ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ النعمة، ﻭاﻟﻤِﺤﻨﺔ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ اﻟﻤِﻨﺤﺔ، ﻓﻠْﻴﺤﺬﺭ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣُﺴﺘﺪﺭَﺝ.

📗 مدارج السالكين (١/ ١٨٩).


(إنه كان عبدا شكورا):

أثنى الله على نوح عليه السلام أنه عبد شكور، وقد ورد عن مجاهد رحمه الله أنه بيّن شكر نوح عليه السلام فقال:

لم يأكل شيئا قطّ ‌إلا ‌حَمِد ‌الله تعالى،
ولم يَشرب شرابا قطّ ‌إلا ‌حَمِد ‌الله تعالى،
ولم يَمش مشيا قطّ ‌إلا ‌حَمِد ‌الله تعالى،
ولم يبطش بشيء قطّ ‌إلا ‌حَمِد ‌الله تعالى،
فأثنى الله عليه: {إنه كان عبدا شكورا}.
أخرجه ابن المبارك في الزهد (ص ٣٣٠)، وابن أبي الدنيا في الشكر (ص ٧٠).

فاقْتَدِ به حتى تكون عبدا شكورا.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
بَيان أنَّ الشُّكر يكُون بالقَلب واللِّسان والجَّوارح

▪️قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-:

" إنَّ شُكر النِّعمة هُو العَمل الصَّالح شُكر النِّعمة هو العَمل الصالح.
🔸ولَيْس الشُّكر هو الشُّكر بِاللسان فَقط بَل بِاللِّسان والجَنان يَعنِي القَلب والجَّوارِح.
📌ويَدلُّ على أنَّ الشُّكر هُو العَمل الصَّالح قَول اللَّه تَبَارك وتَعالى:﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ﴾كلُوا واِعْملوا صالحًا وقال اللَّه تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ﴾
 قال النبي -ﷺ- في هذا:«إنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِين بِمَا أمَرَ بهِ المُرْسَلِينَ» أمر المؤمنين بالشكر وأمر المرسلين بماذا؟ ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ﴾

📌بهَذا نَعْرف أنَّ الشُّكر لِله هُو العَملُ الصَّالِح أمَّا قَول الإنْسان أشْكر اللَّه عَلى نِعَمه فَهذا قوْلٌ طَيِّب لكنَّه لَا يَعني الشُّكر الذِي أمَر اللَّه بِه.

🔸إذَنْ لا بُد أنْ نَعمل صَالحًا لا بُد أنْ نَعمل صالحًا".


🎙[مفرغ من فتاوى الحرم النبوي الشريط رقم (٥٢ - أ)].
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
2024/09/29 12:27:44
Back to Top
HTML Embed Code: