Telegram Web Link
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
القاعدة الرابعة عشرة من قواعد التوبة

*علل التوبة:*
١-*التوبة لأجل غرض من الأغراض* .

تكلم ابن القيم رحمه الله عن علل التوبة، وجعل من علل للتوبة- يعني الأشياء التي تنقص التوبة - أن يتوب الإنسان لأجل غرض من الأغراض، مثلاً:
أن يتوب الإنسان لأنه يرى أن هذا الذنب لايليق به، يرى أنه هو أرفع من هذه الذنوب، أو أن يتوب الإنسان خوفًا من الفضيحة عند الناس، أو أن يتوب الإنسان لأجل أن هذا الذنب يسقط مكانته بين الناس، أو أن يتوب الإنسان لأجل أن هذا الذنب لا يليق به، أو أنه يتنافى مع مكانته.

فيرى ابن القيم  أن كل هذه الأشياء إنما تخدش التوبة، وذلك لأن التوبة ينبغي أن تكون بصورة واحدة فقط، وهي:
أن يتوب الإنسان خوفًا من الله، إجلالًا لله، خوفًا من طرد الله له، خوفًا من إبعاد الله له، أن يتوب الإنسان خشية من سقوط منزلته عند الله، أن يتوب الإنسان خوفًا من أن الله يحتجب عنه يوم القيامة فلا ينظر إليه، فإذا تاب الإنسان لأجل ذلك، كانت توبته شرعية صحيحة صادقة، وماعدا ذلك فإنها توبة مدخولة.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
- قدْ تَكُونُ مُحِبًّا مُحسِنًا للجَمِيعِ، لَكِنْ كَثِيرٌ مِنَ الجَمِيعِ لَا يُبادِلُكَ الحٌسنْ!

لَا علَيكَ، فقَدْ أدّيتَ ووَفيتَ، والعيبِ ليسَ فِيكَ بلْ العَيبُ فِيمَنْ يرُدُّ حسَنةً بسَيِّئةٍ، فِي حِينِ أنّ اللهَ أمَرَنَا بِرَدِ السّيٍّئةِ بالحَسَنةِ!
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
‏إِنَّ اللَّئِيمَ بِقُبْحِ الـقَـوْلِ تَعْرِفُــهُ
وبالـحِوَارِ طِبَاعُ النَّاسِ تُكْتَشَــفُ

فَنُّ التَّخَاطُبِ ذَوْقٌ ليْسَ يُدْرِكُهُ
إلَّا كَريْمٌ بِـحُسْنِ الـخُلْقِ يَتَّصِفُ

This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لَو كُنتَ تَعلَمُ ما أَقولُ عَذَرتَني
أَو كُنتَ تَعلَمُ ما تَقولُ عَذَلتُكا

لِكِن جَهِلتَ مَقالَتي فَعَذَلتَني
وَعَلِمتُ أَنَّكَ جاهِلٌ فَعَذَرتُكا
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
القاعدة الرابعة عشرة من قواعد التوبة

علل التوبة:
*٢-ضعف العزيمة والتفات القلب للذنب.*

يرى ابن القيم رحمه الله أن من علل التوبة ومما يخدشها ضعف العزيمة، وعلامة ذلك التفات القلب، أن القلب يلتفت أحيانا ويشتاق أحيانا ويهيج أحيانا إلى ما كان عليه من الذنوب والخطايا، فلا زال في القلب بقية من شوقٍ إلى ذلك الذنب.

وهذا يدل على أن الشرط الثالث وهو: العزم على أن لا يعود أنه كان ضعيفًا، ولهذا من صلاح التوبة أن يعزم الإنسان عزمًا جازمًا على عدم العودة، بحيث أنه يكره ذلك الذنب، ويكره تاريخه ولذته ومواقعه ومشاهدته وحاله
.

*٣-طمأنينته بالتوبة وركونه لها .*

من علل التوبة طمأنينته بالتوبة وركونه إليها، فيرى التائب إذا كانت توبته مدخولة معلولة ناقصة، يرى أنه قد أدى ما عليه بالتوبة، وأنه قد اطمأن إليها، وأنه قد أعطيها منشورًا بالأمان، وأنه قد حقق ما عليه، وأنه قد أتى بالتوبة على أكمل وجوه، وأنه قد غفر له وهذا الاطمئنان، إنما هو دليل على خلل بالتوبة.

إذ التوبة الصادقة يتوبها الإنسان ومع هذا لا يزال خائفًا من أن الله لعله أن لا يتقبل توبته، فيعيش الإنسان بين الرجاء وبين الخوف.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أعدائي لهم فضلٌ عليّ ومنّة..
                     فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا
هم بحثو عن زلتي فاجتنبتها...
                    هم نافسوني فاكتسبت المعاليا
إن أظهرو غيظاً عليّ سأكظم
           غيظي لن أكون معاديا
وإن عزمو جمعا على الضر والأذى....
                   أحدق طرفي نحو مولاي شاكيا
فلا ترهب الأعداء مادمت مؤمنا...
               ولا تخشى غير الله ان كنت واعيا
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
القاعدة الرابعة عشرة من قواعد التوبة

علل التوبة:
*٤-استمرار الغفلة.*

أيضًا يرى ابن القيم رحمه الله أن هناك علة رابعة تخدش في التوبة، وهي استمرار الغفلة، بمعنى أن الإنسان لا يحدث بعد توبته تغير في أعماله الصالحة، فلازال في غفلته، ولا زالت عينه على جمودها، ولا زالت جوارحه على كسلها، ولا زال لسانه على فتوره عن ذكر الله، ولم تحدث له تلك التوبة تغيرًا في الأعمال.

فيرى أن هذا دليل على أن التوبة مدخولة، إذ التوبة لو كانت صادقة صالحة لغيرت تلك الجوارح إلى استبدال ما كانت عليه من ماضيها
.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
شُكرُ اللهِ سبحانه وتعالى على نِعَمِه مِن آكَدِ المهمَّاتِ على المسلِمِ؛ فكلُّ أمورِ العَبدِ تدورُ بينَ النِّعمةِ الَّتي تُشكَرُ، والبَلاءِ الَّذي فيه الصَّبرُ ابتغاءَ مَرضاةِ اللهِ سبحانه وتعالى.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "الطَّاعمُ الشَّاكرُ"، أي: الَّذي يأكُلُ الأَكْلةَ، فيَشكُرُ اللهَ ويَحمَدُه، "بِمَنزلةِ الصَّائمِ الصَّابرِ"، أي: كلٌّ مِنهما مأجورٌ، والمقصودُ بالمنزلةِ: أنَّ كلًّا مِنهما في طاعةٍ، وقيل: المعنى: أنَّ كلًّا مِنهما مُساوٍ للآخَرِ في الأجرِ، والصَّائمُ الصَّابرُ، هو الَّذي يَكُفُّ نفْسَه عن الأكلِ والشُّربِ والشَّهواتِ، ويَصبِرُ عن المباحاتِ مُدَّةَ الصِّيامِ ابتغاءَ مَرضاةِ اللهِ.
وفي الحديثِ: بيانُ فضلِ الشُّكرِ والصَّبرِ.(الدرر السنية)
قـال السَّعديّ  رحمه الله تعالىٰ- :

[مَن تغافلَ عنْ عيوبِ النَّاسِ وأمسَكَ لِسَانهُ عَن تتبُّعِ أحوَالِهِمُ الَّتي لا يحبُّون إظْهارهَا:

سَلِمَ دينُهُ وعرضُهُ، وألقى الله محبَّتَهُ في قلوبِ العبادِ، وسترَ الله عورتَهُ، فإنَّ الجزاءَ من جنسِ العَمَلَ وما ربُّك بظلَّامٍ لِلْعبِيدِ].

ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ (١١٢/١).
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
- الأُخُوَّةُ وَالصَّدَاقَةُ ... ذَاكَ شَيْءٌ نُسِخَ!!!
.
.
قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ-: ((كَانَ لَنَا أَصْدَقَاءُ وَإِخْوَانٌ أَعْتَدُّ بِهِمْ، فَرَأَيْتُ مِنْهُمُ الْجَفَاءَ، وَتَرْكَ شُرُوطِ الصَّدَاقَةِ وَالْأُخُوَّةِ عَجَائِبَ، فَأَخَذْتُ أَعْتِبُ، ثُمَّ انْتَبَهْتُ لِنَفْسِي فَقُلْتُ: وَمَا يَنْفَعُ الْعِتَابُ، فَإِنَّهُمْ إِنْ صَلَحُوا فَلِلْعِتَابِ لَا لِلصَّفَاءِ!!

فَهَمَمْتُ بِمُقَاطَعَتِهِمْ، ثُمَّ تَفَكَّرْتُ؛ فَرَأَيْتُ النَّاسَ بَيْنَ مَعَارِفَ وَأَصْدِقَاءَ فِي الظَّاهِرِ وَإِخْوَةً مُبَاطِنِينَ، فَقُلْتُ: لَا تَصْلُحُ مُقَاطَعَتُهُمْ، إِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ تَنْقُلَهُمْ مِنْ دِيوَانِ الْإِخْوَةِ، إِلَى دِيوَانِ الصَّدَاقَةِ الظَّاهِرَةِ.

فَإِنْ لَمْ يَصْلُحُوا لَهَا؛ نَقَلْتَهُمْ إِلَى جُمْلَةِ الْمَعَارِفِ، وَعَامَلَتْهُمْ مُعَامَلَةَ الْمَعَارِفِ، وَمِنَ الْغَلَطِ أَنْ تُعَاتِبَهُمْ.

قَالَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ: بِئْسَ الْأَخُ أَخٌ تَحْتَاجُ أَنْ تَقُولَ لَهُ اذْكُرْنِي فِي دُعَائِكَ.

وَجُمْهُورُ النَّاسِ الْيَوْمَ مَعَارِفٌ، وَيَنْدُرُ فِيهِمْ صَدِيقٌ فِي الظَّاهِرِ، فَأَمَّا الْأُخُوَّةُ وَالْمُصَافَاةُ فَذَاكَ شَيْءٌ نُسِخَ، فَلَا يُطْمَعُ فِيهِ، وَمَا أَرَى الْإِنْسَانَ تَصْفُو لَهُ إِخْوَةٌ مِنَ النَّسَبِ وَلَا وَلَدِهِ وَلَا زَوْجَتِهِ.

فَدَعِ الطَّمَعَ فِي الصَّفَا، وَخُذْ عَنِ الْكُلِّ جَانِبًا، وَعَامْلِهُمْ مُعَامَلَةَ الْغُرَبَاءِ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَنْخَدِعَ بِمَنْ يُظْهِرَ لَكَ الْوُدَّ، فَإِنَّهُ مَعَ الزَّمَانِ يَبِينُ لَكَ الْحَالُ فِيمَا أَظْهَرَهُ، وَرُبَّمَا أَظْهَرَ لَكَ ذَلِكَ لِسَبَبٍ يَنَالُهُ مِنْكَ.

وَقَدْ قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: ((إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُصَادِقَ صَدِيقًا فَأَغْضِبْهُ، فَإِنْ رَأَيْتَهُ كَمَا يَنْبَغِي فَصَادِقْهُ)).

وَهَذَا الْيَوْمَ مُخَاطَرَةٌ؛ لِأَنَّكَ إِذَا أَغْضَبْتَ أَحَدًا صَارَ عَدُوًّا فِي الْحَالِ!!

وَالسَّبَبُ فِي نَسْخِ حُكْمِ الصَّفَا، أَنَّ السَّلَفَ كَانَتْ هِمَّتَهُمُ الْآخِرَةُ وَحْدَهَا، فَصَفَتْ نِيَّاتُهُمْ فِي الْأُخُوَّةِ وَالْمُخَالَطَةِ، فَكَانَتْ دِينًا لَا دُنْيَا.

وَالْآنَ فَقَدِ اسْتَوْلَى حُبُّ الدُّنْيَا عَلَى الْقُلُوبِ؛ فَإِنْ رَأَيْتَ مُتَمَلِّقًا فِي بَابِ الدِّينِ فَاخْبُرْهُ تَقْلِهِ -أَيِ اخْتَبِرْ حَقِيقَتَهُ تُبْغِضْهُ-)).
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
2024/09/29 20:15:41
Back to Top
HTML Embed Code: