Telegram Web Link
المعاصي تُطفئ نار الغيرة من القلب:

قال ابن القيم رحمه الله:

ومن عقوبات الذنوب: أنّها تطفىء من القلب نار الغيرة التي هي لحياته وصلاحه كالحرارة الغريزيّة لحياة البدن.

فالغيرة حرارته وناره التي تُخرج ما فيه من الخَبَث والصفات المذمومة، كما يُخرج الكير خبث الذهب والفضة والحديد.

وأشرف الناس وأعلاهم همّةً أشدُّهم غيرة على نفسه، وخاصته، وعموم الناس.

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أغير الخلق على الأمة، والله سبحانه أشدّ غيرةً منه، كما ثبت في الصحيح عنه أنه قال: (أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغيرُ منه، والله أغيَرُ منّي).

وفي الصحيح أيضًا عنه أنّه قال في خطبة الكسوف: «يا أمّة محمد، ما أحدٌ أَغيَر من الله أن يزني عبده، أو تزني أمَتُه».

وفي الصحيح أيضًا عنه أنه قال: «لا أحد أَغْيَرُ من الله، من أجل ذلك حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن).

📗 الداء والدواء (ص ١٦٣ - ١٦٤).


فائدة نفيسة في اجتماع الغَيرة والعُذر:

قال ابن القيم رحمه الله:

في الصحيح أيضًا عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا أحد أَغْيَر من الله، من أجل ذلك حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

ولا أحد أحبّ إليه العذر من الله من أجل ذلك أرسل الرسل مبشّرين ومنذرين.

ولا أحد أحبّ إليه المدح من الله، من أجل ذلك أثنى على نفسه).

فجمع في هذا الحديث بين الغيرة التي أصلها كراهة القبائح وبغضها، ومحبة العذر الذي يوجب كمال العدل والرحمة والإحسان.

وأنه سبحانه مع شدة غيرته يحبّ أن يعتذر إليه عبده، ويقبل عذر من اعتذر إليه، وأنه لا يؤاخذ عبيده بارتكاب ما يغار من ارتكابه حتى يعذر إليهم، ولأجل ذلك أرسل رسله، وأنزل كتبه إعذارًا وإنذارًا.

وهذا غاية المجد والإحسان ونهاية الكمال، فإنّ كثيرا ممّن تشتدّ غيرته من المخلوقين تحمله شدة الغيرة على سرعة الإيقاع والعقوبة من غير إعذار منه، ومن غير قبول لعذر من اعتذر إليه؛ بل قد يكون له في نفس الأمر عذر، ولا تدعه شدة الغيرة أن يقبل عذره.

وكثيرٌ ممّن يقبل المعاذير يحمله على قبولها قلة الغيرة، حتى يتوسع في طرق المعاذير، ويرى عذرا ما ليس بعذر، حتى يعذر كثير منهم بالقدَر.

وكلُّ منهما غير ممدوح على الإطلاق.

وقد صح عن النبي ﷺ أنه قال: (إنّ من الغيرة ما يحبها الله، ومنها ما يبغضه الله، فالتي يبغضها: الغيرة في غير ريبة..) وذكر الحديث.

وإنما الممدوح اقتران الغيرة بالعذر، فيغار في محل الغيرة، ويعذر في موضع العذر، ومن كان هكذا فهو الممدوح حقا.

📗 الداء والدواء (ص ١٦٤ - ١٦٦).
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
.          « روض نفسك »

يا هذا: طهر قلبك من الشوائب، فالمحبة لا تلقى إلا في قلب طاهر، أما رأيت الزارع يتخير الأرض الطيبة ويسقيها ويرويها ثم يثيرها ويقلبها، وكلما رأى حجرًا ألقاه، وكلما شاهد ما يؤذي نحاه، ثم يلقي فيها البذر ويتعاهدها من طوارق الأذى؟

وكذلك الحق عز وجل إذا أراد عبدًا لوداده حصد من قلبه شوك الشرك، وطهره من أوساخ الرياء والشك، ثم يسقيه ماء التوبة والإنابة، ويثيره بمسحأة الخوف والإخلاص، فيستوي ظاهره وباطنه في التقى، ثم يلقي فيه بذر الهدى، فيثمر حب المحبة، فحينئذ تحمد المعرفة وطنًا ظاهرًا، وقوتًا طاهرًا، فيسكن لب القلب، ويثبت به سلطانها في رستاق البذر، فيسري من بركاتها إلى العين ما يفضها عن سوى المحبوب، وإلى الكف ما يكفها عن المطلوب، وإلى اللسان ما يحبسه عن فضول الكلام، وإلى القدم ما يمنعه من سرعة الإقدام

فما زالت تلك النفس الطاهرة رائضها العلم، ونديمها الحلم، وسجنها الخوف، وميدانها الرجاء، وبستانها الخلوة، وكنزها القناعة وبضاعتها اليقين، ومركبها الزهد، وطعامها الفكر، وحلواها الأنس، وهي مشغولة بتوطئة رحلها لرحيلها، وعين أملها ناظرة إلى سبيها، فإن صعد حافظاها، فالصحيفة نقية، وإن جاء البلاء فالنفس صابرة تقية، وإن أقبل الموت وجدها من الغش خلية

فيا طوبى لها إذا نوديت يوم القيامة: ﴿يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية﴾.

[ مواعظ ابن الجوزي رحمه الله ]
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
( اللطيف)

من أسماء الله جل جلاله.
وفيه من المعاني الجليلة ما لاحصر له.

قال ابن سعدي- مفتتحاً الكلام عن هذا الاسم الكريم-:
" يا لطيفاً بالعباد، لطيفاً لما يشاء، الطف بنا في جميع الأمور".
قال:"ما معنى لطف الله بعبده ولطفه لعبده الذي تتعلق به آمال العباد ويسألونه من ربهم؟
وهو أحد معنيَيْ مقتضى اسمه اللطيف؛ فإن اللطيف بمعنى الخبير العليم قد تقرر معناه، ولكن المطلوب هنا المعنى الثاني، الذي يضطر إليه العباد، ولنذكر بعض أمثلته وأنواعه، ليتضح".

ثم أفاض في ذكر أمثلة هذا الاسم الكريم وأنواعه بما لا تكاد تجده في كتاب.

" المواهب الربانية"-ضمن مجموع مؤلفات الشيخ(٦٧٧/٣).
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ليس كل من يصلح للمجالسة يصلح للمُؤانسة، ولا كلّ من يصلح للمؤانسة يؤمن على الأسرار ولايُؤمن على الأسرار إلا الأمناء فقط.
محرمات استهان بها الناس

18 ــ الغيبة:

صارت فاكهة كثير من المجالس غيبة المسلمين والولوغ في أعراضهم وهو أمر قد نهى الله عنه ونفر عباده منه ومثله بصورة كريهة تتقزز منها النفوس فقال عز وجل: ( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ) الحجرات/12 .

وقد بين معناها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: " أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته ".
📚 رواه مسلم 4/2001 .

فالغيبة ذكرك للمسلم بما فيه مما يكرهه سواء كان في بدنه أو دينه أو دنياه أو نفسه أو أخلاقه أو خلقته ولها صور متعددة منها أن يذكر عيوبه أو يحاكي تصرفا له على سبيل التهكم.

والناس يتساهلون في أمر الغيبة مع شناعتها وقبحها عند الله ويدل على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: " الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه ".
📚 السلسلة الصحيحة 1871 .

ويجب على من كان حاضرا في المجلس أن ينهى عن المنكر ويدافع عن أخيه المغتاب وقد رغب في ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: " من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ".
📚 رواه أحمد 6/450 وهو في صحيح الجامع 6238.

يتبع.....
قال الشيخ العلامة الدكتور محمد أمان الجامي رحمه الله:

ليس معنى الرفق بالناس اخفاء الحق وعدم بيان الحق وتجميع الناس تحت اسم الإسلام دون أن تبين [أن] هناك عقيدة صحيحة وعقيدة سقيمة، وهناك فرق ضالة وهناك منهج سليم، لا بد من بيان ذلك.

📙 [شرح الفتوى الحموية الكبرى 07].
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أرى كل إنسان يرى عيب غيره

ويعمى عن العيب الذي هو فيه

وما خير من تخفى عليه عيوبه

ويبدو له العيب الذي لأخيه
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#حقوق_القلب

#مفسدات_القلب_الخمسة : ١

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:

  المفسد الأول:

كثرة المخالطة:
فأما ما تؤثره كثرة الخلطة: فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود، ويوجب له تشتتا وتفرقا وهما وغما، وضعفا، وحملا لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء، وإضاعة مصالحه، والاشتغال عنها بهم وبأمورهم، وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم. فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة؟ هذا، وكم جلبت خلطة الناس من نقمة، ودفعت من نعمة، وأنزلت من محنة، وعطلت من منحة، وأحلت من رزية، وأوقعت في بلية. وهل آفة الناس إلا الناس؟ وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة في الدنيا، وقضاء وطر بعضهم من بعض، تنقلب إذا حقت الحقائق عداوة، ويعض المخلط عليها يديه ندما، كما قال تعالى:
{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً ، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي } [الفرقان:27-29].


وقال تعالى: { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } [الزخرف:67]،
وقال خليله إبراهيم لقومه: { إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ } [العنكبوت:25]، وهذا شأن كل مشتركين في غرضك يتوادون ما داموا متساعدين على حصوله، فإذا انقطع ذلك الغرض، أعقب ندامة وحزناً وألماً وانقلبت تلك المودة بغضاً ولعنة، وذماً من بعضهم لبعض.

والضابط النافع في أمر الخلطة: أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة، والأعياد والحج، وتعلم العلم، والجهاد، والنصيحة، ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات.


فإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر، ولم يمكنه اعتزالهم: فالحذر الحذر أن يوافقهم، وليصبر على أذاهم، فإنهم لابد أن يؤذوه إن لم يكن له قوة ولا ناصر. ولكن أذى يعقبه عز ومحبة له، وتعظيم وثناء عليه منهم، ومن المؤمنين، ومن رب العالمين، وموافقتهم يعقبها ذل وبغض له، ومقت، وذم منهم، ومن المؤمنين، ومن رب العالمين. فالصبر على أذاهم خير وأحسن عاقبة، وأحمد مالا. وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات، فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة لله إن أمكنه.


ويشجع نفسه، ويقوي قلبه، ولا يلتفت إلى الوارد الشيطاني القاطع له عن ذلك، بأن هذا رياء ومحبة لإظهار علمك وحالك، ونحو ذلك، فليحاربه، وليستغن بالله، ويؤثر فيهم من الخير ما أمكنه.
فإن أعجزته المقادير عن ذلك، فليَسُلَّ قلبه من بينهم كسل الشعرة من العجين، وليكن فيهم حاضراً غائباً، قريباً بعيداً، نائماً يقظاناً، ينظر إليهم ولا يبصرهم، ويسمع كلامهم ولا يعيه، لأنه قد أخذ قلبه من بينهم ورقى به إلى الملأ الأعلى، يسبح حول العرش مع الأرواح العلوية الزكية، وما أصعب هذا وأشقه على النفوس، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، فبين العبد وبينه : أن يصْدُق الله تبارك وتعالى، ويديم اللجأ إليه، ويلقي نفسه على بابه طريحاً ذليلاً، ولا يُعين على هذا إلا محبة صادقة، والذكر الدائم بالقلب واللسان، وتجنب المفسدات الأربع الباقية الآتي ذكرها، ولا ينال هذا إلا بعدة صالحة، ومادة قوة من الله عز و جل، وعزيمة صادقة، وفراغ من التعلق بغير الله تعالى. والله تعالى أعلم.


يتبع إن شاء الله...
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
محرمات استهان بها الناس

21 ــ سماع المعازف والموسيقى:

كان ابن مسعود -رضي الله عنه- يقسم بالله أن المراد بقوله تعالى: ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ) هو الغناء.
📚 [ تفسير ابن كثير 6/333].

وعن أبي عامر وأبي مالك الأشعري -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ... ".
📚 رواه البخاري انظر الفتح 10/51 .

وعن أنس -رضي الله عنه- مرفوعا: " ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ وذلك إذا شربوا الخمور واتخذوا القينات وضربوا بالمعازف ".
📚 انظر السلسلة الصحيحة 2203 وعزاه إلى ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والحديث رواه الترمذي رقم 2212 .

وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الكوبة وهي الطبل ووصف المزمار بأنه صوت أحمق فاجر وقد نص العلماء المتقدمون كالإمام أحمد -رحمه الله- على تحريم آلات اللهو والعزف كالعود والطنبور والشبابة والرباب والصنج ولا شك أن آلات اللهو والعزف الحديثة تدخل في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في النهي عن المعازف وذلك كالكمنجة والقانون والأورج والبيانو والغيتار وغيرها بل إنها في الطرب والنشوة والتأثير أكبر بكثير من الآلات القديمة التي ورد تحريمها في بعض الأحاديث بل إن نشوة الموسيقى وسكرها أعظم من سكر الخمر كما ذكر أهل العلم كابن القيم وغيره ولا شك أن التحريم يشتد والذنب يعظم إذا رافق الموسيقى غناء وأصوات كأصوات القينات وهن المغنيات والمطربات وتتفاقم المصيبة عندما تكون كلمات الأغاني عشقا وحبا وغراما ووصفا للمحاسن ولذلك ذكر العلماء أن الغناء بريد الزنا وأنه ينبت النفاق في القلب وعلى وجه العموم صار موضوع الأغاني والموسيقى من أعظم الفتن في هذا الزمان.

ومما زاد البلاء في عصرنا دخول الموسيقى في أشياء كثيرة كالساعات والأجراس وألعاب الأطفال والكمبيوتر وبعض أجهزة الهاتف فصار تحاشي ذلك أمرا يحتاج إلى عزيمة. والله المستعان.

يتبع.....
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
2024/09/29 08:23:25
Back to Top
HTML Embed Code: