" بلغني أنك متعب يا صاحبي .. لا عليك .. سأحكي لك شيئاً يطمئن قلبك : خذ نفسا عميقا، ودع كل شيء جانبا .. ثم، يا ذا القلب الجميل .. سلّم الأمر لصاحب الأمر، وسله أن يرمم قلبك، ويجبر خاطرك .. لكن قبل كل هذا، سله الرضا عن أقداره، فإنك متى رضيت استوى عندك المنح والمنع "
" لعلك ثباتٌ لغيرك وأنت لا تدري ! فقد تنزل الفتنة بأخيك، فيرى ثباتك فيثبت لثباتك .. ولعل عينًا ترمقك وأنت لا تدري .. ولعل قلبًا يَتقوَّى بك وأنت لا تدري ! ثباتك ليس لك وحدك، بل قد يتعدى أثره إلى غيرك "
" فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أَعين " يخفي الله لك عوضًا جميلًا تقر به عينك . وعوض الله حين يأتي ينقل القلب من العجزِ عن الطلب إِلى العجز عن تخيل كيف تحقق الطلب ! "
صباحكم العوض الجميل الذي تقر به أعينكم، وتسعد به وأرواحكم ..
"على سبيل الطمأنينة، أردت أن أقول لك: لا تهلك عقلك في التفكير في كيفية تدابير الله.. أمر الله نافذ، ولو كانت كل الطرق مغلقة، والأمور متعسرة.. ما يريده الله كائن لا محالة.. أما عن كيف؟ ومتى؟ فتلك أمور يختص الله بها.. كل الأشياء ستأتيك، ولكن في وقتها المناسب، فاطمئن"
" لا تجعل ما أصابك من مكروه سبباً إلى الاكتئاب .. كل ما تستطيع أن تقاومه من المكاره فقاومه، وعامِل الله فيه بالصبر .. فإنك إن عاملته بالصبر، عاملك بالجبر .. حتى إنه ليجعلك ترى المفقود كأنه صفحة حياة انقلبت وكأنك لا تقرؤُها، أو حتى لم تقرأْها سابقاً ! "
" ثم تأتي إرادة الله، فتتيسر معسراتك، وتُفتح مغاليقها، لتأتيك كاملة تامة مصحوبة بجميل عطاء ربك وكرمه .. فلا يغرنك تشتتها الآن، ولا تحزن لاستحالتها، فوالله لو كان بينك وبينها غوامق البحار، وشواهق الجبال؛ يأتِ بها الله إن الله لطيفٌ خبير "